رواية بين الامس واليوم الفصل المئة وتسع 109 بقلم الكاتبة انفاس قطر
" قرت عينش يمه برجعة كساب!!"
+
عفراء تبتسم ابتسامة باهتة: وعقبال ما تقر عينش بشوفة فهد..
+
جميلة تنهدت وهي تتذكر موعد عودة فهد الذي يقترب مه تزايد اشتياقها له حتى ماعاد في الاحتمال..
+
وهي تخجل أن تتصل به.. فيصرخ بها.. أو يقول لها كلمة تؤلمها..
+
تنهدت جميلة بحنان: زين يمه دام كساب رجع.. ليش متضايقة كذا؟؟
+
عفراء بتأثر: متضايقة عشانه هو ومرته.. من حزني عشانهم مافرحت بحملي..
3
جميلة اتسعت عينيها وهي تنظر لوالدتها بذهول قبل أن تقفز بصدمة حماسية: نعم؟؟ حامل يمه..؟؟ وليش ماقلتي لي..؟؟
+
تنهدت عفرا: توني دريت البارحة.. وما كان لي خلق أقول شيء..
+
جميلة تترقص بحماس طفولي: ومتى قطيتي المانع؟؟ ماقلتي لي..
+
عفراء هزت كتفيها: صار لي فترة.. منصور جنني من كثر ما يحن.. وأنا استحيت من كثر ما أرده..
+
قلت خلاص زيود كبر.. وأنا مهوب من صغري عشان أجل أكثر من كذا..
+
جميلة بذات حماسها الطفولي: وبما أنه عمي منصور من البارحة وهو في الزام..
+
معناتها مابعد درى..
+
ابسمت عفرا وهي تشد زايد صغيرها في حضنها وتغمره بقبلاتها: لا مابعد درا.. بأقول له لا جا..
+
جميلة برجاء حار: تكفين يمه.. أنا أبشره.. تكفين..
+
ابتسمت عفراء: هذا هو على وصول... بشريه..
+
ما أن أنهت عفراء كلمتها حتى كان سلام منصور المجلجل يغمر المكان بفخامته وهو يدخل بلباسه العسكري..
+
ردتا عليه السلام.. وهو يجلس ويشير لزايد الصغير أن يأتي له وهو يهمس بأبوية حانية:
+
تعال يامجند.. عط القائد بوسة كبر رأسك ..
1
عفراء أدارت زايد نحو والده وهي تنظر بابتسامة حانية له ولجميلة التي تبدو كما لو كانت تقلى على النار..
+
منصور تلقى زايد الذي كان يمشي نحوه بخطواته غير المتزنة..
+
وهو يمد له يديه الطويلتين ليتلقاه قبل أن يصله كما لو أنه أشفق عليه من طول المسافة التي كانت خطوتين وهو يهتف بإبتسامة حانية:
+
الولد هذا ذيب.. حتى مشيته مشية ذيب..
+
حينها همست جميلة بإبتسامة شاسعة: وماتبي لك مع الذيب ذيب ثاني؟؟
+
منصور استدار نحوها وهو يهتف بصدمة سعيدة: أنتي حامل؟؟
+
ضحكت جميلة: لو أنا حامل.. الذيب بيصير حق آل ليث..
+
ضحك منصور: لا ولدش أنتي وفهد حقي بروحي..
+
جميلة غمزت عينها بشقاوة: دور لك ذيب ثاني.. أقرب بواجد..
+
حينها أجلس منصور زايد جواره وهو ينظر لعفراء بإبتسامة شاسعة.. بينما كانت تخفض عينيها بخجلها العفوي الرقيق:
+
يعني الذيب حقنا؟؟
+
الحمدلله حنتي جابت نتيجة والذيب مايهرول عبث..
1
أردف بفخامة وهو يقف: جمول .. عادي أحب أمش قدامش لأني مافيني صبر..؟؟
8
جميلة قفزت بخجل وهي تلتقط أخاها وتهرب به: لا مهوب عادي..
+
خلني أروح وكيفكم..
+
منصور وقف أمام عفراء ليشدها ويوقفها..
+
أحتضن وجهها بين كفيه ليغمره بقبلاته وهو يهمس بخفوت: ألف مبروك ياقلبي..
+
همست برقة: الله يبارك فيك..
+
أردف وهو يبعدها قليلا لينظر لوجهها: تدرين إن فرحتي بحملش هذا أكبر..
+
ابتسمت: وش معنى؟؟
+
أردف بفخامة: لأنه حملش بزايد عاده حسرة بقلبي.. أول شيء ماعرفت الخبر بطريقة أرضتني..
+
وثاني شيء ماكنت معش في حملش خطوة بخطوة..
+
الحين هذا أبي أستمتع معش فيه بكل لحظة أنا وأنتي وزايد..
+
*********************************
+
" بسم الله عليش ياقلبي.. بسم الله عليش!!"
+
شدها برفق ليحتضنها بخفة حتى لا يؤلمها وهو يسمع صرخاتها الموجوعة التي دلت على كابوس كانت تحلم به..
+
مالت بشكل جانبي لتدفن وجهها في صدره وهي تنتحب بخفوت..
+
مسح على شعرها وهو يقرأ عليها الكثير من الآيات ليهدئها..
+
ثم أردف بحنان بعد أن هدأت قليلا: سلامات ياقلبي.. سلامات.. وش فيش..؟؟
+
همست كاسرة باختناق وهي تدفن وجهها أكثر في صدره : كابوس قديم.. توني أفهمه.. أو يمكن عمري مافهمته..
+
همس كساب بذات الحنان العذب: إذا شيء شين لا تقولينه..
+
كاسرة عاودت التمدد وكساب يساعدها أن تتمدد حتى لا تؤلم نفسها
+
وهمست بخفوت موجوع وهي تنظر لوجهه وهو يتمدد نصف تمدد ويستند على كفه لينظر لها:
+
من عقب مامات أبي.. يجيني حلم غريب..
+
إنه بيدي بنت صغيرة.. أنا ضامتها بكل قوتي.. كأن روحي متعلقة فيها..
+
وبعدين يجي حد ويأخذها غصبا عني.. كل ماصارت ذا اللحظة أفز من نومي أصيح كأنه حد نزع قلبي من مكانه..
+
عشان كذا كنت واجد أصك على أختي وضحى.. كنت أخاف عليها تكون البنت اللي بيأخذونها مني..
+
وأحيانا كنت أقول هذي أنا.. حد ينزع روحي من بين إيدي..
+
عقب ماخذتك.. سبحان الله.. ماعاد جاتني ذا الأحلام.. ما رجعت لي إلا فترة زعلتنا..
+
ويوم حملت.. كنت متوترة ما أبي بنت.. على كثر ماني مشتهية يكون بكري بنت..
+
ويوم دريت إن اللي بطني ولد تريحت..
+
وهذي هي بنتي راحت..
+
كساب مد أنامله ليمسح دموعها المتناثرة بشفافية وهو يهمس لها بعمق:
+
خلاص الكوابيس راحت..
+
وربي بيعوضنا ببنت ثانية.. وإن شاء الله تكون بكرنا بنت مثل ما تبين..
+
وطالبش ماتحاتين شيء وأنا جنبش..
+
الدنيا تصير في عيني أضيق من فتحة الأبرة لا شفتش ضايقة كذا!!
+
هاهو تشاركهما في الحزن وإحساس الفقد يطهرهما تماما..
+
مخلوقان مثقلان بالوجع والتأزر..
+
والعشق الذي أنضجته نار الفجيعة..
+
فلا شيء يقرب البشر ويصهر الخلافات ويجعلها لا قيمة لها..
+
مثل الــــحــــزن!!
+
****************************************
+
اليوم التالي
+
.
+
.
+
" ياعمي طالبك تساعدك..
+
تميم ماحتى رضى يقابلني.. وش اللي يرضيكم أنا حاضر له..
+
لاني بأول واحد ولا آخر واحد يغلط على مرته..
+
وأنا معترف إني غلطان.. وحقها علي..
+
وحاضر أراضيها باللي هي تبيه"
+
زايد ينظر له بعتب عميق لا يخلو من غضب: يأبيك..
+
الرجال لاخذ بنات أما يحشمهم.. وإلا ترا بيوت أهلهم مهيب عاجزة منهم..
+
تنهد نايف بحزم: وبنت ناصر لها القدر والحشيمة..
+
لكن ياعمي من أول زعلة بتصير بيننا.. بتقوون رأسها علي..؟؟
3
عطوني فرصة وحدة بس.. إن رجعت عليكم زعلانة مرة ثانية.. حقكم كلكم برقبتي..
+
خلاص وش عاد تبون أقول أكثر.. اعتذار مابقى حد ماتعذرت منه..
+
وأوعدها ماعاد يصير إلا اللي يرضيها..
+
أنا لا كابرت على الغلط.. ولا أصريت عليه..
+
على الأقل خلوني أتكلم معها.. أنت إبينا كلنا..
+
بأكلمها قدامك..
+
تنهد زايد بحزم: أنا بأقول لها.. لكن ماني بغاصبها..
+
لأنه حقها أقول لها.. لكن أنتو أجعتوها وأجعتونا معها..
+
ولولا غلاك وأني شايفك متحسف.. وإلا والله لا يكون تصرفي شيء ثاني مايرضيك..
+
************************************
+
" يه عقب ماهو مستر كساب طافش طول اليوم
+
وأنتي تدورين وراه في السكيك..
+
ماعاد فارق شوي نشوفش..
+
اليوم كله مبلط عندش.. ماوراه دوام الأخ؟؟"
+
كاسرة تنظر لسميرة بإبتسامة ذابلة: حرام عليش سمور..
+
والله إني طلعته بالغصب عشانش..
+
قلت له سميرة اتصلت كم مرة تبي تجي..
+
تدرين وش يقول؟؟ يقول ماوراها رجال المفروض تفرغ له..
+
ضحكت سميرة بمرح: قولي له رجّالي طافش مني كالعادة.. الله يبارك في سوق الكمبيوترات المزدهر..
+
عقبال مايزدهر سوق العقارات وتفك شوي بعد..
+
وضحى تدور بكاسات العصير على المتواجدات بينما مزون تهمس بإبتسامة:
+
عاد حدش سمور.. كله ولا كساب يلحقه الحكي..
+
سميرة بمرحها المعتاد: احترمي بنت عم رجالش قبل ألتش كفين..
3
كيفي أنا ورجّال حماتي..
+
على قولت خالي هريدي: ياداخل بين البصلة وئشرتها.. ماينوبك منها غير ريحتها..
+
مزون بإبتسامة وهي توجه حوارها لمزنة: يمه قولي لمرت ولدش قبل أتوثم فيها..؟؟
+
سميرة تنفذ عن ذراعيها بحركة تمثيلية: تكلمي على قدش يابنت..
+
دنا بنت أخت هريدي والأجر على الله..
+
مزنة همست بإرهاق: مزون يأمش.. شاخبارش الحين عقب التعب اللي جاش..؟؟
+
همست مزون بمودة: طيبة.. يوم شفت كساب.. طبت والشر راح..
+
همست مزنة بذات الإرهاق: الله الله في نفسش.. تبين أروح معش الدكتورة؟؟
+
ابتسمت مزون بتأثر: والله يمه أنتي اللي تبين لش دكتورة.. شكلش منتهية من التعب..
+
ابتسمت مزنة بإرهاقها ذاته: هانت خلاص.. الله يهون من عنده!!
+
وضحى همست وهي تميل على أذن أمها: يمه فديتش قومي انسدحي شوي..
+
هذا أنا عند كاسرة.. لين يجي كساب..
+
كانت مزنة فعلا تريد أن تنهض لتتمدد.. لولا أن هاتفها رن.. تحادثت على هاتفها بخفوت لدقيقة..
+
ثم التفتت لوضحى وهمست بأمر: وضحى روحي لعمش أبو كساب في مجلس الحريم..
+
وضحى ابتلعت ريقها..
+
كانت تعلم أن هذا الطلب قادم.. لكنها تعلم أن إنشغال زايد الفترة الماضية لابد منعه..
+
تنهدت وهي تهز رأسها بغصة : إن شاء الله..
+
بينما سميرة ترقص حاجبيها: جاك الموت ياتارك الصلاة..
+
مزون تضحك: إبي الموت يا الخايسة..
+
ضحكت سميرة: إلا وضيحى تارك الصلاة.. قصدي تارك نايف..
+
يا الله استلئي وعدك ياحلوة..
+
وضحى تأكدت من لبس نقابها.. خشية ان تصادف كساب.. ثم توجهت لمجلس الحريم..
+
دخلت بسكون وأغلطت الباب خلفها..
+
ثم رفعت نقابها فوق رأسها لتتوجه لزايد وتقبل رأسه وتجلس قريبا منه بسكون..
+
هتف زايد بنبرته الأبوية الخاصة: أشلونش يأبيش؟؟
+
همست وضحى بخجل: لاقدك طيب أنا طيبة..
+
زايد بحنان فخم: جعلش طيبة وبخير..
+
ثم أردف بحزم: فيه ناس يبون يشوفونش يأبيش..
+
وضحى ارتعشت بخفة وهي تهمس باختناق: وأنا ما أبي أشوفهم..
+
تنهد زايد: يا أبيش ماحد بغاصبش على شيء..
+
ونايف غلط عليش غلطة كبيرة... بس هو تعذر لين قال بس..
+
ويقول جاهز للي يرضيش.. ويبي يكلمش..
+
عطيه فرصة ثانية.. اسمعيه بس..
+
وضحى باختناق: يبه هذا أمر وإلا أقتراح..؟؟
+
كانك تأمرني.. نفذت ولا لي حق أفتح ثمي.. وتبيني أشوفه الحين شفته..
+
لكن كنه اقتراح.. اسمح لي فديتك.. جرحي منه ماطاب عشان أشوفه..
+
ابتسم زايد: الله يكبر قدر يأبيش..
+
لا بالله هذي مجرد رسالة وصلتها لش منه..
+
فكري براحتش..
+
وخلني أقول لش الكلمة اللي باقولها لمزون لو هي جاتني زعلانة.. مثلش مثلها..
+
وكلكم بناتي..
+
المرة لا جاها رجّالها نادم بذا الطريقة.. تعطيه فرصة ثانية.. عشان تكسبه..
+
ترا ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابين..
+
********************************************
+
" يا الله ياقلبي تجهزي للسفر خلال أسبوع!!"
+
جوزاء تنظر لعبدالله باستغراب: أي سفر؟؟
+
ابتسم عبدالله: عشان تكملين دراستش.. مسرع نسيتي!!
+
خلاص الدراسة بتبدأ بعد عشرة أيام.. وأنا جهزت كل شيء..
+
جوزاء بصدمة: ماقلت لي..
+
ابتسم عبدالله برجولة صافية: تقدرين تقولين إنها مفاجأة.. ولو أنه ماعاد هي بمفاجأة لاني من زمان قايل لش..
+
لولا حادث عبدالرحمن ثم فهودي الصغير وإلا كان رحنا من السنة اللي فاتت..
+
الحين فهودي صار عمره 4 شهور.. خلاص خلنا نروح..
+
قبل يكبرون العيال وتصير السالفة أصعب..
+
والمدة كلها فصل واحد.. وش كثر تعبت لين قدرت أدبرها ماتكون أطول..
+
جوزاء بدأت تشعر بالتوتر المختلط بالتاثر: ياربي وعيالي وش أسوي فيهم..
+
عبدالله بحنان: بناخذ خدامة أمي الكبيرة.. صار لها عندنا 15 سنة..
+
مرة ثقة.. وبعدين ترا كل السالفة تروحين 3 مرات في الأسبوع مدة ساعتين بس..
+
جوزاء ماعادت قادرة الجلوس.. وهي تقاوم انهمار دموعها: صدق عبدالله صدق بأروح أدرس؟؟
+
عبدالله شدها ليجلسها ويشد على أناملها بتأثر عميق: صدق ونص..
+
عساني بس أقدر أكفر عن اللي سويته فيش..
+
جوزاء أسندت رأسها لكتفه وهي تهمس باختناق: الله لا يحرمني منك..
+
ويقدرني أسعدك وأرضيك مثل منت محسسني برضا ربي علي!!
+
قاطع جوهما الخاص دخول حسن الصغير عليهما وهو ينظر لأمه ثم يهتف بغضب:
+
بابا وس سويت؟؟ ليه ماما تبكي؟؟
+
ضحك عبدالله وهو يشده ليحتضنه: إخس يا العصبي... ترا مهوب أنت اللي سمي فهد هدي أعصابك شوي..
+
ماما فرحانة..و عاد يا أبيك النسوان ماينعرف لهم..
+
يستانسون يبكون.. يحزنون يبكون..
2
*****************************************
+
" يمه أبي أروح لبيتي.."
+
عفراء بابتسامة: فهد بيجي بكرة.. وش فيش مستعجلة كذا؟؟
+
جميلة بخجل رقيق: أبي أرتب المكان قبل يجي.. عشان أتفرغ لنفسي بكرة..
+
ابتسمت عفرا: تطورات ياجمول.. الله يديم نعمة العقل عليش..
+
تبين حد من الخدامات يروح معش؟؟
+
جميلة بحماس رقيق: لا فديتش.. مايحتاج.. ولو احتجت.. خدامات البيت موجودين..
+
تنهدت وهي تقف لتجهز أغراضها للمغادرة..
+
" النذل اشتقت له واجد..
+
وهو حتى تلفون مادق..
+
وش ذا القلب اللي عنده يمه منه؟؟
+
قلب بعير ماينسى!! "
+
*********************************
+
" ها حبيب القلب مازولا وش أخباره؟؟
+
عاد مرته طافشة منه؟؟"
+
عالية ضحكت وهي تطوق عنق عبدالرحمن المشغول كالعادة بين تحضير دروسه
+
ومع ذلك لا يترك دقيقة واحدة قد يقضيها معها..
+
قبلت خده وهي تهمس بمرح: مازولا يقول فكه من شرك يا تنكة السمن..
+
حاط دوبك دوبه... بدل ما تقنع بنت خالك ترجع له..
+
ضحك عبدالرحمن: أفهم من هذا ضمنا إنه خالش نايف بما إنه مازولا فهو خفيف على القلب وخالي من الكريسترول..
+
وأنا دسم على القلب وصاروخ كريسترول..
+
عالية بمرح: وليش ماتقول نويف سامج ومافيه نكهة.. وأنت كل النكهة..
+
عبدالرحمن يضع يده على قلبه: وأخيرا انصفني الزمن بمدحة من عندش..
+
اللهم دمها نعمة واحفظها من الزوال..
+
حواراتهما المرحة والعميقة والمهتمة عن كل شيء وحول كل شيء لا تتوقف..
+
قبل أن يضع عبدالرحمن كل أوراقه جانبه ويمد ذراعه ليحتضن كتفيها ويهتف باهتمام:
+
قريب بتدخلين الثامن ما تبين تأخذين إجازة ترتاحين؟؟
+
ابتسمت عالية وهي تسند رأسها لكتفه.. وتعبث بأنامله:
+
تو الناس فديتك.. أبي أخلي إجازتي عقب إجازة الوضع..
+
لين يصير عمر البيبي 4 شهور..
+
ضحك عبدالرحمن: مافيه حد يعد لحملش مثل إبي الله يعطيه العافية..
+
لدرجة إنه حتى القنص ذا السنة ماراح ولا هو برايح..
+
خايف تولدين وهو مهوب هنا..
+
ابتسمت عالية بشجن ودود: الله لا يخلينا منه..
+
ثم أردفت بمرح: ولا يهمه بأقطه عليه وخله يبزيه على كيفه..
+
****************************************
+
" نجلا حبيبتي.. وش رأيش نروح لدبي؟؟
+
باقي من عطلة العيال أسبوع.."
+
نجلا بتردد: لا صالح تكفى ما أقدر مع الاثنين الصغار..
+
تنهد صالح وهو يحتضن غانم الصغير الذي يجلس على ساقيه:
+
حبيبتي حرام عشان خاطر عزوز وخويلد.. صار لهم أكثر من سنة ماطلعوا برا الدوحة..
+
وبيرجعون للمدرسة ماغيروا جو..
+
نجلا بذات التردد: أخاف على غنوم ومهاوي حد منهم يمرض وإلا يتغير عليهم الجو..
+
ابتسم صالح: بسش يالوسواسية.. حرام عليش صاكة عليهم وصاكة على نفسش معهم..
+
يا الله يا بنت الحلال..
+
خلينا نسافر الحين.. نرجع قبل مايسافر عبدالله وهله عشان نواجههم..
+
*************************************
+
اليوم التالي
+
.
+
.
+
توترها تصاعد للذروة..
+
أعادت ترتيب كل شيء عدة مرات..
+
نظرت لنفسها في المرآة آلاف المرات..
+
عدلت لباسها وأحمر شفافها لمرات ماعادت تذكرها..
+
وكأنها تبحث عن شيء تفرغ فيها توترها..
+
وهذا التوتر لا ينزاح ولا ينجلي..
+
تنظر للساعة.. (كأنه تأخر!!)
+
ماعادت تستطيع الجلوس حتى.. وهي تروح وتجيء وتنظر عبر النافذة..
+
حتى رأت سيارة هزاع تتوقف في الباحة..
+
تراجعت بعنف وهي تلتصق بالحائط..
+
فهي تعلم أن هزاع هو من ذهب لإحضاره من المطار..
+
تصاعدت دقات قلبها... وشعرت بريقها جافا تماما..
+
جلست وهي تحاول السيطرة على ارتعاشها دون جدوى..
+
وضعت أناملها على جبينها (الظاهر إني مسخنة!!
+
جسمي مولع وارتعش.. أكيد مريضة!!)
+
قضت وقتا طويلا وهي مازالت تنتظر.. ارتعاشها يتزايد ومعه حرارة جسدها..
+
(أكيد مريضة..
+
خلني أنام قبل يجي..
+
لو عصب علي بأقول له أنا مريضة!!
+
وش أسوي؟؟
+
حد أقوى من المرض؟؟
+
هو أساسا معصب معصب.. لقاني صاحية وإلا نايمة..
+
يمكن يرحمني لا شافني مريضة!!)
+
جلست على طرف السرير لتخلع كعبها الأسود العالي..
+
وكانت ستنفذ مخططها فورا.. وتندس في الفراش قبل أن يأتي!!
+
لولا الباب الذي فُتح فجأة..
+
قفزت واقفة وهي تدعك أناملها بحدة..
+
وقف أمام الباب لثوان كتمثال صامت.. قبل أن يغلقه..
+
يعترف أنه مصدوم..
+
فهو ماكان يظن أنه سيجدها بعد أن هددها بمعاقبتها في الهاتف..
+
كان يظن أنه ستكون في بيت أهلها..
+
وقد تتخذ تهديده سببا لتتركه أو لتماطل في العودة إليه!!
+
لكن أن يجدها أمامه دون أن يتوقع..
+
بل بهذه الصورة الموغلة في البهاء والحسن والإبهار.. كان أكثر من احتماله بكثير..
+
حاول أن يحرر عنقه من ازراره بفشل.. فهو لم يكن يرتدي ثوبا..
+
بل كان يرتدي بدلته العسكرية الخاصة بالتشريفات بأزرارها القاسية..
+
كانت ترتدي فستانا قصيرا فخما خليطا من اللونين التركواز والأسود..
+
كل مافيها ينطق بالأناقة والفخامة والحسن الموجع..
+
بدءا من كعبها الاسود لساقيها المصقولتين لفستانها الاستثنائي.. لنحرها المشرق..
+
لشعرها... شعرها؟؟؟.. بقصته القديمة التي رأها فيها أول مرة..
+
اللئيمة الصغيرة.. في كل مرة يعود من سفره متحفزا ضدها.. لتصدمه بسحب تحفزه كله كالسحر!!
+
همس بثقل وهو يفتح فمه أخيرا: قصيتي شعرش؟؟
+
ردت عليه باختناق دون أن ترفع بصرها: قصيته عشانك.. عشانك قلت إن قصتي القديمة كانت تعجبك..
+
همس بذات الثقل: ذا الكلام قلته يمكن قبل خمس شهور..
+
شدت نفسا مختنقا: توني فهمته..
+
اقترب منها أكثر لترفع عيناها بوجل نحوه...
+
تعلقت عيناها به.. لأول مرة تراه وسيما هكذا.. أو ربما لأنها نظرت له بعين مختلفة هذه المرة..
+
همست باختناقها ذاته: ليش تأخرت؟؟.. أنتظرك من زمان..
+
هتف بذات نبرته الثقيلة: كان لازم نأخذ صور في المطار للدفعة كلها مع القادة..
+
بكرة بتطلع في الجرايد.. عشان كذا لبست بدلة التشريفات.. وتأخرت..
+
همست بذات النبرة المختنقة: تعشى؟؟
+
هز رأسه رفضا وهو يهمس بإجهاد: ما أبي..
+
وبسش تكفين..
+
تراجعت بوجل وهي تكاد تبكي: والله ماسويت شيء..
+
مد يده ليمسح شفتيها بولع: بسش تعضين في شفايفش.. ذبحتيني..
+
من أول مادخلت وأنتي مرتبكة وتعضين في شفايفش وتدعكين في أصابعش..
+
بسش..
+
همست بخجل عميق: ماقصدت..
+
شدها ليحتضنها بقوة حانية وهو يهمس بولع موجوع:
+
أدري ماتقصدين.. واللي ذابحني إنش ماتقصدين..
+
وياكثر ماتذبحيني وأنتي ماتقصدين..
+
انتفض بعنف وهو يشعر بقبلاتها على ذقنه وطرف خده وعنقه (بسم الله الرحمن الرحيم..
+
هذي اش فيها؟؟ استخفت؟؟)
+
لتنتفض روحه برعشات أعمق وهي تسكب همساتها الرقيقة قريبا من أذنه:
+
اشتقت لك يا الظالم.. اشتقت لك..
+
أسبوع كامل ماتكلمني إلا مرة وحدة عشان تعصب علي وتسكر في وجهي..
+
حرام عليك كنت بأموت من شوقي لك..
+
فهد أبعدها عنه بجزع وهو يضع يده على جبينها: مريضة أنتي؟؟
+
همست باختناق مبلل بالعبرات والدموع وهي تتناول كفه عن جبينها وتغمره بقبلاتها: الظاهر كذا..
+
عاود شدها بقوة أكبر بين أحضانه وهو يهمس برجاء عميق:
+
زين.. طالبش خلش مريضة كذا على طول!!
3
.
+
.
+
.
+
" فهد.. فهد.. قوم حبيبي..
+
وش ذا الكسل اللي عندك؟؟
+
الظهر قرب يأذن.. بالعادة ماتنام لذا الحزة حتى في الإجازات"
+
تنهد بعمق وهو مازال مغمض العينين: أخاف أفتح عيني..يكون ذا كله حلم..
+
وبعدين انجلط..
+
جميلة انحنت عليه بجزع رقيق: بسم الله على قلبك..
+
ثم انحنت أكثر لتغمر وجهه بقبلاتها الشقية الرقيقة: هذي قرصة عشان نصحيك من الحلم..
+
حينها فتح عينيه بنعاس وهو يهمس بصوت ناعس مبتسم: اقرصيني مرة ثانية..
+
عشان مابعد صحيت من الحلم..
+
قرصت خده وهي تهمس بمرح: دمك عسل.. وهذي قرصة.. قوم يا الله..
+
شدها ليمنعها من المغادرة وهو يعيدها لحضنه ويهمس بابتسامة: القرصة هذي بايخة..
+
وخاطري أدري وش صار وأنا مسافر غيرش كذا..
+
لو هو سفرتي.. سافرت كل يومين أسبوع.. مادمت بأرجع ألاقيش كذا..
+
جميلة برجاء عذب: لا طالبتك.. بلاها السفرات وأنا وأوعدك أقعد كذا على طول..
+
ثم أردفت بابتسامة: بالعكس لو سافرت مرة ثانية.. بترجع بتلاقيني رجعت مثل أول..
+
فهد ضحك: لا خلاص.. حرمنا.. بأبلط هنا في الدوحة..
+
*******************************
+
بعد أكثر من أسبوع..
+
.
+
.
+
" ها يا الخال... عاد مرتك طامح؟؟"
+
نايف بتأفف: ترا ذا المصطلح السخيف اللي كنه وجهك ماعاد حد يقوله..
+
هزاع يهز كتفيه بمرح: والله مهوب أنا اللي اخترعته..
+
سامع خواتك يقولونه..
+
يضحك ضحكة مجلجلة: (مرت أخينا طامح..)
+
خربوا بينك وبين المدام وعقبه يتمسخرون عليك!!
+
نايف بغضب: هزيع تلايط!!
+
هزاع يرفع حاجبا وينزل آخر: إيه علي انفش ريشك.. وعند خالتي النوري تنافض.. على قولت الشاعر:
+
أسد عليَّ وفي الحروب نعامة..
+
نايف وقف وهو يضع نقود الحساب على الطاولة ويهتف بغضب: الشرهة على اللي وافق يطلع معك..
+
هزاع أمسك بكفه وهو يهتف بحزم: اقعد ياخال اقعد.. كمل قهوتك..
+
نايف جلس وهو يدفع فنجانه بحدة فتنسكب بعض قطراته داخل الصحن وعلى الطاولة..
+
هزاع ضحك: إخس يالخال.. كني شفت نفس الحركة سواها أميتاب باتشان.. مع ميري بنت راجو..
6
تنهد نايف بعمق: هزاع واللي يرحم شيبانك ارحمني من ملاغتك..
+
أنا ماكنت أبي أطلع معك.. بس أنت قلت تبيني ضروري..
+
خلصني!!
+
حينها نظر هزاع لنايف نظرة مباشرة: صحيح مرتك طلبت الطلاق..؟؟
+
نايف بصدمة حقيقية قفز وكلماته تتناثر: لا.. من اللي قال كذا..؟؟
+
حينها شعر هزاع كما لو كان سُكب على راسه ماء باردا (أنا وش دخلني؟؟
+
ياشين اللقافة..!!
+
يعني بلفيت إني باواسيه أنا ووجهي!! )
+
هزاع هتف بارتباك: ماحد قال لي.. أنا بس كنت أظن كذا؟؟
+
نايف أمسك معصم هزاع بقوة: هزيع خلصني.. الكلام ذا مهوب من عندك..
+
هزاع زفر (دامني تورطت.. هو مصيرة عارف عارف):
+
سمعت أمي تقوله لعالية.. عشان أمي راحت تبي تراضيها بس هي قالت إنها تبي الطلاق..
+
نايف قفز ليغادر مسرعا.. وهو يتجه دون تفكير لأم صالح!!
+
.
+
.
+
.
+
" صافية ليش ماعلمتيني؟؟"
+
أم صالح بأسى: ياختك ما دريت أشلون أقول لك.. قلت لعالية تقول لك..
+
وبعدين الكلام أخذ وعطا..
+
أنا قايلة لمزنة تحاول فيها..
+
بس مزنة اللي فيها مكفيها.. موجوعة عشان سواتك أنت وخواتك في بنتها..
+
ومستوجعة عشان ضنا بنيتها الثانية اللي راح..
+
وبروحها تعبانة من الحمل..
+
نايف بأسى: الحين هم خواتي بروحي.. مهوب خواتش معي..
+
أم صالح تنهدت بحزن: ياقلبي يأخيي فديتك.. صحيح خواتي وخواتك وعلى رأسي..
+
بس أنت غلطان يامك.. عجزت أدمح زلتك ولا هيب بمدموحة..
+
الحين وش استفدت؟؟
+
أنت داري إني حاولت في نورة سلطانة يروحون معي يطيبون خاطر البنية بكلمة..
+
مهوب لازم يتأسفون.. كلمة تطييب خاطر... سلطانة مسكينة تبي تروح بس خايفة من نورة... تقول لا سمحت لها نورة راحت..
+
ونورة حلفت ماتروح..
+
الحين قل لي وش بينفعونك...
+
تبي تطلق مرتك؟؟
+
نايف يحزع: لا تكفين صافية.. كله ولا ذا الطاري.. أراضيها باللي هي تبيه..
+
بس طاري الطلاق لأ..
+
تكفين يأخيش.. أنتي أمي واختي.. من لي غيرش.. تكفين..
+
أدري الناس كلهم يعزونش.. ساعديني..
+
أنا أبي مرتي.. ومستحيل أطلقها لو حتى انطبقت السماء على الأرض..
+
وبعد ما اقدر أزعل خواتي عشانها.. هذولا عبارت أمي..
2
واللي مافيه خير لهله مافيه خير لمرته..
+
أم صالح تنهدت وهي تقف: عطني يومين وأرجع أحاكيهم مرة ثانية..
+
كان نايف سيخرج لولا أن هزاع دخل خلفه يبحث عنه وهو يشعر بالذنب لأنه كان من أبلغه الخبر..
+
هتف بهذا الندم الرقيق المغلف بابتسامته: سامحني ياخال.. أنا حسبتك تدري..
+
تنهد نايف : أنت وش ذنبك؟؟ العلم كان لازم يوصلني على كل حال..
+
تنهد هزاع بمرحه المعتاد: تدري ياخال وش الشيء الوحيد اللي ممكن ينفعك..
+
إنك تكون خال جدع.. وبنت آل سيف تكون حامل..
1
عقبها بترجع غصبا عنها..
+
تدري بنات اليومين ذي حساسات.. مهوب مثل عجايز أول عادي عندها تتطلق وهي وراها سبع بزران.. والقاع تربيهم على قولتها..
+
الحين البنت تقول: لا بعتين يتعكد ولدي ماعنده بابا.. وربعه كلهم عندهم بابا..
5
كانت ضحكة هزاع تنطلق مجلجلة وهو سعيد بنكتته.. بينما نايف يرد عليه بتافف: زينك ساكت بس..
5
وش عرفك أنت؟؟ ماتعرف كوعك من بوعك..
+
*****************************************
+
" ها سوسو هانم.. متى بتشرفينا في الدوام؟؟"
+
كاسرة تنهدت: مهوب قريب..
+
فاطمة بتردد: أنتي عارفة إنه إجازتش أسبوعين بس.. وهذي خلصت وأنا طلبت لش أسبوع زيادة..
+
لأنه الشهرين مايعطونها إلا بشهادة ميلاد الطفل.. والحين أنتي عبارة إجازة طبية..
+
كاسرة بثقة: بأقدم على إجازة بلا راتب.. مالي خلق دوام.. وبعدين كساب ملزم يبينا نسافر..
+
تنهدت بيأس وهي تهمس بعفوية: فديت قلبه يحاول ينسيني بأي طريقة..
+
جعل يومي قبل يومه..
+
فاطمة أمسكت قلبها بألم تمثيلي: آه ياقلبي.. ما أستحمل..
+
الحمدلله ربي أحياني لذي اللحظة.. الحين مستعدة أموت وأنا مرتاحة..
1
كاسرة ابتسمت لأول مرة منذ وفاة ابنتها: بس يا الخبلة..
+
همست فاطمة بمرح وهي تغلق عينيها: وابتسامة بعد... وأخيرا
+
أنا ودعت خلاص... الله الله في عيالي.. وقولي لأبيهم.. لا يتزوج علي طلعت من قبري وسودت عيشته..
+
**********************************
+
" وضحى ليش تفشليني كذا في أم صالح؟
+
المرة جاية تراضيش تقولين أبي الطلاق.."
+
وضحى تسيل دموعها بصمت: هي اللي زعلتني عشان تراضيني..؟؟
+
تنهدت مزنة: واللي زعلش راضاش بدل المرة ألف..
+
المسكين كم مرة يروح ويجي على زايد..
+
لكن ماحد ميبس رأسش إلا أخيش..
+
وضحى باختناق: عشان تميم مهوب راضي لي بالمذلة..
+
مزنة بحزم: وين المذلة؟؟
+
اللي أشوفه أنكم ذليتوا طوايف المسكين..
+
يأمش خلاص.. رجالش وجا لين عندنا وتعذر..
+
ووعدنا مايصير إلا اللي يرضيش.. خلاص مالنا طريقة عليه..
+
ارجعي وشوفي هو بيكون قد كلمته وإلا لأ..
+
ثم أردفت مزنة بتقصد: إلا لو كنتي ماتحبين نايف نفسه.. وعايفته..
+
وماصدقتي تلاقين لش سبب عشان تطفشين وتطلبين الطلاق..
+
وضحى بجزع: أنا يمه!!
+
أردفت بيأس: لو أني ما أحبه.. ماكان تأثرت كذا..
+
مزنة بحزم: واللي تحب رجالها تطلب الطلاق منه..؟؟
+
وضحى بذات النبرة اليائسة: لاصار يمه اللي بيننا أخرته بيجيب الكره..
+
خلنا نتفارق وحن بيننا المودة..
+
يمه هو مستحيل يحط لخواته حد.. وأنا ما أقدر ألومه.. خواته كل وحدة منهم بمكانة أمه..
+
ومن اللي بيبدي مرته على أمه إلا واحد مافيه خير..
3
وانا أدري نايف إنه فيه خير.. وقلبه طيب واجد..
+
بيقعد طول عمره متقطع بيننا يعني؟!!
+
وخواته مستحيل يغيرون طبايعهم عقب ذا العمر!!
+
وش أسوي يعني؟؟
+
أعيش حياتي كلها كذا.. تعبت يمه!! تعبت!!
+
****************************************
+
" خالد فديتك جعلني الأولة..
+
طالبتك!!"
+
أبو صالح التفت بوقاره المعهود وهو يهتف بأريحيته الجليلة: أفا عليش يام صالح..
+
أنتي تامرين ماتطلبين..
+
أم صالح تنهدت باحترام جزيل: طالبتك تحاكي زايد آل كساب وتوسط عندهم..
+
عشان ترجع مرت نايف له..
+
تنهد أبو صالح بعمق وهو يهتف بنبرة مقصودة: ونايف ليه ماحاكاني؟؟
+
بدل ماهو قد له كم يوم ماشفته..
+
أم صالح بحرج ودود: مستحي منك.. وهو والله ماقال لي أحاكيك.. بس أنا قلبي حارقني عليه..
+
مرته طالبة الطلاق ومصممة عليه.. ولو جيت للحق كلام البنية كان موزون..
+
قالت أنا ما ألوم نايف وأدري إنه خواته مثل أماته..
+
بس أنا ما أقدر أعيش حياتي كلها كذا..
+
وأنا حتى ماقدرت أقول له كذا.. ما أبي أحزنه..
+
أبو صالح وقف وهو يهتف بحزم بالغ: وأنا ما أنتظرتش لين تقولين لي..
+
ولا زعلت عليه إنه ماقال لي..
+
أنا تصرفت.. بس ماني برايح احاكي زايد.. زايد ماله دعوة..
+
لأنه زيتنا في مكبتنا.. المشكلة من عندنا حن.. مهوب من عندهم!!
2
