رواية زوجتي الدميمة الفصل الثاني 2 كاملة - أميرة مدحت
لتحميل رواية زوجتي الدميمة
في
تلك اللحظة وقبل أن يتحدث "ظافر" أستمعا إلى طرقات على باب غرفتهما، أذن
بالدخول ليجد والدته تدخل بهدوء، نظرت له بجدية وهي تأمره:
_ظافر، روح أقعد ما
أبوك، وسبني أنا مع إيمان.
أومأ "ظافر" رأسه
بطاعة وغادر المكان بخُطى سريعة، في حين سارت "فوزية" نحو زوجة إبنها
لتجذبها إلى الأريكة، ثم قال لها بحنوٍ مثير :
_إيمان، أنا حاسه بيكي
جدًا، بس يا بنتي فعلاً ظافر مضطر وهي كمان مضطره.
هتفت "إيمان"
بإستنكار:
_إزاي يعني؟؟..
سحبت نفسًا عميقًا وزفرته
على مهل لتهتف بصوتٍ جدًّ :
_السبب أن آسيا متعرضة
للخطر يا إيمان، وهي لازم تتجوز يبقى ليها سند وجوزها عشان يقدر يحميها.
إبتسمت بتهكم وهي تقول
:
_ده مش سبب مقنع بالنسبالي.
هزت "فوزية"
رأسها إيجابيًا:
_يا حبيبتي والله العظيم هي
في خطر جامد، وهو كده كده هيطلقها بعد ما الخطر ينتهي.
تنهدت بعمق وهي تسألها
:
_إيه الخطر إللي متعرضاله؟؟..
أرتسمت بسمة صغيرة على
شفتيها وهي تقول :
_هو ده الكلام، بس توعديني
إنك متطلبيش الطلاق، لأن الجوازة دي، جوازة مؤقتة.
اخفضت عينيها عدة لحظات ثم
رفعتهما مُجددًا إليه لتقول بإنقباض:
_أوعدك.
*****
بعد مرور يومين..
ظلت "آسيا" جالسة
بداخل غرفتها، لم تخرج من الغرفة منذ ذلك اليوم الذي فقدت فيه وعيها، بل دائمًا
تجلس على فراشها، تأكل قليلاً جدًا وتبكي كثيرًا، وتهرب من الواقع عن طريق النوم،
حالتها النفسية تدمرت تمامًا، بداخلها خراب كبير.. من الصعب أن تعود كما كانت بعد
ما حدث لها، ولكن ذلك اليوم، دخلت عليها "بسمة" وهي تنظر لها بشفقة
كبيرة، جلست بجانبها على الفراش لتهمس لها بحنان :
_آسيا، آسيا قومي، كفاية
نوم.
فتحت عيناها بتثاقل شديد
ولكن حينما أستوعبت الأمر، سحب الغطاء لتغطي عنقها المشوه، شعرت "بسمة"
بطعم صدئ بحلقها لكنها قالت بحزن عميق :
_أخبارك إيه دلوقتي؟؟..
ردت عليها بسخرية
:
_إنتي شايفة إيه.
همست "بسمة"
بخفوت :
_ليه بتعملي كده في نفسك يا
آسيا؟؟.. حرام عليكي إنتي كده بتموتي ببطء.
همست "آسيا"
بصوتٍ بل حياة فيه :
_أنا أصلاً ميتة يا بسمة،
أنا واحدة أتشوهت، مش فالشكل بس، روحي أتشوهت، وكياني أتشوه بعد إللي حصل.
هبطت دموع "بسمة"
وهي تقول :
_أنا السبب، أنا السبب في
إنك أتشوهتي يا آسيا.
دفنت "بسمة"
رأسها بين كفيها بيأس هاتفة :
_ياريت ما كان حصل إللي
حصل، أنا بتعب أوي كل ما بشوفك، وخصوصاً وأنتي متدمرة كده.
قالت "آسيا"
بإبتسامة مهتزة :
_لا يا بسمة، مش إنتي
السبب، ارجوكي متعيطيش، أنتي الحاجة الوحيدة إللي مهونة عليا عيشتي في البيت ده.
مسحت دموعها وهي تقول
بإختناق :
_هتفضلي في الحالة دي لحد
إمتى؟؟.. إنتي كده لازم تروحي للدكتور نفسي.
قالت "آسيا" بغضب
منفعل:
_أنا كويسة يا بسمة، أنا
متجننتش عشان أروح لداكترة.
همست لها برفق
:
_طب خلاص، أعتبري كأني
مقولتش حاجة.
صمتت قليلاً قبل أن تُضيف:
_بالمناسبة.. إبن عم ظافر
وصل بعد ما عرف إنك إنتي وظافر هتتجوزو.
أخفضت رأسها وهي تقول بلهجة
تقطع نياط القلب :
_ظافر!!.. زمان كنت بحلم
باليوم إللي هتجوزه، وكنت بقول ده هيبقى أحلى حلم، وأهو هتجوزه، بس حاسه أن ده
أوحش كابوس مريت به في حياتي، كنت هتجوزه عشان بنحب بعض، دلوقتي هنتجوز عشان
يحميني.
الفصل الثالث من هنا
الفصل الثالث من هنا