اخر الروايات

رواية بين الامس واليوم الفصل السابع والاربعون 47 بقلم انفاس قطر

رواية بين الامس واليوم الفصل السابع والاربعون 47 بقلم انفاس قطر




                              
بين الأمس واليوم/ الجزء السابع والأربعون

+



                              
مرهقة تماما من الوحم.. ومن تسلطه..

+



                              
ثم إحساس الغيرة المرعب الذي قفز لها ليقضي على مابقي من الجَلد والاحتمال عندها..

+



                              
لا تحتمل المزيد.. لا تحتمل المزيد أبدا!!

+



                              
وهي غارقة في أفكارها سمعت همسا مهذبا: عفرا.. عفرا.. أم جميلة..

+



                              
عفراء رفعت عينيها لتنظر لمن يخاطبها.. لتتفاجأ بالسيدة ذات البطن المنفوخ التي تبدو في شهورها الأخيرة من الحمل..

+



                              
وبجوارها خادمة تحمل طفلا لا يتجاوز عمره العامين..

+



                              
عفراء ابتسمت وهي تقف للسلام عليها وتهمس في داخلها (خلاص.. كملت!!) ومع ذلك هتفت بترحيب حقيقي:

+



                              
هلا والله بشيخة.. ياحيا الله أم محمد..

+



                              
شيخة همست بمودة بعد أن جلست بتثاقل بطنها الممتد بجوار عفراء: الله يحيش ويبيقيش

+



                              
ها عفرا بشريني من بنتش؟؟.. سمعت إنها تعالج برا..

+



                              
عفراء بمودة مشابهة: بنتي طيبة والحمدلله..

+



                              
شيخة بذات المودة: كنت بأنسى.. ومبروك زواجش.. عين العقل.. أنتي عادش صغيرة وحرام تدفنين عمرش..

+



                              
عفراء بلباقة: الله يبارك فيش.. ويهون عليش..

+



                              
شيخة تبتسم: آمين.. تعبانة واجد في حملي هذا.. ما كأني جبت أربعة قدامه..

+



                              
معي سكر ذا الحمل ولاعب في حسبتي..

+



                              
ثم أردفت شيخة بتلقائية: وأشلون منصور معش؟؟.. عساه حاطش في عيونه بس..؟؟

+



                              
عفراء شعرت فورا بضيق طبيعي قاهر تصاعد في روحها..

+



                              
أن تسأل زوجته السابقة عنه بهذه التلقائية وهي تهمس اسمه مجردا هكذا!!

+



                              
عفراء همست بابتسامة مصطنعة: أبو زايد مايقصر.. باقي يحطني فوق رأسه..

+



                              
شيخة ابتسمت بدماثة أخلاق طبيعية: زين عسى زايد في السكة بس؟؟..

+



                              
عفراء بهدوء: الحمدلله قربت أخلص الشهر الثاني ..

+



                              
شيخة بعفوية: إن شاء الله ذا البزر يخلي أبو زايد يقر ويرتاح..

+



                              
تصاعد ضيق أعمق في روح عفرا.. وغيرتها رغما عنها تزداد..

+



                              
(وش دخلها يرتاح أو عنه ما أرتاح!!!)

+




                
غيرتها وصلت لذروتها لأنها تعلم أن شيخة هي أكثر من بقيت مع منصور..

+



بل إن منصورا حين قام بالفحص كان من أجلها هي..

+



فشيخة كانت بكل موضوعية أفضل زوجاته الثلاث وأكثرهن رحابة صدر..

+



تعلم أن هذا أمر مضى منذ سنوات عديدة لكنها لا تستطيع منع نفسها من القهر والاحتراق..

+



وهي تشعر بالاختناق من أفكارها.. ومن تفكيرها كيف كان تعامل منصور مع شيخة..كنموذج لتعامله مع زوجاته السابقات..

+



بل ربما نموذج التعامل الأفضل!!

+



هل كان يتعامل معها كما يتعامل معها هي الآن؟؟

+



لا تريد أن تسألها عن حياتها مع منصور لأنها ستموت إن عرفت إنه كان يعاملها مثلها..

+



وكان سبب الطلاق هو مجرد تسلطه الذي هو قد يكون مبررا منطقيا للطلاق عند البعض!!

+



كما أنها ستموت بل ستجن من الغيرة إن لم ترح نفسها وتسأل.. فهي تشعر أنها تترمد من احتراقها بالغيرة!!

+



لذا لم تستطع إلا أن تندفع وهي تسأل شيخة بحذر:

+



شيخة احنا خوت واللي راح راح.. وأنتي الحين ماشاء الله عند رجال وعندش عيال وبنات..

+



أبي أدري ليه تطلقتي من منصور لو مايضايقش تجاوبيني؟؟

+



شيخة ابتسمت بعفوية: وليه ذا المقدمات.. إسأليني وأجاوبش عادي

+



منصور.. الله يديم المودة بينكم.. كان حار بزيادة وتعامله حاد ومتسلط.. وعلى طول مشغول بمجلسه..

+



صدقيني أنا كان عادي عندي ذا كله..لو أن منصور على الأقل كان يسمعني كلمة زينة..

+



لكن أنا قعدت عنده عشر شهور..حتى كلمة حلوة وحدة منه ماسمعته..

+



أنا أشهد إنه كان كريم يد ومايقصر علي بشيء.. لكن في المشاعر ماشفت أبخل منه..

+



طول فترة زواجنا وأنا حاسة أصلا إنه مهوب متقبلني وإنه فيه حاجز بيننا..

+



كنت حاسة كني كرسي أو طوفة في البيت..

+



سبحان الله لكل واحد نصيب يتناه..

+



عشان كذا شوفي ولا وحدة من نسوانه حملت.. وأنتي ماشاء الله حملتي على طول لأنه نصيبه كان عندش..

+



عفراء شعرت بفتور في عظامها وكأنه سُكب على رأسها ماء مثلج وهي على وشك الارتعاش من برودته التي اجتاحت عظامها..

+



        
          

                
شعرت بالفعل أنها عاجزة عن الوقوف.. وقدماها لن تحملاها..

+



قلبها يكاد يتمزق من شدة تدفق الدم إليه وارتفاع دقات قلبها بعنف..

+



"لم يُسمعها طيلة عشرة أشهر كلمة واحدة حلوة..

+



بينما هو يغرقني بفيض حلاوة كلماته منذ يومي الأول معه!!

+



كان بخيلا معها في مشاعره..

+



لم تكن مشاعره إلا لي.. لي أنا فقط!!

+



أ يعقل هذا؟؟

+



أنا بالذات؟؟ "

+



**********************************

+



كانت تنظر إلى شلال جيسبخ البديع وهي تضم جاكيتها الأسود الذي ترتديه على عباءتها ..

+



تهمس لكساب الجالس جوارها بابتسامة: الديرة ذي ماتعرف الصيف مثل باقي مخاليق ربي

+



اشتقت لحر الدوحة والله العظيم..

+



يرد عليها بشبح ابتسامة: عجبتش انترلاكن؟؟

+



تضم الجاكيت عليها أكثر وتهمس بسكون: جنة من صنع ربي سبحانه.. بس زحمة سياح ..

+



كساب ينظر أمامه ويهتف برجولة تلقائية: حن في الصيف وش تتوقعين..

+



بس أوعدش الرحلة الجاية أوديش في غير إجازة المدارس

+



وفي رحلة من تخطيطي أنا من أولها لأخرها..

+



ابتسمت بعذوبة: ياخوفي من تخطيطك..

+



احتضن كفها الباردة بين كفيه الدافئتين.. ارتعشت أناملها بخفة.. ماعاد يسألها عن سبب ارتعاشها

+



بل ربما قد يستغرب إن لم ترتعش.. همس لها بحزم:

+



وليش تخطيطي يخوفش؟؟

+



همست بتلقائية دافئة: أحبك إذا كنت عفوي..على سجيتك.. مافي رأسك تخطيطات..

2



هتف لها بنبرة مقصودة وهو يشدد احتضانه لكفها: تحبيني إذا كنت ويش؟؟

+



ابتسمت باحتراف: لا تدقق على المصطلح.. المقصود أني ارتاح لعفويتك..

+



حينها سألها بذات النبرة المقصودة: وأنتي متى بتكونين عفوية؟؟..

+



ردت عليه بذات نبرته المقصودة: وأنا عفوية..

+



ابتسم بتلاعب: هذي عاد كثري منها.. ماشفت حد راسم نفسه مثلش..

+



ابتسمت بتلاعب شبيه: يحق لي أرسم حالي!!

+



        
          

                
وقف ليشدها لتقف وهو يهتف بخبث: يحق لش.. أنتي أصلا اللي يحق لش وبس!!

+



************************************

+



" جوزا أنتي مبسوطة؟؟"

+



جوزاء تلتفت لعالية وتبتسم باصطناع: وليش ما أكون مبسوطة؟؟

+



عالية هزت كتفيها: ما أدري.. ما أبي أتدخل في خصوصياتش

+



بس عبدالله ماشاء الله باين عليه مبسوط.. وأنتي في عيونش حزن..

+



جوزاء همست بسكون: لا تحاتيني أنا مبسوطة

+



بس يمكن من كثر ماحزنت أبي لي وقت لين أتأقلم مع السعادة..

+



عالية بتساؤل عميق: أكيد جوزا؟؟

+



جوزاء باصطناع بارع: أكيد أنتي عارفتني.. لو ماأستأنست سودت عيشة اللي حولي..

+



بينما كانت الاثنتان مستغرقتان في الحديث دخلت عليهما نجلاء وهي تلقي حقيبتها وتجلس متهالكة:

+



يمه.. يمه باموت من الحر.. يعني مالقينا ننزل بيتنا إلا في حر ذا الصيف..

+



عالية تضحك: أنتي أصلا المفروض نازلة بيتش من قبل سنة.. بس الله يكفينا دلع النسوان

+



يعني إلا تطفرين صويلح وإلا ماتستانسين..

+



نجلاء تهف على نفسها: عقبال ما أشوفش مطفرة عبدالرحمن ومادة لسانش بعد..

+



ثم تردف بحرج وهي تنظر لجوزاء: جوزا لا تزعلين عشان أخيش والله ما أقصد شيء

+



بس وش أسوي بأم لسان ذي..

+



جوزاء بمودة: أنا ما أحاتي عبدالرحمن.. عبدالرحمن أصلا ماحد يقدر يطفره

+



باله وسيع فديت قلبه...

+



إلا أنتي ماتبين مساعدة في البيت؟؟.. تراني والله حاضرة..

+



نجلاء ابتسمت: مانعيف المساعدة.. بس الحين قاعدين نفرش.. لا بديت أرتب أكيد بأحتاج مساعدتكم كلكم..

+



وذا الحين رخصوا لي أبي أقوم أتسبح ..

+



غادرت نجلاء بينما عالية التفتت لجوزاء متسائلة: وين حسون؟؟

+



جوزاء بهدوء: مع عيال عمه في غرفتهم يلعب معهم..

+



عالية تبتسم: زين فكيتي عن الولد شوي.. مايصير ماسكته على طول..

+



جوزاء تتنهد: أخاف عليه عالية من كل شيء.. أخاف يطيح.. يزلق.. يفتح الدريشة..

+



        
          

                
أصلا الحين مخلية الخدامة قاعدة عندهم..

+



عالية بذات الابتسامة: ماعليه المهم تفكين عنه شوي..

+



وهما مستغرقتان في الحديث سمعتا طرقا على الباب.. جوزاء غطت وجهها بطرف جلالها السميك والواسع.. وأضفته على يديها..

+



بينما هتفت عالية: من؟؟

+



صوت عبدالله يأتيها من وراء الباب: أنا .. من اللي عندكم؟؟

+



عالية تبتسم: تعال.. مابه إلا حلالك..

+



عبدالله دخل.. بينما كانت جوزاء ترفع الغطاء عن وجهها وهي تتمنى لو تغادر المكان كاملا..

+



لا تحب أن تكون معه في وجود أحد آخر.. لأنها حينها ستضطر أن تمثل المودة له

+



وهذا هو الأمر الأكثر كراهية وبغضا لها في كل العالم..

+



كما لو أنها تبتلع مسامير ملتهبة تمزق حنجرتها ومعدتها ومع ذلك لابد أن تبتسم وهي تبتلعها!!

+



بينما هو حينما دخل أشرق وجهه حين رآها.. حالة لذيذة من الشجن تنتابه كلما رآها

+



كأنه يراها للمرة الأولى !!..

+



عالية (بعيارة) : صك حلقك.. سعابيلك سالت علينا..

2



عبدالله يبتسم وهو يتجه ليجلس جوار جوزاء: يا أختي وش أسوي؟؟

+



كل ماشفت أم حسن كن في قلبي ألف فرس يتسابقون..

+



عالية تضع يدها على قلبها: آه ياقلبي.. الله يعطيني يارب..

+



جوزا عسى عبدالرحمن يعرف يقول كلام حلو مثل عبود..

+



عبدالله يمد يده ليضرب مؤخرة رأسها بخفة: عيب يا بنت.. أخيش الكبير قاعد

+



عالية بمرح: وأنا وش أسوي بأخي الكبير اللي هيض مواجعي..

+



عبدالله جلس جوار جوزاء ثم اقترب من أذنها ليهمس بدفء: أشلونش حبيبتي؟؟..

+



رغما عنها ارتعشت وهي تشعر بدفء أنفاسه على أذنها.. ولكنها كانت ارتعاشة قرف لا تأثر !!..

1



همست بسكون: الحمدلله زينة..

+



عالية وقفت وهي تهمس بذات المرح: لا أنا شكلي غلط هنا... أترخص..

+



عبدالله وقف وهو يهتف بحزم: اقعدي يا بنت أنا أصلا جاي أبي لي شغلة

+



وبأرجع للمجلس..

+



        
          

                
عبدالله صعد.. وجوزاء وجدت أنه من اللباقة أمام عالية أن تصعد خلفه..

+



صعدت ولكنها لم تتجه لغرفتها بل اتجهت لغرفة أولاد صالح لترى ابنها حتى يغادر عبدالله..

+



لتتفاجأ أن ابنها ليس معهم.. وأخبرتها الخادمة أنه سمع صوت والده يناديه فركض له..

+



حينها وجدت نفسها مضطرة أن تتجه لغرفتها..

+



حين دخلت وجدت عبدالله يجلس على الأريكة وحسن على قدميه وهو يلاعبه..

+



هتف حين رآها: بأخذ حسن معي للمجلس يتغدى معي..

+



ردت عليه ببرود وهي تلقي بجلالها على المقعد: منت بعارف تأكله أصلا.. خله عندي..

+



حسن برفض: لا بألوح مع بابا مدلس..

2



جوزا صمتت.. حينما يقف حسن مع والده تشعر بالضيم يتصاعد في روحها.. لا تريده مطلقا أن يفضل والده ولا بأي صورة

+



ولكن الذنب في الختام ذنبها هي.. فهي من علقت حسن بوالده وصوره وحكاياته وبصورة مبالغ فيها..

+



تعيش حياتها من أجل هذا الولد.. فكيف يفضل أحدا آخر عليها.. وخصوصا هذا الأب الذي ألقى به ونساه طوال السنوات الماضية..

1



ثم عاد ليطالب بحقه فيه..

+



كانت مازالت واقفة وغارقة في أفكارها حين شعرت باللمسة الحانية على خدها:

+



حبيبتي هذا كله سرحان؟!!

+



انتفضت بخفة وهي ترى عبدالله واقفا أمامها بينما حسن غير موجود: وين حسن؟؟

+



عبدالله بهدوء: راح يجيب نعاله من غرفة عيال عمه..

+



كانت تريد أن تلحق به وهي تهمس بجزع عفوي: مايعرف يلبس نعاله بروحه

+



بأروح ألبسه..

+



عبدالله شدها من يدها: خليه بيعرف يلبس.. كل السالفة نعال مهيب جوتي حتى..

+



شدت يدها بعنف من يده وهي تهمس بكراهية: تقدر تقول لي وقفي بدون ما تمسك يدي..

+



حينها أمسك وجهها من الأسفل بقوة بيده وهتف بحزم: أنا أمسك يدش ..أمسك وجهش.. حلالي..

+



ثم ختم عبارته بأن قرب وجهها منه ليقبلها بدفء حنون..

+



صدمها تصرفه.. لم تسمح له بالمزيد وهي تدفعه عنها وهي تهمس ببغض شديد:

+



أنت ماتفهم.. أقول لك لا تقرب مني.. تسوي كذا..

+



ابتسم عبدالله وهو يعدل غترته: من اللي يقدر يشوف وجهش الحلو قدامه كذا وبين يديه ويقدر يقاوم..

+



        
          

                
ثم أردف وهو يغادر: تدرين.. اللون الأزرق بينطق من حلاوته عليش..

1



انسطلت أنا.. لا تلوميني!!

+



جلست وهي تهمس بغيظ وقهر ..وتضرب المقعد بقبضتها:

+



ويتمسخر علي بعد.. وجهش الحلو.. وما أقدر أقاوم.. واللون الأزرق..

+



الحقير يتمسخر علي.. يتمسخر علي..!!

+



زين ياعبدالله دواك عندي.. دواك عندي..

+



****************************************

+



تشعر بتوتر عميق منذ عادت للبيت...

+



لم تجد منصورا في البيت.. والأغرب أنه لم يتصل بها إطلاقا ولم يسألها عن موعدها..

+



تعلم أنه اتصل بالسائقة.. فهي أخبرتها أنه اتصل وسألها عن مكانهما..

+



ومعنى ذلك أنه غاضب وغاضب بشدة لأنها خرجت دون اخباره..

+



يا الله.. متعبة من التفكير ومشتتة..

+



لا تنكر أن مقابلتها لشيخة ألمتها وأسعدتها وأشجتها بل وقلبت كيانها..

+



ولكن كون تعامل منصور معها مختلف.. وأنه وهبها المشاعر التي لم يهبها لأحد

+



لا يعني أنها يجب أن تتنازل عن كل شيء من أجله..

+



لا تنكر أن قلبها يؤلمها وأن بودها أن تحتضنه وتقبل جبينه وتهمس في أذنه ألف مرة أنها تحبه!!

+



فهي لم يسبق أبدا أن صرحت له بكلمة (أحبك) بشكل مباشر..

+



تشعر فعلا بالتشتت ..مقابلتها لشيخة قد تكون جاءت في وقت غير مناسب.. وفي ذات الوقت جاءت في الوقت المناسب!!

+



هي في الوقت المناسب لأنها أراحتها من نار الغيرة التي لم تحتملها حتى ليوم واحد فقط..

+



وفي وقت غير مناسب.. لأنها قوّت جانب منصور بينما هي تحتاج أن تقوي عزمها حتى تستطيع مواجهته والاصرار على عملها..

+



تشعر أنها لو رأته الآن فأنها ستنهار وقد تتنازل عن كل شيء من أجله..

+



تدعو الله في داخلها أن يقوي عزيمتها فالعمل حاجة إنسانية ضرورية لحياتها

+



ولو طاوعت منصور وتركته الآن فهي تعلم يقينا أنها ستندم مستقبلا..

+



تتمدد على سريرها لتريح جسدها المنهك

+



" يا الله كل ماقلت هانت جد علم(ن) جديد"

+



************************************

+



        
          

                
" يا الله سميرة اليوم يخلص فستانش.. "

+



سميرة تلتفت لوالدتها: يمه أنتي اللي بتوديني؟؟

+



أم غانم باستعجال: خلصيني بابت.. نجلا اليوم ماتقدرش.. عندها شغل في بيتها..

+



سميرة بتساؤل: ومها وصلوح وش بنسوي فيهم؟؟

+



أم غانم بنبرة قاطعة: هناخذهم معانا طبعا..

+



سميرة تضحك: من جدش يمه.. خلاص يمه.. خليها بكرة لين تتفرغ نجلا وتوديني..

+



غانم قاطع الحديث الدائر: وأنا ما أنفع أوديش؟؟

+



سميرة بخجل وهي تلتفت لغانم الذي دخل مع الباب بلباس الطيارين:

+



ينفع ونص.. بس أنت توك راجع من رحلة.. أخذك مشوار بعد

+



غانم يبتسم: يا بنت الحلال كلها أسبوعين ونخلص منش أساسا.. خلنا نتجمل فيش أنتي ووجهش..

+



حينها تجمعت العبرات في حلق سميرة..وسالت دموعها رغما عنها.. غانم اقترب ليحتضنها بحنو:

+



أفا حضر عرق خالها هريدي العاطفي.. هلت الدموع..

+



سميرة تمسح دموعها وتهمس بابتسامة طفولية باكية: صدق بتستانسون لا رحت وخليتكم؟؟

+



غانم (بعيارة) : وبنكسر الئلة كمان على قولت خالش هريدي

+



ونقول الله يعين تميم على مابلاه...

+



حينها فعلا انفجرت في بكاء طفولي وهي تدفن وجهها بين كفيها..

+



فمشاعرها كما لو كانت على طرف السكين مسنون.. غاية في الرهافة والحساسية..

+



فهي قلقة من حياتها مع تميم بعد أن كانت السبب في كسر يديه وسماعها أطراف حديث عن أنه بات أكثر انطواء وحساسية..

+



وما أقلقها أكثر أن وضحى حن رأت قلقها أصبحت تقول لها أنه بخير

+



بينما سمعت مزنة تخبر والدتها أنه ماعاد يخرج من غرفته إلا في أضيق الحدود حتى بعد نزع جبس يده اليسار..

+



فإخفاء وضحى لوضعه عنها يعني أن الأمر مرتبط بها هي..

+



وبشكل عام الفتاة قبل زوجها تصبح شديدة الحساسية فكيف بمن هي في حالها..

+



غانم شدها وأجلسها وجلس جوارها وهو يحتضن كتفيها ويهتف بحنان:

+



أفا سمور.. ليش ذا البكاء كله؟؟

+



        
          

                
أم غانم كانت من ردت بتأثر: يأمك البنات يصيرون حساسات شوية قبل العرس..

+



غانم يمسح شعرها متسائلا بقلق: صحيح سميرة؟؟

+



سميرة هزت رأسها وهي تمسح وجهها.. حينها وقف غانم وشدها وهو يهتف بحزم:

+



يالله ياحلوة.. قومي البسي.. وأنا خمس دقايق بس أخذ شاور سريع وأبدل ملابسي وأنزل..

+



*********************************************

+



"تميم ياقلبي منت بطالع اليوم مكان؟؟"

+



تميم هز رأسه وهو يشير بيد واحدة : بأروح للشغل بعد شوي..

+



ابتسمت وضحى: زين.. صار لك يومين مارحت لشغلك

+



رغم صعوبة الإشارة بيد واحدة وهو يشير اشارات مبتورة وغريبة ولكن وضحى كانت تفهمه..

+



أشار لها بسكون: الشباب في الشغل مرسلين لي مسج يقولون محتاجيني ضروري

+



بأروح أشوف السالفة..

+



ثم أردف بألم: مع أني بدون يدي اليمين مالي فايدة..

+



وضحى ابتسمت بحنان: أنت وأنت بيد وحدة أحسن من كل مهندسين الكمبيوتر اللي في الدوحة..

+



ثم أردفت وهي تبتسم له ابتسامتها الدافئة الحانية:

+



وبعدين هانت الدكتور يقول ماشاء الله عظمك قوي وجبر بسرعة..

+



وقبل عرسك إن شاء الله بيفك الجبس وبيحط بس رباط خفيف..

+



تميم وهو يستعد للخروج يشير لها بغموض: آخر شي يهمني هو سالفة عرسي ذي!!

+



************************************

+



أصبحت الساعة الثامنة مساء.. ومنصور لم يظهر ولم يتصل حتى..

+



رغم أنه لا عمل لديه اليوم..

+



تشعر بقلق عميق وتفكيرها يزداد تشتتا..

+



لا تعلم كيف يشعرها منصور بهذه الأحاسيس المتضادة!!

+



رغم أنه المخطئ إلا أنها تشعر بالذنب...

+



نجح في إشعارها بذنب لم تقم هي به!!

+



فهو من يريدها أن تترك عملها وهو يفرض رأيه بكل تسلط..

+



وبدلا من أن يجلس حتى يتفاهما.. هاهو يختفي ليتركها نهبة للقلق والتوتر..

+



لتشعر كما لو أنها من أذنبت في حقه!!

+



تشعر أن أكثر شيء تريده في العالم أن تراه الآن لترتمي في حضنه كما لم تفعل سابقا!!

+



        
          

                
وفي ذات الوقت أكثر شيء تريده في العالم ألا يظهر الآن لكي لا تنهار دفاعاتها الضعيفة أمامه..

+



.

+



.

+



.

+



ذات الوقت

+



" أبو زايد.. عسى ماشر؟؟

+



وش فيك سارح؟؟"

+



منصور يبتسم وهو يلتفت لشقيقه: مافيني شيء جعلني الأول.. مشاغل بس!!

+



زايد بفخامة رجولية: ترانا نعين ونعاون يأخيك!!

+



منصور بعبق الرجولة الفخمة ذاته: جعلك سالم.. وما أخلى من عونك

+



لو أني أبي شيء أنت أول من بأطلب منه..

+



زايد بهدوء: زين وش رأيك بشور؟؟

+



منصور بأريحية: حاضرين للشور وراعيه!!

+



زايد بحزم: نروح أنا وإياك عمرة.. مشتهي أروح يومين قبل يرجع كسّاب..

+



منصور بحزم أشد: قم نروح ذا الحين..

1



زايد بصدمة: ذا الحين؟؟

+



منصور بذات الحزم البالغ: إيه ذا الحين.. قم.. جوازي في سيارتي..

+



وعندي غيارات في السيارة جاهزة دايم لو بغيت أغير وأنا في الدوام..

+



زايد بتساؤل: نروح على سيارة؟؟

+



منصور بتصميم: إيه على السيارة.. أنا أحب السواقة على الطريق الطويل..

+



وبعدين نمر الحسا وحن راجعين نشتري تمر وقهوة وقناد..

+



زايد صرَّ عينيه بحزم: ماتبي تمر عفرا قبل؟؟..

+



منصور بنبرة مقصودة: بأتصل لها وأعلمها.. وأقول لعلي يروح يجيبها عندكم في البيت..

+



تقعد مع مزون لين نرجع..

+



زايد وقف وهو يبتسم: يا سبحان الله ماهقيت ربي يسهلها بذا العجلة..

+



خلاص أنا داخل أعلم مزون وأكلم علي.. واجيب لي ثياب وأجيك..

+



زايد دخل للداخل..

+



بينما منصور تناول هاتفه وأرسل رسالة..

1



.

+



.

+



ذات الوقت

+



عفراء تدور في البيت.. تلتهي بالترتيب عن التفكير بمنصور الذي لا يشغلها عنه شيء..

+



        
          

                
رنة رسالة تصل هاتفها.. التقطته بلهفة لتشعر أن طبول مجنونة تمزق قلبها وهي ترى اسم منصور يتصدر الرسالة قبل أن تفتحها..

+



فتحت الرسالة بأنامل ترتعش (أخيرا تذكرني الشيخ منصور!!)

+



" أنا رايح العمرة الحين مع زايد

+



جهزي أغراضش بيجيش علي يوديش عندهم للبيت"

+



(وفقط!! لا شيء آخر!!)

+



ماذا يقصد من هذا التصرف؟؟.. منصور المتبجح دوما أنه لا يترك مشاكله معلقة!!

+



بعثرتها الصدمة وعيناها تتسعان ذهولا وهي تعتصر هاتفها بيدها!!

+



هل هو يخرجها من حياته؟!!

+



أم هذه مجرد مهلة للتفكير؟؟

+



ماهو هدفه من جرحها بهذه الطريقة القاسية؟؟

+



يفرحها أن يذهب لبيت الله.. وذهابه للعمرة مع شقيقه..

+



"ولكن أ لم يجد خمس دقائق ليخبرني بذلك وجها لوجه؟!..

+



لماذا بخل بمنحي فرصة لثوان فقط حتى ترتوي عيناي من رؤيته وأضلاعي من حضنه ورائحته؟؟

+



لماذا كنت بخيلا وقاسيا هكذا؟؟

+



لماذا تصر على إيلامي؟؟!

+



لماذا يامنصور؟؟ لماذا؟؟"

+



***************************************

+



تعبر السيارة طريق المنطقة الصحراوية بعد أن تجاوزا الحدود..

+



يهتف زايد بهدوء: زمان مارحت رحلة طويلة على سيارة..

+



ابتسم منصور: ماحد مربح شركات الطيران غيرك أنت وولدك كساب..

+



ابتسم زايد وهتف بشجن: تدري إني اشتحنت له..

+



منصور بابتسامة: قد سافر في رحلات أطول من ذي.. وش معنى ذا المرة مشتحن له؟؟

+



زايد بعمق: الحين صار رجّال متزوج.. أبي أشوف لو المرة بتغيره..

+



منصور بعمق مشابه وهو يهمس بخفوت: كساب كنه عمه.. مايغيرونهم النسوان حتى لو داخلوا الروح..

+



زايد بتساؤل: وش تقول يامنصور؟؟

+



منصور بنبرة أعلى: أقول وأنت ماتبي تجرب؟؟

+



زايد ضحك ضحكة فخمة قصيرة: من جدك؟؟ عقب ماشاب ودوه الكتّاب..

+



منصور بجدية: أتكلم من جدي يازايد.. تدري يازايد أني ندمت أني قعدت ذا السنين كلها عزابي وعفرا قدامي..

+



        
          

                
وبعدين زايد أنت عادك شباب وبصحتك.. وبكرة علي ومزون كلهم بيتزوجون..وكلن بيلهى في حياته..

+



تزوج من وحدة ترادك الصوت.. أو حتى تجيب لك ولد يملأ أيامك..

+



زايد يبتسم: والله نبرة جديدة يأبو زايد.. جعلني أشوف عليك عشر عيال..

+



بس أنا خلاص.. وش بزارينه وأنا في ذا العمر؟؟

+



الحين أبي أربي أحفادي وأستانس بهم.. وبعدين أنا واحد مشغول على طول..

+



ماعندي أصلا وقت فاضي عشان أحتاج مرة تملاه..

+



وماتزوجت ذا السنين كلها.. أتزوج الحين.. يا الله حسن الخاتمة يأخيك..

+



جعلك تهنى أنت وعفرا وعيالكم..

+



صمت منصور وتفكيره هو أيضا يأخذه لما يحاول الالتهاء عنه.. عفراء

+



" الله يلعنك يا أبليس..

+



وش استفدت من يباس الرأس؟؟

+



من الحين ذابحني الشوق لها..

+



يعني كان مريت على أساس أني أبي لي ثياب وشفتها حتى لو ماكلمتها

+



عشان تتأدب على حركتها اليوم وهي تخليني نايم وتطلع لموعدها بدون ماتقول لي..

+



كان شوفتها بس ردت لي قلبي شوي اللي حاس كنه قعد في الدوحة وماسافر معي!!

+



بس خلها.. تستاهل.. الموقف اللي سوته المفروض مايتكرر

+



خلها تعرف غلطها..

+



مهيب هي اللي دايم تقول أبي لي مساحة أتنفس وأفكر

+



خلها تاخذ كل المساحة اللي هي تبي

+



بس أنا أشلون أتنفس بعيد عنها؟؟ أشلون؟؟ "

+



لم يكن منصور يهدف مطلقا للهروب.. فهذا شيء من المستحيل أن يفكر به..

+



فلو أن زايدا طلب منه العمرة وهو على وفاق مع عفراء..

+



كان سيتصرف ذات التصرف تماما ودون تردد..ويذهب معه من فوره ..

+



ولكن المختلف أنه كان سيمر في بيته أولا..

+



يروي عينيه من رؤيتها.. يطمئن على وضعها..

+



ويذهب بها بنفسه لبيت زايد..

+



ليذهب بعد ذلك وهو مطمئن البال..

+



ولكن سفره هكذا وهو لم يراها منذ البارحة وبينهما خلاف يبدو أنه ليس بسيطا

+



        
          

                
فهذا الأمر عقّد كل شيء بينهما لأبعد حد..

+



في داخله غير مطمئن أبدا.. فلأول مرة تعانده عفراء بهذه الطريقة!!

+



يكره أن يغضبها أو يقهرها أو حتى يتسبب باستيائها..

+



"ولكني هكذا خُلقت.. عنيد ومتسلط.. ولا أتنازل عن أرائي..

2



أ يصعب عليها أن تتقبلني كما أنا؟!!

1



أ يصعب عليها احتوائي؟!!

+



فكل ما أريده في الحياة.. هي.. ولا شيء سواها !! "

1



*****************************

+



" عالية ممكن أسألش سؤال؟؟"

+



عالية بابتسامة: الله على الأدب والذرابة اللي ما أحبها..

+



اسألي بدون مقدمات..

+



حينها سألت جوزاء بشكل صادم ومباشر: عبدالله وش كان يسوى السنين الأربع اللي كان غايب فيها؟؟

+



عالية بذات الابتسامة المرحة: المفروض أنا اللي أسألش..

+



أنتي مرته.. والرجّال يعلم مرته بأشياء حتى هله مايعرفونها..

+



جوزاء باصطناع بارع: ما سألته... استحيت..

+



عالية هزت كتفيها وأجابت بصراحة: والله العظيم ما أدري..

+



وماحد يدري إلا صالح وإبي بس..

+



جوزاء تنهدت في داخلها.. لا يهمها أن تعرف في أي مصيبة كان يختفي..

+



وفي ذات الوقت شيء في داخلها يُلح عليها أن تعرف..

+



فهذا الرجل كان زوجها.. وعاد زوجها.. ولا تعلم حتى متى ستبقى متورطة معه في سجن الزواج هذا...

+



أخرجها من أفكارها يد حسن الصغيرة تشدها: ماما بألوح حمام..

+



جوزاء نهضت مع صغيرها وتركت هاتفها خلفها على الأريكة بجوار عالية..

+



ليرن الهاتف بعد ثوان..تلمح عالية الاسم دون تركيز..

+



اسم من مقطعين أولهما (عبد).. تناولته عالية وهي ترد دون تردد وبنبرتها الصاخبة المرحة:

2



لنا الله ياعبود.. لنا الله.. الحين المكالمات كلها للمدام

1



وأختك نسيتها.. الله يخلي لي الدحمي.. يكلمني عقب.. بدل ماتلفوني ميت..

1



ماحد منكم يفرحني بمكالمة..

+



كادت عالية تُصاب بسكتة قلبية وهي تسمع الصوت الرجولي الدافئ العميق:

+



        
          

                
والله يخليش للدحمي.. مادرى المسكين إنه على بالش كذا!!!

+



عطيه رقمش.. ووعد تلفونش مايسكت أبد!!

2



عالية أغلقت الهاتف في وجهه وهي تلقي بالهاتف جوارها وعيناها تمتلأن بدموع الصدمة التي أبت كرامتها أن تُنزلها..

+



بينما جسدها كله يرتعش كأنما صابها ماس كهربائي هز أوصالها كله..

+



" لا حول ولا قوة إلا بالله..

+



وش فيه كل شيء صار يرجع لي؟..

+



الحين عبدالرحمن أكيد بيقول علي:

+



قليلة أدب وماصدقت تتزوج حتى أخوانها تتكلم معهم عني!!

+



إيه.. يحق له يتجرأ لي كذا ويقلل من احترامي.. دامه شايفني قاطه روحي عليه"

+



عالية تكاد تجن من فرط الحرج والأكثر من إحساسها بجرح كرامتها الثمينة

+



لابد أن ترد وإلا فأنها لن تستطيع أن تنام..

+



تناولت هاتف جوزاء وأرسلت للرقم الوارد الأخير:

+



"تصدق إنك قليل أدب!!

3



أي نموذج مشرف لدكاترة الجامعة أنت؟؟"

+



حينما وصلت الرسالة لعبدالرحمن انفجر ضاحكا..

+



علم أنها محرجة.. وهذه وسيلتها لتبديد حرجها..

+



كان يستطيع أن يرد عليها ردا يتناسب مع سلاطة لسانها.. ولكنه قرر ألا يرد عليها حتى لا يزيدها عليها!!

+



ولكنه ختاما لم يقاوم إحساس التسلية الذي شعر به..

+



تناول هاتفه وأرسل لهاتف جوزاء:

+



" اسألي عني بنات الجامعة ويقولون لش

+



أي نموذج مشرف لدكاترة الجامعة أنا؟؟"

+



عالية حين تلقت الرسالة صرّت عينيها وهي تمسح الرسالتين الصادرة والواردة:

+



صدق إنه قليل أدب..

+



إلا هو وش قصده؟؟

+



زين يا الدحمي.. خلني لين أدبك أنت وبنات الجامعة!!

2



**********************************************

+



" عادش بردانة؟!!"

+



            

+



كاسرة تلتف بشال وتمسح أنفسها المحمر وتهمس بصوت متعب:

+



من عقب قعدتنا اليوم عند الشلال وأنا حاسة إن البرد دخل عظامي..

+



يجلس جوارها ليحتضن كتفيها.. لتخفي في عرض صدره كأنها قطة صغيرة

+



لتبدأ بالارتعاش .. لا يُعلم هل هو من البرد أم من قربه؟!

+



هتف لها بهدوء : زين اشربي الشاهي يدفيش شوي..

+



مدت يدها لتتناول كوبها ولأن يدها كانت ترتعش تناثرت قطرات على قميصه..

+



اعتدلت جالسة وهي تهمس برقة: آسفة.. بأقوم أجيب لك تيشرت غيره..

+



وبالفعل نهضت لتحضر له قميصا.. في الوقت الذي خلع كساب قميصه ووضعه أمامه..

+



حين عادت كانت تنظر دون تركيز لظهره العاري.. ولأنها كانت دائما تشعر بالخجل من النظر.. لم تكن تدقق النظر له المرات الماضية..

+



ولكن هذه المرة لفت نظرها شيئا غريبا في كتفه من الخلف ناحية اليسار..وأقرب لمنتصف الظهر.. في منطقة تختفي تماما تحت ملابسه الداخلية

+



وربما من أجل ألا تظهر كان حينما يستحم في بركة الفندق يرتدي لباس سباحة كامل يغطي الظهر ويصل لمنتصف الفخذ!!..

+



كاسرة اقتربت ولمست مالفت انتباهها.. همست بتساؤل لا يخلو من غضب:

+



كساب وش ذا؟؟

+



حينها قفز واقفا بشكل مفاجئ وهو يشدها بقسوة من ذراعها ويصرخ فيها بنبرة مرعبة:

+



مالش شغل؟؟

+



كاسرة أعادت السؤال بحزم غاضب دون اهتمام بمعصمها الذي يعتصره في كفه

+



فما رأته في ظهره أثار غضبها عارما عاتيا متفجرا:

+



كسّاب أنا أقول لك وش ذا؟؟

3



#أنفاس_قطر#

+



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close