رواية الميراث ابناء المافيا الفصل الخامس والثمانون 85 بقلم منة ابراهيم
اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين اجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين 💕💕
+
-لا تنسون الدعاد لأهل غزة وكل بقاع الاراضي العربية المحتلة♡
+
#رواية_الميراث
#بقلم _الكاتبة_Menna Ibrahim
+
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
>>بعد مرور أسبوعين....في مصر..
+
يدخل إسلام غرفة شقيقهُ النائم و هو يغني بصوت صاخب ومزعج ولكنهُ مضحك في الوقت ذاتهُ:
+
_"أصحى يا نايـــــم، نامت عليك حيطــة!"
+
أستيقظ أسلم بحماس و ذهب إلى الشرفة مردفًا:
+
_"المسحراتي!"
+
-يالا يا أسلم عشان تجهز و نروح نستقبل حمزة و أخواته.
+
نظر لهُ أسلم بحزن:
+
_"حمزة و أخواته أيه بس؟...أنا عايز أشوف المسحراتي وهو بيصحى الناس.
+
سحبهُ إسلام قائِلًا:
+
_"بعدين بعدين، الكلام ده في رمضان، أنما بقى دلوقتي روح و أجهز عشان نستقبل حمزة و أخواته. "
+
أبعدهّ أسلم بملل قائِلًا وهو يغلق باب الشرفة:
+
_"يا عم أبعد عني بقى بلا حمزة و أخواته بلا إنَّ و أخواتها!"
+
و ذهب إلى خزانة الملابس و أخرج منها ملابس جديدة و من ثم دخل إلى المرحاض، تزامنًا مع خروج إسلام من الغرفة، ذاهبًا إلى المطبخ و بدأ بتحضير الطعام، و بعد خمس دقائق ذهب إلى الثلاجة و أخذ قنينة مياة يشرب منها بعدما شعر بالعطش، ولكنهُ بصق الماء بعدما سمع أسلم يقول من داخل المرحاض:
+
_"يا حلاوة المياة المغلية تنزل كده زي التقليــــة!"
+
قال إسلام بصعوبة وهو يسعل:
+
_"منك لله يا بعيد!"
1
.
.
.
.
.
>>بعد مرور ساعة.
+
ها هم جميعًا في المطار، يستقبلون حمزة و الأخوة الكرام، تقدم إسلام محضتنًا حمزة بقوةٍ و كذلك بادلهُ حمزة العناق بإبتسامة.
+
-عودة حميدة يا سيادة المقد...
+
ولم يُكمل ترحيبهُ بسبب إياد الذي دفعهُ بخفة مبعدًا إياهُ عن شقيقهُ، فهو للحق شعر بـ الغيرة عليهِ فـ أردف محذرًا:
+
_"أنت مش عندك أخوك....روح يلا أحضنه و ملكش دعوة بـ أخويا!"
1
شد إسلام صديقهُ قائِلًا بغيظ:
+
_"هو أنا هكله؟....سيبهولي بس خمسة و أجبهولك...و بعدين ده معتز مبيعملش اللي أنت بتعمله ده!"
1
شد إياد حمزة و عانقهُ قائِلًا بغباء:
+
_"عشان معتز عاقل!"
+
يوسف ضحك بمرارة:
+
_"إياد بيعترف أنه معندوش عقل!"
+
و بدأت المعركة بين إسلام و إياد، كل منهم يشد حمزة و يتشاجران عليهِ، وبحركة سريعة أوقعهم أرضًا هما الأثنان، وأردف بضجر وهو ينظر لـ البقية:
1
_"قدامي على العربية!"
+
نهض إياد و ركض وراء حمزة سريعًا، و إسلام نهض هو الآخر بمساعدة أسلم، وضع يدهُ على ظهرهُ قائِلًا بتعب:
+
_"أنا مش فاهم يا حمزة لحد دلوقت أنت عايش أزاي؟..أنا لو مكانك كنت أنتحرت بسبب أخواتك....ده أنت ليك الجنة يا أبني واللهِ!"
+
خرجوا جميعًا من المطار و أتجهوا إلى السيارة التي أحضرها رائد، التي كان يقف أمامها، وحين رآى حمزة يقترب نحوهُ سارع بـ الركض نحوهُ وعانقهُ بقوةٍ.
+
بادلهُ حمزة العناق و هو يضحك بصخب عليهم، نظر نحو إياد الذي يبتسم إبتسامة حمقاء و هتف بعدما أبتعد عن رائد:
+
_"أخبار المجرمين أيه؟!"
1
قبل أن يأتي جواب رائد تحدث أسلم بغيظ:
+
_"يعني الواد مزينلك العربية... و مكلف نفسه....و في الآخر تقوله 'أخبار المجرمين أيه'...ناكر الجميل!"
+
تجاهلوهُ حمزة و رائد و بدأوا بـ التحدث في الكثير من الأمور حتى أخذهم الوقت و لم ينتبهوا أنهم من المفترض أن يعودوا لـ المنزل.
+
تحدث يوسف مردفًا بملل:
+
_"ما تخلصوا يا جدعان.....هنقعد سنة نتكلم في القواضي و القوانص!"
+
رفع خاطر رأسهُ ينظر لـ شقيقهُ الأحمق قائِلًا بإستغراب:
+
_"قوانص؟..شكلك جعان يا يوسف!"
+
ضحكة إياد الرنانة دوّت في الأرجاء، و أبتسم الجميع عليهِ و أردف يوسف ردًا على خاطر:
+
_"يعني هي أول مرة يا خاطر....ده أنا في مرة من المرات..كان عندي سبعتاشر سنة و كنت راجع البيت مشي بعد ما جيت من المدرسة....لقيت في الشارع توتر و ضباط و مباحث طنشت و كملت طريقي و أنا معدي سمعت ضابط بيقول في الموبيل 'واحد سرقة و أتنين قتل'!"
+
صمت لـ ثواني و ثم أردف بضحك:
+
_" أنا بسبب الأرهاق و الفرهضة سمعتها 'واحد فول و أتنين طعمية' و روحت ناحية الضابط و قولتله 'معلش ممكن تخليهم تلاتة فول و أربعة طعمية عشان محسوبك مفرهض'!!"
+
ضحك خاطر رغمًا عنهُ وكذلك البقية ضحكوا عقب كلام يوسف و سردهُ لـ تلك الموقف المضحك، وواصل يوسف وهو مصدوم و كأن الموقف يُعاد أمامهُ:
+
_"أنا كنت في موقف لا يُحسد عليه...و الضابط يا عيني كان مبتسم من الصدمة و قالي 'فين بابا يا شاطر' أنا لما أستوعبت أعتذرت و جريت منه!"
+
-طب كويس أنك متحبستش يا حبيبي، ده معجزة أصلًا أن الضابط مفكرش أنك مبرشم و لا شارب حاجة.
+
كانت هذه كلمات حمزة الذي فتح باب السيارة الأمامي و ركب في مقعد السائق، و أشار لهم أن يصعدوا مردفًا:
+
_"يالا أركبوا، خاطر يركب هنا جانبي، و الباقي يتنزق ورا!"
+
ساعده معتز و فهد أخيهم بـ الصعود إلى السيارة و من ثم أغلق معتز الباب جيدًا ووضع الكرسي في حقيبة السيارة الكبيرة، و أتجه نحو الباب الخلفي و ركب، و جلس بجانبهُ إياد و فهد، و يوسف لم يجد مكانًا فـ هتف بغيظ:
+
_"بقى كده يعني؟...هو في أيه؟...هو ليه الكل عليا؟!"
+
تحدث أسلم الذي كان يركب بجانب إسلام في سيارتهُ:
+
_"تعالى يا يوسف هنا المكان فاضي، و سيبك من العيال الرخمة...أحم إلا حمزة حبيبي طبعًا!"
+
نطق كلماتهُ الأخيرة بتوتر بعدما لاحظ نظرات حمزة تخترقهُ، فـ أردف إسلام و هو يحتضن شقيقهُ محذرًا حمزة:
+
_"ولاه....متبصش لأخويا كده....خليك في أخواتك و أنا هخليني في أخويا!"
1
قلب حمزة عيناهُ بملل و سمع صديقهُ يقول:
+
_"أركب يا رائد أنت و يوسف و سيبكم من العيال دي....فعلًا أندال أندال والله ما فيكم جدعان!"
+
ردّ يوسف بخبث:
+
_"متشكر يا إسلام....أنا هرمي نفسي على آخر واحد ركب العربية و هو فهد.....يبقى يستحمل الحِمل بقى!"
+
و فعلًا ركب و جلس فوق فهد الذي صرخ بألم:
+
_"يا وجعة مربربـــــة!"
+
أنطلق حمزة بـ السيارة بعدما ودع صديقيهِ، غير مكترث بـ ما يحدث خلفهُ، و أكثر ما هو مهتم بهِ...خاطر، لم يضحك اليوم كثيرًا حتى هو الآن شارد الذهن و يستند برأسهُ على زجاج النافذة النصف مفتوحة.
+
و في الخلف، أسند يوسف ظهرهُ على كتف فهد غير مبالي بـ الذي يتألم خلفهُ و يهمس بآسى:
+
_"يا ربي ده أكيد عقاب على اللي كنت بعمله....سامحني يا كريم الحِمل بقى تقيل أوي و ضهري أتكســــر....قوم من عليا يا جربوع يا منقوع!!"
+
أردف يوسف ببلاهة:
+
_"تصدق مكذبتش يا فهد.....أنا فعلًا منقوع في المية بقالي يومين من الحر!"
+
و حرك حواجبه متابعًا:
+
_"وبعدين فدايا!"
+
تحدث حمزة بإنزعاج:
+
_"بس بقى أنتوا الأتنين!"
+
صمت يوسف و لكن فهد ظل يتآوى بألم، و البقية لم يهتموا لهُ، و فجأة تحدث إياد بحماس:
+
_"بقولكم أيه....ما تيجوا نشرب عصير قصب يسلينا و أحنا في الطريق!"
1
رمقهُ يوسف و هتف ببساطة:
+
_"عصير أيه يا عم أنت؟....أنا عايز أتغدى واحشني الأكل المصري!"
+
-خلاص يبقى نروح مطعم ال***** نتغدى و بالمرة نريح شوية.
+
تحدث فهد بألم:
+
_" آااه يا ريت يا جماعة عشان أنا عايز أريح أنا كمان!"
+
كاد يرفض حمزة لكنهُ وجدهُ حل مُناسب لأخراج خاطر من حزنهُ، فـ أوقف السيارة على أقرب مطعم يقابلهُ ونزل الجميع.
+
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
>>داخل المطعم....والذي كان مكتوب عليهِ بالخارج (أكلات بحرية).
+
جلس الستة على أقرب طاولة لـ الباب و نادى حمزة على النادل و طلب لهم الطعام، و في خلال ربع ساعة كان جاهزًا.
+
الطعام موضوع أمام كل واحد منهم و ها هم يأكلون بهدوء، ما عدا معتز الذي لم يمد يدهُ لـ الطعام وحمزة لم يأكل إلا القليل و أنشغل بـ إطعام شقيقهُ خاطر الذي كان يمسك معلقتهُ ويلعب في الطبق فقط.
+
-شغل أطفال.
+
_"خلاص يا حمزة أنا شبعت و بعدين أنا مش طفل!"
+
تحدث حمزة بسخرية شديدة:
+
_"آه آه....ما أنا عارف...والدليل أنك كنت بتلعب من شوية!"
+
أنتبه إياد أن معتز لم يأكل شيء هتف بتعجب:
1
_"مبتاكلش ليه؟!"
+
-مليش نفس.
+
قرب إياد المعلقة من فم معتز وأردف:
+
_"معلش تعالى على نفسك شوية و خلي عندك نفس!"
+
أجبر معتز على أن يأكل الطعام كاملًا، و بعدما أنتهوا خرجوا من المطعم و أتجهوا بـ السيارة نحو المنزل مباشرة.
.
.
.
.
.
>> في المنزل.
+
عاد الأخوة المنزل و بمجرد دلوفهم تحدث يوسف باستغراب:
+
_"البيت متروق و كأن حد قاعد فيه ولا كأنه مش متساب بقاله سنة و سبع شهور!"
+
-ما هو كان فيه حد بيجي ينضفوه كل فترة و التانية عشان لما نرجع منلاقيش العنكبوت معشش فيه.
+
أومئ يوسف بتفهم و كل منهم صعد لـ غرفتهُ و حمزة حمل شقيقهُ وصعد لـ غرفتهُ في الأعلى،و في الغرفة دلفوا إليها و ساعد حمزة أخيهِ على الجلوس و دثرهُ في الغطاء جيدًا، و لثم رأسهُ بحنان و جلس بجانبهُ على طرف السرير ضامًا يديهِ لـ صدرهُ و خاطر يخفض بصرهُ.
+
بعد صمت ثقيل، أردف حمزة بصوتهُ اللين وهو يربت على كتف خاطر:
+
_"أنا مش عايزك تفقد الأمل....كل حاجة هترجع أحسن من الأول صدقني..ماشي يا خاطر!"
+
أومئ خاطر وهو يبتسم بصعوبة، و أغمض عيناهُ لـينام، أغلق حمزة الأنوار و ترك إضاءة خفيفة بجانب السرير ثم الغرفة و خرج، و أثناء خروجهُ شعر بإنقباض قوي بـ صدرهُ، مسد عليهِ وهو يجعد حاجبيهِ بألم و حينها أتسعت عيناهُ بلهفة قائِلًا:
+
_"معتز!"
+
ركض إلى غرفة أخاهِ سريعًا ودخل دون سابق إنذار، و لكن الغريب أن لا أحد في الغرفة، فـ سمع صوت قادم من المرحاض، خطى خطواتهُ بسرعة و دلف لـيجد شقيقهُ يُفرغ كل ما في جوف معدتهُ.
+
أقترب حمزة منهُ بتهلف و خوف و أسندهُ بسرعة قبل أن يفقد توازنهُ، فك أول زرين في قميصهُ حتى يستطيع معتز التنفس بشكل جيد، وما هي إلا دقائق حتى أنتهى معتز و خرج من المرحاض.
+
أستلقى معتز على السرير و هو يحاول التنفس بشكل منتظم، نظر لهُ حمزة بندم وهتف بحزن:
+
_"أنا آسف....نسيت واللهِ أنك عندك حساسية....ثواني هجيب العلاج و أجيلك!"
1
-أستنى.
+
أوقفهُ معتز وهو يكتب أسماء أدوية في ورقة و أعطاها لـ حمزة الذي أخذها سريعًا وخرج من الغرفة و في خلال ربع ساعة كان قد عاد و بيدهُ كيس الأدوية، أقترب من السرير و شعر بـ الحزن عليهِ، فـ توأمهُ يبدوا متعبًا للغاية.
+
مسح على رأسهُ برفق قائِلًا:
+
_"يلا قوم!"
+
أعتدل معتز في جلستهُ بصعوبة بمساعدة حمزة و جلب الماء ثم أعطى الدواء لـ شقيقهُ و جذبهُ لـ صدرهُ وفي ثواني تحول من الخائف المتلهف على توأمهُ إلى الغاضب الذي لا يتحمل تعب أي من أخوتهُ.
+
فـ أردف بنبرة حانقة:
+
_"و لما أنت بتتنيل عندك حساسية ليه متكلمتش يا معتز!...بس لأ، حضراتكم لازم تتعبوا اللي خلفوني!"
+
عندما لم يجد ردّ، تأكد أن معتز نائم، فـ أبعدهُ بخفة ودثرهُ بـ الغطاء جيدًا، و لثم رأسهُ بحنان ثم تحرك مقررًا الخروج من الغرفة.
+
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
>>و في الأسفل.
+
نزل حمزة الطابق الأول و لمح فهد يجلس أمام التلفاز هو و يوسف، فـ أتجه نحوهم مردفًا بجدية:
+
_"ياريت بقى أنتوا الأتنين ترجعوا لـ شغلكم تاني....أحنا بعدنا بما فيه الكفاية و لحد هنا وبس....يوسف يرجع لـ الهندسة و فهد يرجع لـ الملامكة!"
+
-أنا هسافر كندا
+
_"أنا هعتزل من الملاكمة!"
+
كل منهم أردف بما يريدهُ، و كانا متوقعان أن حمزة سيوافق لكن ما واجهوه هو غضب الآخر و حدة نظرتهُ:
1
_"هي بقت كده بقى....واضح أنكم متفقين عليا....طب أقسم بالله العظيم.....لو حد فيكم أنتوا الأتنين بالذات....فكر مجرد تفكير أنه يسيب شغله أو يسافر برا مصر....لأكون عامل منه صنية جلاش باللحمة المفرومة!"
+
يوسف ألتصق بظهر الكنبة بخوف قائِلًا:
+
_"المفرومة؟؟....لأ...كلــــه إلا الفرم!"
+
-هيـــــه كده أحنا هنقعد مع بعض....بس أنا عندي مشكلة يا جماعة.
+
رمق حمزة إياد مردفًا وهو يتنهد بصوت مسموع:
+
_"أشجيني!"
+
تحدث إياد بحماس وهو ينزل الدرج:
+
_"عايزين نشتري بيت جديد فيه ست جنيات!"
+
نظر لهُ حمزة بعدم فهم و لكن يوسف قال بغباء:
+
_"ست جنيات بحالهم يا إياد؟...طب ما تخليها تنة و رنة بس!"
1
نظر فهد لهم مغتاظًا منهم و هتف:
+
_"هو يقصد 'جنينة' بس أخوك المُتعلم بتاع المدارس مش عارف يجمعها!"
+
أخفى حمزة ضحكتهُ بمهارة و تنهد ناظرًا لـ صاحب الرأس اليابس قائِلًا بغيظ:
+
_"واد يا أبو راس فجلة!"
+
رفع فهد رأسهُ ببلاهةٍ، أبتسم حمزة بسخرية:
+
_"كويس أنك عارف نفسك!"
+
هتف وهو يشير نحو فهد:
+
_"أنا عايزكم كده تبقوا زي فهد....بحلاوته و كبريائه و تواضعه و ذكائه!"
+
أبتسم فهد بخجل و لكنها أختفت تدريجيًا حين أردف حمزة بإبتسامة مستفزة:
+
_"عشان تدوقوا العلقة اللي هياخدها دلوقت.!"
+
-على المكتب قدامي.
+
دخل حمزة المكتب وترك الباب مفتوحًا، رمق يوسف شقيقهُ و هتف وهو يربت على فخذهُ:
+
_"سلم على الشهدا...قوم يا فهد ربنا معاك!"
+
نهض فهد و خطى خطواتهُ نحو المكتب و لكنهُ توقف حين أستمع إلى نداء إياد، ألتف و نظر لهُ قائِلًا:
+
_"عايز أيه؟!"
+
لوح إياد قائِلًا ببلاهة:
+
_"لا إله إلا ﷲ"
1
أراد فهد البكاء و هتف:
+
_"سيدنا محمد رسول ﷲ"
+
و دخل المكتب ثم أغلق حمزة الباب خلفهُ، و هو يتوعد لهُ بعقاب جيد للغاية، و الآخر لا يعلم ما هو مصيرهُ.
+
>> داخل المكتب.
+
أستدار حمزة لهُ قائِلًا:
+
_"أستنى هنا....أنا طالع وجاي تاني عشان نسيت الموبيل!"
.
.
.
.
.
+
يقف في منتصف غرفة المكتب و رأسهُ مُنحني، ينتظر دلوف شقيقهُ، لا يعلم أنهُ يقف بهدوء بجانب الباب ويرمقهُ بنظرة غامضة، تقدم نحوهُ بخطوات بطيئة و هادئة.
+
ضم فهد يديهِ لـ صدرهُ يتنهد بعمق، بينما تحدث حمزة بحدة:
+
_" إيدك جنبك!"
+
أنزل فهد يديهِ بعدما نهرهُ حمزة و للحق فهو يشعر أنهُ طفلًا صغيرًا يُعاقب من أستاذهُ على ال home work الذي لم يفعلهُ.
+
نفخ فهد بضجر بعدما طال وقوفهُ وطال صمت حمزة، فـ نهرهُ الآخر مرة أخرى رافعًا حاجبيهِ:
+
_"متنفخش!"
+
تنهد فهد بصوت مسموع دليلًا على أنزعاجهُ من طريقة حمزة، و الأخير تحرك إلى خزانة مليئة بالدفاتر و الملفات، أخرج منها حزام لا يعلم فهد ماذا يفعل وسط هذه الأوراق.
+
تقدم حمزة نحو فهد وهو يطوى الحزام و أردف فهد بقلق:
+
_"أنت بتعمل أيه؟!"
+
نظر لهُ حمزة بحدة و نزع نظارتهُ السوداء وقام برميها على المكتب لتظهر تلك الملامح المهيبة التي تُرعب كل من يراها.
+
تراجع فهد لـ الوراء و الخوف سيطر على كامل جسدهُ، و تبدلت ملامحهُ على الفور و سحب فهد لـ عناقهُ قائِلًا:
2
_"تعبت أمي يالا!"
+
بادلهُ فهد العناق مردفًا بندم :
+
_"أنا آسف.....أنا عارف أني متهور....ومش بعرف أفكر..وجرحت معتز....بس أوعدك أن الكلام ده مش هيتكرر تاني!"
+
أبعدهُ حمزة عنهُ و هتف وهو يرمى الحزام و يرفع أكمام قميصهُ:
+
_"ما أنا عارف أنك مش هتعمل كده تاني....و أنا آسف....عشان العقل اللي زيك لا ينفعهُ سوى اليد الخشنة لا الحزام الجلدي!"
+
و لم يكمل كلامهُ و أنقض على فهد كـ الأسد الضاري،وبدأ بضربهُ في وجهُ بقبضة يدهُ و توقف بعد ثلاث لكمات و نهض من فوقهُ قائِلًا وهو ينفض ملابسهُ من الأتربة التي ليس لها وجود من الأساس.
+
تحدث وهو يشير لـ فهد أن ينهض:
+
_"قوم....و متتكررش تاني...و العقاب لسه شغال....عندك الجنينة اللي برا دي....هدي للعامل أجازة لمدة أسبوعين و أنت تنضفها مكانه....و كمان الطباخ....هياخد أجازة لمدة أسبوعين برضو و أنت بقى هتبقى الشيف بتاعنا الجميل....أنا ضربتك تلاتة بس....لولا أني واخد رصاصة كنت خلتيهم تلاتين مش تلاتة....كان نفسي تبقى زي إسلام...بس يلا حصل خير"
2
و أستدار خارجًا من المكتب و لكنهُ توقف حين سمع نبرة صوت فهد:
+
_"على فكلة (فكرة) أنت حمال (حمار) و مث لاجل ( مش راجل) عثان اللجالة (عشان الرجالة) مث(مش) بتعمل كده!"
+
ألتفت حمزة لهُ قائِلًا ببلاهة:
+
_"ما أنا عارف إن أنا مش لاجل....أنا راجل!"
+
و أستدار حمزة يخرج من الغرفة وهو يجاهد ليكتم ضحكتهُ و قال لنفسهُ:
+
_"كده فهد لحد دلوقت أنا طيرتله حرفين الشين و الراء...حلوين حلوين!"
+
و أكمل خطواتهُ نحو الخارج، و أول من قابلهُ هو إياد الذي قال بحماس:
+
_"نقرا الفاتحة!"
+
ضحك حمزة بعلو صوتهُ، و ذهب يجلس على الكنبة بجانب يوسف الذي نظر لهُ و أردف بتعجب:
+
_"عملت في أخوك أيه يا مفتري؟!.....و الدفنة الساعة كام؟!"
+
قبل أن يتحدث حمزة آتى صوت فهد الغاضب:
+
_"لأ يا أخويا....أنا لثه عايث (لسه عايش) و فيا اللوح (الروح)!"
+
مسح إياد دموعهُ التي تكونت بسبب الضحك وتوقف عنهُ هو و يوسف بصعوبة، فـ نظر لهم فهد بحنق و هتف وهو يصعد:
+
_"و لـ بنا (ربنا) أنتوا عيال لـــــخمة(رخمة)!"
+
ضرب إياد كفهُ في الأخر و أردف وهو يجلس بجانب حمزة مغيرًا الموضوع:
+
_"عملت أيه بقى في الفيلا و الست جناين؟!"
1
رمقهُ حمزة قائِلًا بغيظ:
+
_"ڤيلا إيه اللي بست جناين دي؟!...أنا ممكن أجيبلكم جنينة واحدة بس وتقعدوا فيها أنتوا الخمسة و أكتب عليها من برا'جنينة الحيوانات' ده اللي أقدر أعمله!"
1
قلب عيناهُ بضجر:
+
_"قال ست جناين قال!"
+
و أردف في نفسهُ:
+
_"لازم أسأل دكتور عن حالة فهد....لأني حاسس أنه عندو مشكلة في الشخصية نتيجتها التسرع!"
+
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
>> غرفة معتز...الساعة الخامسة مساءً
+
أستيقظ بعد أن أخذ وقت كافي من النوم وها هو يجلس على الأرض و أمامهُ صندوق صغير مفتوح و بيدهُ ورقة بيضاء و يبدوا أنها رسالة من أحد الأشخاص.
+
محتوي الرسالة:-
+
-«أنا عارف أنك هتبقى أول واحد هتقرأ الرسالة دي، أنا بكتبها بغرض أني أقولك سبب معاملتي ليك، أنا مفيش حد أجبرني، و لا هددني، أنا قولت كده لـ أخوك الصفير عشان أسكته بس، لكن الحقيقة إني مكرهتش حد قدك يا معتز، اليوم اللي فريدة ماتت فيه أضطريت إني أتجوز خالتكم اللي كانت شبه والدتكم بظبط لحد ما الوقت المناسب يجي و أقولكم و في اليوم اللي أنت شوفتني فيه بقتلها، كان تمثيلية، كنت بعمل كده في الوقت ده بذات عشان عارف أنك أقرب واحد لوالدتك و الوحيد اللي بتيجي و بتقعد معاها في الساعة دي وبتحكلها على كل حاجة، و أنت صدقت أني قتلتها، بس الحقيقة أني سفرتها برة مصر عشان ميبقاش في خطر عليها و يحصلها حاجة بسببي، و أنت بقى، أكيد بتسأل أنا بكرهك ليه....عشان اللي يقتل أعز شخص على قلبي أحطه من ضمن القائمة السوداء يا معتز....قتلت أعز شخص ليا وعشان كده أنا بكرهك!"
6
يتبع.....
+
"الميراث"
+
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
مش عارفه أضحك على فهد و لا أعيط على معتز 😂😂
5
جماعه أنتوا عايزين أطول الرواية أكتر من كده عشان بتحبوها ولا أنتوا بتجبروا بخاطري وخلاص 😂🤦🏻♀️
2
معتز بقى قتل ميــــن يا حلويــــــــن؟!
4
رأيكم!
+
توقعاتكم:
-يا ترى معتز هيحصله أيه بعد الرسالة دي؟
+
دمتم بخير🙈💗....سلام 👋🏻
+
