اخر الروايات

رواية انا وانت يساوي الفصل السابع عشر 17 بقلم سارة محمد

رواية انا وانت يساوي الفصل السابع عشر 17 بقلم سارة محمد


الفصل السابع عشر
بيت ـوشك على الهلاك، لا يدعى بيتا بل إنه مجرد أنقاض، تحيطه المقابر فقط .. لا تسمع فيه سوى صوت ذئاب الجبل؛ تعوي وصوت صارصور الليل وهو يأن .. تنظر بداخل الحطام فتجد جسد ضئيل متكوم، مكتف اليدين والقدمين، عندما تقترب منه تجد عينيه مغمضتين، ومعالم الألم الصامت ترتسم على ذلك الوجه النائم بينما يقف شخص على الباب يتحدث في هاتفه بصوته الغليظ: قولتلك أخدتها هي ليه .. ولعاشر مرة بأقولك شافت وشي؛ لو سبتها كانت أول ما تفوق هتعرفني .. إنتي نسيتي إن ليا سوابق ولا إيه ؟
-ما كنت قتلتها
-ههههههه بكل سهولة كدا ؟ هو أنا ناقص قواضي .. كفايه اللي عليا
انفعلت: طب أنا ماكنتش عايزة الزفتة اللي عندك دي .. كنت عايزة أختها التانية
-أعملك إيه يعني؟ نصيبنا وقع في دي .. نطلب بدلها فدية وخلاص .. وكدا كدا اللي كان هيدفع ف التانية هيدفع ف دي
-أنا اخترتك لأن حد ثقة بالنسبة لي رشحك .. يا سعد
-يا هانم أنا سداد، بس الظروف جت كدا أعمل إيه ؟
بعد تفكير: خلاص خلاص .. المهم تطلب الفدية اللي اتفقنا عليها .. وخلي بالك م الزفتة اللي عندك دي
- يا باريهان هانم، ما تقلقيش كله تحت السيطرة
أغلق سعد الخط وأتجه إلى فريدة، يمسك بزجاجة مياه؛ سكبها على وجهها، بدأت في الإفاقة، لا ترى شيئا في البداية فتحاول إغماض عينها وفتحها من جديد: أنا فين؟ وأنت مين؟
قهقه: اسألتك كتير يا حلوة .. ودي مش بشرة كويسه
اقترب منها سعد يحاول أن يزيح عنها إسدالها الذي مازال يغطيها، حاولت إبعاد نفسها عن يديه على قدر المستطاع، هتفت به: عايز إيه؟
رمش ببراءة: عايز أشوف الجرح بتاعك عشان أربطه
رفضت بحزم: لا مش عايزة .. سيبني وأبعد عني
- يا بنت الحلال أنا عايز مصلحتك؛ لو سبتك هتفضلي تنزفي لحد ما تتصفي وتموتي
- عندي أموت ولا واحد زيك يشوف حتة من جسمي ولا حتى يلمسني
- وليه الغلط دا بقى؟ دا جزاتي يعني؟ .. طب بصي هأربطلك القماشة دي ع الجرح عشان النزيف يقل شويه
- أنا هاربطها لنفسي
- ما ينفعش أفكك يا بطة ... أنا اللي هأربطه
صممت: يا أنا اللي أربطه .. يا مش هتقربلي
تعب من مجادلتها؛ فقد أنهكته منذ رأها في منزلها، يشعر بالصداع من أثر ضربتها ويعلم جيدا أنها لن تستطيع الذهاب إلى أي مكان وهي على هذا الحال؛ ألقى إليها قطعة القماش: هاخرج برا عشر دقايق وهأدخل كدا حلو ؟
غادر سعد بعدما فك قيدها، وتركها لترى جرحها؛ فحاولت تبين عمقه لكن ضوء النهار لم يتصاعد بعد، لكنه على وشك فاستسلمت لفكرة ربطه فقط، فهي لا ترى شيئ على أية حال.
***
أقفل آدم الحقائب بعدما جهزتها ندى، كان لسان حالها لا يتوقف عن ترديد الاستغفار؛ هي تعرف أنه مفتاح الكروب، سألته باكية: حجزت ع الطايرة الجايه؟
أومأ فيما ألقى نظرة على ساعته الفضية: أيوه هتطلع كمان ساعتين
استقامت في وقفتها: أنا لازم أقول لهند
نصحها: ما بلاش .. كفايه إحنا، دول لسه ف شهر العسل
غمغمت من بين دموعها: لو خبيت على هند .. لما تعرف مش هتسامحني، وأنا لو كنت مكانها كنت هأضايق لو حد خبى عليا
خرجت من غرفتها واتجهت إلى غرفة هند بينما آدم يلحق بها، دقت الباب بقوة من توترها دون أن تلحظ ذلك.
قبض على يدها محذرا: براحه مش كدا، هيقوموا مفزوعين
استيقظوا على طرقات الباب، نهض أحمد يرتدي ملابسه وأسرعت هند تخفي جسدها أسفل مأزرها، فتح أحمد الباب وأختفت خلفه هند متوجسين.
أحمد: ندى .. آدم .. خير؟
آدم: خير إن شاء الله
هند: في إيه يا ندى ؟
زاد بكاء ندى: حرامي .. حرامي هجم ع البيت بتاع إخواتك
شهقت هند مصعوقة: إيه !؟!
***
ركضت تحمل الطفل بين ذراعيه وظلت على هذا الحال حتى وجدت نفسها تقف أمام بيت بأول الحي وتدق بابه، فتحت لها السيدة زنوبه بعدما فرغت من صلاة الفجر: مرام ؟!
فزعت زنوبه من حالتها، تنظر حولها بتوتر فائق، تضم الصغير إلى صدرها كأنها تهاب فقده، اسندتها كي تدخل.
كانت مرام وسيف كل منهما متشبث بالأخر، أجلستها زنوبه على الاريكة وذهبت إلى داخل إحدى الغرف؛ تحضر لها غطاء لتدفئتها، لعل إرتعاشها يتوقف من ثم أحضرت لها كوبا من الليمون حتى تهدئ أعصابها.
سألتها بقلق: مالك يا مرام ؟ في إيه بس؟
تركت مرام سيف ينزل من بين أحضانها، وقف ينظر إليهم بصمت ورأي كيف ألقت مرام بنفسها بين ذراعي العجوز؛ تفرغ ما في جعبتها من دموع.
***
وصل أكرم برفقة صديقه وصعدوا مسرعين إلى شقة عبدالرحمن، وجدوا الباب مفتوحا على مصرعيه كما تركته مرام بعدما ركضت خارجة، دخلوا وكل منهم ينادي منتظرين سماع إجابة مرام و فريدة وسيف أو على الأقل أحدهم، دخل أكرم غرفة مرام فرأى بقعة كبيرة من الدماء على الأرض، صاح بأعلى صوته مرددا اسمها: مـــــــــــــــــــرااااام
هرول إليه مصطفى بعدما سمع صياحه المتحشرج كقطة تموء نتيجة دهس إحدى السيارات لقدمها فأصبحت عرجاء، صدمه أيضا رؤية الدماء: فـ..ر..يـ..د..ة
جاءت أم جلال القاطنة في الشقة المقابلة بسرعة، أزعجها ما سمعته من صراخ ولم يكن أول ما يقلق راحته تلك الليلة ذات النهاية المفتوحة: في إيه ؟
سقط نظرها إلى الموضع فوق السجادة حيث تعلقت أعينهم، رأت الدماء فبدأت بالصراخ كأي من بنات حواء؛ أجتمع الجميع وأتصل أحد الجيران بالشرطة، بقى مصطفى وأكرم كل في صدمته لاحتمال فقده المرأة التي يحب، ونسي كل منهما أمر .. سيف


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close