اخر الروايات

رواية زوجتي الدميمة الفصل الخامس عشر 15 كاملة - أميرة مدحت


رواية زوجتي الدميمة الفصل الخامس عشر 15  كاملة - أميرة مدحت 





لتحميل رواية زوجتي الدميمة
                   اضغط هنا

أصابتهــا الصاعقة بعد ما قالـه، جف حلقهـا، وبدأت برودة تتسلل إليهـا رويدًا رويـدًا، كان داخلهـا مرتجفًا، بينما هو يشعر بالضعف، فلم يجد ما سيقوله لهـا، بلعت ريقهـا بصعوبة وهي تهمس بصوتٍ مُرتجف:
-
معلش يا ظافر، أنا مسمعتش كويس.

حدجهـا بنظرات مُشفقة، تمزق داخلـه وهو يتخيل ردة فعلهـا، تنهد بزفيرًا ساخنَا وهو يقول بصوتٍ أجش:
-
مامتك دلوقتي في مكان أحسن يا آسيا.

أصابتهـا رعشة وهي تسألــه:
-
يعني؟؟..

رد عليهـا وقلبـه يتمزق:
-
يعني الله يرحمهـا.

ليتهـا كانت صماء في تلك اللحظة تحديدًا، شعرت بألم حـارق يضرب قلبهـا، هزت رأسهـا نفيًا بعدم تصديق مرددة بهذيان:
-
لأ، ماما كويسة ومستنياني، مستنية إني أجي عشان اترمي في حُضنهـا، لأ يا ظافر مش هقدر أستحمل الفكرة، لأ.

أقترب منهـا سريعًا ثم جذب رأسهـا ليضمهـا إلى صدره وهو يهمس بإختناق:
-
أهدي يا حبيبتي، هي في مكان أحسن، أدعيلهـا وبس.

تشنجت عضلات وجههـا وهي تقول بصراخ:
-
مش قـادرة، حاسه بحرقة في قلبي يا ظافر.

نطقهـا بإسمه بتلك اللهجة الضعيفة الحزينة التي تقطع نياط القلوب، جعلتـه يحترق بداخلـه، ضمهـا إليه في عناق قوي، سحبت شهيقًا متقطعًا وهي تقول من بين شهاقتهـا وبشفتين مرتعشتين:
-
أنا بقيت لوحدي خلاص، لوحـدي!!... ماما سبتني خلاص.

همس لهـا بحنان:
-
إنتي مش لوحدك، أنا جنبك، أصرخي يا آسيا، أصرخي جوا حضني عشان ترتاحي.

ثلاث ثواني فقط وكانت رحبت بالدعوة، حيثُ أخذت تصرخ صرخات عنيفة بداخل أحضانـه حتى أنبح صوتهـا، لم يتدخل بل كان يزيد من ضمها إليـهِ، زحفت أصابع كفه لتخترق شعيرات رأسها، تلاعب فيهن برومانسية محاولاً بث في نفسهـا الهدوء، وبداخلـه يتعاهد أن يجعل هذا آخر حُزن قد تمر بهـا.

*******

لم تهدأ "آسيا" أبدًا بعد تلقيهـا تلك الصدمة، حيثُ أنهارت أكثر عن ذي قبل، فـ تم حقن جسدها جبرًا بجرعات مهدئة كي لا تفيق، ظل "ظافر" بجوارهـا لم يتركهـا لحظة واحدة، إلا في وقت الدفن، ظل جالسًا وساهرًا لمدة يومان داعيًا ربـه أن تعود كما كانت، مسح بالمنشفة الورقية حبات العرق المجتمعة على جبينهـا، ثم أمسك يدها ليُقبَّلـه برقة، وعلى وجهه إبتسامة حزينة، لمعت عينـاه وهو يهمس بنبرة مختلفة منه:
-
آسيا.

تنهد تنهيدة حارقة وهو يهمس:
-
حبي ليكي بيزيد كل ثانية، وتعبك ده مدمرني بطريقة محدش يتخيلهـا.

تابع "ظافر" بعينين عاشقتين صادقتين وبلهجة لا مثيل لهـا من قوة المشاعر التي بداخله:
-
وحياة حبي ليكي، ووجع قلبي عليكي يا آسيا، لـ هعوضك عن كل حاجة وحشة شوفتيهـا، هخلي ضحكتك ترجع وتفضل مرسومة على وشك، وهجبلك حقك من أي حد أذاكي، هخليهم يتمنوا الموت ألف مرة كون بس أنهم فكروا يأذوكي.

بعد مرور فترة، فتحت عيناها بتثاقل شديد، بلعت ريقهـا بصعوبة وهي تحاول أن تتذكر ما حدث آخر مرة قبل أن تفقد الوعي في أحضان "ظافر"، أغمضت عينيهـا بعنف بعد أن تذكرت.. بعد أن تأكدت أنها فقدت والدتهـا الحنونة التي كانت تتمنى إرضائها بكل الطرق، هبطت دموعهـا بألم وهي تفتح عينيهـا وقد ألتفتت برأسها للجانب، لتجد "ظافر" قد نام وهو جالس في مكانـه على المقعد، خفق قلبهـا وهي تراه يبدو عليه التعب والإرهاق، أعتدلت في جلستهـا وحينما فعلت ذلك وجدتـه قد فتح عينيـهِ بتعب وهو يظن أنها ما زالت تحت نائمة تحت تأثير المهدئ، ولكن تفاجئ حينما وجدهـا تنظر إليـه والدموع تنساب بألم على وجنتيهـا، نهض من مكانـه ثم جلس بجوارهـا ليمسح دموعهـا بأنماله وهو يهمس لهـا بـ حب:
-
حمدلله على السلامة يا قلبي.

نظرت لـه بعينين باكيتين ليسألهـا بقلق:
-
حاسه بـ تعب؟؟.. أو محتاجة حاجة؟؟..

ردت عليـه بهمسٍ باهت:
-
تعبانة أوي، ومحتاجة أنام في حضنك.

إبتسم لهـا بحنو مثير وهو يفتح ذراعيـه لتدفن رأسهـا في صدره، بينما هو يحتضنهـا بكل قوة عسى أن يدخلهـا قلبـه، فتتلاشى أحزانهـا وتبقى سعيدة للأبد.

******

في اليوم التالي، كان الطبيب قد سمح لهـا بالخروج، فـ تحركـا نحو سيارتـه، فتح لهـا الباب لتستقل في المقعد بجواره، دار حول السيارة ثم أستقل في مقعد القيادة لينطلقا إلى مكانٍ ما.

سألتـه بهدوء:
-
ظافر، هو عمي ومراتـه مش عارفين إننا هنخرج النهاردة؟؟..

رد عليها بجدية:
-
لأ مش عارفين ومحبتش أقولهم إلا لما نخلص المشوار ده الأول.

سألته بتوجس:
-
مشوار إيـه؟؟..

رد عليهـا بصوت جاد:
-
وكيل النيابة أستدعاكي، وعايز يسألك على كام حاجة بخصوص الراجل إللي مسكوه.

*****

كان "ظافر" جالس تلك المرة مع معشوقتـه بداخل مكتب وكيل النيابة يراقب أنفعالات وجههـا وتوترهـا، هتف وكيل النيابة محاولاً بث الطمأنينة في نفسهـا:
-
ماتقلقيش يا مدام آسيا، إحنا بس عايزين نعرف إأذا كنتي شوفتيـه يوم الجريمة ولا لأ، أرجو أنك تبقي هادية.

هزت رأسهـا بإرتباك حتى دخل أخيرًا أحد الأفراد العساكر وهو يدفع ذاك الشخص الذي أخفض وجهه حينما دخل قائلاً بلهجة الرسمية:
-
المتهم ساعدتك.

أشار له وكيل النيابة بالإنصراف، في حين أصابه التوتر وهو يتمنى أن لا تعرفــه، أما "آسيا" فـ نهضت من مكانهـا تتمعن في معالم وجهه، لم تحتاج لفترة طويلة للتعرف عليـه أمْ لا، تراجعت للخلف بخوف وهي تتذكر ما حدث كشريط سينامئي، صرخت برعب وهي تقول:
-
أنا عارفـاه، عارفة الحقير ده.

هب "ظافر" واقفًا وهو يرمق ذلك الشخص بنظرات لا ترحم، سألها وكيل النيابة بإهتمام:
-
شوفتيه يوم الجريمة؟؟..

هزت رأسها بفزع قائلة وهي تضع يداها على رأسها:
-
لأ، ده واحد من رجالة إللي خطفوني وقطعوا هدومي، ده واحد من رجالة تبـع شــادي.

جحظت عينا "ظافر" وهو يهمس بصدمة:
-
إيـــــه!!!..

هتف ظافر بصدمة :
_
يعني الشخص ده مش تبع الجماعة إللي عايزين يخلصوا منها؟؟...

رد عليه الوكيل النيابة بهدوء :
_
إحنا إتأكدنا إن المتهم ده تبع العصابة إللي أرتكبوا الجريمة.

أتسعت عيناها برعب قائلة:
_
إيــــــــه!!!...



الفصل السادس عشر من هنا 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close