رواية الميراث ابناء المافيا الفصل الثاني والثمانون 82 بقلم منة ابراهيم
اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين اجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين 💕💕
+
-لا تنسون الدعاد لأهل غزة وكل بقاع الاراضي العربية المحتلة♡
+
#رواية_الميراث
#بقلم _الكاتبة_Menna Ibrahim
+
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
#قبل ثلاث ساعات... بعد مكالمة سلمى لـ فهد.
+
خرج فهد من المنزل وها هو يقف أمام معتز، متحدثًا برجاء:
+
_"أرجوك يا معتز، أرجوك روح أنقذ البنت!"
+
تحدث معتز ببرود:
+
_" هو أنا اللي قتلت أبوها عشان أروح أنقذها؟"
+
غضب فهد من شقيقهُ وهتف بقسوة:
+
_"أنت أخ فاشل، و عديم الدم و الأحساس!"
+
ضرب صخرة كانت على الأرض بقدمهُ، و تابع:
+
_"من البداية و أنا بقول أني مش هقبل أنك تكون أخويا،لكن حمزة كان دايمًا واقف معاك و دلوقت طلع معايا حق، أنت أخ فاشل، و بقيت قاسي زي أبوك،قاسي لدرجة تخليني أقتلك من كُتر كرهي ليك!"
2
تراجع فهد للوراء أثر إمساك معتز لـ عنقهُ بكامل يديهِ و ضغطهُ على رقبتهُ بقوة قائِلًا بجنون و عيناهُ بها لون مخيف وهو غير واعي لما يفعل:
+
_"أنا مـش زي أبوك، أنـا مش زيــه و لا عـــمري هكــــون زيـــه، سامـــع؟، أنا مش زيـــه، أنا مش زي الراجل ده، أنا مش زيه!"
1
و أخذ يردد هذه الكلمات بسرعة و كأنهُ كان متوقع هذه اللحظة منذ زمن، كأنهُ شريط مُسجل، عيناهُ متسعتين بغضب عارم وجنونٍ، وعي على نفسهُ عندما سعل فهد بقوة، و لانت ملامح معتز و أرخي يديهِ التي كانت حول عنق شقيقهُ و هتف بنبرة مرتعشة:
+
_"أ..أنت كـ..كويس؟!"
+
ألتقط فهد أنفاسهُ بصعوبة ووضع يديهِ على صدرهُ قائِلًا بتعب:
+
_"أنا لو عدوك مش هتخنقني كده!"
2
نبس معتز بنبرة منخفضة:
+
_"أنا آسف، مكانـ..."
+
ولكنهُ لم يُكمل حديثهُ، و أردف مرة أخرى مغيرًا مغزي العبارة:
+
_"دلوقت، بقيت زيـه!"
1
جلس على الأرض و أسند رأسهُ إلى السيارة، طالعهُ فهد مستغربًا من تقلبات أخيهِ، لا يعلم أن قارب الذكريات أخذهُ إلى ماضي بعيد، وتلك الليلة تحديدًا.
+
*فلاش باك.
+
يجلس ذو الرابعة عشر عام، و يضم ركبتيهِ بقوة لـ صدرهُ، خائفًا من والدهُ الجالس خلف المكتب، و أردف بخفوت:
+
_"أنا بس عايز أشوف أخواتي...مش عايز حاجة تانية!"
+
نظر لهُ أدهم بغضب قائِلًا بنبرة قاطعة:
+
_"أنا قولت لأ، يعني لأ،يعني تخرس و متسمعنيش صوتك تاني!"
+
تحدث معتز جامعًا بعض الشجاعة:
+
_"أنت ليه فرقتني عنهم؟، و ليه خرجتني برة مصر!"
+
ردّ أدهم بقسوتهُ المعتادة:
+
_"علشان أنت هتكون عار على أخواتك، و هتبقى أخ فاشل، و مش هتخلي بالك منهم كويس! "
+
خاف معتز منهُ و هتف:
+
_"ماما قالتلي أني أحميهم بأي طريقة و أنا مش هكسر كلمتها!"
+
-هتكسرها، و هتقول أدهم قال.
+
تحدث معتز بنبرة مهزوزة:
+
_" عايز أشوفهم بس حتى لو من بعيد!"
1
ردّ أدهم بحدة:
+
_"أخواتك بخير طول ما أنت بعيد عنهم!"
+
نظر لهُ معتز بنظرة منكسرة للغاية وهتف بإبتسامة باهتة:
+
_"كده أنا أطمنت!"
+
*عودة.
+
ضحك معتز ضحكة هادئة محاولًا إخفاء وجعهُ، وراء هذا القناع، و هتف بإبتسامة:
+
_"الغريب أن أنا لما كبرت، أقنعت نفسي أنكم مش هتقبلوني أخ، بس أنا جيت مصر بطلب من إسلام أني أكون جنبكم، لحد ما حمزة يفوق! "
+
صمت قليلًا و هتف:
+
_"لولا اللي حصل مع إياد و أني خبطته بالغلط في اليوم ده، كان زماني دلوقتي عايش في ألمانيا بعيد عنكم ومرتاح! "
+
نظر لهُ فهد بغموض:
+
_"كنت هترتاح لما تكون بعيد عننا! "
+
لم يرد معتز عليهِ و هتف بهدوء:
+
_"حمزة كان موصي صاحبه بيتر أنه يواصل البحث عن مكان كِندًا، و هما كانوا مراقبين موبيلك ترقبًا لأي مكالمة، وزمانهم دلوقتي عرفوا مكانها و الشرطة على وصول!"
+
نهض معتز وكاد يصعد السيارة، لكن فهد أوقفهُ:
+
_"مجاوبتش على السؤال!"
+
نظر لهُ معتز بهدوء وهتف:
+
_"كنت هرتاح لأن أنا أخ فاشل!"
1
جلس معتز على مقعد السائق و الباب مفتوح، وبحركة غاضبة منهُ ضرب رأسهُ في زجاج باب السيارة، صرخ فهد بتعب:
+
_"يا بني حرام عليك، كفاية دم لحد كده، هو ليه كله بيتأذي وهو معايا؟."
+
أخرج محرمة من جيبهُ و قام بمسح الدماء على جبين معتز، و أمسك ذراعهُ يرى الجرح أيضًا:
+
_"لازم تروح المستشفى عشان الجرح شكله عميق!"
+
تحدث معتز وهو شارد بنقطة وهمية:
+
_"فعلًا هو عميق!"
1
شعر فهد أن شقيقهُ تحمل أكثر من اللازم، فـ أقترب معانقًا إياهُ بحنان قائِلًا:
+
_"أنت مش أخ فاشل، أنا اللي فاشل و ستين فاشل علشان دايمًا بعمل حركات غبية وحمزة هو اللي بيشيل الليلة أو واحد فيكم، أنا آسف!"
1
ثم أبتعد عنهُ و هتف بمرح:
+
_"وخلاص يا عم، أنا توبت من الغباء و التخلف، ولو مش مصدقني مستعد أعمل أي حاجة، عشان أثبتلك، مستعد ألبس الكلبشات و أكون جانبك طول الوقت و ماتكلمش أو أعمل أي حاجة، و أفضل على الحال ده لحد ما حمزة يفوق!"
+
لم يُمهل فهد شقيقهُ ليفكر بل ركب السيارة و أنطلق إلى بيت كِندًا.
+
#العودة للحاضر.
+
جلس معتز على المقعد قائِلًا بهدوء:
+
_"أنا لا قربت منه و لا لمسته، كل اللي عملته هو أني قلتله ميعملش حاجة طول ما حمزة في المستشفى، ويكون موجود معانا، وهو ملقاش غير الطريقة دي!"
+
نظر آدم إلى فهد و هتف بعدما تنهد:
+
_"شيل يا معتز الكلبشات دي، و اللزق اللي على بُقه ده، هو شاطر و هيسمع الكلام ومش هيتغابى تاني!"
+
نفى فهد، ولكن معتز الذي لم يعجبهُ الأمر أيضًا مثل آدم، نهض و فك الأصفاد و أيضًا نزع اللاصق، وهتف آدم ناظرًا لـ سلمى:
+
_"حظك أن والدتك تكون بنت أجن عيلة في الكرة الأرضية«ثم ربت على كتف فهد»ده يبقى خالك يا سلمى، وكمان معتز خالك، أنتِ ليكِ ستة مش أتنين بس، بس الأقرب ليكِ هو حمزة علشان حمزة و حور كانوا متربيين مع بعض!"
+
فهد أردف بإستغراب:
+
_"ها، أنا مش فاهم حاجة، أزاي أنا خال، و أيه علاقة عمي آدم بالبنت؟!"
+
نظر آدم لـ أبن أخيهِ قائِلًا:
+
_"سلمى تبقى حفيدتي يا فهد، تبقى بنت بنتي الوحيدة، و آه أنا متجوز، و اللي كانوا يعرفوا هو راجح و حمزة عرف لما جبته بيتي، في الأول أنا وهو قعدنا في القاهرة شهرين تلاتة و بعدين سافرنا، وهناك حمزة عرف أني متجوز، كان عندو عشر سنين!"
+
فهد سأل سؤال غريب بعض الشيء:
+
_"كانوا بيلعبوا مع بعض أستغماية؟!"
+
ردّ آدم برغم غرابة السؤال:
+
_"لأ، حمزة كان حريص جدًا انه يكون بعيد عنها، كان برغم صغر سنه واعي و فاهم كويس، وكان بيحميها و بيعتبرها زي أخته!"
+
تحدث معتز وهو يهم بالذهاب:
+
_"عن أذنكم!"
+
رحل معتز من أمامهم دون قول أين سيذهب، و هذا ما أثار أستغراب لكنهُ قرر الذهاب إلى خاطر، بما أنهُ لم يراهُ منذ أن أستيقظ.
+
تحدث آدم وهو يدفع كرسي مارد قائِلًا:
+
_"لازم أتكلم مع دكتور يشرف على علاجك يا مارد، أنت لازم ترجع مصر سليم معافى!"
+
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
#غرفة خاطر.
+
إياد جالسًا على الأرض منهارًا بـ البكاء، و يوسف يحاول تهدأة الذي جن جنونهُ بعدما عرف بـ إصابة حمزة.
+
صرخ وهو يحاول النهوض و عيناهُ ممتلئة بالدموع:
+
_" أزاي حمزة في العناية المشددة، يعني أيـــــــــــه؟!"
+
أقترب منهُ يوسف محاولًا تهدأتهُ قائِلًا برجاء:
+
_"أرجوك أهدى يا خاطر، هو أكيد هيبقى كويس!"
+
أردف خاطر بنبرة مرتجفة:
+
_"حمزة مش هيحصله حاجة، مش كده يا يوسف؟!"
+
أومئ يوسف قائِلًا بتفائل:
+
_"صدقني هيكون كويس!"
+
تحدث الأخير بنبرة خائفة:
+
_"طـ...طب بالله عليك ساعدني أروح أشوفه، خايف عليه أوي!"
+
نفى يوسف و هو يبتسم محاولًا تلطيف الأجواء:
+
_"صدقني مش هينفع، جرحك هيفتح كده يا خاطر!"
+
صرخ خاطر بحدة:
+
_"يفتح، ميفتحش، أنا عايز أشوف أخويا!"
+
تأوة متألمًا من جرحهُ حين حرك جزئهُ العلوي مرات عديدة، دخل معتز في هذا الوقت منتفضًا من صراخ خاطر، تنفس بقوة ثم هتف بهدوء:
+
_"يوسف أطلع أنت و إياد فورًا!"
+
سحب يوسف إياد للخارج، الذي كان منهار تمامًا، ويبكي بحرقة تقطّع القلب وتنهشهُ حُزنًا، و في الداخل، أقترب معتز من شقيقهُ و هتف وهو يخلخل أصابعهُ خصِيلات شعرهُ:
+
_"أهدى يا خاطر، حمزة كويس جدًا و مستني أن الدكتور يسمحله أنه يجي يشوفك!"
+
تحدث خاطر بلهفة:
+
_"حمزة فاق!"
+
أضطر معتز أن يكذب كي لا تسوء حالة الأخر و كي لا يُفتح الجرح:
+
_"أيوا فاق، وكمان بيعتذرلك أنه مدخلش ليك أول ما أنت خرجت من العناية!"
+
أبتلع خاطر متفوهًا بحزن:
+
_"أنا عارف أنك بتكدب عليا!"
+
معتز أردف بثبات:
+
_"لو مش مصدقني تعالى شوفه، بس مش هينفع عشان جرحك هيفتح، ولو فتح،حمزة هيزعل منك!"
+
تنهد خاطر بقلة حيلة و نظر معتز لـ مكان الجرح و أغمض عيناهُ بقوة هاتفًا بغضب:
+
_" أتهد في حتة بقى خلينا نخرج من أم المكان ده عشان تعمل العملية وتتعالج و ترجع تمشي على رجلك!"
+
-حاضر.
+
طرق باب الغرفة، ودخل فهد في هذا الوقت، ووقف عن الباب، ينتظر إن كان سيسمح خاطر بـ دخولهُ أم لا، نظر لهُ معتز و فهم ما يريد فـ نقل أنظارهُ إلى خاطر مردفًا:
+
_"فهد عايز يتكلم معاك شوية!"
+
أومئ خاطر لهُ بهدوء، و دخل فهد ثم تركهم معتز بعدما ربت على كتف فهد يشجعهُ على الأقتراب، سمعوا صوت غلق الباب و ساد الصمت في الغرفة.
+
فـ دار حديث صامت بين الأخوين، عيون فهد تنظر إلى خاطر بحزن و تقول:
+
_"الرصاصة كانت هتيجي فيّا أنا، أخدتها ليه؟!"
+
خاطر يُجيد لُغة العيون، فـ أردف بشرود:
+
_"عايزني أشوف أخويا بيموت قدام عينيا و أسكت!"
+
فهد جلس بإرهاق على المقعد قرب السرير، وهتف بتعب:
+
_"صدقني الرصاصة كانت هتبقى أرحم من اللي بيحصلي ده «و أردف بطفولية» على الأقل هبقى نايم و أخوك مش هيضربني !"
+
ضحك خاطر بصخب قائِلًا:
+
_"يا عيال أنتوا جايين عشان تواسوني و لا جايين عشان تضحكوني!"
+
و الآخر بدا وكأن لديهِ إنفصام في الشخصية، حيث أردف بحزن:
+
_"خاطر، أنا لا عايز أرجع مصر و لا أعيش هنا، أحنا من ساعة ما تجمعنا و أحنا مش بنواجه حاجة غير المشاكل!"
+
-بس أنا شايف أن الموضوع غير كده يا فهودي، ليه متقنعش نفسك أن اللي بيحصل ده هو أختبارات، لما نحلها مع بعض علاقتنا هتبقى قوية، و يمكن هتبقى أقوى من الأخوات اللي كبروا و أتربوا مع بعض، أنت هتلاقيك مش مقتنع بكده عشان حمزة مش بيتفاهم معاك و بيستخدم أيدو، لما يبقى مع أخواته، المفروض يفصل بين عالم المجرمين و يركز مع عيلته، بس هو معذور، معذور لأنه مش معتود على أنه يبقى عندو أخوات صغيرين يشيل مسؤوليتهم و يخاف عليهم،هتقولي معتز أصغر منه،هقولك ده توأمه مولودين في نفس اليوم،مش أصغر منه و لا حاجة،حمزة بيقول كده للهزار ، آه نعم أحنا كل واحد فينا عدى السن القانوني، لكن حمزة هيفضل شايل مسؤوليتنا حتى لو عجزنا!
+
صمت يتنفس بهدوء متفوهًا و على وجههُ إبتسامة دافئة:
+
-الأخّوة عمرها ما هتكون سبب مشاكل يا فهد، إلا لو كانت العلاقة دي مبنية على الكرة و الحقد، لكن أحنا أصلًا مكناش نعرف بعض عشان نكره بعض أساسًا.
+
شرد في نقطة وهمية ثم أكمل:
+
-أنا لما شوفتكم أول مرة، خدت أنطباع وحش عنكم، يعني مثلًا إياد، كنت مفكروا أنه بيتجاهلنا بسبب سكوته، و يوسف اللي قولت انه بيستهزأ مني لما قولتله أن انا ببدأ حصص الساعة تسعة و هو قالي (بليل؟) رديت و قولتله شايفني رقاصة قدامك؟، و أنت، كنت حاسك غامض و بتخطط لحاجة كبيرة عشان تاخد الورث و تهرب، أنا آسف يا فهد أني فكرت فيك كده أصل أنا بتفرج على أفلام هندية كتير، و حمزة، حمزة ده بقى حاجة تانية.
+
نظر لهُ فهد بفضول و تابع الأخير و هو يضحك:
+
-كنت حاسس أني قاتله قتيل، و شكي طلع في محله لما ضربني بالنار في اليوم ده، بس الجرح كان سطحي، حمزة بيعرف ينشن كويس،و معتز بقى، معتز ده أنا لما عرفت أنه دخل البيت على أنه حمزة، و هو اللي أعتذرلي مكانه و قال (أنا آسف عشان ضربتك بالمطوا) فكرت أنه كان مجبور انه يعمل كده، و بصراحه حسيته أنه هو أهبل و عبيط ومتخلف رسمي بس طلع عاقل و جواه شخصية مهزورة.
+
حدق بهِ فهد قائِلًا بتعجب:
+
_"طب و دلوقت؟!"
+
فهم خاطر ما يرمي إليهِ شقيقه وهتف بحنين:
+
-دلوقتي شايف إياد الأخ الصغير اللي بيخاف على أخواته، ويوسف اللي دايما بيحاول يخبي وجعه، و أنت اللي بتحاول تحمي أخواتك بأي طريقة و حمزة اللي شايل هم كل واحد فينا و معتز اللي بيشجعنا و بيسندنا لما نقع.
+
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
#عند معتز.
+
_"معتز أضعف إنسان على الكرة الأرضية من غيرك!"
+
نبس معتز بنبرة ضعيفة و هو يذرف الدموع، ناظرًا لـ جسد أخيهِ الساكن، وذلك القناع الذي يحتضن وجههُ كي يساعدهُ على عملية التنفس، و تلك الأبر المحاطة بيديهِ.
+
أردف معتز وهو يحتضن كف أخيهِ:
+
_"أنت مفكر بنومتك دي هنكون أحنا مرتاحين، عشان خاطري فوق يا حمزة، أنا زهقت من كل حاجة."
5
و فجأة صوت جهاز الأنذار دوى بشكل مثير للقلق في المكان، نهض معتز بخوف وهو يراقب ذلك السهم المستقيم بعيون متسعة، و هتف بصراخ قلبٍ مُتعب:
+
_"جهــــــاز الصاعـــــــق بسرعـــــة!"
+
آتى يوسف و إياد و فهد على صوت صراخ شقيقهم، أحضرت الممرضة جهاز الصاعق على الفور و أعتطهُ لـ معتز الذي بدأ بصعق صدر شقيقهُ و يديهِ ترتجفان خائفًا من فراقهُ، خائقًا أن يتركهُ هو أيضًا.
+
صعق صدرهُ مرة....إثنان....لكن لا حياة، لمن تنادي، النبض أنعدم و قرر عدم العودة لهم، معتز كان يحرك رأسهُ نافيًا بقوة ما يراهُ الآن.
+
رفع نظرهِ نحو الأعلى و هتف بنبرة مختنقة:
+
_"يارب، يارب ليه كل اللي بحبهم بيبعدوا عني، يارب أنا مش بعترض على قضائك بس....أنا مش هستحمل كل ده،أنا أنسان أضعف من أني أتحمل حاجة زي دي!"
+
دموع معتز أثارت مشاعر الذين كانوا في الغرفة رغم أنهم لم يفهموا شيء من لغتهُ، و لم يستسلم معتز للأمر، كل ما يسمعهُ هو صوت بكاء أخوتهُ و أنهيارهم على شقيقهم، لِذا أمسك بالصاعق مجددًا و صعق صدر حمزة للمرة الأخيرة و كانت هذه.....الصعقة المنقذة وعاد السهم يتحرك كما كان مطمئنًا الجميع أن أخيهم عاد لهم.
+
وضع الجهاز جانبًا ثم أقترب ملثمًا جبين شقيقهُ، و نظر لـ أخوتهُ من خلف الزجاج هامسًا:
+
_"بيقاوم عشانكم بس!"
+
تحرك معتز ناحية الباب، وفتحهُ خارجًا من الغرفة، و أول ما قابلهُ هو ثلاث وجوه، إياد، يوسف، فهد، هتف فهد بلهفة:
+
_"هيبقى كويس؟ صح يا معتز!"
+
أومئ معتز إيماءة خفيفة وهتف ويربت على كتف فهد:
+
_"هات لـ يوسف حقنة الأنسولين و أدهاله لو بتعرف، و لو مش بتعرف قول لأي ممرض!"
+
و تحرك من أمامهم، بخطى مُحملة بـ التعب و الأرهاق، تحرك هو الأخر وهو يمسح دموعهُ ناحية شقيقهُ قائِلًا بهدوء:
+
_"مـ...معتز!"
+
نظر لهُ معتز بنظرة خالية من الحياة وهتف بلا مبالاة:
+
_"عايز أيه؟"
+
تحدث إياد ببعض الخجل:
+
_"أنا آسف على اللي قولتهولك أنهاردة، أنا بس كنت مصدوم من قرارك!"
+
إبتسم معتز بإرهاق و تعب مربتًا على كتف إياد بلا ردّ، ثم تحرك بخطى هادئة، رمقهُ إياد بقلق فهو و منذ دخول حمزة المستشفى وهو ليس على طبيعتهُ تمامًا.
+
و من ثم عاد إياد إلى أخوتهُ، كان يوسف يتحدث مع فهد ببعض الحزن:
+
_"حمزة شاف كتير بسببنا، أنا أول ما أطمن عليكم هرجع كندا و أكمل حياتي هناك!"
6
نظر لهُ إياد بحزن شديد، ولم يعلق، لا هو ولا حتى فهد الذي لم ينتبه لـ حديث الآخر أساسًا.
1
مر بعض الوقت، إياد يجلس مع خاطر و يوسف أيضًا آتى بعدما أجبرهُ فهد أن يأخذ الأبرة فهو لم يكن يطيق أي شيء في هذا الوقت تحديدًا، و فهد يجلس على مقاعد الأنتظار مع عمهُ و جدهُ، فـ فكر عامر محدثًا نفسهُ:
+
_"ربنا يسامحني على اللي بيحصل لكم ده يا ولاد!"
+
آتى معتز و جلس بجانب شقيقهُ، وكان مرهقًا و شاحبًا للغاية و عيناهُ بها خطوط حمراء و ملامحهُ مشدودة بشكل موّتر و مُقلق.
+
أسند معتز رأسهُ على الحائط مغمضًا عيناهُ بتعب، فهد كان جالسًا بجانبهُ و لم ينتبه لـ تعبهُ، كل ما يشغل تفكيرهُ هو حمزة،أستمع فهد إلى سؤال عمهُ:
+
_"حمزة هيخرج أمتى يا معتز من العناية؟"
+
لم يستمعوا إلى رد، و هذا ما أثار إستغرابهم، نظر لهُ فهد و هتف بفزع بعدما سقطت رأس شقيقهُ على كتفهُ:
+
_"م....معتز..."
+
ضرب خدهُ برفق قائِلًا بقلق:
+
_"معتز...معتز....فيك أيه؟...يا أبني فوق أنا حمل صدمات تاني!"
5
أعاد خصِيلات شعرهُ للوراء ومن ثم حملهُ متجهًا إلى غرفة الفحص ووراءهُ آدم و عامر، و عند وصولهم للغرفة أخذهُ الطبيب للداخل و توقف الجميع عن السير.
+
تحرك فهد ذهابًا وإيابًا متحدثًا بقلق وخوف كبيرين:
+
_"أستر يارب!"
+
تحدث عامر محاولًا إطمئنان الأخر:
+
_"أهدى يا فهد، هو هتلاقيه مرهق شوية!"
+
خرج الطبيب بعد وقت محدد، و هرول فهد نحوهُ قائِلًا بلهفة:
+
_"هل أخي بخير؟!"
+
رمق الطبيب الثلاثة بنظرة غريبة نوعًا ما، و هذا جعل فهد في حالة من الرعب و الخوف الشديدين، أطرافهُ بدأت في الأرتجاف حتى قبل أن يستمع لـ كلام الطبيب.
15
يتبع......
+
"الميراث"
+
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
بصوا يا جماعة، عشان بس مظلمش حد، انا هاخد برأي الأغلبية و لو لقيت كتير عايز جزء تاني هعمله، أنما لو مش كتير فأنا هعمل ليهم تجمعية حلقات خاصة بعد ما تخلص.
7
أنا أصلًا مش عايزة أعمل جزء بس هنشوف كده، لو في كتير أودعكم أني أعمله.
+
-في نظركم، معتز أخ فاشل و لا؟
15
رأيكم؟!
+
توقعاتكم؟!
+
دمتم بخير 💗🙈.....سلام👋🏻
+
