اخر الروايات

رواية زوجتي الدميمة كاملة - أميرة مدحت

رواية زوجتي الدميمة كاملة - أميرة مدحت 





الفصل الاول 


انتفض قلب "ظافر" بين ضلوعه لأنهيارهـا المفاجئ، أسرع نحو الدرج بخُطى راكضة حتى وصل إلى غُرفة شقيقتـه، والتي تقبع "آسيا" بداخلهـا، جلس على طرف الفراش، وأمسك بكفهـا يفركه بين راحتيـه هامسًا لهـا بقلب مُرتجف:
-آسيا، سمعاني، آسيا ردي عليا.

هتف "يوسف" بلهجة حاسمة:
-تعالي معايا يا ام يوسف، نجيب نمره الدكتور مُصطفى.

وبالفعل تحركا سريعًا، لتقول "بسمة" بخوف:
-أُسترهـا يارب، هتعمل إيه دلوقتي يا ظافر؟؟..

أستدار "ظافر" لهـا قائلاً بصوتٍ قلق:
-هاتي بسُرعة أي برفان من عندك.

ركضت نحو التسريحة لتسحب قنينة عطر ثم ناولتهـا له، فـ اخذه منهـا دون أن ينبس بكلمة واحدة، في حين قالت "بسمة" لوالدة "آسيا" التي بدا عليهـا التعب من كثره الخوف على إبنتها الوحيدة:
-ماتقلقيش يا طنط، إن شاء الله خير.

همست برجاء:
-يارب يا حبيبتي.

نثر العطر على كفي يده، حرك كف يده ناحية أنفها مُجبرًا إياها بالإستنشاق، لتخرج من الغيبوبة المؤقتة، ومع مرور الوقت.. أرتجفت شفتاها وتحركت رأسها لا إراديًا مع تلك الرائحة التي أخترقت أنفها، بدأت تستعيد وعيهـا، ليقول "ظافر" لوالدتها:
-من فضلك يا طنط، ممكن كوباية مايه؟؟..

ردت عليه وهي تومئ برأسهـا:
-طيب لحظة.

وبالفعل غادرت على الفور بينما قالت "بسمة":
-أنا هاروح أقول لبابا أنها فاقت.

أنتظر حتى غادرت من المكان، وحينما ألتفت برأسه نحوها وجدهـا تفتح عينيهـا، وما إن فتحتها حتى أنتفضت من مكانهـا بخوف وهي تقول بصدمة:
-إنت إيه إللي جابك هنا وبتعمل إيه؟؟.. وبعدين إيه إللي حصل؟؟..

قالتهـا وهي تتأكد من أرتداء حجابهــا، بينما قال بصوتٍ أجش:
-إنتي أُغم عليكي يا آسيا، وأنا هنا عشان كُنت بفوقك.

نظرت له بحدة قائلة:
-طب أتفضل من هنا، مش عايزة أشوفك ولا أسمع صوتك.

تقوس فمـه بإبتسامة عابثة وهو يقول:
-حد يقول الكلام للشخص إللي هتجوزه قُريب.

صرخت فيه بإنفعال:
-مش هتجوزك يا ظافر، حتى لو حصل إيه، إنت ليه أناني كده ؟؟.. مش فارق معاك مراتك؟؟.. مش فارق معاك حرقة القلب إللي هتحسها ؟؟.. وبعدين أنا منفعكش.

نظر لها بتهجم هو يسألها:
-ليه يعني؟؟.. في حد دخل حياتك بعد ما أتجوزت وسافرت؟؟..

ردت عليهِ بغضب مُنفعل:
-لأ مفيش، ولا هيبقى فيه، وبعدين إنت مالك، إيه إللي فكرك بيا؟؟.. و..

قبض على فكهـا بطريفة مُفاجئة وجذبها نحوه حتى شعرت بأنفاسه تلهب وجههـا، حدق في عينيهـا مباشرةً وهو يهمس بصوتٍ قاتل:
-أسمعي بقا، أنا هتجوزك يعني هتجوزك يا آسيا، جهزي نفسك.. كتب كتابنا وليلة الدخلة آخر الأسبوع الجاي، أستعدي يا آسيا.

قالهـا وهو يترك فكهـا ثم تحرك بخُطوات سريعة نحو الخارج، بينما هي أنهمرت دموعهـا الحــارة وهي تتمنى الموت أكثر من أي شئ.
******
-تفتكر يا حج، إللي إنت بتفكر فيه ده هينجح؟؟..

قالتهـا "فوزية" لـ "يوسف" الذي بدا عليه الشرود، فأجاب بعد أن تنهد تنهيدة حارة:
-الجوازة دي لازم تحصل يا فوزية بأي شكل، وإن شاء الله بالترتيب إللي فدماغي الموضوع هينجح.

هتفت بحزن:
-طيب ومراته، ذنبها إيه؟؟.. دي لو عرفت هتطلب الطلاق.

قال بصوتٍ جاد:
-أنا هتكلم معاها وهوضحلهـا كل حاجة.
******
-إيــــــه!!.. هتتجوز؟؟.. هتتجوز عليا يا ظافر؟؟..

قالتهـا "إيمان" بصدمة بعد أن أتسعت عينيها وفغرت شفتيها قليلاً، بينما هو يحاول التماسك مرددًا بخفوت:
-لازم أتجوزهـا يا إيمان، أنا..

هبطت دمعة حـارة من عينيها وهي تهمس:
-أنا عارفة إنك كنت بتحبها، بس إللي أعرفه أن علاقتكم أنتهت من قبل ما نتجوز بفترة، ليه ترجع تفكر فيها؟؟.. ليه تتجوز عليا وأنا معملتش حاجة تخليك تاخد تصرف زي ده؟؟..

ننظر لهـا برجاء وهو يقول:
-أرجوكي يا إيمان، بلاش الكلام ده، إنتي زوجة كويسة وكل حاجة، بس أنا فعلاً مضطر.

نظرت لـه بإستنكار وهي تسأله:
-مضطر!!.. ليه مضطر؟؟..

لم يستطع أن يخبرها، فظل صامتًا.. في حين قالت بإبتسامة مريرة:
-مبروك يا ظافر.

أضافت بكبرياء:
-بس أعمل حسابك اليوم إللي هتتجوز فيه هو اليوم إللي هطلقني فيه.
******




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close