اخر الروايات

رواية بين الامس واليوم الفصل الحادي والاربعون 41 بقلم انفاس قطر

رواية بين الامس واليوم الفصل الحادي والاربعون 41 بقلم انفاس قطر




                              
بين الأمس واليوم/ الجزء الحادي والأربعون

+



                              
جوزاء بذات الغضب: لا تحط لنفسك حقوق مهيب لك.. أنت تفهم وإلا ما تفهم.. حسن هذا ولدي أنا بروحي..

+



                              
عبدالله بنفاذ صبر: حسن ولدي مثل ماهو ولدش.. افهمي ذا الشيء زين.. وتاكدي أني ماراح أتنازل عن حقي في تربيته هو وأخوانه..

+



                              
جوزاء بتساؤل مصدوم: أخوانه؟؟

+



                              
عبدالله بثقة وهو يشدد النبر على كل حرف: إيه أخوانه اللي أنتي بتجيبنهم لي..

+



                              
بعثرت جوزاء كل مشاعره بعنف وهي تجيب بتسرع ودون تفكير: بأفكر..

+



                              
عبدالله بصدمة مشاعره المبعثرة (هل قالت سأفكر؟!) همس بتساؤل عميق:

+



                              
نعم؟؟ وش قلتي؟؟

+



                              
جوزاء همست العبارة كأنها تبصقها.. كأنها مشارط تمزق لسانها: قلت لك بأفكر

+



                              
عبدالله شد نفسا عميقا: صحيح أنا ملزم عليش بس أبو عبدالرحمن رافضني..

+



                              
وكنت أبي وقت لين أرجع أكلمه..

+



                              
جوزاء تشعر بمرارة عميقة من اتمام هذا الحوار..

+



                              
وكأنها تتحاور مع سجانها حول سجنها وترتيبه.. همست باختناق: إبي حلف؟؟

+



                              
عبدالله بنفي: لا .. ما حلف..

+



                              
جوزاء بضيق عميق: خلاص أنا قلت لك بأفكر.. ولو افقت كلّم عبدالرحمن.. عبدالرحمن لو اقتنع .. بيقنع إبي..

+



                              
عبدالله عاجز عن تصديق كل هذه الفرحة.. هتف بلهفة عميقة: ومتى تردين علي؟؟

+



                              
جوزاء بكراهية أعمق: أبي لي وقت.. لأني بكل صراحة أكرهك كره العمى..

+



                              
عبدالله مصدوم من صفعها له بكراهيتها بهذه الطريقة.. هتف بحزم موجوع: زين ليه توافقين علي؟؟

+



                              
جوزاء بصراحة غريبة ممزوجة بالمرارة والكراهية والبغض: أنا لو وافقت عليك بيكون عشان أسود عيشتك بس..

+



                              
عشان أخليك تعيف حياتك مثل ما خليتني اعيف حياتي

+



                              
عبدالله باستغراب: فيه وحدة تقول ذا الكلام لواحد يخطبها!!

+



                              
جوزاء في داخلها.. في عقلها الباطن.. تتمنى أن يتراجع عبدالله عن التفكير بعودتها له..

+



                              
أن يكون هو من يرحمها من مرارة التفكير بالحياة معه.. أن يهرب بجلده منها!!

+



                
بداخلها رغبتان متصارعتان..

+



رغبة العودة له للانتقام منه..

+



ورغبة الهروب منه لأبعد كوكب..

+



وفي ذات الوقت رغبة العودة له باتت أقوى.. لأنها تغذي شيئا مختلفا في روحها

+



ولكن رغبة البعد عنه هي الأقرب لروحها المنهكة المعذبة..

+



لذا تريد منه هو أن يساعد رغبتها في البعد عنه.. أن ينقذها هو من جنون التفكير بالعودة له..

+



التفكير الذي بات يمزق تفكيرها ويغذيه كراهيتها له..

+



ولكنها تعبت من الكراهية.. تعبت!!.. تريد أن تعيش لابنها فقط..

+



و في ذات الوقت لو عادت له ستتفجر الكراهية أمواجا أمواجا تحت ردائها..

+



تخشى من تحول أشد في شخصيتها.. أن تتحول لمخلوق أكثر بشاعة ومرارة وهي بقربه..

+



همست بكل هذا الجزع والتعقيد والمرارة: عبدالله أنا أبري ذمتي الحين..

+



ترى لو تزوجنا.. ودّع راحة البال.. بأخليك تكره الدنيا

+



أنا قلبي مليان سواد وكراهية وحقد وكل ذا بأطلعه فيك..

+



أنا أحذرك من حياتك معي.. صدقني بتكون تعاسة مابعدها تعاسة..

+



شد عبدالله نفسا عميقا: المهم هلي ما يدرون بشيء من اللي يصير بيننا.. عدا كذا أنا كلي حلالش..

+



تدرين ليه؟؟

+



لاني واثق إن حبي لش أقوى من كراهيتش لي..

+



جوزاء بكراهية عميقة: لا تكون واثق كذا!! أنت ماعادك تعرفني!!

+



عبدالله بثقة عميقة: وأنا واثق في نفسي.. واثق في قلبش اللي ما تعرفينه..

+



المهم تردين علي بسرعة.. خلاص مافيني صبر عقب ماعطيتيني أمل!!

+



*****************************************

+



"انبسطتي بالجولة؟! "

+



كاسرة تلتفت لكسّاب وهي تخلع نقابها وتعلقه وتهمس بهدوء عذب: الحمدلله..

+



كساب جلس وهو يخلع حذائه ويهتف بثقة: تعليق محايد.. أفهم منه أن الجولة ماعجبتش ..

+



كاسرة جلست على مقعد منفرد قريبا منه بعد أن خلعت عباءتها وهمست بثقة:

+



من حيث إنها عجبتني فهي عجبتني بكل صراحة..

+



وخصوصا أنه كان معي دليل خبير وذكي كان يعرف كل شيء.. وعطاني معلومات حول كل شي

+



        

          

                
والمدينة القديمة عجبتني فعلا كأن الواحد رجع للزمن القديم..

+



لكن الدليل كان مستعجل عشان شيء ما أدري وش هو..

+



كساب يفكك أزرار قميصه ويهمس بحزم: قلت لش أنش ذكية من قبل يا بنت

+



فعلا أنا مستعجل عندي موعد للشغل.. باتسبح وأطلع..

+



كاسرة تشعر بصدمة لم تظهر في صوتها الواثق المتحكم: بتطلع وتخليني؟؟

+



كساب بتساؤل لئيم: خايفة؟؟

+



كاسرة بحزم: طبعا لا.. وليه أخاف؟؟ انا في فندق مليان سكيورتي.. وبشكل عام أنا وحدة ما أخاف

+



بس فيه شيء اسمه ذوق.. أعتقد أن هذا شهر عسلنا..

+



والمفروض أنه احنا نقضيه مع بعض.. مهوب يكون عندك شغل فيه..

+



كساب بعدم اهتمام: تعبت وأنا أقول لش ماعندي ذوق..

4



أنا عبيت تلفونش الجديد رصيد.. كلمي هلش وهل الدوحة كلهم

+



لاني ماني براجع قبل الفجر..

2



حينها هتفت كاسرة بصدمة عميقة: تونا الحين متعشين وتعشينا بدري بعد.. وش اجتماع الشغل اللي بيقعد ثمان ساعات؟؟

+



كساب بشبح ابتسامة: ما ادري ليه شام ريحة غيرة وإلا شك؟؟

3



كاسرة تقف لتهمس بحزم: لا غيرة ولا شك.. مرخوص..

+



المهم لا تزعجني لو لقيتني نايمة..

+



***********************************

+



" شأخبارش اليوم؟؟"

+



وضحى تجيب بهدوء ساكن: تحسين البيت صاخ مافيه حياة

+



حتى جدي مايرد علينا إلا بالقطارة..تحسينه ذابحته الشحنة لها ومايبي يبين..

+



نبي لنا كلنا وقت لين نتأقلم..

+



حينها سألت سميرة بحذر: وتميم أشلونه؟؟

+



حينها انحدر صوت وضحى للحزن: تميم الله يعينه.. هو بروحه سالفة.. الحين مايطلع إلا للمسجد ويرجع

+



لا عاد راح شغل ولا حتى يطلع من غرفته إلا في أضيق الحدود..

+



سميرة بتأثر: طيب وش يسوي ذا كله بروحه؟؟

+



وضحى بتأثر شفاف: أنا أحط له على الفيديو برامج دينية وثقافية بلغة الإشارة.. وكل شوي أرجع أغيرها لها..

+



غير أني أصلا لو كان ماعندي شغل قاعدة عنده.. وين بروح يعني؟؟

+



سميرة بحذر شديد: زعلان مني ياوضحى؟؟

+



        
          

                
وضحى تخفي عنها الحقيقة وهي تجيب بطبيعية مصطنعة: لا طبعا.. وليش يزعل منش؟؟..

+



سميرة بقلق: ما أدري ليه قلبي ناغزني إنه ممكن يكون شايل مني في قلبه..

+



يعني أنا كنت السبب في اللي صار له.. وهو بنفسه حساس..

+



ما أدري وضحى.. ما أدري.. قلبي مهوب مرتاح..

+



وضحى بتشجيع: لا تصيرين معقدة.. وريحي قلبش.. وفكري في تجهيزات عرسش وبس..

+



همست سميرة بحياد تختلف عن القلق الرقيق الغامض الذي بدأ يتسرب لقلبها:

+



يصير خير وضوّح.. يصير خير..

+



***********************************

+



" هاه يأبيش تبين شيء من السوق الحرة؟؟"

+



مزون تلتفت لوالدها وهي تعدل وضع حقيبتها على كتفها وتهمس بمودة: إيه فديتك أبي أشتري شوي هدايا لجميلة..

+



الأيام اللي طافت في رأسي ألف شغلة عشان عرس كساب ومالحقت أشتري لها شي..

+



زايد بمودة: خلاص يابيش وتعالي نقي معي بعد هدية لخليفة.. مايصير نجيه يدنا فاضية..

+



مزون بتساؤل: إلا يبه خليفة ذا وش طينته؟؟

+



زايد يبتسم: رجّال أجودي وفيه خير.. الله يعينه على دلع جميلة بس..

+



أنا بنفسي سألت دكتورتها يوم رجعت قبل فترة..

+



قالت لي إنها مجننته بعصبيتها ودلعها..

+



مزون تنتهد: والله العظيم جميلة قلبها أبيض وأطيب منها مافيه..

1



بس المشكلة ما يعرفون يتعاملون معها.. حتى خالتي بنفسها ماكانت تعرف تتعامل معها..

+



***********************************

+



لم تستطع مطلقا أن تنام رغم إرهاقها.. بداخلها تغلي غضبا عليه..

+



تتمنى لو كانت تستطيع أن تعود للدوحة وتتركه هنا ليستمتع هو وحده بشهر العسل هذا الكسّاب المعدوم الذوق!!

+



هل سبق أن حصلت في التاريخ أن عريسا يترك عروسه في الليلة الثانية من زواجهما ويذهب في عمل؟؟..

+



وأي شركة هذه التي تبقي أبوابها مفتوحة حتى صلاة الفجر؟؟

+



بقي هذا الغضب في روحها حتى بعد أن صلت الفجر وهو لم يعد بعد..

+



كانت تنظر في نفسها في المرآة.. وتتذكر أحاديث النساء اللاتي كن دائما يقلن لها ذات المضمون بعبارات مختلفة:

+



        
          

                
" أعانك الله على التصاق زوجك بك.. فهو منذ يراك سيعجز عن مفارقتك أو حتى مجرد إغماض عينيه عن حسنك..

+



زوجك سيلتصق بك التصاق المغناطيس بالحديد.."

+



كانت تنظر لحسنها الخيالي المنعكس على صفحة المرآة..

+



شعرها المنسدل على كتفيها أمواج من ليل أسود.. وهو يتناثر على بيجامتها الزهرية ..

+



وجهها الخالي تماما من المساحيق وفيه من الحسن والجمال ماتعجز عن صنعه كل مساحيق العالم لأنه صنع الله عز وجل.. تباركت قدرته

+



هاهي تقضي ليلتها الثانية وحيدة بدون وجوده..

+



كم تمنت في داخلها أن تراه يركع أمام حسنها.. أن تذله قليلا بهذا الحسن..

+



هذا المتغطرس المغرور الذي لا يعترف بالحدود.. ثم حين يريد يضع كل الحدود..

+



تريده أن يتمنى نظرة رضى منها فلا تمنحها له.. أن تراه محترقا بالشوق لها واللهفة لرضاها..

5



بينما على مستوى آخر.. هي غير متعجلة أبدا على قرب هذا الرجل وكسر الحواجز بينها وبينه..

+



في داخلها خشية طبيعية من هذا القرب.. ومن قرب كسّاب بالذات..

+



ولكنها تريده أن يتمنى هو هذا القرب ويعاني حتى يصل له..تريده أن يرضي غرورها!!

+



فكيف تكون هي بكل هذا الجمال الذي كان يُسكر كل من يراه..

+



بينما زوجها يتجاهلها وفي ليلة زفافها.. بل ويتجاهلها بطريقة غير مفهومة

+



فلا هو من يصرح بتجاهله.. ولا هو من يقترب.. ولا هو من يبتعد..

+



وهي غارقة في تفكيرها هذا سمعت صوت الباب يُفتح..

+



دخل وهو يترنح في مشيته.. انتفضت بعنف وقلبها يقفز خارج ضلوعها!!

+



"مشيته غير طبيعية.. هل هو مخمور؟؟ "

+



( آخرتها أنا أتزوج واحد يجيني عقب صلاة الفجر سكران؟؟

+



هذا شغلك اللي أنت مشغول يا كسّاب؟؟

+



خلني أتاكد بس إنك سكران والله ما أقعد عندك دقيقة!!)

+



كاسرة اقتربت منه بخفة.. همس لها بصوت مرهق: السلام عليكم

+



همست له بحذر وهي تكاد تصفعه: وعليكم السلام..

+



اقتربت منه أكثر وهي تحاول أن تشتم رائحته.. لا تعرف أبدا ماهي رائحة الخمر.. ولكنها سمعت أنها رائحة كريهة..

+



        
          

                
لذا انتفضت بجزع وهو يمسك بها من مؤخرة رأسها ثم يدفن أنفها في عنقه

+



ويهتف لها بنبرة متفجرة بالغضب رغم إرهاقه:

+



تبين تشمين.. تعالي شمي من قريب..

+



كاسرة دفعته بيده وهي تهتف بغضب: فكني يالمجنون!!

+



أفلتها لينهار جالسا على الأريكة وهو يهمس بتهكم مغلف بالإرهاق: وش شميتي؟؟

+



كاسرة كانت تمسح وجهها بقرف وتهمس بذات القرف: شممتني عرقك يالمقرف..

4



كساب بذات التهكم: يعني ماشميتي ريحة خمر ولا عطر نسوان؟؟

+



كاسرة همست بحزم دون أن تنظر ناحيته: ماخطرت ذا الأفكار برأسي..

+



كساب بغضب: إلا طرت على بالش وأنتي قاعدة تشممين كنش قطوة..

+



يا بنت الناس أنا لاني براعي خمر ولاني براعي نسوان ولا عمري عرفت شيء منهم..

2



ثم انحدر صوته بخبث وهو يقف بذات الطريقة المترنحة ليمسح على خدها بنعومة:

+



ولو أني مشتهي أعرف النوع الثاني..

+



كاسرة أزالت يده وهمست بغضب: هذا مهوب أسلوب تكلمني فيه..

+



عاد ليجلس هامسا بحزم مخلوط بالإرهاق: أنا أكلمش مثل ما أبي.. مهوب أنتي اللي تعلميني الأسلوب

1



حينها سألت كاسرة بنبرة قاطعة حازمة: كساب وين كنت؟؟

+



كساب يقف ليتوجه للحمام ويهتف بحزم: مهوب شغلش.. وترا بكرة بعد بأطلع وأتوقع ذا السؤال ما يتكرر..

+



كاسرة حينها هتفت ببرود: دامك كل ليلة تبي تطلع وتخليني.. رجعني للدوحة أحسن..

+



كساب ببرود: اسمعيني يا بنت الحلال.. برنامجنا من الساعة 10 الصبح للساعة 10 المسا.. طول هالوقت أنا بأكون معش..

1



بعد كذا مالش شغل فيني..

+



كاسرة ببرود مشابه: والسالفة بيننا مجرد سالفة برنامج نقضية مع بعض كن حن مسجونين مربوطين ببعض؟؟..

+



حينها اقترب منها كساب وهمس بتلاعب: طيب وش هي السالفة؟؟

+



كاسرة تراجعت للخلف وهي تهمس بحزم: أنت شكلك تبي تروح للحمام وأنا عطلتك..

+



كساب اتجه للحمام وهو مازال يمشي بذات الطريقة المترنحة..

+



كاسرة غيظها عليه يتصاعد.. قررت أن تنهي الصراع اليوم وتتجه لتنام..

+



        
          

                
كساب حينما خرج .. وجدها تمددت..

+



تناول مصحفه ليقرأ ورده الذي لم يستطع قراءته بعد صلاة الفجر..

+



لأنه صلى في مكان لم يكن به مصحف..

+



ثم تمدد جوارها بصعوبة آلمه المنتشر على امتداد كل جسده..

+



كان يشعر أن جسده يشتعل بالألم الفعلي الذي يحاول إلغاءه حتى لا يفكر به..

+



وبالفعل كان على وشك أن ينام حينما صرخت به كاسرة بجزع: كساب قوم..

+



كساب بإرهاق: كاسرة نامي.. تعبان أبي أنام..

+



كاسرة اقتربت منه وهي تهمس بذات الجزع: أقول لك قوم..

+



كساب جلس وهو يهتف بغضب: نعم.. وش تبين؟؟

+



كاسرة بقلق: بيجامتك فيها نقط دم.. من وين؟؟

+



كساب شد الغطاء عليه قليلا وهو يهمس بحزم: كاسرة خلي ذا اليوم يعدي.. ونامي الله يهد عدوش..

+



كاسرة بغضب مكتوم: خلاص كيفك.. ولو تبي تموت وانت نايم.. تريحنا بعد..

+



كساب لم يرد عليها وهو يوليها ظهره ويغرق في النوم فعلا

+



بينما هي كانت تراقب بقع الدم التي بدأت تتسع على ظهر بيجامته ومن أماكن مختلفة..

+



وهي تشعر بحرقة عميقة غير مفهومة.. (ماذا فعل هذا المجنون بنفسه؟؟)

+



لم تستطع أن تنم معه على ذا السرير.. وهي مشغولة بالنظر إلى بقع الدم التي اتسعت أكثر وأكثر!!

+



نهضت ونامت على أريكة في غرفة الجلوس..

+



قضت وقتا طويلا قبل أن تنام..

+



تفكر.. مليئة بالهواجس والكثير من الحرقة..

+



تمنع نفسها أن تنهض لتعود لترى هل غرق في دمائه أو كيف هو حاله..

+



(ماذا فعل بنفسه هذا المجنون؟؟

+



من أين أتت كل هذه الدماء؟؟ من أين؟؟)

+



وأخيرا نامت نوما سيئا مليئا بالأحلام الغريبة!!

+



وكانت مستغرقة في النوم حين نهض كساب قبلها

+



وخرج ليتوجه للطبيب ليضع له لاصقات طبية على عشرات الجروح التي غطت نواحي مختلفة من جسده!!

+



وليعطيه مسكنا ما.. يهدئ الألم قليلا..

+



حينما عاد توجه للأميرة النائمة..

+



        
          

                
رغما عنه وبعيدا انتباهها له قضى عدة دقائق يراقبها بصمت وهي مستغرقة في نوم عميق..

+



كان بوده أن يمد يده ليمسح خدها.. أجفانها الغافية .. شفتيها النديتين..

+



ولكنه منع نفسه وهو يقهر رغبته العارمة في تحسس بشرتها فقط.. لينتزع نفسه من مراقبتها..

+



مـا الـجــديــد؟؟

+



فهو في السنوات الأخيرة كان هذا ديدنه مع نفسه..

+



سلسلة متواصلة من القهر حتى اعتاده!!..

+



تنهد وهو يجلس معها على نفس الكنبة..

+



كاسرة حين شعرت بالثقل الذي التصق بها ..فتحت عينيها بخفة..

+



لتنهض جالسة وهي تشعر بخجل طبيعي وتتراجع للخلف قليلا..

+



هتف لها بهدوء: ممكن أعرف ليش قمتي من جنبي؟؟

+



كاسرة همست بهدوء وهي تعيد شعرها خلف أذنيها: يعني تبيني أقعد لين تغرقني بالدم اللي ما أدري من وين جاي

+



حينها وقف كساب وهو يهتف لها بسكون: أنا طلبت لنا فطور بيجي الحين.. بأبدل ملابسي.. وبنطلع بعد الفطور

+



اليوم بنروح بحيرة جنيف.. بنتغدى هناك ونتعشى بعد.. الجولة حولها طويلة وتستاهل يوم كامل..

+



كاسرة توجهت للحمام.. حين اغتسلت تذكرت أنها نسيت أن تأخذ معها ملابسها..

+



وحين توجهت لغرفة النوم فوجئت بمنظر كساب الذي كان يبدل ملابسه

+



وجسده المغطى باللصقات الصغيرة..

+



لم تعلق مطلقا.. وهي تفتح الخزانة لتتناول من ملابسها التي رتبتها البارحة هناك لتقضي على الملل..

+



كساب كان مستغربا بالفعل أنها لم تعلق.. بل وكأنها لم تبصره.. وهي تمر من جواره..

+



حينها اعترض كساب طريقها وهو يشدها ناحيته..

+



حاولت تحاشي النظر لجسده وهي تنظر لوجهه مباشرة..

+



أمسك بيدها ووضعها على اللاصقات على صدره.. حاولت شد يدها التي كانت ترتعش رغما عنها.. ولكنه لم يسمح لها

+



وهو يهتف بتلاعب: يمكن أحيانا ما أحبش تعلقين أو تسألين..

+



لكن لو ما سألتي بطولة لسانش المعتادة احس فيه شيء مهوب طبيعي..

+



كاسرة بحزم: سألت البارحة وماجاوبتني.. فمافيه داعي أسأل اليوم..

+



حينها صدمها أنه أجابها ببساطة: البارحة كنت أتسلق جبل.. الغبي اللي كان رابطني ماثبت الحبل زين..

+



        
          

                
فلت الحبل شوي.. فصدم جسمي في الجبل من عدة نواحي.. بس الحمدلله ماصار لي إلا شوي ذا الخدوش..

+



كاسرة من صدمتها مما سمعته لم تستطع قول شيء (أيتركها في أول أيام زواجهما ليتسلق الجبال؟؟)

+



تشعر أن غضبها الذي لا يتوقف يتزايد أكثر وأكثر منه..

+



حاولت دفعه عنه ولكنه لم يتركها وهو يمسك بها من عضديها ويهمس بهدوء مقصود:

+



ليه زعلتي؟؟

+



كاسرة ببرود محترف: مافيه شيء يزعل..

+



تتركني أول أيام زواجنا.. وتروح تطامر في روس الجبال.. وفي الليل..

+



وترجع لي مرضرض وجسمك مقطع.. وكان يمكن تموت بعد لولا ستر ربي..

+



وتصدق!! تصدق؟!! مافيه شيء من ذا كله يزعل..

+



حينها نقل كفيه من عضديها لجانبي وجهها وهو يقربها منه أكثر ويهمس بدفء عميق:

+



خاطري أدري هو زعل.. وإلا عتب؟؟ وإلا خوف علي؟؟

1



أمسكت بكفيه لتزيلهما عن وجهها لتهمس بحزم يختلف عن ذوبان داخلها:

+



ولا شيء منها..

+



*************************************

+



" ياقلبي..

+



البارحة كله ما نمتي.. بأروح للدوام وأنتي مابعد نمتي!!"

+



همست عفراء بإرهاق وهي تسكب له فنجان من القهوة: ليه أنا أزعجتك؟؟

+



منصور يضع فنجانه جانبا ويمد يده ليمسح خدها بحنو: كنتي يا الله تتحركين ماتبين تزعجيني.. بس أنا كنت حاس فيش..

+



أنا خلاص ما أقدر أنام إلا على أنفاسش الهادية لا نمتي ورحتي في النوم بين ضلوعي..

+



عفراء بقلق: متوترة منصور.. أنتظر وصول مزون لجميلة.. عشان تطمني عليها

+



من عقب اللي صار وأنا أقلى على فرن..

+



منصور بنبرة عتب: عقب اللي صار.. تقصدين فيه روحتي لجميلة؟؟

+



عفراء تمد يدها لتحضن كفه وتهمس بحزن: منصور تكفى لا تفتح ذا الموضوع الحين.. اللي فيني من التوتر يكفيني..

+



********************************

+



" الحين أنا أبي أدري ليه ذا البكا كله؟؟

+



ما تبينه خلاص وشو له تبكين؟؟

+



من البارحة لين اليوم وأنتي تبكين"

+



        
          

                
جوزاء بين شهقاتها: مجرد التفكير بالرجعة له يذبحني.. أشلون أرجع له؟؟

+



شعاع باستغراب: لا ترجعين له.. حد غاصبش.. وش ذا الهبال؟؟

+



جوزاء همست بغضب بين شهقاتها: شعاع اطلعي برا.. خليني بروحي.. لو اشرح لش من اليوم لين السنة الجاية مارح تفهميني..

+



واللي يعافيش روحي عني بس.. وإذا رجع حسن سبحيه وعشيه..

+



أحس مافيني حيل أسوي شيء الليلة من كثرة التفكير.. انهديت

+



هد حيلي الله يهد حيله عبدالله الزفت..

+



شعاع تنهدت وهي تتناول ملابس لحسن وفوطته من الخزانة ثم تخرج وتغلق الباب وراءها..

+



لتترك جوزاء جالسة على سريرها ووجهها مدفون بين ركبتيها تنثر دموعها بغزارة..

+



تشعر بتمزق عميق.. كلما تعمقت في التفكير كلما وجدت أنها تقترب من استحالة العودة لعبدالله.. فهذا هو ماتريده!!

+



مجرد تفكيرها أنها قد تعود زوجة له يجعل روحها تنزفا حزنا ودموعا لا يتوقفان..

+



رنين هاتفها انتزعها من دموعها ..كان هو المتصل.. ردت عليه وقرار مرعب يتكون في داخلها..

+



حين ردت أجابها باستعجال: أم حسن أنا برا.. خلي وحدة من الخدامات تطلع تأخذ حسن..

+



همست بنبرة ميتة: عبدالله أنا موافقة عليك..

+



عبدالله شعر بسعادة محلقة تتفجر بروحه ولكنه حاول ألا يضغط عليها

+



رغم أنه كره ما سيقوله.. فآخر مايريده هو أن تفكر أكثر:

+



مهوب كنش مستعجلة.. فكري شوي

+



جوزاء بذات النبرة الميتة: عبدالله أنا لو فكرت لين بكرة بس.. مستحيل أتزوجك

+



عبدالله أكثر حرصا منها على ألا تغير رأيها .. و همس بحزم وهو ينهي الاتصال: خلاص أنا بأنزل أكلم عبدالرحمن الحين..

+



جوزاء ألقت هاتفها جوارها وانخرطت في بكاء هستيري مر وهي تصرخ: أكرهك.. أكرهك

1



.

+



.

+



بعد دقيقة

+



عبدالله يدخل للمجلس... ويسعده الحظ أنه لم يكن في المجلس سوى عبدالرحمن الذي كان مستغرقا في مشاهدة الأخبار..

+



حين دخل عليه عبدالله كتم صوت التلفاز وهو يقف مرحبا بعبدالله..

+



حينما جلسا .. وبعد التحية والسلامات.. شد عبدالله نفسا عميقا ثم هتف لعبدالرحمن بحزم:

+



        
          

                
اسمعني يأبو فاضل.. ما يجهلك أني طلبت من عمي أبو عبدالرحمن أرجع أم حسن وهو ردني..

+



والله العظيم يأخيك أني ما أرخصتها.. وان غلاها عندي داخل بين اللحم والعظم..

+



وإني ماحدني على طلاقها إلا أني حنيتها من اللي بيصير عقب

+



مالي ذنب إن خبر الطلاق ما وصلكم وأنها حادت.. هذا شيء ربي كتبه

+



وأنا والله ثم والله يالسنين اللي قعدتها في أمريكا أني شفت فيها الشين كله

+



لكن والله ياخيك ثم والله أني ماسويت شيء لحق الدين والشرف

+



لكن هو شيء ربك كتبه وكان يختبرني فيه.. وأنا أشهد أني تعذبت عذاب ماشافه بشر..

+



مايحق لي عقب ذا السنين أجتمع أنا ومرتي وولدي؟؟..

+



أدري أنكم كلكم شايلين في خطركم علي.. أنا أبي أعوض على جوزا كل شيء هي شافته..

+



عبدالرحمن بنبرة مقصودة يتخللها بعض غضب: يمكنها ماتبي العوض.. واللي أنت سويته فيها ماله عوض..

+



عبدالله بذات النبرة الحازمة: أم حسن الحين ماتبي تعرس عشان ولدها..

+



هل هو حق أن شبابها كله يضيع؟؟..

+



أنا والله ما أقهرها على ولدها ولا أخذه منه..

+



بس أنت رجّال فاهم ومثقف.. وأنا وهي بيننا طفل..

+



بكرة بيكبر ويسأل ليه مهوب مع أمه وأبيه مثل باقي بزارين خلق الله..

+



حينها بدأ قلب عبدالرحمن يؤلمه.. فهو هنا ما يهمه حسن كطفل ليس مسؤولا عن أخطاء والديه ولكنه يستحق الافضل..

+



عبدالرحمن بحزم: زين أنت وش اللي أنت تبيه الحين؟؟

+



عبدالله بنبرة قاطعة: أبي أرجع أم حسن ونربي ولدنا بيننا..

+



            

+



وأبيك أنت تكون وسيطي عند أبو عبدالرحمن.. لأني مستحيل أكلمه عقب الكلام اللي هو قاله لي

+



واسأل أنت أم حسن وخذ رأيها!!

+



*************************************

+



طوال جولتهما حول بحيرة جنيف.. وكساب يشبك ذراعها في ذراعه

+



بينما هي كانت تتحاشى بفشل ذريع أن يلتصق جنبها بجنبه ولا تعلم السبب

+



هل لأنها تخشى قربه؟؟

+



أم لأنه تخشى إيلامه وهي تعلم أن تحت قميصه عشرات الجروح؟؟

+



        
          

                
كساب وكأن الأمر لا يهمه: أبي أدري أنتي ليه متضايقة أني دخلت ذراعش في ذراعي؟؟

+



كاسرة بهدوء: مهوب متضايقة.. بس خايفة أكون آجعتك وانت فيك إصابات ولا أصابات الحروب..

+



عدا أني بصراحة ماني بمرتاحة لطلعتنا وأنت تعبان أصلا.. وقلت قبل نطلع بلاها اليوم بس أنت لزمت..

+



خلاص خلنا نرجع..

+



كساب بسخرية: أنتي من جدش.. قال إصابات حروب.. بلاش ماشفتي إصابات الحروب أشلون؟؟

+



يا بنت الحلال والله العظيم أني ماني بحاس بشيء.. كنت مستوجع شوي الصبح بس الحين خلاص تمام..

+



تعالي خلينا نقعد نشرب لنا قهوة..

+



بعد أن جلسا..

+



همست كاسرة بهدوء: كساب لو سمحت ممكن أكلم أمي شوي في تلفونك

+



تلفوني فضا شحنه..

+



كساب ناولها هاتفه بعفوية.. لكنها لاحظت أيضا أنه شد على هاتفه الآخر ثم أخفاه في جيب جاكيته الداخلي..

+



همست كاسرة بتحكم به نبرة ساخرة: ترا ماني بخاطفة تلفونك من يدك.. ليه خايف عليه كذا؟؟

+



والغريب إنه اليومين اللذي قضيتهم معك ما أشوفك تكلم إلا في التلفون هذا

+



ومع كذا أنت حريص على التلفون اللي ما تكلم فيه أكثر من التلفون اللي تستخدمه..

+



لدرجة إنك تدخله معك الحمام!!

+



حينها رفع كساب حاجيا وأرخى الآخر وهتف بتهكم واثق:

+



ماشاء الله مراقبة تحركاتي بدقة...

+



كاسرة بثقة: شيء حتى الأعمى يلاحظه.. وأنا ماني بعمياء..

+



كساب بثقة مشابهة: أدري منتي بعمياء بس غيورة..

+



كاسرة باستنكار: نعم؟؟ غيورة؟؟ شكلك تتحلم..

+



كساب استرخى في جلسته وسألها بحزم: قولي لي.. أخوانش امهاب وحتى تميم كم جوال عند كل واحد منهم؟؟

+



كاسرة أجابته بثقة: عند كل واحد منهم تلفونين.. واحد لهله وربعه والثاني لشغله..

+



لكن أنت حتى لو كلمك مدير مكتبك يكلمك على تلفونك هذا (قالتها وهي تشير للهاتف في يدها)

+



والتلفون الثاني ساكت ماتستخدمه.. إلا لو كنت تكلم فيه وأنا ما أشوفك..

+



        
          

                
(همست العبارة الأخيرة بنبرة مقصودة وهي ترص عليها)

+



كساب بدون اهتمام: وش اللي يريحيش غيورة هانم.. أقول أني أغازل فيه عشان ترتاحين؟!!

+



كاسرة بغضب: كسّاب احترمني لو سمحت.. هذا مهوب كلام يقوله رجّال لمرته..

+



كساب حينها مال عبر الطاولة ليهتف لها بحزم بالغ:

+



يا بنت الناس أنا ماني براعي خرابيط ولا عندي وقت لها أساسا..

+



وغير كذا ماعندي.. والشيء اللي مالش خص فيه لا تسألين عنه..

1



وكلمي أمش وخلصينا لأني أبي أكلم خالتي..

+



**************************************

+



" أم حسن أقدر أدخل؟؟"

+



جوزاء تعتدل عن سريرها وهي تمسح وجهها وتهمس بذبول: تعال عبدالرحمن فديتك..

+



عبدالرحمن جلس جوارها بينما كانت هي تتحاشى النظر له حتى لا يلاحظ احمرار وجهها وذبول أجفانها

+



هتف لها عبدالرحمن بهدوء حازم: جوزا عبدالله رجع وخطبش..

+



أنتي تدرين إن إبي رفضه .. بس لو أنتي موافقة عليه.. خلي إبي علي..

+



جوزاء صمتت.. لم تستطع أن تقول شيئا ..

+



هل تقول له أنا موافقة أن تذبحني؟؟ أنا موافقة أن أعود إلى سجاني؟؟

1



أنا موافقة أن أعيش أسيرة لأكثر مخلوق أكرهه في العالم؟؟

+



عبدالرحمن استحثها للرد عليه رغم أنه في داخله يتمزق بين رغبته أن توافق من أجل حسن وأن ترفض من أجل نفسها:

+



هاه يأم حسن؟؟ ماتبينه ترا مافيه شيء يجبرش.. هو لزم أني إسألش.. وحقش إسألش..

+



وتراش طول عمرش المبداة على خلق الله.. وبتقعدين طول عمرش معززة أنتي وولدش في بيتنا..

+



جوزاء همست بمرارة وعبارتها تتقطع كتقطع روحها:

+



موافقة عليه.. مهما كان هذا إب ولدي.. وحسن يستحق يتربى بين أمه وأبيه..

+



عبدالرحمن احتضن كتفيها بخفة وهو يقبل رأسها ويهتف بحزم:

+



يمكن أني في داخلي أبي أكفخ عبدالله لين أقول بس..

+



بس اللي سويتيه عين العقل..حسن ماله ذنب يتقطع بين أم وأب مطلقين..

+



عبدالرحمن غادرها لتنهار باكية على سريرها فور أن أغلق الباب.. بينما توجه هو للمرحلة الثانية.. إلى والده!!

+



        
          

                
توجه لغرفة والده الذي كان عائدا للتو.. طرق الباب ليدخل عليه..

+



بينما كانت والدته في غرفة شعاع تحاول تنويم حسن الذي أتعب شعاع..

+



هتف والده بمودة عميقة: تعال يأبيك؟؟

+



عبدالرحمن دخل ليقبل رأس والده ثم يجلس جواره وهو يهتف بحذر:

+



يبه أبي أكلمك في موضوع.. بس أوعدني ماتعصب لين أخلص كلامي..

+



أبو عبدالرحمن بمودة: أفا عليك يأبيك.. أعصب عليك.. قول اللي تبي!!

+



عبدالرحمن بهدوء: الحين يبه أكيد أنت أكثر شيء يهمك مصلحة جوزا وولدها..

+



أبو عبدالرحمن بتلقائية: أكيد مافيه شك!!

+



عبدالرحمن بحذر: ومصلحة الولد إن إبيه يربيه..

+



حينها وقف أبو عبدالرحمن وهتف بغضب: ليه أنا قصرت في حقها وإلا حق ولدها.. عشان ترجع للكلب اللي أرخصها..

2



عبدالرحمن شد والده برفق وهتف بهدوء عميق: يبه فديتك وش ذا الحكي.. الرجّال ذا اللي أنت تسبه بيصير خال عيالي..

+



أبو عبدالرحمن يفرك يديه ويهتف بغضب مكتوم: أصلا والله لو أني داري بذا كله.. إن الله ما يكتب إنك تأخذ بنتكم..

+



محشوم أبو صالح رجال من خيرة الرجال.. بس عبدالله مهوب كفو يكون خال عيالك..

+



عبدالرحمن يبتسم وهو يمسك كف والده: يبه الله يهداك لا تخلي زعلك يخليك تغلط بالحكي.. آل ليث نسبهم يشرف..

+



وعبدالله ترا ماحده على ذا الا شيء كايد.. وأنت عارفه رجال فيه خير..

+



أبو عبدالرحمن بذات الغضب: إلا كنت مغشوش فيه..

+



عبدالرحمن بهدوء عميق وهو يميل على كتف والده ليقبله: يبه أنت وش يهمك الا مصلحة جوزا وولدها..

+



وجوزا عادها صغيرة.. ولو مارجعت لعبدالله صدقني ماراح تأخذ غيره عشان ولدها..

+



أبو عبدالرحمن بغضبه المكتوم: أحسن.. جعلها ماتأخذ غيره.. أجل يسوي في بنتي كذا وعقبه يرجعها..

+



عبدالرحمن برجاء: يبه جوزا موافقة عليه.. خله يرجع مرته ويضم ولده..

+



أبو عبدالرحمن حينها انفجر بغضب: تخسى وتهبى.. ليه أنا مانا بضام بنتي وولدها..يدورون حد يضمهم..

+



عبدالرحمن وقف وهو يقبل رأس ولده وكتفه ويده ويهتف باحترام ودود:

+



يبه الله يهداك أنت ليه تبي تعسر السالفة وهي بسيطة..

+



        
          

                
حينها هتف أبو عبدالرحمن كأنه يكلم نفسه : أعسر السالفة!!

+



ثم أردف بنبرة قاطعة حازمة: خلاص يبي يرجعها يجيب لي جاهة يخطبونها من مجلسي..

+



عبدالرحمن بارتياح: زين هذي بسيطة..

+



أبو عبدالرحمن بنبرة مقصودة: مابعد قلت لك من الجاهة..

+



أبي رووس القبايل الكبيرة اللي قطر كلهم يجون في الجاهة..

+



عبدالرحمن بصدمة: يبه الله يهداك كذا عسرتها واجد.. بيجيب لك رووس قبيلتنا كفاية..

+



أبو عبدالرحمن بحزم: لا.. كل رووس القبايل الكبيرة..

+



عبدالرحمن برجاء: يبه وين يجمعهم لك.. حن الحين في إجازة الصيف وفيهم اللي مسافر.. وفيهم اللي مشغول..

+



أبو عبدالرحمن بحزم بالغ: مابه عجلة.. يجمعهم على راحته..

+



وعلى قد سواته الشينة في بنتي.. لازم يكبر قدرها.. وتكون جاهتها..

+



وأنا أبد.. وعد علي.. إنه اليوم اللي بيجيبهم.. عشاهم عندي..

+



وذاك الليلة دخلته.. وهم شهود ملكته.. كلها في ليلة وحدة..

4



*************************************

+



" خليفة شكلي حلو؟؟"

+



خليفة ينظر لها ويبتسم: تيننين.. قمر..

1



جميلة همست بتوتر وهي تعيد لف حجابها على رأسها وتحكم تقريبه من وجهها:

+



صار لي شهر ونص ماشفتهم.. أبيهم يشوفون أني تحسنت..

+



خليفة بحنان: وأنتي تحسنتي وايد..

+



جميلة تنظر لعروق يديها البارزتين وتهمس بألم: وين تحسنت؟

+



خليفة يهمس بها بنبرة مساندة: أنتي الحين عارفة أنج على أول الطريج..

+



لأنج قبل كله تقولين أنا دبة.. الحين صرتي عارفة إنج أي شيء إلا دبة..

+



وصرتي عارفة إن النحافة هذي تضرج..

+



وبعدين وين أنتي عن أول.. أول ماكنتي تقدرين تقومين.. الحين صرتي تمشين بروحج..

+



جميلة تنظر لساعتها وتهمس بتوتر: كنهم تأخروا..

+



خليفة يقف لينظر مع النافذة ويهتف بهدوء: توه كلمني عمي زايد.. كاهم على وصول

+



بعد دقائق يرتفع صوت دقات هادئة على الباب..

+



جميلة تشد على يد خليفة بصورة تلقائية آلمت قلب خليفة وهو يربت على كفها

+



        
          

                
ويهتف بحنان: شكلهم وصلوا.. خليني أطلع تاخذين راحتج مع بنت خالتج.. وأنا أسلم على عمي زايد

+



خليفة فتح الباب ليجد زايدا وابنته يقفان جانبا.. خليفة خرج.. بينما مزون دخلت وأغلقت الباب خلفها..

+



ظلت واقفة قريبا من الباب لعدة ثوان وهي تنظر لجميلة بلهفة وسعادة وهي ترى تحسنها الواضح..

+



بينما كانت عينا جميلة قد امتلئتا بالدموع وهي ترى مزون تنتزع نقابها وتقترب منها..

+



كانت تنظر له بتمعن مترع بالشجن والحنين والشوق وكأنها تشتم عبق رائحة والدتها يعطر الأجواء..

+



مزون اقتربت أكثر وهي تقول بصوت حنون مختنق: والله وأحلوينا وتختنا ماشاء الله..

+



جميلة وقفت على قدميها وارتمت في حضن مزون وهي تنتحب بعمق..

+



مزون احتضنتها بحنان وهي تهمس بقلق حنون: جميلة وش فيش؟؟ ليه ذا البكا كله؟؟ متضايقة من شيء؟؟

+



جميلة ترفع رأسها عن كتف مزون وتهمس باختناق: لا والله بس اشتقت لكم..

+



اشتقت لـ..

+



ثم بترت عبارتها بيأس ..بينما كانت مزون تشدها لتجلسان كلاهما على الأريكة

+



وهي تهمس بذات النبرة الحنونة:واحنا اشتقنا لش أكثر..

+



ثم أردفت بابتسامة مرحة حنونة: وكل محلات المكياج في الدوحة مشتاقة لش..

+



يقولون وين زبونتنا اللي كانت ممشية ميزانية المحلات؟!!

+



جميلة همست بحزن: الله يرحم أيام المكياج.. وش المكياج اللي بينحط على وجه مثل وجهي..

+



مزون تمسح خد جميلة بحنو: إذا ذا الوجه الحلو ما يتزين.. ما للزينة عازة..

+



وعلى العموم أنا أصلا ماخليت في السوق الحرة روج ولا غلوس ولا بودرة

+



كلها جبتها لش..

+



جميلة تشد على كف مزون وتهمس بشجن: بشريني منكم أنتم..

+



أشلونكم كلكم.. أشلون هل الدوحة.. أشلون أخوانش؟؟

+



أشلون البنات اللي هناك كلهم؟؟ أشلون؟؟ أشلون؟؟ أشلونكم كلكم؟؟

+



مزون كانت على وشك أن تقول (وليه ما تسألين عن اللي تبي تسألين عنها فعلا بدون لف ودوران) ولكنها ردت عليها برقة:

+



        
          

                
هل الدوحة كلهم طيبين ويسلمون عليش... وصديقاتش يوم دروا أني بجي أرسلوا معي أغراض لش..

+



جميلة بحزن: كثر الله خيرهم.. وش أغراضه.. ما أبي إلا أنهم يتصلون فيني ويسمعوني أصواتهم..

+



ثم أردفت بلهفة: وين عمي زايد؟؟ أبي اشوفه..

+



مزون تهمس بحنان: أكيد مع خليفة وبيجي الحين..

+



.

+



.

+



في صالة الانتظار في الخارج

+



زايد يجلس مع خليفة يسأله عن أخباره: عسى بس منت بضايق يأبيك من القعدة هنا؟؟

+



خليفة باحترام: لا طال عمرك.. ماشي الحال..

+



أبوي وأخواني يكلموني دايم...

+



زايد بمودة: توني شفت أبيك وأخوانك في عرس كسّاب.. طيبين وبخير ويسلمون عليك..

+



واسمعيني يأبيك زين.. أنا أدري إن علاج جميلة مطول.. ترا متى ماحبيت ترجع للدوحة تشوف هلك

+



كلمني بس وأجي أنا وبنتي هنا ونقعد عندها لين ترجع..

+



خليفة برفض: يا علك سالم..

+



أنا باقعد مع جميلة لين أرد أنها وياها الدوحة سوا مثل ماطلعنا منها سوا..

+



ماراح أتركها لو حتى يوم واحد...

+



وأبوي وأخواني هم اللي بيوون يزوروني..

+



زايد بمودة عميقة: جعل جميلة ما تبكيك..

+



أنا بأقوم أسلم عليها ثم بأطلع أنا وإياك للفندق...

+



بنتي هي اللي بتنام عندها الليلة وأنت الليلة خويي...

+



*******************************

+



" عبدالله وش فيك؟؟"

+



عبدالله يلتفت لصالح ويهتف بسكون: رجعت وخطبت أم حسن

+



صالح بابتسامة: خير وبركة..

+



عبدالله بذات النبرة الساكنة: بس ماتدري وش طلب أبو عبدالرحمن

+



يقول يبي جاهة من كل رووس القبايل الكبيرة اللي في قطر..

+



وين أقدر أجيبهم ذولا كلهم..

+



صالح بمودة: لا تشيل هم.. هي صحيح صعبة بس مهيب مستحيلة..

+



بأكلم لك إبي.. إبي يعرف أكثرهم ويعزونه ويحترمونه..

+



        
          

                
يعني إن شاء الله ماراح يقصرون.. واللي يعرفهم بيكلمون اللي مايعرفهم..

+



عبدالله بقلق: لين يتجمعون كلهم.. أخاف تطول السالفة..

+



صالح يغمز بعينه: خلها تطول.. وش أنت مستعجل عليه؟؟

+



عبدالله بغضب: تدري إنك متفرغ يأبو خالد.. وأحر ماعندي أبرد ماعندك..

+



************************************

+



حينما أنهيا جولتهما

+



عادا لجناحهما.. صليا العشاء.. ثم غير كساب ملابسه بسرعة استعدادا للخروج

+



كاسرة همست بهدوء: كساب من جدك تبي تطلع وانت كذا؟..

+



كساب يشد رباط حذائه الرياضي ويهتف بحزم: قلت لش مافيني شيء..

+



كاسرة بحزم مشابه: كساب أنا ما أحاول أني أتدخل في هوايتك الغريبة اللي نطت في رأسك وفي شهر العسل

+



بس أنت اليوم تعبان.. اقعد اليوم وروح بكرة..

+



كساب وقف وهو يهتف بثقة: أصلا الدورة كلها 3 أيام.. وبكرة آخر يوم..واحنا بعد يومين طالعين لوزان..

+



وعقبها خلاص مافيه شيء يشغلني غيرش..

+



كاسرة بثقة: وليه أنا أشغلتك الحين عشان أشغلك عقب؟؟.. عليك بالعافية تسلق الجبال..

+



كساب يستعد للخروج وهو يبتسم ويهمس بتلاعب ساخر:

+



أموت في الثقيل ياناس..

1



************************************

+



" مزون... أمـ ... أمــ... أمي أشلونها؟؟

+



عسى الحمل مهوب متعبها؟؟"

+



مزون تنظر لجميلة التي كانت تنظر لكفيها المتشابكين في حضنها وتهمس بحنان:

+



وأخيرا نطقتي بالدرة اللي من يوم شفتيني وأنتي تحومين حواليها..

+



أمش الحمل متعبها... بس أنتي متعبتها أكثر شيء..

+



تدرين جميلة.. أمي ماتت وعمري خمس سنين.. أذكرها.. وأذكر حنانها.. واذكر أيام مرضها الأخيرة...

+



بس لاجيت أبي أتذكر وجهها ماأشوف وجه غير وجه خالتي عفرا..

+



حينها انفجرت جميلة بالبكاء العميق الخافت والمكتوم وكأنها تنزف شهقاته من عمق روحها.. مزون قفزت لتجلس جوارها ولتحتضنها بكل حنان..

+



جميلة ألقت بنفسها في حضن مزون وهي تشهق: اشتقت لها.. والله العظيم اشتقت لها..

+



مزون تربت على ظهر جميلة وتهمس بحنان: ويوم نشتاق لأحد حتى تلفوناته ماعاد نرد عليها..

+



جميلة تنتحب بوجيعة: مالي وجه أرد عليها عقب اللي قلته لها آخر مكالمة.. مالي وجه.

1



آجعتها واجد بالحكي يامزون.. وخبصت.. ماأدري أشلون قلت لها كذا..

+



بس والله من غلاها عندي اللي ماحد يشاركها فيه.. مابغيت حد يشاركني غلاي..

+



مزون تربت على ظهرها بحنان أكبر: وانتي غلاش مايشاركش فيه حد

+



جميلة مازالت تنتحب وهي تشدد احتضان مزون: اشتقت لها.. باموت أبي أسمع صوتها بس..

+



مزون بحذر رقيق: خلاص خلينا نكلمها الحين...

+



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close