اخر الروايات

رواية بين الامس واليوم الفصل السابع والستون 67 بقلم الكاتبة انفاس قطر

رواية بين الامس واليوم الفصل السابع والستون 67 بقلم الكاتبة انفاس قطر





                              
بين الأمس واليوم/ الجزء السابع والستون

+



                              
كانت عالية تنتهي من صلاة العصر وتريد أن تتمدد قليلا قبل أن تنزل لوالدتها لقهوة العصر..

+



                              
حين وصلتها الرسالة التي جعلت عيناها تغيمان من الرعشة والتوتر:

+



                              
" يعني ماكلمتيني ياصادقة الوعد؟؟

+



                              
زين الملف اللي خليتيه أمس عندي

+



                              
وعليه اسمش ومليان بخطش وتقاريرش

+



                              
بيوصله لش عبدالله

+



                              
وإلا تدرين بأعطيه إبي بعطيه ابيش أحسن !! "

+



                              
عالية شعرت بالصداع يعاود التفجر في منتصف رأسها..

+



                              
(ياربي وأنا من أمس أدور له ما أدري وين قلعته

+



                              
الله يقلع دار العدوين.. مالقيت أخليه إلا عند الدب)

+



                              
عالية تناولت هاتفها وأناملها ترتعش رغما عنها:

+



                              
" يا النصاب أنا ما وعدتك..

+



                              
أنا قلت بأكلمك بس عشان تخليني أروح..

+



                              
وتكفى الملف عطه لجوزا..فيه شغل مهم واجد..

+



                              
أدري إنه مايهون عليك تفضحني وتعطيه إبي أو عبدالله!!"

+



                              
انتظرت أقل من دقيقة ليصلها رده:

+



                              
" عادي مثل ماهنت عليش

+



                              
وأنتي تكذبين علي وتسكتيني كني بزر تلعبين عليه

+



                              
أنتي بعد بتهونين علي..

+



                              
كلميني الحين مثل ماوعدتيني أو الملف بيوصلش الليلة مع أبيش..."

+



                              
عالية غطت وجهها حين وصلها رده: صدق يامن شرا له من حلاله علة.. وش ذا اللزقة؟؟

+



                              
أرسلت له بغيظها:

+



                              
" أنت ليش تتأمر علي؟؟

+



                              
تبي تكلمني كلمني.. هذا أنت جبت رقمي.. يعني السالفة مهيب صعبة عليك..

+



                              
ليش ملزم أنا اللي أكلمك؟؟"

+



                              
وصلها رده :

+



                              
" لأنه أكثر شيء أكرهه في العالم الكذب..

+



                              
ولازم تعرفين عني ذا الصفة..

+



                              
أنا ما أرضى حد يكذب علي..

+



                              
كلميني الحين ولا تزعليني.. لأن زعلي شين!!"

+



                              
عالية بتوتر (ويهدد بعد الأخ!!.. بس ماظنتي يسويها مستحيل

+



                              
لو وجهه مغسول بمرقة ومافيه مروءة إنه مايفضح مرته كذا..

+



                              
وش عرفني يمكن الغيبوبة أثرت على عقله..؟؟

+



                                      


                
بس صدق لو هو بيسويها إنه طاح من عيني..

+



لا والله.. الدب مايهون علي!!"

+



عالية اتصلت به بتوتر..

+



جاءها ترحيبه دافئا عميقا وحنونا ومثقلا بنبرة رجولية خاصة به:

+



اشتقت لش من البارحة لين اليوم ما تتخيلين وش كثر..

+



عالية بتوتر: تكفى عبدالرحمن ملفي عطه جوزا..

+



عبدالرحمن بابتسامة دافئة: وهذا الحين كل اللي هامش وماكلمتيني إلا عشانه..

+



لا تخافين.. ملفش أصلا عطيته جوزا من قبل ما أكلمش.. يوم راحت من عندنا قبل شوي..

+



وحطيته في ظرف وماقلت لها أساسا وش هو.. بس قلت عطيه لعالية بدون ماحد يدري..

+



ومن أمس من يوم طلعتي.. قلت لأبي يعطيني إياه.. ماطلبته من أمجد لأني أعرفه ملقوف ويقرأ عربي وانجليزي زين..

+



بس إبي عطاني إياه بدون مايطل فيه حتى..

+



وعلى طول طلبت من الممرضات ظرف أحطه فيه.. وقبل مايوصلني الظرف.. كنت حاطه ورا مخدتي اللي ورا ظهري.. 

+



إذا عندش شك واحد في المية إني ما أحرص عليش حتى أكثر من نفسش فأنتي خبلة

+



يعني تصدقين إني ممكن أسويها يا الخبلة وأعطيه لأبيش أو أخيش عقب ماسويت ذا كله عشان ماحد يلمح اسمش حتى عليه..؟؟

+



عالية بصدمة متأثرة من لطف كل ماقاله: زين ليه تهددني فيه أساسا؟؟

+



عبدالرحمن بابتسامة: داري إني مالي خاطر عندش.. وأنش ماراح تكلميني إلا بالتهديد..

+



يعني أكون بأموت عشان أسمع صوتش.. وأنتي شاحة به علي..

+



عالية صمتت وحنجرتها تجف تماما.. ووجهها يشتعل احمرارا.. 

+



بينما عبدالرحمن أكملها عليها وهو يهتف بدفء عميق هز أعماقها هزا:

+



ها عالية أوعديني تكلميني.. أو على الأقل ردي على مكالماتي لا كلمت..

+



يعني صبريني شوي لين موعد عرسنا.. أشلون باستحمل يعني ياقلبي؟؟

+



عالية زاد وجهها احمرارا (وقلبي بعد.. الرجّال استخف!!) ريقها جاف تماما بالكاد ظهر صوتها مع كلماتها المبحوحة:

+



تبيني أكلمك.. لا تقول لي ذا الكلام.. ولا تكلمني بذا النبرة..!!

+



عبدالرحمن ضحك: الحين حلال عليش وحرام علي.. يعني كنتي مذوبة قلبي وانا في الغيبوبة بكلامش واحترق إني ما أقدر ارد..

+



والحين مستكثرة علي أعبر شوي..

+



حينها همست عالية بيأس خجول: عبدالرحمن إنت صدق متذكر وش كنت أقول

+



        

          

                
وإلا تبي تجلطني؟؟

+



عبدالرحمن بابتسامة: أول الأيام ما أتذكر شيء.. بس أتذكر همسش الدافئ قريب مني ويهز أوتار قلبي..

+



لكن عقب لو تبين أقول لش سوالفش بالتفصيل قلتها..

+



عالية تكاد تجن: عبدالرحمن أنا قلت لك أسرار واجد ما أبي حد يدري فيها..

+



عبدالرحمن بأريحية حميمة: ومستحيل حد يعرف سر أنتي قلتيه لي.. اعتبري نفسش أساسا ماقلتي شيء..

+



بس فيه سوالف مستحيل أنساها وبحاسبش عليها وحدة وحدة..

+



ثم أردف وهو يبتسم بغيظ: خصوصا سالفة ولد عمش أبو عيون عسلية.. هذي لها حساب خاص..

2



عالية شعرت كما لو كان صدمها قطار في منتصف وجهها.. وهي تغلق الهاتف في وجهه وتلقي الهاتف بعيدا عنها..

+



ثم تدفن وجهها في المخدة لأنها شعرت أنه اشتعل واحترق بكل معنى الكلمة..

+



لذا لم تشعر بدخول جوزاء عليها التي حسبتها نائمة وهي تضع ظرفا بنيا ضخما قريبا منها ثم تغلق الباب خلفها..

+



*************************************

+



كانت كاسرة نائمة لأنها لم تكن تصلي لعذرها الشهري الشرعي..

+



سمعت رنين هاتفها ولكنها كانت عاجزة عن الرد..

+



سمعت الرنين للمرة الثانية فنهضت من نومها.. وكانت على وشك الرد لولا أنه سكت

+



لتصلها هي أيضا رسالة.. ولكن رسالتها جعلت دخانا يطلع من أذنيها لشدة غضبها:

+



" جبانة كالعادة..

+



وأنا اللي كنت مخدوع فيش كل ذا الشهور وأحسب أنش شجاعة!!

+



لا يكون بأكلش في التلفون يعني؟!!

+



ردي علي ياجبانة.. أبيش في موضوع مهم

+



ولا تخافين.. موضوع مايخصنا"

+



كانت على وشك الاتصال به.. حينما عاود هاتفها الرنين باسمه..

+



فهي مازالت لم تبرد نارها فيه لما فعله بها بالأمس وهو يحرجها هكذا أمام والدتها..

+



وبالفعل كانت تريد أن تكلمه لتسمه قليلا كما هي مسمومة منه لدرجة شعورها بمرارة السم تتصاعد مع أنفاسها..

+



ولكنها لم تكلمه حتى لا يعتقد أنه نجح في استفزازها.. ولكن هاهو يأتي لها بنفسه..

+



ردت على الهاتف وبدون مقدمات ببرود احترافي: هلا والله.. 

+



تصدق اشتقت لك وكنت باقول لك تعال تعلبش على الدرايش عشان أشوفك؟؟

+



كساب ببرود أكثر احترافية: اطلبي وشوفي أنا بأنفذ وإلا لأ.. ما أحب أخلي في خاطرش شيء..

+



        
          

                
كاسرة بذات البرود: تصدق أسمع بالناس اللي مافي وجيههم سحا..

+



بس مثل وقاحتك ما تخيلت إني ممكن أشوف في حياتي كلها..

+



ماكفاك اللي سوته أمي فيك؟؟

+



كساب بتهكم: ترا ماكنت في التهزئية بروحي لو أنتي ناسية.. أنتي خذتي نصيبش معي

+



ثم أردف بثقة: وعلى العموم عمتي عبارة أمي وما حد يزعل من أمه..

+



وخصوصا إنها تشوف السالفة من زاويتها.. أنا ما أشوف نفسي سويت شيء غلط.. هذا حقي..

+



كاسرة مازالت تحتفظ ببرودها الواثق: صدق وقح.. أي حق هذا اللي تشوفه لنفسك وأنت هاجم على بيوت الناس؟؟

+



كساب بثقة أشد: والله لا صار عند الواحد مرة مخها معووج ماتنفع معها الطرق المستقيمة..

+



وش يسوي؟؟ لازم يستخدم طرق معووجة مثلها..

+



كاسرة بثقة: هذا والله اللي ركبني حمارته وعيرني بعيارته ..

+



وعلى العموم دامني عوجا ومخي معووج.. وش حادك علي..؟؟

+



طلقني واخلص مني..

+



كساب بحزم: قلت لش طلاق ماني بمطلق .. وبتطخين ..واللي في رأسش بيطيح وبترجعين من ورا خشمش..

+



كاسرة بدأت تنتفض من الغضب الذي لم يظهر في صوتها المتحكم:

+



أنت ماتفهم.. الحياة معك بالغصيبة؟؟ قلت لك ما أبيك.. نفسي طابت منك..

+



كساب بجبروت: بس أنا نفسي ماطابت منش.. وأنا اللي أقرر مهوب أنتي..

+



ثم أردف بتلاعب مثير:وعلى العموم أنا قلت لش ..أنا أبيش في موضوع مايخصنا..

+



بس أنتي لا سمعتي صوتي أدري تفقدين الإحساس ومايصير في رأسش شيء غيري..

2



كاسرة رأسها يؤلمها من ثقته الوقحة (أي مخلوق متبجح هذا؟؟

+



.

+



وما الغريب فيما يقول؟؟

+



الغريب إنه محق.. ما أن أسمع صوته لا يعود في رأسي سواه!!"

+



كساب أكمل ببساطة واثقة: خلينا الحين من طاري الطلاق..

+



لأنه حن في طاري زواج..

+



إبي يبي يتزوج أمش..

+



كاسرة تصورت أن الموضوع قد يكون أي شيء.. لكن هذا الأمر لم يخطر أبدا ببالها.. أبدا.. أمها تتزوج؟!!!

+



همست بصدمة وصوتها مبحوح تماما: نعم؟؟ من؟؟ أمي وعمي زايد؟؟

+



كساب بثقة: ليه إبي مهوب قد المقام..؟؟

+



أدري إنش تحبينه أكثر مما تحبيني..

+



يعني ماتبينه يكون أقرب لش أكثر ويصير أب وعم..؟؟

+



        
          

                
كاسرة حينها همست بثقة: لو حبيته أكثر فهو يستاهل.. عطاني سبب أحبه عشانه.. حنان ورجولة وتفهم ..

+



لكن أنت على ويش أحبك أساسا..

+



وعلى العموم على قولتك الموضوع مايخصنا..

+



بس أنا متأكدة إنك تمزح.. وهذا موضوع ما ينمزح فيه لو سمحت كساب..

+



لين هنا ووقف خبالك..

+



كساب بثقة غامرة لا تخلو من نبرته الساخرة الحادة التي يتميز بها:

+



ليه هذي كلها أنانية منش.. تبين أمش لش بروحش..؟؟

+



أو يمكن كاسرة اللي مايهمها حد.. خايفة من كلام الناس لا يقولون شوفوا أمها أعرست..؟؟

+



ترا هذا زايد آل كساب اللي متقدم لأمش مهوب أي حد..

+



كاسرة بثقة غامرة: وزايد آل كساب على رأسي.. بس كلامك مهوب منطقي..

+



لو إبيك يبي أمي.. أمي صار لها أرملة أكثر من 15 سنة..

+



وأمك الله يرحمها لها أكثر من 17 سنة من يوم ماتت.. ليش ماخطبها وهم عادهم شباب..

+



يعني الحين في ذا العمر يبيها؟؟ اسمح لي كلام مايدخل الرأس..

+



كساب بثقة: وليه أنتي شايفة إبي وأمش شيبان.. بالعكس الأثنين شباب والله معطيهم الصحة..

+



وشيلي من رأسش إنه كلام مايدخل المخ... 

+



يعني عمش زايد حبيبش مايستاهل منش تأزرينه وهو اللي بداش حتى على ولده..؟؟

+



يعني هذا بيكون ردش عليه عقب مابداش عليّ وخلاش تمشين شورش؟؟

+



أمش رفضت إبي مرتين.. بتسمحين لها تفشله مرة ثالثة..

+



والحين إبي مهوب مثل ماكان قبل 30 سنة.. لا مكانته العالية ولا سنه يسمحون إنه ينرفض.. والرفض بيكون إهانة له...

3



إذا انتي عادي عندش إنه ينهان.. اعتبري نفسش ماسمعتي مني شيء..

+



ولو جاكم إبي يخطب ردوه..

+



واستخسري في أمش فرصة إنها تعيش اللي باقي من عمرها جنب رجّال تدرين زين وش كثر بيحترمها ويقدرها ويعوضها عن شبابها اللي ضاع..

+



.

+



.

+



.

+



بعد دقائق..

+



كساب بعد أن أنهى اتصاله مع كاسرة.. قام بإجراء اتصال جديد..

+



كما لو كان ذهنه يعمل على عدة مستويات..

+



أو كما لو كان اخطبوطا أذرعه تعمل على عدة اتجاهات..

+



اتصل بسليم مرافق الجد جابر ليسأله عن مكان الجد..

+



        
          

                
فأخبره سليم أنهما في مجلس زايد ولكنهما لم يجدا أحدا وسيغادران بعد أن ينتهي الجد من شرب قهوته التي حلف عليه المقهوين أن يشربها قبل المغادرة..

+



فطلب منه كساب أن ينتظرا لأنه سيحضر حالا لهما..

+



وصل للمجلس خلال أقل من دقيقة لينحني كساب على رأس الجد ويتأخر سليم ليخلي الجو لهما وهو ينضم للمقهوين قريبا من دلال القهوة..

+



بعد أن انتهيا من السلامات المعتادة همس كساب باحترام مخلوط بالمودة: بشرني منك يبه..

+



الجد بنبرة مقصودة: أنا طيب وش العلوم اللي عند شيبة مثلي.. يقول يا الله حسن الخاتمة..

+



أنت اللي وش علومك.. عاجبك حالك أنت ومرتك؟؟

+



أنا حالف عليك تسمي الولد الثاني امهاب عقب ماتسمي الولد الأول زايد..

+



والظاهر إنه لا به زايد ولا امهاب..

+



كساب ابتسم: والله يبه الظاهر إن بنتك غرها الغلا.. وش أسوي بها ؟؟

+



الجد تنهد وهو يرسم شبح ابتسامة: هيييييييييه ...الظاهر ياأبيك إنك نسيت وصاتي لك وأنت صغير ..

+



قلت لك بنتي مهرة تعسف بس ما تكسر.. وأنا أشوف من وجيعتها منك إنك تبي تكسرها..

1



كساب مازال مبتسما لا يعلم لماذا يشعر مع الجد بأريحية مطلقة كما لو أنك تتحدث إلى بئر عميقة صداها أكثر عمقا..:

+



يبه هي خلتني أعسف وإلا أكسر.. شلت شلايلها وهجت عندكم..

+



وعلى العموم يبه.. خل كاسرة شوي.. خلها لين يطيب خاطرها وبترجع..

+



الحين أبيك في سالفة أهم..

+



الجد بعتب: أفا يأبيك وش السالفة اللي أهم منك ومن مرتك..

+



ابتسم كساب: اللي أهم منا إبي وأمها..

+



الجد قطب جبينه بتساؤل قلق: زايد ومزنة.. عسى ماشر؟؟

+



حينها هتف كساب بمودة حازمة: مابه شر.. إلا خير.. نبي نزوجهم..

+



الجد حينها ضحك ضحة خافتة من القلب: الله يونسك بالعافية ياولدي.. لي شهور ماضحكت..

+



كساب يضحك معه ولكنه يعود ليهتف بجدية: ليه يبه لذا الدرجة متباعد الموضوع..؟؟ تراني أتكلم من جدي..

+



الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (ثلاث جدهن جد.. وهزلهن جد.. النكاح والطلاق والرجعة..)

+



يعني مستحيل أمزح في موضوع مثل هذا..

+



حينها قطب الجد جبينه: يأبيك.. من جدك ذا الحكي؟؟.. بروحك تقول مايجوز المزح في ذا السوالف..

+



كساب هتف بأكبر قدر من الجدية: والله العظيم يبه إنه من جدي..

+



إبي يبي يخطب عندك بنتك.. بس خايف تردونه.. وأنت داري قدر إبي مايسمح تردونه ثالث مرة..

+



        
          

                
حينها هتف الجد جابر بحزم: أجل قل له لا يخطب..

+



يا أبيك اللي مضى ماعاد يرجع.. أنا لو أنه بيدي كان قلت لك جيب المملك أملكه ذا الساعة..

+



بس مزنة ماقدرت عليها وهي أم 15 سنة.. أقدر عليها ذا الحين..

+



مزنة أم عيال ذا الحين.. ولا عاد لها في العرس حاجة.. جعل عمر تميم طويل..

+



كساب لم يتوقع مطلقا أنه قد يواجه هذه المعارضة من الجد الذي يحب زايد أكثر من ابن حتى..

+



لم يعلم أن معارضة الجد لم تكن معارضة في ذاتها.. فربما كان هذا الأمر من أكثر الأمور التي تمناها في حياته..

+



لكنه أراد أن يجنب زايد مرارة رفض ثالث يعلم أنه قادم لا شك..

+



فهو يعلم فعلا إنه إن كان لم يقدر على مزنة وهي صغيرة.. فكيف يقدر عليها الآن؟؟ كيف يقدر عليها الآن؟؟

+



تصاعد ضيق غريب في روح كساب.. إذا لم يسانده الجد.. فمشروع الزواج فاشل لا محالة..

+



حينها قرر تغيير الاستراتيجية واللعب على اتجاه آخر..

1



هتف كساب ببساطة حازمة: يبه ليه ظنك إبي يبي عمتي؟؟

+



الجد بنبرة قاطعة: وش يدريني يابيك.. يمكن عادها في خاطره من ذاك الزمان..

+



كساب بحزم وهو يقترب من الجد أكثر ليهمس في أذنه بنبرة اهتمام:

+



يبه عمتي مزنة لين الحين وهي حسرة في قلب إبي..

+



انتفض الجد: الحسرة في قلوب عدوين أبو كساب..

+



حينها ابتسم كساب: بس أنت تبي تخليها في قلبه لين يموت..

+



يبه ليه تباعد السالفة كذا.. بعيد الشر عنكم كلكم.. وجعل عمر تميم طويل في الطاعة..

+



حد ضامن عمره.. عمتي مزنة ماعندها إلا ذا الولد الله يخليه لها.. 

+



وبدون قصور في تميم.. لكن مهما كان بتحتاج لها حد يتكلم يسنع أمورهم ويخلص أشغالهم.. 

1



ولا خذت إبي بيصير عندها فوق الولد.. ثلاثة عيال..

+



الجد بدأ يشعر بالصداع من هذا التفكير.. هتف بذات تفكيره المحموم: هذا أنت ولدها..

+



كساب شعر بالانتصار لأنه علم أنه أثار بلبلة في ذهن الشيخ فهتف بثقة: يبه أنت عارف يباس رأس كاسرة.. لو مارضت ترجع لي..

+



أي ولد أنا... مهما كان مهوب طالبين مني اللي يبونه.. 

+



أنت داري إنه أول كنت أخلص لعمتي أشغالها وأكفي تميم.. لكن من عقب زعل كاسرة ماعاد طلبت مني شيء..

+



يبه طال عمرك..خل عمتي مزنة تضمن لها رجّال وعيال.. ولبناتها أب تدري إنه مهما صار لهم من عقبك إنه بيكون وراهم سند قوي..

+



        
          

                
يبه عمتي مزنة ماحد يقدر يغصبها.. بس على الأقل لا تقوي رأسها.. أنت عارف المصلحة وين ولازم تسويها...

+



*************************************

+



" يأمش ماتبين شيء؟؟"

+



جميلة بإرهاق وذبول وهي تحتضن زايد بين ذراعيها: لا يمه فديتش.. والله ما أبي شيء..

+



أساسا بارقد زايد وأرقد معه..

+



عفراء بقلق: يأمش.. بسش رقاد..

+



جميلة هزت كتفيها بيأس: ومن قال لش رقدت.. يمكن الحين أقدر أرقد عشان زايد قريب مني..

+



عفراء تحمل حقيبها وتهمس بحنان: إن شاء الله ما احنا بمبطين.. وعقب بأرجع أنا ومزون هنا.. مزون تحاتيش واجد وتبي تشوفش..

+



جميلة بذات النبرة الذابلة: خير يمه.. أنتظركم..

+



عفراء خرجت.. وجميلة كما لو كانت تنتظر خروجها.. لتعاود الإنفجار في البكاء..

+



إحساس مرارة وخذلان عميق يلتهم روحها..

+



لم تتخيل أبدا أن يكون هذا ختام حكايتها مع خليفة..

+



أن يبيعها بهذا الرخص!!

+



" هو باعني وحن عادنا في المطار..

+



وش فرقت الحين؟؟

+



مهوب أنا اللي كنت أبي أعطيه فرصة للاختيار ..هذا هو اختار..

+



زايد الصغير انفجر في البكاء.. جميلة كفكفت دموعها بجزع:

+



آسفة حبيبي آسفة.. روعتك...

+



وش أسوي بأختك الخبلة اللي تبكي على المقفي.. وهو مادرا عن هوا دارها..

+



خلاص لا تزعل علي.. وعد علي ما أبكي.. بس لا تبكي أنت فديتك..

+



********************************

+



" السلام عليكم يمه..

+



وين البنات؟؟ "

+



مزنة تضع الحاسوب الذي كانت تعمل عليه جانبا وهي تهتف بجبين مقطب فهي مازالت عاتبة على كاسرة:

+



راحوا لشعاع يهنونها سلامة أخيها.. ويشوفون لو هي تبي شيء يسوونه نيابة عنها لأنهم قدموا عرسها.. ويمكن ماتلحق تجهز شيء..

+



كاسرة همست بإرهاق: إيه والله نسيت.. وضحى قالت لي أصلا..

+



مزنة بذات الجبين المقطب: اللي ماخذ عقلش يتهنا به.. ما ألومش ماعاد لقيتي حد يتعلبش على الدرايش عشانش..؟؟

+



حينها ابتسمت كاسرة وهي تجلس جوار والدتها وتحتضن عضدها:

+



بس يمه مهيب حلوة فكرة إن حد يتعلبش الدرايش عشانش؟؟

+



تحسين كأنش أميرة في قصة خيالية..

1



مزنة بذات تقطيبها ونبرتها المقصودة: لا والله.. تدرين إني متضايقة واجد..

+



        
          

                
عشان كساب مهوب عشانش.. أجعته واجد في الحكي.. وماخليت شيء ماقلته له..

+



حتى شوفته حرمت نفسي منها وأنتي عارفة زين غلاه عندي.. وكله من سبايبش يا الأميرة.. 

+



حرقتي قلب الصبي لين تعلبش على الدرايش وسوى المنقود..

+



حينها اتسعت ابتسامة كاسرة وهي تهتف بنبرة مقصودة:

+



دامش مشتاقة له.. ومهوب هاين عليش زعله.. خلاص أرضيه.. وتزوجي إبيه..

+



مزنة انتزعت عضدها من ذراع كاسرة وهي تستدير بجسدها كاملا نحو كاسرة وتهتف بغضب:

+



المزحة السخيفة ذي لو سمعتها من وضحى أو سميرة.. يمكن أبلعها.. بس منش عاد...

+



كاسرة بثقة: وفعلا ليش أمزح في موضوع ما ينمزح فيه..

+



مزنة بذات الغضب: كاسرة تلايطي.. وعيب عليش ذا الكلام..

+



كاسرة تنهدت ثم هتفت بجدية صارمة: يمه أنا أتكلم من جدي والله العظيم.. عمي زايد يخطبش..

+



وش رأيش؟؟

+



مزنة وقفت وهي تهتف بحزم: رأيي إنش استخفيتي.. وعمش زايد استخف كنه موافق على ذا الخبال..

+



******************************************

+



" شعاع يا الخبلة

+



قومي.. فيه وحدة عرسها عقب 3 أسابيع وتبكي كنه ميت لها ميت"

+



شعاع تمسح وجهها المحمر من البكاء والذي ازداد مع شفافية الدموع شفافية فوق شفافيته وتهتف باختناق:

+



زين وش تبوني أسوي.. حاسة إني مخنوقة من كل صوب..

+



كنت مأجلة التفكير في كل شيء لين أتخرج.. كبوا كل شيء فوق رأسي..

+



سميرة بحماس: قومي يا الخبلة.. خلينا نسوي مخطط لش للأشياء اللي تبينها..

+



وإحنا بنسوي كل شيء.. هذا إحنا صيع ماورانا شيء لا رجعنا من الدوام

+



وأنتي أبد لا تشغلين بالش شيء.. حطي همش في المذاكرة..

+



شعاع بذات النبرة المختنقة : والله العظيم مالي نفس في شيء..

+



ليش أشتري وأتزين وأتعدل.. لمن؟؟

+



ورجالي أساسا تعبان وبدل ما نروح شهر عسل.. رايحين رحلة علاج..

1



وضحى بتشجيع: تتعدلين عشانش وعشان نفسش وعشان تحسين إنش عروس صدق..

+



وحتى لو رجالش المسكين مريض ماراح تفتحين نفسه شوي وتحسسينه إنه مهما كان عريس..

+



يا الله قومي قومي.. خلينا نسوي الجدول.. أنتي بس عطينا الميزانية.. والله لنخربها ونسوي لها اختلال..

4



**************************************

+



" يبه أنا أبي أسوي عرس للرياجيل بعد!!"

+



        
          

                
زايد يلتفت لعلي ويهتف باستغراب: نعم؟؟ تبي تسوي عرس؟؟

+



يأبيك أنت داري إنه أفرح ماعلي شوفتك بالبشت وأسوي لك عرس أعزم عليه خلق الله ومن خلق..

+



بس أنت فيك حيل تقعد قدام الرياجيل...؟؟

+



ابتسم علي بإرهاق: على قولت عمي اللي قالها لك (فيه شيء أبدى من شيء)

+



وهذا أنا الحين أحسن..

+



هذا أنا قاعد معك على الكراسي ماني بعلى السرير..

+



ومن يوم دخلت المستشفى وأنا أحسن لأنهم على طول مركبين على المغذي ويعطوني إبر فيتامينات وفاتح شهية..

+



يعني على وقت العرس بأكون أحسن بعد..

+



ويبه ربعي كلهم منتظرين عرسي.. وحتى الوزير كان يسألني يقول لي متى عرسك؟؟

+



مايصير الحين أعرس سكيتي.. مهيب حلوة في حق منظري قدام شغلي.. ولا حتى معارفك الواجدين..

+



ابتسم زايد: جعلك إن شاء الله في زود.. وقدرك كبير في عيون ربعك..

+



أبشر بالعرس اللي ماصار في الدوحة مثله..

+



والحين بأتصل في مدير مكتبي يستعجل طباعة الكروت... 

+



وماراح يكون فيه مشكلة عنده لأن أسماء المعازيم مسيفة عنده من أيام عرس كساب..

+



معازيمي ومعازيمك ومعازيم عمك وكساب وجماعتنا اللي هم هم جماعة أبو عبدالرحمن.. كلها مخزنة عنده..

+



***********************************

+



" الحين تميم من البارحة لين اليوم وأنت منشف ريقي

+



قصدي تعبت إيدي عشان أطلع بسالفة تونسني منك"

+



تميم ابتسم وهو يشير لها: ليه أنتي خليتي لي مجال أتنفس..

+



أول مرة أشوف حد ممكن يهذر بالإشارة كذا..

+



هذا وأنتي باقي إشارات ماتعرفينها .. بكرة لا عرفتي كل الإشارات أشلون بألحق عليش..

+



سميرة تكبر في وجهه بطريقة كوميدية وتشير: الله أكبر.. تبي تطسني عين..

+



وإلا هذا كله عشان أساسا ماعندك سالفة أرز وجهي فيها..

+



حينها اقترب تميم منها أكثر ليمسح على خدها بسبابته.. لتتراجع هي بخجل ويكف يده وهو يشير بتقصد:

+



إذا أنتي طليتي في وجهي واحنا بزران ببراءتهم.. وتبين تحاسبيني عليها..

+



مهوب كافيش تغترين ذا الشهور كلها اللي حرقتي قلبي فيها وأنا ساكت..

+



أشوف عيونش وأتنهد.. واشوف شفايفش وأتنهد.. واشوف زولش وأتنهد......

+



سميرة قاطعته وهي تشير بخجل عميق وإحمرار وجهها الشفاف بدا كإحمرار الدم: 

+



        
          

                
بس تميم خلاص.. 

+



تميم مستمر في الإشارة بذات التقصد وعيناه تطوفان بها:

+



لا مهوب خلاص..

+



تقولين لي وسع الخاطر.. زين باوسع الخاطر والله يصبرني..

+



بس بعد أنتي لا تصيرين صكة.. وأقل لمسة مني تجفلش..

+



تحسسيني كني وحش........

+



وأنهى إشارته بأن مد يده ليحتضن كفها.. حاولت أن تمنع دقات قلبات من التصاعد..

+



لا تعلم ما الذي يحدث لها ما أن تشعر بدفء أنامله.. أما حين شعرت بدفء أنفاسه على أناملها.. 

+



لم تستطع إلا أن تشدها وهي تشير له بدقات قلبها المتصاعدة:

+



طيب أنا أوعدك ما أصير صكة.. بس خلنا نسولف أول..

+



أبي أسألك عن شيء؟؟

+



تميم تنهد: إسأليني..

+



سميرة بإشارة مقصودة: وش رأيك في فكرة إن أمك تتزوج؟؟

+



ضحك تميم: أدري دمش خفيف وراعية نكت.. بس مهوب لذا الدرجة عاد.. تبين تزوجين أمي..

+



ومن تزوجينها؟؟ شايب في السبعين تخدمه أمي؟؟

+



سميرة بذات الإشارة المقصودة: خلنا نتكلم جد شوي.. وهي مجرد فكرة..

+



لا مهوب شايب.. وواحد توه في الخمسين وبصحته ومايبي أمك تخدمه..

+



تميم حينها أشار بضيق: ترا فيه أحيانا سوالف حتى الأخذ والعطا فيها يضيق الخاطر..

+



سميرة حاصرته أكثر: هذا كله تتهرب من الإجابة؟؟

+



تميم أشار لها بشكل مباشر: وليش أتهرب؟؟ طبعا لا.. مستحيل أوافق أمي تتزوج..

+



حينها تغير وجه سميرة وقطبت جبينها وهي تسأل تميم: وليه؟؟ شنهي أسبابك؟؟

+



تميم بجدية: مافيه رجال فيه خير يرضى أمه تتزوج..

+



سميرة بغضب: لا لا تقول مافيه رجال فيه خير.. قل مافيه رجال أناني ومظهره قدام الناس أهم عنده من أي شيء يرضى أمه تتزوج..

+



تميم أشار بغضب مشابه: أنتي تبين لش سبب تهادين عشانه؟؟... الحين أمي وش حاجتها تعرس.. الخير وواجد وعيال وعندها..

+



المرة تعرس لأنها تبي حد يضمها ويصرف عليها أو لأنها تبي عيال..

+



سميرة نظرت له بنظرة مباشرة: الحين أنا أشتغل وماني بمحتاجة إنك تصرف علي..

+



ويمكن الله ما يكتب إنه احنا نجيب عيال... نتطلق يعني بما إن هذا هو سبب الزواج الوحيد؟؟

+



تميم يتنهد وهو يحاول مجاراتها: لا طبعا.. لأنه الإنسان محتاج شريك روح قبل أي شيء..

+



        
          

                
حينها كما لو كانت سميرة أمسكت بصيد ثمين: وأمك يعني ماتستحق شريك حياة بعد مادفنت عمرها في تربيتكم.. 

+



مايحق لها تعيش اللي باقي من حياتها مع رجّال يكون فعلا سكن لروحها..

+



تعرف حالتك بتكون نعمة من رب العالمين... الناس بيتكلمون.. خلهم يتكلمون لأن كلامهم ماراح يوصلك ولا يوجعك..

+



تميم بغضب: ويعني عشاني ما أسمع.. أخلي أمي تتزوج.. وعادي خل الناس تأكل وجهي من وراي..

+



أنتي يعني عشان ماتبين تعطيني حقي.. سويتي هالمشكلة كلها عشان مجرد نظرية عمرها ماراح يصير..

+



خلاص قولي ما أبيك... بدل ما تحرقين أعصابي بذا اللفة الطويلة...

+



حينها وقفت سميرة وهي تهتف بتأثر فعلي عميق وتمنع نفسها من البكاء ليس لأجل موضوع زواج عمتها ولكن لأجلها:

+



تذكر في أول يوم لزواجنا لما ضربتني لأنك تشك فيني..

+



تميم شعر أن قلبه يعتصر بقوة.. لماذا تذكرت هذه الحادثة التي يريد نسيانها؟؟

+



ولكنها أكملت بذات التأثر العميق وصوتها يختنق بالعبرات وهي تستعد لمغادرته جالسا: 

+



كنت تسأل نفسك.. ليش وحدة مثلي توافق عليك..؟؟

+



الحين أقول لك..وافقت لأني كنت أظن نفسي محظوظة فيك وأنا أحسبك رجّال مختلف.. 

+



كنت أحسب إن في داخلك عمق إنساني مافيه رجال ثاني يقدر يوصل له..

+



لكن أنت طلعت مثلك مثل الباقيين.. رجولتكم الرخيصة أهم عندكم من أي شيء ثاني..

+



منظرك طلع عندك أهم من أمك.. ومستعد تدوسها وتدوس مشاعرها عشان رجولة الخرابيط اللي لازم تحافظ عليها..

+



الرجّال صدق ما يظلم.. ولا يقهر.. ولا يشوف هله آداة لتغذية غروره..

+



ما أقول غير خسارة ظني فيك.. خسارة..!!

+



**************************************

+



كانت عالية نائمة حين رن هاتفها.. فقد اعتادت ألا تضعه على الصامت خوفا أن تحتاج والدتها شيئا وهي نائمة..

+



تناولت الهاتف بنعاس لتنظر للرقم المضيء في الظلام.. ردت بنعاس:

+



تدري إنك ماتستحي...

+



أجابها عبدالرحمن بابتسامة دافئة: وأنتي تدرين إن صوتش وأنتي نعسانة كذا يذبح..

+



أجابته بذات النعاس: وأنت شكلك تخرف والغيبوبة أثرت على مخك..

+



لاني يقولون لي إن صوتي مايفرق إن صوت أخواني..

+



إلا عاد لو صوت هزاع يذبحك هذا شيء ثاني..

+



        
          

                
عبدالرحمن ضحك: يا الخبلة فيه وحدة تقول لرجالها إن صوتها كنه صوت أخوانها..؟؟

+



عالية اعتدلت جالسة وهي تبتسم: والله أنا وحدة صريحة ..

+



وخصوصا إنه فيه ناس مخوفيني إنهم يكرهون الكذب وبيقصون رقبتي لو كذبت..

+



عبدالرحمن حينها هتف بدفء مقصود: أمانة عليش تقارنين صوتش اللي يذوب شرايين قلبي شريان شريان.. بصوت هزاع اللي كنه مكينة سيارة مخروقة..

2



عالية ضغطت جانبي رأسها بين إبهامها ووسطاها وهي تهتف بخجل طبيعي:

+



عبدالرحمن لو تبي تكلمني وأرد عليك قلت لك بلاه ذا الكلام وذا النبرة..

+



أو تدري بلاها تكلمني مرة وحدة.. تخيل منظري قدام هلي لو اكتشفوا إني أكلمك..

+



عبدالرحمن بابتسامة: الحين تبين أصدق إنش ماخفتي وأنتي تنطين عندي في المستشفى... بتخافين يكتشفون أنش تكلميني..

+



خلهم يكتشفون.. ماسويت شيء غلط.. أكلم مرتي وحلالي..

+



عالية أنا دكتور جامعة وداخل على 32 سنة وآخرتها تبيني أخاف أنه أحد يدري إني أكلم مرتي..

+



لو ذا السالفة مرعبتش خذت أذن من عمي خالد... وبلا ماتكونين مرعوبة لما تكلميني.. 

+



لأني مستحيل من الحين لين نتزوج أقعد ليلة وحدة ماسمعت صوتش..

+



عالية بجزع: لا عبدالرحمن تكفى.. ماتقول لأبي شيء.. مهما كان هذي عوايدنا..

+



عبدالرحمن بتلاعب: طيب ولو طلبت أشوفش... عمي خالد راعي دين.. ماظنتي يردني من شيء ربي حلله.. يعني شوفة شرعية مرة وحدة..

+



مع إنها المفروض قبل الملكة.. بس ماعليه.. على قولت المثل (العوض ولا الحريمة)

+



عالية تفجر وجهها احمرارا: تسويها عبدالرحمن من جدك؟؟ لا لا أكيد تمزح؟؟

+



عبدالرحمن بذات التلاعب الواثق: أفكر.. بصراحة فكرة مغرية يمكن ماتخليني أرقد الليلة من التفكير....

+



****************************************

+



صباح اليوم التالي

+



.

+



.

+



.

+



.

+



" هلا وش فيش صاحية بدري؟؟

+



مزون التي كانت ترتشف كوبها همست بمودة: بأمر خالتي ثم أبي أمر علي شوي.. وعقب أبي أخلص أشغالي.. لأنه العصر عندي محاضرة.. وماراح أخلص إلا عقب المغرب

+



ثم ابتسمت: ورانا عرس.. عرس.. لازم نلحق..

+



كساب ابتسم وجلس: شكلها عروس.. مهيب عرس واحد بس..

+



مزون تبتسم: لا ..ما نسينا إبيك.. بس هذا حالة سبيشل.. مابعد خلصت أنت جس النبض؟؟

+



كساب يتنهد: اليوم إن شاء الله أخلص.. وأنا يوم اتكلم عن عروس.. أقصد عرسش أنتي بعد.. ولا تتهربين مني..

+



ولا تظنينه خافي علي إنش تهربين.. ماتبين ولد الناس قوليها بصريح العبارة.. لا تعلقينه كذا.. 

+



شهر كامل تفكرين؟!!

+



مزون صمتت بخجل بينما كساب أكمل بجدية حازمة: البارحة كان غانم عندنا يزور علي..

+



والله العظيم وجهي منكسر منه... 

+



اسمعيني.. لا تقولين علي وإبي.. هذا هم طيبين واثنينهم بيعرسون..

+



لكن لو سمعت خبالش بأفكر وافكر.. لين متى؟؟

+



عرس علي عقب 3 أسابيع وإبي بيسافر معه.. وما يندرى كم يقغدون..

+



خلاص الرجّال بيدري إن هذا رفض.. وليته حتى رفض بسنع.. سفهناه بدون رد..

+



اسمعيني تفكير... أدري إنش فكرتي بدل المرة ألف.. الحين تقولين لي ردش أبلغه فيه..

+



موافقة ..خلي ولد الناس يتملك قبل سفر إبي..

+



ما تبينه.. خلاص ابلغه ويشوف نصيبه..

+



الحين تقولين لي ردش.. الـــــحـــيـــن !!

1



*************************************

+



" سميرة وش فيش شكلش تعبانة؟؟"

+



سميرة بحياد مرهق: مافيني شيء؟؟

+



ثم أردفت بتساؤل: أنتي وش سويتي مع عمتي؟؟

+



كاسرة ابتسمت: رأسها يابس.. وأنتي مع تميم؟؟

+



تنهدت سميرة بألم: رأسه أيبس مرتين.. ماهقيته كذا..

+



حينها هتفت كاسرة بجدية: شكل ذا السالفة كلها مالها طريق.. مع إني والله العظيم تمنيت بشكل.. إنه صدق عمي يتزوج أمي..

+



سميرة حينها ابتسمت: أفا كاسرة تستسلم بذا السرعة.. تونا يا بنت الحلال مانزلنا بثقلنا في السالفة..

+



كاسرة بذات الجدية: ما استسلمت.. وتو الناس على ذا الكلام..

+



بس تدرين من اللي خايفة إنها تنسف السالفة كاملة ؟؟... وضحى..

+



لأني عارفة اللي بيصير.. إذا درت.. بتسوي مناحة وتبكي.. وأمي بتخليني..

+



وأمي لا شافت دموعها عصبت وحلفت مايصير شيء أساسا..

+



سميرة بقلق: ماظنتي وضحى عقلها صغير كذا؟!!

+



كاسرة بثقة: مهوب صُغر عقل.. لكن وضحى أصغر وحدة فينا.. الحشاشة.. وهي اللي حاسة إنها محتاجة لأمي أكثر شيء..

+



ولا تنسين إن وضحى حساسة واجد..

+



فاجئهن دخول وضحى عليهن وهي تهمس بابتسامة: سامعة اسمي.. وش تخططون علي..

+



ابتسمت سميرة: نبيش في سالفة!!

+



ضحكت وضحى: جايبين لي عريس... أخيرا بأودع العنوسة ؟!!

+



كاسرة بحزم باسم: ماعليه أنتي المرة الجاية.. الحين جايبين عريس لأمش!!

+



#أنفاس_قطر#

+



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close