اخر الروايات

رواية الميراث ابناء المافيا الفصل السادس والثمانون 86 بقلم منة ابراهيم

رواية الميراث ابناء المافيا الفصل السادس والثمانون 86 بقلم منة ابراهيم


 


                                              

اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين اجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين 💕💕


+



-لا تنسون الدعاد لأهل غزة وكل بقاع الاراضي العربية المحتلة♡


+



#رواية_الميراث 

#بقلم _الكاتبة_Menna Ibrahim


+



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


+



في تلك الغرفة المظلمةً، يجلس و يقرأ الرسالة التي بين يديهِ مرارًا و تكرارًا، و كم تمنى أن تنشق الأرض وتبتلعهُ أهون من هذا العذاب، الذي من المفترض أن يكون سندهُ في الحياة، مُصرًا على جعل أبنهُ مريضًا بسببهُ. 


+



أنهار معتز و لا يُصدق أي شيء و ردد بين شفتيهِ بصوت مرتجف: 


+



_"قاتل؟...أنا مقتلتش حد....مقتلتش حد....مقتلتش حد....هقتل مين؟!....أنا مقتلتش حد!"


1



بيد مرتجفة وضع الرسالة في مكانها و أغلق الصندوق، وضعهُ جانبًا بذراع واحد، و نهض على الفور خارجًا من الغرفة، تأكد أن لا أحد في الأسفل، فـ توجه لـ باب المنزل سريعًا. 

.

>> بعد خمسة و عشرون دقيقة. 


+



توقفت السيارة أمام مقابر العائلة و ترجل معتز منها بسرعة، متجهًا نحو قبر والدهُ و وقف أمامهُ قائِلًا بحيرة وصوت مرتجف: 


+



_"أنا عارف أنك عمرك ما حبّتني....بس ده مش معناه انك تتهمني بحاجة محصلتش....يا أدهم حرام عليك أنا زهقت من الألغاز دي!"


+



أنهار جسدهُ بضعف و سقطت رأسهُ على القبر قائِلًا بنبرة مهزوزة: 


+



_"عمرك ما حسّستني بالأمان....دايما كنت حريص أنك تحصد اللي زرعته جوايا....من عذاب و كرهك تجاهي...كان نفسي يكون ليا أب حنين ينصحني و يعلمني الصح من الغلط.....بس أنت مكنتش كده!"


+



أنهمرت دموعهُ كـ الشلال و أردف بنبرة راجية: 


+



_"أرجوك قولي أنا قتلت مين؟....متشيلنيش ذنب حد أنا معرفوش!"


+



نقل أنظارهُ إلى قبر والدتهُ التي كان ملاصقًا لـ قبر أدهم و أردف برجاء: 


+



_"قوليله يا ماما حاجة...متخليهوش يسبني في حيرة!"


+



حين لم يجد جواب، حرك شفتيهِ يُنشد بصوتٍ عذب: 


1



مالِي وَقَفتُ عَلى القُبورِ مُسَلِّماً

قَبرَ الحَبيبِ فَلَم يَرُدَّ جَوابي

أَحَبيبُ مالَكَ لا تَرُدُّ جَوابَنا

اَنَسيتَ بَعدي خِلَّةَ الأَحبابِ

قالَ الحَبيبُ وَكَيفَ لِي بِجَوابِكُم

وَأَنا رَهينُ جَنادِلٍ وَتُرابِ

أَكَلَ التُرابُ مَحاسِني فَنَسيتُكُم

وَحُجِبتُ عَن أَهلي وَعَن أَترابي

فَعَلَيكُمُ مِنّي السَلامَ تَقَطَّعَت

مِنّي وَمِنكُم خِلَّةَ الأَحبابِ


+




   

                

مسح دموعهُ و هتف بنبرة حنونة و هو يحتضن قبرهما معًا: 


+



_"سواء قتلت أو مقتلتش و أنت كرهني من غير سبب...أنا مش هعمل زيك يا....بابا....مش هكرهك زي ما انت كرهتني!"


+



و على باب المقابر، يقف و يستند على عصا رفيعة، تقدم نحو معتز و ربت على كتفهُ برفق قائِلًا: 


+



_"قوم يا معتز!"


+



نهض معتز سريعًا حين أستوعب ذلك الجنون الذي يفعلهُ، و هتف بخجل وهو يخفض رأسهُ: 


+



_"جدو...أنا.."


+



أشار لهُ عامر أن يصمت و قرأوا الفاتحة ثم خرجوا من المقابر و صعد عامر سيارة معتز بعدما أخذ المفاتيح و صعد الأخير مستمعًا إلى صوت جدهُ: 


+



_"أطلع البيت القديم....بتاعي يا معتز!"


+



أومئ معتز و أنطلق بسرعة، و أثناء سيرهم كان عامر يسترق النظر يطمئن على حفيدهُ الذي بات و كأن الحياة أطفأت نورهُ، فـ هتف بلا مقدمات: 


+



_"أنت مش أنسان عادي..."


+



أرتسمت على شفتيهِ إبتسامة ساخرة: 


+



_"عارف...الكل بيقول إني مجنون ومخاوي جِن و عفاريت!"


+



ضحك عامر بخفوت و ثم أردف بنبرة مشجعة يُوضح معنى العبارة: 


+



_"أنت راجل شجاع و بطل....اللي يستحمل آذية والده و كرهه بس برغم كده ميعملش زيه...يستحق لقب كلمة بطل!"


+



نظر لهُ معتز ببلاهةٍ: 


+



_"أنت بتكلمني أنا؟!"


+



رمقهُ عامر بنصف عين: 


+



_"أومال بكلم شبحك يا معتز....اللهم طولك يا روح!"


+



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


+



>> في المنزل....وتحديدًا غرفة خاطر. 


+



يوسف و إياد حولهُ يتحدثون في الكثير من المواضيع، و خاطر عقلهُ مع شيء آخر، ليس معهم تمامًا، لكن عيناهُ تشتاق لـ شيء محبب لـقلبهُ، فـ سأل بلهفةٍ: 


+



_"يوسف...في شنطة كبيرة كانت مع شنطة الهدوم....كان فيها كتب...هي فين؟!"


+



-حمزة قال للخدم ياخدوها و يرسوها في المكتبة اللي تحت. 


+



أخفى خاطر إستيائه بقولهُ: 


+



_"طب حد فيكم ينزل يجيب كتاب أقرأ فيه و أنا قاعد كده!"


+



نهض يوسف و كذلك إياد وقال بهدوء: 


+



_"طب أيه رأيك تنزل أنت ليه....متحبسش نفسك في الأوضة يا خاطر عشانا!"


+



تنهد خاطر و أردف: 


+



_"أنا بحب أقعد هنا!"


+



عرف يوسف على الفور أنهُ لا يريد أتعابهم فـ هتف بحزم: 


+




        

          


                

_"أنا رايح أكلم حمزة يتكلم مع دكتور كويس عشان يحددوا معاد العملية!"


+



و كاد يخرج من الغرفة لكن نبرة شقيقهُ أوقفتهُ: 


+



_"أنا مش هعمل عمليات يا يوسف!"


+



ألتفت يوسف إليه رامقًا إياهُ بتمعن قائِلًا: 


+



_"أنت بتقول أيه؟!"


+



أخفض خاطر رأسهُ و زفر الهواء نابسًا بضيق: 


+



_"أنا مش هقدر....حاسس أنها مش هتنجح....و لو فشلت حالتي هتسوء أكتر...و أنا مش عايز ده يحصل!"


+



مسح يوسف على جبهتهُ و أعاد شعرهُ للوراء و أخذ ينظر لـ خاطر بعيون متفحصة ثم نقل أنظارهُ نحو إياد: 


+



_"هو الغباء وراثة في العيلة؟؟"


+



تنهد إياد و نظر نحو خاطر: 


+



_"أنت ليه متشائم يا خاطر؟!"


+



-أنا مش متشائم. 


+



_"بس كلامك بيثبت كده!"


+



-أهو كلامي و أنا حُر...أعمل اللي أنا عايزوا. 


+



أنفجر يوسف غاضبًا في هذه اللحظة: 


+



_"أنت مش حُر...أنت مش بتعمل اللي أنت عايزوا....أنت بتنفذ اللي ضعفك بيقولك عليه....أستسلمت للمعركة عشان تفوز هي مع إن أنت اللي كان المفروض تبقى الكسبان الحقيقي...أنت ضعيــف يا خـاطر...ضعيف و هتفضل ضعيف للأبد و عجزك ده مش هيفيدك بحاجة غير أنه يزيدك من التعب النفسي!"


+



نظر لهُ إياد بعتاب بعدما لاحظ حزن خاطر الواضح: 


+



_"يوسف....كفاية!"


+



تنهد يوسف بضيق و فتح الباب ثم خرج من الغرفة مغلقًا الباب خلفهُ بقوة، ثم ألتفت إياد لـ خاطر و أنتبه إلى دموعهُ المتجمعة في عينيهِ، ركض لهُ سريعًا و أحتضنهُ بكامل قوتهُ هامسًا بنبرة حنونة: 


+



_"عشان خاطري بلاش تعيط أو تزعل منه...هو خايف عليك...باللـ.."


1



قاطعهُ خاطر بإبتسامة مرتجفة: 


+



_"عايز أخرج من هنا!"


+



أومئ إياد سريعًا و مسح دموعهُ ثم أبتعد و حملهُ برفقٍ ووضعهُ المقعد المتحرك كاد يحركهُ للخارج لكن خاطر أشار لـ الشرفة فـ دفع الكرسي بداخلها و جلسوا هناك معًا، و بعد مدة قليلة من جلوسهم كان إياد يسترق النظر لـ خاطر من حين لـ آخر. 


+



و فجأة خطر على بالهُ فهد، فـ أردف بنبرة مبحوحة: 


+



_"ثواني يا خاطر...انا طالع و جاي تاني!"


+



لم يرد خاطر عليهِ، فـ خرج إياد من الغرفة سريعًا، و خاطر شرد في السماء و هو جالسًا بتلك الوضيعة، فجأة سقطت دمعة من عينيهِ، كم يشعر بالضعف و العجز و كم حزن بسبب كلام يوسف. 


+




        

          


                

"يا نفس إن لم تظفري لا تجزعـي 

وإلى موائد جود مولاك اهرعي


+



وإذا تأخر مطلب فلربما 

في ذلك التأخير كل المطمع "

.

_"بالله عليك يا فهد تعالى بس عايزك في كلمتين!"


+



تنهد فهد بعمق و هو يردف: 


+



_"واللهِ أنا بـ بُقي ده مش هينفع نقول حلفين(حرفين) على بعض!"


+



كتم إياد ضحكتهُ على كلمة "حلفين" و هتف بصوت أجش وهو يسحبهُ: 


+



_"تعالى بس معايا!" 


+



و أخذهُ إلى غرفة خاطر و قبل دخولهم قال إياد و هو يهمس: 


+



_"أول ما هدخل هغني و أنت حاول تحفظهم و تقول ورايا!"


+



أومئ فهد و هو لا يفهم شيء، و بمجرد دخولهم صرخ إياد وهو يغني بصوتهُ المرح المعتاد: 


+



_"الدنيا خريف والجو لطيف...قافلي على كل التخاريف... قفل قفل قفل....لا في شتا تاني و لا أنا وحداني....هسهرلي الصبح و أكل بطيخ...بطيخ، بطيخ، بطيخ، بطيـخ!"


1



نظر لهُ فهد بغيظ قائلًا: 


+



_"ما تنقي كلام مفيهوث(مفيهوش) لاء (راء) يا لخم(رخم)!"


+



-قول بس. 


+



بدأ فهد بالغناء بنبرة مضحكة للغاية: 


+



_"الدنيا خليف...و الجو لطيف...قافلي على كل التخاليف...قفل قفل قفل....لا في شتا تاني و لا انا وحداني....هسهللي الثبح و أكل بطيخ!"


1



أدار خاطر الكرسي كي ينظر لهم رامقًا فهد بإستغراب قائِلًا بتعجب: 


+



_" أيه الصوت ده؟!"


+



تحمحم فهد و أردف بإبتسامة حمقاء: 


+



_"ده ثوتي يا خاطل!"


+



تحدث خاطر بغيظ: 


+



_"ومالك منشكح و أنت بتقول أسمي كده ليه؟؟"


+



و فجأة سمع خاطر صوت منخفض بجانبه فـ هتف بمزاح مقلدًا فهد: 


+



_"أنا ثامح ثوت ثلثال...كلموا الثلكة البليطانية لأبادة الحثالات بثلعة!"


+



نظر لهُ فهد بإستغراب: 


+



_"لأبادة الحثالات؟!"


+



تحدث إياد وهو يجاهد لـ كتم ضحكتهُ: 


+



_"أنت ركزت في'لأبادة الحثالات' و سيبت 'البليطانية' عادي؟!"


+



زفر فهد الهواء قائِلًا بغيظ وهو يدفع إياد خارج الهواء: 


+



_"ولاه، أنت قاعد معانا ليه؟...لوح ذاكل (روح ذاكر) حاجة كتك القلف (القرف)!"


+



نظر لهُ إياد بغيظ و تركهم ذاهبًا لـ غرفتهُ، بينما فهد أقترب من خاطر يجلس بجانبهّ، ألتقت خاطر كأس المياة وأختنق بهِ أثناء شربهُ بعدما سمع صوت إياد وهو في الخارج: 


+




        

          


                

_"ذهب الليل و طفح الكيل و الإنسان فرفر، شاف الواقع أسود في أسود قام نايم و شخر، كل ما باجي أزبط حالي بلاقيني أتلغبطت، حتى أجازتي يوم ما باخدها ببقى متمرمط، يومي متشقلب، حالي متنيل، حتى الصحة بشنك، مديون ومفلس و الناس فاكرة أني قاعد على بنك!"


+



تنهد فهد قبل أن يقول: 


+



_"مفيث(مفيش) حد هيفلفل (هيفرفر) في البيت ده غيلي(غيري)!"


+



تحدث خاطر بصعوبة: 


+



_"أثـــــكت....أثـــــــكت الثــكوت حلال فيـك!"


+



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


+



>>عند عامر و معتز. 


+



دخلوا البيت القديم، كان مكون من طابقين و لكن كان أقل مساحةً و الأثاث كان قديمًا، جلس عامر على الكنبة و أمامهُ معتز. 


+



فـ تنهد الجد بعمق و هو يرمق معتز بهدوء: 


+



_"أسمعني كويس يا معتز....أنت أكيد متلغبط بسبب كلام أبوك و رسالته....و أكيد أنت أحترت لأنه قبل ما يموت طلب منك السماح....بس أي اللي أتغير؟!"


+



سكت يراقب ملامح معتز و تابع بنبرة أكثر دفئًا: 


+



_"الرسالة دي قديمة....أبوك كان بيكتب رسايل و يحتفظ بيها في مكان آمن...بيبقى تعبير عن المشاعر أو حاجات تانية....الرسالة اللي أنت قرأتها دي كانت من حوالي 17سنة، أبوك كان حاططها في أوضتك عشان لما ترجع تشوفها....و يجرحك أكتر ما أنت مجروح...بس في نفس اليوم اللي أدهم طلب منك السماح...جاتله مكالمة من صديق عزيز جدًا على قلبه...هو اللي فوقه و بسببه مكانش طلب منك السماح!"


+



عقد معتز ما بين حاجبيهِ: 


+



_"مين الراجل ده؟!"


+



-أسمه الشيخ معتز. 


+



أتسعت عين معتز مندهشًا و واصل عامر حديثهُ قائِلًا: 


+



_"هو ده نفس الراجل اللي كان أبوك قصده عليه في الرسالة....من و أنت عندك سبع سنين...الشيخ معتز كان أقرب صاحب لأبوك...بس لما عرف أنه أشتغل في المافيا....حاول يبعد بس أدهم كان بيشده دايما...لحد ما عمل حادثة...الحادثة دي أنت و الشيخ معتز كنتوا بتشتروا شوية حاجات من السوبر ماركت و وأنتوا بتعدوا الشارع كان فيه عربية كانت هتموتك بس الشيخ معتز حماك و هو اللي عمل حادثة مكانك و مات...بس الحادثة دي كانت تمثيلية عملها عشان كان مفكر ان بعد موته أدهم هيبعد و يهتم بيكم لكن حصل العكس..بس أدهم مات و الشيخ معتز لسه عايش!"


+



أرتسمت على شفتي معتز إبتسامة مرتعشة قائِلًا: 


+



_"لسه عايش؟؟"


+




        

          


                

أبتسم عامر هو الآخر قائِلًا بحنان: 


+



_"أيوا لسه عايش...أبوك كان بيحبه أوي لدرجة أنه سماك على أسمه!"


+



جفف معتز دموعهُ و هتف بتلهف واضح: 


+



_"طب ممكن تقولي هو عايش فين بالظبط؟؟"


+



أتسعت إبتسامة عامر و أردف وهو ينهض: 


+



_"أكيد هقولك بس مش أنهاردة....خليها بكرة!"


+



تحدث معتز بنبرة قاطعة: 


+



_"لأ...أنا عايز أعرف عنوانه دلوقتي؟!"


+



-بيبقى موجود في المسجد اللي جنب البيت ده من قبل المغرب لحد بعد العشاء....هتلاقيه موجود هناك دلوقت يا معتز. 


+



تحرك معتز سريعًا خارج البيت، و صعد لـ سيارتهُ ثم أنطلق متجهًا لـ المسجد الذي أخبرهُ عامر عنهُ، و في أقل من ربع ساعة كان قد وصل، و ترجل من سيارتهُ بعدما ركنها بعيدًا عن المسجد بأمتار قليلة. 


+



و قبل دخولهُ المسجد سمع صوت من الخلف، فـ أستدار و أتضح أنهُ رجلًا كبيرًا لحد ما يقترب منهُ بإبتسامة زُينت ثغرهُ قائِلًا و هو يعانقهُ: 


+



_"حمدالله على سلامتك يا شيخ معتز...تغيب أسبوع و ترجع شباب تاني....سبحان ﷲ!"


+



أبعدهُ معتز عنهُ برفق وهو يشعر بـ الأحراج فـ أردف وهو يبتسم إبتسامة صغيرة: 


+



_"أحم....أنا مش الشيخ معتز....أنا واحد قريبه!'


+



ركز الرجل في ملامح الفتى و تحدث وهو يضيق عينيهِ: 


+



_"سبحان ﷲ....بصراحة يا أبني انا فكرتك هو....بس عمومًا الشيخ معتز مجاش المسجد من أسبوع!"


+



-طب بيته فين؟؟ 


+



أخبرهُ العنوان، و شكرهُ معتز و من ثم ذهب، و أثناء سيرهُ، تحدث بينهُ و بين نفسهُ: 


+



_"أنا هروّح و هبقى آجي على العنوان ده بكرة....ويارب يكون موجود فيه و ميطلعش كفتة!"


+



ظهور هذا الشِيخ فِي حياة ذلِك البطل البائِس...

لمٌ يكُن عبثًا...و لكن ماذا تُخبئ لنا الأقدار؟ 

أيمكن أن يكون هذا الرجل ظهر لـ معتز كي يُعوّضهُ عن حنان الأب الذي لم يجدهُ؟

لنرى حكاية هذا الرجل المجهول. 


+



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


+



>> في المنزل...غرفة حمزة. 


+



يقف في الشرفة و يرتشف من كوب الشاي الأخضر مستندًا على السور، بينما يعبث بـ الهاتف بـ ملل واضح على محياهُ، سمع صوت طرق على باب غرفتهُ، فـ سمح لـ الطارق بـ الدخول، و أتضح أنهُ فهد. 


+




        

          


                

دخل الشرقة و وقف بجانب حمزة الذي أردف: 


+



_"كويس إنك جيت....كنت عايزك في موضوع مهم!"


+



عقد ما بين حاجبيهِ بإستغراب و بعض القلق بينما تابع حمزة قائِلًا: 


+



_"الطباخ مشي خلاص....أديته أجازة أسبوعين هو و العامل اللي بينضف الجنينة....و كمان عايزك تقعد جنب خاطر....عايزك تحسب عدد الساعات اللي كان بيقعدها مع الست سلمى و تعمل معاه زي ما كان بيعمل مع سلمى بالظبط!"


+



سقط فاه فهد من الصدمة عندما أدرك أن هذه نفس المهام التي دخلوا بها أخوتهُ المنزل في إيطاليا و تابع وهو يضع يديهِ في جيوبهُ قائِلًا بإبتسامة مستفزة: 


+



_"يلا يا فيفي أعمليلك هِمة يا أختي!"


+



و هنا لم يستوعب فهد الصدمة الثانية، فـ قرر أستعطاف شقيقهُ بهذا الحضن المفاجئ الذي لم يكن إلا لمصلحتهُ فقط، حمزة لم يتأثر و مع ذلك قال: 


+



_"أنت عالف(عارف) إن ضهلي(ضهري) هيتكسل (هيتكسر)!"


+



أبعدهُ حمزة عنهُ بقوة متوسطة قائِلًا بتقزز: 


+



_"حل عن نفوخي ومتقربش مني عشان معملش منك مكرونة باللحمة المفعوصة! "


+



تحدث الأخير بإستنكار: 


+



_"المفرومة بقت مفعوصة يا حمزة؟!"


+



كاد يردّ حمزة لكن صوت سيارة معتز أوقفتهم عن الحديث، مال حمزة برأسهُ حتى يرى شقيقهُ، في الأسفل ترجل معتز من السيارة و كاد يسقط بسبب صخرة صغيرة قدماهُ ضغطت عليهِ، ولكنهُ تمالك نفسهُ في آخر لحظة، أما فهد حين رآهُ ظن أنهُ متعب، أمسك بـ السور و كاد يقفز لولا حمزة الذي أردف بتشنج:


+



_"في أيه يا حمار يا جزمة يا اللي مبتفهمش!"


+



-عايز ألحقه. 


1



أجاب فهد بكل ثقة وحمزة تحدث بيأس: 


+



_"تلحقه قبل ما يغمي عليه و لا تلحقه في الجنة أنا مبقتش فاهم!"


1



أردف فهد بسذاجة: 


+



_"الأنتحال(الانتحار) حلام (حرام) يعني انا هكون في النال(النار)!"


+



ضرب حمزة كفهُ في الكف الآخر و خرج من الغرفة ينزل لـ الأسفل، حيث شقيقهُ ووراءهُ فهد، و أثناء نزولهم لمحوا يوسف و إياد ينزلون أيضًا، فـ سألهم حمزة بتعجب: 


+



_"رايحين فين الساعة دي؟!"


+



أجاب يوسف: 


+



_"هنتمشى أنا و إياد يا حمزة!"


+



همهم حمزة قبل أن يتحدث: 


+



_"هممم...متتأخروش!"

خرج إياد ويوسف من المنزل بدون سيارة و ها هم يسيرون بجانب بعضهم بهدوء، إياد يدندن مع نفسهُ و يوسف صامت بشكل غريب. 


+



_"بس أنا معملتش حاجة غلط يا إياد!"


+



-لأ، غلط و ستين غلط...مكانش ينفع تقوله الكلام ده بالذات في الوقت ده....'أنت ضعيف و عاجز' كان المفروض تهدا وتنصحه بشويش مش تحبطه!"


+



تنهد ثم أكمل: 


+



_"هاتله هدية و أعتذرله و هو هيسامحك!"


+



-طب أجبله أيه؟؟ 


+



تحدث إياد بكل بساطة: 


+



_"كتاب أكيد!"


+



أومئ يوسف ومشوا سيرًا على الأقدام ولكن قبل وصولهم لـ المكتبة شعر يوسف بشيء يوضع على فمهُ و كذلك إياد، و قبل أن يستسلم شد تلك اليد الموضوعة على فمهُ بقوة ليقع هذا الرجل أرضًا، ولكنهُ لم يتأثر، سحبهم إلى مكان خالي من السكان و بدأوا بإمساك يوسف جيدًا و إياد يضربوه بلا رحمة.. 


+



تحدث يوسف وهو يحاول إفلات نفسهُ منهم: 


+



_"سيبوا أخويا....عايزين منه أيه يا ولاد ال****!"


+



تحدث ذلك الرجل قائِلًا ببرود: 


+



_"دي رسالة من K لأخوك يا يوسف!"


+



صرخ يوسف بكامل قوتهُ يحاول الفرار منهم عندما رآى إياد يقوموا بضربهُ ضربات قاسية، وصرخة أخرى كانت أقوى من سابقتها حين ضربوا إياد فوق رأسهُ و سقط على الأرض مستسلمًا. 


1



_"إيــاد!"


+



يتبع....


+



   "الميراث" 


+



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


+



الشتيمة عيب على فكرة 😂😂


1



و بالمناسبة، ده آخر أكشن هيحصل في الرواية بس عشان نبقى متعادلين و أطمن أن كل واحد منهم أخد كفايته من الضرب و الشلاليط 😂


2



و ظهور الشيخ معتز ده يا جماعه انا هظهره عشان في النهاية الأخوة الكرام يبقوا في حالة نفسية كويسة في النهاية. 


1



ده شكلي و انا بكتب البارت بعذب فيه الابطال نفسيًا و جسديًا: 


1




ياترى إيه حكاية الشيخ معتز ده؟! 


+



-و يا ترى أيه اللي هيحصل لـ يوسف و إياد؟. 


+



رأيكم؟! 


+



توقعاتكم؟! 


+



دمتم بخير 💗🙈..... سلام👋🏻


+





السابع والثمانون من هنا  

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close