اخر الروايات

رواية زوجتي الدميمة الفصل التاسع 9 كاملة - أميرة مدحت


رواية زوجتي الدميمة الفصل التاسع 9  كاملة - أميرة مدحت 






لتحميل رواية زوجتي الدميمة 
                                                     اضغط هنا


صديق والدي، فكُنت بزوره أطمن عليه، بس آخر مرة شوفتـه، أعدت معاه كلمني.. أنـه وقع في مُصيبة، في شركة كان بدأ يتعامل معاهـا، كان هيبقى في شُغل كبير بينهم، بس وقع تحت إيده مُستندات جبهالـه شخص مقاليش أسمـه، المُستندات دي بتثبت أن الشركة دي بتتعامل مع شركات إنجليزية برا مصر، الشركات دي هي إللي بتشتغل في المخدرات، وبتبعتهـا للشركة إللي كان هيتعمل معاهـا، فرفض.. فمن هنا بدأت رسايل التهديد تجيلـه، يا إما يشتغل معاهم وميفتحش بؤه بأي حاجة عرفهـا أو يموت، ومع ذلك رفض، وأداني المُستندات دي عشان أبلغ البوليس، أول مـا حطيت المُستندات في شنطتي، قررت أمشي، وإن تاني يوم هاروح أبلغ، بعد ما بعدت عن الفيلا بكام خطوة، لقيت ضرب نار بدأ يحصل جوا الفيلا.. و... آآآ..

لم تستطع أن تُتابـع حيثُ أخفضت رأسهـا وهي تبكي، هزت رأسهـا بنفي وقد أرتجف جسدهـا بصورة مُقلقة، لم تستطع أن تُتابـع، فمـا رأتـه ليس سهل أبدًا، نهض وكيل النيابة من مكانــه وهو يسألهـا بقلق:
-
أستاذة آسيا، إنتي كويسة؟؟..

ردت عليـه وهي تهمس بخفوت:
-
مش هقدر أكمل، مش هقدر.

تنهد وكيل النيابة وهو يقول:
-
طب سؤال، المستندات لسه عندك.

هزت رأسها إيجابيًا دون أن تُجيبـه، فهتف بهدوء:
-
طب لازم تجبهلنا لو سمحتي.

عادت تومئ برأسهــا، ولج إليه أحد الأفراد بعد أن أستأذن في الدخول، ليقول بنبرة رسمية:
-
آسف يا باشا عل الإزعاج، بس الأستاذ ظافر مصمم أنـه يدخل يقابل سيادتك.

هتف بجدية:
-
دخلـه.

تحركت حدقتــاه نحو "ظافر" الي دخل الغُرفة وهو يبحث بعينيـهِ عنهـا، حتى وجدهـا جالسة وعلى ملامحهـا الوهن، أقترب منها بخطوات سريعة وهو يقول لوكيل النيابة:
-
لو سمحت أنا بقالي فترة كبيرة برا، وسيبهـا لواحدهـا.

حدق فيها بأعين لامعة وهو يقول بقوة:
-
وحالتهـا النفسية متسمحش أنها تفضل أعدة كده فترة طويلة، وخصوصًا حكاية جريمة القتل.

هتف وكيل النيابة بجدية:
-
طيب هي لازم تيجي بكرا ومعاهـا المستندات، وهبقى أبعتلهـا أستدعاء عشان تكل أقوالهـا، ومعلش دي مش حاجة بسيطة، دي جريمة قتـل، وهي الشاهدة الوحيدة، يعني الموضوع لسه مطول، وغير كده في كلام لسـه مقالتوش.

زفر أنفاسـه الحـارة بغضب مكبوت، ثُم قال بجدية:
-
خلاص أنا هاجي بكرا ومعايا المُستندات، بلاش هي.

ثم رفع يده نحوه ليصافحه بجدية:
-
وآسف لو لهجتي أحتدت، بس أكيد حضرتك شايف إننا بنمُر بإيـه!!..

قال وكيل النيابة بجدية وهو يصافحـه:
-
وأنا مقدر ده، وحقهـا هيرجع، مع السلامة.

هز رأسه إيجابيًا، ثُم سلط أنظاره عليهـا وهو يمسك كف يدهـا قائلاً بلهجة قلقة:
-
هتقدري تقومي؟؟..

أومأت "آسيا" رأسهـا بتعب، وقبل أن تنهض شعرت بدوار فـ كادت أن تقع لولا ذراعـه الذي حاوط خصرهـا وقربهـا إليهِ بشدّة، حاولت التماسك قليلاً، فـ أبتعدت عنه وهي تهمس بخفوت:
-
أنا كويسة.

أبعد ذراعـه عنهـا، ولكن عاد يمسك كف يدهـا وتحركـا نحو الباب ليغادرا من القسم..

******

كانت الساعة ثمانية ونصف حينمـا دخلا منزلهم الكبير، كانوا جالسين منتظرين لحظة دخولهم لتطمئن قلوبهم، نظرت لهم "آسيا" لفترة طويلو بصمت، ثم قالت بخفوت:
-
أنا داخلة أوضتي أنام، تصبحوا على خير.

تركتهم في حالة من القلق، ودخلت غُرفتهـا بخُطوات مُتثاقلة، في حين قال "يوسف" بقلق:
-
حصل إيه يا ظافر هناك؟؟..

صمت "ظافر" لثوانٍ معدودة قبل أن يرد بصوتٍ لا حيـاة فيـه:
-
فكروهـا بإللي كانت بتحاول تنسـاه.

******

دخلت "بسمة" الغُرفة وهي تُنادي عليهـا قائلة:
-
آسيا.

ألتفتت "آسيا" نحوهــا بلامح واهنة، لتقول لهـا "بسمة" بنبرة حزينة وهي تمد يدهـا نحو بظرف:
-
الظرف ده جالك، مكتوب عليـه أسمك.

أخذتـه منها بهدوء، لتهمس "بسمة" بخفوت:
-
لو عوزتي مني حاجة، قوليلي.

قالتهـا بهدوء ثم أنصرفت من الغُرفة، جلست "آسيـا" على الفراش وهي تفتح الظرف، لتخرج منه الورقة، فتحتهـا وبدأت تقراهـا بتعب، ولكن مع مرور لحظـات.. أتسعت عيناهـــا بصدمة وبذهول، هزت رأسهـا نفيًا لتنهمر الدموع من عينيهـا، وضعت الورقة بداخل درج الكومود، ثم أمسكت الوسادة لتحتضنهـا بعد أن تمددت بجسدهـا، تمنت أن تصرخ، ولكن عجزت عن فعل ذلك.

******
بعد ساعتين، كان المنزل هادئًا بعد أن نام الجميـع، ولكن نومهـا لم يُكن مُريحًا، حيثُ هاجمهـا إحدى كوابيسهـا، كانت تركض بطريق أشبه بالصحراء حيث يلاحقها ظلاً مُخيفًا وأشخاص أصبحت تبغضهم، لهثت وتنفست بصعوبة بالغة، حتى تمكن ذلك الظل بالإقتراب منهـا، ليظهر آخر شخص تُريده، وعندما نظرت أمامها وجدت نفسها وقعت في حفرة عالية عميقة لا نهاية لهـا، ليظهروا الأشخاص ويبتسمون لها بتشفي وتلمع أعينهم بوميض مُخيف في الظلام.

عادت تبكي في الواقع، صرخت بأعلى صوت لديهـا، ولكن لا أحد يسمعهـا، صرخت بعُنف وهي تبكي بُكاءً حارًا يفطر القلوب، لم تشعر بذلك الشخص وهو يقتحم الغُرفة راكضًا نحوهـا، قبض على ذراعيهـا وهو يصرخ فيهـــا بخوف:
-
آسيــا، آسيا فوقـي.

في ذات اللحظة، دخلت "إيمان" الغُرفة وهي تسأل "ظافر" بخوف:
-
في إيـه يا ظافر؟؟..

أجاب بلهجة خائفة:
-
كابوس، كابوس عايشة جواه ومش عارفة تخرج منـه.

ظلت واقفة عند الباب وهي تُتابع ما يحدث بخوف، بينما أخذ يهز "ظافر" "آسيا" بقوة عسى أن تخرج من كابوسهــا، وهو يُصيح برعُب:
-
فوقـي يا آسيا، فوقـــي، ده كابوس.

فتحت عيناهـا أخيرًا وهي تلهث بعُنف، ركضت "إيمان" نحوهـا وهي تسألهـا:
-
إنتي كويسة يا آسيا؟؟..

لم ترد عليهـا، بل ظلت تتنفس بصعوبة، في حين تنهد "ظافر" بإرتياح، عادت تسألهـا من جديدة مرددة بقلق:
-
مش بتردي لياه يا آسيا؟؟.. إنتي كويسة؟؟..

همست "آسيا" بصوتٍ لا حيـاة فيه:
-
سبوني لوحدي.

هتف "ظافر" بتوجس:
-
بس..

أغمضت "آسيا" عيناها وهي تهمس:
-
أرجوكم سبوني لوحدي.

نهض "ظافر" من مكانه وقلبـه يدق بقوة، يشعر بخوف غريب بداخلـه، يقف عاجزًا.. غير قادرًا على مد المُساعدة إليهـا، تحرك نحو خارج الغُرفة وخلفـه "إيمان" التي تنهدت بحُزن على حالة "آسيا".

******

بعد مرور نصف ساعة، كانت "إيمان" قد غاصت في نوم عميق، بينما ظل "ظافر" جالسًا على الفراش وهو يفكر في "آسيا" لا يعلم لماذا يشعر بإنقباضة في قلبـه، لم يتحمل فـ نهض من مكانـه وخرج من الغُرفة متوجهًا نحو غُرفتهـا.

******

مشوهــة!!..

كلمة أصبحت جزءًا منها، كلمة دائمًا تنطقهـا بعد أن باتت رفيقتهـا، حركت أهدابهـا بتثاقل وجفون مُرتخية لتُسير بخُطى وئيدة صوب المرآة أمامهـا، دققت النظر في صورتهـا المعكوسة هُنـاك لترى وجهًا، أرتسم عليـهِ الحُزن وبدا فاقدًا للحماسة، أظلمت الدنيا في عينيهـا، وبأصابـع مُرتبكة تحسست وشاحهـا المُلتف حول عنقهـا، نزعته عنهـا لتظهر رقبتهـا المشوهة ذات النتواءت والحروق التي رافقتهـا، تحسستهـا.. فـ أقشعر جسدهـا وقد ترقرت الدموع...

أغمضت عيناهـا بعُنف وهي تضم فتحة الصدر قميصهـا المنزلي، لتُغطي آثاره البغيضة، فلقد وصلت الحروق إلى تلك المكان بعد تلك الحادثة المؤلمة.

-
آسيـا!!..

شهقت بعُنف حينما سمعت همسـه الذاهـل، استدارت لـه وهي تنظر لـهُ بعينين حمراوين مُتسعتين، هزت رأسهـا بدموع صامتة وهي تتراجـع للخلف، بينما تصلب جسده وهو ينظر لهـا بصدمة، تحرك نحوهـا لتصرخ بغضبٍ جامـح:
-
أبعد عنـي، متقربش.

نظر لهـا بذهول وهو يسألهــا:
-
إنتي.. آ..

قاطعتـه بصراخ يقطع نيـاط القلب:
-
أيـوة، أيوة أنا مشوهة، عشان كده كُنت رافضة موضوع جوازنـا، أيوة أنا مشوهـة، مشوهـــة.

قالتهــا بصراخ وهي تضع يداهــا على رأسهـا، شعرت بدوار عاصف يقتحم رأسهـا، فـ أستسلمت سريعًا وقبل أن تسقط شعرت بـ يداه وهو يلتقطهـا بخفة صائحًا بخوف:
-
آسيـــااااا!!!!..

حاوطهـا بـ ذراعيـهِ ليمنع جسدهـا من السقوط، أسند "ظافر" رأس "آسيا" على كتفـه ثم لف ذراعـه حول ظهرهـا والآخر مرره أسفل رُكبتيهـا ليحملهـا، أستدار بهـا متوجهًا نحو الفراش ليمددهـا عليـهِ، ربت برفقٍ عل وجنتهـا وهو يُناديهـا بفزع:
-
آسيـا، رُدي عليا.

لم يجد منهـا أي إستجابة فتوجس خيفة، وقبل أن ينهض ليجلب زجاجة عطر، أتسعت عينيـهِ برعُب وهو يرى شريط دواء مُلقي على الأرضية بجوار الفراش، أنحنى بجسده وهو يلتقطـه غيرُ مُصدقًا، أدرك ما فعلتـه في نفسهـا، هز رأسـه بخوف وهو يهمس بذهول:
-
ينهــار أسود.

الفصل العاشر من هنا 




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close