اخر الروايات

رواية انا السيء كاملة بقلم سوما العربي

رواية انا السيء كاملة بقلم سوما العربي 




يا حلو صبح يا حلو طل.. يا حلو صبح نهارنا فل.. من اد ايه وانااا بستناك وعينى على الباب والشباك... من اد ايه وانا بستنااك وعينى على الباب والشباك عشان اقولك واترجاااك يا حلو سا حلو صبح.. ياحلو صبح يا حلو طل.. ياحلو صبح نهارنا فل..

من داخل احد الأحياء الشعبية فى شرفه احد المنازل وقفت تلك الجميله تدندن بروقان واستمتاع هذه الاغنيه الشهيرة المحببه للجميع وهى تحتسى كوب النسكافيه الخاص بها بعدما قامت باعداده بمنتهى الدقه.

مكتوب عليا ابص لفووق واجيب لقلبى شوق على شوق.. مكتوب عليا ابص لفووووق واجيب لقلبى شوق على شوق..... قاطعتها صوت قادم من الشرفه المجاورة:وده ليه يا رايقه على الصبح؟
_:عشان قصيرة ياحبيبه.
حبيبه:بقا ده منظر واحدة مرفوضه من شغلها لسه امبارح طازه... نفسى فى نص روقانك ده يا هاجر.
هاجر بامتعاض:بقا يارب دونا عن كل الخلق ما لاقيش الا دى اصاحبها وكمام تبقى الشقه لازقه فى الشقه حتى البلكونات كمان.
حبيبه:مش عاجبك يابنت ليلى.
هاجر :اه مش عاجبني.. واسكتى بقا بوظتيلى المود.
حبيبه بجنان:يالهوووى.. انتى ايه.. ده انتى لسه مرفوده امبارح.. واحده غيرك كان زمانها مبوزه وشايله هم الدنيا ومكتئبه.
هاجر وهى تتلمس بشره وجهها :لا لا اكتئب ايه.. انا واحده بتخاف على بشرتها وشعرها من الزعل... هينفعنى فى ايه الشغل لما تظهرلى تجعيده هنا ولا هناك.
حبيبه:عارفه نفسى فى ايه.
هاجر :طعميه سخنه صح؟
حبيبه :لا.. نفسى اطبق فى زماره رقابتك.
هاجر :وازمر انا بايه بعد كده.
جبيبه بجنون:لاااااا.. انا هروح افطر عشان الحق شغلى بدل ما اصور قتيل هنا.
ثم دلفت للداخل بجنون ونفاذ صبر.

هاجر بمرح:خد هقولك ماتبقاش قماص كده..
ثم أخذت شهيقا عالياً وهى تتذكر انه عليها البحث اليوم عن عمل جديد لا تريد أن تزيد من أعباء اخيها فهو يحمل مسؤليتهم منذ وفاة والدهم ولم يشتكي يوما ولكنها لا تريد أن تزيد عليه هى الاخرى. تحاول دائما ان تخفف من هول المصائب تعلم علم اليقين أن رب الكون لن يتركها ابدا. ضحكت مجدداً وهى تتذكر مديرها فى العمل وخلافها معه ثم تطاولها عليه حين تعدا حدوده معها.

تنهدت مجددا وهى تفكر ان عليها اليوم البحث عن عمل جديد.

قطع شرودها صوت اخيها قائلا بضيق:مش قولت 100 مره قبل كده ماتخرجيش البلكونه بشعرك.
ابتسمت هى وقالت :صباحو فل يا شق.

قال من جديد :صباح الخير وماتغيريش الموضوع.. هو انتى فى الشارع محجبه وفي البلكونه بشعرك.
هاجر بمرح:البلكونه بتاعتنا إنما الشارع مش بتاعنا.
نظر لها ثوانى بصدمه ثم ابتسم وقال:اعمل فيكى ايه بس... اه من طوله لسانك ده.
هاجر :تنكر يا اخ عمر انه احلى حاجة فيا.
عمر بقلة حيله:لأ.. ثم قال يخشونه لا تقبل الرفض من جديد: بس برضه اتفضلى جوه بشعرك ده.

زمت شفتيها وهى تضرب الارض كالأطفال وقالت:اهو.. دخلت اهو.. يارب.. اهو يارب.. الى مضايقنى اهو يارب.
عمر من خلفها :سمعتك يا اوزعه وهاجى اجيبك من قفاكى.
هاجر:لا خلاص الطيب احسن.. انا قفايا ورم.
قاطعتهم والدتهم متذمره:لو خلصتوا مناقره خلاص تعالوا ساعدنونى اعمل الفطار.

جلس عمر على الاريكه أمام التلفاز واشار لهاجر وكأنها جاريه:روحى ساعديها يالا.
هاجر بغضب :نعم.. وانت ماتساعدناش ليه.
عمر ببساطه وهو يطصنع النهوض:خلاص اقوم اساعد.. انا مش بحب ازعلك.. بس هو المطبخ إلى ضيق ومش بعرف احرك ايدى ولا جسمى مش بلاقى مكان غير قفاكى يا جوجو.
هاجر بعبوس وهى تضع يدها على رقبتها من الخلف :وهو المطبخ بيضيق على ايدك بس.. ومش بتلاقى براح غير فى قفايا.. خليك يا خويا والنبى مانت قايم.

جلس براحه مجددا وقال:الى تشوفيه.. وتحطى كمون على البيض مش كل يوم هفكركوا.

نظرت له بغيظ فى حين صاحت والدتها من المطبخ تطلب المساعدة فدلفت لها وهى تتأفف بسخط منه وهو يبتسم بنصر ويتابع التلفاز.

_____________________________

فى محافظة المنوفية
وقفت تلك الفتاة وهى تضبط ملابسها تنظر لتلك العلامه الموجودة على وجهها وهى تتنهد بحزن... رغم مرور سنوات من العلاج المتواصل الا انه مازال لها أثر.. كم كرهت ذلك اليوم وتلك الحادثه التى نتج عنها ذلك الحرق وهذه العلامه.. ورغم سعيها الدائم فى العلاج حتى إجراء عمليات التجميل ولكن لم تختفى نهائيا تركت أثر على اهم جزء بجسدها وهو وجهها.

أنهت ارتداء ملابسها وشرعت فى ارتداء نقابها بحزن..

طرقات متتاليه على باب غرفتها حتى اذنت للطارق بالدخول قائله وهى تحاول مدارات حزنها الدائم مبتسمة :جيسيكا.. صباح الخير.

ابتسمت الأخرى بصعوبه قائله :صباح النور.. خالتو بتقولك يالا اتاخرتى.
_:مالك بس يا جيسى.
جيسيكا :مش عارفة ليه ماما منشفه دماغها فيها ايه لما اشتغل.. ماتكلميها انتى يا ابله اسيل.
اسيل :يابنتى انتى لسه صغيره وفى اولى كليه.. تشتغلى ازاى بس.
جيسيكا بقهر:عايزه اساعد ماما.. هى مالهاش غيرى.. هنجمع حق العمليه منين.

اسيل بشهامه معروفه عنها :مش الدكتور قال هيرد علينا كمان يومين ويقول مطلوب ايه وهتتكلف كام.. ماتخافيش انا كنت شايله قرشين كده تحت البلاطه إن شاء الله يكفوا.. انتى عارفه انا بشتغل من زمان وبحوش.

جيسيكا :وانتى ذنبك ايه بس يا ابله.. دى اكيد فلوس جوزك.
اسيل بهروب من حزنها بسبب تأخر زواجها:ذنبى انى بحبك يا اوزعه يا مقروضه انتى.. لما ابقى اجى اتجوز ياختى يحلها الحلال... قولى بس يارب الفلوس تكفى.
صمتت جيسيكا بحزن من جديد وقالت بقهر :بقى ابقى بنت أغنى عيله في مصر ومش عارفة اعيش زى باقى البنات ولا البس زيهم.. امى بتخدم في المستشفيات لحد ما التعب والمرض اكل جسمها ومافيش في يوم شوفت حد من اهلى قال انتى جعانه ولا شبعانه.. محتاجه ولا لأ.. انا مش عارفة من غيرك انتى وخالتو وخالو كنا عملنا ايه.

ضمتها اسيل لها بحزن وشفقه على هذه الصغيره وقد بدأت شهقاتها تعلو مكمله:انا تعبت اوى يا ابله.. نفسى اصرخ بكل الى جوايا.. ماكنتش بلاقى البس ولا اكل زى باقى البنات من سنى.. باخد لبسى منك..عايشه طول عمرى محرومه بس والله عمرى مابصيت فى الى فى ايد غيرى ودايما حامده وراضيه.. بس.. بس تعب امى.. تعب امى صعب.. ده.. ده كانسر.. طول عمرها متعذبه من الشغله دى للشغله دى.. وجه الزمن زاد وغطى بعتلها تعب ياكل فيها وهى حيه.. اعمل ايه.. واروح فين بس..مش عايزه اكل ولا شرب ولا لبس.. مش عايزه حتى سقف يحمينى.. بس عايزه امى تخف.. مش عايزاها تتعذب الباقى من عمرها.. مش معقول هقف متكتفه كده طول حياتي.

ضمتها اسيل بقوه مغمضه عينيها بحزن ووجع لعذاب هذه الصغيرة من رائ مصائب غيره هانت عليه مصيبته.
تحدثت وهى تمسح على كتفها قائله :طب ما تحاول توصلى لأى حد من عيلتك.
جيسيكا :رافضين يقابلونى.. مجرد بس ما اقول الاسم من على البوابة الرد جاهز اتوماتيك.. ماحدش جوا.. كلهم مسافرين.. اخر مره صعبت على واحد من بتوع الامن :قالى يا انسه ماتتعبيش نفسك كلهم جوا بس مش عايزين يدخلوكى ومنبهين انك لو جيتى نطردك.

اسيل:ليه كده طيب.. فى حد يرمى لحمه.
جيسيكا بجهل:مش عارفة.. ومابقتش عايزه اعرف.. ربنا ينتقم منهم.. انا بكره العيله دى.. وخصوصاً الى اسمه شاهين ده.
اسيل بسخريه:الكبير بقا ولا الصغير.
جيسيكا بكره وحقد:الاتنين.
اسيل:حقى مالكيش حق ابدا.. ده شاهين حفيدهم الكبير ده ايه حاجه اوووز.. لووز.
جيسيكا باشمئزاز وحقد:الرجوله مش بالشكل ولا العضلات.. وانا كرهته من قبل ما اشوفوا.
اسيل :انتى ماشفتيهوش قبل كده ولا ايه.
جيسيكا بسخرية :لأ طبعا شوفته.. ده صوره ماليه النت والفيس بوك.. ده غير كمية البنات اللي بتكراش عليه.. حقيقي المظاهر خداعه ومش كل الى بيلمع دهب.. من هيئته من برا تقولى اد ايه جدع وشهم ورجوله وحنين.. ماحدش يصدق انه هو هو نفس الشخص اللي مانع بنت عمه من حقها وكل ماتروح يرفض يشوفها حتى.

اسيل بمرح محاولة إنهاء هذا الحزن:يابت ورقى بقا وفكك من العالم المعفنه دول.. قومى بينا نفطر زمان الفول برد.

ابتسمت بشحوب وقالت :يالا بينا.

خرجا سريعاً وجدا والدتيهم جالستان على مائدة الإفطار.
اسيل :صباح الخير يا ماما.
والدتها:صباح الخير يا حبيبتي.
اسيل لخالتها:صباح الخير يا نانا.
ابتسمت خالتها بحب فقالت والدتها :ناديه.. زعقى للبت دى خليها تحترمك شويه.
ناديه والده جيسيكا:سبيها يا فوقيه.. اخرجى انتى منها.
فوقيه:اولعوا انتو الاتنين.
اسيل:ياسلام عليكى يا نونتى يا كايده الاعادى.
فوقيه :طب كلى يام لسانين وانتى ساكته وسيبى خالتك تعبانه.

نظرت ناديه تجاه ابنتها وقالت :ماسافرتيش كليتك ليه يا جيسى.
اغمضت جيسيكا عينيها وزفرت على مهل قائله :ماما انا هنقل من الكليه دى.

صرخت ناديه وفوزيه وهن يضربن على صدورهم بعويل فقالت ناديه:انتى اتجننتى يابنت بطنى.. دى اخرة تعبىى وشقايا معاكى.
فوقيه مكمله :بقا حد يحول من كليه طب.. اتجننتى ياجيسى ولا ايه.. ده امك اتحملت ياما وشافت الذل عشان تحققى حلمها تقومى انتى بالبساطه دى وتقولى هحول منها.
جيسيكا :ياجماعه افهموا.. الكليه دى مش بالسهل كده.. كتبها غاليه ومصاريفها كتير ده غير السفر وفلوس السكن... انتو الى صممتوا ادخل طب ومجموعى جاب طب القاهرة اعمل ايه.. هدخل تجارة هنا ولا اى حاجة واوفر.. كمان انا بترعب من منظر الدم والجثث مش بقدر بجد.

ناديه بأنفعال غير محتمل الجدال:انتى هتكلمى فى كليتك ومش هتسيبيها حتى لو هقطع من لحمى واصرف عليكى انتى سامعه.

ادمعت اعين الحضور فقالت جيسيكا ببكاء يقطع نياط القلب:حرام كده يا ماما. بكفاياكى شغل بقا.. بكفاياكى شقا بقا... كفاية عليكى تعب السنين دى كلها والخدمة فى المستشفيات كفاية.

ناديه وهى تلهث من تعبها:مش هرتاح غير لما اشوفك دكتوره زى الدكاتره الى كنت بخدم عليهم في المستشفيات الى بتقولى عليها دى... ساعتها بس هقدر ارفع راسى واخد نتيجه تعبى.. انتى الى هترفعى راسى وعينى فى عين كل واحد قل منى هرفع راسى عن كل يوم ذل شوفتوا.. هفرح بيكى وانا شيفاكى دكتوره شاطره.. هطمن انى سايبه في ايدك شهادة توقفك على رجليكى.. اوعدينى يا بنتى.. اوعدينى واعتبريها وصيه منى ليكى.

نهضت من مكانها وسط دموع اسيل وفوقيه واحتضنتها قائله :حاضر يا امى حاضر.. اوعدك.. بس بلاش تتعبى نفسك عشان خاطرى.
ناديه :يبقى تاكلى وتقومى تركبى تروحى جامعتك.
جيسيكا :حاضر يا ماما حاضر.
مسحت اسيل عينيها وقالت بمرح:طب ايه الاكل برد.. وانا ورايا شغل مش فاضيه.. يالا زمان سلمى مستنيانى.

فوقيه:يالا يالا افطروا وخدى بنت خالتك فى سكتك لحد الموقف.
اسيل بشهامه:ده احنا عنينا لست جيسى.

ابتسموا جميعا بحب وشرعوا فى الإفطار.

وبعد دقائق كانت اسيل تقود سيارتها المتواضعة التى ابتاعتها من مالها ومجهودها. والى جوارها جيسيكا بملابسها البيسطه.

اسيل اتاخرت على سلمى اوى.. صوتها كان متضايق.
جيسيكا :تلاقي الجدع الى هى بتحبه ده الى مزعلها.
اسيل:انا غلطانه انى حكيت لعيله زيك.
جيسيكا بمزاح:انتى ما حكتيش انا الى كنت بتسنط عليكوا.
اسيل بعصبه :وبتعترفى كمان..ايه ده.
جيسيكا بتفاجئ:ايه ده.. فى ايه.. انا بهزر.. وصاحبة الشأن نفسها عارفة وهى الى حكت فى ايه.
اسيل بعصبيه غبيه:خلاص وصلنا الموقف اهو اتفضلى.

نظرت لها جيسيكا بحزن وغضب ولم تتحدث وذهبت سريعا للسياره التى ستقلها للقاهره.

زفرت اسيل بغضب وهاتفت سلمى:الو.. انتى فين... ماشى انا جنبك.

أغلقت الهاتف وقادت بغضب من جديد.

بعد دقائق كانت تتحدث بغضب مع صديقتها قائله:مابحبش كده ياستى.. انا ربنا خالقنى كده يا سلمى اعمل ايه يعني.

سلمى ببساطة :يابنتى البنت فعلاً كانت بتهزر معانا وعملت نفسها قال يعني بتتسنط وهى لا كانت بتتسنط ولا حاجة ده كان هزار وانا الى حكيتلها من نفسى عشان بحبها.. ماكنش المفروض تتعصبى كده.

زفرت اسيل وقالت بإصرار :اهو اللي حصل بقا.

صمت قليلا ثم قالت :قوليلى بقا ايه اللي مضايقك.

نظرت لها سلمى بحزن فقالت هى:اممم هو سى احمد بتاعك.. حد يحب واحد اسمه احمد وكمان برج الأسد.. انتى فى وعيك يابنتى؟!

سلمى بضيق:يوم يرفعنى لسابع سما ويوم ينزلنى لسابع ارض... مابقتش عارفة اعمل ايه؟
اسيل:هقول ايه الغلط غلطك.. انتى الى روحتى حبيتى واحد متجوز ومخلف... يبقى استحملى بقا.

سلمى بضيق:ماتبطلى بقا الدبش الى بتحدفيه ده على الصبح.

اسيل ببساطه وهى مقتنعه
بذلك:انا بقولك الحقيقه.

نظرت سلمى للنافذه وقالت بعضب:طب سوقى وانتى ساكته.

فاكملت اسيل القيادة بلا مبالاة.
_____________________________

امام جامعة القاهرة

وقفت تلك الفتاه تحاول عبور الطريق وهى لا تعرف وجهتها جيدا. وجدت احدى الفتيات تسير بجوارها فقالت :لو سمحتي.. هى بوابة الدخول منين.

الفتاه الأخرى :اول باب على اليمين.

الفتاه:شكرا.

الفتاه الأخرى مبتسمة :العفو.
قالت هذا تزامنا مع ارتفاع رنين هاتفها :الو يا هاجر.
هاجر :انتى فين يا حبيبه.
حبيبه:فى الجامعة.
هاجر :نعم.. ليه يا ختى.
حبيبه :قرف.. الاتش ار طالبين ورق من كل الموظفين الجداد من الجامعة بتاعتهم.. اخدت النهاردة نص يوم اجازة بالعافيه هخلص طياره واروح اود..قطع حديثها اصطدامها باحد بقوه.
حبببه:سورى ماعلش اصل... قطعت حديثها مبتسمة وهى ترى نفس الفتاه وقالت: ههههههه... انتى تانى.
الفتاه بحرج:ماعلش اصلى لسه جديده هنا.
حبيبه :انتى سنه اولى؟
الفتاة :لأ تانيه بس نقلت من جامعة تانيه.

ابتسمت حبيبه وقالت طب ثوانى وتناولت الهاتف من حديد :ايوه يا حوجو. طب اقفلى وشويه وهكلمك.
هاجر :لسه فكرانى.. مش كفاية طول الليل اون لاين وماكلمتنيش.
حبيبه:كنت بحفل مع البنات على الجروب.
هاجر :مانا شوفتك وحفلت انا كمان ههههههه.
حبيبه :طب يالا سلام.

اغلقت الهاتف ونظرت مبتسمة للواقفه بجوارها وقالت:انا حبيبه وانتى.
الفتاه مبتسمه :نيروز.
حبيبه:اسمك حلو اوى يا نيروز.
نيروز مبتسمة :وانتى كمان اسمك حلو.
حبيبه:انتى كليه ايه؟
نيروز:انا اداب جغرافيا قسم مساحه.
حبيبه:ياااااه ده متعب اوى.
نيروز بامتعاض كالأطفال :والنبى ماتخوفينى ده انا لسه بقول يا هادى.

حبيبه طب تعالى نقعد نشرب حاجة الجو حر موت.

جلسوا تحت احد المظلات وبدأوا في التعارف على بعض.

_____________________________

فى قصر كقصور الاحلام يقف هو فى اجتماع لشباب العائله وهو يولى لهم ظهره والجميع يظهر عليه السخط والغضب وبعضهم الغيره والبعض الاخر الا مبالاة.

صرخ احد الأفراد بغضب:يعنى ايه يا شاهين مش هتدينى باقى الدفعات.

استدار له ببرود فظهر جسده الرجولى تبرزه بدلته السوداء الفخمه وقال بثبات :زى ما سمعت يا محمود مش هكمل تمويل المشروع ده.. بقالك اد ايه شغال عليه ومافيش اى هامش ربح ظهر.

محمود بجنون:ده احنا يادوب لسه اول 6شهور اى مشروع ربحه بيظهر مش اقل من سنه ونص.

هز كتفيه وقال ببرود:انت اخدت فرصتك وخلاص.. وانا كده عملت إلى عليا.
محمود :بس ده مش عدل وجدى لسه عايش ولا انت عشان كل حاجه بايدك.

شاهين :جدك عندك اهو.. قوله وشوف رده هيكون ايه...الكلام انتهى وانا ماعنديش وقت اضيعه معاكو.

هم للخروج ولكن اوقفه صوت ابن عمه الصغير قائلاً :لأ استنى.. انا محتاج اغير العربيه.

شاهين بتفكير:عدى عليا بكره بعد الكليه واختار العربية الى عاوزها من توكيل***** يا على.
على:حبيبى.
هم للمغادرة مجدداً باستعجال على وقته الثمين ولكن توقف مجدداً على صوت احدهم بميوعه:شاهين.. نسيت طلبى.

نظر لها من أسفل لاعلى بتسليه وقال:لأ مش ناسى يا سمر... باليل هتكون التذاكر عندك.
ابتسمت بخبث وقالت :ميرسى يا بيبى.

خرج سريعاً فوقف محمود بغضب وقال:مش معقولة كده.. هيفضل ماسك كل حاجه في ايده وهو الى بيتحكم فينا ونقف نطلب منه الى عايزينه زى العيال الصغيرة.. انا كمان احفاد شاهين الحوفى ولينا حق زيه.
على:يامحمود هو مش مقصر ده غير انه زى اخونا الكبير.
محمود:لأ انت مالكش اخوات غيرى هو ابن عمنا وبس واحنا زينا زيه.

تحدثت سمر بغرور وقالت:والله هو كبير العيله وهو الى حقه يتصرف ومش اوا مره توقفوا تطلبوا منه.

تحدثت إحدى الفتيات بغضب:ايه تقفوا تطلبوا منه دى يا سمر.

سمر ببرود:والله انا بقول على الى بيحصل يا جميله.
جميله بغضب من تلك المغروره:مش معنى اننا بنحترمه وبنحترم قرار جدو يبقى احنا بنتذلل لحد وبعدين مانتى بتقفى تطلبى معانا برضه.

وقفت سمر وقالت بغرور وكبر:لاااا.. انا حاجه تانيه.. انا وضعى غير.

جميله:لسه هنشوف.. مافيش اى حاجة أكيدة.. وبطلى تتعاملى على انك حرم شاهين بيه الحوفى عشان لسه مافيش اى حاجة أكيدة.

سمر بثقه :الكل عارف ان شاهين الحوفى لو هيتجوز هيبقى انا.. هو نفسه عارف كده.
جميله:ماحدش عارف بكره فيه ايه.
سمر:ههه.بكره..بكره جه بتاعى وهتقفوا تطلبوا منه وانا واقفه جنبه وساعتها هبقى اتوسطلكوا عنده.
جميله:ماتفرحيش اوى كده.. وزى ماقولتلك ماحدش عارف بكره فيه ايه يمكن كل حاجه تتقلب والحال يتبدل والسجاد يتسحب من تحت رجليكى.

ابتسمت سمر بثقه لا متناهيه ثم سارت وهى تصعد الدرج.

فى حين زفر محمود بغضب لا يعلم ماذا يفعل.
على بسرعه :لازم امشى حالا.. زمان المحاضره بدأت.. سلام.

محمود وجميله:سلام.
تقدمت جميله منه وقالت مبتسمة :اهدى يا محمود.. اهدى وكل حاجه بإذن الله هتتحل.

نظر لابتسامتها الجميله والتى اوقعت قلبه منذ سنوات وابتسم لها بحب يحاول الهدوء.

____________________________
دلفت سلمى لداخل عملها مبتسمه كما هى عادتها فهى فتاه رقيقه عذبه وبشوشه ذات جسد انثوى صارخ وهذا ماحير الجميع فهى تخطت الثلاثين من عمرها ومازالت انسه رغم صفاتها الحميده وجمالها الرائع.

دخلت احد الغرف والتى تحتوى ثلاث مكاتب لها ولاثنين من زملائها فى العمل.

جلست على احد المقاعد بعدما القت السلام على الموجودين.

تقدم هو منها مبتسماً وقال:مش بتكلمينى ولا ايه؟
نظرت له وهى تزم شفتيها كطفله غاضبه وقالت:لأ عادى مين قالك كده.
ابتسم وقال:وهو انا سلامى زى سلام اى حد ولا ايه.. بتقولى سلام عليكم للكل.
سلمى :مافيش حاجة يا احمد.
احمد:حبيبتي قولتلك غصب عنى. دخلت عليا الاوضه فجأة ارتربكت قاقفلت بسرعه.
سلمى بضيق من هذا الوضع :انا تعبت بقا من الوضع ده ايه المهانه دى.

نظر لها احمد بتحذير وقال:براحه معتز ييبص علينا.

زفرت بضيق واشاحت وجهها قائله :خلاص لو سمحت مش عايزه اتكلم دلوقتي.
أحمد بثقه:تمام بس هنتغدى مع بعض.

ثم تحرك الى مكتبه بخطى واثقه وهو على يقين بمسامحتها له وستغفر له جميه زلاته فهى واقعه بعشقه حد الثماله.
____________________________

فى بلد عربية اخرى بقصر يصرخ بالفخامه والثراء.

يهبط هو درجات السلم بهدوء يرتدى زي العمل الرسمى جلباب ابيض مع طاقيه مصنوعة خصيصا له وفوقها الشماغ والغطره.

تقدم بكل فخامة حيث مائدة تسع خمسون فرد يجلس عليها عمه جاسم آل مبارك والى جواره زوجة عمه شجون.

وبجوارها والدته وصفه. والى جوارهم أبناء عمه الاربعه خالد وفيصل ومحمد وعبدالله. وفى الجهة الأخرى تجلس زوجتيه ابرار وبيان. وبجوارهم اشقاؤه عمر وفواز وزوجاتهم ريماس وعنود.

وجد الجميع في انتظاره فقال وهو يجلس:السلام عليكم.
رد الجميع التحيه فنظر له عمه قائلاً :جواد.. شتسوى اليوم؟
جواد :عندى اليوم شغل وايد متأخر.. صاير شى معك.
جاسم:بريدك اليوم بشى مهم.. ماراح عطلك... بس ظرورى(ضروري).

اماء جواد قائلاً :اليوم بعد صلاة العصر بتلاجينى عندك.

جاسم :الله يوفقك يا ولدى.
نظر لزوجتيه بنظره عابره ولم يهتم بالسوءال عنهم بينما ابرار تناظره بشوق كبير فاليوم ليلتها حسب توزيعه للأيام.
اخذ هو يتحدث مع اشقاءه عن بعض الأمور الخاصة بالعمل بافرع شركاتهم داخل وخارج المملكة وبعدها ذهب إلى يوم عمل شاق وهو يفكر بما يريده عمه بعدما قرأ في عينيه نظرة إصرار ولغز كبير.
____________________________
بجامعة القاهرة فى الكافيتريا.

جلست حنين ونيروز يتعرفان على بعضهم.

حنين :بس ياستى ودلوقتي بشتغل في شركة الدهشان للدعايه بتزنق شويه وتسود شويه بس اهى ماشيه.

نيروز:انتى عسل اوى ودمك خفيف.. انا حبيتك.
حنين :وانا كمان حبيتك جدا.. احنا اصلا خلاص بقينا صحاب.
نيروز:ده شرف ليا.
حنين:ها احكيلى عن نفسك وانتى منين وليه حولتى لهنا.
نيروز:انا من كفر الشيخ وكنا عايشين عادى ومستقرين وبابا بيشتغل سواق على عربيات النقل الكبيره دى الى بتنقل الحديد فى شركه كبيره اسمها الأحرار.
حنين:عارفاها دى بتاعة امجد ابو حديده.
نيروز:انتى تعرفيه.
حنين بسخرية :وهو فى حد مايعرفهوش ده اشهر من النار على العلم.
نيروز مكمله :المهم إن كل حاجه كانت ماشيه تمام لحد من شهرين حصل دروب فى الشغل عند بابا وكان لازم يتنقل فرع القاهرة والا يسيب الشغل وبالتالى كل حياتنا هتتنقل فكان لازم انقل من جامعتى لان مش هقدر اروح واجى كل يوم ولا أقدر اعيش فى بيتنا لوحدي فكان لازم احول جامعة القاهرة.

حنين:ايوه بس إزاى التحويل بيبقى في اولى بس وانتى بتقولى إنك فى تانيه.. يبقى إزاى.
نيروز:الكوسة.. الكوسة ياحنين ياختى الكوسه.
حنين:ومين اللي عرف يعمل كده.
نيروز:الى عرفته ان استاذ عطا الله كلم صاحب الشركة وهو بمكالمة تليفون خلص كل حاجه... انا سمعت بابا وهو بيحكى لماما استاذ عطا الله ده يعتبر سكرتير من 3سكرتيرات عند صاحب الشركة وهو جار بابا من زمان اتوصتله عند الراجل باعجوبه ويوميها ماتكلمش هو ده خلى استاذ عطا الله هو الى يكلم إدارة الجامعة هنا وملاهم اسمى.
حنين :يالهوي ده احنا غلابة اوى.. يعنى لولا حد تقيل أتدخل كان زمانك متمرمطه.
نيروز :بلد ماشيه بضهرها.
حنين بمرح:طب قومى قومى اوصلك لقاعة المحاضرات بدل ماتتوهى تانى ورقمى معاكى خلاص تكلميني بقا على طول.. وكمان بعتلك اد على فيسبوك تقبليه فاهمه.
نيروز:ههههههه حاضر.
حنين :يالا ورايا بدل ماتتوهى تانى يا كسفانى عشان امشى عندى شغل.
ضحكت نيروز بمرح وبراءة :ههههههه الله وفيها ايه.. الغريب أعمى ولو بصير.

ثم ذهبوا فى طريقهم فاوصلتها حنين وذهبت مسرعه لعملها.
_____________________________

فى المساء جلست هاجر امام التلفاز وهى تاكل طبق حلوه وإلى جواره اكياس من الشيبس. وتاكل بنهم فهى بعد يوم طويل من البحث عن عمل عادت بلا شئ.
تمددت للخلف وهى تستمع بطعم البسبوسه فى حلقها وقالت:اى لاف الاكل والمرعه وقلت الصنعه.. هيييييييح.

فجأة وجدت رأسها تصدم بوساده ضخمه. نظرت بفزع فوجدت حنين تجلس بجوارها قائله مش هتبطلى اكل تخنتى يا بقره.

هاجر :انتى دخلتى امتى وازاى هو بيت ابوكى.
حنين باستهزاء:لا يام دم خفيف زنيت الجرس وامك فتحتلى بس انتى هتحسى بالى حواليكى ازاى هو انتى بتحسى غير بالاكل.

هاجر :بصى ياحنون انا مشكلتى في الأكل بتتلخص فى انى لما باكل بحتاج احلى.. ولما بحلى نفسي بتجزع فبحتاج احدق.. واحدق الاقينى عايزه احلى وهييييه هووووو هيييييه ياولا.
ضحكوا الاثنين بقوه فقالت حنين وهى تفتح هاتفها:ههههههه بصى الحفله بتاعت امبارح لسه شغاله على الجروب.
هاجر :ههههههه همووت الكومنتات تموت من الضحك.

ثم بدوا قى التعليق من جديد والرد على التعليقات مع فتيات الجروب.

___________________________

باحد الشقق السكنية
تجلس احد الفتيات وهى تقلب فى الهاتف بتذمر وسخط وهى ترى كل جروبات مصر تتحدث عن صور خطبة اخيها. دلفت شقيقتها قائله:مالك يا داليا مبحلقه فى ايه كده.

داليا :فى صور اخونا الى مصر كلها حفلت عليه... احنا اتفضحنا يا ساندرا

ساندرا بلا مبالاه :ولا اتفضحنا ولا حاجة.. يومين وينسوا ويدوروا على حاجه تانيه يتكلموا عنها سيبك سيبك.

ثم خرجت بلا اهتمام تاركه داليا تلعن وتسب بسخط خائفه من ردة فعل شقيهم الوحيد عندما يعلم بالأمر.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close