اخر الروايات

رواية سلوان الفجر الفصل التاسع 9

رواية سلوان الفجر الفصل التاسع 9



                                              

حينما يلتقي قلب ما عرف الحب يوما، وروح كسرها الزمن، تلتهب أغصان الهوى، ويصبح الحب حربا لا سلام فيها 

24


________________________

+


غنت ألوان الفجر في سماء نيويورك، وعبقت رائحته الأرجاء، سكون لاطف زوايا منزل هارتبيور، ذلك المنزل التي اختلفت فيه عقائد اثنين، واحد عابد تقي لا يؤمن بغير الله تعالى، والأخرى ظنت أن وهن دين خاطئ هو الطريق المستقيم 

8


وها هي تلك الراحة تنبعث لفؤاد تليد الخاشع على سجادته، المتضرع لخالقه 

6


أخد منه حواره مع ربه نصف ساعة تقريبا، وبعد ذلك سلم بصوت شبه هامس، ليصل صوته لكلوديا المستلقية على السرير، فتحت عيناها ببطئ، وراحت تناظره لثواني مستوعبة ما تراه، ثم سألت بصوت ناعس 

4


"ماذا تفعل!" 

3


"أصلي" 

2


كانت هذه أول مرة تستيقظ في ذلك الوقت من الفجر،ما جعلها تمسح عينيها طاردة النعاس  

2


"كم الساعة؟" 

3


"السادسة صباحا!" 

2


تحركت لتجلس على طرف السرير وبالكاد تستطيع فتح عيناها كليا، استقامت بتكاسل مرخية الأكتاف، ما جعل تليد يسألها 

1


" مازال الوقت مبكرا، لماذا استيقضت؟ "

1


التفت ذاهبة للحمام، تتحدث بينما تتثاءب

1


" نحن أيضا نصلي سيد ملك الجليد، ليس أنتم فقط " 

5


وكأن رؤيته يصلي متعبدا لربه أصابتها بالغيرة، دخلت الحمام ثم خرجت بعدما غسلت وجهها ويديها، أخرجت كتاب الانجيل من درج الخزانة متجهة للصلاة ليقاطعها تليد 

2


"ماذا ستصلين؟" 

1


" صلاة الصباح، وأنت؟ "

4


" صلاة الفجر "

3


همهمت متفهمة، قم أخذتها خطواتها لتجلس على ذلك الكرسي الموجه نحو النافذة،  رفعت رأسها للسما،  حيث كانت هادئة خالية من النجوم 

2


" باسم الآ................ "

2


" أستغفر الله "

10


وصلها صوت تليد وهو يستغفر، لكنها تجاهلته وراحت تكمل صلاتها، كانت مختلفة حيث اكتفت بالجلوس وترديد بعض الكلمات بصوت شبه مرتفع

4


وعند انتهاء كلاهما من تلاوة القرآن، وقراءة الانجيل، سألها تليد 

3


"لم أكن أعلم أن لديك صلاة أيضا!، هذه أول مرة تصلين فيها صباحا" 

5



          

                
وقفت بوقار  ثم شكلت رقم أربعة بأصابعها وراحت تشرح 

1


" في  الكنيسة الكاثوليكية  نصلي أربع صلوات،صلاة النعمة والعشق« تركز على الحب والتواصل مع الله بعمق»  ، صلاة الدعاء« تستخدم لطلب المساعدة أو الإرشاد من الله»، صلاة الشفاعة« تُرفع من أجل الآخرين، مثل الأصدقاء أو العائلة»، صلاة الشكر« تعبير عن الامتنان لله على النعم والخيرات» "

9


همهم تليد بتفهم ورد

1


" يعني ليست كما الصلاة في الاسلام "

3


"لماذا؟" 

2


"في الإسلام، هناك الصلاة المفروضة وتشمل الصلوات الخمس اليومية (الفجر، الظهر، العصر، المغرب، العشاء) وهي واجبة على كل مسلم، ولديها أوقات محددة وثابتة، وهناك أخرى مثل صلاة النفل
   وهي صلوات تطوعية يتم أداؤها لزيادة القرب من الله. صلاة القيام ليتضرع فيه المسلم لله بطلباته وأمانيه، صلاة الجنازة،صلاة الاستخارة، صلاة العيد. وغيرها" 

4


عقدت حاجبيها بغير تصديق  وقالت

1


" هذا كثير! "

4


ابتسم بخفت، وهز رأسه رافضا 

1


" عندما تستشعرين تلك الراحة بأدائها، تشعرين أنها قليلة، و أنك تريدين المزيد "

4


جلست على الأريكة وسألته 

1


" كم طائفة في دينكم؟ "

1


مشى نحوها ببطئ، ثم جلس بجانبها  يبدو ان سؤالها راق له

1


"  دين الإسلام واحد، مهما اختلفت عقائد الآخرين فمن أركانه الخمس شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، لمن استطاع إليه سبيلا،  جاء فيما قلته هو شهادة أن محمد رسول الله بعد أن نشهد أن لا اله الا الله، أي الطائفة الوحيد الصحيحة في الإسلام هي السنة وهي أكبر طائفة في الإسلام، يتبعون سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتفسير القرآن وفقًا للحديث الصحيح، أي يمشون على ما قاله النبي. وما فعله "

4


بلع ريقه لتظهر تفاحة آدم في عنقه وأضاف 

8


" صحيح أن هناك طوائف داخل الإسلام،  مثل الشيعة فهم يعتقدون أن علي بن أبي طالب هو أول إمام من بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويتميزون بتفسير خاص للقرآن والأحاديث. والخوارج: مجموعة ظهرت في بداية الإسلام، اعتمدت على التكفير ورفضت حكم الخلفاء الأمويين.، المعتزلة: طائفة فكرية تركز على العقلانية وتؤمن بمسؤولية الإنسان عن أفعاله.
الصوفية: يركزون على التجربة الروحية والتصوف الداخلي في الإسلام والبحث عن القرب من الله، ولكن هذا لا يعني أن الإسلام يختلف بشكل جوهري من طائفة لأخرى. الإسلام كما نعرفه هو دين توحيد وإيمان بالله ورسوله، وهذه القيم واحدة بين جميع المسلمين، سواء كانوا سنة أو شيعة أو غيرهم. الاختلافات التي نراها هي مجرد اجتهادات بشرية خاطئة، الاختلاف بين الطوائف هو شأن فِقهي و تاريخي، ولا يمكن أن يغير من الحقيقة الثابتة أن الإسلام هو الدين الحق الذي أمرنا الله باتباعه"

14



        

          

                
راحت تحدق بها بينما تفكر بما قاله لدقائق، ثم همهمت بتفهم وراحت تشرح هي الاخرى رغم أنه لم يطلب ذلك

1


" لدينا خمس طوائف، أولها طائفتي الكاثوليكية: أكبر طائفة مسيحية، تؤمن بتعليم البابا وتقديس الأسرار السبعة، الروتستانتية: نشأت في القرن السادس عشر، ترفض سلطة البابا وتؤمن بتفسير الكتاب المقدس بشكل فردي، الأرثوذكسية: تركز على التقاليد الكنيسية الشرقية وتقديس القديسين والأسرار.
الإنجيليّة: تؤمن بضرورة التبشير وبالعودة الصادقة إلى الكتاب المقدس، المورمون: طائفة تابعة للكنيسة التي أسسها جوزيف سميث في القرن التاسع عشر، وتؤمن بكتاب "الكتاب المقدس" إضافة إلى "كتاب مورمون".

15


تركها تكمل حديثها رغم أنه مدرك أن ما قلته كله مجرد أشياء خاطئة نشأت عليها، وفي الأخير قال 

1


"  كلو "

1


"نعم" 

1


" أنت ذكية، زوجتي أذكى من الآخرين، لذا لن أجبرك، لكن حاولي فهم ما سأقوله حسنا؟  "

6


عقدت حاجبيها، منتظرة ما سيقوله، لم تنطق بحرف بل اكتفت بهزة رأس موافقة ،  ما جعله يكمل 

1


"أعلم أن لديك إيمانا عميقا بعيسى عليه السلام، لكنه عبد الله ورسوله، نحن أيضا نؤمن بأن مريم رضي الله عنها  هي أم عظيمة، ولكنهم ليسوا آلهة. الله سبحانه وتعالى واحد لا شريك له، أعلم أنك لا تؤمنين بالقرآن لكن ركزي مع كلمات هذه سورة  حيث قال الله تعالى  «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)»، هذا دليل قاطع أن الله ليس له ابن ولا شريك"  

1


"لكن كيف يمكنك أن تقول أن عيسى ليس ابن الله؟ أليس هو من جاء بمعجزات عظيمة؟ أليس هو الذي ضحى بحياته من أجلنا؟" 

6


"نعم، عيسى عليه السلام جاء بمعجزات عظيمة، وهو نبي عظيم، لكنه بشر، مثلنا، اختاره الله ليكون رسوله. الإسلام يحترم عيسى ومريم بشكل كبير، لكننا نعلم أن الله سبحانه وتعالى ليس له أبناء. الله هو الخالق، وهو الذي لا يشبهه شيء، لا في صفاته ولا في أفعاله.،تخيلي معي، كيف لخالق عظيم، خلق كل شيئ، أن يكون له ابن، أليس من الأصح أن يكون خلق بشرا وأرسله كرسول؟" 

5


صمت لثواني معدودة وأضاف 

1


" يوجد سورة في القرآن اسمها مريم، ركزي على كلمات هذه الآيات منه حيث قال تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا (88) لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا (93) لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا}»  هذا دليل آخر قاطع بأن الله ليس له ابن ولا شريك له"

10



        
          

                
"أشكرك على رأيك واحترامك لعيسى ومريم. في المسيحية، الإيمان بأن يسوع هو ابن الله لا يعني ولادة مادية، بل علاقة روحية فريدة. نحن نؤمن أن الله أحب العالم فجاء بنفسه في شخص المسيح ليخلص البشرية، كما ورد في إنجيل يوحنا: 'والكلمة صار جسدًا وحل بيننا.'"

15


"الله هو الواحد الأحد، الفرد الصمد. لا شريك له ولا مثيل له.  الله أرسل رسله ليهدي البشر إلى الطريق الصحيح. عيسى عليه السلام كان أحد هؤلاء الرسل، وكان هدفه هو أن يدعو الناس لعبادة الله وحده. النبي محمد صلى الله عليه وسلم جاء بعده ليكمل رسالة التوحيد. الإسلام لا ينكر عيسى أو مريم نحن نعلم قصتهما،،لكننا نؤمن أن عبادة الله وحده هي الطريق الصحيح." 

2


" ماذا عن تعاليم عيسى؟ أليس هو الذي قال "أنا هو الطريق والحق والحياة"؟

3


"  لن نتحدث عن تحريف الإنجيل الان، لكن فكري بمنطقية، كما قلت لك الله القادر على كل شيئ وخلق ما يريد، أليس من المنطقي أن يخلق بشرا يبعثه كنبي جاء ليهدي الناس إلى عبادة الله. عيسى عليه السلام، مثل باقي الأنبياء، كان يدعو إلى الطريق الصحيح، إلى التوحيد. الإسلام يعترف بكل الأنبياء، ويؤمن أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم هي إتمام لما بدأه عيسى وموسى وغيرهم من الأنبياء. لا نعبد الأنبياء، بل نحبهم ونتبع تعاليمهم التي تدعو جميعها إلى عبادة الله الواحد." 

1


رغم أنها فهمت كل كلمة قالها، ولكن عقلها يرفض مضغ ما قاله، لا بل غشاء الظلام على قلبها، مازال صامدا يأبى الزوال

5


" لكن هذا صعب عليّ فهمه، أنت تحاول اقناعي بأشياء لا أستوعبها، لا أستطيع تغيير ما عهدت عليه أجدادي وكل من أعرفه.، ولا يستطيع عقلي مضغ ما قلته "

3


"لا أحاول تغييرك كلو، أنا فقط أريد منك فتح عينيك، وإزالة ذلك الغشاء عنك، أريد منك التفكير خارج الصندوق، أعرف أنك تربيت على هذه الأفكار، لكنك حرة الآن، تستطيعين التفكير بحرية، والبحث عن حقيقة ما تؤمنين به صحيح!  ، لن أضيف شيئا آخر،" 

5


أشار لقلبها مبتسما وأضاف

1


" يمكنك البدأ من هنا، اتبعي شعورك "

2


أكمل وهو يحرك اصبعه لعقلها 

1


" ورفع غشاء عن هذا، والتفكير خارج القوقعة " 

2


وضع يده على فروة رأسها بتحنان وابستم بخفت 

11


" وتأكدي من شيئ واحد كلو، أنا أحبك مسيحية كنت أو مسلمة، ولأنني أحبك أريد بك خيرا، أريد ارشادك إلى الصراط المستقيم، وامساك يدك والذهاب معا الى الجنة "

14


شكلت فجوة بين شفاهها بغير رد، لكن فجأة وبدون انذار أصابها مغز على أيسرها مانعا اياه من الحديث، زجت على أسنانها وصارت تتعرق رغم دفئ الأجواء، وبعد محاولاتها لكبت آلامها، خرجت آهات دليل على الألم الذي تشعر به، وهمست 

9



        
          

                
"ليس وقتك" 

1


أما تليد وبعد ثواني من التحديق فيها قلقا، اقترب واضعا يده فوق يدها الموضوعة على قلبها 

+


" هل أنت بخير؟  حدث هذا البارحة أيضا "

5


صمتت لثواني معدودة تحاول استرجاع أنفاسها، ثم ردت بصوت خافت مختنق، بعدما استطاعت العودة لحالتها طبيعية

116


" أنا بخير "

3


تفحص ملامحها المصفرة بهلع غير مصدق ما قالته، وأمسك ذقنها ورفعها لتتقابل أنظارهما

+


" أنظري إلي، كلو هل تخفين عني شيئا!،  لست بخير هل أنت مريضة؟ لنأخذك للمستشفى   "

4


ابتسمت بفتور وحركت رأسها رفضا 

+


" أنا بخير، فقط ألم طفيف يصيبني في هذه الأجواء، لا داعي للمستشفى حقا "

3


دفن نظراته بخاصتها، محاولا استخراج الحقيقة لكنه لم يصل لشيئ 

+


" إن حدث هذا مرة أخرى، سنذهب للطبيب غصبا عنك " 

3


أشار لمكانها وأضاف بلطف 

+


"ارتاحي" 

+


ساعدها على الاستلقاء في مكانها، وجلس بجانبها لوقت قصير حتى لاحظ أنها استراحت، استقام ممسكا بظهره، منكمش الملامح ما جعلها تسأله 

8


"ما بك؟" 

+


ابستم بخفت ورد ساخرا 

+


" ربما لأن زوجتي تمنعني من النوم في سرير، لذا ظهري يؤلمني من النوم على الأريكة " 

11


حدقت به لثواني بتردد، ثم قالت محرجة مشيرة للجانب الآخر من السرير 

+


" يمكنك النوم هناك، لكن لا تقترب "

11


ابستم بخفت، واتجه مباشرة ليستلقي على السرير، وكأنه كان يتنظر تلك جملة بفارغ الصبر 

9


اتكأ بمرفقة على وسادة واضعا رأسه على يديه وراح يناظرها بنظرات ضاحكة 

2


عقدت حاجبيها استغرابا من تصرفه لكنها  تجاهلته واستلقت على السرير تقابله بظهرها، لكنه وبعد ثواني قاطعها 

+


" سلوان الفجر "

2


همهمت له صوت انثوي ليضيف 

1


"  عيب أن تعطيني بظهرك، التفتي أريد التحدث معك"

10


فعلت ذلك وراحت تناظره منتظرة حديثه، بينما تضع يديها بين الوسادة ورأسها 

+



        
          

                
ولكن وبرؤية عينيها ونظراتها نحو تناسى الموضوع،لا بل لم يعد يستطيع الشعور بما يدور حوله، وكأن مفعول سحرها قوي على قلبه، ليقول بصوت رجولي وباللغة اليونانية 

5


" Τα μάτια σου με τρελαίνουν, ο Θεός 
να προστατεύει τα λογικά μου"

3


كانت تعني عيناك تصيبني بالجنون، فاليحفظ الله عقلي كلو 

9


أضاف مباشرة 

+


Σε λατρεύω, γυναίκα, εννοώ τη γυναίκα μου 

2


وكانت تعني أعشقك يا امرأة، أقصد امرأتي 

8


علت بحاجبيها بغير رضى وقالت متذمرة 

+


" حبا للرب ما هذه اللغة، وماذا تقول؟  أنت لا تشمتني سيد ملك جليد صحيح؟ "

4


أفصح عن ضحكة رجولية خافتة نافيا شكوكها برأسه 

1


" قلبي يتحدث لغة مخالفة كلما وقفت أمامه، ما دخلي أنا كلو؟ "

1


"  أخبر سيادة قلبك أن يتفضل علينا بالترجمة؟ " 

8


نفى برأسه رافضا ببطئ فأضافت 

+


" على الأقل أخبرني ما هذه اللغة؟ " 

+


" اليونانية " 

+


عدل نومته وقلدها في حركة استلقائها  

+


" دعينا من هذا، سيكون هناك الكثير من الناس من مختلف الشركات اليوم، لن يزعجك هذا صحيح! "

+


حركت رأسها رافضة ثم ابتسمت بخفت 

+


" لا، كان حلمي حضور هذه الحفلات وأنا صحفية "

+


همهم بتفهم لتضيف هي بحماس مبتمسة 

+


" كيف هي أجواء هذه التجمعات؟ "

+


" مملة، فقط حديث عن العمل وغيره"

+


أكملا حديثهما عن أمور العمل والشركة وغيرها، وعندما تسلل نور الصباح عبر الستائر مضيئا ظلام الزوايا، ترسل الشمس دفئها في الأرجاء، نهض كلاهما متجهين لعملهما 

+


أمام المنزل، وسط تلك الساحة الكبير، وقفت كلوديا مستغربة عندما رأت علبة عملاقة ملفوفة بشريط حريري فاخر، حولها ورود البنفسج متناثرة بعشوائية

10


راحت تناظرها بتمعن،تتفحص تفاصيلها،ثم التفت لتليد    

+


" ما هذا؟ "

2


اقترب منها بثبات، وخطوات بطيئة، يدفن نظراته المهيمة بعينيها واضعا كلتى يديه في جيب سرواله 

+



        
          

                
وعندما أصبح أمامها قوس ظهره لينحني لمستواها، أخرج يده من جيبه وبها زر تحكم ثم مده لها

+


أخذته ولازالت نظراتها تحبث عن ما يحدث ،  ثم ضغطت الزر ملتفتة صوب العلبة،  ليبدأ الشريط في الانفلات ببطء، تحركت الألواح المحيطة بالعلبة لتكشف عن سيارة بنفسجية اللون من نوع مرسديس  AMG 

27


توسعت حدقتيها، وتشكلت فجوة بينها شفاهه من فرط الصدمة، غير مستوعبة أن ما تراه حقيقي، حركت بصرها بين السيارة وتليد بغير تصديق 

+


وقبل أن تنطق ابتسم لها بخفت وقال 

+


" كنت تحدقين بسيارة إيلياء فعرفت أنها أعجبته، اخترت البنفسجي لأنه لون أزهارك المفضلة، أعجبتك؟ " 

+


بدون سابق انذار اندفعت نحوه لترتمي في حضنه بحركة سريعة بينما تتحدث بحماس 

19


" شكرا، شكرا كثيرا سيارة أحلامي " 

+


تصنم في مكانه وكأنه ليس تليد الذي اعتاد أن يحضنها على غفلة منها، تسارعت نبضات قلبه، وراح يحدق بها بغير تصديق 

2


أما هي خرجت من حضنه، وكأنها لم تعانقه لأول مرة دون أن ترتجف، ناظرته فلاحظت توتره لذا سألت 

+


" هل أنت بخير، تبدو مرتبكا؟ "

4


دفن نظراته بخاصتها، يشد على يديه بقوة، يحاول اخفاء تلك الرجفة الخفيفة التي لامست جسده 

8


" ارتباكي مسألة خاصة، لا دخل قربك مني وأطياف عينيك في الموضوع "

3


توردت خجلا فقد فهمت ما يعنيه، ثم علت بحاجبيها حرجا،  ليضيف هو بعدما تنهد بعمق 

+


" حسنا كنت أود اخفاء ارتباكي، لكن العاشق تفضحه تصرفاته " 

+


أخرج مفاتيح السيارة من جيبه واضعا إياهم أمام ناظرها 

+


" لديك رخصة سياقة صحيح؟  هل ستقوديها كما قدت قلبي إليك إذن؟ " 

4


أخذت المفاتيح بحركة سريعة ثم ابتعدت عنه تهرول نحو سيارة وصرخت 

+


" سأخبرك بسر،  كنت أقود سيارة بريجيت من حين لآخر "

1


ضغطت الزر، لتنفتح الأبواب تلقائيا نحو الأعلى ، ثم صعدت تتفحص السيارة بلهفة

+


أشارت له بالتقدم وقالت بحماس 

+


" هل لي بشرف توصيلك لشركة سيد ملك الجليد؟ "

+


ضحك بخفت وهو يقترب منها، ثم صعد بجانبها 

+


" حسنا، لكن ببطئ، لا أود الموت قبل الحصول على قلبك " 

+



        
          

                
اتجها بعدها مباشرة للشركة، وكانت تقود كسائق محترف، وعندما اقتربا من المبنى أوقفت السيارة بمسافة بعيدة ثم التفت نحوه 

+


" انزل هنا "

+


على بحاجبيه يناظرها بغير رضى، وما كاد يحرك ثغره للنطق أضافت 

+


" سيرانا أحد ان توقفنا عند الشركة لذا انزل هنا " 

+


تنهد بنفاذ صبر نافثا الهواء للاعلى، مرر أنامله عبر خصلات شعره ورد متذمرا 

+


" هل تعلمين شيئا سيدة كلوديا، كان لدي هيبة أمام الجميع، وأخذتها أنت بلمح البصر "

3


فتح الباب بغية الخروج، لكنه عاد بعد ثواني 

+


" للتذكير، لا كلام ولا توزيعات ابتسامات للجنس الآخر في الحفل" 

6


*
*

+


في الجامعة 

+


بينما حور متجهة لمكتبها، استقطبها صراخ صليبا بمكتبه فتوقفت بتردد لثواني 

+


" هل صحيح ما سمعته الآن؟  هل بزقت على فتاة وتشاجرت معها؟ "

1


بادلته الصراخ مؤنبة اياه 

+


" كانت تتنمر علي " 

1


باعد بين شفتيه بغير الرد، ولكن بحركة عفوية لمح حور التي تراقبهما من بعيد حيث كان باب المكتب مفتوحا

+


قطب حاجبيه استغرابا عندما لمحها تحرك يديها للأسفل، وبعد ثواني من الاستعاب أدرك أنها تحثه على خفض صوته والتحدث بهدوء 

4


وهذا ما فعله، تنهد بعمق، آخذا نفسا عميقا ثم قال بهدوء 

2


" حسنا أخبريني ماذا قالت لك؟ "

+


اغرورقت عيناها دموعا لكنها عنيدة كوالدها حرصت على اخفاء ذلك وقالت ببرود 

+


" تنمرت على لون بشرتي " 

23


رفع رأسه مجددا ليلاحظ إن كانت حور هناك، لكنها كانت بصدد اكمال طريقها، لحظتها أشارت له بإبهامها مخبرة إياه بأنه فعل الصواب   

+


أما هو، فأكمل حديثه مع بريجيت ، واضعا كلتى يديه على خصره 

+


" حسنا في المرة القادمة أخبريني، لنلقنها درسا معا " 

7


رفعت ناظرها نحوه متعجبة ما جعله يكمل مبتسما 

+


" أمزح، أعلم أنها أخطأت لكن حقا في المرة القادمة لا تستخدمي العنف، واخبريني عن الموضوع، لا تنسي أن والدك مدير الجامعة بريجيت، وسيفعل اي شيئ من أجلك "

+



        
          

                
" انتظر هل أنت حقا سيد صليبا، هل قامو باستبدالك؟ "

+


ما كاد ينطق حتى سمعا صوتا انثوي مؤلوفا من خلفهما 

+


" تمردت ابنتك منذ تركتكم"

3


كانت أبيسينا وهي تقترب منهما بثبات 

1


" يا شقية، متى أصبحت متمردة؟ " 

1


رمتها بريجيت بنظرات جانبية غير مبالية 

+


" ليس من شأنك " 

2


اندفعت نحوها غاضبة، تناظرها بنظرات حادة

+


" كيف تخاطبين والدتك هكذا "

1


" لست والدتي سيدة أبيسينا، امراة مثلك لا تستحق ان تكون والدتي "

2


رفعت يدها بغية صفعها لكن صليبا وقف حائلا بيننا بينما يحكم قبضته على ذراعها، يدفن نظراته المهددة بخاصتها 

1


" إياك سيدة أبيسينا "

+


رمى ذراعها بإهمال ثم أضاف محذرا

+


"  موضوع تربية أبنائي ليس من شأنك بعد الآن، أنت هنا مجرد مستشارة في الجامعة، فلا تتحوزي حدودك " 

2


واصلت أبيسينا النظر إلى صليبا بعينين مشحونتين بالغضب، لكن كلماتها خرجت باردة

+


"يا لك من رجل مزدوج المعايير. تتحدث عن الحدود وكأنك لم تُبعدني عن حياتكم بقرارك الجبان. ومع ذلك، ها أنا أرى عائلتك، تلك التي صنعتها على أنقاضنا، تتفكك أمام عينيك."

1


شعرت بريجيت بكلمات والدتها تخترقها، لكنها تماسكت، مجيبة بسخرية 

+


"لا تنسي أنك فقدت حق الحديث عن الأسرة منذ اللحظة التي اخترت فيها خيانة ثقتنا."

+


اتسعت عينا أبيسينا لحظة، لكنها سرعان ما أخفت صدمتها خلف قناع بارد، وقبل أن يحتدم الجدال  أكثر، تدخل صليبا 

+


"هذا يكفي، لن أسمح بأن تتحول حياتي وحياة ابنائي إلى مسرح لتصفية الحسابات القديمة."

+


استدارت أبيسينا بخطوات متثاقلة نحو الباب متجاهلة إياهما، لكن قبل أن تغادر توقفت وقالت باستهزاء

+


"تأكد فقط ألا تغرق سفينتك يا صليبا. لأنها، كما أراها، مملوءة بالثقوب."

2


ثم غادرت دون أن تنظر خلفها حتى

+


بقي الصمت يخيم على الغرفة للحظات، حتى نظرت بريجيت إلى صليبا وقالت 

+



        
          

                
"تعرف، ربما كانت محقة بشيء واحد. هذا المركب لن يصمد إذا واصلنا هكذا" 

+


"ماذا تقصدين؟ "

+


رفعت بريجيت عينيها ببطء نحوه، ثم قالت بصوت خافت لكنه محمل بالعتاب

+


"الخطأ الوحيد الذي ارتكبتموه هو أنكم لم تضعوني أنا وماريو في الحسبان منذ البداية. أما الحقيقة، فقد رأيتها بنفسي يوم خيانتها. لذا كلماتها لم تعد تؤثر بي"

1


أما حور فأكملت طريقة لمكتبها، وبينما هي في صدد دخوله لمحت إيلياء مارا يضع سماعاته غير واعي بما يدرو حوله، وهذا ما جعلها تقترب منه جاذبة إياها للداخل، ما جعله يصرخ بعدما نزع السماعات 

+


" سيدة حور هذا تحرش، كيف لأستاذة فعل هذا مع تلميذها " 

4


لطمته على كتفه عدة مرات ما جعله يتأوه ألما مبتعدا عنها

+


" ماذا حدث أيضا "

+


اقتربت منه،أخذت السماعات ووضعتها في أذنها ثم نزعتها بسرعة، وراحت تعيد ضربه بينما تعاتبه 

+


" تسمع للموسيقى وأنت مسلم، متى تفتح عينيك وتفرق بين الحلال والحرام" 

2


على بحاجبيه بغير رضى. وكأن كلامها لم يعجبه 

+


" انها مجرد موسيقى حور، أنا لا أهد مساجد، أو أعبد أصنام " 

5


ربما غضبت من كلامه، لكنها تنهدت بعمق وبعد ثواني استطاعت تهدئة نفسها، أشارت للكرسي بجانب المكتب 

+


" هل يمكنك الجلوس لدقيقة " 

+


فعل ما طلبته، لتتجه هي الأخرى تقابله وراحت تتحدث 

+


" يا إيلياء، ما زلت مراهقا أفهم ذلك، لكن لا يمكن مقارنة الحرام بالحلال لتبرير أفعالنا. نعم، أنت لا تهدم مساجد ولا تعبد أصناما، لكن هل يُرضي الله أن نستبدل الكبائر بالصغائر ونتجاهل وصاياه؟"

+


راح يحدق بها دون التفوه بحرف، منتظرا ما ستقوله 

+


"قد تكون الموسيقى مجرد صوت بالنسبة لك، لكنها أيضا باب قد يُدخل الغفلة إلى قلبك، وتذكّر أن الشيطان لا يدعونا دفعة واحدة إلى الكبائر، بل يبدأ بالأصغر فالأصغر حتى نغفل تمامًا، فهمت؟" 

3


حملت ورقة ومزقتها الى قطع صغيرة، ثم وضعت قطعة أمامه 

+


" هل ترى هذه؟  صغيرة صحيح؟ "

+


همهم موافقة هازا رأسه بحركة سريعة، وهذا ما جعلها تضع باقي القطع واحدة تلوى الأخرى 

+



        
          

                
" وماذا ان أضفنا، هذه القطع الصغيرة جميعها ستتكاثر صحيح؟ "

+


" نعم "

+


" هكذا هي الذنوب الصغيرة، يوهمنا الشيطان انها صغيرة، ولكن كلما أكثرنا منها أصبحت كبائر، وأثقلت موازيننا بالسيئات "

6


حملت كل القطع ورمتهم في السلة بجانبها ثم أضافت 

+


" أليس الأجمل أن نعيش لنرضي الله في كل لحظة؟ أن نستبدل صوت الموسيقى بذكر يحيي قلوبنا؟ صدقني، لذة القرب من الله أعظم بكثير من أي نغمة تسمعها. أرجوك، لا تدع هذه الأمور تُبعدك عن الطريق الذي يُرضيه."

4


ابتسمت بهدوء وأضافت 

+


"وإذا كنت تحبني وتحب نصيحتي، دعنا معا نحاول أن نرتقي بأفعالنا لما يقرّبنا إلى الجنة.وليس عكس"

2


لانت ملامحه وكأنه أحس أخيرا بذنب ما يفعله، أحنى رأسه قليلا وراح يحدق بالطاولة بثواني، ثم ازاح بصرح نحوها مبتسما بخفت 

+


" حسنا، سأحاول " 

2


*
*
*

+


في الشركة

+


داخل تلك القاعة ذات المساحة الشاسعة، حيث تتوزع الطاولات بشكل منتظم وسطها، ترتفع أصوات الحضور وضحكاتهم في الأرجاء، لم تكن حفلة كغيرها، بل تشبه اجتماع عمل، حيث كان الجميع يرتدي ملابس رسمية 

+


كانت الأجواء هادئة، تسمع فقط هدير الأصوات والضحكات، كان تليد واقفا بهيبة ووقار، شامخ الرأس وسط مجموع رجال أعمال، وكأنه السلطة ولا سلطة تعلو عليه، يتبادل الحديث عن أمور العمل وغيرها

+


لحظتها انضمت إليهم امرأتين واحدة شقراء بشعر أصفر طويل، والأخرى سمراء  بشعر بني قصير، ترتديان ملابس نسائية رسمية، تبتسمان بسذاجة

2


" سمعنا أنك تزوجت مبارك سيد تليد "

1


حاول غض بصره قاطعا التواصل البصري بينهما وقال ببرود 

+


" شكرا"

+


أضافت الأخرى ساخرة 

+


" لماذا لم تحضرها معك؟"

1


ببرود تام، وبدون أن يأخذ منها نظرة واحدة 

+


" لا تحب هذه التجمعات "

+


كانت كذبة، لكن كذبة بيضاء، لأنه يعلم جيدا أن إظهارها للعلن سيسبب لها المشاكل، خصيصا مع أناس لا يعرفون غير المظاهر 

3


"لا تقل أنك تخجل بزوجتك سيد تليد، سمعنا أنها ابنة مبشر مسيحي مشهور، لكن من عائلة عادية ليست بمستواك "

5



        
          

                
كلماتها تلك جعلته يضحك بخفت، مسد على لحيته يحاول تهدئة ردة فعله وأجابها 

+


" لو تعرفانها كما أعرفها، لما جرؤ أحدكم على النطق باسمها إلا احتراما، ابنة من تكون أو مستواها الاجتماعي لا يزيدني ولا ينقصني. لكنها، امرأتي، هي نبض أيسري، شيئ مميز بالنسبة لي وسواء حضرت أم غابت، فهي دائما لا تفارق تفكيري"

12


أشار لهما ثم لنفسه 

+


" حتى في هذه الثانية، مازالت تحاكي أفكاري  "

1


ثم أضاف مبتسما بنبرة حادة 

+


"وإن كنتم ترونني سيدًا، فأنا سيد فقط لأنني زوجها."

5


تلك الجمل استطاعت اسكاتهما، تصنمتا في مكانهما غير قادتين على رد، عكس كلوديا التي كانت ترمي تليد بنظرات حادة في تلك الأثناء ،  لم تسمع كلماته لكنها رأت ابتسامته لهما، وظنا منها أنه يعبث راحت تتحدث داخلها متذمرة 

7


" ألم يخبرني أن لا أوزع الابتسامات؟  ماذا يفعل هو، حلال عليه وحرام علي؟ " 

4


شربت كأس عصير دفعة واحدة وراحت تحدق بالكأس 

+


" حرم علي هذا شرب القليل من المشروب ما هذا، هل أنا صغيرة لأشرب العصير  " 

3


أزاحت بصرها صوب تليد مرة أخرى تزم شفاهها غضبا 

+


" هل يظن أن ابتسامته جميلة بظهور تلك الغمازات، أيظن أنه وسيم؟ " 

8


وضعت الكأس بقوة على الطاولة ما جعله يصدر صوتا قويا 

+


" هل يجوز القتل في هذه الحالة؟"

9


حركت بصرها عبر الأرجاء وأضافت 

+


" هل أحرق الشركة بما فيها عليهم " 

5


حركت رأسها نافية الافكار التي تخللت عقلها 

+


" أكثرت من قراءة الروايات سيدة كلوديا ما الذي تهذين به؟  ، وما دخلك به "

3


نفثت الهواء وراحت تنتقد كلماتها

+


" كيف ما دخلك؟، انه زوجك، أنت من يحق لها التدخل " 

6


لحظتها قاطع جدال نفسها صوت رجولي من خلفها 

+


" لماذا الجميلة غاضبة؟ "

2


التفت اليه مستغبرة، ثم حركت بصرها بينه وبين تليد بقلق، لحظتها رأت تليد الذي يخترقها بنظراته، يحكم قبض يده يحاول كبت غضبه عندما رآها واقفة مع رجل آخر. وهذا ما جعلها تود العبث ورد الصاع له 

10



        
          

                
ابتسمت بخفت، ثم مالت برأسها قليلا وردت عليه 

3


" من أنت؟ "

+


مد يده لمصافحتها ورد

+


" رايز رايتر " 

+


لحظتها بدون سابق انذار أحس بيد تعتصر خاصته بقوة 

1


" مرحبا سيد رايز تشرفنا بمجيئك "

1


" سيد تليد! " 

+


رد بصوت خافت ما جعل تليد يشير لمجموعة أخرى ويقول 

+


" يحتاجونك هناك، يمكنك الذهاب " 

+


ذهب الرجل، فالتفت هو ناحيتها ببرود، وقال آمرا لا مجال لها للرفض

+


" لديك دقيقتين لتكوني بمكتبي " 

2


ذهب مباشرة غير سامح لها بالرد، أما هي حدقت بظهره وهو يبتعد متجه نحو مكتبه بقلق، بلعت ريقها ثم تبعته بتردد

+


دخل المكتب وأغلق الباب خلفه بقوة ثم دخلت هي خلفه حيث سمعته يردد 

+


" استغفر الله، ولاحول ولا قوة إلا بالله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " 

2


لم يلتفت نحوها، واكتفت هي بالوقوف بمكانها دون حركة منتظرة ما سيقول، لكنها سمعت همسه مجددا فقط 

+


" حسنا سيد تليد أنت متفهم، هي مسيحية مراهقة  ليست مسلمة، عليك تفهمها، اشرح لها بلطف، هيا يمكنك فعلها " 

2


تنهد بعمق يحاول كبت غضبه لتقاطعه هي 

+


" ملك الجليد " 

+


التفت نحوها بحركة سريعة، كانت بعيدة فراح يقترب منها بخطوات متثاقلة يدفن غضبه بعينيها وقال ببرود

+


" ألم نتحدث عن توزيع الابتسامات في كل مكان، وأمام الجنس الآخر، هل تريدين إصابتي بالجنون كلو؟ "

2


لم تستطع الرد واكتفت بهزة رأس رافضة بينما تبعد عنه بخطوة كلما اقترب بخطوة ، فراح يكمل حديثه 

+


" أظن أنني أخبرتك بأن فتنة ثغرك لا يجوز لبني جنسي رؤيتها، وسأكون أنا استثناء ،  خصيصا إذا كانت ابتسامة مقصودة"

4


لحظتها شعرت بشيئ يمنعها عن الإبتعاد أكثر وكان الحائط الزجاجي، ما جعله يحاصرها بذراعيه،  انحنى لتصبح شفتيه أقرب لأذنها وأكمل بنبرة تهديدية 

1


" دعيني أخبرك شيئا إضافيا، يدك لن تلمس يد رجل غيري كلو، موضوع مصافحة الآخرين ليس خيارا متاحا لك، ولن أسمح بذلك أبدا. يدك خُلقت لتكون ملكا لي وحدي وكل شيئ بك ، ابتسامتك حرام على غيري أن يراها. أنا رجل يغار ولغيرته حدود الشريعة، ولحبك مقام في قلبي لا يقبل الشراكة، وإن فكرت للحظة أن تخرجي عن هذا، سأذكرك بأن الله جعل بيننا ميثاقا غليظا، تنزف روحي ولا أخلفه"

7



        
          

                
اقترب أكثر، حاجزا كل المسافات، ونبرته غلبت عليها حدة مشوبة بحنان

+


"سلوان الفجر، أنا لست من يفرط في ما أوكله الله إليه، ولا أرضى أن تلمس يدك يد رجل آخر، فكوني لي كما أردتك أن تكوني، زوجة، ونعمة، وحلما لا تلوثه أعين الغير."

+


ربما كان هادئا معظم الوقت، ولكن موضوع الغيرة خصيصا معها يكون شخصا آخر، شخصا غلبته مشاعره،  وروح امتلكت روحها لتكون كسيف سيقطع كل من حاول الاقتراب 

1


أما هي رفعت ناظرها نحوه أكثر، كلماتها اخترقت صمام أيسرها، ولا ننفي أن تملكه دق ناقوس خافقها، ولثواني من  التحديق استطاعت استرجاع أنفاسها، والعودة لطبيعتها 

+


" هل حرام علي وحلال عليك؟،  أنسيت ابتساماتك التي توزعها بين الجميع كالابل.... "

2


توقع ما سيبزق به فاهها، لذا ابعد رأسه عنها قليلا وأصبح ينظر نحوها

+


" ألفاظك كلو "

4


تجاوزت الكلمة الأخيرة وأكملت 

+


"هل تحاول إغراء الآخرين بإظهار تلك الغمازات على خدك، إنها تشوه خلقي، لا تفتخر" 

12


كلماتها وطريقة حديثها طردت كل ذرة غضب كانت بداخله في ثواني، ما جعل ابتسامة خافتة بالكاد تظهر على ثغره 

+


" إغراء؟  ،  هل أبدو وسيما عندما أبتسم "

4


ردت باندفاع دون أن تضع حسابا لكلامها 

+


" نعم " 

10


تداركت ما تفهوت به فأضافت بكلمات متقطعة 

+


" أنا...  أقصد... "

+


على بحاجبيه وابتسم بخبث 

1


" تقصدين ماذا؟ "

+


" لماذا ابتسمت لهما بأريحية وأنا تمنعني عن ذلك"

+


شد قبضته على حائط، مستجمعا شتات نفسه

1


" لماذا أمنعك؟ ربما لأنني أحبك،  ربما لأنك امرأتي؟  ، ربما لأن نيران فؤادي تلتعج كمدا لرؤية هشاشة ثغرك لغيري، ربما لأن جسدي لا بل روحي تعلن حربا ضد نفسها كلما حاول آخر الإقتراب منك هل أضيف؟ "

1


في العادة يرجف جسدها من اقترابه، لكن هذه المرة رجف قلبها من كلماته، كل كلمة وكل حرف صرح به كان كنقطة أشعلت شيئا بداخلها، شيئا لم ترغب بالشعور به، خصيصا ناحيته، لم يجد عقلها أي كلام، ولم يستطع فاهه تحرك إلا وهو يحاول إيجاد ما يقول، وفي الأخير استطاعت قول كلمة من حرفين بصعوبة 

2



        
          

                
" لا "

+


" إن بعض الظن إثم كلو، انت لم تسمعي حديثها، واكتفيت بالحكم علي دون فهم الموضوع،  مازلت لا تثقين بي وهذا شيئ مخيب للآمال "

+


تنهد بعنق، ثم ابتعد عنها واضعا كلتى يديه في جيبه 

+


" كان ثغري ليجيبك عن شكوكك بسؤال واحد منك فقط، لذا دعيني أخبرك لماذا ابتسمت،  لأني عيني لم ترى سواك وعقلي لم يحمل غير ذكراك وأنا أصف لهم كيف ينبض خافقي لك "

1


ابستم بخفت،  ربما كانت ساذجة، ولكن ردة فعلها لرؤيته يبتسم لأخريات منحنته أملا 

+


" أنا لا أبتسم لغيرك، ولا أروي عيني إلا بك، تعلمي أن تثقي بي " 

1


لم تستطع إضافة حرف آخر فكلماته لا زالت تبعثر داخلها، أحدثت خللا بمشاعرها، واقتحمت مكانا دون دق بابه،  أحنت رأسها خجلا لما فكرت به وسوء ظنها، عبس فاهها محاولة منها لإيجاد كلمات مناسبة،  ثم وبعد ثواني نظرت نحوه، وما كادت تنطق حتى قاطعها صوت دق الباب 

3


" نعم! "

+


قال تليد سامحا ليوسف بالدخول 

1


" سيدي الجميع يبحث عنك، إنه وقت تقديم الجوائز " 

+


همهم له موافقة، ليتجه خلفه بعدما رمى بكلماته صوب كلوديا 

+


"  سلوان الفجر، كما اتفقنا!  لا تجعليني أعلن أمام الجميع أنك زوجتي ،  لأنك تدفعينني لحافة الجنون " 

2


اتجه نحو الصالة حيث بدأ الموظف في تقديم الجوائز واحد تلوى الأخرى حتى وصل لأهمها 

+


" جائزة أفضل شركة اعلام بنيويورك وأمريكا تذهب لسيد تليد هارتبيور " 

1


صعد للمنصة بثقة ليأخذ جائزته، تزين ثغره ابتسامة طفيفة، وبعدما ألقى كلماته وكان بصدد النزول، رأى الجميع ينحني عبر هواتفهم، وبما أن أغلبهم إعلاميين فقد وصلت نفس الرسالة لكل واحد منهم 

3


حتى هو، حيث حمل هاتفه وراح يشاهد ما المضمون،  كان خبرا حصريا مباشرا مهما من طرف شركة samr المعادية، وكان يظهر جوناثان في الفيديو وهو يتحدث مجيبا الإعلامي

+


" لم أتخيل يوما أن أكون ضعيفا هكذا، السيد تليد هارتبيور ذلك الرجل الذي يدعي البراءه، ووالده رجل دين مشهور، أجبر ابنتي على الزواج منه، استغلها وأخذها يوم زفافها بعد أن هددها بشيئ لا أعرفه، ولا يسمح لي حتى برؤية ابنتي، صحيح أن أغلبكم لا يعرفها، فقد كنت حريصا على اخفائها عن أعين الناس لحمايتها،ولكن هي تظل ابنتي وأشتاق إليها  "

11



        
          

                
كان عابس الفاه، تملأ عينه دموع التماسيح، مزيفا نبرته لحزن عميق 

+


" أعلم أن لديه نفوذ أكثر مني، لكن لا يحق له معاملة الناس كلعبة بين يديه، انها ابنتي كيف يحرمني منها، يود إجبارها على اعتناق دينه غصبا عنها " 

4


كان الجميع يحدق بتليد ويتهامسون بمختلف الكلمات، أما كلوديا. وقفت متصنمة ترتجف بينما تشاهد خبث جوناثان، الذي رفع يده راجيا أمام الكاميرا 

+


" أرجوك أعد ابنتي ولا تؤذيها، أعلم أنها من غير دينك، لكننا نحن أناس مثلك لا يمكنك اقناع الآخرين بالعنف والتهديد "

3


لحظتها انتهى البث، ليلتف الجميع يرمون تليد بنظرات تشكيكية. ما جعلهم يرمونهم بسهام كلماتهم واحد تلوى الاخر 

+


" هل هذا هو سبب عدم اظهار زوجتك سيد تليد " 

+


" هل صحيح أنك تحاول اجبارها على دخولك دينك"

+


" هل كان زواجا اجباري، لماذا لم تظهر زوجك في العلن رغم أنك شخص معروف؟ "

3


ورغم كل الإتهامات التي رموه بها، إلا أن همه الوحيد كان خوفه عن  مشاعر زوجته مما سمعته، لذا تجاهل الجميع وحرك ناظره صوب كلوديا خائفا، كان يريد تجاوزهم وامساك يدها واخبارهم أنها زوجته، وأنه يحبها مهما ادعى الجميع، لكنه لم يستطع لأنه يعرف جيدا أن هذا ليس في صالحها 

+


أما هي اكتفت بإمساك طرف فستانها الأزرق الفاتح الطويل، بينما تحني رأسها صوب هاتفها لم تتجاوز كلمات والدها بعد،  لحظتها رفعت عيناها المدمعتان صوب تليد بحركة عفوية، والذي بذاته هز رأسه يحثها على الهدوء مبتسما بخفت 

1


ثم التفت صوب الجميع وقال بصوت بارد واثق، رافضا كل ما اتهموه به، معلنا عن حبه لها أمام الجميع 

+


" سأقول هذا ولن أكرر كلامي مرة اخرى " 

+


ضحك بخفت مستهزءا 

+


"لست بحاجة إلى إذنٍ منكم لأثبت أن زواجي منها حقيقي، وأنه لم يكن قيدًا فرض عليها. من السهل عليكم أن تطلقوا الأحكام جزافا وأن تنسجوا الروايات التي ترضي غروركم، لكن دعوني أوضح لكم أمرا زوجتي ليست سرا أخفيه،  بل هي من احتفل بها القلب وأغدقته بحب بحثت عنه لسنين، أنا لا أختبئ بها عن أعينكم، بل أحميها من نظرات لا ترى إلا العيوب، ومن ألسنة لا تجيد سوى اختلاق الأوهام."

1


وضع جائزته على الطاولة ثم أضاف 

+


" أما عن دينها... فأنا لم ولن أجبرها على شيء، زواجها مني كان اختيارها، تمامًا كما كان حبي لها اختياري. الدين ليس قيدًا، بل حرية، وأنا واثق أن بنفسها ستعرف الصح من الخطأ يوما ما، بقدرة الله ان شاء الله، أما عن حديث سيد جناثان فهو يقول ذلك فقط لأنه أراد تزويجها رغما عنها،الجميع يعرف القصة  " 

+



        
          

                
ابتسم بخفت، يمسد لحيته بيديه  وأكمل 

+


"زواجنا؟ نعم، ربما لم يبدأ كالروايات الحالمة التي تستهويكم، لكنه لم يكن إكراهًا كما تزعمون. الحب الذي يربطنا ليس مادة للعروض أو حديثا للملأ. إنه خاص بنا، خُلق ليبقى بيني وبينها فقط. وإن لم تدركوا ذلك، فتلك مشكلتكم وليست مشكلتي."

+


صمت قليلا يمرر نظراته بين الحميع بثقة 

+


"لماذا لم أظهرها؟ لأن حبنا لا يخضع لحكمكم، ولا يختصر في صورة أو كلمة لتغذي فضولكم. لكن، ليكن الأمر واضحا سيأتي يوم أقف فيه بينكم، وهي بجانبي، لتعرفوا جميعًا من هي سيدة اسمي، وأميرة قلب تليد هارتبيور."

14


تحرك يريد النزول من المنصة لكنه عاد بعد خطوة 

+


" ولإضافة شيي آخر،  أعلم أنها تسمعني الآن وتراني، لذا سأقولها أمامكم جميعا، سلوان الفجر أنت من هواها القلب، كسبتها حلالا، أنت القرار الذي لن أندم عليه ما حييت. لو كان علي أن أبدأ حياتي من جديد، لكنت أنت البداية والنهاية. لا تعيري كلامهم انتباهك، ولا تثقلي فكرك بأقوالهم،  فأنت هي الإجابة الوحيدة التي أحتاجها.والباقي محض صدى لا قيمة له"

41


عند آخر كلمة، تحركت عينه تبحث عنها،وقلبه يلهف لرؤيتها، ولكنه عقد حاجبيه استغرابا عندما لم يلمح خيالها في القاعة،  وهذا ما جعله يخرج مسرعا يبحث عنها في الأرجاء 

+


حمل هاتفه للإتصال بها ولكنها لم تجب رغم انه كاد يفجر الهاتف لكثرة اتصلاته 

1


ومازاد الطين بلة أنه لم يجد سيارتها خارجها ما جعله يهمس بغضب 

+


" يارب ليس الذي في ذهني" 

2


مرر أنامله عبر خصلات شعره مرجعا إياها للخلف بعدما تنهد بنفاذ صبر 

+


" لا تخبريني، أنك ذهبت لرؤيته " 

4


دخل سيارته، وأشعل المحرك ثم أقلع بينما يحكم قبضته على دولاب السيارة 

3


"إان آذاها هذه المرة، لن ينتهي الأمر على خير،  إن لمستها سيد جوناثان ستكون نهايتك على يدي " 

18


انتهى 

7


رأيكم بالفصل والأحداث؟

12


بالمعلومات لي فيه؟  ونصائح؟

4


رائكم بلي سواها تليد؟  وردو على الجميع؟ 

8


شو رايكم بغيرتو؟  مو كأنو اوفر شوي؟  

17


في رأيكم وين اختفت كلوديا؟  صارلها شي او صح راحت تشو والدها؟ 

7


شو تتوقعو شو راح يصير؟  ممكن يؤذيها؟ 

3


جماعة لتذكير إيلياء وبريجيت، صليبا وحور شخصيات ثانوية، هي صح راح تكون الهم قصة بس راح يكون نصيب كلوديا وتليد من رواية اكثر

9


ترجع موضوع تفاعل، حققتو شروط وفيت بوعدي وحطيتلكم فصل، رغم انو حرفيا مافي لا شغف ولا وقت

6


شروط هذا فصل 

+


الف وخمس مئة تعليق + 500 نجمة بحط فصل قادم

9


ملاحظة:  الحوارات بين كلوديا وتليد عن دين وكذا، يعني مسيح والاسلام، المعلومات كتيير كتييبر، وحوارات في واقع تكون اعمق من كدا وعميقة كتيرة يعني لو تكلمنا من اليوم للغد ماراح ننكمل الفصل، لهيك انا بحاول حط بس بداية الحوار وشي خفيف هيك ومعلومات خفيفة،  اما الباقي راح يكون مجهودكم الخاص، لي يريد معلومات اكثر يبحث. 🫶 وصراحة ما بحب اتعمق أكثر لأنو حتى إنا لساتني بتعلم، لسى ما وصلت للنقطة لاستطيع فيها التعمق بهي الأشياء والحديث عنها 

+


دمتم في رعاية الله وحفظه 






تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close