رواية الخطيئة والغفران الجزء الثاني الفصل السادس عشر 16 بقلم جني محمد
الفصل السادس عشر ......."اتهااام "
+
لم يجد جدوي من الحديث فأصبح لا طائل منه اغاظته بطريقتها وخروجها عن سياق الادب ربما قد تمادت معه وهي لا تشعر أو ربما قد أصابها الجنون بالفعل فيجب عليه أن يعيدها الي رشدها وأمام هذا وذاك وجد نفسه ينسحب من أمامها حتي لا تندلع ثورته الخامده الان انتظرت صفعته طويلاً ولكنها تفاجئت به قد انسحب ليلملم شتات نفسه تلقت صفعه صارخه من والدتها ولكنها أتت متاخره صرخت بها تنهرها كي تعيدها الي عقلها إلي وعيها فسقطت دموعها علي خديها بغزاره كيف تحدثت معه بهذا الحديث فهو زوجها وقره عينها سقطت بجسدها فوق المقعد ووضعت أصابعها فوق جبهتها وهزت راسها بعدم تصديق لقد اهانته بل وطعنته في كرامته ورجولته كيف تحملها الي هذه الدرجه لقد سئمت عطفه والذي يجعلها تشعر بأنها ينقصها شئ ألا وهو الشعور بالأمان والاحتواء صدمتها والدتها قائله
+
_اول مره اشوفك علي حقيقتك ..... انتي متستحقيش "أكمل"ابدا لانك متمرده لو كنتي اتجوزتي واحد زي ابوكي كنتي هتعرفي أن الله حق وكنتي جربتي القسوه شكلها ايه ...... انتي مافيش قدامك غير أنك تعتذري عن كل كلمه قولتيها انت فاهمه ........!!
+
اهتزت حدقتيها يميناً ويساراً بعدم تصديق فهي محقه فلابد أن تعتذر عن مابدر منها ولكن هل سيقبل اعتذارها نهضت من مكانها متجهه إليه بقدمين مرتعشتين صعدت الدرج وهي تقدم ساق وتؤخر الاخري وما أن وصلت إلي الطابق الخاص بهما فتحت الباب وهي تتوقع وابل من الصفعات ولكن خابت ظنونها حينما استمعت الي بعض الضجيج في خرانته أطبقت علي جفونها بشده وهي تقول بنبره مهتزه
+
_بتعمل ايه .. .........يا "أكمل " .....؟
+
لم يكترث بحديثها واستئناف وضع ملابسه داخل حقيبته ابتلعت ريقها بتوتر فقد جف حلقها بالفعل جلست بجانب حقيبته وأخذت تتحسس ما بداخلها أيقنت أنه سيرحل هدرت بعدم استيعاب قائله
+
_ هو ......ده عقابك ليه .......انك تسيبني بالطريقه دي !!
+
القي نظره إليها وحانت منه بسمه متهكمه أصر أن يسمعها إياها ماذا كانت تظن تلك الحمقاء أن يمكث معها بعد اهانتها المتعمده إليه لقد صبر عليها كثير دون أن يشعر بالسأم اعتقاداً منه انها ستقدر وتتفهم مشاعره تجاهها أما الآن فقد تساوي كل شئ لم يحصد غير الاهانه والخذلان وقفت أمامه تشعر بأنفاسه الساخنه والتي تلفح صفحه وجهها مال بجسده بجانب أذنها وقال بنبره متحشرجه
+
_لما الأدوار تتبدل يا مدام والزوجه متقدرش تميز بين حقوقها وواجباتها وشيطانها يهيئ لها انها تقدر تمشي الكون علي مزاجها وكمان توصل بيها الوقاحه أنها تفهم صبراللي قدامها عليها أنه ضعف تبقي مريضه ولازم تتعالج
+
أغمضت عينيها تستقبل حديثه بصدر رحب هزت راسها بطاعه وكأنها توافقه الرأي لقد جاءت إليه لتسترضيه ليته يرضي ويصفح عنها اغلق سحابه حقيبته وسحبها ليضعها علي الارض وماان هم بسحبها تمسكت بذراعه قائله بنبره راجيه
+
_لو عايزني .......اكمل علاجي خلاص هكمل بس بلاش تسيبني انت كل حاجه بالنسبه لي يا "أكمل "
+
كرامته تأبي الانصياع لرجائها لقد نالت من كرامته وحطط من قدره أمام نفسه هز رأسه نافياً أن يبقي وزعق بها قائلا ً وهو يدفع أصابعها بعيداً عنه
+
_ ايدك متلمسنيش ...انتي فاهمه.. ؟ كنتي عايزاني ارمي عليكي يمين الطلاق مش كده انا بقي معنديش مانع اديكي حريتك لتكوني فكرتي نفسك الراجل وتقدري ترمي اليمين كمان
+
لم تستعب جملته بل ومن المؤكد انه أراد الخلاص منها الان كي يستريح منها الي الأبد ارتمت بين طيات قميصه وانهارت حصونها أمامه وتشبثت به بقوه وهي تضع كفها فوق شفتيه تمنعه من الإكمال قائله
+
_متقولهاش .......؟ علشان خاطري كلام قولته في لحظه غضب متحسبنيش عليه لانه مش من قلبي انا بغيير عليك لما سمعتها بتتكلم معاك في اوضتنا مقدرتش اتحكم في اعصابي بقيت زي المجنونه ازاي وصلت لك بالسرعه دي وكانت بتعمل معاك ايه؟ انا عارفه طريقتها كويس وعارفه كمان أنها بتحبك خوفت عليك ولما خفت لقيت نفسي بتكلم معاك بالطريقه دي ، اوعي تسيبني لاني مش هسمحلك تسيبني انت فاهم
+
ترك حقيبته وقبض على منكبيها بكل طاقته وهدر بعصبيه وهو يقول
+
_بتغيري عليه تقومي تدوسي علي كرامتي انتي اكيد اتجننتي .....؟ لازم تفهمي أن اللي في دماغك ده مش ممكن يحصل لانه مالوش مسمي عندي غير أنه جنون انتي مش طبيعيه كان عندك حق الانفصال هو الحل واضح جدا اننا وصلنا لنهايه الطريق .....يا "دينا "
+
لقد اكتفي بالفعل لقد اصبحت الأمور فوق عاتقه شخصيتها المهتزه تؤثر على حياتهما توقف بها الزمن لقد تخلي عنها حقاً والفضل يعود إليها دفعته بكل قوتها الي الخلف وهي تقول بعدم إدراك
+
_ وعدتني ....بالأمان لكن واضح أن لا أمان للأمان ......يا "أكمل " ؟
+
تلك الحمقاء من المؤكد أنها فقدت عقلها أطاح بيديه جميع متعلقاتها المستقره فوق طاوله الزينه ورفع المقعد وضرب به المرٱه فتهشم زجاجها الي فتات صغيره لقد طفح به الكيل وخرج عن طوره الهادئ وجن جنونه بالفعل أغمضت عيناها وانكمشت علي نفسها وضمت منكبيها الي جانبي عنقها وصرخ بها قائلا
+
_ وانا مش ٱله علشان تحركيها زي ماانتي عايزه ،لازم تعرفي أن لو سقط الاحترام بين الزوجين تبقي الحياه بقت مستحيله وانتي عارفه انا بحترم نفسي جدا ومقبلش علي نفسي الاهانه
+
سحبت كف يده كي تقبله فسحب أصابعه من بين يديها وقالت له باكيه
+
_انا ...... أسفه ، لو كنت غلط في حقك سامحني انا متاكده اني ضغط عليك وحملتك فوق طاقتك بس بتمني منك أن تغفر وتسامح .........ذله لسان ومش هتتكرر تاني صدقني
+
زفر أنفاسه علي مهل وأخذ يتأمل ملامحها المرتبكه وطريقتها المهتزه فالقلب قد امتلأ وأصبح غير قادر علي أن يجتاز اخطائها جلس على حافه الفراش وقال لها بهدوء قاتل
+
_ اللي حصل بينا مش ممكن هيتنسي بالسرعه دي ،احنا محتاجين نبعد شويه عن بعض يمكن نقدر ننسي
+
صدمها بقراره لقد أراد هجرها مره اخرى الم يكتفي بعد ،ولكن هذا افضل من الانفصال عنه بالتأكيد هزت راسها بالموافقه فقالت بخفوت وقد سقطت دموعها مره اخرى في صمت
+
_عايز تبعد تاني...........مش كده يا "أكمل " ابقي مراتك قدام الناس لكن بيني وبينك لا
+
اغمض عينيه وقد شعر بها لقد أراد أن يرد إليها الصاع الصاعين بتناولها هذه الأقراص من ورائه فقال لها ساخراً وقد مال بجسده ليصل إلى أذنها
+
_اظن ........كده مافيش داعي للاقراص يا ..... مدام .....؟
+
_____________________________________
+
يعلم بأنها ستلاحقها بعض النوبات العصبيه الليله ظل بجانبها في هذه الليله حالكه السواد راقب عرقها النابض بأنامله لاحظ اضطرابه انتفض قلبه من الداخل يخشي عليها أن تتدهور حالتها الصحيه نعم هو المتسبب فيما حدث لها ولكن هي من ساعدته في هذا بصمتها وضعفها وتضحيتها الٱن هي تشبه الاموات في شحوب وجوههم يكفي ماحدث لها تصبب العرق من جبينها بغزاره وأخذت تهزي ببعض الكلمات الغير مفهومه اقترب منها يستمع إليها فصرخت رغم عنها فاصطدمت بصدره فتلقفها بين أحضانه لم تعد تميز قسمات وجهه فبدت وكأنها دون ملامح رفعت عيناها المهتزتان وأخذت تتطلع إليه بعدم تصديق قائله وهي تدفعه إلى الخلف
+
_ انت ......السبب في كل حاجه حصلت لي انت عايز مني ايه تاني ....؟
+
اقترب منها علي حين فجاه فصرخت وأخذت تلوح بساقيها تنفي أن يقترب منها تراجع الي الخلف وقد أشار إليها بهدوء أن يتركها وشأنها قائلا لها بإختناق
+
_انا .....وعدتك اني عمري ماهأذيكي تاني وانا عند وعدي صدقيني ....!!
+
هل يلدغ المؤمن من جحر مرتين كي تصدق وعوده الواهيه لن تقع بين براثنه مره اخرى لقد استوعبت الدرس ولن تكون فريسه له بعد اليوم هدرت صارخه وهي تنفي بسبابتها
+
_انت .....كداب لانك بتسمتع بأذي اللي قدامك عايش ترضي رغباتك حتي ولو علي حساب قلوب الناس
+
اغمض عينيه واطبق علي جفونه وهو يستمع إلي رأيها به نعم هي محقه في حديثها كان في السابق يتلذذ بعذاب الاخرين حتي يشبع رغباته الجائعه أما الآن فهو يتألم من اجلها لقد احبها بالفعل وهي لا تشعر ابتلع ريقه ببطء شديد وفتح اعينه ليجد نظراتها الاتهاميه الواضحه تحاصره نعم لقد تسبب لها في الكثير من الاذي النفسي والجسدي ولكن لايقارن بإحتراق قلبها من الداخل اتكأ بكف يده علي الوساده المجاوره لها وقال بصدق
+
_زمان ......كنت عايش علشان ارضي نفسي وعندك حق ،لكن دلوقتي معتقدش بعد ما عرفتك
+
اهتزت نظراتها وهي تحملق به لقد اتبع اسلوب جديد يتلون به كي يؤثر على عقلها ولكنها لم تكن في غفله عن شخصيته صرخت به وهي تلوح أمام وجهه وقالت متسائله
+
_انت .....ايه يا اخي ؟ بتقدر تتحول كده ازاي انت معمول من ايه .....عايزه افهم !!
+
قضب جبينه بضيق يعلم بأنها لم ولن تصدقه والسر يعود إليه لقد جعل ثقتها تهتز في نفسها وفي الآخرين كان أمامها كالطفل الصغير والذي ضل الطريق أما الآن فقد اهتدي عندما وجدها لتصحح مساره فهمس إليها
+
_لو كان عندي القدره اني اتحول قدام اي شخص فقدامك مبقاش عندي القدره دي خلاص ،انا عارف انك مش ممكن تصدقيني بس هي دي الحقيقه اللي "مراد "لامسها وخاف منها ، انتي وابني انضف شئ في حياتي
+
نهضت من مكانها ووقفت أمامه تتمعن في النظر إليه ملامحه البارده تثير اشمئزازها هدرت من بين أسنانها قائله له بغل واضح وقد لكزته في صدره بسخريه
+
_ده لانك قذر ........يا اخي ، حياتك كلها مبنيه علي الو....، لو كان في عندك شئ من الضمير كنت سيبتني لما اترجيتك وقولتلك انا مش زي ماانت فاكر استهتر بكلامي وكاني بفكرك بالقذره اللي انت معاشرها حبيت تجرب صنف جديد عليك بيقدر يرفض ويقولك لا وانا بقولهالك يا "يوسف "يا "مختار " انت في نظري ولاحاجه انت فاهم .......!!
+
رفع نظراته الضائعه إليها لقد وضعته في مكانه الصحيح أمام نفسه من يكون أمام ربه لاشئ يذكر كي يعاقب الأشخاص علي أفعالهم وينصب نفسه القاضي والجلاد في آن واحد انتظرت أن يعاقبها علي تطاولها كما اعتاد معها من قبل ولكن خابت ظنونها عندما قال لها بنبره بارده
+
_غلطتي اني مسمعتكيش وقتها بس الانتقام كان عاميني كان كل همي اني انتقم من "عاصم زيدان " مش مهم بعد كده ايه اللي هيحصل هو ده "يوسف " اللي كنت اعرفه إنما انتي كنتي ومازالتي نوع جديد عليه بس لسه نضيف زي ماهو متاثرش باي حاجه
+
سقطت على ركبتيها باكيه ووضعت كفيها علي وجهها تنفي برأسها أن تكن كما كانت في السابق جثي علي ركبتيه أمامها ينظر إليها بعدم تصديق وهي تقول بنبره خاليه من الحياه
+
_كنت شئ نضيف قبل ما انت تلمسه دلوقتي خلاص بقيت انا و "سالي " في مقارنه واحده
+
التقط كفيها بين يديه وضغط عليهما بكل قوته وقال لها نافياً حديثها
+
_لايمكن ......تكوني زيها انتي متتقارنيش باي حد ، اطلبي اي حاجه وانا انفذهالك حالا ومن غير تردد
+
انتظر منها شئ واحد وسينفذه مهما بلغ الأمر ولكن صدمته عندما قالت له بنبره متحشرجه
+
_هبقي ممنونه لك طول عمرى لو وافقت اني امشي من هنا ....انا خلاص مبقتش اقدر اتحمل اكتر من كده ياريت تسيبني امشي وصدقني هحاول ابعد عن أي شئ يفكرني بيك لو وافقت بإرادتك علي طلبي
+
لم يكن يتوقع هذا الشئ ولكنها لم تعلم بأنه ستقضي عليه وعلي ماتبقي منه بالفعل ولكن موافقته ستجلب لها نوع من السعاده هي في أشد الحاجة إليها بعد وقت طويل هز رأسه بالموافقه فحانت منها ابتسامه لم تصل إلي عينيها ولكنها أعطتها بعض الامل في الغد ستبتعد عن عائلتها عن حياتها السابقه تركها وهبط إلي الأسفل ليجد صغيره يحاول أن يصلح دراجته فأبتسم بسخريه وجلس بجانبه يحاول أن يشغل نفسه عنها قليلاً ولكنه لم يستطع فوجد نفسه يفكر بمصيرها الي اين ستتجهه ؟ كيف ستدبر أمرها ؟ كان منهمكاً في إصلاح دراجه صغيره ولم يكن سبباً مقنعاً علي أن يتركها وشأنها فعلي مايبدو أنها سترحل لامحاله الليله فلم تتحسن حالتها الصحيه الا بخروجها من هذا المكان الموحل لقد جلب إليها المتاعب وهو يعلم ولكنه اكتفي بالموافقه علي مغادرتها رغم تمزق قلبه وقلب صغيره أغلقت سحابه فستانها الاسود القاتم والذي لائم عتمه ليلها وهبطت الدرج بخطوات شارده لتجد نظراته المسلطه نحوها بعدم تصديق وما أن اقتربت منهما التقط المنشفه ومسح يديه المتسختين وهب واقفاً ينظر إليها نظراته الاخيره فيكفي ما وصلت إليه الأمور اخذت تتطلع الي كل إنش في هذا المكان لن تنسي ماحدث لها مطلقاً فكلاً قد حفر في مخيلتها اهتزت حدقتيه بوميض من الالم عندما لمح نظراتها المهتزه فقال لها
+
_اكيد بتحتقريني وشيفاني شخصيه مريضه أومش انسان أو شيطان معندوش قلب وعندك حق مقدرش الومك ،انا نفسي اعتقدت كده او كنت معتقد كده لحد ماظهرتي في حياتي و ضغطي علي بقايا الانسان اللي جوايا احيتي القلب من تاني وعرف الحب من جديد بس للاسف عذاب الحب من طرف واحد اقسي انواع العذاب بالنسبه لي
+
لم يكن لديها القدره علي الاصغاء إليه وبالرغم من ذلك استمعت إليه عيناها المهتزتان خائفتان ولاتعلم ماهيه هذا الخوف خرجت نبرتها المتحشرجه عندما قالت
+
_ اقسي انواع العذاب فعلا لما تخذل شخص هو كل شئ في حياتك وتحسسه أنه مش مهم لكن العذاب اللي بتتكلم عنه ده اقل بكتير من اللي تستحقه انا هخرج من هنا وجوايا حاجات كتير انكسرت وانت السبب في ده لكن اللي انت فيه ده بكره تطويه الذكريات لكن أنا مافيش شئ ممكن ينسيني اللي حصلي او ممكن يرجعلي ولو جزء من اللي فقدته
+
تمعن الصغير بها بعينين دامعتين سترحل للابد دون أن تكترث لأمره والفضل يعود لوالده تساقطت دموع الصغير علي خديه واعتصر جفونه وبدأ يبكي بصوت مسموع ركض إليها يحتضنها يتمسك بها بأن تظل بجانبه ولكنها رفضت ونفت برأسها أن تبقي في هذا المكان مره اخري ،ادمعت عيناها وهي تلوح بأصابعها مودعه إياه بحزن وألم ودموعها منهمره علي خديها وماان التفتت بجسدها وجدت قوات الشرطه تحاصر المكان هدر أحدهم بنبره حاسمه قائلا
+
_انت "يوسف مختار " ..................؟
+
حرك رأسه عده مرات وزاغت نظراته يميناً ويساراً قائلا
+
_ايوه .............يا فندم انا "يوسف مختار " في حاجه
+
احكم القيود الحديديه حول كفيه وقال له بنبره حازمه
+
_انت متهم بقتل....... " دارين رشدان " !!
+
أخذته الصاعقه وهو يستمع إلى هذا الاتهام الواضح إليه لقد اذاق الكثير من ظلمه ولايعلم بأنه سيذوق هذا الكاس في يوم من الايام ،اهتزت في وقفتها وهي ترى هذه القيود الحديديه تزين كفيه لقد فك الطوق الذي كان يكبل عنقها سيرحل بعيداً عنها ولكن مظلوماً وليس ظالماً لقد تبدلت الأدوار وجاء الوقت ليحصد شر أفعاله ويا بئس الحصاد ابتسامته المتهكمه جعلت عقلها يختل كيف يبدو بارداً كألواح الثلج في ظل هذا الموقف وقبل أن يسير الي حيث قدره المحتوم دون أن يبدي رفضه أو نفوره همس إليها برجاء وهو يلتفت إليها بجسده قائلا لها بعينين ضائعتين
+
_اظن كده ......تقدري تمشي وانتي مطمنه القدر بيعاقبني زي ما عاقبتك وبيردلك حقك
+
أصابها الصمت القاتل ولم تجد ماتعبر به عن مابداخلها لديها شيئان متناقضان أولهما سعاده بالغه فلقد اقتصت لها العداله الالهيه في الانتقام منه والسبب الآخر أنها تعلم بأنه لم يرتكب هذه الجريمه وبالرغم من ذلك صمتت فاقت من شرودها وانتبهت علي حديثه عندما صدمها وهو يشير إلي صغيره الباكي والذي يتمسك بساقه قائلا
+
_ابني ......؟ يا "ميلا " معاكي هيبقي في امان ........!!
+
وماان تحرك من أمامها وصعد إلي سياره الشرطه تحدث أحدهما عبر الهاتف قائلا ً
+
_ايوه ....يا "أكمل "بيه كل شئ أمرت به اتنفذ معاليك
+
______________________________________
+
كان جالساً فوق المقعد يتابع عمله الجديد فلقد أصبح لديه الحق في اداره شركات "الجارحي " فترك عمله السابق كحارس شخصي لدي هذه العائله كان منشغلاً عنها لدرجه انه لم يشعر بوجودها مطلقاً اهتزت حدقتيها الشقيتين وهي تداعب خصلاته السوداء الناعمه غمز لها بمشاكسه ثم أعاد النظر إلي هذه الأوراق المستقره أمامه وكزته في كتفه فأبتسم إليها ابتسامه هادئه حركت ساقيها يميناً ويساراً فقد كانت جالسه فوق السطح الزجاجي لمكتبه ملابسها القصيره أثارت نفوره وغضبه شدت بأصابعها فستانها للاسفل ولكنه لم كافياً ليغطي ركبتيها نفخ بضيق وهو يراها بهذا الشكل نهض من مكانه واتجه نحو النافذة قفزت من مكانها متجهه إليه عقد ذراعيه أمام صدره واخذ ينظر إلي شئ مبهم وكأنه ليس مرئي نعم يتذكر هذا المشهد جيداً حينما القي بنفسه من سيارته قبل أن تسقط لتحدث هذا الحريق الهائل فأعتقد الجميع بأنه قد لقي مصرعه حينما سقطت سيارته من فوق هذه الصخور أما هو فأنصدم رأسه ببعض الصخور المتهشمه فتسببت له في هذا الجرح الغائر والذي يعلو حاجبه أرادت العنايه الالهيه انقاذه عندما ظهرت هي كطوق النجاه فقد كانت حالتها النفسيه يرثي لها لقد خذلها اقرب الناس إليها عندما علم بحالتها الصحيه فتركها دون سابق إنذار يذكر طلبت من سائقها الخاص ان يتوقف بها في هذا المكان فخرجت من سيارتها تبكي لا تصدق بأنه تركها لهذا السبب وقفت تستنشق الهواء العليل فقد ضاق صدرها وأصبحت غير قادره على التنفس كتمت بأصابعها شهقاتها فتمكنت أذنيها من الاستماع إلي انينه مسحت بإبهامها دموعها والتفتت حولها لتجده غارقاً في دمائه ركضت إليه وجسدها يرتعش بأكمله وصرخت مناديه علي سائقها ليسرع إليها وماان مسحت بيديها الدماء التي تكسو وجهه تمكنت من رؤيته فتح عينيه بإرهاق فوقعت عينيها علي زرقاوتيه لم تصدق أنه علي قيد الحياة ولكن مااثار دهشتها أنفاسه المضطربه ضربته بخفه علي وجهه تتساءل عن ماهيته من يكون ؟ولكنه أغلق جفونه فاقداً الوعي لم تعلم كيف اتتها هذه القوه لتتمكن من نقله إلي المشفي بمساعده سائقها ليصبح هو الان علي قيد الحياة فالفضل يعود إليها بعد ربه في إنقاذه رفعت كفها ليستقر فوق كتفه قائله
+
_بتفكر ......في ايه ....يا "زين ".....!!
+
لوي فكه وهو يتذكر نفسه لقد كتب عليه وعلي قلبه العذاب الايكفي ماحدث له لتاتي الان وتذكره بنفسها الي متي هذه المعاناه هل أراد القدر أن يسخر منه فبعثها إليه مره اخرى هدر بعدم تصديق قائلا ً
+
_ليه ....دايما القدر بيعاندني وكأنه كتير عليه انسي الماضي وابدا من جديد
+
علمت ما يشير إليه بهذا الحديث دفنت رأسها في ظهره وقالت بنبره هادئه
+
_حاول تنسي ..... وترمي ورا ضهرك وحاول تستمتع بالحياه لأنها قصيره جدا
+
هز رأسه يوافقها الرأي سيحاول أن ينسي الماضي ويفكر في الحاضر ويخطط لمستقبل أفضل استدار بجسده فلم تستطع أن تمنع نفسها من احتضانه استنشقت أنفاسه الدافئه والتي تثير جنونها فقالت بهدوء
+
_ انت حلم كبير وخايفه افوق منه والاقي نفسي مصدومه بواقع مرير مقدرش اتحمله
+
استرخ برأسه فوق كتفها كانت ومازالت طوق النجاه اهتزت نظراته يميناً ويساراً بعدم تصديق قائلا
+
_انتي .....اللي حلم كبير قدر يوصلني لبر الامان كنت تايه لحد ما لقيتك خليتي للدنيا طعم في نظري
+
وقفت على أعتاب مكتبه تستمع إليهما لقد اصرت علي الحضور بنفسها كي تتمكن من مقابلته والحديث معه عيناها المهتزتان المصدومتان لم تصدقان هذا الحديث فتحت الباب وولجت إليهما دون أن تكترث لنظراتهما زعقت بها "سيرين "وهي تقول بنبره حازمه
+
_انتي مين سمح لك .......تدخلي هنا .......!!
+
لم تهتم بطريقتها الهوجاء ولكن كان الاهتمام به هو أخذا ينظران كلاًمنهما للآخر نظرات هي تجهلها نظراته كانت انتقاميه أما نظراتها كانت اتهاميه واضحه اشارت إليها بهدوء وهي تقول
+
_انا مش هاخد من وقته كتير ........ياريت نتكلم لوحدنا يا "رفعت "
+
اقتربت "سيرين "منها وهدرت بعصبيه وهي تلوح أمام وجهها قائله بغضب عارم
+
_انتي .........جايه ليه وعايزه ايه ؟ اتفضلي اطلعي بره لو لسه في عندك كرامه ....!!
+
أحكمت غيظها وارتدت قناع البرود لتقول لها بسخريه
+
_ انتي بتتكلمي معايا.......انا عن الكرامه .......فعلا اللي اختشوا ماتوا حقيقي
+
ضرب بكفه جبهته يعهدها جيداً ويعلم طريقتها المندفعه في التعبير عن غضبها أشار اليها بأن تتركهما لدقائق قليله بعد أن قبل جبينها ضغطت على أسنانها عندما وجدته يقبلها خرجت علي مضض فالتفتت براسها تحملق بها فأنتفض جسدها حينما زعق بها وهو يضرب بيده سطح المكتب
+
_نعم .......!!مش ناهينا الحوار وقفلنا عليه كمان ... ؟
+
مقابلته البارده أثارت غضبها ولكنها جعلتها تبدو أكثر تماسكاً أمامه رفعت راسها لاعلي تراقب نظراته المسلطه نحوها كادت أن تحرقها ولكنها بدت أكثر ثباتاً عن ذي قبل فقالت بهدوء نسبي وهي تشير إليه
+
_انت .......بتكلمني انا بالاسلوب ده يا "رفعت " .......!!
+
اقتربت منه تحاول أن تزيل هذه المسافات الشاسعه التي فرقت بينهما ولكن انتابها الذهول حينما منعها فتخشبت مكانها حينما رفع كف يده أمام وجهها يمنعها من الاقتراب منه ولما لا وقد أراد أن يثأر لكرامته لقد اكتفي حقاً والفضل يعود إليها لقد نالت منه في السابق أما الآن فلم تستطع خداعه بعد ،تساءل بنبره محتده وهو يشير إليها قائلا
3
_اقدر .......اعرف جايه ليه وعايزه ايه ......!!
+
أظلمت نظراته وهو يتطلع إليها بعينين ضيقتين طال صمتها واخذت تتأمل ملامحه التي افتقدتها لقد تشوقت الي بريق عينيه الزرقاوتين بهما لمعه واضحه زفرت أنفاسها وهي تجيبه بهدوء نسبي عكس الطوفان الذي بداخلها
+
_وانا خلاص .....مبقاش ليه اي حقوق فيك يا ابن عمي !!
+
وماقالتها الا لتذكره برابطه الدماء التي تجمع بينهما ولكي تضعه أمام الأمر الواقع اخذتها الصاعقه وهو ينفي برأسه مؤكداً لها بأنها قد خرجت من حياته الي الأبد فصرخ بها
+
_انتي ..... مالكيش اي حقوق علشان تتكلمي عنها أظن اننا نهاينا الحوار ده زمان ياريت تنسيني زي ماانا نسيتك
+
اغرورقت عيناها بالدموع وسقطت لتغرق خديها فقالت له بعدم استيعاب وقد قبضت على قميصه بأصابع جامده
+
_انت .....مش ممكن تكون "رفعت "اللي انا اعرفه انت شخص جديد عليه اول مره بشوفه قلبك بقي قاسي
+
أزاح أصابعها بكل قوته وصر علي أسنانه قائلاً لها بشراسه
+
_ قلبي معرفش القسوه الا لما عرفك كنتي فاكره ايه اسامح واغفر واقولك تعالي ننسي انك سيبتي القذر ده يحسس عليكي عارفه وقتها كنت هبقي ايه في نظر نفسي اقولك ........ انا كنت هبقي ايه !!
+
وضعت كفها فوق شفتيه تمنعه من الاكمال لقد تمادت بالفعل معه ولا تعلم بأن ماضيها سيكون عائق في حياتهما اهتزت نظراتها يميناً ويساراً وقالت بخفوت ضاغطه علي كلماتها
+
_متلومنيش ....... !! لوم نفسك انا تربيتك يا دكتور !!
+
اهتز في وقفته هل تلقي إليه الاتهامات جزافاً ؟ لقد أرادت أن تحمله هو المسئوليه كامله لم يكن يعاقب تلك الصغيره التي عشقها من قبل بل يعاقب تلك المخادعه والتي جعلته اضحوكه أمام نفسه وأمام الآخرين احتقنت الدماء داخل عروقه وقبض على كتفها وصرخ بها قائلا ً وهو يشير إلى نفسه بعدم تصديق
+
_بتلوميني .......!!خوفي عليكي بقي جريمه والمفروض اتعاقب عليها كمان مش هو ده قصدك ؟
+
وقفت ثابته تنظر إليه بعينين جامدتين تطلع إليها بعدم استيعاب لقد قست عليه في السابق والٱن هو يقسو عليها أيضا هدرت بعصبيه وهي تسحب ذراعها بقوه وقد ضربته في كتفه
+
_ايوه ....انت السبب خفت عليه من نفسك بس مقدرتش تحميني من نفسي كنت دائما بتهرب مني بتعاقبني دلوقتي علي ايه ؟ غلطت انا عارفه لكن ندمت واخدت عقابي انا اتعلمت من أخطائي خلاص واستوعبت الدرس
+
ابتسامته المتهكمه جعلتها تشعر بالنفور اخذ صدره يعلو ويهبط حينما أنهت حديثها من تظن نفسها تلك الٱثمه ؟ أن يصفح عنها ويغفر وكأن شئ لم يكن ويبدأ من جديد بعيد عن الماضي الذي لا يفراقه تحدث من بين أسنانه قائلا ً
+
_ اتعلمتي أو لا شئ ما بقاش يفرق معايا يمكن يفرق معاكي انتي لكن أنا لا ، ياريت تكون دي اخر مره اشوفك فيها .انا معنديش استعداد ارجع للماضي ولو خطوه انا يهمني الحاضر والمستقبل إنما الماضي ده انا دفنته خلاص
+
حركت رأسها نافيه أن يكون هو من أحبته في الماضي وأصبح يحتل حاضرها ومستقبلها لقد أخطأت الطريق بالفعل لم تكن تتوقع منه هذا الحديث اغتاظت منه بشده فتهفت بشراسه قائله
+
_انت صح .....زي ماانت دفنت الماضي انا كمان دفنتك معاه ومش هاخد عزاء لانك متستهلش
+
أسقط صفعه مدويه علي خدها جعلها تفقد القدره علي الثبات فأزاحها بكل قوته من طريقه فسقطت بجسدها النحيل علي الارض انحني بجسده و سحبها من ذراعها ليخرجها من مكتبه بل ومن حياته للابد قائلا ً
+
_ مش جديد .....عليكي السفاله ....لانك طول عمرك عايشه فيها اطلعي برا واوعي اشوفك صدفه في حياتي
+
نهضت من مكانها بتثاقل لقد أنهت عليه فأنهي عليها هو أيضا بحديثه لقد تحمل فوق طاقته لم تعد تلك الطفله التي كان يصفح عنها من قبل بل نضجت وأصبحت أخطائها لاتغتفر نظرت إليه بعينين شرستين وقالت لتنهي حديثها ولتثير جنونه أكثر ولتفقده صوابه حينما هدرت بنبره بارده وهي تتحسس خدها بألم
+
_صدمتك الحقيقه ....انت فعلا ميت علي الاقل في نظري وعلشان أكد لك الصدمه دي انا هتجوز لاني أرمله وكمان صغيره واخاف علي نفسي من الفتنه .......والا ايه رايك يا دكتور !!
7
يتبع
+
بعتذر طبعا عن التاخير بس فعلا حالتي الصحيه لم تتحسن بعد .........دمتم سالمين
+
