رواية بين الامس واليوم الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم انفاس قطر
بين الأمس واليوم/ الجزء التاسع والثلاثون
+
كاسرة حين وصلتها الرسالة كانت خالية الذهن تماما ولم تشك بشيء مطلقا
+
فهي تعلم أن كسّاب حجز عدة أجنحة..
+
ولم تشك مطلقا أن أخاها هو في الجناح المجاور.. فهو اتصل بها منذ دقيقتين فقط وقال لها أنه جوارها إذا أرادت أي شيء..
+
كاسرة وضعت جلال الصلاة على رأسها ولفته بإحكام.. وفتحت الباب ببساطة.. لتتفاجأ بيد تشدها بقوة..
+
وهو يثبتها على الحائط الملاصق للباب..
+
كاسرة حينما رأته أمامه.. شعرت كما لو أنه سُكب على رأسها ماء مثلجا وهي تشعر بتجمد خلايا مخها..
+
في الوقت الذي تصاعدت دقات قلبها حتى كادت تختنق بها..
+
ثوان من صمت مرت وكل منهما يستشف ملامح الآخر..
+
كانت المرة الأخيرة التي رأته فيها هي يوم الحريق.. بدا لها اليوم أكثر وسامة وقربا وغموضا بشكل غير معقول..
+
وهو يقف أمامها دون غترة أو حتى طاقية وخصلات قصيرة تلتف حول أذنه دلالة على تشعث شعره من أثر تمدد..
+
لا تعلم حينها لـمَ اتجهت عينها مباشرة لخده.. حيث أخبرها جدها بمكان عضتها القديمة..
+
ربما لأن قربه هكذا وملامح وجهه تبدو شديدة القرب والوضوح دفعها لاكتشاف تفاصيله المخبئة..
+
وربما لأنه هذه المرة هي الأولى التي تراه بعد أن أخبرها جدها بالحكاية..
+
وبالفعل كانت عضتها ماتزال واضحة إلى حد ما ولكن شعر عارضيه أخفاها ولا يراها إلا من يدقق فيها..
+
كانت أنامله القوية تنغرز في كتفيها بتملك واستحواذ وعيناه تطوف بتمعن في إطلالتها الكريستالية وغطاء الصلاة يمنح وجهها سماوية غير مفسرة
+
ثم حرر أحد كتفيها وهو ينقل يده لكفها ويمسك بها ويرفع لخده.. مكان عضتها تماما..
+
ثم يمسك بأناملها التي كانت ترتعش ليمسح بها عارضه المحدد بأناقة..
+
وهو يهمس بغموض: عينش هنا؟؟ ما أعتقد أنش تذكرينها!! من قال لش عنها؟؟
+
شعرت أن قلبها سيتوقف فعلا من لمساته.. من حديثه.. بل حتى من نبرة صوته وفي هذا الوقت بالذات..
+
وخصوصا وهي ترى أغراض مهاب على مقعد خلف كساب.. تشعر أنه سيتسبب لها بمصيبة بتهوره المجنون..
+
ولكنها لم تسمح له بإشعارها بالتوتر وهي تتجاهل سؤاله الملتبس الذي كان يشغلها فعلا.. وتصحو من غيبوبة الموقف
+
وتهمس بثقة طاغية بها نبرة غضب واضحة: ممكن أعرف سبب الحركة السخيفة ذي؟؟
+
يعني زواجنا خلاص الليلة وش بتسفيد من شوفتي الحين؟؟
+
كساب همس لها ببرود وهو يعاود تثبيت كتفيها: كذا.. حبيت أشوفش
+
كاسرة همست بغضب متزايد من بين أسنانها: عشان كذا خدعتني بحركة رخيصة عشان تجيبني هنا..
+
كساب ضحك ضحكة مصطنعة بسخرية: خدعتش.. ضحكتيني
+
قالها وهو يدفعها ليعيدها لجناحها ويغلق الباب..
+
كاسرة تفاجأت جدا من تصرفه.. ومع ذلك تأكدت من إغلاق الباب وألقت جلالها على المقعد المجاور للباب
+
وهي تضع يدها المرتعشة على صدرها وتحاول تهدئة دقات قلبها التي كانت تصرخ كدقات المطارق من تصرفه المتهور الذي كاد يفضحها في شقيقها
+
وهي تحاول بفشل أن تهدئ ارتعاش جسدها الذي مازالت تحس بحرارة أنامله عليه
+
وكل ذلك يغذي غضبها المتزايد منه وهي تهتف لنفسها بكلمات أقرب للتبعثر:
+
صدق إنه غبي.. وش فايدته من ذا الحركة كون إنه ياكد لي إنه ماعنده عقل.. الشيء اللي أنا متأكدة منه.. وهو يأكده لي دوم
+
ماكادت تنهي عبارتها وهي تريد أن تجلس لأنها تشعر أن طاقتها كلها استنزفت من الصدمة غير المتوقعة
+
حتى فوجئت بالباب الذي أغلقته منذ ثوان يُفتح وكساب يدخل منه ثم يغلقه..
+
هذه المرة وقفت مصدومة بالفعل.. وعيناها تتعلقان به بذهول.. (أشلون دخل ذا؟؟ متأكدة أني قفلت الباب!!)
+
بينما كساب تقدم لها بخطوات واثقة.. حتى وقف أمامها وأمسك بها من عضديها وهتف بثقة متجبرة:
+
عشان تعرفين أني لو بغيت شي ما تردني منه حتى البيبان المسكرة..
+
وعشان للمرة الألف ماتحطين رأسش برأسي..
+
ثم ابتسم بخبث: وعشان شوفتش وأنتي مبققة عيونش كذا تستاهل..
+
كاسرة كانت على وشك الرد لولا أنها فوجئت به يُسند جبينه لجبينها بدون مقدمات..
+
ثم نقل كفيه من عضديها ليدخلهما في موج شعرها وهو يمسك برأسها من جانبيه من الخلف..
+
كاسرة شعرت بصاعقة ضربتها في منتصف رأسها ..وصواعق كهرباء لا حدود لقوتها تضرب خصلات شعرها بقوة مكان يديه..
+
همست من بين أسنانها: أنت وش تسوي يا المجنون؟؟
+
كساب همس لها بخفوت بنبرة أمر واضحة متسلطة: أششششش... خليني أسمع..
+
كاسرة تشعر أنها ستموت فعلا وهو يقتحم خجلها الطبيعي بهذه الطريقة البالغة الجرأة ومع ذلك همست بثقة: تسمع ويش؟؟.. فكني..
+
همس لها بعمق وجبينه مازال ملتصقا بجبينها: أسمع همس ريحتش العذاب.. تدرين أول مرة أدري إن الريحة تهمس ولها صوت..
3
كاسرة رغم صدمتها البالغة مما يقول ودقات قلبها تعاود الصراخ بصوت أعلى حتى خشيت أن يسمعها.. إلا أنها همست بذات الثقة:
+
كسّاب أنا ماني بمتعطرة.. فكني لو سمحت بدون خبال..
+
كساب همس بدفء خافت موجع لأبعد حد: وأنا ماقلت ريحة عطرش.. قلت ريحتش أنت...
+
كاسرة رغم عنها ولا إراديا بدأت تتنفس هي أيضا رائحة عطره الفخم والغامض الذي كان يعكس شخصيته تماما
+
ولكنه لم تسمح لهذا الجو المتهور الغريب أن يسيطر عليها
+
حركت كتفيها للتخلص منه وهي تهتف بحزم: كساب هدني.. لو حد دخل علينا الحين وش موقفنا؟؟
+
كساب أبعد جبينه عن جبينه وهتف بثقة: ما يهمني حد..
+
قالها وهو يشدها قليلا ناحيته ويقربها منه..
+
كاسرة بدأت تقلق من الموقف كله.. همست حينها برجاء حازم مدروس:
+
كساب.. هدني.. يعني أنت تبي تخرب إحساسي أني عروس تنتظر ليلة عرسها؟؟
+
حينها أفلتها كساب وابتعد خطوة وهو يهتف ببرود: وأنتي تبين أصدق أنش حاسة مثل عروس..
+
رغم تضايقها من كلامه إلا أنها ردت عليه ببرود مشابه: مثل ما أنت حاس إنك عريس بالضبط..
+
هز كتفيه وهتف بتهكم: بصراحة ماني بحاس بشيء..
+
ردت عليه بتهكم مشابه: ودامك منت بحاس بشيء.. وش جابك عندي؟؟
+
كساب هتف بحزم: تقدرين تقولين طبت في بالي.. وانا ضايق من الحبسة... وجية امهاب عطتني الفرصة نشوف أم لسانين..
+
+
كاسرة بإزدراء: صدق إنك بزر..
+
كسّاب لم يرد عليها وهو ينظر لها بنظرة استخفاف شعرت أنها توشك أن تحرقها وهو ينظر لها من أعلاها لأسفلها..
+
ثم يغادر الجناح ولكن هذه المرة من بابه الرئيسي..
+
لتجلس كاسرة على أقرب مقعد وهي تشعر بغضب عميق يتجمع في روحها عليه..
+
(غبي.. غبي.. وسخيف
+
وماعنده عقل!!)
+
*************************************
+
" ياي خالتي تجنين.. تحفة ماشاء الله.. عاد عمي الليلة بينجلط"
+
عفراء تبتسم وهي تغلق سحاب فستان مزون عليها وتهمس بحنان: أنتي اللي ماشاء الله عليش منورة من قلب..
+
وإلا أنا خلاص راحت علي..
+
مزون سعيدة جدا هذه الليلة : خالتي اللي بيشوفني أنا وإياش يمكن يقول أنتي أختي الصغيرة..
+
عفراء تلبس أسوارتها وتهمس بابتسامة: حلوة النكتة ذي يا بنت..
+
حينها همست مزون بحذر: خالتي عادي نروح لجناح كاسرة نشوفها قبل ننزل للقاعة؟؟
+
عفراء بثقة: عادي ياقلبي.. مع أني ما أظن إنها خلصت..
+
مزون تبتسم: أبي أشوفها وأبارك لها.. أخاف بعدين أخوانها موجودين في الزفة.. ما أقدر أخذ راحتي..مع أني بأموت عشان أشوف كساب جنبها
+
.
+
.
+
في الجناح الآخر..
+
" أنتو من فيكم العروس؟؟"
+
وضحى بين شهقاتها: هي العروس ..
+
خبيرة التجميل تبتسم: أدري إنها العروس.. بس أشوفج أنتي تبجين وهي ماشاء الله عليها مأخذها الموضوع ببساطة مابعد شفت مثلها..
+
وضحى تبتسم بفشل: أبكي نيابة عنها..
1
الخبيرة بابتسامة: أنا دايم أحاتي دموع العروس وأنا أسوي الميك آب.. لكن هي ماشاء الله عليها ما تعبتني
+
ماظنيت إن الدموع وراي وراي... يا الله هدي شوي.. على الأقل لين ينشف الكحل وعقب ابجي على كيفج هو ضد الماي...
+
كاسرة كانت انتهت من وضع زينة وجهها وتنتظر خبيرة الشعر بينما والدتها تجلس جوارها وتكثر من قراءة الأدعية والأذكار عليها..
+
كاسرة شدت يد والدتها ثم همست بهدوء خافت وهي تنظر لوضحى التي كانت تمسح دموعها: يمه حطي بالش على وضحى زين
+
اللي صار معها ذا الأيام واجد عليها.. طلاق امهاب وعقبه حادث تميم.. وعقبه عرسي..
+
هي بروحها حساسة بدون أي شيء.. أشلون مع ذا كله؟؟
+
مزنة بذاتها تشعر بألم عميق لكل هذه الأحداث ومع ذلك شدت على يد كاسرة وهي تهمس بثقة: لا تحاتين وضحى.. ما ينخاف عليها..
+
ما أن أنهت مزنة عبارتها حتى تصاعدت الدقات على باب الجناح.. وقفت لنفتح.. ثم تعالى صوت ترحيبها بعفراء ومزون
+
بينما عفراء تهمس برقة: حبينا نمر نسلم عليكم قبل ننزل القاعة..
+
مزنة تبتسم: تو الناس على القاعة.. اقعدوا معنا شوي..
+
عفراء بمودة: لا فديتش نبي نشيك على كل شيء قبل يجون المعازيم..
+
مزون وعفراء تقدمتا للداخل.. سلمتا على كاسرة ووضحى وباركتا لكاسرة بمودة حقيقية ..ثم غادرتا..
+
مزون في الخارج تهمس لخالتها بابتسامتها الشفافة: تدرين خالتي والله العظيم خايفة على أخي..
+
عفراء تضحك: تخافين على كساب.. خافي على المسكينة من كساب..
+
مزون بحماس شفاف: خالتي جمالها شيء غير طبيعي.. ماشفتي بنفسش.. مالها حل..
+
يأما أنش تقعدين تطالعين لين توجعش عيونش لأنش حتى ما تقدرين ترمشين لا يفوتش شيء منها
+
ويأما أنش ترحمين حالش من أول شيء وتغمضين عيونش..
+
عفراء تضحك: زين منتي بولد.. عندش غزل خطير مابعد مر علي في كل القواميس..
+
مزون بشجن: الله يجعلها بس سكن لروح كساب اللي تعبت الكل..
+
*************************************
+
" يا الله وش إحساسك يالعريس الحين؟؟"
+
علي يهمس في أذن كسّاب الذي كان يجلس للتو بعد أن أنهى السلام على فوج من المهنئين..
+
كساب بعدم اهتمام: أحلى شيء لبسة البشت.. كنك شيخ!!
+
علي يبتسم وهو يهمس بمودة صافية: على شكلك في البشت شهويتني أعرس وألبس بشت.. بس عاد أنا من وين لي كتوف مثلك تشل البشت
+
أخاف ألبسه يزلق !!
+
كساب يقف ليسلم على فوج جديد وهو يهمس لعلي: سلمني نفسك بس ست شهور.. وأنا اخلي البشت ما يزلق
+
علي يستعد للمغادرة ليرحب بالمعزومين وهو يهمس باسما: لا يأخي ماني بحملك..
+
وديتني التدريب معك مرة قعدت عقبها يومين مريض.. ماعندك رحمة..
+
حينما غادر المهنئون ليجلسوا في مقاعدهم مال زايد الذي كان يجلس يمين كساب على أذن كساب وهو يهمس بحزم: وش ذا المساسر بينك وبين أخيك؟؟
+
لا عاد يتكرر..
+
زايد استغرب أن كساب ابتسم له وهو يشير برأسه: أبشر.. والسموحة.. كان ينشدني عن شيء..
+
كساب نفسه استغرب أنه هذه الليلة ليس متحفزا ضد أبيه.. بل يهدف إلى إرضاءه..
+
فهو إن كان أقدم على الزواج من أجله جزئيا.. فربما أقل ما يقدمه له الليلة أن لا يكدر عليه فرحته بالعناد..
+
وبالفعل كان زايد هذه الليلة سعيدا.. سعيدا جدا لدرجة أن منصور الذي كان هو بذاته غاية في السعادة..كان يقول له باسما:
+
تدري يأخيك أكيد بكرة شدوقك بتوجعك من كثر ما استخدمتها..
+
ابتسم زايد: تدري يأبو زايد.. خاطري أغمض عين وأفتح عين أشوف عياله.. ياني متشفق على شوفتهم..
+
رد عليه منصور بفخامة: وعليان المسكين؟؟
+
زايد بشجن: أنت عارف غلا علي.. بس أبي كساب يستقر ويرتاح باله.. وأبيه يوم يصير عنده عيال.. يفهم كل شيء سويته وكان يضايقه مني
+
ويحس اللي كان يسويه فيني أشلون يضايقني!!
+
ويدري بغلاه اللي داخل العظم واللحم وهو عاده شاك فيه!!
+
***********************************
+
" الحين أنتي من جدش على هالمناحة.. عيب عليش والله
+
هذا وانتي وإياها كنتو قطو وفار..
+
ترا كاسرة هي القطو وأنتي الفار"
+
وضحى تحاول منع سيل دموعها وهي تنظر لتألق كاسرة التي كانت تجلس في كوشتها الصغيرة والبالغة الرقي
+
والتي أقيمت لها في غرفة مجاورة للقاعة بناء على تصميم أم مهاب
+
وتهمس باختناق: غصبا عني شعاع.. والله العظيم غصبا عني..
+
يعني صدقيني على كثر ما كانت كاسرة كاتمة علي ومتحكمة فيني لكن عمري ماشكيت في غلاي عندها ولا هي شكت في غلاها عندي
+
ما أدري أشلون باستحمل البيت من عقبها..
+
شعاع تنظر لكاسرة وتبتسم وتهمس بشفافية: ماشاء الله تبارك الله.. عمري ماشفت عروس بذا الجمال ولا ظنتي بأشوف..
+
كانت تنظر لكاسرة التي كان تألقها أشبه بالخيال في فستانها الأبيض.. صورة مبهرة في الحسن والمثالية إلى درجة الألم..
+
تسريحتها الراقية وبعضا من خصلاتها تنحدر على نحرها الناصع وعلى العقد الماسي الذي كان يستمد جماله من جمال النحر الذي حضي بشرف ملامسته..
+
سواد أهدابها وزهوة شفتيها.. ونقشات الحناء على ذراعيها المصقولين..كل شيء كان بالغا حده في الإبهار والخيال...
5
أعادت الهمس وكأنها تكلم نفسها: ماشاء الله تبارك الله.. الله يحفظها من كل شر!!
+
وضحى تحاول أن تتناسى وجعها وهي تهمس لشعاع: جوزا وينها؟؟ مهيب جايه تسلم على كاسرة؟؟..
+
حينها انتقل ألم الشقيقات لشعاع: جوزا ماكانت تبي تجي.. واجد متفشلة منكم... ومستحية تواجهكم.. بس أمي حلفت عليها تجي
+
فهي تأخرت تتزين وبتجي بعد شوي..
+
وضحى بشفافية: شعاع يا قلبي هذا نصيب.. وجوزا مهما صار بنت عمتنا..
+
سميرة التي أنهت سلامها على كاسرة تدخل رأسها بين الاثنتين: مالي بذا السوالف.. وش فيكم تساسرون؟؟
+
شعاع تبتسم: لا تخافين ماجبنا طاري تميم..
+
سميرة تضع يدها على قلبها وتهتف بنبرة تمثيلية: الحمدلله وأنا قلبي كان ناغزني منكم..
+
شعاع تغمز لها: أما لو تميم شافش بذا الفستان الأسود مهوب بعيد ينجلط..
+
زين أنش تسهلتي عشان ما تقطعين نصيبي إذا شافوش النسوان بعد شوي في القاعة
+
تدرين المشفح يموتون على البياض.. وأنتي الليلة لمبة متحركة.. ماحد بمتفكر في خشتي..
+
سميرة تنفض يديها وهي تهمس بجزع تمثيلي: بسم الله علي.. ول عليش.. أنا اللي تخصص نظل حتى تخصصي بتنافسيني فيه..
+
بس ارتاحي.. أصلا أمي حالفة علي ما أطلع للقاعة .. بأسلم على كاسرة وأقوم أفارق.. خبرش عرسي قريب وعيب النسوان المشفح يشوفوني..
+
يبون يعقدوني.. مع أني بأموت أبي أشوف الترتيب.. وأنتو بعد يالدبات شفقتوني من كثر ما تمدحون العرس.. بأموت أبي أشوف..
+
كانت سميرة بالفعل غاية في التألق في فستان أسود من الدانتيل المختلط ببعض التركواز..
+
بدا في تضاده مع لون بشرتها الناصع أشبه بحكاية خرافية نسجتها عرافة سحرية لحسن شفاف..
+
أما وضحى التي نهضت الآن لتتوجه لشقيقتها فكانت ترتدي فستانا سكريا
+
قماشه هو ذاته قماش فستان العروس بشك وتطريزات شبيهة بفستان كاسرة مع اختلاف شاسع..
+
ولكن من يراه سيلاحظ التشابه المقصود فورا..وكانت هذه هي فكرة كاسرة
+
ولكن فستان كاسرة كان أبيض اللون ومتسع من الأسفل على الطريقة الفيكتورية
+
بينما فستان وضحى كان ضيقا على جسدها..
+
ورغم أن وضحى رفضت هذه الفكرة.. فهي ليست في حاجة أن يلاحظ أحد التشابه ..فيقارن مقارنة لن تكون لصالحها..
+
رفضت مطولا ولكن كاسرة فرضت رأيها الذي لم تبرر أسبابه..
+
فهي لم ترد أن تكشف أسبابها التي كانت بالغة العاطفية..
+
أحبت أن تمنح لوضحى إحساسا بالقرب منها.. لم يسبق أن فعلته عروس التي غالبا تحب أن تتميز لوحدها بلباس لا يشابها فيه أحد..
+
أما شعاع ففستانها السماوي من قماش الشيفون عكس بشكل رائع رقتها وسماويتها..
+
أما التي كانت مفاجأة الحاضرات القليلات جدا عند كاسرة في الوقت ذلك
+
فهي التي دخلت الآن بفستان حريري أخضر أبرز تفاصيل جسدها المثالية..
+
سميرة حينها وضعت يدها على جبينها وهي تهمس بنبرتها التمثيلية المحببة:
+
ياقلبي اللي وقف.. شعيع طالبتش.. قولي لأختش تسلفني جسمها يوم عرسي بس
+
طالبتش.. أبوس إيديكي ورجليكي.. ول على أختش على ذا الجسم.. أنا ارتفعت حرارتي الحين..
+
شعاع بجزع حقيقي: سمور يا النظول.. اذكري الله على أختي..
+
سميرة تضحك: ماشاء الله ياختي.. دنا عيني مش مدورة..
+
بس قولي لي أختش وش تاكل أكله قبل عرسي..
+
شعاع تضحك: لو أدري كان كلته أنا.. وأنا شكلي كذا كني بزر أم 15 سنة..
+
جوزاء كانت تحاول أن تتقدم بثقة رغم أنها في داخلها كانت ستموت حرجا من الموقف كله.. لم يمض على طلاقها من ابنهم إلا أيام فقط
+
عدا أن نفسيتها مرهقة تماما بل محطمة وماكان ينقصها هو أن تُجبر على التأنق حتى تبارك لكاسرة زواجها..
+
بينما هي أشبه بحطام إنسان ذاوٍ مقارنة بهذه الشمس التي احرق نورها كل من يجاورها..
+
ليذكرها كل ذلك بعقدها المتراكمة في ذاتها.. وهي تشعر أنها هذه الليلة تكره نفسها وتحتقرها أكثر من أي شيء في هذا العالم..
+
تقدمت خلف والدتها التي كانت تحتضن كاسرة وهي تبارك لها بتأثر عميق وهي تتذكر أخيها المتوفي..
+
لتتأخر حتى تتيح المجال لجوزاء التي همست بخفوت واستعجال: ألف مبروك كاسرة..
+
أنهت عبارتها وكانت تريد الانسحاب.. ولكن كاسرة شدتها من يدها وهمست لها بحزم: جوزا اقعدي جنبي أبي أكلمش في موضوع
+
جوزاء جلست وهي تشعر بحرج عميق.. آخر ما تريده أن تجلس بجوار كاسرة وتكون هي في بؤرة الضوء ومرمى نظر كل من سيأتي للسلام عليها
+
بينما كل ماتريده أن تنزوي في زاوية ينساها فيها العالم أجمع..
+
همست كاسرة لها بخفوت حازم: ادري إنه الحين مهوب وقته أبد وعيب حتى أتكلم في ذا الموضوع وفي ذا الوقت
+
لكن أنا ما أدري متى أقدر أشوفش.. وانا ما أقدر أخلي الكلام ذا في خاطري
+
وعلى العموم أنا ماني بمطولة عليش..
+
اسمعيني جوزا.. أنا مهوب خافيني إن معاملتش لي تغيرت 180 درجة من عقب موت أبو حسن اللي ماصار..
+
وأنا أدري إن التغيير ذا أكيد بسبب شيء سواه.. وأكيد هو سبب كل شيء صار لش..
+
وأنا سمعت من وضحى إنه رجع وخطبش على طول عقب ما طلقش امهاب..
+
وجه جوزاء اشتعل حرجا مريرا.. بينما كاسرة أكملت بذات الحزم الخافت: اسمعيني عدل.. نصيحة لله.. أنا أدري زين من معرفتي لمحبتش لحسن إنه مستحيل تزوجين وتضحين بحضانة حسن..
+
لكن ولد آل ليث توه شباب.. ومستحيل يقعد بدون مرة..
+
تبينه هو يتزوج وينبسط؟!!.. وفي النهاية ترا حسن إذا كبر راجع له راجع له..
+
يا بنت عمتي حطي عقلش في رأسش وارجعي لأبو حسن..
1
خليه يندم على كل شيء سواه.. خليه يندم على الشهور اللي قضيتيها في حداد وهو مطلقش
+
خليه يندم على ضياع عمرش ودراستش..
+
وقبل ما يفكر يطفش وإلا يهرب.. اربطيه بولد ثاني ..
+
جوزاء لم ترد عليها.. وهي تقف لتجلس بجوار شقيقتها شعاع بعد أن مرت على أم امهاب وسلمت عليها..
+
بينما فاطمة قفزت بجوار كاسرة وهي تهمس في أذنها بخفوت: هذي كلها سوالف مع أم جسم صاروخي.. حشا وش قلتي لها؟؟..
+
كاسرة تبتسم وتهمس: مستحية أقول لش.. مهوب أنا عروس..
+
ذات سؤال فاطمة سألته شعاع لشقيقتها..وهي تستغرب جدا ما الذي قد تقوله لها كاسرة وفي ليلتها الاستثنائية..
+
ردت عليها جوزاء بتبلد: بأقول لش في البيت..
+
بعد دقائق.. هتفت أم مهاب للشابات المتواجدات بعد أن أنهت اتصالا.. أن مهابا وتميما سيدخلون للسلام على شقيقتهما
+
وفي الوقت الذي استعجلت جوزاء الخروج وكأنها تريد الهروب..
+
فإن سميرة التي خرجت مجبرة كانت تتمنى لو استطاعت أن ترى تميما كي تطمئن على وضعه.. وإحساسها بالذنب من ناحيته يخنقها لأبعد حد..
+
بينما وضحى كانت تميل على أذن والدتها: غريبة يمه جية تميم وامهاب ..مهوب المفروض يجون مع كسّاب.. ليه جايين قبله..؟؟
+
بعد دقائق كان مهاب وتميم يدخلان..
+
رغما عنها ورغم ادعاء القوة الدائم.. انتابها إحساس عميق بالتأثر وهي ترى شقيقيها.. وخصوصا تميم بيديها الاثنتين المعلقتين بعنقه..
+
اقتربا كلاهما منها.. مهاب قبل جبينها وهو يهمس لها بمودة عميقة وتأثر أعمق: بنشتاق لقشارتش.. وين نلاقي لنا أخت قشرا كذا؟!!
+
كاسرة ابتسمت وهي تهمس بشفافية: زين اضحك علي قل بنشتاق لرقتش.. اسمي عروس ترا..
+
مهاب يعاود تقبيل جبينها وهو يهمس بمودة صافية: وأحلى عروس بعد.. ومافيه عروس عقبش بعد..
+
كاسرة تهمس له بمودة صادقة وتأثرها يتعاظم: وعقبالك قريب إن شاء الله..
+
مهاب تأخر ليتقدم تميم منها.. الذي قبل هو أيضا جبينها ثم ابتسم وهز كتفيه دلالة أنه لا يستطيع أن يشير بشيء..
+
ابتسمت له كاسرة وأشارت بمودة عميقة: وصلني اللي تقصد حتى لو ما أشرت.. جعلني ما أذوق حزنك وماتشوف شر..
+
حينها همس مهاب لكاسرة باستعجال: يالله ياعروس.. اطلعي لغرفتش وبدلي بسرعة عشان كساب ينتظر برا.. أنا بأوديكم المطار..
1
حينها تغير وجه كاسرة وهي تهمس بحزم: وكسّاب ليه ما يبي يدخل؟؟
+
مهاب بطبيعية : يقول مستعجل..
+
كاسرة بحزم خافت: يعني لو كان دخل معكم الحين بدل ماهو قاعد في السيارة مهوب متاخر؟؟
+
أنا آسفة ماراح أطلع إلا هو يجيني بنفسه.. يعني جد امهاب منت بحاس إن موقفه سخيف وقصده يهيني.. وإلا عادي عندك؟؟
+
يعني أنا ليش لابسة ومتكشخة.. مهوب عشان يجي ويشوفني.. وحضرته مهوب متنازل يعني!!
+
مهاب لم يفكر مطلقا بهذه الطريقة.. ولكن بما أن أخته متضايقة من هذه النقطة
+
فهو يستحيل أن يسمح أن تشعر أن كساب يقصد إهانتها وفي هذه الليلة بالذات.. حتى لو كان لا يقصد ذلك..
+
لذا تناول هاتفه وهو يتصل ويهمس بحزم: كساب لو سمحت تجهز عشان أنت تدخل وتأخذ أختي بنفسك..
+
كساب الذي كان يجلس في السيارة مع شقيقه علي الذي كان يقود السيارة الأخرى حتى يعيد تميم بعد ذلك..
+
هتف بحزم مشابه: امهاب ماعندي وقت.. نبي نطلع المطار.. وحتى أغراضي كلها صارت في السيارة..
+
مهاب بحزم أشد: بدل منت قاعد في السيارة.. ماراح يضرك تسمح خاطرها وتجي تاخذها وتطلع معها..
+
حينها صر كسّاب على أسنانه بقوة (يعني هذي أوامر الشيخة) ..
+
ولكنه لم يسمح لها أن تفقده السيطرة.. ولم يرد أن يظهر بمظهر غير لائق أمام نسيبه.. لذا هتف بحزم: خلاص ولا يهمك..تعال لي عشان أدخل..
+
بينما ابتسامة علي اتسعت وهو يرى كساب يُجبر على تغيير مخططاته..
+
فعلي أساسا كان يشعر باستغراب أن كسابا لا يريد الدخول (فهل هناك عريس لا يريد رؤية عروسه بالفستان الأبيض؟؟)
+
لذا كاد يقهقه وهو يعود مع تميم لموقع حفل الرجال الضخم
+
بينما كساب عاد للداخل مع مهاب وهو يعاود لبس بشته الأسود بعد أن خلعه لظنه أنه متوجه للمطار..
+
وقتها لم يعد مع كاسرة سوى والدتها.. بينما وضحى خرجت لبقية البنات في القاعة..
+
في الوقت الذي دخل كساب ومهاب عبر باب لا يمر على قاعة النساء..
+
ورغم أن كسابا كان يشعر ببعض غضب من كاسرة التي أجبرته على تنفيذ رغباتها..
+
ولكن من ناحية أخرى كان يشعر بارتياح أنه أوصل لها الرسالة التي يريد إرسالها لها
+
(أنه غير حريص على رؤيتها.. وأن الجمال الذي هي مغرورة به هو غير ذي أهمية عنده)
2
ولكن كلام يهذي به قبل دخول المعركة أوشك على التبخر وهو يسمع صليل السيوف وقعقعة الرماح وهسيس السهام فوق رأسه..
+
هذه الحرب الفعلية شعر أن رحاها تدور فعلا أمامه وهو يراها ماثلة أمامه في عينيها نظرة غضب أو ربما عتب
+
ولكن المؤكد أنها نظرة سحر لا وجود لمثيل لها في هذا الكون..
+
كانت حسنها ينير المكان كشمس فعلية غشت المكان بأنوارها التي لا قبل للعين باحتمالها!!
+
وعيناه تطوفان بتفاصيل حسنها الآسر تفصيلا تفصيلا.. وكل تفصيل يبدو كما لو كان يقول أنا منتهى الحسن وغايته!!
1
ولكن إن كانت عنيدة فهو أكثر عنادا منها بكثير.. وإن كانت أصرت على أن يدخل.. فهو سيجعلها تندم على ذلك وتتمنى لو أنه لم يدخل..
1
تقدم منها بخطوات ثابتة وهو يرى النظرة في عينيها تتغير لنظرة تحدي وانتصار لم يفهمها سواه..
+
بينما كانت مزنة ومهاب يقفان قريبا منهما.. ودعوات مزنة تتزايد مع تزايد تأثرها..
+
كساب حين وصلها وقفت كما يستلزم الذوق.. همس لها بثقة وفي عينيه نظرة مغرقة في العمق: ألف مبروك ياعروس..
+
فهمست له بثقة مشابهة: الله يبارك فيك ياعريس..
+
أنهى عبارته ليميل حينها جانبا ويقبل خدها بتروي.. كاسرة انتفضت لم تتوقع منه هذه الخطوة أبدا وأمام شقيقها..
+
افترضت على أسوأ الأحوال أنه سيقبل جبينها كالمعتاد.. ولكن أن يقبل خدها وبهذه الطريقة الحميمة المتأنية..
+
شعرت حينها أن خدها تشتعل وهي تهمس له بخفوت شديد من بين أسنانها: كساب بس.. عيب عليك..
+
كساب رفع شفتيه ثم همس بثقة وهو يجلسها بذوق كبير قبل أن يجلس جوارها: والله ما أشوف فيها شيء عيب.. بعدين هذا اللي انتي تبينه...
+
وإلا ليش لزمتي أدخل؟؟..
+
كاسرة صمتت خجلا من مهاب وليس منه..
+
بينما كساب عاود الوقوف ليسلم على أم مهاب وهو يقبل رأسها ويهتف بمودة عميقة: أشلونش يمه؟؟
+
مزنة بتأثر: طيبة يأمك.. وألف مبروك.. والله الله في كاسرة..
+
كساب التفت لكاسرة وهو يهتف بنبرة مقصودة: ازهليها يمه في عيوني
+
ثم همس لها برجاء فخم: يمه لو سمحتي نادي خالتي وأختي.. أبي اسلم عليهم
+
ثم التفت لمهاب: أبو فيصل لو سمحت.. خلاص انتظرنا في السيارة
+
أنا باطلع مع كاسرة تبدل ثم بنجيك في السيارة
+
مهاب خرج فعلا بعد أن قبل جبين كاسرة مرة أخرى.. بينما مزنة استدعت فعلا مزون وعفراء بناء على رغبة كساب
+
بينما كان غيظ كاسرة يزداد عليه.. (يعني الأخ ماكان عنده وقت ينزل..
+
الحين صار عنده وقت ينزل ويتحبب ويتميلح..
+
ياثقل طينتك وياشين وقاحتك)
+
مزون منذ استدعتها أم امهاب ودقات قلبها تتصاعد (معقولة إنه ناداني.. أكيد مجاملة قدام الناس)
+
دخلت هي وخالتها وكل منهما تغتالها مشاعر فرحة مختلفة..
+
عفراء ترى بكرها عريسا.. فرح مغموس بحزن شفاف أنها ما استطاعت أن تفرح بابنتها كما فرحت به..
+
وأمنية صادقة أن يستقر هذا العنيد الذي أتعب الجميع بصعوبة طباعه..
+
مزون دخلت وعيناها تتملئ من إطلالته وهو يقف بفخامة ملتفا ببشته الأسود.. في عينيها لم تر عريسا أكثر وسامة ولا أعظم حضورا..
+
كان هو وعروسه يشكلان لوحة نادرة جمعت قمة الأنوثة بقمة الرجولة..
+
وقف ليتلقى خالته ومزون.. آلمه كثيرا لمعة الدموع بعينيهما.. وصلته خالته أولا ليقبل هو جبينها ويهمس لها بحنان:
+
خالتي الله يهداش ماعندش تعبير عن المشاعر غير الدموع.. تحزنين تبكين.. تفرحين تبكين
+
كاسرة أرهفت السمع.. بدا لها أن حاسة السمع تخونها.. لم تتخيل أن هذا الكساب قد تصدر عنه هذه النبرة التي تذوب حنانا صافيا..
+
بدا لها أن من يتكلم هو شخص آخر تماما!!
+
بينما عفراء همست له بحنان عميق: مبروك يأمك ألف مبروك.. عقبال ما أشوف عيالك.. من فرحتي فيك مالقيت إلا الدموع
+
ثم أردفت وهي تلتفت لكاسرة وتهمس لها بمودة: كاسرة يأمش ما أوصيش في ولدي..
+
ثم ابتسمت: صحيح له طبايع قشرا بس قلبه ذهب..
+
كاسرة هزت رأسها وهي تهمس بذوق ورقة: لا تحاتينه خالتي..
+
بينما كانت تهمس في داخلها بتهكم (قال قلبه ذهب.. صفيح يمكن!!)
1
عفراء تأخرت لتسمح لمزون أن تصعد له.. مزون وقفت أمامه للحظات تملأ عينيها منه.. وهو بالمثل..
+
منذ زمن بعيد لم يلمح هذه السعادة في عينيها حتى وإن كانت سعادة مبللة بالدموع..
+
هي لم تستطع أن تكتفي بمجرد قبلة باردة.. تريد أن تطفئ عظامها التي سكنتها الوحشة والبرد..
+
لذا ألقت بنفسها على صدره وهي تتمنى ألا يحرجها وفي هذه الليلة بالذات
+
وهو لم يستطع فعلا أن يكون بخيلا معه أو حتى يحرجها بينما هي تندفع بمشاعرها هكذا ..
+
لم يرد أن يصغر شقيقته أمام زوجته حتى وإن كان عاجزا عن مسامحتها.. رد على ارتمائها على صدره بأن أحتضنها بخفة..
+
حينها فعلا انهارت ببكاء خافت.. أربع سنوات مرت لم يحتضنها فيه.. أربع سنوات مرت افتقدت فيها حضنه الدافئ..
+
أربع سنوات كانت فيها كالضائعة التي شعرت أنها تعود للميناء الآن..
+
كساب شعر بالألم يمزق روحه المنهكة من بكائها.. وهو يشدد احتضانه لها..
+
فإن كانت اشتاقت لأحضانه فهو أضناه الاشتياق لاحتضانها..
+
لتكن هذه لحظة مسروقة من غضبه الأسود . ولديه مبرر جاهز.. فليس من اللائق ألا يحتضنها في هذا الموقف وأمام زوجته وأمها..
2
كاسرة كانت مذهولة من شفافية العلاقة بينهما (لهالدرجة يحب أخته؟!!)
+
مزون ابتعدت قليلا وهي تهمس باختناق: مبروك كساب.. ألف مبروك
+
رد عليها بحياد: الله يبارك فيش..
+
ثم أردفت بجزع وهي تلحظ انطباع بعض أحمر شفاهها على بياض ثوبه على طرف البشت وتحاول مسحه: آسفة كساب والله ماكان قصدي
+
همس لها بخبث باسم وهو يلتفت لكاسرة: عادي لا تهتمين.. باقول لامهاب إن هذا من أخته..
+
حينها اشتعل وجه الاثنتان خجلا.. مزون وكاسرة.. بينما كانت كاسرة كانت تنظر لكساب نظرة تهديد لم يفهمها سواه..
+
عاد ليجلس جوارها بينما همست هي في أذنه: لا تكون من جدك تبي تكذب علي قدام أخي..
+
كساب بسخرية: إلا وأشرايش أقول له هذا روج أختي؟!!
+
عفراء تهمس لمزون والاثنتان تقفان جانبا مع مزنة: يأمش بس ليش ذا البكا كله؟؟
+
مزون باختناق: غصبا عني خالتي.. شوفي شكله جنبها.. شوفي اشلون لايقين على بعض... بس يا ليت صدق تقدر تريحه..
1
عفرء تبتسم لها: إن شاء الله يأمش..
+
كساب حينها وقف وهو يهتف لعمته: يمه لو سمحتي عباة كاسرة.. بنطلع عشان تبدل ونروح المطار..
+
مزنة سارعت لإلباس ابنتها عباءتها همست لكساب بحزم: تبيني يأمك أطلع معكم
+
كساب بثقة: براحتش.. لو أنتي تبين..
+
مزنة مالت على أذن كاسرة وهمست لها ببعض كلمات ليغادر الاثنان وحيدان..
+
حينها شعرت مزنة أنها بحاجة للجلوس جلست على طرف الكوشة وهي تشعر كما لو أن روحها تغادرها بشكل مجهول..
+
مزون سارعت لها وهمست لها بقلق: أجيب لش ماي خالتي..
+
مزنة رغم إحساسها بالإجهاد إلا أنها همست بثقة: مافيه داعي يأمش.. بأقوم الحين وبأروح القاعة بنفسي..
+
قالتها وهي ترفع برقعها وتهف على وجهها قليلا.. ثم تعاود إسداله لتقف وتتوجه لداخل القاعة بينما مزون تتبعها وهي تهمس لخالتها باسمة:
1
الحين عرفت من وين كاسرة جايبة ذا الزين كله !!..
+
***********************************
+
فور أن دخلت للجناح ألقت عباءتها بغضب وهي تهمس بغضب لمن كان يغلق الباب خلفها:
+
أنت شكلك كنت تبيني أتكسر عشان ترتاح..
+
كساب ألقى بشته على طرف المقعد وهتف ببرود: ليش إن شاء الله؟؟
+
كاسرة جلست على المقعد وهي تهمس بذات الغضب:
+
بصراحة ماعندك ذوق.. الحين العباة على وجهي وما أشوف شيء.. على الأقل امسك يدي لين أوصل فوق بدل منت مخليني أركض وراك
+
كساب بسخرية: قلت لش قبل ماعندي ذوق.. من وين أجيبه؟؟
+
ثم أردف وهو يجلس جوارها ثم يمسك بكفها ويهمس بخفوت خبيث: ولا يهمش .. الحين بأمسكها.. مادريت أنش متشفقة على مسكتي ليدش..
+
قالها وهو يرفع يدها إلى شفتيه مقبلا بعمق دافئ..
+
كاسرة شدت يدها التي رغما عنها بدأت ترتجف وقبل أن يلاحظ ارتعاشها وهي تهمس بثقة: تدري أنك سخيف..
+
حينها أمسك بوجهها بين كفيه وهمس بتلاعب: جد شايفتني سخيف؟؟
+
كاسرة بدأت تشعر بالتوتر الناتج عن خجلها الطبيعي.. فهي مهما كانت قوية مجرد شابة في ليلة زفافها..
+
وهذا الرجل الذي يتلاعب بها هو الأول الذي يقترب من حدودها المحظورة..
+
ومايثير توترها.. إحساسها أنه يخفي شيئا ما.. تعلم أن جمالها يدير عقول أعتى الرجال.. فثقتها بجمالها طاغية..
+
ولكنها في داخلها تشعر أن إظهار كسّاب للهفته لها أو تغزله الصريح بها ليسا أبدا مقصودين لذاتهما
+
لأن شخصية كشخصيته لا تظهر ولعها بهذه الصورة حتى لو كان سيكون يحترق ولعا.. فهو لابد سيحاول إخفاء ولعه..
+
فإلى ماذا يهدف من هذا التلاعب؟؟
+
كاسرة تأخرت قليلا وهي تهمس بنبرتها الحازمة الطبيعية: أنت ماكنت مستعجل على روحتنا للمطار؟؟.. اشفيك غيرت رأيك؟؟
+
أفلت وجهها وهو يتأخر ويسند ظهره للخلف ويهتف بتحكم: أنتي خربتي المخطط كامل..
+
والحين قومي توضي وبدلي عشان نصلي ركعتين..
+
وقفت وهي تهمس بحزم: زين وأنت بعد كنت ناوي تأجل صلاتنا مع بعض؟؟
+
هز كتفيه بثقة: كنا بنصلي إذا وصلنا.. مهوب أنا اللي أنسى..
+
كانت على وشك المغادرة حين همست بتساؤل حازم: خاطري أدري وش اللي كان في رأسك ؟؟ووش اللي في رأسك الحين؟؟
+
لم يرد عليها بينما كانت تتناول هي تنورة وتيشرت خفيفين كانت وضحى وضعتها لها على المقعد ..
+
حينها همس لها بخبث: تبين مساعدة في التبديل؟؟
+
أشارت بيدها لا ..وغيظها من وقاحته يتصاعد.. وارتدت ملابسها في الغرفة المجاورة بعد أن فككت تسريحة شعرها بسرعة..
+
وعادت له وهي تحمل سجادتها وجلالها وتهمس له بهدوء: أنا على وضي.. تبي تتوضأ أنت..
+
وقف وهو يهتف بثقة: وانأ بعد على وضي.. يا الله نصلي..
+
وقف ووقفت خلفه ليصليا ركعتين سويا.. ثم يدعو كل منهما بدعاء خاص به.. حينما انتهى وضع يده على رأسها وهو يدعو بالدعاء المأثور..
+
حينما انتهى همست له بسكون غريب: دعيت من قلبك يا كسّاب؟؟
+
هز كتفيه بتهكم: وليه تظنين إني مادعيت من قلبي؟؟
+
كانت تخلع جلالها وهي تهمس بثقة: لأني حاسة أنك ماخذ سالفة الزواج لعبة...
+
حينها أداراها ناحيته بقوة ليغرز أنامله بقوة في عضديها وهو يهتف لها بسخرية بها رنة غضب:
+
خوش كلام تقوله عروس لعريسها ليلة عرسهم!!
+
حينها أجابته بتهكم: ليه أنت حاسس بإحساس عريس صدق؟؟ (ترد عليه ذات عبارته التي قالها لها اليوم!!)
+
همس لها بخفوت وأنامله ترتخي عن عضديها لترتفع لكتفيها ثم لأسفل عنقها: من حيث أني حاسس.. فانا أكيد حاسس..
+
عاد لها إحساسها بالتوتر الذي طمرته خلف ثقة صوتها: ماكان هذا كلامك اليوم الظهر..
+
ابتسم لها بتلاعب: على قولت المثل ..كلام الليل مدهون بزبدة يطلع عليه النهار يسيح..
+
كاسرة بضيق: كساب لو سمحت تاخرنا على امهاب..
+
ابتسم كساب: تحاتين أخيش.. البشي عباتش على ما أنادي حد من تحت يشيل شناطش
+
كاسرة ارتدت عباءتها وهو يتصل.. وضعت نقابها على المقعد وفتحت حقيبة يدها لتستخرج منديلا لمسح الزينة وهي تقترب من كساب..
+
وتهمس له بهدوء: كساب لو سمحت لقني وجهك..
+
كساب استدار لها وفي عينيه تساؤل.. كان ردها على تساؤله أنها بدأت تدعك مكان أحمر شفاه مزون عن صدره..
+
حتى أزالت معظمه ولم يبق سوى أثر خفيف منها وهي تهمس بتهكم ومازالت تمسح: أنت من جدك كنت ناوي تطلع للمطار كذا؟؟..
+
هتف لها بابتسامة: شناطي صارت في السيارة.. سأشوي فيش وأنتي اللي اصريتي أنزل.. من وين أجيب لبس..
+
هتفت له ببرود وهي مازالت تمسح صدره: الحين أنا المذنبة في كل شيء؟!!
+
تناول كفها عن صدره ليقبلها وهو يهمس لها بدفء مقصود: كل شيء.. كل شيء!!
+
عاودها التوتر الذي ترفض الإفصاح عنه وهو يتناول كل أصبع من أصابعها ويقبله بنعومة متأنية تثير فيها مشاعر عميقة غريبة مختلطة باستغراب..
+
(إلى ماذا يهدف هذا الرجل من هذا الاندفاع في مشاعره؟!)
+
شدت يدها من يده وهي تهمس بثقة: ننزل؟؟
+
كان رده عليها أن مد يده ليعبث بطرف شيلتها الملاصق لخدها وهو يقترب منها كثيرا حتى باتت تتنفس أنفاسه من قرب مخيف
+
جعل آلاما غير مفهومة تتصاعد في معدتها.. وكأن بطنها يُعصر!!
+
تأخرت وهي تبتعد كليا عنه لتتناول نقابها وتهمس بنبرة مقصودة: الحين أنت ماكنت تبي تطلع معي أساسا.. على أساس إنه بنتأخر على الطيارة
+
وش اللي تغير؟؟ أجلوا الطيارة مثلا!! ماراح نتأخر الحين؟؟
+
همس لها بهدوء متمكن وهو يستدير ليعدل غترته في المرآة: احنا درجة أولى.. لو جينا قبل الإقلاع بنص ساعة بنسافر
+
والطيارة باقي عليها أكثر من ساعة ونص
+
حينها حملت حقيبة يدها وهي تهمس بذات النبرة المقصودة: وذا المعلومات ماكنت عارفها قبل شوي؟؟..
+
كساب رد عليها بذات نبرتها المقصودة: أكيد عارفها.. بس حبيت أوصل لش رسالة.. أعتقد إنها وصلت
+
كاسرة بذات النبرة المقصودة: والرسالة تقول؟؟
+
كساب دون أن يلتفت لها هتف بعدم اهتمام: أحب اللي يلقطونها وهي طايرة..
+
كاسرة بثقة: وأنا أحب اللي يشرح لي مقصده
+
كساب بذات عدم اهتمام: وانا مالي مزاج أشرح لأغبياء..
+
كاسرة ببرود: أنا غبية؟؟
+
كساب بحزم: يالله خلينا ننزل بدون كثرة هذرة.. ما تستحين تنقعين أخيش في السيارة كنه دريول؟!
+
كاسرة بصدمة: أنا؟؟
+
لم يرد عليها وهو يخرج وهي تخرج خلفه.. همس لها وهما في الممر بتلاعب: أمسك يدش الحين؟؟
+
كاسرة بحزم: لا مشكور.. الحين أشوف عدل..
+
ولكنه لم يستجب لرفضها وهو يمسك يدها بطريقة تملكية..
+
حاولت أن تشد يدها من يدها ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل.. فيده كانت ككماشة أطبقت على يدها..
+
حين أصبحا في المصعد همس لها بخبث: لا تحاولين تفكين يدش.. إلا إذا أنا سمحت لش
+
كاسرة بنبرة غضب: كساب بلاحركات بزران.. لا تفشلني في أخي.. وش يقول علي؟؟.. مالها نص ساعة من شافته وكلبشت في يده؟؟
+
هتف لها بسخرية: عادي.. بيقول أنش ماقاومتي جاذبيتي..وماصدقتي تشوفيني وخايفة أهرب منش..
+
كاسرة شدت نفسا عميقا: كساب لو سمحت فك يدي..
+
كساب يدعي عدم السماع: نعم ماسمعت.. عيدي
+
رصت على كل كلمة: قلت.. فك.. يدي..
+
كساب بتلاعب: لا باقي كلمة ماسمعتها.. "لو سمحت"..
+
كاسرة بدأت تغضب: كساب عيب عليك.. المصعد وقف..
+
عاود كساب إغلاق أبواب المصعد وهو يهتف بذات التلاعب:نسكره..
+
شكلش تبين تتعبيني.. خلاص غيرت رأيي ما أبي "لو سمحت"
+
عطيني بوسة.. بس تكون من الخاطر وأفك يدش
+
كاسرة بصدمة: من جدك؟؟ هنا في المصعد؟؟..
+
كساب يضحك بخبث: ليش مستعجلة كذا؟؟.. مالنا مكان بيلمنا عقب؟؟..
+
أنا بأفكش الحين بس حطي في بالش أني ما أتنازل عن وعدش اللي أنتي مستعجلة عليه
+
شدت يدها وهي تتنفس الصعداء وهما خارجين من المصعد متجهين للخارج
+
هذه المرة نجح فعلا في إشعارها بالخجل رغما عنها..
+
وقاحته سببت لها صداعا..وهي تجبرها على الصمت طوال الطريق.. عدا إجابات مختصرة حين يوجه مهاب لها الحديث
+
كساب كان يجلس جوار مهاب بينما كانت هي تجلس في الخلف ممسكة بكفها التي كانت تؤلمها قليلا لأنه كانت تشد يدها بقوة لم يشعر هو بها..
+
حين وصلا للمطار.. نزل مهاب ناحيتها ليفتحه لها الباب.. حينها قبل رأسها وهمس لها من قرب بحنان وثقة:
+
ما أوصيش على نفسش وعلى رجالش..
+
ثم أردف بحزم: وأنا ما أعصيش على رجالش.. بس والله لأزعل عليش لأدري إن كساب زعلش وأنتي ماعلمتيني..
+
ثم ابتسم وأردف: ولو أنه ما ينخاف عليش.. المفروض أخاف على كساب..
1
أردفت بشفافية وهي تشد على يده: الله لا يخليني منك.. وجعل عمرك طويل.. لا تحاتيني ولا تحاتي كساب..
+
كساب اقترب منهما وهمس باسما: شكلي بأغار من امهاب.. وش ذا كله؟؟
+
لا وماسكة في يده.. وأنا ماخليتيني أمسك أصبع
+
كاسرة وجهها اشتعل احمرارا تحت نقابها وهي تتوعد كساب أن ترد كل ذلك
+
بينما مهاب ابتسم وهو يرأف لحال كاسرة التي أحرجها كساب رغم سيطرتها الدائمة
+
هتف لكساب بابتسامة: خف على أختي لا تفشلها..
+
ثم أردف بحزم: وما أوصيك فيها ياكساب.. هذي شيختنا..
+
ثم أردف وهو يشد كساب جانبا ويهتف بحزم أشد: ترا كاسرة شخصيتها قوية وما تعودت حد يكسرها
+
أوعدني أنك حتى لو تضايقت منها إنك لا تهينها ولا تكسرها.. ترا كسر القوي شين..
1
كساب هتف له بحزم متمكن: لا تحاتيها.. بس بعد ماني بكاذب عليك وقايل لك إني بأخلي أختك تمشي شورها علي..
+
بأعطيها حقها وبأخذ حقي..
+
مهاب بحزم: ماتقصر يأبو زايد.. حن مانبي إلا الحق..
+
كساب وكاسرة دخلا لداخل المطار همست له كاسرة بحزم : أنت الحين قاعد تحرجني ومستغل ذا الشيء ضدي..
3
بس عقب كم يوم إذا تعودت عليك ماعاد تنفع حركاتك البايخة ذي!!
+
كساب بشبح ابتسامة: بندور لنا شيء ثاني!!
+
وحين انتهت الإجراءات وانتقلا للانتظار في صالة الدرجة الأولى
+
هتف لها كساب بحزم وهو يحمل حقيبة صغيرة في يده: أنا بأروح أبدل ثيابي وبجي.. ماني بمتأخر..
+
همست له كاسرة بهدوء ساخر لا يعبر عن غيظها منه: ولو تاخرت ترا ماني بباكية.. لا تخاف..
+
حينها نظر لها نظرة ذات مغزى.. وغادرها.. ليتأخر فعلا.. بدأ نداء الصعود للطائرة يرتفع وهو لم يحضر بعد..
+
كاسرة تعلم أنه تأخر قاصدا ردا على تهكمها.. ولكن غيظها بالفعل تصاعد منه أكثر وأكثر من تصرفاته اللا مسئولة..
+
لم تعلم أن هناك خطة بعيدة المدى يرسمها هذا الرجل.. فكل خطوة يقوم بها يدرسها..
+
علم منذ اليوم الأول الذي رآها فيه أن التعامل معها سيكون صعبا..
+
وأنه لو تعامل معها بطبيعية.. فإن مركبهما لن يمشي.. لأن أنثى استثنائية مثلها.. لابد أن تُعامل بطريقة استثنائية تفاجئها وتقلب توقعاتها..
+
وهو لن يسمح لها أن تكون تغيره.. لذا هو من سيغيرها!!
+
فإن كان لا يهمها أن يتأخر.. رغم أنه يعلم أنها قالتها كنوع من العناد.. فليتأخر قليلا.. لتعرف كيف تنتقي عباراتها..
+
عاد لها مع النداء الأخير.. كان قد أبدل ملابسه ووضع ثوبه وغترته في الحقيبة الصغيرة التي كانت معه..
+
احتاجت ثوان لتتعرف عليه بعيدا عن الثوب.. كرهت كثيرا ماكان يرتديه وزاد غيظها منه ولا تعلم لماذا..
+
فبعيدا عن فخامة الثوب وانسداله الذي كان بالكاد قادرا على كبح تفاصيل عضلاته..
+
كيف (بالبنطلون والتيشرت) وهو يبالغ في الأناقة وإبراز نفسه بفخامة لدرجة أثارت غيظها أكثر ومازالت لا تعلم لماذا؟!
+
همست له ببرود متحكم: عادي كان تاخرت أكثر.. ولو حبيت تلغي الرحلة ترا ماعندي مانع..
+
ابتسم وهو يشدها ليوقفها.. وهمس بخبث: ياكثر هذرتش بس.. خلصيني.. أخرتينا على الطيارة..
1
#أنفاس_قطر#
+
