رواية بين الامس واليوم الفصل الثالث والثمانون 83 بقلم الكاتبة انفاس قطر
.بين الأمس واليوم/ الجزء الثالث والثمانون
+
لا يعلم فعلا أي طاقة بكاء جبارة لديها..
+
فهي منذ الصباح لم تسكت.. وجهها تورم تماما من البكاء..
1
تماما كما تورم قلبه من الألم!!
+
ألم يكفها مافعلته به هذا الصباح وهي تصدمه بظنها أنه مصاب بمرض معد
+
والأسوأ ظنها أنه يحاول التقرب منها دون اهتمام أنه سينقل لها هذا المرض المزعوم..
+
وأنهاجعلته بهذا التفكير أشبه بمخلوق منحط لا أخلاق لديه ولا مروءة؟؟!!
+
+
هو تفكر فيه هذا التفكير المريض؟؟ هو؟؟ علي؟؟
+
وهاهي تكملها عليه ببكائها الذي لم يتوقف..
+
في البداية حاول تهدئتها.. ولكن محاولاته باءت كلها بالفشل.. وهي ترفض مجرد رفع وجهها له..
+
لذا قرر أن يتركها تبكي حتى تفرغ كل الطاقة التي لديها..
+
ولكن سماعه لبكائها الرقيق الموجوع كان يستنزف روحه شيئا فشيئا..
+
وهو مازالت على ذات الوضعية منكبة على سريرها لا تقوم عنه إلا للصلاة وتعود..
+
بينما هو معتصم بصالة الجلوس.. يطل عليها ويعود أيضا لمكانه..
+
وكلاهما لم يتناول أي شيء منذ الصباح..
+
هو مسدود الشهية تماما.. لكنه طلب العشاء من أجلها.. يستحيل أن يتركها كل هذا الوقت دون أي طعام!!
+
هي كانت في الداخل.. ومازالت تنتحب.. ومازاد في نحيبها أن عليا أهملها بشكل كلي منذ ساعات طويلة..
+
مثقلة بجراح غريبة متشابكة!!
+
مجروحة لأنها جرحته... ومجروحة لأنها تشعر بالخديعة والخيانة من طرفه..
+
نعم.. ليس مريضا بمرض معدي.. وأخطأت بظنها ذلك..
+
ولكنه تجرأ على النظر لأخرى ويوم عقد قرانهما نفسه!!
+
مشاعرها الرقيقة مستباحة العبرات.. ومثقلة بيأسها.. ورغم أنها رفضت الاستجابة لمحاولات علي في تهدئتها..
+
لكنها لم تتخيل أنه سيمل من محاولة تهدئتها بهذه السرعة.. لذا تزايد نحيبها..
1
أ ليست المرأة مخلوق غريب بالفعل؟!!
+
لذا حين شعرت بالحركة جوارها وعلمت أنه يجلس جوارها الآن تزايدت شهقاتها بتلقائية مريرة..
+
همس علي بحزن: شعاع ما مليتي من البكاء؟؟
+
والله العظيم حرام عليش اللي تسوينه في نفسش وفيني وعشان شيء مايستاهل؟؟
+
صوتها المكتوم الممزق من البكاء يأتيه عبر المخدة:
+
تشوف إن خيانتك لي سبب مايستاهل؟؟
2
علي بيأس: الله يهداش.. ياكثر ماتعذبت على ذا السالفة من عقب ملكتنا لين ليلة عرسنا..
+
وأنا أموت كل يوم ألف مرة لأني أظن إني تعديت على حدود ربي.. وإني خنتش فعلا!!
+
شعاع يعني أنتي ظنش أنا واحد ماشفت حريم في حياتي..؟؟
+
أنا شفت في شغلي أحلى وأكشخ وأذرب وأذكى نسوان في العالم..
+
وقلبي ماتحرك إلا لوحدة شفتها في الأصنصير لأنها حلالي.. لأنها أنتي..
+
إذا أنتي تبين تعقدين السالفة وتعذبيننا؟؟ براحتش..
+
لأني لو أبي أعقدها من صوبي.. بأعقدها .. لأنش ظنيتي فيني ظن السوء اللي أنا منه بريء..
+
لأنش هان عليش تشوفيني مخلوق حقير ماله أي أخلاق........أنا ياشعاع؟؟ أنا؟؟.....
+
علي ظل يتكلم ويتكلم ويتكلم.. منهمرا بيأسه وحزنه وصدمته.. كل المشاعر التي كتمها منذ الصباح!!
+
بينما هي كان حزنها يتضخم ويتضخم.. ليس بسبب عتابه الموجع فقط..!!
+
ولكن لأنها اعتادت خلال الأيام الماضية أنه لا يوجه لها الحديث إلا ويناديها بين كل عبارتين على الأقل بـ(حبيبتي) أو(قلبي)..
+
وهاهو الآن يسطر معلقة طويلة مصفوفة بدقة.. دون أن يخطئ مرة واحدة في مناداتها هكذا!!
+
بل هو منذ الصباح لا يناديها إلا باسمها !!
+
" أ يكون من هو خانني وفكر في سواي ثم يزيدها علي بقسوته وبروده؟!"
+
علي انتهى من كلامه كله وتعب من الكلام وهي لم ترفع رأسها حتى..
+
همس لها بإرهاق: شعاع الله يهداش قومي خلاص.. قومي كلميني..
+
ربت على ظهرها برفق: شعاع.. شعاع..
+
زين قومي اكلي شيء.. مايصير من الصبح ماكلتي شيء..
+
ولكنها لم تستجب له.. لذا هتف لها بجدية: تدرين إني بعد ماكليت..
+
ولو ماقمتي تأكلين الحين ماني بمأكل... وخلي ذنبي وأنا واحد مريض عليش أنتي!!
+
حينها تحركت بخفة وشعر بالانتصار أن محاولته هذه نجحت.. مع شعوره بتأثر عذب..عذب أنها لم تهتم لشيء سواه..
+
نهضت بذبول وهي تجلس على السرير وتمسح وجهها..
+
نظر لها بصدمة كاسحة.. وهو يكاد يجن حين رأى وجهها..
+
كان متورما محمرا بشكل متزايد.. وعيناها شديدتا الأحمرار..
+
همس بجزع شديد: شعاع وش سويتي في روحش.. هذا كله بكا عشان شيء مايستاهل والله العظيم دمعة وحدة من عيونش؟!
+
لم ترد عليه وهي تخفض وجهها وتحاول النهوض عن السرير.. لولا أنه منعها وهو يمد يديه الاثنتين ليرفع وجهها ناحيته..
+
نظر لها بأسى عميق وهو يمسح خديها ثم يقبل أرنبة أنفها ويهمس لها من قرب شديد بحنان عظيم: ياقلبي ياحبيبتي أنتي.. والله العظيم مافيه شيء يستاهل!!
1
وش اللي يرضيش قولي لي..
+
حين سمعت ندائه العذب لها.. دفنت وجهها بين كفيها وعادت للانفجار في البكاء..
9
علي شدها برفق إلى حضنه وهو يحتضنها بشكل جانبي لأنها مازالت تغطي وجهها بيدها..
+
لم يعد يحتمل تركها بعيدا عن حناياه لتهدئتها وتهدئة نفسه وروحه هو!!
+
ولكن لم تمر ثوان حتى تغيرت وضعيتها وهي تزيل كفيها عن وجهها وتخفي رأسها في ثنايا صدره وهي تحتضن خصره وتنتحب بشكل أقوى!!
+
علي شدها بشكل أقوى واكثر حنانا وهو يهمس بتأثر: حبيبتي أنتي وش طاقة البكا اللي عندش ذي..
+
شعاع همست بين شهقاتها المختنقة: كله منك!! كله منك!!
+
علي حينها ابتسم بشفافية غامرة: وأنتي يعني ماسويتي شي؟؟
+
شعاع تحاول التماسك وهي تهمس بخفوت: سويت.. بس مهوب مثلك..
+
ذنبي إني فهمت غلطت.. بس أنت اللي سويته كله غلط!!
+
علي يمسح على شعرها وهي مازالت تستكين على صدره ويهمس بدبلوماسية راقية مجللة بالصفاء:
+
زين أنا غلطت.. ومعترف إني غلطان.. ودفعت ثمن الغلط..
+
بتحاسبيني وتحاسبين روحش لين متى؟؟
+
ياقلبي ياشعاع.. أنا أحبش أنتي... لا حبيت قبلش ولا بعدش..
+
يعني شايفة ذنبي كبير لدرجة إنش ماتقدرين تسامحيني ونبدأ صفحة جديدة؟؟
+
شعاع صمتت تماما وهي مازالت تستكين بين ضلوعه.. وأنفاسها تهدأ لتهدئ عواصف روحه..
+
علي همس حينها بولع مع أنه أصبح يعرف الجواب: ها شعاع ريحيني بكلمة..
+
شعاع برقة زادتها نبرة البكاء رقة: لا تقول شعاع..
+
(يعني عادها زعلانة!!) علي بعتب: عادش زعلانة يعني ياقلبي؟؟
+
شعاع ابتسمت حينها بعذوبة وهي تقبل صدره مكان استكانة رأسها: الحين بأفكر أرضى!!
+
****************************************
+
اليوم التالي
+
.
+
.
+
" حرام عليكم جايبيني من الصبح..
+
عمي وخالتي كلهم جننوني.. تعالي تعالي.. يقولون من البارحة وأنتي مقفلة على نفسش
+
ومارضيتي تكلمين حد منهم!!
+
عسى ماشر؟!! ترا السالفة كلها خطبة.. مابغيتي؟؟ يفتح الله وانتهت السالفة!!"
+
جميلة تغلق الباب خلف مزون وتهمس بإرهاق: خلي أمي وعمي يحترقون شوي..
+
ماشفتيهم أشلون أمس تزاعلوا بسبة ذا الموضوع وبدون مراعاة لوجودي..
+
أول مرة أشوفهم يختلفون من يوم رجعت!!
+
واجد تضايقت!!
+
مزون ابتسمت وهي تلقي عباءتها على سرير جميلة وتجلس:
+
زين خلهم يحترقون... سالفة الخطبة ويش؟؟
+
جميلة هزت كتفيها بعدم اهتمام: فهد آل ليث خاطبني عشان يرضي عمي منصور!!
+
مزون عقدت ناظريها: وليش تقولينها كذا؟؟
+
جميلة بذات النبرة غير المهتمة: لأنها كذا.. واحد مثله وش يبي بوحدة مطلقة إلا لأنه يبي قرب عمي منصور..
+
مزون بعتب: جميلة ياقلبي.. وش القصور اللي فيش يعني؟؟
+
جميلة بنبرة غضب متهكمة مفاجئة مليئة بالحرقة: أبد مافيني قصور.. إلا إن ولد عمي طلقني وحذفني كني جوتي وسخ ماصدق يقطه وحن عادنا في المطار..
+
والناس يقولون علي كلام.. كل كلمة أكبر من الثانية..
+
وأبد مافيني قصور!!
+
مزون تشعر بصدمة حقيقية.. لأول مرة تسمع جميلة تتكلم عن طلاقها ومضاعفاته بهكذا حرقة..
+
فهي كانت طوال الفترة الماضية متألقة ومرحة كفراشة وهي تدعي إنها تجاوزت تداعيات طلاقها بإنشغالها بزايد الصغير...
+
مزون بغضب: من وين جبتي ذا الكلام السخيف؟؟ أنتي تألفين على كيفش..
+
جميلة بحرقة حقيقية: إذا أنتي ماسمعتي.. أو سمعتي وتحطين نفسش ماسمعتي بكيفش..
+
بس أنا ماراح ألعب على روحي!!
+
عشان يقولون علي بكرة شوفوا ولد عمها ما استحملها.. وولد آل ليث المسكين تورط فيها!!
+
مزون تكاد تنفجر غيظا منها: والله العظيم لو عدتي ذا الكلام مرة ثانية..
+
لألتش كف على وجهش يخليش تصحصحين شوي!!
+
ثم أردفت ولهجتها ترق بحنان: جمول ياقلبي.. ترى في العرس ماحد يجامل حد..
+
هذي عشرة عمر.. ولو ولد آل ليث ماسأل أمه واخته عنش.. وذابت عظامه من الوصف قبل الشوف ماكان جاء يخطب!!
1
جميلة بجمود: ليه عليه قاصر زين؟؟ أنا شايفة صوره مع عمي..
+
ابتسمت مزون: والزين يبي الزين!!
+
جميلة لو أنتي مقتنعة بفكرة الزواج وبفهد نفسه .. أو خلاص بلاها الفكرة كلها..
+
جميلة تنهدت بعمق: زين خلينا من كلام الناس ..
+
مزون أنا صار لي 3 سنين في دوامة.. كملت سنة من رحت للعلاج وتزوجت وتطلقت..
+
وقبلها سنتين وأنا مريضة بالمرض اللي أنا جبته لنفسي..
+
سنين مراهقتي راحت ماعشتها.. والحين ماعاد يحق لي أعيشها لأني لازم أتصرف كمره..
+
وعلى العموم التجارب اللي أنا عشتها تحسسني إن عمري 40 مهوب20..
+
ومع كذا وكذا أنا متشوشة واجد..
+
والله العظيم مزون من أمس وأنا أفكر لحد ماصدعت..
+
ما أبي أعرس لأني أبي أتفرغ لدراستي.. بس في نفس الوقت أبي أكون منطقية..
+
وش يضمن يرجع لي واحد مثل فهد.. لأنه كل ماكبرت كل ماقلت فرصتي..
+
الشيء الثاني اعترف إني مجروحة من خليفة اللي ماصدق يطلقني عشان يتزوج..
+
أبي أوريه إني ماني بأقل منه وهذا أنا خلصت عدتي وتزوجت مثلي مثله..
+
بس أرجع وأقول هذا حكي خبلان ويودي في داهية..
+
مافيه حد يورط نفسه.. ويتزوج عشان يغيض حد!!
+
أفكر من ناحية ثالثة وأقول واحد مثل فهد آل ليث وش يبي في وحدة مثلي..
+
أفكر من ناحية رابعة وأقول فهد هذا كله على بعضه مايناسبني..
+
لأن كل شيء فيه يخوف من وسامته لحدة شخصيته.. يذكرني بعمي منصور!!
+
تدرين إن أمي تموت من الغيرة على عمي منصور بس ماتبين.. وواجد متحملة صعوبة شخصيته..
+
بس أنا ماني بعاقلة مثل أمي!!
+
من ناحية خامسة وإلا عاشرة وإلا عشرين.. أنتي تدرين إن الدورة الشهرية تقريبا وقفت معي سنة ونص وتوها رجعت لي منتظمة من شهرين بس..
+
والدكتورة كانت تقول إنه احتمال يصير معي مشاكل بالحمل.. أو على الأقل يتأخر فترة لحد مايتضبط وضعي تمام..
+
تعبت مزون من كل شيء.. تعبت.. وما أبي أفكر في شيء...
+
****************************************
+
" عــلــــي.. عــــلـــي !!"
+
علي قفز من نومه بجزع: بسم الله الرحمن الرحيم.. وش فيش؟؟ ليش تصيحين وتهزيني كذا؟؟
+
شعاع ضغطت على قلبها وهي تنتهد وتعود لتسند ظهرها لرأس السرير.. بعد أن كانت تقف على ركبتيها وتهز علي بقوة وهي تصرخ..
+
وهي تهمس بصوت ذاهب الأنفاس: حرام عليك علي صبيت قلبي.. أصحيك ماتقوم.. ارتعت..
+
علي ابتسم وهو يضع كفيه خلف رأسه : دامش جنبي إنا طيب وبخير إن شاء الله..
+
شعاع همست برقة مصفاة وهي تمد يدها لتمسح شعره: جعلك طيب وبخير دوم مهوب يوم..
+
أمسك علي بكفها بين كفيه وهو يهتف بشجن مختلط بإبتسامته: ومافيه ياحبيبي معها؟؟
+
احمر وجه شعاع خجلا وهي تهمس بخجل رقيق: حبيبي ولا يهمك..
+
قطب علي جبينه وهمس بإبتسامة: بايخة.. لأنها مهيب من قلبش.. تسكيتة بس!!
+
حينها مالت قليلا لتهمس قريبا من أذنه بعذوبة خافتة: الله لا يحرمني منك ويقدرني أرضيك وأسعدك ياحبيبي ياقلبي أنت!!
+
يعلم أنها مازالت لا تقصدها.. لكنه لا يستطيع أن يمنع قلبه العاشق أن يُعتصر بقوة وهو يسمعها من بين شفتيها بهكذا دفء وعذوبة..
+
وكأن أعذب أحلامه وأبعدها تتحقق أمامه على أرض الواقع..
+
همس حينها بتثاقل مملوء بالولع والشجن: الحين بأقول خفي عليّ حبيبتي.. ترا قلبي مايتحمل!!
+
******************************
+
بعد يومين
+
.
+
.
+
.
+
" فهيدان من جدك أنت خاطب جميلة بنت خليفة ؟؟!!"
+
فهد يرتشف قهوته وهو يسند كتفيه للخلف ويهتف ببرود:
+
تو الناس ياحرم الدكتور.. الموضوع صار له 3 أيام..
+
وفهيدان في عينش ياقليلة الحيا..
+
عالية تبتسم: أول شي اليوم أول يوم أشوف خشتك من عقب الخطبة..
+
كل ماجيت مالقيتك..
+
وثاني شيء آسفين ياحضرة النقيب!!
+
وثالث شيء أنت استخفيت.. مالقيت إلا جمول..؟؟
+
فهد من فوره شعر بالضيق.. حتى لو كان لا يريدها.. فهو لن يسمح حتى لمن هم أصغر منه بالسخرية من اختياره..
+
هتف بنبرة تهكم حازمة: والشيخة عالية بعد وش عندها اعتراضات على جميلة..؟؟
+
عالية تهز كتفيها بمرح: ماعندي اعتراضات عليها.. عندي اعتراضات عليك!!
+
حينها شعر فهد بالإهانة..هتف بغضب: نعم.. عندش اعتراضات علي أنا؟؟
+
عالية تقلد طريقته في الكلام: إيه عليك أنت.. لا ينقص لك عرق..
+
ثم أردفت بجدية مختلطة بالابتسامة: أنت بصراحة ياحضرة النقيب تبي لك وحدة تشتغل في الكوماندوز ..
1
أو على الأقل وحدة جفسة مثل أختك علوي... مهوب وحدة تذوب رقة ونعومة مثل جميلة..
+
(قصدش تذوب دلع ماسخ مايلبق على شينها) فهد هتف بسخرية: زين وش تبيني أسوي ياعالية هانم...؟
+
أهون من الخطبة؟؟
+
وإلا أسكر على جميلة في صندوق قزاز عشان مانخدش رقتها ونعومتها؟؟
+
عالية بجدية: إلا أبيك تغير من طبايعك شوي.. بس شوي..
+
البنية مرت بتجربة صعبة ومرض... فاتق الله فيها..
+
ثم أردفت عالية وهي ترقص حاجبيها بخبث: ولو أني متاكدة إنك إذا شفتها.. بتغير طبايعك غصبا عنك وتضيع علومك وطي..
+
فهد بصرامة: أنا ما احتاج حد يوصيني لأني أتقي ربي قدام أشوف وجهش..
+
ومهوب أنا اللي تضيع علومي من شوفت أزين النسوان عشان تضيع من أشينهم...
+
عالية بصدمة: من أشينهم ذي؟؟
+
ابتسم فهد: أنتي وجميلة كلكم!!
1
عالية بمرح: أنا ماعليه.. بس جميلة عاد آخر وحدة في العالم ينقال لها شينة..
+
فهد بتهكم: أجل وش ينقال لها؟؟
+
عالية (بعيارة) : ينقال لها الشين كله.. لأنها بتأخذك!!
2
**********************************
+
" كاسرة تروحين معنا؟؟"
+
كاسرة تنتبه من سرحانها وهي تنظر لمزون ووضحى وكلتاهما تلبسان عبايتيهما وتهمس بمودة: لا اسمحوا لي.. ما أقدر!!
+
مزون تجلس جوارها وتهمس باستغراب: كاسرة من يوم سافر كساب وأنتي ماتطلعين من البيت إلا للشغل وجدش وبس..
+
اطلعي معنا اليوم بس.. كل يوم واحنا ساحبين خالتي مزنة.. تعبناها.. امشي معنا وخليها تقعد اليوم..
+
كاسرة تضايقت من الربط الحقيقي.. لم تكن تريد أن يلاحظ أحد أنها فعلا ماعادت تخرج من البيت بعد سفر كساب..
+
والسبب بسيط جدا..
+
كساب كان يكره أن تخرج من البيت بدون أذنه أو مع أحد غيره!!
+
وهو أمنها بالله ألا تفعل شيئا في غيابه كان يضايقه في وجوده..
+
لا تستطيع بالفعل أن تخرج وهي تعلم أنها لا تستطيع حتى استئذانه
+
عدا أنها فعلا ليس لديها رغبة للخروج.. روحها مثقلة بنوع غريب من الوجع!!
+
كاسرة همست بذات المودة: ماعليه يابنات اسمحوا لي.. صدق تعبانة ومالي خلق أطلع..
+
وضحى تجلس جوارها من الناحية الآخرى وتهمس بإلحاح: كاسرة أنتي حتى فساتين للأعراس ماسويتي..
+
كاسرة حينها همست بحزم بالغ: ياكثر هذرتكم.. يا الله قوموا.. لا تتاخرون على أمي..
+
**********************************
+
بعد ثلاثة أيام أخرى
+
.
+
.
+
.
+
" فهد .. منصور آل كساب مارد عليك عشان موضوع الخطبة!!
+
فهد يلتفت لصالح ويهمس بعدم اهتمام: لا مابعد!! كل يوم وأنا عنده وماقال لي شيء..
+
صالح بجدية: مايصير فهد.. لازم تسأل الرجال.. يعطيك كلمة.. يا لا.. يا نعم!!
+
فهد حينها هتف بجدية مشابهة: أنا ومنصور مابيننا ذا السوالف .. صدقني لو كان عنده رد كان رد علي بدون ما سأله..
+
بس أنا حاسه ذا الأيام مشغول بشيء ما أدري وش هو!!
+
فهد يشعر بسعادة عميقة جدا مخفية داخل روحه لأن الرد تأخر..
+
وذلك يعني شيئا واحدا..
+
أنهم غير موافقين!!
+
مع أن منصور آل كساب قبل أربعة أيام قال له بطريقة غامضة:
+
قبل مانوافق أو مانوافق... البنت توها قالت لي إنه احتمال كبير يصير معها مشاكل في الحمل.. أو على الأقل يتأخر شوي
+
وحن نبي نبري ذمتنا ونبلغك ذا الموضوع!!
+
(صدق إنها قليلة حيا!!) فهد هز كتفيه بعدم اهتمام: مايهمني ذا الموضوع.. وانا أساسا متوقع ذا الشيء قبل أخطب..
1
وذا الكلام مايغير رأيي في شيء...
+
وهاهي سعادته تتزايد أن الأيام تمر والرد النهائي لا يأتيه..
+
وذلك يعني كما يظن أنهم بالفعل (غير موافقين) !!
+
********************************
+
" حبيبتي لين متى وأنتي زعلانة علي؟؟"
+
عفراء ترتب ملابس زايد الصغير داخل الخزانة وتهمس بضيق: وأنت وش هامك من زعلي ورضاي..
+
سويت اللي في رأسك.. وخليت جميلة توافق عليه..
+
منصور يمسك بخصرها ليديرها ناحيته وهو يهمس بحنان:
+
ياحبيبتي خلش حقانية.. أنا جبرت جميلة؟؟
+
أنا حتى ماعاد قلت لها شيء من عقب أول مرة كلمتها قدامش لما شفتش زعلتي..
+
هي اللي جاتني بنفسها ثاني يوم في الليل وقالت إنها موافقة عليه..
+
عفراء بضيق أشد: زين صار لها أربع أيام من يوم قالت لك موافقتها..
+
ليه أم فهد ماجاتني لين الحين.. مهوب تقول إن الولد مستعجل؟؟
+
وش عندهم يعني؟؟ وإلا أنا وبنتي ما حن بكفو يجون لين عندنا ويخطبون ومكتفين بك؟؟
+
حينها ابتسم منصور وهو يقبل رأسها: إلا كفو وكفو وكفو وماغير أم زايد وبنتها كفو..
+
ثم أردف بنبرة مقصودة: بس أنا اللي مابلغتهم الموافقة لين الحين!! وإلا فهد كل يوم وهو متبطح عندي في المجلس.. وفي عيونه كلام ومستحي يسأل!!
+
عفرا باستغراب: وليه يعني مابلغتهم ماتقول إنه مستعجل..؟؟
+
منصور بغموض: هو مستعجل.. بس أنا عندي تخطيط معين..
+
ولازم أسوي توافق بين استعجاله ومخططاتي!!
+
******************************************
+
" حبيبتي ليش متوترة كذا؟؟
+
مايصير كل مرة نجي نروح للدكتور من ليلتها وأنتي متوترة.."
+
ثم أردف بمرح: وش المرض اللي تبين تلزقينه فيني ذا المرة؟؟
+
شعاع بتوتر: حرام عليك علي لا تزيدها عليّ.. أحاتيك بس ياقلبي..
+
علي يحتضن كتفيها ويهمس بحنان وولع: لا تحاتين.. ابصم لش بالعشرة وبأذن ربي إن ذا الفحص بيكون أحسن بواجد!!
+
شعاع وضعت رأسها على كتفه وهي تهمس برقة: زين ولو كان فحصك زين وقرر لك العلاج..
+
بنرجع للدوحة...؟؟ أنا اشتقت لهلي واجد!!
+
علي بابتسامة: لا طبعا ماراح نرجع الدوحة..
+
وش شهر العسل ذا.. وفي خياس لندن في الصيف وعلاج بعد..؟؟
+
لا ياقلبي.. إذا خلصت فحوصي بنطلع من لندن وبأوديش ذا المرة مكان من تخطيطي أنا..
+
خلش تشتاقين لهلش أكثر شوية بعد.. أنا ما أبي حد يشغلش عني..
+
شعاع احتضنت خصره وهمست بشجن: علي صدق صدق ما شغلك حد قبلي؟!!
+
علي احتضنها بقوة وهو يهمس بولع حقيقي: لا قبلش ولا بعدش!!
+
شعاع رفعت رأسها قليلا لتقبل طرف خده.. وهي تهمس برقة: تدري علي.. والله لو أدري أو أشك حتى إنك تكذب علي..
+
بتكون ردة فعلي شيء مايخطر على بالك!!
+
أنت كل يوم تعلقني فيك أكثر من اليوم اللي قبله أضعاف أضعاف...
+
مهوب تسوي فيني كذا وأنت نيتك مهيب صافية لي!! يمكن أتهور وأذبحك ترا!!
+
***************************************
+
" يالكسلان.. مرة بعد.. بعد مرة وحدة بس!!"
+
عبدالرحمن يجلس على مقعده ويهمس بإرهاق: حرام عليش عالية.. والله العظيم تعبت..
+
عالية بضيق: عبدالرحمن مامشيت إلا مرتين في الممر..
+
حينها انفجر عبدالرحمن بعصبية: بس عالية.. بس.. أنا ماني ببزر تبين كل شيء في حياته يمشي على كيفش..
+
هذا أنا أحاول أرضيش.. بس أنتي بعد لا تضغطين علي بذا الطريقة..
+
لذا الدرجة يعني متضايقة من حالتي ومنتي بمستحملتني ؟؟
+
إلا يعني أمشي بالغصب وإلا ما أعجب حضرة جنابش!!
+
عالية اتسعت عيناها بدهشة (إلى أين وصل تفكير هذا) صمتت لثواني وهي تدفع مقعده حتى أوصلته للسرير وساعدته للنهوض عليه..
+
ابتعدت قليلا ثم همست بحزم ودون أن تنظر ناحيته كأنها تحادث روحها:
+
عبدالرحمن تدري إن امهاب كمل سنة من يوم مات الله يرحمه!!
+
عبدالرحمن انتفض بشدة وارتعشت أنامله وهو يهتف بعصبية: مهوب أنا اللي تعلميني كم راح عليه الله يرحمه..
+
بأعلمش لو تبين بالساعات والدقايق بعد!!
+
عالية بحزم وبنبرة مقصودة تماما: يعني أنت تدري زين إنه مات ومافيه شيء بيرجعه؟!!
+
عبدالرحمن تصاعد ضيقه لدرجة أقصى حدود الاختناق وهو يهتف بذات العصبية: ممكن أعرف وش داعي ذا الكلام السخيف!!
+
حينها عادت عالية لتواجهه وهي تنظر إلى عينيه بشكل مباشر وتهمس بشكل مباشر:
+
عبدالرحمن لو تبي تلعب على حد.. العب على حد غيري..
+
أنت ظنك إني ماني بملاحظة إنه لما أطلع أنا وإياك ألاحظ إنه فيه أماكن معينة تتجنب تروح لها.. ويوم أسألك ليه ماتبيننا نروح؟؟
+
تقول شكلك بالكرسي هناك يحرجك..
+
لكن الجواب ببساطة إن هذي هي الأماكن اللي كنت تروح أنت وامهاب لها دايما..
+
عبدالرحمن انفجر بغضب عارم مرير: عالية ممكن تسكتين.. ما أبي أسمع شيء..
+
عالية بغضب أشد: لا ماني بساكتة.. يعني ظنك امهاب نفسه بيكون راضي باللي تسويه في نفسك..؟؟
+
أدري إنك ماتسويه عن قصد.. بس أنت في داخلك ماعاد تبي تمشي في مكان هو ماعاد يقدر يمشي فيه!!
+
ماتبي تعيش حياتك طبيعي من عقبه.. وكانك مستكثر على روحك الحياة..
+
فتقول دامني عشت عقبه.. ما أبي أعيش بعده مثل ماكنت معه..
+
عبدالرحمن بغضب أشد متفجر: بس.. بس.. ولا كلمة.. ولا كلمة!!
+
عالية صمتت على مضض وحزن عميق يغمر روحها.. لأنها رأت كيف انفعل واحمر وجهه بشدة..
+
لم ترد أن تزيدها عليه.. فهي تشعر تماما به!!
+
والمهم أنها اوصلت له الفكرة!!
+
*************************************
+
" يا الله أنا طولت الليلة عليك.. بأقوم أروح البيت!!
+
تلاقي أم زايد تدعي علي الحين!!"
+
منصور بنبرة مقصودة تماما: أفا عليك أشلون تدعي على رجّال بنتها؟؟ مايصير!!
+
فهد قطب جبينه بعنف ولكنه عاد لرسم ملامح الطبيعية بذات السرعة وهو يهتف بثقة:
+
أخيرا حنيتوا علي.. مابغيتو؟؟
+
منصور بثقة: تدري البنت لازم تفكر براحتها..
+
(ياملغ البنت ملغاه.. قال بنت قال !! ياقهري!!) فهد كان يرسم ابتسامة محترفة على وجهه وهو يستمع لمنصور
+
بينما كل مايريده أن يخرج حتى يلكم الحائط ليفرغ كل طاقة الغضب بداخله!!
+
بينما منصور كان يكمل بذات الثقة: وهي بصراحة ردت علي قبل كم يوم.. بس أنا كان عندي كم شغلة لازم أسويها..
+
والحين أبيك بكرة تسوي الفحص الطبي وأنا بودي جميلة عشان أبيها تخلص بسرعة لأنه عقب يومين بأوديها لبنان تشتري جهازها من هناك..
+
فهد مصدوم ومع ذلك هتف بثقة: وموعد العرس.. قلت لك أبيه عقب مانخلص الفحص بأسبوع بالكثير..
+
منصور ابتسم: عقب 10 أيام من الحين.. تاريخ 18 الشهر يناسبك؟؟
+
فهد يكاد يصرخ قهرا في داخله.. ومع ذلك هتف بثقة: يناسبني.. بيكون قبل أسبوعين من دورتي!!
+
منصور بذات الابتسامة الواثقة: خلاص كروت الدعوة صارت في سيارتك.. قلت للمقهوي يحطها..
+
بس لا توزعها لين تخلص الفحص الطبي.. وأظني أسبوع يكفيك توزعها وزيادة!!
+
فهد بصدمة حقيقية: أي كروت؟؟
+
منصور بذات الثقة: كروت عرسك.. كروت فخمة كأفخم مايكون للرجال وللحريم..
+
كروت الرجال طبعا الدعوة باسم أبو صالح.. وكروت الحريم باسم أم صالح وأم زايد..
+
فهد بصدمة: وأشلون سويتها بذا السرعة.. أقل شيء تبي أسبوعين!!
+
منصور بثقة غامرة: أسبوعين لغيري.. صاحب المطبعة واحد من ربعي..
+
اخترت نموذج جاهز.. وكل اللي سووه غيروا المضمون وعطى عماله أوفر تايم عشان يخلصونه في يومين..
+
فهد يشعر بالصداع الفعلي بينما منصور يكمل بذات الثقة:
+
شوف يافهد.. عرس الحريم هذا هديتي لبنتي.. والله ماتدفع فيه ريال.. وأنا خلاص حجزت القاعة بتاريخ 18..
+
عرس الرياجيل بكيفك فيه.. أظني مهوب صعب تلاقي حجز الخيام مقابل (اسباير)!!
+
فهد بضيق: أبو زايد مايصير أنت تحجز قاعة الحريم.. أمي وأختي بيزعلون..
+
منصور بثقة: ماراح يزعلون.. لأنه حتى مرتي مالها دعوة في الحجز.. أنا كلفت شركة تصميم أفراح تتولى المسئولية..
+
بأعطيكم رقمهم وخل أمك وأختك يشوفون الترتيب براحتهم..
+
فهد يكاد يجن منه (متى استطاع فعل ذلك؟؟) هتف من بين ضربات الصداع لدماغه: وأي قاعة حجزت للحريم؟؟
+
منصور بذات الثقة: الدفنة في الشيراتون..
+
فهد حينها انفجر يحمل نبرة الاستغراب وفي باطنه يحمل الغضب:
+
عاد الدفنة مستحيل تلاقيها في 10 أيام وخلال الصيف بعد!!
+
ابتسم منصور: هذي عاد خدمني فيها أبو كساب!!
+
********************************
+
" الدفنة يامنصور؟؟
+
حتى مافيها غرفة أحط بنتي فيها..
+
وأنا مستحيل أقعدها قدام الحريم!!"
2
منصور بهدوء: خلاص خليها في جناحها فوق..
+
عفراء غير راضية بكل ذلك ومع ذلك ليس أمامها إلا الرضوخ:
+
زين وش لازمتها الدفنة.. خساير على غير سنع..
+
حينها هتف منصور بثقة: ادري إنه سوالف العرس كلها كلام فاضي ولا له معنى.. بس أنتو يا النسوان عندكم حكي يوجع..
+
وأنا ما ابي أقل شيء يحز في خاطر جميلة.. أبيها تعزم كل رفيقاتها وتستانس..
+
وما أبي حد يفتح ثمه.. ويقول عشانها كذا وإلا عشانها كذا ماسوو لها عرس..
+
أبي من جا عرسها يسكر حلقه ولا يلاقي له كلمة!!
+
فمالا تعلمه عفراء أن الكلام الذي لم يصلها قد وصله هو.. وسمعه هو وجميلة مع بعضهما!!
+
.
+
.
+
قبل أكثر من شهرين
+
جميلة تقف مع منصور عند طابور (كاشير) المحاسبة في أحد المحلات..
+
بعد أن أشتريا بعض الأغراض لزايد الصغير..
+
يهمس صوت أنثوي خافت جدا خلفهما: هذا مهوب منصور آل كساب؟؟
+
فتهمس الأخرى بصوت أعلى وهي تمد نظرها: بلى.. الظاهر إنه هو..
+
الأولى بصوت منخفض: أش لا يسمعش.. من اللي معه؟؟ ماظنتي إنها عفرا
+
عفراء عادها نفاس..
+
الثانية بصوت أكثر ارتفاعا: لا مهيب عفرا.. أظني بنتها جمول.. اللي قطها رجالها عادها في المطار..
+
الأولى بجزع: بس.. يالفضيحة.. أعوذ بالله.. قصري حسش لا يسمعش الرجال..
+
الثانية بعدم اهتمام: والله مهوب أنا اللي قلته.. الناس كلهم يحكون..
+
وش اللي حد ولد عمها إنه ماحتى يتنى يوصلها للبيت إلا شيء كايد ما استحمله؟؟
+
الله يستر على بناتنا بستره!!
+
منصور انفجر تماما ولكن وضعه واحترامه لنفسه لم يسمح له بملاسنة نساء في مكان عام وخصوصا أنه رأى كيف بدأ جسد جميلة يضطرب بعنف..
+
ثم كيف ألقت الأغراض أرضا.. وخرجت ركضا من المحل..
+
توجها من فورهما للسيارة.. حاول منصور تهدئتها.. ولكنها رفضت أن تتحدث عن الموضوع مطلقا..
+
وهي ترجوه بين شهقاتها ألا يخبر أمها بشيء حتى لا يضايقها!!
+
ربما كان هذا الموقف.. من المواقف التي قربت كثيرا بين منصور وجميلة..
+
ولكنه كذلك أثر في كلاهما وبشكل كبير.. كبير جدا!!
+
حز في خاطر كل منهما إلى أعمق مدى..
+
جرح عميق في روح جميلة الشابة وامتهان لكرامتها..
+
وحزن عميق في روح منصور وهو يرى كيف تبدو هذه الصبية جبّارة أمامه وهي تدفن الجرح الذي يعلمه جيدا..
+
وهي تظهر سعادتها بكل ماحولها وتتدفق بألقها العفوي رغم معرفته لعمق الجرح في حناياها!!
+
*******************************************
+
اليوم التالي
+
.
+
.
+
" يوه صالح من جدك.. عرس أخيك 18 الشهر؟؟ "
+
صالح يضحك: وش فيش سويتيها أزمة؟؟
+
نجلاء تذهب وتعود: لأنها أزمة.. الحين وين ألاقي لي فستان يدخل في كرشي؟؟
+
صالح (بعيارة): وليه تتعبين نفسش.. البسي جلابية من جلابياتش واقعدي
+
النسوان يعني بيخلون البنات الرشيقات ويتفكرون فيك!!
+
نجلا بغيظ: كذا ياصويلح.. زين يوم الخميس توديني للخبر أشتري لي فستان..
+
عيالي ومعطلين وماعندهم شيء!!
+
صالح يضحك: وش الخبر بعد؟؟ القيصرية وتخب عليش!!
+
نجلاء تضحك بغيظ واستظراف تمثيلي : القيصرية اللي على زمانك يالشيبة احترقت والجديدة مابعد فتحوها..
+
وأنا مالي شغل بتوديني بتوديني..
+
صالح بإبتسامة مخلوطة بالجدية: قبل ما تهورين وتقولين شيء..
+
والله ثم والله ماتطلعين من الدوحة لين تولدين..
+
بتلاقين في الدوحة اللي بيكفيش..
+
يا الخبلة أنتي دخلتي الثامن تبين تولدين عليّ في الطريق!!
+
نجلاء بذات الغيظ: ياسلام عليك.. وتبيني أطلع مبهذلة.. ياقهري منك أنت وإخيك المستعجل..
+
ثم أردفت لنفسها وهي تتجه لدولابها:
+
هذا وهو ماشافها.. لو شافها يمكن بعد كان قال العرس بكرة وورطنا!!
+
**********************************
+
" خلصتي فحوصش؟؟"
+
جميلة بجمود: خلصتها.. وعمي مستعجل على النتيجة عشان يبينا نروح للبنان
+
مزون تضحك بشفافية: صدق خبلة.. وليه محزنة كذا؟؟
+
اسمعيني عدل جيبي فستانش والفساتين والجزم والشنط والمكياج العطور من هناك
+
والباقي خليه علي أنا وخالتي.. العبايات والدراعات والمخلطات والمفارش لا تحاتين.. يومين وبنخلصهم.. قبل ماترجعين من لبنان بعد!!
+
جميلة بحزن شفاف غريب: زين ولبست وكشخت.. وش بيغير من اللي داخلي؟؟
+
مزون بقلق وهي تجلس جوارها وتضع كفها على فخذها:
+
جميلة أنتي حد غصبش على الموافقة؟؟ عمي قعد يزن على رأسش؟؟
+
جميلة بنبرة مثقلة بالجمود والأسى: بالعكس ولا قال لي ولا كلمة عقب أول مرة..
+
بس أنا حاولت أفكر بعقلي.. وأنحي المشاعر على جنب...
+
فهد خيار ممتاز وأنا صليت استخارة كم مرة والله هداني للموافقة..
+
شيدريني إن واحد مثله بيرجع يخطبني..
+
ثم أردفت بمرارة ساخرة: يمكن ماعاد يجيني إلا شيبان يبون المطلقة المعيوفة!!
+
**************************************
+
بعد يومين آخران
+
.
+
.
+
" كاسرة يا أبيش وش في خاطرش ضايق؟"
+
كاسرة تميل لتقبل كف جدها وتهمس بمودة صافية : مافيني شيء جعلني فدا عينك!!
+
الجد بعمق: إلا فيش .. تدسين عليّ؟!! أفا عليش!!
+
كاسرة بتأثر: فديتك مافيني شيء!!
+
الجد بمودة: ليه يأبيش ماتروحين مع مزنة والبنات... أكثر وقتش قاعدة عندي!!
+
كاسرة تبتسم: أفا عليك ياجابر.. زهقت مني!!
+
الجد يبتسم: خلش من عيارة البنات... دارية إنه لو علي ما أبغيش تفارقيني دقيقة..
+
بس النفس لقرينها تطرب... وبنية مثلش أكيد إنها زهقت من سوالف الشيبان!!
+
كاسرة تتنهد بعمق.. يستحيل أن تمل من جدها..
+
ولكنها ملت من كل شيء.. من كل شيء.. وكيف لا تمل الدنيا بأسرها وهذا القلق الهادر يصطرخ في أعماقها..
+
هاهو يتجاوز الأسبوع منذ آخر مرة هاتفها فيها..
+
رغم أنه قال أنه سيهاتفها!!
+
يا الله روحها تذوي من القلق... ومرهقة من كل شيء!!
+
مرهقة بالفعل!!
+
***********************************
+
" الحين أبي أعرف أنت ليش تهاد ذبان وجهك؟؟
+
مهوب فحوصاتك كلها أنت والمدام طلعت سليمة
+
وهذا حن رايحين نشتري لك بشت لعرسكم الميمون
+
وإلا تكون زعلان عشان منصور قال الملكة تكون يوم العرس وأنت خلاص مافيك صبر؟""
+
فهد بعصبية: هزيع تلايط وسكر حلقك..
+
هزاع بغضب مختلط بإبتسامته: ياحضرة النقيب ترانا مابعد تعدينا مركز أبو سمرة..
+
والخوة اللي ذي أولها ينعاف تاليها.. نزلني في المركز وبأشر لحد من الأجواد يرجعني معه الدوحة..
+
وأنت توكل على ربك وكمل دربك بروحك وهاد الذبان على كيف كيفك!!
+
فهد بذات العصبية: أنت بتمنن علينا بخوتك اللي أنت عرضتها.. خلاص ولا يهمك.. إذا وصلنا أبو سمرة دور لك خوي غيري!!
+
حينها هتف هزاع بجدية: فهد الله يهداك وش فيك ما تتنحاكى كذا.. شاب نار قايدة!!
+
صحيح العصبية مهيب غريبة عليك بس عمري ماشفتك كذا..
+
تعوذ من أبليس... أسمع إن مزاج الواحد يعتفس قدام عرسه بس من كثر الشطة والضغط..
+
لكن أنت ماشاء الله.. وش الشطة اللي جاتك؟؟ فلا تفصيل ثيابك وحيا على الفلاح..
+
عرس الرياجيل صالح وعبدالله رتبوه وتكفلوا فيه من إلى...
+
توزيع الكروت أنا ونايف وعيال خالاتي كل واحد استلم له منطقة وخلصناه في يوم واحد..
+
وأنت عرسك عاد باقي عليه أسبوع وكل شيء جاهز..
+
بعض الناس يكون عرسه محدد من شهور ويجي لين آخر يوم وهو مشتط..
+
أنت سبحان الله ربي طارح البركة في عرسك.. ولا تعسر فيه ولا شيء!!
+
( هذا أصلا اللي فاقع كبدي وذابحني!!
4
كنت أبيه يتعسر بأي طريقة.. بس ماتعسر!!
+
كل شيء يمشي مثل السحر!!
1
ياقهري.. بأموت من القهر.. عمري ماكنت مقهور مثل ذا الأيام
+
مقهور !! مقهور!!"
+
*********************************
+
" تدري إني انبسطت هنا أكثر من لندن بواجد!!
+
لندن كان حر وزحمة وخنقة!!"
+
علي كان يشد على ذراع شعاع وهما يتمشيان بالقرب من قلعة أدنبرة التاريخية..
+
قلعة من أشهر قلاع أوربا.. ولها بعد تاريخي وحضاري عميق..
+
وهي تقع على فوهة بركان خامد وبناها الرومان قبل ألف عام من الصخور البركانية القاسية.. وهي تطل على كل مدينة أدنبرة من علو شامخ..
+
ومازالت حتى الآن مقر لكتيبة من الجيش البريطاني تسمى(الفوج الملكي الاسكتلندي)
+
على الرغم من أنها مفتوحة للسياح والمتاحف داخلها مجانية..
+
علي هتف بمودة: أدنبرة بلد رايقة.. والاسكتلنديين أساسا طيبين..
+
وطبيعتهم وجوهم أحسن من لندن ألف مرة..
+
بس هي مافيها أشياء كثيرة تشوفينها.. اليوم شفتي القلعة..
+
باقي الضواحي التاريخية والمدينة القديمة وحديقة الحيوان عندهم أهم حديقة حيوان في العالم..
+
بنقعد يومين بس..
+
وبأوديش مكان ثاني بعد قبل نرجع الدوحة..
+
شعاع بإبتسامة شفافة: وين بعد؟؟
+
علي بمودة غامرة: إيطاليا.. بأوديش فينيسيا..ثم روما وميلانو منها تتفرجين ومنها تتسوقين لأهلش وصديقاتش!!
4
ولا تنسين ترا مزون لازم تجيبين لها بروحها شنطة كاملة.. وأعتمد على ذوقش الحلو..
+
هذي عروس..!!
+
شعاع بشفافية ودودة: أبشر من عيوني الثنتين!!
+
************************************
+
" سميرة ياقلبي.. محتاجة فلوس؟؟"
+
سميرة تزيح جهاز الحاسوب جانبا حتى تشير لتميم بمودة: لا حبيبي..
+
لو بغيت لا تخاف بأطلب منك..
+
تميم بأريحية شاسعة: ما أدري حبيبتي أخاف يقصرش شيء وماتطلبين..
+
وأنتي ماشاء الله داخلة على ثلاث أعراس.. واكيد تبين هدية لكل عروس..
+
سميرة وضعت يديها على رأسها ثم أشارت له بمرح:
+
لا تذكرني يرجع لي الصداع..
+
كله كوم وعرس جميلة كوم..
+
أنا مالحقت طبعا أهديها شيء في زواجها الأول.. فلازم أعوضها الحين..
+
وخصوصا إن العريس ولد عمي بعد!!
+
ابتسم تميم: يعني تبين فلوس؟؟
+
ابتسمت سميرة: الحين عندي.. وأنت توك عطيتني..
+
لكن دامك مصر خلاص ما أبي أردها في خاطرك بعدين يجيك إحباط..
+
تميم اتسعت ابتسامته: لا لا تخافين علي من الأحباط..
+
سميرة قفزت لتقبل رأسه ثم مدت يدها وأشارت بمرح:
+
بلى بيجيك إحباط وأنت ماتهون علي... يا الله قبضني عشان خاطرك بس!!
+
****************************************
+
" منصور الله يهداك.. روعتني أنا وجميلة عليك..
+
البنية لابسة قاعدة تنتظرك تروحون المطار..
+
تتصل تقول السفرة تأجلت لبكرة.. لا وتتأخر علي ذا كله
+
بغيت أموت من المحاتاة!!"
+
منصور وجهه مسود ومثقل بأسى غريب:
+
الحين الواحد لو راح في حرب وإلا دفاع عن بلاده.. كان قلنا ماعليه.. شهيد والموت مامنه مهرب..
+
بس عاد التدريبات المفروض تكون آمنة على عيالنا... مهوب يروحون في شربة ماي لأنه حن قصرنا في توفير تدريبات آمنة..
+
عفراء بقلق متعاظم: حد من عيالك صار له شيء؟؟... هم ماخلصوا تدريباتهم أمس عشان كذا حددت السفر اليوم..؟؟
+
منصور بذات الأسى المتعاظم: عيالي خلصوا.. بس فرقة ثانية من فرق الصاعقة كانوا يتدربون اليوم..
+
وانهار فيهم مبنى التدريب اللي معد للتدريبات...
+
ثم أردف بغضب: شكلهم بانينه من كراتين.. العيال حطوا المعاول في الطوفة عشان يطلعون.. انهار..
+
عفراء بصدمة وأسى: كم عددهم...وعسى ماحد منهم إصابته كايدة؟!!
+
منصور بذات الأسى الذي لا يستطيع منعه من تسلق روحه: واحد من العيال وواحد من المدربين..
3
وما أدري عن إصاباتهم.. ماخلونا نقرب منهم وشالوهم على طول في الهيليكوبتر!!
+
************************************
+
" حبيبي .. كساب ماكلمك ذا اليومين؟"
+
زايد التفت لمزنة وهو يمد سبابته ليمسح على شفتيها ويبتسم:
+
ياحلوها ذا الكلمة من بين شفايفش.. لها طعم ثاني!!
+
وكساب لا ماكلمني له أكثر من أسبوع!!
+
( ومادمت تحبها من بين شفتي.. فلماذا حرمتني من سماعها من بين شفتيك؟؟)
+
مزنة حاولت أن تبتسم: تخلي الواحد يندم لا قال كلمة عفوية..
+
زايد بعمق غريب: وحلاتها إنها عفوية!!
+
وجع غريب أيضا يغزو روحها حاولت تنحيته جانبا وهي تسأل باهتمام:
+
وكساب عادي يطول ذا كله بدون اتصال؟؟
+
زايد بتلقائية: عادي جدا.. وممكن أسبوعين وثلاثة بعد..
+
ليش تسألين؟؟
+
مزنة صمتت.. ماذا تقول له؟؟ قد يكونون لم يلاحظوا أي تغيير على كاسرة عدا عدم خروجها من البيت.. لانها خارجيا تتصرف تماما كما كانت تتصرف دائما..
+
ولكن ليس على أمها.. وهي تلاحظ ذبول عينيها.. وتنهيدتها المرة المكتومة حين تسألها عن كساب..
+
مزنة أجابت بثقة: شفته طوّل شوي.. عشان كذا اسأل عنه.. يعني تأخيره أبد مهوب طبيعي وخصوصا إنه مايتصل..
+
ابتسم زايد بفخامة وغموض وهو يتفهم سبب سؤالها: قولي لكاسرة لا تهتم.. بيتصل فيها قريب!!
+
مزنة همست بشفافية: ما أقدر أنصحها بشيء ما أقدر عليه.. في ذا الشيء أعتبر بنتي أقوى مني بواجد..
+
أنت بسم الله عليك لو سافرت أسبوع بدون حتى ماتتصل فيني.. بأستخف!!
+
حينها همس زايد بعمق وهو يشد أناملها بين كفيه:
+
صدق وإلا كلام مجاملات؟؟
+
رفعت مزنة كفه إلى عذوبة شفتيها وهي تهمس بإبتسامة رقيقة: كلام مجاملات!!
+
***********************************
+
اليوم التالي..
+
.
+
.
+
" أخيرا تكرمتي علي تروحين معي..
+
وإلا خلاص ماتبين إلا مرت أبيش؟!!"
+
مزون تميل لتقبل كتف خالتها المجاورة لها وكلتاهما تجلسان في المقعد الخلفي للسيارة وتهمس بمودة صافية:
+
أنتي عارفة زين إني ما ابي خوة حد غيرش..
+
بس أنتي مشغولة مع زايد الصغير..
+
ولولا إنش تبين تخلصين تجهيز جميلة ماكان خليتيه أساسا..
+
عفرا بعتب: وجميلة ويش وأنتي ويش.. مهوب كلكم بناتي؟؟
+
مزون تبتسم بحنان: ياخالتي ياقلبي.. أنتي عارفة زين إني حتى تجهيز جميلة كنت أقول لش خليه علي دامها راحت لبنان!!
+
لأني أدري إنش ماتحبين تخلين زايد..
+
عفراء بذات نبرة العتب: هذا انا خليته عند كاسرة وش بيجيه يعني؟؟
+
مزون تبتسم: بيجيه إن كاسرة بتتصل بعد ساعة وهي تشد شعرها
+
لأنه مارضى يرضع المرضاعة.. وفقع رأسها بالصياح.. وبنرجع وحن ماخلصنا شغلنا..
+
فأنتي اكتبي لي قائمة بكل اللي تبينه وخليه علي...
+
لازم نخلص كل شي قبل ترجع جميلة من لبنان..
+
مع إنه سبحان الله ربي ميسرها لها... خبيرة التجميل اللي كنت أبيها.. قالت لي على وقت عرسي أساسا بتكون مسافرة..
+
لما اتصلت عليها أبيها بس تعطيني أرقام لأي حد ممكن يزين جميلة
+
لأني شكيت إنه ممكن ألقى لها حد عدل..
+
قالت لي هي بتزينها بنفسها لأنه سفرها ثاني يوم في الليل.. وهي تيك الليلة فاضية وماتبي تردني مرتين!!
+
**************************************
+
" وش عندش اليوم تكرمتي علينا واتصلتي عشان أطلعش؟؟"
+
عالية بإبتسامة مرحة وحماس: يووووه يانويف مشتطة عشان عرس فهد..
+
لو شفت بس ترتيبات العرس شيء خيال... عم العروس هذا ذوق ياربي ذوق بشكل
+
والحين قاصرني أشياء واجد عشان العرس.. وأبي شكلي خيال مثل الترتيبات عشان نطلع طقم!!
+
وأبي ألحق أخلص اليوم..
+
وماحد بيستحمل غثاي غيرك..
+
نايف بتأفف باسم: أما عاد خيال في أحلامش.. خلي الخيال للترتيبات وبس!!
+
وبعدين حضرة الدكتور وينه؟؟ أعرف إنه يحب يوديش حتى لو كان مع السايق..
+
عالية تنهدت في داخلها بعمق.. فهناك خلاف يتسع بينها وبين عبدالرحمن.. والجو بينهما غير صاف إطلاقا..
+
فهو يتهمها أنها ماعادت تحتمله وأنها ملت منه بسرعة لذا تضغط عليه ليمشي!!
+
وهي تعلم أنه يعلم أن هذا غير صحيح.. ولكنه يتهمها حتى لا يتجاوب معها في قضية علاجه..
+
وكلما حاولت التحدث معه في هذا الموضوع ثار بعنف.. وخصوصا أنه تأثر بشدة من ذكرها لامهاب في الموضوع..
+
مع كل ذلك التعقيد.. فهما لم يظهرا أبدا مشاكلهما من بينهما .. وابتسمت وهي تجيب نايف:
+
حضرة الدكتور مايقصر.. بس ليه أتعب حبيبي وأنت موجود..
+
نايف يضحك: كذا ياعلوي .. ترا بأرجعش للبيت عادنا قريب ..
+
عالية برجاء مرح: لا تكفى نويف حبيبي.. والله ماعندي وقت فاضي إلا اليوم
+
لأنه من بكرة بنبدأ نرتب جناح فهد..
+
حينها هتف نايف بخبث يخفي وراءه أملا كبيرا: زين بس لازم تقدمين مقابل لخدماتي..
+
عالية تضحك: يالزطي.. نعم وش تبي؟؟
+
نايف بشكل مباشر صادم: أبي أسمع صوتها بس!!
+
عالية باستغراب: من هي ذي؟؟
+
نايف بثقة مختلطة بالرجاء: جدتي.. من يعني؟؟ وضحى.. مرتي!!
+
عالية بصدمة: وضحى؟؟ وأشلون أسمعك صوتها؟؟
+
نايف بثقة: اتصلي فيها وحطي على السبيكر.. بسيطة!!
+
عالية برفض باسم: آسفة نايف.. ما أحب ذا الطرق الملتوية!!
+
نايف بغضب مرح: نعم علوي من هي ذي اللي ماتحب الطرق الملتوية..
+
علوي أم المقالب.. اعتبريه مقلب..
+
وإلا حلال عليش حرام علينا!!
+
عالية تضحك: نايف لا تمسكها لي ذلة.. أنا كنت أكلمه برضاه وهو يكلمني برضاي..
+
نايف بنفاذ صبر: علوي خلصيني.. تراها مرتي ماطلبت شيء ..حرام عليكم..
+
لا شوفة مثل الناس.. وحتى الصوت ممنوع..!!
+
عالية تضحك وهي تستخرج هاتفها: زين لا تموت علينا بس!! نسمعك صوت المدام..
+
نايف شعر حينها أنه يريد أن يقف كل شيء حوله كما وقف قلبه انتظارا لسماع همساتها التي أرهقه التفكير في نغماتها وصداها..
+
فهولا يوجد لديه سوى التفكير...
+
سبحان الله كيف تكون خالي البال والروح.. وحين ترتبط بإنسان ما تجد تفكيرك يتدفق تلقائيا نحوه ليشغلك كل ما يخصه..
+
لم يكن يريد الزواج.. ولكن ما أن ارتبط اسمه بها حتى وجدها تشغل تفكيره كما هي فطرة البشر السليمة!!
+
تعالى رنين الهاتف.. ودقات قلبه تتعالى معه..
+
وهو يسب ويشتم في داخله.. لأن الهاتف يكاد يصمت من الرنين دون أن يرد عليه أحد..
+
وكاد قلبه يتوقف فعلا حين سمع الرد وهمسها يتعالى في فضاء السيارة في الثانية الأخيرة قبل أن يصمت الهاتف عن الرنين.............
+
*********************************
+
" أصب لك قهوة بعد؟؟"
+
خليفة يشير بيده وهو يهمس بهدوء: ما أبي قهوة بس جيب لي أحمدوه أسلم عليه..
+
جاسم يضحك: الله يعين أحمدوه عليك أنت ومرتك مصيتوا عافيته..
+
الحين خل مرتك تخلص منه وبيتصلون علينا..
+
ما أدري متى بتيبون لكم واحد وتفتكون من حلق ولدي؟!!
+
خليفة بسكون: الله كريم!!
+
جاسم باهتمام لا يخلو من غضب : وش فيك متضايج؟؟ لا يكون عشان عرس طليقتك عقب جم يوم؟؟
+
خليفة قفز واقفا وهو يهتف بصدمة حقيقية: نعم؟؟ عرس جميلة عقب كم يوم؟؟
2
**********************************
+
" ها زيودي الحلو..
+
نبدل ملابسك أول؟؟ وإلا نشرب حليبة أول؟؟"
+
كانت كاسرة تناغي زايد الصغير وهي تحمله بين ذراعيها وتفتح باب جناحها متجهة للداخل وهي تحمل حقيبته على كتفها..
+
كانت تريد أن تضعه على السرير حتى تعد الحليب له..
+
لولا الصدمة الكاسحة التي وجدتها في الغرفة والتي جعلت تفكيرها كله يُنسف وهي تضع الصغير على السرير دون أن تشعر حتى..
+
وهي تتجه لما رأته لتتأكد بنفسها !!
1
#أنفاس_قطر#
+
