رواية جاريتي الجزء الثاني الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم سارة مجدي
الفصل الثانى والثلاثون
كان يستمع إلى كلمات خديجه بتركيز شديد واهتمام أن ما تقوله عن ولده يقلق ... يعلم أن فرق السن بينه وبين أبنائه كبير ولكن هذه إرادة الله .... صمتت تنظر إليه ليتنهد بصوت عالى واعتدل فى جلسته يفكر .... وهو يذكر الله حتى يهتدى للصواب
أقتربت منه ووضعت يدها على كتفه وقالت
- مريم قالت أنك تتكلم معاه الأول ... ولو حسيت أن فى مشكله كبيره نشوف دكتور أمراض نفسيه للأطفال
ظل ينظر إليها قليلاً ثم هز رأسه بنعم .
وقف على قدميه وخرج من الغرفه ... طرق باب غرفة محمود وسمع صوته ياذن له بالدخول
ففتح الباب ليقف محمود سريعاً قائلاً بأدب
- بابا ... حضرتك مش محتاج تستأذن علشان تدخل .
ليبتسم له عادل وهو يقول
- كل واحد فينا لازم يحترم خصوصية إللى حواليه وهو صحيح أنت ابنى بس لازم أحترم خصوصيتك .
ليبتسم محمود ويجلس بجانب والده الذى جلس على طرف السرير .
نظر عادل إلى ولده طويلاً ثم قال
- طمنى عليك يا حبيبى
ليبتسم الشاب الصغير وهو يقول
- الحمد لله يا بابا أنا كويس .
ليهز عادل رأسه بنعم ثم قال
- كنت عايزك معايا فى مشوار ممكن .
ليقول محمود سريعاً
- طبعاً يا بابا تحت أمرك
ليربت عادل على كتف صغيره وهو يقول
- ده مش أمر يا محمود ده طلب وممكن ترفض
ليهز الشاب الصغير رأسه وهو يقول
- لأ يا بابا حضرتك تطلب وأنا أنفذ ... وتأمر ويبقى على رقبتى .
ليضم عادل ابنه بقوه وهو يقول
- أنا محتاج أتكلم معاك كتير ... بكره تكون جاهز على الساعه خامسه
ليهز الصغير رأسه بنعم
خرج من غرفة ابنه وهو يشعر أن ولده قد كبر ولابد من أن يصادقه ويتقرب منه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مر اليوم عليه بقلق وخديجه أيضاً كانت تشعر بالخوف خرج عادل صباحا ومر على مريم ليطمئن عليها ويرى وجهة نظرها فى الموضوع فهى خارج القصه وممكن أن تكون لها تصور يفيده فى التعامل ... فبعد كلام خديجه معه أمس عن خوفها أن تكون هى سبب تلك الحاله لدى محمود ... فهو بطبعه حساس وقريب منها ... ومن الممكن أن يكون قد لاحظ حالاتها فى بعض الأحيان التى كانت تشعر فيها بالغيره ... ولحظات غضبها منه ومن مريم
جالس أمامها يحمل الهم أقتربت منه وقالت
- متقلقش يا عادل ... الحل فى إيدك أنت وخديجه ... محمود مبقاش صغير .. وسهل يفهم وكل الأمور تتوضحله .. ولو مقدرتوش فى داكاتره أمراض نفسيه أطفال يقدروا يسعدونا
تنهد بصوت عالى ثم قال
- أنا خايف بجد يا مريم ... مش عايز أكون سبب فى دمار نفسية ولادى .... بجد خايف
تنهدت بصوت عالى ثم قالت
- لو أنا أزمة محمود معنديش مشكله
ليقاطعها قائلاً
- متكمليش يا مريم لا أنا ولا أنتِ غلطنا .. أحنا كنا حلم زمان إللى كان مكتوب أنه يتحقق يمكن ظلمت خديجه بس كمان أنا أديتها فرصة الأختيار ... لكن يا مريم أنا مكنش ينفع متجوزكيش .
صمت لثوانى ثم قال
- النهارده هتكلم معاه ونشوف أيه المشكله بالظبط
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
خرجت من المطبخ تشعر بالغرابه والاندهاش من سيأتى إليهم فى ذلك الوقت وضعت حجابها فوق رأسها على بجامتها المحتشمه وفتحت الباب ليزداد اندهاشها وهى تجد أيمن يقف مستند على باب البيت بأبتسامته التى تخطف قلبها ويرفع كيس كبير أمامها لتنظر له باندهاش فقال بهدوء
- نفسى أفطر معاكم ... فجبت فول وطعميه وبتنجان مخلل أيه يستهلوا بوقك
وضع أصبعه على كتفها ونحاها جانبا وهو يدلف لداخل الشقه قائلاً
- بابا وماما صحيوا ولا لسه
كل هذا وهى واقفه عند الباب تنظر له بزهول جلس على كرسى طاولة الطعام وهو ينظر إليها بأبتسامه مشاغبه اقتربت منه وهى على زوهولها وجلست أمامه قائله
- هو أنت هنا بجد ... وجايب فول وطعميه وبتنجان مخلل أنا بتخيل صح
ليقرص طرف أصبعها لتصرخ صرخه صغيره وهى تمسك أصبعها ليضحك بصوت عالى ثم قال
- يلا قومى صحى بابا وماما علشان نفطر سوى .
وقفت سريعاً وهى على نفس زهولها
خرج والدها ليرحب به بأبتسامه مرحبه وهو يقول
- صباح الخير يا ابنى .. وحشتنى والله
ليقف أيمن سريعاً مرحباً به وجلس من جديد وهو يقول
- وأنتم كمان .. علشان كده ازعجتكم وجيت بدرى علشان أفطر معاكم
كانت الجلسه مرحه وحميميه جداً .. كان أيمن يتعامل بطبيعته وبطريقه مريحه جداً لملك .. كان يأكل بشهيه كبيره لم تشعر وهو يأكل من ذلك الأكل الشعبى أنه رجل غنى ولديه ملايين.
كان يتابع نظراتها له ولكنه كان يتعامل بهدوء وتريث
وهو قد شعر بأنه اقترب خطوه منها بتلك الحركه .. شكر السيد خالد بداخله بشده
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جالس أمامه ينظر إليه بحب ابوى خالص واهتمام كبير
كان الشاب الصغير يشرب العصير وهو ينظر حوله يتأمل سفح النيل الجميل فقال عادل بهدوء كبدايه حديث
- طمنى عليك يا محمود أنت وأخواتك عاملين أيه
ليبتسم محمود وهو يقول
- أنا خلصت كل الكتب إللى حضرتك جبتهالى .. كمان رسمت كام رسمه كده عايز أخد رأى حضرتك فيهم
ليقول عادل بفخر
- هتكون مهندس ممتاز يا محمود .
ليخفض الصغير رأسه بخجل ثم أكمل قائلاً
- محمد ملتزم فى تمارينه وشكله كده ناوى على البطوله السنادى
أما مريم بقى فا شكلها كده هتبقى فنانه تشكيليه عظيمه .
ليبتسم عادل وصمت الصغير فقال عادل باستفهام
- كمل
ليرفع محمود كتفيه قائلاً
- خلاص يا بابا .. هقول أيه تانى
ليقول عادل بهدوء
- طيب وأختك الصغيره متكلمتش عنها ليه ولا أنت مش حاسس أنها أختك
ليتوتر الصغير قليلاً ثم قال
- لا يا بابا أختى طبعاً بس هى لسه صغيره يعنى مفيش حاجه أقولها عليها
ليضع عادل يده على الطاوله وهو يقول
- أنت مش بتحب خديجه الصغيره يا محمود
ظل الشاب الصغير ينظر لوالده ثم قال
- أنا يا بابا بحبها وهى أختى الصغيره بس ... بس
ليقول عادل بهدوء
- بس أيه يا محمود
ليقول الصغير
- يا بابا أنا مش فاهم حضرتك أتجوزت على ماما ليه .. ليه يكون ليك زوجه تانيه ويكون ليا أخت من الأب بس .
هز عادل رأسه وقال
- بص يا محمود أنت راجل وهتفهم إللى هقوله .. جوازى من مريم مش تقليل من مامتك فى حاجه ... أنا لما أتجوزت خديجه أتجوزتها بالأمر من جدك .. أنا وقتها كنت بحب مريم .. بس مريم كانت متجوزه من أبو مهيره ... وبعد أنا ما أتجوزت خديجه لقيتها طيبه وحنينه حضن كبير دافى عشت فيه خمس سنين كاملين وقتها ولدتك كان عندها مشاكل ومبتخلفش وبتاخد علاج والله ولا فكرت أتجوز عليها ولا أنى حتى أطلقها ... وبعد فتره مريم أطلقت من جوزها بعد عذاب سنين وعاشت سنه مع عمى ... فى السنه دى كنت بطمن عليها من بعيد لبعيد ... رغم شوقى ليها أنا أنسان و قلبى مش فى أيدى ... و قلبى عمره ما بطل يحبها بس كمان مكنتش عايز أجرح والدتك ... وبعد سنه عمى مات ومريم بقت لوحدها فى الدنيا منهاره بمعنى الكلمه بنتها بعيد عنها .. مطلقه وأبوها سندها كمان راح .... أتقدمتلها رفضت ... أتقدمتلها تانى رفضت فى ثالث مره قالت لازم تستأذن مراتك ولو هى وافقت أنا هوافق ... فعلاً روحت لخديجه وحكتلها وقتها غضبت وثارت ... ورفضت .. لكن بعد شوية وقت لقتها جايه تقولى أنها موافقه بس عندها شرط أنها تروح لمريم وتبلغها بنفسها
وقتها مكنتش فاهم بس بعد كده عرفت أنها قالتها أنها بتحبنى جداً وعلشان كده هى موافقه بس عمرها ما هتقبلها ولا هتسمحلها أنها تاخدنى منها .... لقيت مريم بتقولى أن هيكون ما بنا كتب كتاب بس .. وانى مقدرش أتعامل معاها أنها مراتى ... وقالت أنها مش هتقدر تعيش حياتها من غير ما تعرف مصير بنتها أيه .... وفضلنا كده عشرين سنه فيهم ربنا رزقنى بيك أنت وأخواتك .... ولما لقينا مهيره ورجعت لمريم حجتها بطلت فى نفس الوقت إللى والدتك عرفت أنى بكده ظالم لمريم وإن ربنا هيحاسبنى على عدم معاملتى ليها كزوجه حقيقيه وهقابله يوم الموقف العظيم نصى مايل ... أمك بالنسبه ليا حياه .. حلوه ومره .. عمرى كله ... حضن وأمان ... حب حقيقى ناضج وكبير بعيش معاها حال العشاق بكل الأشكال ... مريم حب الصبا والشباب ... وهى وأنا محتاجين نكون مع بعض .... فهمتنى يا محمود
كان الشاب الصغير يبكى وهو يقول
- أيوه يا بابا فهمت .... فهمت أن حضرتك بتحب ماما بجد .. ومتقدرش تتخلى عنها ولا تبعد ... فهمت أن خديجه الصغيره أختى زيها زى مريم ... وأنا أخوها الكبير سندها .
ليبتسم عادل وهو يقول بأبتسامه فخوره
- أنت عندك كام سنه يا واد
ليضحك محمود وهو يقول
- هكمل 14 سنه
ليقول عادل وهو يربت على يد ابنه الموضوعه على الطاوله
- عايز أجوزك بقا أنت بقيت راجل
ليضحك محمود بصوت عالى ثم قال
- لا يا سى بابا .. لما أبقى مهندس الأول أبقى أتجوز علشان أكون قد المسؤليه ... ماما قالتلى كده
ليهز عادل رأسه قائلاً
- وماما معاها حق ... طيب بقولك أيه
لينظر له محمود باهتمام ليقول
- أيه رأيك نروح نجيب هدايا للكل لأنهم أكيد ممكن يولعوا فينا لما نروح .
ليضحك الصغير بصوت عالى وهو يقول
- هنبقى نكته وأحنا بنولع
ليضحك عادل هو الأخر وهو يقول
- طيب يلا ياخويا .... قال نكته قال .
ليضحك الصغير وهو يقول
- أنا آسف يا بابا بس بجد هيبقى شكلنا نكته وهما بيولعوا فينا علشان خرجنا سوا .
ليضع عادل يده حول كتف ابنه وهو يقول
- والله عندك حق .. بس عايزين نكررها كتير بقى بس نبقى نجيب أخوك معانا
ليهز الصغير رأسه بنعم وهو يسير بجانب والده بسعاده .
~~~~~|~~~~~~~~~~~~~~
كان حذيفه جالسا بجانبها ويضع يده أعلى معدتها البارزه بشكل صغير .. ويضع رأسه أيضا ومع كل حركه من البيبى يبتسم بسعاده كانت هى تضع يدها على رأسه تحرك يدها بين خصلات شعره وهى تقول
- لو ولد نفسى يبقى شبهك لون عنيك وشعرك الناعم نفس ملامحك .
لينظر لها بهدوء و إبتسامه عاشقه
- طبعاً لازم يطلع شبهى أنتِ عايزه لو ولد يطلع شبك أنتِ ومنعرفش نلم النبات من حوليه من حلوته صح .
لتضحك بصوت عالى وهى تقول
- الله يبقى شعره أصفر وعيونه ملونه .. ده يبقى
شاب مز أخر حاجه على فكره
صمت قليلاً ثم قال
- لقطيها منى أمتى دى .
لتنظر له باستفهام فيقول
- لزمة على فكره ... أمتى علقت على لسانك
لتبتسم له بهدوء وهى تقول
- لما كنت بقولك مش فاهمه حاجات فى المدرسه كنت ديماً بتقولها .. وأنا كنت ببقى قاعده قدامك أردد كل كلامك بينى وبين نفسى ... لحد ما بقيت أنا كمان بقولها بأستمرار
ليبتسم بحب وهو يقول
- ده أنا كنت أعمى بقى ... إزاى مخدتش بالى من حبك ليا ... إزاى قلبى إللى كان دايب فى هواكى .. محسش بيكى وبحبك ... غبى أنا صح
لتهز رأسها بنعم وهى تأكد
- صح
ليضرب كتفها بقوه للتألم ولكنها ظلت تضحك حتى صرخت صرخه صغيره ليضع يده سريعاً على معدتها ويشعر بحركه طفله القويه .
ليقول وهو ينظر لها
- ابنى حبيبى بياخد بتارى ... بس يا حبيبى براحه على ماما دى حبيبتى برضو .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مرت أيام وشهور ... كانت مهيره تتعامل بحب شديد وحنان فياض مع أطفالها ... كان سفيان يلاحظ تصرفاتها معهم ... دلالها .... وكأنها كانت تعوض كل حنان حرمت منه وهى صغيره
كانت تضع الصغير بالفراش ليقترب منها من الخلف يقبلها وهو يقول
- وحشتينى يا قلب سفيان
لتبتسم وهى تضع يدها على يده التى تلتف حول خصرها وقالت
- وانت كمان يا روح وعمر مهيره
ليبتسم وهو يقبل جانب عنقها وقال
- اااااااااه ... اااااه يا مهيره .... أنا مش مستحمل أنتِ بقيتى بتجرى فى دمى .. معششه فى كل حته فى جسمى هحبك أكتر من كده أيه ... وأنتِ عينى ونبض قلبى وروحى ونفسى .
أغمضت عينيها لثوانى ثم ألتفتت إليه ووضعت يدها حول عنقه وهى تقول
- أنا وأنت بقينا روح واحده فى جسدين .... وربنا رزقنا بأحلى حاجه فى الدنيا طفلين منى ومنك ... حبى وحبك
ليضمها بقوه ثم أنحنى ليحملها وهو يتعمق فى قبلاته حول عنقها ووجنتيها حتى وصل إلى شفتيها وإلى السرير أيضاً لتبادله شغفه بشغف أكبر ... وهى تبادله قبلته بقبله أعمق ومتطلبه أسعدته وجعلته يشعر بالسعاده تملئ جسده كله .
كان هاتفه يرن بإلحاح ولكنه لا يريد أن يقطع تلك اللحظات التى تتحرر فيها مهيره من كل شىء ويشعر بها بين يديه ملكه على قلبه وروحه .... ويسقيها من عشقه كما يريد ... ولكن ذلك التليفون المُلح لم يتوقف عن الرنين ليمسكه وينظر إليه ليجد إسم حذيفه
أجابه قائلاً
- أيه يا ابنى هو.
لم يكمل كلامه بسبب صراخ حذيفه ليبتعد سريعاً عن مهيره التى تنظر إليه بقلق
ليغلق الهاتف ونظر لها بقلق شديد وقال
- جودى بتولد .
ليقف سريعاً وهى الأخرى ... وارتدت مأزرها وهى تخرج له ملابسه وذهب هو ليأخذ حمام سريع وخرج وجد ملابسه جاهزه وحذائه وجوربه ليبتسم من اهتمامها به
كان يرتدى ملابسه ليجدها تدخل إليه وبيدها كوب عصير وقالت
- أشرب ده علشان متتعبش ... أنا آسفه مش هقدر أجى معاك واسيب الولاد .
ليقبل أعلى رأسها وهو يقول
- أكيد فاهم يا حبيبتى
- أبقى رد عليا لما أرن عليك .
كاد أن يخرج من الغرفه فقالت
- ماما نوال عرفت
ليقول وهو يتوجه إلى الباب
- حذيفه قالها .. وهى مستنيانى .
وأشار لها بيده وخرج وأغلق الباب خلفه لتستند هى على الباب وهى تدعوا لجودى ... ألقت نظره على صغيريها ثم دلفت إلى الحمام .
كان يستمع إلى كلمات خديجه بتركيز شديد واهتمام أن ما تقوله عن ولده يقلق ... يعلم أن فرق السن بينه وبين أبنائه كبير ولكن هذه إرادة الله .... صمتت تنظر إليه ليتنهد بصوت عالى واعتدل فى جلسته يفكر .... وهو يذكر الله حتى يهتدى للصواب
أقتربت منه ووضعت يدها على كتفه وقالت
- مريم قالت أنك تتكلم معاه الأول ... ولو حسيت أن فى مشكله كبيره نشوف دكتور أمراض نفسيه للأطفال
ظل ينظر إليها قليلاً ثم هز رأسه بنعم .
وقف على قدميه وخرج من الغرفه ... طرق باب غرفة محمود وسمع صوته ياذن له بالدخول
ففتح الباب ليقف محمود سريعاً قائلاً بأدب
- بابا ... حضرتك مش محتاج تستأذن علشان تدخل .
ليبتسم له عادل وهو يقول
- كل واحد فينا لازم يحترم خصوصية إللى حواليه وهو صحيح أنت ابنى بس لازم أحترم خصوصيتك .
ليبتسم محمود ويجلس بجانب والده الذى جلس على طرف السرير .
نظر عادل إلى ولده طويلاً ثم قال
- طمنى عليك يا حبيبى
ليبتسم الشاب الصغير وهو يقول
- الحمد لله يا بابا أنا كويس .
ليهز عادل رأسه بنعم ثم قال
- كنت عايزك معايا فى مشوار ممكن .
ليقول محمود سريعاً
- طبعاً يا بابا تحت أمرك
ليربت عادل على كتف صغيره وهو يقول
- ده مش أمر يا محمود ده طلب وممكن ترفض
ليهز الشاب الصغير رأسه وهو يقول
- لأ يا بابا حضرتك تطلب وأنا أنفذ ... وتأمر ويبقى على رقبتى .
ليضم عادل ابنه بقوه وهو يقول
- أنا محتاج أتكلم معاك كتير ... بكره تكون جاهز على الساعه خامسه
ليهز الصغير رأسه بنعم
خرج من غرفة ابنه وهو يشعر أن ولده قد كبر ولابد من أن يصادقه ويتقرب منه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مر اليوم عليه بقلق وخديجه أيضاً كانت تشعر بالخوف خرج عادل صباحا ومر على مريم ليطمئن عليها ويرى وجهة نظرها فى الموضوع فهى خارج القصه وممكن أن تكون لها تصور يفيده فى التعامل ... فبعد كلام خديجه معه أمس عن خوفها أن تكون هى سبب تلك الحاله لدى محمود ... فهو بطبعه حساس وقريب منها ... ومن الممكن أن يكون قد لاحظ حالاتها فى بعض الأحيان التى كانت تشعر فيها بالغيره ... ولحظات غضبها منه ومن مريم
جالس أمامها يحمل الهم أقتربت منه وقالت
- متقلقش يا عادل ... الحل فى إيدك أنت وخديجه ... محمود مبقاش صغير .. وسهل يفهم وكل الأمور تتوضحله .. ولو مقدرتوش فى داكاتره أمراض نفسيه أطفال يقدروا يسعدونا
تنهد بصوت عالى ثم قال
- أنا خايف بجد يا مريم ... مش عايز أكون سبب فى دمار نفسية ولادى .... بجد خايف
تنهدت بصوت عالى ثم قالت
- لو أنا أزمة محمود معنديش مشكله
ليقاطعها قائلاً
- متكمليش يا مريم لا أنا ولا أنتِ غلطنا .. أحنا كنا حلم زمان إللى كان مكتوب أنه يتحقق يمكن ظلمت خديجه بس كمان أنا أديتها فرصة الأختيار ... لكن يا مريم أنا مكنش ينفع متجوزكيش .
صمت لثوانى ثم قال
- النهارده هتكلم معاه ونشوف أيه المشكله بالظبط
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
خرجت من المطبخ تشعر بالغرابه والاندهاش من سيأتى إليهم فى ذلك الوقت وضعت حجابها فوق رأسها على بجامتها المحتشمه وفتحت الباب ليزداد اندهاشها وهى تجد أيمن يقف مستند على باب البيت بأبتسامته التى تخطف قلبها ويرفع كيس كبير أمامها لتنظر له باندهاش فقال بهدوء
- نفسى أفطر معاكم ... فجبت فول وطعميه وبتنجان مخلل أيه يستهلوا بوقك
وضع أصبعه على كتفها ونحاها جانبا وهو يدلف لداخل الشقه قائلاً
- بابا وماما صحيوا ولا لسه
كل هذا وهى واقفه عند الباب تنظر له بزهول جلس على كرسى طاولة الطعام وهو ينظر إليها بأبتسامه مشاغبه اقتربت منه وهى على زوهولها وجلست أمامه قائله
- هو أنت هنا بجد ... وجايب فول وطعميه وبتنجان مخلل أنا بتخيل صح
ليقرص طرف أصبعها لتصرخ صرخه صغيره وهى تمسك أصبعها ليضحك بصوت عالى ثم قال
- يلا قومى صحى بابا وماما علشان نفطر سوى .
وقفت سريعاً وهى على نفس زهولها
خرج والدها ليرحب به بأبتسامه مرحبه وهو يقول
- صباح الخير يا ابنى .. وحشتنى والله
ليقف أيمن سريعاً مرحباً به وجلس من جديد وهو يقول
- وأنتم كمان .. علشان كده ازعجتكم وجيت بدرى علشان أفطر معاكم
كانت الجلسه مرحه وحميميه جداً .. كان أيمن يتعامل بطبيعته وبطريقه مريحه جداً لملك .. كان يأكل بشهيه كبيره لم تشعر وهو يأكل من ذلك الأكل الشعبى أنه رجل غنى ولديه ملايين.
كان يتابع نظراتها له ولكنه كان يتعامل بهدوء وتريث
وهو قد شعر بأنه اقترب خطوه منها بتلك الحركه .. شكر السيد خالد بداخله بشده
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جالس أمامه ينظر إليه بحب ابوى خالص واهتمام كبير
كان الشاب الصغير يشرب العصير وهو ينظر حوله يتأمل سفح النيل الجميل فقال عادل بهدوء كبدايه حديث
- طمنى عليك يا محمود أنت وأخواتك عاملين أيه
ليبتسم محمود وهو يقول
- أنا خلصت كل الكتب إللى حضرتك جبتهالى .. كمان رسمت كام رسمه كده عايز أخد رأى حضرتك فيهم
ليقول عادل بفخر
- هتكون مهندس ممتاز يا محمود .
ليخفض الصغير رأسه بخجل ثم أكمل قائلاً
- محمد ملتزم فى تمارينه وشكله كده ناوى على البطوله السنادى
أما مريم بقى فا شكلها كده هتبقى فنانه تشكيليه عظيمه .
ليبتسم عادل وصمت الصغير فقال عادل باستفهام
- كمل
ليرفع محمود كتفيه قائلاً
- خلاص يا بابا .. هقول أيه تانى
ليقول عادل بهدوء
- طيب وأختك الصغيره متكلمتش عنها ليه ولا أنت مش حاسس أنها أختك
ليتوتر الصغير قليلاً ثم قال
- لا يا بابا أختى طبعاً بس هى لسه صغيره يعنى مفيش حاجه أقولها عليها
ليضع عادل يده على الطاوله وهو يقول
- أنت مش بتحب خديجه الصغيره يا محمود
ظل الشاب الصغير ينظر لوالده ثم قال
- أنا يا بابا بحبها وهى أختى الصغيره بس ... بس
ليقول عادل بهدوء
- بس أيه يا محمود
ليقول الصغير
- يا بابا أنا مش فاهم حضرتك أتجوزت على ماما ليه .. ليه يكون ليك زوجه تانيه ويكون ليا أخت من الأب بس .
هز عادل رأسه وقال
- بص يا محمود أنت راجل وهتفهم إللى هقوله .. جوازى من مريم مش تقليل من مامتك فى حاجه ... أنا لما أتجوزت خديجه أتجوزتها بالأمر من جدك .. أنا وقتها كنت بحب مريم .. بس مريم كانت متجوزه من أبو مهيره ... وبعد أنا ما أتجوزت خديجه لقيتها طيبه وحنينه حضن كبير دافى عشت فيه خمس سنين كاملين وقتها ولدتك كان عندها مشاكل ومبتخلفش وبتاخد علاج والله ولا فكرت أتجوز عليها ولا أنى حتى أطلقها ... وبعد فتره مريم أطلقت من جوزها بعد عذاب سنين وعاشت سنه مع عمى ... فى السنه دى كنت بطمن عليها من بعيد لبعيد ... رغم شوقى ليها أنا أنسان و قلبى مش فى أيدى ... و قلبى عمره ما بطل يحبها بس كمان مكنتش عايز أجرح والدتك ... وبعد سنه عمى مات ومريم بقت لوحدها فى الدنيا منهاره بمعنى الكلمه بنتها بعيد عنها .. مطلقه وأبوها سندها كمان راح .... أتقدمتلها رفضت ... أتقدمتلها تانى رفضت فى ثالث مره قالت لازم تستأذن مراتك ولو هى وافقت أنا هوافق ... فعلاً روحت لخديجه وحكتلها وقتها غضبت وثارت ... ورفضت .. لكن بعد شوية وقت لقتها جايه تقولى أنها موافقه بس عندها شرط أنها تروح لمريم وتبلغها بنفسها
وقتها مكنتش فاهم بس بعد كده عرفت أنها قالتها أنها بتحبنى جداً وعلشان كده هى موافقه بس عمرها ما هتقبلها ولا هتسمحلها أنها تاخدنى منها .... لقيت مريم بتقولى أن هيكون ما بنا كتب كتاب بس .. وانى مقدرش أتعامل معاها أنها مراتى ... وقالت أنها مش هتقدر تعيش حياتها من غير ما تعرف مصير بنتها أيه .... وفضلنا كده عشرين سنه فيهم ربنا رزقنى بيك أنت وأخواتك .... ولما لقينا مهيره ورجعت لمريم حجتها بطلت فى نفس الوقت إللى والدتك عرفت أنى بكده ظالم لمريم وإن ربنا هيحاسبنى على عدم معاملتى ليها كزوجه حقيقيه وهقابله يوم الموقف العظيم نصى مايل ... أمك بالنسبه ليا حياه .. حلوه ومره .. عمرى كله ... حضن وأمان ... حب حقيقى ناضج وكبير بعيش معاها حال العشاق بكل الأشكال ... مريم حب الصبا والشباب ... وهى وأنا محتاجين نكون مع بعض .... فهمتنى يا محمود
كان الشاب الصغير يبكى وهو يقول
- أيوه يا بابا فهمت .... فهمت أن حضرتك بتحب ماما بجد .. ومتقدرش تتخلى عنها ولا تبعد ... فهمت أن خديجه الصغيره أختى زيها زى مريم ... وأنا أخوها الكبير سندها .
ليبتسم عادل وهو يقول بأبتسامه فخوره
- أنت عندك كام سنه يا واد
ليضحك محمود وهو يقول
- هكمل 14 سنه
ليقول عادل وهو يربت على يد ابنه الموضوعه على الطاوله
- عايز أجوزك بقا أنت بقيت راجل
ليضحك محمود بصوت عالى ثم قال
- لا يا سى بابا .. لما أبقى مهندس الأول أبقى أتجوز علشان أكون قد المسؤليه ... ماما قالتلى كده
ليهز عادل رأسه قائلاً
- وماما معاها حق ... طيب بقولك أيه
لينظر له محمود باهتمام ليقول
- أيه رأيك نروح نجيب هدايا للكل لأنهم أكيد ممكن يولعوا فينا لما نروح .
ليضحك الصغير بصوت عالى وهو يقول
- هنبقى نكته وأحنا بنولع
ليضحك عادل هو الأخر وهو يقول
- طيب يلا ياخويا .... قال نكته قال .
ليضحك الصغير وهو يقول
- أنا آسف يا بابا بس بجد هيبقى شكلنا نكته وهما بيولعوا فينا علشان خرجنا سوا .
ليضع عادل يده حول كتف ابنه وهو يقول
- والله عندك حق .. بس عايزين نكررها كتير بقى بس نبقى نجيب أخوك معانا
ليهز الصغير رأسه بنعم وهو يسير بجانب والده بسعاده .
~~~~~|~~~~~~~~~~~~~~
كان حذيفه جالسا بجانبها ويضع يده أعلى معدتها البارزه بشكل صغير .. ويضع رأسه أيضا ومع كل حركه من البيبى يبتسم بسعاده كانت هى تضع يدها على رأسه تحرك يدها بين خصلات شعره وهى تقول
- لو ولد نفسى يبقى شبهك لون عنيك وشعرك الناعم نفس ملامحك .
لينظر لها بهدوء و إبتسامه عاشقه
- طبعاً لازم يطلع شبهى أنتِ عايزه لو ولد يطلع شبك أنتِ ومنعرفش نلم النبات من حوليه من حلوته صح .
لتضحك بصوت عالى وهى تقول
- الله يبقى شعره أصفر وعيونه ملونه .. ده يبقى
شاب مز أخر حاجه على فكره
صمت قليلاً ثم قال
- لقطيها منى أمتى دى .
لتنظر له باستفهام فيقول
- لزمة على فكره ... أمتى علقت على لسانك
لتبتسم له بهدوء وهى تقول
- لما كنت بقولك مش فاهمه حاجات فى المدرسه كنت ديماً بتقولها .. وأنا كنت ببقى قاعده قدامك أردد كل كلامك بينى وبين نفسى ... لحد ما بقيت أنا كمان بقولها بأستمرار
ليبتسم بحب وهو يقول
- ده أنا كنت أعمى بقى ... إزاى مخدتش بالى من حبك ليا ... إزاى قلبى إللى كان دايب فى هواكى .. محسش بيكى وبحبك ... غبى أنا صح
لتهز رأسها بنعم وهى تأكد
- صح
ليضرب كتفها بقوه للتألم ولكنها ظلت تضحك حتى صرخت صرخه صغيره ليضع يده سريعاً على معدتها ويشعر بحركه طفله القويه .
ليقول وهو ينظر لها
- ابنى حبيبى بياخد بتارى ... بس يا حبيبى براحه على ماما دى حبيبتى برضو .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مرت أيام وشهور ... كانت مهيره تتعامل بحب شديد وحنان فياض مع أطفالها ... كان سفيان يلاحظ تصرفاتها معهم ... دلالها .... وكأنها كانت تعوض كل حنان حرمت منه وهى صغيره
كانت تضع الصغير بالفراش ليقترب منها من الخلف يقبلها وهو يقول
- وحشتينى يا قلب سفيان
لتبتسم وهى تضع يدها على يده التى تلتف حول خصرها وقالت
- وانت كمان يا روح وعمر مهيره
ليبتسم وهو يقبل جانب عنقها وقال
- اااااااااه ... اااااه يا مهيره .... أنا مش مستحمل أنتِ بقيتى بتجرى فى دمى .. معششه فى كل حته فى جسمى هحبك أكتر من كده أيه ... وأنتِ عينى ونبض قلبى وروحى ونفسى .
أغمضت عينيها لثوانى ثم ألتفتت إليه ووضعت يدها حول عنقه وهى تقول
- أنا وأنت بقينا روح واحده فى جسدين .... وربنا رزقنا بأحلى حاجه فى الدنيا طفلين منى ومنك ... حبى وحبك
ليضمها بقوه ثم أنحنى ليحملها وهو يتعمق فى قبلاته حول عنقها ووجنتيها حتى وصل إلى شفتيها وإلى السرير أيضاً لتبادله شغفه بشغف أكبر ... وهى تبادله قبلته بقبله أعمق ومتطلبه أسعدته وجعلته يشعر بالسعاده تملئ جسده كله .
كان هاتفه يرن بإلحاح ولكنه لا يريد أن يقطع تلك اللحظات التى تتحرر فيها مهيره من كل شىء ويشعر بها بين يديه ملكه على قلبه وروحه .... ويسقيها من عشقه كما يريد ... ولكن ذلك التليفون المُلح لم يتوقف عن الرنين ليمسكه وينظر إليه ليجد إسم حذيفه
أجابه قائلاً
- أيه يا ابنى هو.
لم يكمل كلامه بسبب صراخ حذيفه ليبتعد سريعاً عن مهيره التى تنظر إليه بقلق
ليغلق الهاتف ونظر لها بقلق شديد وقال
- جودى بتولد .
ليقف سريعاً وهى الأخرى ... وارتدت مأزرها وهى تخرج له ملابسه وذهب هو ليأخذ حمام سريع وخرج وجد ملابسه جاهزه وحذائه وجوربه ليبتسم من اهتمامها به
كان يرتدى ملابسه ليجدها تدخل إليه وبيدها كوب عصير وقالت
- أشرب ده علشان متتعبش ... أنا آسفه مش هقدر أجى معاك واسيب الولاد .
ليقبل أعلى رأسها وهو يقول
- أكيد فاهم يا حبيبتى
- أبقى رد عليا لما أرن عليك .
كاد أن يخرج من الغرفه فقالت
- ماما نوال عرفت
ليقول وهو يتوجه إلى الباب
- حذيفه قالها .. وهى مستنيانى .
وأشار لها بيده وخرج وأغلق الباب خلفه لتستند هى على الباب وهى تدعوا لجودى ... ألقت نظره على صغيريها ثم دلفت إلى الحمام .
