رواية بين الامس واليوم الفصل الحادي والاربعون 41 بقلم انفاس قطر
بين الأمس واليوم/ الجزء الحادي والأربعون
+
جوزاء بذات الغضب: لا تحط لنفسك حقوق مهيب لك.. أنت تفهم وإلا ما تفهم.. حسن هذا ولدي أنا بروحي..
+
عبدالله بنفاذ صبر: حسن ولدي مثل ماهو ولدش.. افهمي ذا الشيء زين.. وتاكدي أني ماراح أتنازل عن حقي في تربيته هو وأخوانه..
+
جوزاء بتساؤل مصدوم: أخوانه؟؟
+
عبدالله بثقة وهو يشدد النبر على كل حرف: إيه أخوانه اللي أنتي بتجيبنهم لي..
+
بعثرت جوزاء كل مشاعره بعنف وهي تجيب بتسرع ودون تفكير: بأفكر..
+
عبدالله بصدمة مشاعره المبعثرة (هل قالت سأفكر؟!) همس بتساؤل عميق:
+
نعم؟؟ وش قلتي؟؟
+
جوزاء همست العبارة كأنها تبصقها.. كأنها مشارط تمزق لسانها: قلت لك بأفكر
+
عبدالله شد نفسا عميقا: صحيح أنا ملزم عليش بس أبو عبدالرحمن رافضني..
+
وكنت أبي وقت لين أرجع أكلمه..
+
جوزاء تشعر بمرارة عميقة من اتمام هذا الحوار..
+
وكأنها تتحاور مع سجانها حول سجنها وترتيبه.. همست باختناق: إبي حلف؟؟
+
عبدالله بنفي: لا .. ما حلف..
+
جوزاء بضيق عميق: خلاص أنا قلت لك بأفكر.. ولو افقت كلّم عبدالرحمن.. عبدالرحمن لو اقتنع .. بيقنع إبي..
+
عبدالله عاجز عن تصديق كل هذه الفرحة.. هتف بلهفة عميقة: ومتى تردين علي؟؟
+
جوزاء بكراهية أعمق: أبي لي وقت.. لأني بكل صراحة أكرهك كره العمى..
+
عبدالله مصدوم من صفعها له بكراهيتها بهذه الطريقة.. هتف بحزم موجوع: زين ليه توافقين علي؟؟
+
جوزاء بصراحة غريبة ممزوجة بالمرارة والكراهية والبغض: أنا لو وافقت عليك بيكون عشان أسود عيشتك بس..
+
عشان أخليك تعيف حياتك مثل ما خليتني اعيف حياتي
+
عبدالله باستغراب: فيه وحدة تقول ذا الكلام لواحد يخطبها!!
+
جوزاء في داخلها.. في عقلها الباطن.. تتمنى أن يتراجع عبدالله عن التفكير بعودتها له..
+
أن يكون هو من يرحمها من مرارة التفكير بالحياة معه.. أن يهرب بجلده منها!!
+
بداخلها رغبتان متصارعتان..
+
رغبة العودة له للانتقام منه..
+
ورغبة الهروب منه لأبعد كوكب..
+
وفي ذات الوقت رغبة العودة له باتت أقوى.. لأنها تغذي شيئا مختلفا في روحها
+
ولكن رغبة البعد عنه هي الأقرب لروحها المنهكة المعذبة..
+
لذا تريد منه هو أن يساعد رغبتها في البعد عنه.. أن ينقذها هو من جنون التفكير بالعودة له..
+
التفكير الذي بات يمزق تفكيرها ويغذيه كراهيتها له..
+
ولكنها تعبت من الكراهية.. تعبت!!.. تريد أن تعيش لابنها فقط..
+
و في ذات الوقت لو عادت له ستتفجر الكراهية أمواجا أمواجا تحت ردائها..
+
تخشى من تحول أشد في شخصيتها.. أن تتحول لمخلوق أكثر بشاعة ومرارة وهي بقربه..
+
همست بكل هذا الجزع والتعقيد والمرارة: عبدالله أنا أبري ذمتي الحين..
+
ترى لو تزوجنا.. ودّع راحة البال.. بأخليك تكره الدنيا
+
أنا قلبي مليان سواد وكراهية وحقد وكل ذا بأطلعه فيك..
+
أنا أحذرك من حياتك معي.. صدقني بتكون تعاسة مابعدها تعاسة..
+
شد عبدالله نفسا عميقا: المهم هلي ما يدرون بشيء من اللي يصير بيننا.. عدا كذا أنا كلي حلالش..
+
تدرين ليه؟؟
+
لاني واثق إن حبي لش أقوى من كراهيتش لي..
+
جوزاء بكراهية عميقة: لا تكون واثق كذا!! أنت ماعادك تعرفني!!
+
عبدالله بثقة عميقة: وأنا واثق في نفسي.. واثق في قلبش اللي ما تعرفينه..
+
المهم تردين علي بسرعة.. خلاص مافيني صبر عقب ماعطيتيني أمل!!
+
*****************************************
+
"انبسطتي بالجولة؟! "
+
كاسرة تلتفت لكسّاب وهي تخلع نقابها وتعلقه وتهمس بهدوء عذب: الحمدلله..
+
كساب جلس وهو يخلع حذائه ويهتف بثقة: تعليق محايد.. أفهم منه أن الجولة ماعجبتش ..
+
كاسرة جلست على مقعد منفرد قريبا منه بعد أن خلعت عباءتها وهمست بثقة:
+
من حيث إنها عجبتني فهي عجبتني بكل صراحة..
+
وخصوصا أنه كان معي دليل خبير وذكي كان يعرف كل شيء.. وعطاني معلومات حول كل شي
+
والمدينة القديمة عجبتني فعلا كأن الواحد رجع للزمن القديم..
+
لكن الدليل كان مستعجل عشان شيء ما أدري وش هو..
+
كساب يفكك أزرار قميصه ويهمس بحزم: قلت لش أنش ذكية من قبل يا بنت
+
فعلا أنا مستعجل عندي موعد للشغل.. باتسبح وأطلع..
+
كاسرة تشعر بصدمة لم تظهر في صوتها الواثق المتحكم: بتطلع وتخليني؟؟
+
كساب بتساؤل لئيم: خايفة؟؟
+
كاسرة بحزم: طبعا لا.. وليه أخاف؟؟ انا في فندق مليان سكيورتي.. وبشكل عام أنا وحدة ما أخاف
+
بس فيه شيء اسمه ذوق.. أعتقد أن هذا شهر عسلنا..
+
والمفروض أنه احنا نقضيه مع بعض.. مهوب يكون عندك شغل فيه..
+
كساب بعدم اهتمام: تعبت وأنا أقول لش ماعندي ذوق..
4
أنا عبيت تلفونش الجديد رصيد.. كلمي هلش وهل الدوحة كلهم
+
لاني ماني براجع قبل الفجر..
2
حينها هتفت كاسرة بصدمة عميقة: تونا الحين متعشين وتعشينا بدري بعد.. وش اجتماع الشغل اللي بيقعد ثمان ساعات؟؟
+
كساب بشبح ابتسامة: ما ادري ليه شام ريحة غيرة وإلا شك؟؟
3
كاسرة تقف لتهمس بحزم: لا غيرة ولا شك.. مرخوص..
+
المهم لا تزعجني لو لقيتني نايمة..
+
***********************************
+
" شأخبارش اليوم؟؟"
+
وضحى تجيب بهدوء ساكن: تحسين البيت صاخ مافيه حياة
+
حتى جدي مايرد علينا إلا بالقطارة..تحسينه ذابحته الشحنة لها ومايبي يبين..
+
نبي لنا كلنا وقت لين نتأقلم..
+
حينها سألت سميرة بحذر: وتميم أشلونه؟؟
+
حينها انحدر صوت وضحى للحزن: تميم الله يعينه.. هو بروحه سالفة.. الحين مايطلع إلا للمسجد ويرجع
+
لا عاد راح شغل ولا حتى يطلع من غرفته إلا في أضيق الحدود..
+
سميرة بتأثر: طيب وش يسوي ذا كله بروحه؟؟
+
وضحى بتأثر شفاف: أنا أحط له على الفيديو برامج دينية وثقافية بلغة الإشارة.. وكل شوي أرجع أغيرها لها..
+
غير أني أصلا لو كان ماعندي شغل قاعدة عنده.. وين بروح يعني؟؟
+
سميرة بحذر شديد: زعلان مني ياوضحى؟؟
+
وضحى تخفي عنها الحقيقة وهي تجيب بطبيعية مصطنعة: لا طبعا.. وليش يزعل منش؟؟..
+
سميرة بقلق: ما أدري ليه قلبي ناغزني إنه ممكن يكون شايل مني في قلبه..
+
يعني أنا كنت السبب في اللي صار له.. وهو بنفسه حساس..
+
ما أدري وضحى.. ما أدري.. قلبي مهوب مرتاح..
+
وضحى بتشجيع: لا تصيرين معقدة.. وريحي قلبش.. وفكري في تجهيزات عرسش وبس..
+
همست سميرة بحياد تختلف عن القلق الرقيق الغامض الذي بدأ يتسرب لقلبها:
+
يصير خير وضوّح.. يصير خير..
+
***********************************
+
" هاه يأبيش تبين شيء من السوق الحرة؟؟"
+
مزون تلتفت لوالدها وهي تعدل وضع حقيبتها على كتفها وتهمس بمودة: إيه فديتك أبي أشتري شوي هدايا لجميلة..
+
الأيام اللي طافت في رأسي ألف شغلة عشان عرس كساب ومالحقت أشتري لها شي..
+
زايد بمودة: خلاص يابيش وتعالي نقي معي بعد هدية لخليفة.. مايصير نجيه يدنا فاضية..
+
مزون بتساؤل: إلا يبه خليفة ذا وش طينته؟؟
+
زايد يبتسم: رجّال أجودي وفيه خير.. الله يعينه على دلع جميلة بس..
+
أنا بنفسي سألت دكتورتها يوم رجعت قبل فترة..
+
قالت لي إنها مجننته بعصبيتها ودلعها..
+
مزون تنتهد: والله العظيم جميلة قلبها أبيض وأطيب منها مافيه..
1
بس المشكلة ما يعرفون يتعاملون معها.. حتى خالتي بنفسها ماكانت تعرف تتعامل معها..
+
***********************************
+
لم تستطع مطلقا أن تنام رغم إرهاقها.. بداخلها تغلي غضبا عليه..
+
تتمنى لو كانت تستطيع أن تعود للدوحة وتتركه هنا ليستمتع هو وحده بشهر العسل هذا الكسّاب المعدوم الذوق!!
+
هل سبق أن حصلت في التاريخ أن عريسا يترك عروسه في الليلة الثانية من زواجهما ويذهب في عمل؟؟..
+
وأي شركة هذه التي تبقي أبوابها مفتوحة حتى صلاة الفجر؟؟
+
بقي هذا الغضب في روحها حتى بعد أن صلت الفجر وهو لم يعد بعد..
+
كانت تنظر في نفسها في المرآة.. وتتذكر أحاديث النساء اللاتي كن دائما يقلن لها ذات المضمون بعبارات مختلفة:
+
" أعانك الله على التصاق زوجك بك.. فهو منذ يراك سيعجز عن مفارقتك أو حتى مجرد إغماض عينيه عن حسنك..
+
زوجك سيلتصق بك التصاق المغناطيس بالحديد.."
+
كانت تنظر لحسنها الخيالي المنعكس على صفحة المرآة..
+
شعرها المنسدل على كتفيها أمواج من ليل أسود.. وهو يتناثر على بيجامتها الزهرية ..
+
وجهها الخالي تماما من المساحيق وفيه من الحسن والجمال ماتعجز عن صنعه كل مساحيق العالم لأنه صنع الله عز وجل.. تباركت قدرته
+
هاهي تقضي ليلتها الثانية وحيدة بدون وجوده..
+
كم تمنت في داخلها أن تراه يركع أمام حسنها.. أن تذله قليلا بهذا الحسن..
+
هذا المتغطرس المغرور الذي لا يعترف بالحدود.. ثم حين يريد يضع كل الحدود..
+
تريده أن يتمنى نظرة رضى منها فلا تمنحها له.. أن تراه محترقا بالشوق لها واللهفة لرضاها..
5
بينما على مستوى آخر.. هي غير متعجلة أبدا على قرب هذا الرجل وكسر الحواجز بينها وبينه..
+
في داخلها خشية طبيعية من هذا القرب.. ومن قرب كسّاب بالذات..
+
ولكنها تريده أن يتمنى هو هذا القرب ويعاني حتى يصل له..تريده أن يرضي غرورها!!
+
فكيف تكون هي بكل هذا الجمال الذي كان يُسكر كل من يراه..
+
بينما زوجها يتجاهلها وفي ليلة زفافها.. بل ويتجاهلها بطريقة غير مفهومة
+
فلا هو من يصرح بتجاهله.. ولا هو من يقترب.. ولا هو من يبتعد..
+
وهي غارقة في تفكيرها هذا سمعت صوت الباب يُفتح..
+
دخل وهو يترنح في مشيته.. انتفضت بعنف وقلبها يقفز خارج ضلوعها!!
+
"مشيته غير طبيعية.. هل هو مخمور؟؟ "
+
( آخرتها أنا أتزوج واحد يجيني عقب صلاة الفجر سكران؟؟
+
هذا شغلك اللي أنت مشغول يا كسّاب؟؟
+
خلني أتاكد بس إنك سكران والله ما أقعد عندك دقيقة!!)
+
كاسرة اقتربت منه بخفة.. همس لها بصوت مرهق: السلام عليكم
+
همست له بحذر وهي تكاد تصفعه: وعليكم السلام..
+
اقتربت منه أكثر وهي تحاول أن تشتم رائحته.. لا تعرف أبدا ماهي رائحة الخمر.. ولكنها سمعت أنها رائحة كريهة..
+
لذا انتفضت بجزع وهو يمسك بها من مؤخرة رأسها ثم يدفن أنفها في عنقه
+
ويهتف لها بنبرة متفجرة بالغضب رغم إرهاقه:
+
تبين تشمين.. تعالي شمي من قريب..
+
كاسرة دفعته بيده وهي تهتف بغضب: فكني يالمجنون!!
+
أفلتها لينهار جالسا على الأريكة وهو يهمس بتهكم مغلف بالإرهاق: وش شميتي؟؟
+
كاسرة كانت تمسح وجهها بقرف وتهمس بذات القرف: شممتني عرقك يالمقرف..
4
كساب بذات التهكم: يعني ماشميتي ريحة خمر ولا عطر نسوان؟؟
+
كاسرة همست بحزم دون أن تنظر ناحيته: ماخطرت ذا الأفكار برأسي..
+
كساب بغضب: إلا طرت على بالش وأنتي قاعدة تشممين كنش قطوة..
+
يا بنت الناس أنا لاني براعي خمر ولاني براعي نسوان ولا عمري عرفت شيء منهم..
2
ثم انحدر صوته بخبث وهو يقف بذات الطريقة المترنحة ليمسح على خدها بنعومة:
+
ولو أني مشتهي أعرف النوع الثاني..
+
كاسرة أزالت يده وهمست بغضب: هذا مهوب أسلوب تكلمني فيه..
+
عاد ليجلس هامسا بحزم مخلوط بالإرهاق: أنا أكلمش مثل ما أبي.. مهوب أنتي اللي تعلميني الأسلوب
1
حينها سألت كاسرة بنبرة قاطعة حازمة: كساب وين كنت؟؟
+
كساب يقف ليتوجه للحمام ويهتف بحزم: مهوب شغلش.. وترا بكرة بعد بأطلع وأتوقع ذا السؤال ما يتكرر..
+
كاسرة حينها هتفت ببرود: دامك كل ليلة تبي تطلع وتخليني.. رجعني للدوحة أحسن..
+
كساب ببرود: اسمعيني يا بنت الحلال.. برنامجنا من الساعة 10 الصبح للساعة 10 المسا.. طول هالوقت أنا بأكون معش..
1
بعد كذا مالش شغل فيني..
+
كاسرة ببرود مشابه: والسالفة بيننا مجرد سالفة برنامج نقضية مع بعض كن حن مسجونين مربوطين ببعض؟؟..
+
حينها اقترب منها كساب وهمس بتلاعب: طيب وش هي السالفة؟؟
+
كاسرة تراجعت للخلف وهي تهمس بحزم: أنت شكلك تبي تروح للحمام وأنا عطلتك..
+
كساب اتجه للحمام وهو مازال يمشي بذات الطريقة المترنحة..
+
كاسرة غيظها عليه يتصاعد.. قررت أن تنهي الصراع اليوم وتتجه لتنام..
+
كساب حينما خرج .. وجدها تمددت..
+
تناول مصحفه ليقرأ ورده الذي لم يستطع قراءته بعد صلاة الفجر..
+
لأنه صلى في مكان لم يكن به مصحف..
+
ثم تمدد جوارها بصعوبة آلمه المنتشر على امتداد كل جسده..
+
كان يشعر أن جسده يشتعل بالألم الفعلي الذي يحاول إلغاءه حتى لا يفكر به..
+
وبالفعل كان على وشك أن ينام حينما صرخت به كاسرة بجزع: كساب قوم..
+
كساب بإرهاق: كاسرة نامي.. تعبان أبي أنام..
+
كاسرة اقتربت منه وهي تهمس بذات الجزع: أقول لك قوم..
+
كساب جلس وهو يهتف بغضب: نعم.. وش تبين؟؟
+
كاسرة بقلق: بيجامتك فيها نقط دم.. من وين؟؟
+
كساب شد الغطاء عليه قليلا وهو يهمس بحزم: كاسرة خلي ذا اليوم يعدي.. ونامي الله يهد عدوش..
+
كاسرة بغضب مكتوم: خلاص كيفك.. ولو تبي تموت وانت نايم.. تريحنا بعد..
+
كساب لم يرد عليها وهو يوليها ظهره ويغرق في النوم فعلا
+
بينما هي كانت تراقب بقع الدم التي بدأت تتسع على ظهر بيجامته ومن أماكن مختلفة..
+
وهي تشعر بحرقة عميقة غير مفهومة.. (ماذا فعل هذا المجنون بنفسه؟؟)
+
لم تستطع أن تنم معه على ذا السرير.. وهي مشغولة بالنظر إلى بقع الدم التي اتسعت أكثر وأكثر!!
+
نهضت ونامت على أريكة في غرفة الجلوس..
+
قضت وقتا طويلا قبل أن تنام..
+
تفكر.. مليئة بالهواجس والكثير من الحرقة..
+
تمنع نفسها أن تنهض لتعود لترى هل غرق في دمائه أو كيف هو حاله..
+
(ماذا فعل بنفسه هذا المجنون؟؟
+
من أين أتت كل هذه الدماء؟؟ من أين؟؟)
+
وأخيرا نامت نوما سيئا مليئا بالأحلام الغريبة!!
+
وكانت مستغرقة في النوم حين نهض كساب قبلها
+
وخرج ليتوجه للطبيب ليضع له لاصقات طبية على عشرات الجروح التي غطت نواحي مختلفة من جسده!!
+
وليعطيه مسكنا ما.. يهدئ الألم قليلا..
+
حينما عاد توجه للأميرة النائمة..
+
رغما عنه وبعيدا انتباهها له قضى عدة دقائق يراقبها بصمت وهي مستغرقة في نوم عميق..
+
كان بوده أن يمد يده ليمسح خدها.. أجفانها الغافية .. شفتيها النديتين..
+
ولكنه منع نفسه وهو يقهر رغبته العارمة في تحسس بشرتها فقط.. لينتزع نفسه من مراقبتها..
+
مـا الـجــديــد؟؟
+
فهو في السنوات الأخيرة كان هذا ديدنه مع نفسه..
+
سلسلة متواصلة من القهر حتى اعتاده!!..
+
تنهد وهو يجلس معها على نفس الكنبة..
+
كاسرة حين شعرت بالثقل الذي التصق بها ..فتحت عينيها بخفة..
+
لتنهض جالسة وهي تشعر بخجل طبيعي وتتراجع للخلف قليلا..
+
هتف لها بهدوء: ممكن أعرف ليش قمتي من جنبي؟؟
+
كاسرة همست بهدوء وهي تعيد شعرها خلف أذنيها: يعني تبيني أقعد لين تغرقني بالدم اللي ما أدري من وين جاي
+
حينها وقف كساب وهو يهتف لها بسكون: أنا طلبت لنا فطور بيجي الحين.. بأبدل ملابسي.. وبنطلع بعد الفطور
+
اليوم بنروح بحيرة جنيف.. بنتغدى هناك ونتعشى بعد.. الجولة حولها طويلة وتستاهل يوم كامل..
+
كاسرة توجهت للحمام.. حين اغتسلت تذكرت أنها نسيت أن تأخذ معها ملابسها..
+
وحين توجهت لغرفة النوم فوجئت بمنظر كساب الذي كان يبدل ملابسه
+
وجسده المغطى باللصقات الصغيرة..
+
لم تعلق مطلقا.. وهي تفتح الخزانة لتتناول من ملابسها التي رتبتها البارحة هناك لتقضي على الملل..
+
كساب كان مستغربا بالفعل أنها لم تعلق.. بل وكأنها لم تبصره.. وهي تمر من جواره..
+
حينها اعترض كساب طريقها وهو يشدها ناحيته..
+
حاولت تحاشي النظر لجسده وهي تنظر لوجهه مباشرة..
+
أمسك بيدها ووضعها على اللاصقات على صدره.. حاولت شد يدها التي كانت ترتعش رغما عنها.. ولكنه لم يسمح لها
+
وهو يهتف بتلاعب: يمكن أحيانا ما أحبش تعلقين أو تسألين..
+
لكن لو ما سألتي بطولة لسانش المعتادة احس فيه شيء مهوب طبيعي..
+
كاسرة بحزم: سألت البارحة وماجاوبتني.. فمافيه داعي أسأل اليوم..
+
حينها صدمها أنه أجابها ببساطة: البارحة كنت أتسلق جبل.. الغبي اللي كان رابطني ماثبت الحبل زين..
+
فلت الحبل شوي.. فصدم جسمي في الجبل من عدة نواحي.. بس الحمدلله ماصار لي إلا شوي ذا الخدوش..
+
كاسرة من صدمتها مما سمعته لم تستطع قول شيء (أيتركها في أول أيام زواجهما ليتسلق الجبال؟؟)
+
تشعر أن غضبها الذي لا يتوقف يتزايد أكثر وأكثر منه..
+
حاولت دفعه عنه ولكنه لم يتركها وهو يمسك بها من عضديها ويهمس بهدوء مقصود:
+
ليه زعلتي؟؟
+
كاسرة ببرود محترف: مافيه شيء يزعل..
+
تتركني أول أيام زواجنا.. وتروح تطامر في روس الجبال.. وفي الليل..
+
وترجع لي مرضرض وجسمك مقطع.. وكان يمكن تموت بعد لولا ستر ربي..
+
وتصدق!! تصدق؟!! مافيه شيء من ذا كله يزعل..
+
حينها نقل كفيه من عضديها لجانبي وجهها وهو يقربها منه أكثر ويهمس بدفء عميق:
+
خاطري أدري هو زعل.. وإلا عتب؟؟ وإلا خوف علي؟؟
1
أمسكت بكفيه لتزيلهما عن وجهها لتهمس بحزم يختلف عن ذوبان داخلها:
+
ولا شيء منها..
+
*************************************
+
" ياقلبي..
+
البارحة كله ما نمتي.. بأروح للدوام وأنتي مابعد نمتي!!"
+
همست عفراء بإرهاق وهي تسكب له فنجان من القهوة: ليه أنا أزعجتك؟؟
+
منصور يضع فنجانه جانبا ويمد يده ليمسح خدها بحنو: كنتي يا الله تتحركين ماتبين تزعجيني.. بس أنا كنت حاس فيش..
+
أنا خلاص ما أقدر أنام إلا على أنفاسش الهادية لا نمتي ورحتي في النوم بين ضلوعي..
+
عفراء بقلق: متوترة منصور.. أنتظر وصول مزون لجميلة.. عشان تطمني عليها
+
من عقب اللي صار وأنا أقلى على فرن..
+
منصور بنبرة عتب: عقب اللي صار.. تقصدين فيه روحتي لجميلة؟؟
+
عفراء تمد يدها لتحضن كفه وتهمس بحزن: منصور تكفى لا تفتح ذا الموضوع الحين.. اللي فيني من التوتر يكفيني..
+
********************************
+
" الحين أنا أبي أدري ليه ذا البكا كله؟؟
+
ما تبينه خلاص وشو له تبكين؟؟
+
من البارحة لين اليوم وأنتي تبكين"
+
جوزاء بين شهقاتها: مجرد التفكير بالرجعة له يذبحني.. أشلون أرجع له؟؟
+
شعاع باستغراب: لا ترجعين له.. حد غاصبش.. وش ذا الهبال؟؟
+
جوزاء همست بغضب بين شهقاتها: شعاع اطلعي برا.. خليني بروحي.. لو اشرح لش من اليوم لين السنة الجاية مارح تفهميني..
+
واللي يعافيش روحي عني بس.. وإذا رجع حسن سبحيه وعشيه..
+
أحس مافيني حيل أسوي شيء الليلة من كثرة التفكير.. انهديت
+
هد حيلي الله يهد حيله عبدالله الزفت..
+
شعاع تنهدت وهي تتناول ملابس لحسن وفوطته من الخزانة ثم تخرج وتغلق الباب وراءها..
+
لتترك جوزاء جالسة على سريرها ووجهها مدفون بين ركبتيها تنثر دموعها بغزارة..
+
تشعر بتمزق عميق.. كلما تعمقت في التفكير كلما وجدت أنها تقترب من استحالة العودة لعبدالله.. فهذا هو ماتريده!!
+
مجرد تفكيرها أنها قد تعود زوجة له يجعل روحها تنزفا حزنا ودموعا لا يتوقفان..
+
رنين هاتفها انتزعها من دموعها ..كان هو المتصل.. ردت عليه وقرار مرعب يتكون في داخلها..
+
حين ردت أجابها باستعجال: أم حسن أنا برا.. خلي وحدة من الخدامات تطلع تأخذ حسن..
+
همست بنبرة ميتة: عبدالله أنا موافقة عليك..
+
عبدالله شعر بسعادة محلقة تتفجر بروحه ولكنه حاول ألا يضغط عليها
+
رغم أنه كره ما سيقوله.. فآخر مايريده هو أن تفكر أكثر:
+
مهوب كنش مستعجلة.. فكري شوي
+
جوزاء بذات النبرة الميتة: عبدالله أنا لو فكرت لين بكرة بس.. مستحيل أتزوجك
+
عبدالله أكثر حرصا منها على ألا تغير رأيها .. و همس بحزم وهو ينهي الاتصال: خلاص أنا بأنزل أكلم عبدالرحمن الحين..
+
جوزاء ألقت هاتفها جوارها وانخرطت في بكاء هستيري مر وهي تصرخ: أكرهك.. أكرهك
1
.
+
.
+
بعد دقيقة
+
عبدالله يدخل للمجلس... ويسعده الحظ أنه لم يكن في المجلس سوى عبدالرحمن الذي كان مستغرقا في مشاهدة الأخبار..
+
حين دخل عليه عبدالله كتم صوت التلفاز وهو يقف مرحبا بعبدالله..
+
حينما جلسا .. وبعد التحية والسلامات.. شد عبدالله نفسا عميقا ثم هتف لعبدالرحمن بحزم:
+
اسمعني يأبو فاضل.. ما يجهلك أني طلبت من عمي أبو عبدالرحمن أرجع أم حسن وهو ردني..
+
والله العظيم يأخيك أني ما أرخصتها.. وان غلاها عندي داخل بين اللحم والعظم..
+
وإني ماحدني على طلاقها إلا أني حنيتها من اللي بيصير عقب
+
مالي ذنب إن خبر الطلاق ما وصلكم وأنها حادت.. هذا شيء ربي كتبه
+
وأنا والله ثم والله يالسنين اللي قعدتها في أمريكا أني شفت فيها الشين كله
+
لكن والله ياخيك ثم والله أني ماسويت شيء لحق الدين والشرف
+
لكن هو شيء ربك كتبه وكان يختبرني فيه.. وأنا أشهد أني تعذبت عذاب ماشافه بشر..
+
مايحق لي عقب ذا السنين أجتمع أنا ومرتي وولدي؟؟..
+
أدري أنكم كلكم شايلين في خطركم علي.. أنا أبي أعوض على جوزا كل شيء هي شافته..
+
عبدالرحمن بنبرة مقصودة يتخللها بعض غضب: يمكنها ماتبي العوض.. واللي أنت سويته فيها ماله عوض..
+
عبدالله بذات النبرة الحازمة: أم حسن الحين ماتبي تعرس عشان ولدها..
+
هل هو حق أن شبابها كله يضيع؟؟..
+
أنا والله ما أقهرها على ولدها ولا أخذه منه..
+
بس أنت رجّال فاهم ومثقف.. وأنا وهي بيننا طفل..
+
بكرة بيكبر ويسأل ليه مهوب مع أمه وأبيه مثل باقي بزارين خلق الله..
+
حينها بدأ قلب عبدالرحمن يؤلمه.. فهو هنا ما يهمه حسن كطفل ليس مسؤولا عن أخطاء والديه ولكنه يستحق الافضل..
+
عبدالرحمن بحزم: زين أنت وش اللي أنت تبيه الحين؟؟
+
عبدالله بنبرة قاطعة: أبي أرجع أم حسن ونربي ولدنا بيننا..
+
+
وأبيك أنت تكون وسيطي عند أبو عبدالرحمن.. لأني مستحيل أكلمه عقب الكلام اللي هو قاله لي
+
واسأل أنت أم حسن وخذ رأيها!!
+
*************************************
+
طوال جولتهما حول بحيرة جنيف.. وكساب يشبك ذراعها في ذراعه
+
بينما هي كانت تتحاشى بفشل ذريع أن يلتصق جنبها بجنبه ولا تعلم السبب
+
هل لأنها تخشى قربه؟؟
+
أم لأنه تخشى إيلامه وهي تعلم أن تحت قميصه عشرات الجروح؟؟
+
كساب وكأن الأمر لا يهمه: أبي أدري أنتي ليه متضايقة أني دخلت ذراعش في ذراعي؟؟
+
كاسرة بهدوء: مهوب متضايقة.. بس خايفة أكون آجعتك وانت فيك إصابات ولا أصابات الحروب..
+
عدا أني بصراحة ماني بمرتاحة لطلعتنا وأنت تعبان أصلا.. وقلت قبل نطلع بلاها اليوم بس أنت لزمت..
+
خلاص خلنا نرجع..
+
كساب بسخرية: أنتي من جدش.. قال إصابات حروب.. بلاش ماشفتي إصابات الحروب أشلون؟؟
+
يا بنت الحلال والله العظيم أني ماني بحاس بشيء.. كنت مستوجع شوي الصبح بس الحين خلاص تمام..
+
تعالي خلينا نقعد نشرب لنا قهوة..
+
بعد أن جلسا..
+
همست كاسرة بهدوء: كساب لو سمحت ممكن أكلم أمي شوي في تلفونك
+
تلفوني فضا شحنه..
+
كساب ناولها هاتفه بعفوية.. لكنها لاحظت أيضا أنه شد على هاتفه الآخر ثم أخفاه في جيب جاكيته الداخلي..
+
همست كاسرة بتحكم به نبرة ساخرة: ترا ماني بخاطفة تلفونك من يدك.. ليه خايف عليه كذا؟؟
+
والغريب إنه اليومين اللذي قضيتهم معك ما أشوفك تكلم إلا في التلفون هذا
+
ومع كذا أنت حريص على التلفون اللي ما تكلم فيه أكثر من التلفون اللي تستخدمه..
+
لدرجة إنك تدخله معك الحمام!!
+
حينها رفع كساب حاجيا وأرخى الآخر وهتف بتهكم واثق:
+
ماشاء الله مراقبة تحركاتي بدقة...
+
كاسرة بثقة: شيء حتى الأعمى يلاحظه.. وأنا ماني بعمياء..
+
كساب بثقة مشابهة: أدري منتي بعمياء بس غيورة..
+
كاسرة باستنكار: نعم؟؟ غيورة؟؟ شكلك تتحلم..
+
كساب استرخى في جلسته وسألها بحزم: قولي لي.. أخوانش امهاب وحتى تميم كم جوال عند كل واحد منهم؟؟
+
كاسرة أجابته بثقة: عند كل واحد منهم تلفونين.. واحد لهله وربعه والثاني لشغله..
+
لكن أنت حتى لو كلمك مدير مكتبك يكلمك على تلفونك هذا (قالتها وهي تشير للهاتف في يدها)
+
والتلفون الثاني ساكت ماتستخدمه.. إلا لو كنت تكلم فيه وأنا ما أشوفك..
+
(همست العبارة الأخيرة بنبرة مقصودة وهي ترص عليها)
+
كساب بدون اهتمام: وش اللي يريحيش غيورة هانم.. أقول أني أغازل فيه عشان ترتاحين؟!!
+
كاسرة بغضب: كسّاب احترمني لو سمحت.. هذا مهوب كلام يقوله رجّال لمرته..
+
كساب حينها مال عبر الطاولة ليهتف لها بحزم بالغ:
+
يا بنت الناس أنا ماني براعي خرابيط ولا عندي وقت لها أساسا..
+
وغير كذا ماعندي.. والشيء اللي مالش خص فيه لا تسألين عنه..
1
وكلمي أمش وخلصينا لأني أبي أكلم خالتي..
+
**************************************
+
" أم حسن أقدر أدخل؟؟"
+
جوزاء تعتدل عن سريرها وهي تمسح وجهها وتهمس بذبول: تعال عبدالرحمن فديتك..
+
عبدالرحمن جلس جوارها بينما كانت هي تتحاشى النظر له حتى لا يلاحظ احمرار وجهها وذبول أجفانها
+
هتف لها عبدالرحمن بهدوء حازم: جوزا عبدالله رجع وخطبش..
+
أنتي تدرين إن إبي رفضه .. بس لو أنتي موافقة عليه.. خلي إبي علي..
+
جوزاء صمتت.. لم تستطع أن تقول شيئا ..
+
هل تقول له أنا موافقة أن تذبحني؟؟ أنا موافقة أن أعود إلى سجاني؟؟
1
أنا موافقة أن أعيش أسيرة لأكثر مخلوق أكرهه في العالم؟؟
+
عبدالرحمن استحثها للرد عليه رغم أنه في داخله يتمزق بين رغبته أن توافق من أجل حسن وأن ترفض من أجل نفسها:
+
هاه يأم حسن؟؟ ماتبينه ترا مافيه شيء يجبرش.. هو لزم أني إسألش.. وحقش إسألش..
+
وتراش طول عمرش المبداة على خلق الله.. وبتقعدين طول عمرش معززة أنتي وولدش في بيتنا..
+
جوزاء همست بمرارة وعبارتها تتقطع كتقطع روحها:
+
موافقة عليه.. مهما كان هذا إب ولدي.. وحسن يستحق يتربى بين أمه وأبيه..
+
عبدالرحمن احتضن كتفيها بخفة وهو يقبل رأسها ويهتف بحزم:
+
يمكن أني في داخلي أبي أكفخ عبدالله لين أقول بس..
+
بس اللي سويتيه عين العقل..حسن ماله ذنب يتقطع بين أم وأب مطلقين..
+
عبدالرحمن غادرها لتنهار باكية على سريرها فور أن أغلق الباب.. بينما توجه هو للمرحلة الثانية.. إلى والده!!
+
توجه لغرفة والده الذي كان عائدا للتو.. طرق الباب ليدخل عليه..
+
بينما كانت والدته في غرفة شعاع تحاول تنويم حسن الذي أتعب شعاع..
+
هتف والده بمودة عميقة: تعال يأبيك؟؟
+
عبدالرحمن دخل ليقبل رأس والده ثم يجلس جواره وهو يهتف بحذر:
+
يبه أبي أكلمك في موضوع.. بس أوعدني ماتعصب لين أخلص كلامي..
+
أبو عبدالرحمن بمودة: أفا عليك يأبيك.. أعصب عليك.. قول اللي تبي!!
+
عبدالرحمن بهدوء: الحين يبه أكيد أنت أكثر شيء يهمك مصلحة جوزا وولدها..
+
أبو عبدالرحمن بتلقائية: أكيد مافيه شك!!
+
عبدالرحمن بحذر: ومصلحة الولد إن إبيه يربيه..
+
حينها وقف أبو عبدالرحمن وهتف بغضب: ليه أنا قصرت في حقها وإلا حق ولدها.. عشان ترجع للكلب اللي أرخصها..
2
عبدالرحمن شد والده برفق وهتف بهدوء عميق: يبه فديتك وش ذا الحكي.. الرجّال ذا اللي أنت تسبه بيصير خال عيالي..
+
أبو عبدالرحمن يفرك يديه ويهتف بغضب مكتوم: أصلا والله لو أني داري بذا كله.. إن الله ما يكتب إنك تأخذ بنتكم..
+
محشوم أبو صالح رجال من خيرة الرجال.. بس عبدالله مهوب كفو يكون خال عيالك..
+
عبدالرحمن يبتسم وهو يمسك كف والده: يبه الله يهداك لا تخلي زعلك يخليك تغلط بالحكي.. آل ليث نسبهم يشرف..
+
وعبدالله ترا ماحده على ذا الا شيء كايد.. وأنت عارفه رجال فيه خير..
+
أبو عبدالرحمن بذات الغضب: إلا كنت مغشوش فيه..
+
عبدالرحمن بهدوء عميق وهو يميل على كتف والده ليقبله: يبه أنت وش يهمك الا مصلحة جوزا وولدها..
+
وجوزا عادها صغيرة.. ولو مارجعت لعبدالله صدقني ماراح تأخذ غيره عشان ولدها..
+
أبو عبدالرحمن بغضبه المكتوم: أحسن.. جعلها ماتأخذ غيره.. أجل يسوي في بنتي كذا وعقبه يرجعها..
+
عبدالرحمن برجاء: يبه جوزا موافقة عليه.. خله يرجع مرته ويضم ولده..
+
أبو عبدالرحمن حينها انفجر بغضب: تخسى وتهبى.. ليه أنا مانا بضام بنتي وولدها..يدورون حد يضمهم..
+
عبدالرحمن وقف وهو يقبل رأس ولده وكتفه ويده ويهتف باحترام ودود:
+
يبه الله يهداك أنت ليه تبي تعسر السالفة وهي بسيطة..
+
حينها هتف أبو عبدالرحمن كأنه يكلم نفسه : أعسر السالفة!!
+
ثم أردف بنبرة قاطعة حازمة: خلاص يبي يرجعها يجيب لي جاهة يخطبونها من مجلسي..
+
عبدالرحمن بارتياح: زين هذي بسيطة..
+
أبو عبدالرحمن بنبرة مقصودة: مابعد قلت لك من الجاهة..
+
أبي رووس القبايل الكبيرة اللي قطر كلهم يجون في الجاهة..
+
عبدالرحمن بصدمة: يبه الله يهداك كذا عسرتها واجد.. بيجيب لك رووس قبيلتنا كفاية..
+
أبو عبدالرحمن بحزم: لا.. كل رووس القبايل الكبيرة..
+
عبدالرحمن برجاء: يبه وين يجمعهم لك.. حن الحين في إجازة الصيف وفيهم اللي مسافر.. وفيهم اللي مشغول..
+
أبو عبدالرحمن بحزم بالغ: مابه عجلة.. يجمعهم على راحته..
+
وعلى قد سواته الشينة في بنتي.. لازم يكبر قدرها.. وتكون جاهتها..
+
وأنا أبد.. وعد علي.. إنه اليوم اللي بيجيبهم.. عشاهم عندي..
+
وذاك الليلة دخلته.. وهم شهود ملكته.. كلها في ليلة وحدة..
4
*************************************
+
" خليفة شكلي حلو؟؟"
+
خليفة ينظر لها ويبتسم: تيننين.. قمر..
1
جميلة همست بتوتر وهي تعيد لف حجابها على رأسها وتحكم تقريبه من وجهها:
+
صار لي شهر ونص ماشفتهم.. أبيهم يشوفون أني تحسنت..
+
خليفة بحنان: وأنتي تحسنتي وايد..
+
جميلة تنظر لعروق يديها البارزتين وتهمس بألم: وين تحسنت؟
+
خليفة يهمس بها بنبرة مساندة: أنتي الحين عارفة أنج على أول الطريج..
+
لأنج قبل كله تقولين أنا دبة.. الحين صرتي عارفة إنج أي شيء إلا دبة..
+
وصرتي عارفة إن النحافة هذي تضرج..
+
وبعدين وين أنتي عن أول.. أول ماكنتي تقدرين تقومين.. الحين صرتي تمشين بروحج..
+
جميلة تنظر لساعتها وتهمس بتوتر: كنهم تأخروا..
+
خليفة يقف لينظر مع النافذة ويهتف بهدوء: توه كلمني عمي زايد.. كاهم على وصول
+
بعد دقائق يرتفع صوت دقات هادئة على الباب..
+
جميلة تشد على يد خليفة بصورة تلقائية آلمت قلب خليفة وهو يربت على كفها
+
ويهتف بحنان: شكلهم وصلوا.. خليني أطلع تاخذين راحتج مع بنت خالتج.. وأنا أسلم على عمي زايد
+
خليفة فتح الباب ليجد زايدا وابنته يقفان جانبا.. خليفة خرج.. بينما مزون دخلت وأغلقت الباب خلفها..
+
ظلت واقفة قريبا من الباب لعدة ثوان وهي تنظر لجميلة بلهفة وسعادة وهي ترى تحسنها الواضح..
+
بينما كانت عينا جميلة قد امتلئتا بالدموع وهي ترى مزون تنتزع نقابها وتقترب منها..
+
كانت تنظر له بتمعن مترع بالشجن والحنين والشوق وكأنها تشتم عبق رائحة والدتها يعطر الأجواء..
+
مزون اقتربت أكثر وهي تقول بصوت حنون مختنق: والله وأحلوينا وتختنا ماشاء الله..
+
جميلة وقفت على قدميها وارتمت في حضن مزون وهي تنتحب بعمق..
+
مزون احتضنتها بحنان وهي تهمس بقلق حنون: جميلة وش فيش؟؟ ليه ذا البكا كله؟؟ متضايقة من شيء؟؟
+
جميلة ترفع رأسها عن كتف مزون وتهمس باختناق: لا والله بس اشتقت لكم..
+
اشتقت لـ..
+
ثم بترت عبارتها بيأس ..بينما كانت مزون تشدها لتجلسان كلاهما على الأريكة
+
وهي تهمس بذات النبرة الحنونة:واحنا اشتقنا لش أكثر..
+
ثم أردفت بابتسامة مرحة حنونة: وكل محلات المكياج في الدوحة مشتاقة لش..
+
يقولون وين زبونتنا اللي كانت ممشية ميزانية المحلات؟!!
+
جميلة همست بحزن: الله يرحم أيام المكياج.. وش المكياج اللي بينحط على وجه مثل وجهي..
+
مزون تمسح خد جميلة بحنو: إذا ذا الوجه الحلو ما يتزين.. ما للزينة عازة..
+
وعلى العموم أنا أصلا ماخليت في السوق الحرة روج ولا غلوس ولا بودرة
+
كلها جبتها لش..
+
جميلة تشد على كف مزون وتهمس بشجن: بشريني منكم أنتم..
+
أشلونكم كلكم.. أشلون هل الدوحة.. أشلون أخوانش؟؟
+
أشلون البنات اللي هناك كلهم؟؟ أشلون؟؟ أشلون؟؟ أشلونكم كلكم؟؟
+
مزون كانت على وشك أن تقول (وليه ما تسألين عن اللي تبي تسألين عنها فعلا بدون لف ودوران) ولكنها ردت عليها برقة:
+
هل الدوحة كلهم طيبين ويسلمون عليش... وصديقاتش يوم دروا أني بجي أرسلوا معي أغراض لش..
+
جميلة بحزن: كثر الله خيرهم.. وش أغراضه.. ما أبي إلا أنهم يتصلون فيني ويسمعوني أصواتهم..
+
ثم أردفت بلهفة: وين عمي زايد؟؟ أبي اشوفه..
+
مزون تهمس بحنان: أكيد مع خليفة وبيجي الحين..
+
.
+
.
+
في صالة الانتظار في الخارج
+
زايد يجلس مع خليفة يسأله عن أخباره: عسى بس منت بضايق يأبيك من القعدة هنا؟؟
+
خليفة باحترام: لا طال عمرك.. ماشي الحال..
+
أبوي وأخواني يكلموني دايم...
+
زايد بمودة: توني شفت أبيك وأخوانك في عرس كسّاب.. طيبين وبخير ويسلمون عليك..
+
واسمعيني يأبيك زين.. أنا أدري إن علاج جميلة مطول.. ترا متى ماحبيت ترجع للدوحة تشوف هلك
+
كلمني بس وأجي أنا وبنتي هنا ونقعد عندها لين ترجع..
+
خليفة برفض: يا علك سالم..
+
أنا باقعد مع جميلة لين أرد أنها وياها الدوحة سوا مثل ماطلعنا منها سوا..
+
ماراح أتركها لو حتى يوم واحد...
+
وأبوي وأخواني هم اللي بيوون يزوروني..
+
زايد بمودة عميقة: جعل جميلة ما تبكيك..
+
أنا بأقوم أسلم عليها ثم بأطلع أنا وإياك للفندق...
+
بنتي هي اللي بتنام عندها الليلة وأنت الليلة خويي...
+
*******************************
+
" عبدالله وش فيك؟؟"
+
عبدالله يلتفت لصالح ويهتف بسكون: رجعت وخطبت أم حسن
+
صالح بابتسامة: خير وبركة..
+
عبدالله بذات النبرة الساكنة: بس ماتدري وش طلب أبو عبدالرحمن
+
يقول يبي جاهة من كل رووس القبايل الكبيرة اللي في قطر..
+
وين أقدر أجيبهم ذولا كلهم..
+
صالح بمودة: لا تشيل هم.. هي صحيح صعبة بس مهيب مستحيلة..
+
بأكلم لك إبي.. إبي يعرف أكثرهم ويعزونه ويحترمونه..
+
يعني إن شاء الله ماراح يقصرون.. واللي يعرفهم بيكلمون اللي مايعرفهم..
+
عبدالله بقلق: لين يتجمعون كلهم.. أخاف تطول السالفة..
+
صالح يغمز بعينه: خلها تطول.. وش أنت مستعجل عليه؟؟
+
عبدالله بغضب: تدري إنك متفرغ يأبو خالد.. وأحر ماعندي أبرد ماعندك..
+
************************************
+
حينما أنهيا جولتهما
+
عادا لجناحهما.. صليا العشاء.. ثم غير كساب ملابسه بسرعة استعدادا للخروج
+
كاسرة همست بهدوء: كساب من جدك تبي تطلع وانت كذا؟..
+
كساب يشد رباط حذائه الرياضي ويهتف بحزم: قلت لش مافيني شيء..
+
كاسرة بحزم مشابه: كساب أنا ما أحاول أني أتدخل في هوايتك الغريبة اللي نطت في رأسك وفي شهر العسل
+
بس أنت اليوم تعبان.. اقعد اليوم وروح بكرة..
+
كساب وقف وهو يهتف بثقة: أصلا الدورة كلها 3 أيام.. وبكرة آخر يوم..واحنا بعد يومين طالعين لوزان..
+
وعقبها خلاص مافيه شيء يشغلني غيرش..
+
كاسرة بثقة: وليه أنا أشغلتك الحين عشان أشغلك عقب؟؟.. عليك بالعافية تسلق الجبال..
+
كساب يستعد للخروج وهو يبتسم ويهمس بتلاعب ساخر:
+
أموت في الثقيل ياناس..
1
************************************
+
" مزون... أمـ ... أمــ... أمي أشلونها؟؟
+
عسى الحمل مهوب متعبها؟؟"
+
مزون تنظر لجميلة التي كانت تنظر لكفيها المتشابكين في حضنها وتهمس بحنان:
+
وأخيرا نطقتي بالدرة اللي من يوم شفتيني وأنتي تحومين حواليها..
+
أمش الحمل متعبها... بس أنتي متعبتها أكثر شيء..
+
تدرين جميلة.. أمي ماتت وعمري خمس سنين.. أذكرها.. وأذكر حنانها.. واذكر أيام مرضها الأخيرة...
+
بس لاجيت أبي أتذكر وجهها ماأشوف وجه غير وجه خالتي عفرا..
+
حينها انفجرت جميلة بالبكاء العميق الخافت والمكتوم وكأنها تنزف شهقاته من عمق روحها.. مزون قفزت لتجلس جوارها ولتحتضنها بكل حنان..
+
جميلة ألقت بنفسها في حضن مزون وهي تشهق: اشتقت لها.. والله العظيم اشتقت لها..
+
مزون تربت على ظهر جميلة وتهمس بحنان: ويوم نشتاق لأحد حتى تلفوناته ماعاد نرد عليها..
+
جميلة تنتحب بوجيعة: مالي وجه أرد عليها عقب اللي قلته لها آخر مكالمة.. مالي وجه.
1
آجعتها واجد بالحكي يامزون.. وخبصت.. ماأدري أشلون قلت لها كذا..
+
بس والله من غلاها عندي اللي ماحد يشاركها فيه.. مابغيت حد يشاركني غلاي..
+
مزون تربت على ظهرها بحنان أكبر: وانتي غلاش مايشاركش فيه حد
+
جميلة مازالت تنتحب وهي تشدد احتضان مزون: اشتقت لها.. باموت أبي أسمع صوتها بس..
+
مزون بحذر رقيق: خلاص خلينا نكلمها الحين...
+
