اخر الروايات

رواية بين الامس واليوم الفصل السابع والثمانون 87 بقلم الكاتبة انفاس قطر

رواية بين الامس واليوم الفصل السابع والثمانون 87 بقلم الكاتبة انفاس قطر


  



                              

بين الأمس واليوم/ الجزء السابع والثمانون


+




                              

دخل إلى غرفته بخطوات هادئة حازمة.. تخفي خلفها كثيرا من الألم الجسدي والنفسي..


+




                              

لماذا حياة التحفز التي يحياها بشكل مستمر؟؟


+




                              

لماذا لم يحضَ بزوجة مهادنة تريح باله حتى وهو يعاني كل هذا؟؟


7




                              

لماذا يجد نفسه مجبرا على كل هذا الشد حتى وهو لا يريده؟؟


+




                              

لماذا ولماذا ولماذا؟؟؟؟ عشرات من علامات الاستفهام علقته على مشانقها..


+




                              

وهو مرهق.. مرهق.. مــــــــــــرهــــــق!!!


+




                              

مرهق من نفسه قبل أي شيء آخر!!


+




                              

كانت هذه أفكاره التي تغتال تفكيره وهو يخطو لداخل غرفته..


+




                              

ليجد الصدمة غير المتوقعة أمامه!!


+




                              

كانت كاسرة........... نائمة !!!


+




                              

نائمة بالفعل وليست تدعي النوم!!


+




                              

ونائمة بملابسها.. ومازالت الساعة التاسعة والنصف!!


+




                              

اختلطت الاحاسيس في داخله.....استغرب.. وتألم.. وتعجب!!


+




                              

استغرب من نومها بملابسها وهي تبدو في عينيه كطفلة فاجئها النعاس على حين غرة..


+




                              

فغفت على حالها وهيئتها.. وبكل عذوبتها!!


+




                              

وتألم أنها نامت دون أن تنتظره.. رغم أنها تعلم بوضعه الصحي السيء..


+




                              

أ لم تفكر أن تسأله ماذا سيحتاج؟؟ إن كان تناول عشائه؟؟ أو دوائه؟؟


6




                              

أو إن كان يحتاج للتغيير على بعض جروحه؟؟


+




                              

وتعجب أنها نامت دون أن تواجهه كما كان يتوقع.. فحدث كالذي حدث اليوم.. كان يستحيل أن تفوته كاسرة دون نقاش محتدم على الأقل!!


1




                              

استبدل ملابسه بصعوبة.. وهو يصلي قيامه مبكرا..


+




                              

ثم يتمدد جوارها.. لتتجدد أحاسيسه وتتعمق وتتعقد وهو يطفئ كل الإضاءة ويبقي على ضوء خافت جواره.. حتى يتمكن من رؤية وجهها..


+




                              

كان الألم ينتشر صارخا في كل جسده...


+




                              

ومع ذلك يشعر أن ألمه منها أقوى وأشد تأثيرا..


+




                              

وعيناه تطوفان بمحياها المرهق.. لا يعلم لماذا يشعر بها مرهقة على الدوام؟؟


+




                              

مرهقة شكلا ومضمونا!!


+




                              

مختلفة عن حماسها المتدفق المعتاد بكل العنفوان الناري الذي يشعله حتى الوريد..


+




                              

رغما عنه هذا الإرهاق يجلب إلى عمق روحه حزنا غير مفهوم وهو يتمنى لو استطاع حمله عنها لو استطاع...


+




      

                

ورغم أنها مصدر كل آلامه ولكنه مستعد لحمل كل آلامها لو منحته الفرصة لذلك!!


1




لــــو !!


+




*************************************


+




بعد أكثر من 3 ساعات..


+




زايد يصل متأخرا أكثر من العادة... لم يكن يريد فعلا أن يتأخر حتى لا تظن مزنة أنه متهيب للمواجهة..


+




لكنه تأخر في شركته كثيرا.. ثم دعا من باب اللياقة وأريحيتيه المعتادة المجتمعين معه لعشاء متأخر... أصبح متأخرا فعلا!!


+




توقع أنه سيجدها نائمة وخصوصا أن لديها عذرا قويا لذلك فهو تأخر أكثر من المعتاد..


+




ولكن توقعه كان فاشلا.. لأنه وجدها تنتظره وبكامل تألقها وفتنتها وزينتها..


+




فهي تصرفت بطبيعية حتى لا يظن هو أنها تخشى المواجهة..


+




فهي لو أن الوضع كان طبيعيا بينهما كانت ستنتظره مهما تأخر.. وهي تعلم أن في النوم أو إدعائه رسالة فاشلة للتعبير عن غضبها منه...


+




فهي تستطيع التعبير عن غضبها بلسانها!!!


+




والأمر الآخر أنها مطلقا لم تغير مطلقا من طريقة لبسها المعتادة أمامه... فهي لن تفعل كما تفعلن الصغيرات العاجزات عن المواجهة..


+




اللاتي تغيرن من طريقة لبسهن كرسالة رفض أو غضب..


+




فهي ليست خائفة ولا متوترة ولا تحتاج لرسائل للسانها!!


+




وهي اعتادت على التأنق.. فلن تفعل سواه!!


+




ولكنها لا تنكر أنها لو كانت على رضى معه.. لكانت تأنقت أكثر من ذلك بكثير..


+




فهو غائب عن البيت منذ ثلاثة أيام.. وكان يستحق استقبالا خاصا..


+




ولكنها طبعا لن تفعل ذلك الآن.. لأن هذه ستكون رسالة أخرى قد تَفهم بعدة طرق لا تريد أيا منها!!


+




أما أنها تحاول إرضائه.. أو أنها تحاول تفكيك مقاومته لإلهائه عن العتاب..


+




بينما هي تريد العتاب... تريده حقا!!!


+




بينما هو كان يسترق لها النظرات المستغربة بطرف عينيه ويظهر عدم اهتمامه وهو يدخل بهدوء ويسلم بهدوء ويشرع في خلع ملابسه ..


+




" امرأة غاضبة من زوجها.. لماذا تبدو فاتنة أمامه هكذا؟؟


+




تبدو كما لو كانت ستشرق لشدة فتنتها...


+




أ هكذا يكون غضبها؟؟


+




.


+




.


+




ولماذا أنكر على نفسي أنها هكذا كل ليلة..؟؟


+




ولكن لأني أفتقدها فعلا.. أراها الليلة أكثر من فاتنة إلى درجة تؤلم فعلا!!


+




        


          


                

ثلاثة ايام مرت.. لم نتبادل الحديث إلا لدقائق وعلى عجالة!!


+




ثم حينما أعود.. أعود بشجار!!


+




ولكنها هي المخطئة.. هي المخطئة في كل شيء منذ البداية..


+




تدخلت فيما لا يخصها.. ثم تريد فرض رأيها على الجميع!!"


+




زايد بدأ يجري شحنا نفسيا لغضبه وهو يضاعفه.. حتى تضاعف فعلا!!


+




فهو غير راض فعلا أن تحاول زوجته أن تفرض شخصيتها على شخصيته!!


+




هذا أمر غير مقبول عنده إطلاقا!!


+




إطــــــلاقــــا!!


+




لم يحادثها مطلقا حتى انتهى من صلاته وورده..


+




وهي مازالت تجلس على مقعدها انتظارا لانتهاءه!!


+




وكل منهما وصل شحنه النفسي لمنتهاه.. وهو يصور أشكالا مختلفة للمواجهة.. حتى انتهى زايد وتوجه على الأريكة..


+




ليكون ماحدث مختلفا تماما عن كل مارسماه من تخيلات..


+




زايد جلس على أريكته وهي على مقعدها.. تبادلا النظرات لثوان..


+




عميقة.. عاتبة.. لا تهاب..


+




وكل منهما ينظر للآخر بشكل مباشر ولكن خال من الحدة..


+




حينها همس بزايد بهدوء حازم: مزنة تعالي اقعدي جنبي.. خلنا نتكلم..


+




مزنة وقفت وتوجهت نحوه بخطوات واثقة وجلست جواره.. وهي تصنع مساحة فاصلة بينهما..


+




ولكنه شدها برفق ناحيته.. ليلغي المسافة.. وهو يحتضن كتفيها بذراعه..


+




ثم يهمس بعمق رزين وبكلام غير متوقع.. حتى هو لم يتوقعه بهذه الصورة:


+




أدري إني غلطت اليوم عليش قدام العيال..


+




وقلت كلام المفروض إني ما أقوله.. بس أنتي طلعتيني من طوري..


+




حينها كان دور مزنة لتضع رأسها على صدره وهي تحتضن خصره وتهمس بهدوء عميق:


3




زايد أنا ما غلطت.. بس أنت ردة فعلك كانت زيادة عن اللازم!!


+




يعني ما أعتقد إني سويت شيء يستاهل تقول لي أنتي استخفيتي.. وتبين تخربين على العيال..


+




أنا شفت وضع ما ينسكت عليه.. ومستحيل أسكت وأنا أشوف بنتي كذا..


+




زايد بحزم مختلط بالمودة: مزنة.. أدري كساب عيوبه واجد.. وما أدافع عنه..


+




بس هو يحبها وهي تحبه..والاثنين شخصياتهم قوية.. خلهم يحلون مشاكلهم بنفسهم..


+




ولو هم بغونا نتدخل .. بيطلبون منا!!


+




مزنة بعتب: كنت تقدر تقول لي ذا الكلام.. بدون ما تجّرح فيني مثل اليوم!!


+




زايد تنهد وهو يبعدها قليلا عن صدره حتى ينظر إلى وجهها وهو يمد يده ليمسح على خدها


+




        

          


                

ثم يهتف بلهجة آمرة أقرب للتسلط:


+




مزنة قربنا على شهر ونص من يوم تزوجنا.. خل كل شيء واضح قدامش..


+




أنا ما أرضى إنش تفرضين رأيش وأنا موجود.. وأحب كل شيء تأخذين رأيي فيه أول وقبل ما تسوينه!!


+




إذا أنا وافقت.. هذاك الوقت سويه.. مهوب قبل..


+




حينها ابتعدت مزنة عنه أكثر وعن مدى يده.. وهي تهمس بحزم:


+




وأنت اسمعني يازايد.. شيء يخص علاقتي فيك.. أو حقوقك علي أو طاعتي لك مستحيل أفرض رأيي عليك..


+




لكن أنا أم وعندي مسؤوليات.. والشيء اللي يخص عيالي.. ماراح أراجع حد فيه مع احترامي لك..


+




ممكن أشورك فيه وهذا يكون من شفافية علاقتنا كزوجين..


+




لكن إنك ظنتك إنك بتلغي شخصيتي.. اسمح لي .. مستحيل!!


1




وأظني إنك خذتني وأنت عارف شخصيتي..


+




والعود ما يعسف يا أبو كساب..


+




قالت عبارتها الأخيرة بكل حزم واثق.. وهي تقف وتبتعد متجهة لسريرها.. بينما العبارة تتردد في رأسه..


+




" العود ما يعسف يا أبو كساب!!


+




العود مايعسف يا أبو كساب!!


+




العود مايعسف يا أبو كساب!!!!!!"


+




" لو أنا خذتها وهي صغيرة.. كان عسفتها على اللي أنا أبيه.. مثل ما كانت وسمية!!


+




.


+




وليه تبي تعسفها؟؟ مهوب ذا اللي تبيه وفاقده.. مزنة القديمة!!


+




.


+




لا.. وش جاب لجاب..


+




صحيح مزنة الحين قوية شخصية..بس خلني أعترف إن مزنة القديمة كانت مطفوقة وما تحشم..


+




ولو خذتها يمكن كان مستحيل نتوالم!!


+




بـــس..


+




بس أنا فاقدها!! فاقدها!!


+




.


+




.


+




يمكن نار قايدة في صدري أكثر من 30 سنة طفت عقب ماخذيتها


+




واكتشفت إن مزنة اللي حارقة قلبي اختفت وماعاد لها وجود..


+




بس فيه حسرة ماكنة في أقصى حشاي ماعرفت لها سبب.. ماعرفت لها سبب!!"


1




****************************


+




" يا الله جمول.. أنتي ناوية تقعدينا لين صلاة الفجر؟؟


+




خلينا ننام شوي!!


+




مهوب كفاية إني ماشفت كساب إلا خمس دقايق.. وبديتش أنتي!!"


+




جميلة هزت كتفيها وهي تضم ركبتيها لصدرها وكلتاهما تجلسان على السرير وهي تهمس لمزون برقة:


+




        

          


                

كل ليلة أساسا أقعد سهرانة لين أصلي الصبح... مايرقدني إلا التعب..


+




خلني الليلة أسهر على الأقل وأنا معي حد..


+




وإذا على كساب.. كلها ليلتين تباتينهم عندي.. وعقب اشبعي فيه!!


+




مزون بإبتسامة: ترا علي واصل من السفر بكرة الصبح.. خلني أنام أقوم أواجهه.. حرام عليش أبي أنام..


+




جميلة ابتسمت برقة: كساب وعلي ما يبون إلا كاسرة وشعاع... اقعدي وكبري المخدة.. لين يجي غانم..


+




مزون حينها حاولت أن تبتسم وهي تركن همها الجديد جانبا.. ليست مهتمة أن غانما رأى كاسرة.. بقدر اهتمامها بمشاعر كساب:


+




وعلى طاري غانم.. أنا بيكون عرسي عقب ثلاثة أسابيع... بتردينها لي وتنامين عندي..؟؟


+




وإلا حضرة النقيب من عقب ما يشوفش مستحيل يفكش!!


+




جميلة هزت كتفيها وهي تهمس ببساطة: لو تبين.. رقدت عندش قبلها بأسبوع..


+




لأنه حضرة النقيب على قولتش عنده دورة عقب أسبوعين وبيغيب شهر..


+




مزون باستغراب: عقب عرسكم بأسبوعين بس.. وبيغيب شهر بعد!!


+




ليه مهوب حاضر عرس ولد عمه وعرس خاله عقبه؟؟


+




جميلة بذات البساطة المستسلمة: عادي عنده مايحضر عرس أخيه.. المهم يطفش مني!!


+




مزون اعتدلت جالسة بحدة وهي تهمس بعتب ممزوج بالغضب:


+




جميلة أنتي ليش تقولين عن نفسش كذا؟؟


+




إذا أنتي الواحد يطفش منش.. من اللي بيلزق فيها رجالها من قلب؟؟


+




جميلة هذه المرة همست بحزن حاولت تغليفه ببساطة فاشلة:


+




عادي مهوب أول واحد يطفش مني.. ومن قلب بعد!!


+




لازم أتعود على ذا الشيء!!


+




هذاك طفش مني عقب عشرة ثمان شهور..


+




وهذا مستعد يطفش قبل ما يعاشرني حتى!!


1




شكله درا إني ما أتعاشر!!


+




مزون حينها همست بغضب حقيقي: تدرين إن ذا السالفة البايخة تقهرني..


+




وأنتي تعيدين وتزيدين فيها..


+




أشلون تبين فهد يتقبلش وأنتي منتي بمتقبلة روحش؟؟


+




جميلة مالت لتضع رأسها في حضن مزون الجالسة وهي تهمس بيأس:


+




فهد بأحطه فوق رأسي.. أكون بهيمة إذا ما تعلمت من تجربتي مع خليفة..


+




أو سمحت لنفسي أكرر نفس الغلط!!


+




بس أنا عارفة باللي بيصير... حاسة إنه ماراح يتقبلني لأنه خذني عشان عمي منصور..


+




خليني أجهز نفسي لذا الشيء عشان ما انصدم..


+




        

          


                

وعلى العموم لا حن أول ولا آخر زوجين تكون حياتهم مافيها حب..


+




أنا ما أبي إلا الاحترام منه وكثر الله خيره!!


+




*************************************


+




" يـــمـــه!!.. بسم الله الرحمن الرحيم.. ماصليت!!"


+




قفزت كاسرة بجزع وهي تهمس بهذه الكلمات.. بعد أن ظنت أنها غفت لدقائق لتتفاجأ بالغرفة تغرق في الظلام عدا نور خافت يجاور من ينام جنبها..


+




كساب صحا على صرختها وهو يعتدل بإرهاق: وش فيش؟؟


+




قفزت السرير وهي تهمس بجزع بعد أن نظرت لساعتها: نمت على طول عقب صلاة العشاء.. وأنا مابعد صليت قيامي..!!


+




هتف بذات نبرته المرهقة: باقي وقت على صلاة الصبح.. صلي..


+




كانت بالفعل مع كلماته تتوجه للحمام لتتوضأ.. صلت أولا..


+




ثم رغما عنها.. عادت لتطل عليه.. وهي تشعر بذنب رغما عنها أيضا .. أنها نامت وتركته وهو على هذه الحال..


+




فرغم كل التعقيد.. وكم الغضب الذي لا حدود له بينهما..


+




ولكنه يبقى زوجها.. ومريض.. وفي حاجتها الآن!!


+




وجدته نائما..


+




فعادت وقرأت وردها.. ثم نظرت للساعة.. لم يتبق إلا نصف ساعة لصلاة الفجر.. ستقرأ مزيدا من القرآن حتى موعد الصلاة..


+




ولكنها قبل ذلك عادت له مرة أخرى.. وهي تنحني هذه المرة وتلمس جبينه..


+




فالليلة التي قضته عنده أُصيب بحمى.. وحين أخبرت عمها..


+




قال لها أن الحمى قد تعود له من وقت لآخر حتى تلتئم جروحه نوعا ما..


+




بالفعل وجدت جبينه دافئا..


+




ارتعشت حين فتح عينيه.. على ملمس أناملها على جبينه!!


+




همس لها بسكون: وش فيش؟؟ أنتي تعبانة؟؟


+




همست بسكون كسكونه: لا.. بس نمت بدون ما أحس..


+




أنت اللي تعبان.. قوم خلني أعطيك حبوب للحرارة..


+




أجابها بذات السكون ولكنه أقرب لسخريته المريرة هذه المرة: مهتمة يعني؟؟


+




أجابته بنبرة كنبرته تماما: ماني بمهتمة.. وليش أهتم؟؟!! بس هو واجب لازم أسويه!!


6




اعتدل جالسا وهو يمد يده لقنينة الماء بعد أن تناول أقراصه من جواره ثم همس بعد ذلك بنبرة باردة:


+




يدي الثانية مافيها شيء.. أقدر أكل حبوبي بنفسي.. لا تكلفين نفسش بواجب ثقيل..


+




همست بسكون ثقيل: عوافي على قلبك.. خلاص مالي عازة كالعادة.. بأروح أقرأ قرآن لين الصبح..


+




        

          


                

همس بنبرة مقصودة: مافيه شيء نتناقش فيه!!


+




هزت كتفيها ببرود: وليش نتناقش.. أنا كالعادة –بعد- مخلوق ماله حساب في حياتك..


+




هددتني بالضرب وبالطلاق وعصبت علي.. وبردت خاطرك فيني..


+




وانتهينا خلاص..


+




أجابها حينها بنبرة أقرب للغضب: لا ما انتهينا.. لأنه والله لولا خوف من ربي..


3




ثم كون غانم رجّال أختي وإلا كان قلعت عيونه اللي شافتش من مكانها..


+




والسبب أنتي.. حذرتش أكثر من مرة ماتحاولين تستخدمين غيرتي..


+




بس أنتي ما ارتحتي لين خربتيها..


+




وخلينا من غانم الحين.. أمش ليه تدخلينها في مشاكلنا؟؟


+




أجابته ببرود جامد تماما: رجال أختك بكيفك فيه.. مالي شغل فيكم...


+




أما أنا يمكن أحسن تسكر علي في صندوق.. عشان تضمن إن حد مايشوف ممتلكاتك المركونة..


+




أما أمي.. انا ما طلبت منها شيء.. هي تدخلت من نفسها..


+




وللمرة الثانية أقول لك (انتهينا)... ولا تنبشني يا كساب.. وخل الحياة تمشي لأنها أساسا تمشي مثل ماتبي أنت!!


+




*******************************************


+




" زايد قوم.. منت برايح تجيب ولدك من المطار؟؟.. طيارته بتنزل عقب ساعة.."


+




زايد فتح عينيه بتثاقل وهو يهمس بعتب: زين تذكرتي زايد؟؟


+




مزنة مالت لتقبل جبينه وهي تهمس بمودة صافية حقيقية: آسفة حبيبي.. والله العظيم ماقدرت أنام حتى.. وأنا عارفة إنك زعلان..


+




وخصوصا يوم سمعتك تناديني وأنت نايم.. صار ودي أصحيك وأراضيك..


+




بس الله يهداك أنا قلت لك إني شينة إذا زعلت.. وانت والله وصلتني أقصاي..


+




حينها ابتسم وهو يعقد كفيه خلف رأسه: يعني هذا أقصاش ؟؟ ياحلوه أقصاش.. ذوق وستايل وتكانة مثلش.. أنا حسبت إنه هذي أولها..


+




ابتسمت بإشراق: تمسخر علي؟؟!!


+




مد يده ليدخلها في طوفان شعرها من الخلف وهو يقربها ليقبلها بتروي.. ثم هتف بفخامة:


+




والله العظيم أتكلم من جدي..


+




لأني أنا لو وصلت أقصاي.. وخري من دربي..


+




مزنة هتفت بمودة راقية: الله لا يورينا أقصاك ولا يحدنا عليه..


+




ابتسم زايد وهو يعتدل جالسا ويهتف بنبرة مقصودة:


+




ولا يورينا أقصاش الحلو بعد.. لأني ما أحب قلبة مزاجش ذي!!


+




ثم أردف بحزم وهو يقف: أنا باسبح بسرعة وبأروح أجيب علي ومرته..


+




        

          


                

شيكتوا على تنظيف بيته؟؟


+




مزنة برقة رزينة: من البارحة تأكدت من كل شيء.. واليوم أرسلت خداماتهم لبيتهم..


+




زايد ابتسم: الله لا يحرمني من اللي ماتحتاج وصاة.. وترا الذبايح يمكنها وصلت الحين..


+




ابتسمت مزنة: وصلت.. توني جيت من المطبخ من نص ساعة..


+




وعزمت أم شعاع واختها وعفرا وبنتها عشان يواجهون شعاع ويتغدون معها..


+




وغداكم أنتم بيكون جاهز عقب صلاة الظهر.. خلاص اعزم اللي تبي!!


+




زايد همس بنبرة مقصودة وهو متجه للحمام ويوليها جنبه: مزنة.. أنا كل ليلة أدعيش وأنا نايم..؟؟


+




ابتسمت مزنة بشفافية عذبة: كل ليلة تقريبا!!


+




الله لا يحرمني من اللي يدعيني وأنا على باله حتى وهو نايم..


+




أصلا لولا ذا الشيء.. وإلا يمكن كان طولت في زعلتي!!


+




**************************************


+




" يأبيك أنت وزنك زايد وإلا يتهيأ لي؟؟"


1




ابتسم علي وهو يغلق بابه ويعتدل جالسا في مقعده: إلا زايد وزايد يازايد


+




وصلت وزن عمري ماوصلته في حياتي..


+




زايد لا يستطيع السيطرة على فرحته... أي سحر في هذه الصغيرة التي تجلس معتصمة بخجلها الرقيق في الخلف؟!!


+




ماذا فعلت بولده؟؟


+




حين رأى علي قبل قليل في داخل المطار.. ظن للحظة أنه قد يكون أخطأ في الشخص..!!


+




ماذا فعلت فيه وخلال شهر واحد فقط؟؟


+




وجهه مشرق تماما وممتلئ إلى حد ما!!


+




وابتسامة دافئة تبدو كما لو كانت حُفرت على وجهه..


+




زايد هتف بحنان فخم وهو يوجه حواره لشعاع: أشلونش يأبيش؟؟


+




شعاع بخجل رقيق: طيبة يبه!!


+




كانت ابتسامة علي تتسع... حتى سماع نغمات صوتها وهي تحاور سواه يفعل في قلبه الأعاجيب وكأنه يسمعها للمرة الأولى!!


+




زايد أكمل حديثه: أشلون علي معش؟؟


+




همست بذات الخجل: علي مايقصر..


+




ابتسم زايد: إن قصر.. علميني عليه أقطع أذانيه..


+




شعاع صمتت بخجل.. بينما زايد أشار لعلي بإشار بينهما (أنت وش اللي غيرك كذا؟؟)


+




علي ابتسم وهو يشير( باقول لك عقب!!)


+




زايد هتف بحزم: أنا بأوديكم لبيتكم أول.. ترتاحون شوي... وتبدلون ملابسكم


+




وعقب غداكم عندنا.. وأهل شعاع كلهم معزومين عندنا..


+




شعاع حين سمعت ذلك شعرت باختناق وعبرتها تقفز لحلقها.. فهي ماعاد فيها صبر لرؤية اهلها..!!!


+




        

          


                

لذا كادت تقفز لتحوط عنق علي بذراعيها حين سمعته يهتف بمودة: ماعليه يبه خلنا نمر بيت عمي فاضل وننزل شعاع أول وهي بتجي معهم للغدا..


+




رغم أنها لم تطلب منه ذلك.. ولكنه كان يشعر بها أكثر مما يشعر بنفسه..


+




فرغباتها كما لو كانت تنبض في مشاعره لتصبح رغباته هو..


2




المهم أن تكون راضية!!


+




زايد بمودة مشابهة: تبشر شعاع..!!


+




وربما كان زايد أكثر سعادة بطلب شعاع.. فهو متلهف للاختلاء بابنه.. لذا فور نزولها لبيت أهلها..


+




التفت لعلي وهو يهتف بحزم مختلط بالفضول والمودة: يا الله قل لي وش السالفة؟؟


+




ضحك علي وهو يهتف ببساطة: السالفة إنها هي.. هي..


+




زايد صر جبينه بعدم فهم: أشلون هي هي..؟؟


+




ثم شهق وهو يهتف بانفعال غامر والصورة تتكامل في عقله الذكي:


+




أما إني مخي ما كان يجّمع.. أشلون مافهمت بنفسي.. أشلون؟؟ يعني حالك ماراح ينقلب 180 درجة إلا لأنك لقيتها..


+




وأنت ليش ماقلت لي من أول ليلة؟؟ ليش ماريحتني؟؟ مع إني سألتك ثاني يوم وتهربت مني..


+




ابتسم علي وهو يجيب بشفافية: ماتهربت منك.. وأنت داري إني مستحيل أدس عليك شيء..


+




بس شعاع أول الأيام ماكانت متقبلتني كلش.. وأنا مابغيت أقول لك وأنا بروحي متوتر أشلون بتكون علاقتي معها..


+




ماحبيت أوترك معي ويزيد توتري...


+




حينها ابتسم زايد وهو يربت على كتف علي: أجل دامك قلت لي الحين..


+




شكلك مالي يدك منها..


+




ابتسم علي وهو يجيبه بثقة العاشق: أفا عليك.. تلميذك يا أبو كساب..


+




زايد صمت وهو يبتسم بسعادة ويترك علي يحلق في سعادته الخاصة ومع ذلك كانت الأفكار تدور في رأس زايد..


+




" أي أستاذ يابني.. وأنا أشعر بأني أفشل عاشق على وجه التاريخ!!


+




أي أستاذ.. بعد أن خبّر كل أبجديات العشق.. عاد ليتعلمها من جديد!!


+




وكأنه عاجز عن فك رموزها ومعانيها!!


+




أمور كثيرة يا بني بدأت تتشابك في ذهني وتتعقد..


+




أمور أخشى من خوضها وتفكيكها!!"


+




**********************************


+




" وينها العروس؟؟ معتكفة؟؟"


+




مزون تلتفت لسميرة وهما تتحدثان قبل الغداء..وتهمس بابتسامة:


+




لعبنا عليها أنا وخالتي.. قلنا عروس عيب تطلعين.. وخلينا زايد عندها وجينا!!


+




وضحى تناولت طرف الحديث والفتيات يجلسن في زاوية وهي تهمس بتساؤل:


+




        

          


                

ها والعروس مستعدة لبكرة؟؟


+




مزون ابتسمت: مستعدة تمام.. إلا بالنوم.. ما تنام من التوتر..


+




شعاع حينها ابتسمت برقة: ذكرتني بحالي.. قولي لها مافيه شيء يخوف.. وخلها تنام وترتاح..


+




سميرة (بعيارة) لا تخلو من الصدق : إلا قولي لها ولد عمي يخوف.. يمه أنا كنت أخاف منه أكثر من أخوانه الكبار..


+




عليه صرخة لا عصب.. تفص اللحم عن العظم!!


+




مزون تقرص سميرة في فخذها وهي تمس بمرح لا يخلو من غيظ: قولي لها ذا الكلام عشان أسود عيشة أخيش..


+




سميرة تدعك القرصة وهي تهمس بمرح: وغنوم وش دخله بطولة لساني تحاسبينه عليه..


+




مهوب كفاية قرصتيني وشوهتيني.. ألف مرة قايلة لكم حن البرص لا تقربون منا..


+




كل شيء يعلم في جلودنا..


+




.


+




.


+




" أم عبدالرحمن.. عالية ليه ماجات معكم.. أنا مشددة عليش تقولين لها"


+




ابتسمت أم عبدالرحمن ابتسامة شاسعة فهي منذ معرفتها بالخبر وهي لا تستطيع السيطرة على فرحتها وهي تجيب مزنة:


+




عالية في بيت أهلها.. تجهز لعرس أخيها..


+




ولو أني من يوم دريت ودي أروح أجيبها.. ماودي إنها حتى تشيل البيالة من القاع...


+




والله العظيم فرحتي بحمالها مثل فرحتي بسلامة عبدالرحمن يوم ربي عافاه..


+




مزنة ابتسمت رغم شعورها بالاستغراب.. ولكنها كانت سعيدة بالفعل.. سعيدة..


1




فمنزلة عبدالرحمن من منزلة مهاب رحمة الله عليه:


+




مبروك.. مبروك.. والله إني فرحت له..


+




وكذلك همست عفراء وكاسرة كلتاهما بالمباركة بينما أم عبدالرحمن أكملت بعد الرد على التهنئات:


+




وترا أبو عبدالرحمن حالف كنه ولد ماله اسم إلا امهاب..


+




حينها غمر قلب مزنة حزن شفاف غريب.. ذكرى حرقة ابنها التي لا تنطفئ .. وحرقة أمنيتها أن تنجب كاسرة ولدا تسميه مهاب..


+




هاهي تراها أمامها تبتسم وتبارك وهي تبدو متألقة وتمارس مهام الضيافة كأفضل ما يكون..


+




ولكنها تعلم أنه لابد أن في داخلها حزن ما.. فهؤلاء أكملوا شهرا.. ولكنها أكملت أكثر من سنة..


+




ومثلها شقيقها تميم يقارب السنة.. ومازال أحد منهما لم يفرح قلبها بخبر طفل صغير قادم.. ستموت لتسميه مهاب..


+




عل بعض وجع روحها المكتوم يهدأ ويستكين..!!


+




جوزاء ابتسمت وهي تجيب بمرح: لا تحاتين عالية يمه.. عمتي أم صالح ماعاد خلتها حتى تطلع الدرج لغرفتها ولا لغرفة فهد..


+




        

          


                

مقعدتها جنبها.. بعد هذي علوي دلوعتها..


+




حينها تنهدت عفراء في داخلها.. وهي تتذكر مدللتها التي تركتها خلفها في البيت..


+




لم تكن تريد مغادرتها لدقيقة واحدة.. وهي تشعر أن الوقت معها يركض كلمح البصر..والغد يبدو كما لو كان سيقع في الدقيقة القادمة..


+




ومتى ستفرح هي أيضا بخبر حملها وحفيدها.. وهي تعلم أنها تعاني مشاكل في ذلك!!


+




" ربما كانت تلك إرادة الله حتى لا تحمل من خليفة!! وتحدث كل تلك المشاكل وبينهما طفل!!


+




أو ربما لو حملت منه.. ماكانت كل هذه المشاكل لتقع!!


+




وماكانت ابنتي لتتورط في زواجين وطلاق وهي مازالت في العشرين!!


+




.


+




يا الله مازالت طفلة..


+




فهل ستحتمل صلابة فهد وأنا بالكاد اعتدت على صلابة منصور!!"


+




***************************************


+




" ها وش مسوي في روحك ذا المرة..


+




حرام عليك يا كساب نزلت قلبي في أرجيلي يوم شفتك"


+




ابتسم كساب وهو يجيب علي: أنت اللي قلبك خفيف..


+




وهذا أنا قدامك طيب ومافيني إلا العافية!!


+




علي بقلق حقيقي: كساب أنت ماتشوف نفسك.. يدك مكسورة..


+




ووجهك ماينشاف من كثر اللزقات..


+




وإبي يقول بعد إن جسمك فيه أصابات أكثر..


+




كساب ببساطة: كل السالفة حادث سيارة.. وهذا أنا طيب وبخير..


+




علي بمودة صافية: الله يعطيك العافية تامة من عنده..


+




ابتسم كساب: على طاري العافية.. ماشاء الله أشوفها بتنط من خدودك..


+




ضحك علي: تبي تنظلني بعد؟؟ الحمدلله ربي رحمته واسعة..


+




ضحك كساب: نبي نعرف الوصفة السرية بس.. هذا أنت شايفني مكسر وحالتي حالة..


+




علي مال عليه وهو يبتسم يهمس بشفافية: والله وصفتك السرية صار لها عندك أكثر من سنة..


+




بس شكلك لحد الحين ماعرفت لها..


+




****************************************


+




" ما يسوى علينا ذا الرجعة الدوحة.. اليوم كله ماشفتش..


+




عند هلش طول اليوم جيتي معهم ورحتي معهم!!


+




لو أدري ما رجعنا.. "


+




شعاع تحتضن خصر علي من الخلف وهو كان يخلع أزرته مواجها للتسريحة وتهمس برقة وخدها يستند لظهره:


+




بس اليوم حبيبي.. تدري مشتاقة لهم..


+




وعقب رحت لعالية.. ماقدرت أصبر ما أشوفها عقب ماعرفت خبر حملها!!


+




        

          


                

ابتسم علي: مرت عبدالرحمن حامل؟؟ مبروك..


+




ماشاء الله ماتوقعت صراحة..


4




شعاع همست بذات رقتها وهي تميل على أزراره التي وضعها على التسريحة لتعيدها داخل علبتها:


+




أنتو ليه كلكم ظنكم في عبدالرحمن لذا الدرجة؟؟


+




ربك لا قطع من ناحية.. يوصل من ناحية ثانية!!


+




ابتسم علي: مهوب القصد إنه تقليل من أخيش.. بس حتى أنا نفس السالفة..


+




لو أنتي حملتي الحين.. الكل بيستغرب..


+




لأني كنت قبل شهرين بس.. بأموت..


+




حينها تأخرت شعاع وهي تهمس بحزن شفاف:


+




ليه أنت ظنك إنه ممكن نتأخر لين يجينا بيبي؟؟


+




علي استدار ليحتضنها بقوة حانية وهو يهمس قريبا من أذنها بعمق:


+




تكفين عاد كله إلا ذا النبرة.. ما استحملها..


3




ياحبيبتي أنا أضرب مثل.. وأنا كنت واحد تعبان فعلا.. والحين أخذ علاج..


+




وعلى العموم..لا تحاتين شيء ياقلبي.. عطينا كم شهر بس.. ولو ماصار شيء..


+




أوعدش أروح أكشف وأعالج لو احتجت..


+




ثم أردف وهو يبعدها قليلا ويبتسم: أنا واحد (أوبن مايند).. فوايد السياسة!!


+




شعاع حينها همست بعذوبة: حبيبي على طاري السياسة.. أنا إفادة تخرجي خلصت.. أبي أطلعها.. وعقب أقدم الوظايف من بعد أذنك!!


+




حينها احتضن علي وجهها بين كفيه وهو يهمس برجاء مثقل بالرجولة والشجن:


+




تكفين ياقلبي.. بلاها الوظيفة الحين.. تفرغي لي سنة وحدة بس.. وأنا عقب أوعدش أشغلش في المكان اللي تبيه..


+




ياعمري أنا مابعد شبعت من شوفتش قدامي... وأنتي عارفة إنه شغلي غالبا ماله مواعيد ثابتة..


+




أبي لا رجعت البيت ألقاش قدامي...


+




ووقت ما أكون في الشغل.. براحتش سوي اللي تبينه.. روحي لهلش.. أو هلي.. أو اطلعي مع البنات..


+




المهم أرجع البيت وأنتي معي أو قدامي!!


1




****************************************


+




" أنا ما أدري ليه لزمت عليّ نطلع.. وراي ألف شغلة قبل بكرة!!"


+




عبدالله يشد فهد ليجلسه على أحد مقاعد المقاهي المنتشرة على مرفأ اللؤلوة..


+




رغم حرارة الجو.. ولكن كان هناك نسمات منعشة تهب من البحر من حين لآخر..


+




وعبدالله يهتف بحزم باسم: تلعب علي أنت؟؟ وش أشغاله؟؟


+




        

          


                

العرس تجهيزه كامل سويته أنا وصالح.. وحن مخلصين.. وبكرة الصبح بنروح نشيك على آخر التجهيزات وعلى ذبح الذبايح..


+




وأنت حتى أغراضك الخاصة هزاع ونايف هم اللي رتبوها لك ودوها للأوتيل..


+




فهد هتف بحزم: واحد عرسه بكرة.. أكيد عنده أشغال..


+




ومالي مزاج طلعة ذا الوقت..


+




عبدالله ابتسم: خلك من الخرابيط.. الشيراتون وش قربه؟؟


+




خلنا نقعد نسولف ونشرب لنا عصير بارد.. وأنا بأرجعك..


+




فهد تنهد: مامنك مخلاص.. وأنت في رأسك سالفة!! خلصني!!


+




عبدالله بجدية: فهد أنت ماحد غصبك على البنت... أنت اللي بغيتها وأصريت عليها..


+




ليش الحين حاسك منت بمبسوط؟؟


+




لمعلوماتك أخوانك ملاحظين بس أنا أقول لهم توتر عادي!!


+




فهد هز كتفيه بحزم: وهو فعلا توتر عادي... يعني صار لي سنين وأنا عايش على نظام معين.. صعب أني أتقبل تغييره بين يوم وليلة!!


+




وخصوصا إنك عارفني.. التغييرات صعبة علي.. لأني جامد بزيادة..


+




ومرتي مالها علاقة.. لأني فعلا أبيها بكامل رغبتي!! وتوتري هو للوضع بس وهي مالها علاقة فيه!!


2




كلام فهد بدا مقنعا نوعا ما.. وخصوصا أنه كان يقوله بثقة.. لذا استدار عبدالله للنادل وهو يطلب منه مايريدان..


+




بينما فهد كان يتنهد بعمق تنهيدة مكتومة وهو يسند ظهره للخلف ويشعر أن حرارة الجو تزداد.. فيحرر جيبه من أعلى..


+




عله يجلب مزيدا من الهواء لرئتيه المختنقة..


+




فهو ليس متوترا.. فمثله لا يعرف التوتر بمعناه المعروف.. فأعصابه حديدية.. وقلبه جامد.. ولا يخاف من شيء..


+




لكنه يشعر بهذا الغيظ الذي سيخنقه... والأغرب كراهية غريبة لهذه المخلوقة التي مازال لا يعرفها.. ولكنه رسم لها أسوأ صورة في خياله..


+




وكلما تخيل أنه سيعيش معها حياته كلها.. يشعر بشعور أشبه بالغثيان!!


+




فهذه حياة كاملة!! حياة كاملة!!


+




وهو مادام تزوجها فلابد أن يحتمل قراره.. فهو لم يتزوجها الآن ليطلقها بعد حين!!


1




لكنه لا يحتمل فكرة أنه سيقابلها حياته كلها..!!


+




هز كتفيه وهو يبتسم ويهمس في داخله " الله حلل بدل الوحدة أربع!!"


8




**********************************


+




تعب من الاتصال وهي لا ترد عليه..


+




يعلم أنه كان من المفترض أن يذهب لزيارتها..


+




        

          


                

ولكنه بحساسيته الشفافة أراد أن تكون مقابلته الأولى معها بعد معرفته بخبر حملها..


+




بينهما فقط.. في مكان خاص بهما..لشدة تأثره بالخبر..


+




ومازالت لم تمنحه هذه الفرصة.. ولم تتكرم عليه!!


+




" ماكل هذه القسوة يا عالية؟؟


+




أ يعقل أنها غير راضية.. لأنها لم تكن تريد طفلا يربطها بي وأنا على هذا الحال؟؟


+




أ يعقل أن تكوني قاسية هكذا؟؟


+




أ يعقل ؟؟ "


+




" يا الله أنا ليش صرت كذا؟؟


+




دايم على بالي ظن السوء..


+




.


+




وهي وش خلت لي غير ظن السوء..


+




موجوع من بعدها وهي ولا حست!! "


+




*********************************


+




" بنات مابعد نمتوا؟؟"


+




مزون تلتفت لخالتها وتهمس برقة: تدرين خالتي سميرة ووضحى طولوا السهرة.. وشربنا وش كثر كرك.. مافينا نعاس..


+




بس أوعدش نحاول ننام عشان العروس تكون موردة بكرة..


+




عفراء تنهدت: تكفين مزون خليها تنام شوي.. بأروح الحين أشوف زايد خليته عند منصور..


+




بأرجع عليكم عقب شوي.. يا ليت تكونون نايمين..


+




مزون همست لجميلة بحنان: جمول ياقلبي.. يا الله ننام.. سمعتي خالتي..


+




جميلة تستدير ناحيتها وهي ممدة على جنبها وعلى طرف عينها دمعة يبدو أنها ستسقط


+




وهي تهمس باختناق: ما أقدر مزون.. خايفة ومتوترة..


+




مزون همست بعفوية مرحة: اللي يشوفش على ذا الخوف يقول أول مرة تتزوجين..


+




جميلة كانت تنتظر عبارة كهذه لتنفجر تماما في البكاء الذي تكتمه منذ موافقتها على فهد..


+




مزون اعتدلت جالسة وهي تشد جميلة لتجلسها ثم تحتضنها وتهمس بندم:


+




جميلة آسفة ياقلبي.. والله ماقصدت شيء.. الله يأخذني أنا ومزحي السخيف..


+




مزون شعرت بندم عميق لأنها ظنت أنها نقرت القشرة الرقيقة التي تحيط بما يضايق جميلة ..


+




وهو كونها مطلقة ولها تجربة سابقة.. بينما فهد شاب أعزب هي تجربته الأولى..


+




لتشعر بصدمة عمرها وجميلة تتبتعثر كلماتها بين شهقاتها:


+




وأنا فعلا كأني أول مرة أتزوج.. لأنه ماصار شيء بيني وبين خليفة..


+




ماصار شيء..!!


6




#أنفاس_قطر#


+




الثامن والثمانون من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close