رواية بين الامس واليوم الفصل الثامن والستون 68 بقلم الكاتبة انفاس قطر
بين الأمس واليوم/ الجزء الثامن والستون
+
" سميرة وش فيش شكلش تعبانة؟؟"
+
سميرة بحياد مرهق: مافيني شيء؟؟
+
ثم أردفت بتساؤل: أنتي وش سويتي مع عمتي؟؟
+
كاسرة ابتسمت: رأسها يابس.. وأنتي مع تميم؟؟
+
تنهدت سميرة بألم: رأسه أيبس مرتين.. ماهقيته كذا..
+
حينها هتفت كاسرة بجدية: شكل ذا السالفة كلها مالها طريق.. مع إني والله العظيم تمنيت بشكل.. إنه صدق عمي يتزوج أمي..
+
سميرة حينها ابتسمت: أفا كاسرة تستسلم بذا السرعة.. تونا يا بنت الحلال مانزلنا بثقلنا في السالفة..
+
كاسرة بذات الجدية: ما استسلمت.. وتو الناس على ذا الكلام..
+
بس تدرين من اللي خايفة إنها تنسف السالفة كاملة ؟؟... وضحى..
+
لأني عارفة اللي بيصير.. إذا درت.. بتسوي مناحة وتبكي.. وأمي بتخليني..
+
وأمي لا شافت دموعها عصبت وحلفت مايصير شيء أساسا..
+
سميرة بقلق: ماظنتي وضحى عقلها صغير كذا؟!!
+
كاسرة بثقة: مهوب صُغر عقل.. لكن وضحى أصغر وحدة فينا.. الحشاشة.. وهي اللي حاسة إنها محتاجة لأمي أكثر شيء..
+
ولا تنسين إن وضحى حساسة واجد..
+
فاجئهن دخول وضحى عليهن وهي تهمس بابتسامة: سامعة اسمي.. وش تخططون علي..
+
ابتسمت سميرة: نبيش في سالفة!!
+
ضحكت وضحى: جايبين لي عريس... أخيرا بأودع العنوسة ؟!!
+
كاسرة بحزم باسم: ماعليه أنتي المرة الجاية.. الحين جايبين عريس لأمش!!
+
وضحى اتسعت عينيها بصدمة كاسحة وهي تهمس كأنها تكلم نفسها: نعم؟؟ عريس لأمي؟؟ لأمي أنا؟؟ لأمي؟؟ من؟؟ من ؟؟
+
كاسرة همست بترقب وهي تخشى انفجارها القادم : عمي زايد..
+
ولكن وضحى صدمتها تماما أنها أجابت بثقة صادمة غامضة لا يُعرف ماخلفها وملامح وجهها تتغير لإبتسامة غريبة تكاد الاثنتان أن تقسما أن جسد وضحى كان يرتعش معها:
+
أبركها من ساعة.. ومن اللي يرد أبو كساب..
+
كاسرة وسميرة تبادلتا نظرات مصدومة.. مابها؟؟ أ يعقل أن توافق هكذا بدون اعتراض؟؟
+
سميرة همست بما في بالها: معقولة بتوافقين كذا بدون اعتراض..؟؟
+
وضحى بذات الثقة الغريبة: وليش اعترض.. مافيه سبب يخليني أعترض..
+
وإلا يمكن توقعتوا إن وضحى الحساسة الضعيفة بتسوي مناحة وفيلم هندي..
+
يعني إذا أنتو شايفين مصلحة أمي.. ليش يعني أنتو تهمكم مصلحة أمي وأنا لا..؟؟
+
حينها ابتسمت كاسرة: خلاص سميرة.. باقي تميم.. بنخليه عليش..
+
وضحى وقفت وهي تضع حقيبتها على كتفها وتهمس بحزم: وحتى تميم اعتبروه موافق.. خلو تميم علي..
+
وقومي سميرة.. تميم ينتظرنا برا.. عشان نروح الدوام..
+
كاسرة وسميرة عاودتا تبادل النظر بصدمة.. بينما سميرة شعرت بحزن شفاف يغمر روحها..
+
أ تقدر عليه وضحى بينما هي التي من المفترض أن تكون شريكة حياته لم تستطع حتى أن تزحزحه عن رأيه؟؟
+
الفتاتان غادرتا.. وكاسرة كانت مستمرة في ارتشاف كوبها بهدوء..
+
لأنها اليوم لديها اجتماع متأخر قليلا وقبل ذلك لا شيء لديها..
+
حينها دخلت عليها والدتها وهي تهمس بإرهاق: العيال راحوا ؟؟
+
كاسرة ابتسمت: راحوا.. وش ذا النوم كله؟؟
+
مزنة أجابت بإرهاق: ومن اللي قال لش نايمة.. توني جاية من إبي.. صدعني مثلكم...
+
البارحة أنتي وسميرة.. واليوم إبي.. طقيت منه قبل يحلف علي بعد..
+
أبي أعرف وش طراني على بال زايد عقب ذا السنين؟؟
+
كاسرة ابتسمت: وما الحب إلا الحبيب للأولي..
1
حينها نظرت مزنة لكاسرة بشكل مباشر: تدرين كاسرة ظنيتش أذكى من كذا بواجد..
+
أشلون تطوف عليش خطبة زايد وفي ذا الوقت بالذات..؟؟
+
يعني الرجّال مشغول في عرس ولده.. وولده أساسا مريض... ومع ذا كله يخطب..!!!
+
إلا تعالي قولي لي من اللي وصل لش الخبر..؟؟ كساب صح؟؟ مثل ماهو اللي أقنع إبي؟؟
+
حينها شعرت كاسرة بالتماس مفاجئ.. لكن لا يمكن.. لا يمكن.. أ يعقل أن يفعل كساب كل هذا من أجلها..؟؟
+
لدرجة أن يزوج والدها من والدته؟؟... لا لا يستحيل..
+
أ يعقل أن يدور هذه الدورة المرهقة كلها من أجلها؟!!
+
كاسرة أجابت والدتها بثقة لا تعلم أي إحساس غريب يغمرها خلفه:
+
لا يمه.. مهوب لذا الدرجة.. يعني عشان يبي يرجعني.. يزوج إبيه من أمي..
+
مزنة ابتسمت وهي تنظر لكاسرة: يأمش الرجال اللي يحب يصير كنه الأسد الجريح مايقر ولا يرتاح لين يسوي اللي في رأسه..
+
يعني اللي تعلبش على الدرايش وسوى أشين شيء ممكن رجال فيه خير يسويه..
+
صعب عليه يسوي شيء مثل ذا..
+
حينها شعرت بألم حاد حاد حاد يجتاح روحها
+
(الرجل الذي يحب؟؟
+
وحقا هل كساب رجل يجب؟؟
+
إذن لماذا لم تستطع هي أن تشعر بهذا الحب؟؟)
+
أجابت كاسرة بثقة رغم أن روحها ترتعش ولا تعلم كيف تفسر.. وهي تنظر لوالدتها بشكل مباشر:
+
حتى لو كان هذا هدفه.. فتعبه كله على الفاضي.. لأني مستحيل أرجع..
+
وزواجش من إبيه ماراح يغير في رأيي شيء....
+
وبعدين يمه أنا أعرف عمي زايد زين... عمي زايد مستحيل حد يجبره على شيء ما يبيه...
+
يمه حرام عليش.. رديتيه مرتين.. والله صعبة تردينه ذا المرة..صعبة..
+
يمه صدقيني عمي رجال نادر بمعنى الكلمة.. تعامل ورجولة وإحساس..
+
ما أدري ليه تبين تحرمين نفسش فرصة سعادة أنتي تستحقينها..
+
صدقيني عمي يستاهل كثر ما أنتي تستاهلين.. إذا صرنا إحنا كلنا موافقين..
+
ليه انتي تعيين؟؟ مهتمة يعني برأي الناس؟؟
+
خليهم يحكون لين توجعهم ألسنتهم... ماحد بقادر يمد لسانه قدامش لأنش بتصيرين حرم زايد آل كساب..
+
مزنة همست بحزم بالغ: ومافيه داعي توجعهم ألسنتهم لأنه مابه شيء يحكون به..
+
وذا السالفة السخيفة ما أبي أسمعها مرة ثانية.. انتهينا..
2
وقبل ما تروحين مري جدش وسمحي خاطره.. أدري إنه زعلان علي واجد..
+
حينها أجابت كاسرة بعتب عميق: أنا مازعلته عشان أسمح خاطره.. اللي هان عليها زعله خلها هي تسمح خاطره..
+
كله ولا جابر يا مزنة... كله ولا جابر..
+
مزنة بإرهاق: لا حول ولا قوة إلا بالله.. عيب عليكم.. تبون تتحكمون في حياتي عقب ذا السنين..
+
روحي لجدش مهوب عشاني.. عشانه...
+
****************************************
+
+
