رواية بين الامس واليوم الفصل الثاني والثمانون 82 بقلم الكاتبة انفاس قطر
بين الأمس واليوم/ الجزء الثاني والثمانون
+
" علي ممكن أسأل الدكتور عن شيء؟؟"
+
علي بأريحية: عادي حبيبتي إساليه عن اللي تبينه!!
+
الطبيب بالفعل قال لهم ماتوقعه علي.. الفحوص تشبه فحوص الدوحة مع نسبة تحسن ضئيلة.. وأنه سيعيد إجراءها بعد عدة أيام.. قبل أن يقرر له علاجا..
+
شعاع لم تستفد شيئا.. تريد جوابا يريحها من شكوكها التي غاصت في روحها لأبعد حد..
+
لذا كان طلبها من علي أن تسأل الطبيب..
+
شعاع أجابت علي باختناق: لا أبي أسأله بروحي..
+
علي بصدمة: نعم؟؟ أشلون بروحش يعني؟؟
+
شعاع باختناق أشد: ما أبيك تكون موجود..
+
علي تفجر بغضب حقيقي لم يشعر به منذ زمن طويل وهو يهمس لها بصوت غضبه المكتوم:
+
آسف.. ليه وش شايفتني عشان أطلع وأخليش مع الدكتور..؟؟
+
شعاع برجاء عميق مختنق: تكفى علي.. هذولا ممرضتين موجودين معنا..
+
علي بذات الغضب الذي تزايد: شعاع قومي.. موعدي خلص..
+
شعاع شعرت بالجزع.. لو بقيت مع شكوكها يوما آخر ستموت.. ستموت..!!
+
همست بذات جزعها:
+
لا خلاص.. بأساله قدامك.. بأسأله!!!
1
شعاع كرهت لأبعد حد أن تتجرأ وتسأله..
+
خجلها الفطري.. وقبل ذلك وأهم خوفها من جرح علي..
+
ولكن الوضع الذي تعيشه وأجبرت علي على عيشه وضع غير إنساني بالفعل..
+
أما أن تتأكد أنه غير مصاب مع أنها تظن أن هذا مجرد حلم عذب تتمناه بكل يأس!!
+
وأما أن يسمع علي كلام الدكتور لها بنفسه.. حتى يتوقف عن الضغط عليها بمشاعره التي توشك على جعلها تنهار!!
+
شعاع باختناق شديد توجهت للطبيب بالسؤال باللغة الإنجليزية:
+
دكتور لو سمحت.. أنا لم أفهم طبيعة مرض علي..
+
هل من الممكن أن تشرحها لي بطريقة مبسطة بعيدة عن المصطلحات الطبية؟!!
+
الطبيب بمهنية: علي عانى من نوع غريب ونادر من الأمراض ينتج عن ضغط نفسي وعاطفي يؤثر على الأجهزة الحيوية..
+
وزاد المرض امتناع علي عن تناول الطعام..
+
علي أخبرني المرة الماضية أن العارض النفسي قد زال.. لذا أنا أتوقع أنه سيتحسن أكثر قريبا..
+
لكن الكبد بالذات تعرضت لنوع من الضرر يشبه التشمع.. لذا سيحتاج لعلاج للكبد لفترة معينة عن طريق العقاقير.. وحتى علاجها لن يطول كما أتوقع..
+
لأن المهم في هذا النوع من الأمراض زوال العارض المسبب..
+
شعاع شعرت بالصداع (والمرض المعدي.. أين هو؟؟) همست باختناق شديد مثقل بالتردد وهي تنظر للأرض:
+
ألا يعاني علي مثلا مثلا.. من مرض معدي من أي نوع؟؟
+
علي اتسعت عيناه بصدمة كاسحة وهو يقفز عن مقعده.. ماعاد يستطيع الجلوس حتى!!!
3
بينما الطبيب ضحك ضحكة رسمية قصيرة: معدي؟؟
+
لا طبعا.. ماهذا الكلام الغريب؟؟
+
ثم التفت لعلي بإبتسامة: علي هل أخفت عروسك منك وقلت لها أنك مصاب بمرض معدي..؟؟
+
علي تحرك بصرامة بالغة وهو يهتف بحزم غريب متجبر: شكرا دكتور على وقتك.. واعذرنا على تأخيرك..
+
شعاع اسود وجهها تماما.. واختنقت بعبراتها التي أطبقت على أنفاسها لدرجة عجزها عن سحب أنفاسها..
+
لم تستطع حتى أن ترفع نظرها لعلي.. عدا أن علي لم ينظر حتى لناحيتها.. وهما يتجهان لخارج المستشفى.. بخطوات سريعة..
+
خطوات حادة تكاد تخترق الأرض من جانب علي..
+
متعثرة يائسة من جانب شعاع !!
+
ظل الصمت مطبقا على الاثنين في السيارة طوال الطريق.. وشعاع تدعك أناملها بيأس وهي تمنع نفسها من الانفجار في البكاء..
+
وجهها محتقن تماما ويزداد احتقانا كلما فكرت فيما فعلته به الأيام الماضية...
+
" أنا غبية!! غبية!!
+
هو قال لي عن مرضه اكثر من مرة!!
+
بس أنا اللي في راسي في رأسي!!
+
ياربي.. يا الله.. أكيد الحين مجروح مني ومن تفكيري فيه!!
+
صدق إني غبية.. خالتي مزنة شرحت لي مرضه
+
وقالت لي إني ما أتضايق لو ما قرب مني عشان وضعه الصحي وإن هذي أوامر الدكتور!!
+
وبعد اللي في رأسي في رأسي.. خليته مريض وأني أنا اللي لازم أمنعه عني!!
+
غبية غبية.. غبية !!
+
عجزوا يشرحون لي وأنا مافهمت!! "
+
شعاع تكاد تنهار وكل ماتريده أن تصل للفندق وكأن المسافة بين المستشفى والفندق في منطقة (بارك لين) لا تريد أن تنتهي أبدا..
+
حين وصلا للجناح..
+
بالكاد خلعت عباءتها ونقابها..وانفجرت فورا في البكاء وهي تلقي نفسها على السرير..
+
علي منذ خروجهما من الطبيب وإحساسه بالجرح يتزايد ويتزايد حتى خنقه..
+
ألهذا السبب كانت ترفض اقترابه منها وكأنه وباء؟؟
+
أ لهذه الدرجة تشك في مروءته ومروءة أهله وأنهم قد يزوجونها من رجل مصاب بمرض معد؟؟
+
وإن كانت تشك لماذا لم تسأله بشكل مباشر؟؟
+
وربما لو سألته لن تصدقه.. لأنها لم تصدق سبب مرضه حين أخبرها به!!
+
كان كل سؤال يحيله لسؤال أكثر وجعا وأذى نفسيا وانغراسا في الجرح المملوء بالملح..
+
ولكنه ما أن رأها تبكي حتى تهاوى كل شيء.. هو مستعد أن يحتمل كل جرح..
+
لكنه لا يحتمل دموعها .. وبسببه !!.. وخصوصا أنها كانت تنتحب بطريقة هستيرية كما لو أنها فقدت لها عزيزا..
+
وشهقاتها تتعالى بطريقة مأسوية مزقت قلبه المتيم...
+
شعاع لم تعرف كيف تعبر عن ألمها سوى هكذا.. أو ربما كانت تستخدم ببراءة سلاح المرأة الأشد فتكا...
+
دموعها..!!
+
فهو لو رآها تبكي لن يعاتبها.. وهي ستموت لو عاتبها.. لأن إحساسها بالذنب يذبحها.. يذبحها..!!
+
علي حاول أن يمنع نفسه من إرضاءها حتى تعلم ولو جزئيا عمق جرحها له..
+
ولكنه لم يستطع إلا أن يجلس جوارها وهو يربت على ظهرها ويهمس بحنان موجوع:
+
خلاص.. تكفين لا تبكين.. طالبش بس..
+
شعاع رفعت رأسها ودفنته في حضنه وهي مازالت منكبة وتنتحب:
+
قول إنك منت بزعلان علي.. قول إنك منت بزعلان.. تكفى علي.. تكفى..
+
علي بشفافية مثقلة بالوجع: تبين أكذب عليش وأقول إني ماني بزعلان..
+
واجد آجعتيني شعاع.. يعني لذا الدرجة شايفتني خسيس ونذل..
+
أحاول أقرب منش وأنا مريض بمرض معدي؟؟؟
+
لذا الدرجة أنا حيوان وهمجي في نظرش؟؟
+
شعاع تزايد نحيبها وهي ترفع جسدها كاملا وتجلس لتطوق عنقه بذراعيها وهي تدفن وجهها في عنقه..
+
علي ما أن شعر ببلل دموعها وحرارة شهقاتها على عنقه حتى شعر أنه يذوي وألم قلبه يتزايد بعنف..
+
همس علي بيأس: تكفين شعاع لا تضغطين علي بذا الطريقة.. لأنه أنا موجوع منش واجد..خليني لين أروق بنفسي..
+
شعاع كانت تعلم كم جرحته بتفكيرها وأنه سيحتاج وقتا لمسامحتها.. لكنها تعلم أنها لن تحتمل نظرة عتب واحدة منه!! لن تحتمل !!
+
نثرت قبلاتها الخجولة النادمة على عنقه حيث تخفي وجهها وهي تهمس بيأس:
+
أنا آسفة علي.. آسفة.. تكفى سامحني.. لا تلومني..
+
أنا وش عرفني؟؟.. مالي إلا الظاهر!!
+
علي شعر أنه يذوي فعلا مع دفء قبلاتها الرقيقة على عنقه وكان على وشك مد يديه لاحتضانها رغما عنه..
+
لولا أنها ابتعدت عنه كالملسوعة وهي تهمس بصدمة موجوعة متفجرة بشكل صادم:
+
الحين أنت من جدك كان سبة مرضك وحدة ماتعرفها وشفتها في الأصنصير في يوم ملكتنا..؟؟
+
لا ..وكان عندك استعداد تطلقني عشانها..؟؟
+
علي باستغراب شديد لقلبها للموضوع فورا: واللي كانت في الأصنصير من؟؟ وأنتي من؟؟
+
شعاع ابتعدت أكثر وهي تهمس بغضب رقيق بين شهقاتها: أنا كنت مرتك وهي كانت وحدة ما تعرفها.. يالخاين!! يا الخاين !!
+
ليه أنا حفظتك وأنت ماحفظتني؟؟.. ليه أنا ماقلت للي لحقني في الممر.. خلاص باتطلق من رجالي وأخذك؟؟
+
أنا كنت بأموت عشانك وأنت ماحتى فكرت فيني!!
+
علي مصدوم من هجومها لأبعد حد.. وهو يرى كيف تتزايد شهقاتها ونحيبها واحمرار وجهها بشكل فعلي...
+
وهي تنهار تماما في عاصفة حقيقية من البكاء الهستيري..
+
و تقلب الموضوع كله لصالحها!!
8
****************************************
+
" ها يأبو زايد وش تقول؟؟"
+
منصور يبتسم ابتسامة شاسعة فاخرة وهو يجيب أبا صالح: أنا من صوبي ماعندي مانع..
+
وفهد ولدي.. بس لازم نشور البنت.. وإن شاء الله بنرد عليكم قريب
+
بس قبل مايصير أي شيء.. أهم شيء دراستها تكملها!!
+
أبو صالح بحزم: ودراستها إن شاء الله مهوب رادها منها.. تكملها وهي عنده!!
+
القهوة تدور مرة ثانية بينما فهد مال على أذن منصور وهو يهمس له بحزم:
+
أبو زايد اسمح لي.. بس قبل ما تسألها أنا عندي طلب ما أقدر أتنازل عنه!!
+
منصور بحذر ودود: وش عندك؟؟
+
فهد بحزم بالغ: لو وافقت علي البنت.. نبي نسوي الفحوص الطبية بسرعة.. ونعرس خلال أسبوع.. أسبوع ونص بالكثير..
+
منصور بصدمة: فهد الله يهداك مافيه عرس في أسبوع.. لا تعسرها..
+
فهد بخبث أخفاه خلف حزم صوته: أنت أعرست في أقل من أسبوع!!
+
منصور بحزم: أنا حالتي غير!!
+
(وش غير؟؟ أمها أرملة وهي مطلقة!!) فهد بحزم: أنت عارف زين إني عندي عقب شهر دورة عسكرية في مصر وبتستمر شهر..
+
لو خلينا العرس عقب ما أرجع.. ماراح ألحق أقعد مع مرتي لأنه بتكون دراسة الجامعة بدت..
+
أبي ألحق أقعد معها شوي قبل أروح!!
+
منصور بحزم: خلاص خل العرس عقب شهر وخذها معك مصر.. أنت عارف إنه دورات الضباط مثل دوام جزئي وترجع لشقتك..
+
فهد يريد بالفعل تعقيد الموضوع غير المعقد..
+
فهو هكذا كان قد قرر... أنه سيصعب الشرط عليهم.. علهم يتراجعون هم..
+
وسيكون هو من طرفه أبيض الوجه أمام منصور وهذا مايهمه..
+
فهو أحضر أهله.. وتقدم فعلا.. ولكنهم من رفضوه!!!
+
فهد أجاب بذات حزمه: لا ما أقدر أنا صرت متفق مع الشباب على السكن..
+
ولو تراجعت بيأكلون وجهي..
+
يعني ماتقدر تخدمني في ذا الموضوع..؟؟
+
أنا من صوبي أقدر أرتب حفل الرياجيل كأحسن مايكون خلال أسبوع..
+
وما أعتقد إن ترتيب حفل النسوان بيكون مشكلة..
+
ولكن فهد يعلم أنه سيكون مشكلة.. فهو يعلم أن جميلة لم تحضَ بحفل زفاف..
+
وبالنسبة لفتاة مدللة مثلها فحفل زفاف ضخم وفاخر سيكون حلما يصعب أن تتنازل عنه بعد أن تنازلت عنه المرة الاولى رغما عنها بسبب ظروف مرضها..
+
وأسبوع لن يكفي مطلقا لتجهيز حفل زواج كما تتمناه!!
+
وكما سمع بنفسه من منصور أنه ينوي أنه يقيم حفلا كبيرا لها...
+
كان فهد يعتمد أن هذا سيكون سببا لإلغاء فكرة الزواج بالكامل..
+
والإلغاء حينها سيكون من طرفهم ليس من طرفه!!
+
******************************************
+
طرقاته التي تحفظها ترتفع على بابها.. وقفت بجزع.. منذ زمن لم يطرق بابها..
+
ركضت نحو الباب وفتحته..
+
كانت تتأمله وهو يقف أمام فتحة الباب..
+
تمنت ان تقبل رأسه .. أن تشير له: هل سامحتني؟؟
+
لكن كل مافعلته أنها أشارت له بترحيب أن يدخل..
+
تميم تقدم بخطوات هادئة للداخل وهو يشير لها بهدوء: فاضية خمس دقايق؟؟
+
ابتسمت له وضحى بحنان موجوع: فاضية خمس ساعات.. الله يذكر أيام ماكنا نسولف ساعات بالخير..
+
تميم أشار بشجن: ماظنتي إني السبب يا بنت أبوي!!
+
وضحى أمسكت حينها بكفه وهي تميل لتقبلها... ولكن تميم شدها بجزع..
+
بينما وضحى بقيت صامتة.. وعبرة صامتة تصطرخ بين جنباتها!!
+
تميم نظر لها بيأس رقيق.. وهو يشير بعمق:
+
تراني أنا اللي حلفت على نايف إنه مايوجع نفسه بالمهر..
+
نايف توه متخرج وفلوس بيع بيت أبيه أكثرها راحت في بيته الجديد وتأثيثه..
+
وأنا مابغيتكم تبدون حياتكم بديون..
+
بس في نفس الوقت ما أبي شيء يقصرش..
+
أنا حطيت في حسابش فلوس.. ولو احتجتي زيادة لا تستحين!!
+
وضحى أشارت بعبرتها التي مازالت تخنقها:
+
أدري أنك حطيت في حسابي فلوس واجد مهيب شوي..
+
وصلني مسج على تلفوني من البنك بدخول فلوس لحسابي..
+
اتصلت فيهم أسأل عنها قالوا لي إنك اللي دخلتها...
+
وكنت بأسحبها أرجع لك.. بس خفت على زعلك..
+
وضحى سكنت لدقيقة ثم أكملت بيأس أعمق: وش بأسوي بالفلوس يعني؟؟
+
أشتري ثوب زيادة.. وإلا شنطة؟؟
+
وإلا يمكن الفلوس تعوضني عن أخي اللي راح.. وإلا أخي الثاني اللي مايلتفت صوبي؟؟
+
قل لي تميم وش أسوي بالفلوس؟؟
+
تشتري لي حنان أترجاه منك ومالقيته؟؟
+
وإلا الفلوس بترجع ثقتك فيني وتخليك تسامحني على ذنب ندمت عليه عمري كله؟؟
+
ما أبي فلوسك ياتميم.. مشكور.. الفلوس اللي عندي تكفيني وزيادة!!
+
وضحى أنهت إشارتها التي كانت دموعها تسيل معها بصمت وهي تريد التراجع للخلف حين انتهت..
+
لولا أن تميم منعها من التراجع وهو يشدها ليدفنها في حضنه..
+
حينها لم يعد للإشارات حاجة وهي تنفجر بالبكاء في حضنه وهي تطوق عنقه بذراعيها بكل قوتها..
+
وهو يحتضنها بحنو بالغ ويربت على ظهرها بأبوية صافية..
+
لم يحتج لإبعادها ليشير لها أنها بحاجة لمسامحتها أكثر منها..
+
ولم تحتج لتبتعد عنه حتى تشير له كم هي سعيدة بحضنه أخيرا..
+
فكلاهما يعلم كما أنه هناك مواقف لا تحتاج للكلمات..
+
فهناك مواقف لا تحتاج حتى للإشارات لأنها تعبر عن ذاتها وكينونتها وانثيالها بدون أي طرق تعبيرية!!
+
الأمر الذي غيرهم مازال لم يعلمه !!!!!!
+
***************************************
+
" أنا أبي أعرف ليه اليوم كله طاردتني من البيت بكبره!!"
+
عالية تتناول غترة عبدالرحمن منه وهو مازال عند الباب وتهمس بالمرح:
+
عندي لك مفاجأة كبيرة.. وماكنت أبيك تجي لين تكمل..
+
عبدالرحمن خطا بكرسيه للداخل ليهتف بإبتسامة مصدومة:
+
حرام عليش عالية كفاية المستشفى..
+
عالية تقف أمام ممر المشي الذي طلبت تركيبه من قبل شركة تجهيزات طبية.. والذي قدمت طلبا عليه من بعد زواجها من عبدالرحمن.. وللتو وصل اليوم وتم تركيبه..
+
وتهمس بمرح: لا مهوب كفاية.. لأنك واحد كسول ودلوع وعمي فاضل خربك ذا السنين كلها بالدلع..
+
وتبي لك شوي من تربية آل ليث المتوحشين!!
+
ابتسم عبدالرحمن بمودة: يا شينهم آل ليث هم ويباس رأسهم..
+
عالية تدفع بكرسيه للداخل وتهمس بجدية: قل لي عبدالرحمن الدكاترة وش قالوا لك آخر شيء في آخر اجتماع قبل يومين؟؟
+
عبدالرحمن بخبث باسم: أنتي في المستشفى تقدرين تدخلين على ملفي.. وأعتقد إنش دخلتي عليه وتعرفين حالتي أحسن مني..
+
عالية بذات الجدية البالغة: لا أبي أسمعها منك..
+
تنهد عبدالرحمن: يقولون حالتي غريبة شوي.. لأني أقدر أثني ركبتي والإحساس في الرجلين طبيعي جدا..
+
وهذي دائما تكون أهم مشكلتين عند اللي مايقدر يمشي..
+
لكن أنا مشكلتي في الساقين أحسهم ثقال جدا كأنها ميتة مع إنه هالكلام غير صحيح لأنه لو حد شكني بدبوس صغير حسيت فيه.... و..
+
ثم صمت عبدالرحمن قليلا..
+
عالية بنبرة مقصودة جدا مثقلة بالجدية العملية: كمّل !!
+
عبدالرحمن هز كتفيه بطبيعية: وهم شبه متأكدين إن اللي معي حالة نفسية لا أكثر!!
+
حينها انفجرت عالية بحماس: مابغيت تطلع ذا الدرة..!!
+
عبدالرحمن يضحك: صدق خبلة.. أولها مسوية لي فيلم رعب تقولين مسجون قدام لجنة محققين.. وعقبه تصيحين في أذني كذا..
+
عالية تقربه من ممر المشي وتهمس بمرح: التعذيب مابعد شفته.. التعذيب جايك لين تنط من كرسيك وتقول خلاص الرحمة..
+
عبدالرحمن برجاء: تكفين عالية مهوب الليلة.. الليلة عاد ميت من التعب.. من صبح طاردتني من البيت ماحتى تمددت دقيقة...
+
عالية بإصرار: مافيه.. حاول خمس دقايق بس.. عشان أشوف طول الممر مناسب لطول أرجليك وإلا لا...
+
عبدالرحمن حينها همس بقلق عميق: صدقيني عالية أنا ودي أكثر منش أمشي.. بس شوفت عينش هذا أنا أحاول بدون فايدة..
+
فرضا مامشيت.. ذا الشيء بيخليش متضايقة إنش بتعيشين حياتش كلها مع مقعد؟؟
+
عالية تحتضن عنقه من الخلف وهي تلصق خدها بخده وتهمس بإبتسامة ودودة:
+
يا ثقل طينتك بس!!
+
*******************************************
+
"عفراء حبيبتي.. ادعي جميلة..
+
أبيش أنتي وأياها في موضوع.."
+
عفراء بإبتسامة رقيقة: جميلة أساسا جاية الحين.. بس راحت تجيب لزايد مصاصة من جهاز التعقيم..
+
خير إن شاء الله؟؟
+
منصور بحزم: إذا جات جميلة قلت لش أنتي وإياها!!
+
" وهذي جميلة جات.. آمر تدلل!!"
+
جميلة ناولت أمها المصاصة وهي تميل لتقبل رأس منصور وتهمس له بمرح بعد أن جلست جواره:
+
بتسفرني لبنان؟؟ خاطري أتسوق لين أقول بس!!
+
منصور احتضن كتفيها وهو يهمس بحنان: أوديش لبنان تسوقين اللي تبينه..
+
بس الحين اسمعي كلامي عشان روحة لبنان تثمن وتسوقين مناك شيء سبيشل..
+
جميلة بإبتسامة رقيقة: خير فديتك .. آمرني.. وبلاها لبنان بعد!!
+
منصور بحنان: جايش معرس وأبيش توافقين كان لي خاطر عندش..
+
جميلة انتفضت بجزع وهي تبتعد عن حضنه.. بينما عفراء صاحت بجزع:
+
منصور الله يهداك وش معرسه؟؟ والبنية توها مخلصة عدتها أمس..
+
منصور بتهدئة حازمة: وش فيكم تروعتوا كذا..
+
إيه معرس.. رجّال فيه خير ومن عرب أجواد وما أبيه يروح عليها..
+
جميلة تشعر أن في الأمر مزحة ما.. أي زواج هذا وهي للتو أنهت عدتها!!.. لذا همست بتهكم:
+
وهو مطلق؟؟ وإلا أرمل؟؟ وإلا واحد يبيني أربي عياله..؟؟
+
وإلا يمكن واحد يبي يحطني على رأس مرته الثانية وإلا الثالثة؟؟ وإلا يكون شيبه طايح كرته؟؟
+
منصور بغضب: أفا عليش يأبيش وأنا بأقطش ذا القطة..
+
إلا رجال توه أنتي أول نصيبه وآخره إن شاء الله..
+
جميلة شعرت بالحرج والارتباك والاختناق حين رأت أن منصور جاد بالفعل!!
+
بينما عفرا همست بغضب: منصور أظني قلت لك بنتي تبي تكمل دراستها..
+
مايصير البنية توها طالعة من تجربة تبي تدخلها في تجربة ثانية..
+
منصور بغضب مشابه: عفرا الله يهداش أنتي ليش ماتبين تعطين البنية فرصة تفكر وتقول رأيها..
+
فهد رجّال ما ينتعوض.. شيدريش إنه عاده بيجيها واحد مثله..
+
عفرا غاضبة بالفعل: لو ماجاها.. بيكون هذا نصيبها اللي ربي كتبه لها..
+
جميلة شعرت بالصداع والاثنان يتناقران فوق رأسها كالديكة..
+
منصور شد له نفسا عميقا ثم هتف بحزم جهوري بالغ:
+
جميلة يأبيش القرار قرارش.. فهد آل ليث متقدم لش ومستعجل على العرس لأن وراه سفر..
+
وأظني ما يحتاج أمدحه لش.. فهد أنا أضمنه بعمري.. وأنتي أساسا صرتي تعرفينه من كثر سوالفي عنه..
+
وشفتي صوره ألف مرة معي.. يعني تعرفينه شكلا ومضمونا..
+
ماراح أكذب عليش وأقول مافيه عيب.. هو عيبه إنه جلف وحاد شويتين..
+
والقرار مثل ماقلت لش قرارش..
+
جميلة لم ترد عليه.. وهي تقف بجمود غريب لتغادر..
+
وارتفاع صوت والدتها ومنصور يتزايد وراءها!!
+
*******************************************
+
" صدق حبيبي رحتوا اليوم خطبتوا عند منصور آل كساب بنت مرته لفهد؟؟"
+
عبدالله بهدوء: نعم صحيح!!
+
جوزاء ابتسمت برقة وهي تجلس بجوار عبدالله وتهمس بمرح:
+
بصراحة عبدالله مع احترامي لأخيك وإني والله أعتبره مثل أخي.. بس بصراحة الله يعين البنية عليه!!
+
ضحك عبدالله: لذا الدرجة شايفة أخي شين؟؟
+
جوزاء بإبتسامة: لا والله مهوب شين.. حاشاه بو خالد.. رجال مثايله نادرين..
+
بس تدري ستايله يبي له مرة تستحمل.. طبايعه صعبة صراحة..
+
والبنية الي خطبها يمكن تكون أرق بنية عرفتها في حياتي!!
+
عبدالله ضحك: الله يطمنش بالخير.. اللي عمرت السالفة..
+
عز الله طفشت البنية!!
+
أنا أخيه ورجّال مرت علي مصايب الدنيا كلها واستحملتها..
+
ومع كذا أحيانا تطلع روحي منه وما أقدر أستحمله!!
+
ثم أردف بمودة دافئة وهو يشد أنامل جوزا بحنان: خلينا من فهيدان وثقل دمه..
+
اشرايش نطلع الحين نتمشى ثم نتعشى عشا متأخر؟؟
+
جوزاء تنظر لساعتها باستغراب: الساعة صارت تسع وحسون نايم!!
+
عبدالله يقف ويشد كفها ويهتف بعزم: عادي.. خلي الشيخ فهد يقعد عنده..
+
بكرة عنده أوف.. يشتغل على اللابتوب ويقعد عنده لين نرجع..
+
ثم أردف بمرح: خليه يلقى شيء يلهى فيه غير عد الدقايق والأيام..
+
جوزاء بخجل: ما أتخيل فهد عاد قاعد يحرس حسون.. عيب والله عبدالله!!
+
عبدالله بإبتسامة: يحرسه وهو مايشوف الدرب.. أنا أخيه الكبير وأمرت عليه...
+
وبعدين خله يتدرب لعياله..حن قاعدين نقدم له خدمة ببلاش!!
+
********************************
+
كانت مازالت ساهرة عاجزة عن النوم حين رن هاتفها..
+
استغربت.. من سيتصل بها في هذا الوقت..
+
تناولت الهاتف لترى من المتصل.. لشدة لهفتها حين عرفت المتصل.. كاد الهاتف يسقط من يدها فهو لم يتصل منذ سافر.. وقلبها يغلي قلقا عليه..
+
ردت بصوت مبهور الأنفاس: كساب..
+
شعر برعشة حادة تجتاح شراينه وهو يسمع اسمه بصوتها الذي أضناه الشوق له وبهذه الطريقة الآسرة التي تذيبه فعلا..
+
رد عليها بعمق خافت: كساب ماغيره..
+
كاسرة تشعر بريقها جاف ولا تعلم لذلك سببا وهي تسأله بأنفاسها الذاهبة:
+
خمس أيام مرت مالقيت دقيقة تتصل فيها.. وأنا أتصل على تلفونك ألاقيه مسكر..
+
شعر بألم شفاف.. شفاف ( أحقا كانت قلقة عليه؟؟ أم هو قلق المجاملة؟؟) همس لها بذات الخفوت العميق: غصبا عني..
+
ولو طولت أكثر من كذا ما اتصلت لا تحاتيني.. لأنه تلفوني أساسا مهوب عندي..
+
أنا ماخذه الحين بالسراقة.. بس عقب أسبوع إن شاء الله بأقدر أكلمش أكثر..
4
كانت تريد أن تصرخ في أذنه حتى تخترق طبلة أذنه (اشتقت لك)
+
وتمنى أن يصرخ لها (أضناني اشتياقي لكِ) ..ولكن أحدا منهما لم يقل حرفا!!
1
وكل منهما يرتشف بسمعه أنفاس الآخر التي تأتيه عبر أثير الهاتف متصاعدة تتردد بدفء يائس..
+
قطع كساب هذا التواصل السماوي وهو يهمس بذات الخفوت: يالله أنا لازم أسكر.. خلي بالش من نفسش..
+
كاسرة همست بيأس دون تفكير: كلمني خمس دقايق بس..
+
كساب شعر أنه يتمزق.. لأول مرة تكون بهذه الرقة التي تذيب الحجر فعلا..
+
تمنى لو استطاع أن بجيب طلبها ولكنه لا يستطيع..
+
لذا همس بحزم: ما أقدر.. مع السلامة..
+
كاسرة ألقت هاتفها جوارها وهي تدفن وجهها في المخدة وتشهق بعمق موجوع..
+
وهي تسب نفسها على أنها أحرجت نفسها أمامه.. ودون فائدة..
+
وتسب نفسها أكثر لأنها لا تستطيع منع نفسها من الاشتياق له هذا الاشتياق الهادر الذي لا حدود له!!
+
الاشتياق الغريب الذي ينغرس في روحها بوجع لا هوادة فيه..
1
ولا رحمة !!
+
#أنفاس_قطر#
