رواية سلوان الفجر الفصل العاشر 10
"إن كان حبه خطيئتي، فلن أطلب الغفران عنها أبدًا."
14
علقوووو وضغطو على نجمة
8
" لماذا تفعل هذا؟ كنت تريد مني الابتعاد وها قد فعلت، ماذا تريد أكثر من ذلك ؟ "
11
قالت كلوديا بصوت راجف محمل بشهقات خافتة، مؤنبة والدها الواقف أمامها، وقد امتلات دلاء عينيها دموعا ظلت حبيسة أجفانها، تضغط على يدها تحاول إخفاء رجفتها مدعية القوة
5
أما هو فكان عكسها يرميها بنظرات غير مبالية منتظرا منها انهاء حديثها ليقول
1
" كان لديك العديد من الاختيارات للإبتعاد منها الزواج بلويد أو الموت، ليس الزواج بإبن أعدائي سيدة كلوديا، فعلت ما تريدنه، والآن فصاعدا تحملي نتيجة أفعالك "
11
بحركة سريعة، مررت أناملها لمحو تلك الدموع التي بدأت في ريِّ خديها، أمسكت طرف فستانها وحركت يدها قليلا للخلف كي لا يلاحظ رجفة يدها، وبعد ثواني استطاعت التحكم بنفسها وردت بنبرة صارمة
1
" نتيجة أفعالي سأتحملها أنا، لا تقترب من زوجي، ربما كنت ضعيفة طيلة حياتي لأنك والدي، لكني لن اسمح لك بتدمير حياة زوجي كما فعلت معي ، تليد خط أحمر، ومحاولة الاقتراب منه ستكون بمثابة إعلان حرب "
222
ترنحت من حلقه ضحكة خافتة ساخرة، ضحك حتى كادت أنفاسه تنقطع
+
" يفترض أن تكلبي الغفران من الرب لأنك تزوجته "
3
أجابته دون تفكير حتى
+
"إن كان حبه خطيئتي، فلن أطلب الغفران عنها أبدا"
63
" أصبح لديك لسان؟ على الأقل تعلمين أنها خطيئة وأيضا حرب؟ من تظنين نفسكِ لتعلني حربا عليّ، أنا الذي جعلتكِ ما أنتِ عليه؟ هل نسيتِ أنكِ تزوجته غصبا عن إرادتي؟ من داست على كرامة أبيها وألقت بنفسها في حضن عدوّه لا يحق لها الآن الحديث عن الخطوط الحمراء."
22
ترنحت من حلقها صوت أسى، وأجابته بصوت غاضب مرتجف
+
" أنت الذي دفعتني لذلك! أنت من جعلت حياتي جحيمًا، فلم أجد مفرا سوى الهروب منه. لا تحاول إلقاء اللوم عليّ. أنت تعرف تمامًا أن كل شيء فعلته كان بسببك!"
5
اقترب منها بخطوات كادت تسقط من كثرة ارتجافها،ربما هي قوية،أو ربما تحاول استجماع شجاعتها، لكن غطرسته، هيمنته ومجرد حضوره تجعل جسدها يهتز بدون إذن منها
1
" تتصدين لي من أجله؟ مازلت ترتجفين كلوديا، منذ تلك الحادثة، لا تتظاهري بالقوة أمامي لأنك مازلت ضعيفة، وأنا أرى ذلك الآن "
23
انحنى لمستواها يدفن نظراته المخيفة بخاصتها
+
" هناك أشياء لا تعرفينها كلوديا. لو كنت تعلمين نصف ما فعله والد زوجك بي ذلك الحقير ، لما تجرأتِ على منعي من مواجهته. هذا الزواج لم يكن مجرد قرارك، بل كان جزءا من لعبة من ذلك الحقير أنا أعرفه، أخذ مني كل شيئ في الماضي، ومازال يريد أن يبين أنه الأفضل الآن "
22
حدت من نظراتها، ورغم ارتجاف صوتها إلا أن نبرتها كانت صارمة
+
" لا تجرّني إلى ألعابك القذرة، لقد اخترتُ حياتي، واخترتُ أن أكون مع من أريد، ولن أسمح لك بتدمير ذلك، لا تقترب من زوجي مرة ثانية "
6
أمسك خصلات شعرها من الخلف بإحكام، ورغم ذلك لم تزح نظراتها المهددة من خاصته
1
" لا تتطاولين عليّ أكثر كلوديا، لأنني ما زلت أملك مفتاحا يمكنه قلب حياتك رأسًا على عقب. أفعالك التي دفنتها تحت غبار الزمان، مازال صداها يعيش معنا الآن، من تقولين عنه زوجك، لن يبقى بجانبك لحظة واحدة لو عرف حقيقتك، لأن ما فعلته لا يغتفر ولا تقبله تقاليدهم ولا حتى دينهم "
27
بعد ذلك، لم تعد لها القدرة للإدعاء القوة بعد الآن، أرخيت أكتافهما وامتلأت أجفانها بهدير دموعا سيعلن انتحابه قريبا، ارتجفت تحت أنفاسها لتجيبه بصوت مترنح من القلق
1
" لن تجرؤ! أنت تعرف أن تلك كانت لحظة ضعف، لم يكن لدي حل آخر، كنت وحيدة وضعيفة، لم أجد من يساعدني"
11
حركت سبابتها المرتجفة مشيرة له وأضافت
+
" كنت أنت السبب في ذلك أيضا، لولاك لم يكن ليحدث شيئ كذلك "
10
" لن أجرؤ؟! أنا الذي صنعتكِ، حولت فتاة منحوسة، لعنها الرب والسموات لما أنت عليه الآن، لكنني أيضا الوحيد الذي يمكنه تدميرك إذا أردت. لذا لا تظني أنني سأتهاون مرة أخرى، ولا تأملي أنني سأنسى ما فعلته، أنا فقط مشغول بأشياء أخرى حاليا، لن أدعك تعيشين بسلام"
4
أفلت شعرها، ثم صمت يرميها بنظرات ساخرة، بينما كانت هي تبحث في نظراته عن شيئ من اللين، لكنها لم تجد غير القساوة، ورغم الفوضى داخلها، إلا أنها تشجعت عندها مر طيف تليد أمامها
2
"إن كنت تريد تدميري، فإفعلها، لكني لن أسمح لك بأن تمسّ زوجي بسوء."
9
اقترب منها حتى أصبح ما يفرقهما انش واحد، قرب وجهه من خاصتها وابستم بخبث
+
" لن أحتاج إلى لمسه، ربما أنت من سيقوم بذلك، يدك المليئة بالدماء لن تشبع حتى تتخلص من جميع من حولك"
26
إثر تلك الكلمات لم تجد ما تضيفه، مر عليها طيف الذكريات الحالك، ولم تجد سوى خيبتها تعتصر قلبها الذي ينزف ألما لا يفهمه سواها، حالتها تهد جبل، زادت رجفتها ولم تستطع تمالك نفسها، وبعد دقائق جثت أرضا، فما ساقها باتت قادرة على حملها أوزانها، ولا جسدها بات قادرا على التماسك
5
انتحبت عيناها دموعا فياضة سارت على خط وجنتيها، أزرق مقلتيها انطفأ، وعسل الثانية مسه الأسى، ثم قالت بصوت يكاد ينقطع
+
" لكن لماذا أتحمل أشياء لم تكن بيدي، أنا لم أفعل شيئا، أنا فقط... "
1
فجأت زجت على أسنانها من فرط الألم، أمسكت بفساتنا ناحية أيسرها وبات كل شيئ يحوم حولها
+
" افعلها، افعلها الآن وتوقف عن النبض، دعني أموت وأرتاح "
12
في الجامعة
1
الساعة الثانية عشر منتصف النهار
+
فوق مبنى الجامعة، على تلك الحافة المطلة على الساحة حيث يظهر الجميع كمجموعات من النمل، تجلس بريجيت تحرك رجليها في الهواء عشوائيا، شاغلة الذهن، تحدق بلامكان، غافلة عن نظرات إيلياء المستغربة ناحيتها، حيث عندما رفع رأسه بعفوية، لمحها تجلس هناك كشخص يود رمي نفسه وهذا ما جعله يهمس
9
" ماذا تنوي فعله، هل أصيبت بالجنون "
+
دخل المبنى مسرعا متجها نحوها بقلق، وعندما وصل للأعلى اقترب منها بخطوات ثابتة محاولا عدم لفت انتباهها، أما هي كانت غارقة بأفكارها لذا لم تسمع خطواته وهو يقترب منها
+
وبعد ثواني صرخت عندما جذبها من ذراعها مسقطا إياها أرضا على ظهرها
5
" الحمد لله وصلت في دقيقة الاخيرة "
13
قال إيلياء بعدما تنهد بعمق بسنما يسترجع أنفاسه بصعوبة، أما هي استقامت بحركة سريعة، ترميه بنظرات تهديدية ثم صرخت في وجهه
+
" هل أصبح رمي أرضا من هواياتك أيها حقير "
2
على بحاجبيه استنكارا، ثم أشار لنفسه مستهزءا
+
" أنا، أصبحت حقيرا الآن؟ "
+
حرك سبابته ناحيتها مشيرا إليها، بعدما أفصح عن ضحكة ساخرة
+
" سيدة بريجيت عليك شكري، أنقذتك من الموت للمرة الثانية "
+
كانت تنفض ملابسها ، لكن إثر سماع كلماته توقفت وراحت تحدق به بغير فهم، وماكادت تنطق حتى قاطعها وهو يشير للحافة
+
" إن كنت تنوين قتل نفسه، افعلي ذلك في مكان آخر، هذا مكان لطلب العلم يا غبية "
+
" ماذا؟ "
+
همست بغير فهم، ورغم ذلك لم يفسح لها المجال للشرح بل راح يتحدث وكأنه يلومها بطريقة ساخرة، مخبئا خوفه عليها خلف كلماته
1
" إن لم تفكري بنفسك على الأقل فكري بالآخرين، ماذا سيحدث لهم إن رميت نفسك من هناك، سيصابون بصدمة، ويتوقفون عن الدراسة بسببك "
+
اقترب منها أكثر يؤنبها كلاما وملامحا
+
" هل يرضيك أن تفسدي مستقبلهم أخبريني، كنت أعرف ان ساذجة، ولكن أدركت أنك بلا عقل "
2
صرخ بأعلى صوته مؤنبا إياها أكثر
+
" هل يجوز الانتحار في دينك يا غبية، كيف تسمحين لكلمات من أناس تافهين أن تؤثر بك وتدفعك لقتل نفسك "
7
أحنى رأسه وهمس قلقا بعدما أفصح عن ضحكة خافتة
+
" ساذجة وغبية، تظن أن الانتحار هو الحل المناسب "
+
" أنت "
2
بادلته الصراخ بينما تقترب منه
+
" ألا أستطيع امتلاك حق الجلوس لوحدي لساعة فقط، هل كان يجب عليك المجيئ وافساد راحتي "
+
حركت بصرها على سطح الارض بغضب لتلمح صخرة متوسطة الحجم وتحملها بحركة سريعة
+
" دعني أعد تشغيل عقلك تعال، من أخبرك أنني كنت أود الانتحار، أنت الغبي، هذا مكاني المفضل للجلوس "
11
كانت تندفع نحوه، لكنه منعها مادا كلتى يديه باستسلام، وراح يحرك ناظره بينها وبين المكان التي كانت تجلس به
+
" أتقصدين أنك كنت جالسة فقط؟ "
+
زجت على أسنانها بغضت وردت
+
"نعم، وأفسدت حضرتك ذلك"
+
أرخيت عضلات أكتافه، ولانت ملامحه المنكمشة ثم همس تحت أنفه
+
"إذن ذهب خوفي وقلقي هباءا"
7
نمت على ثغره ابتسامة مستقيمة ورفع صوته مجددا
+
" حسنا عودي للجلوس، دعيني أدفعك بنفسي للأسف هيا، مماتك أفضل من حياتك، مريضة ترتاح في أعالي المباني "
4
رمت الصخرة عليه لكنه ابتعد لتسقط خلفه
+
" سأقتلك أنا "
+
راحت تجري خلفه وهو يبتعد بينما يتبدلان الصراخ
+
" ألم تحاول منعي الآن يا غبي "
+
" لا، كنت قلقا على مستقبل الأخرين "
7
"دعني أمسك فقط، وأريك كيف تخاف على مستقبلك قبل أن تخاف على مستقبل الآخرين"
+
" ممنوع تلامس بين الرجل والمرأة في ديني، لا تحاولي لمسي شوكولاتة مرة "
7
" دعني أقتلك، وأخبرهم أنه كان دفاعا عن النفس "
1
توقف بحركة سريعة وصرخ مانعا إياها
+
" توقفي "
+
فعلت ذلك تلهث تعبا ليكمل
+
" حسنا دعينا نبرم اتفاقا"
+
علت بحاجب وأنزلت آخر تعجبا ليكمل
+
" ينص على على عدم اقتراب أحدنا من الآخر وازعاجه، حتى لو كان على حافة الموت، ولا حتى الحديث معه "
2
أفصحت عن ضحكة ساخرة، ثم رفعت ابهامها اعجابا
+
" أوافق، من يخلف الاتفاق يتحمل العواقب "
4
*
*
*
+
في الأحد الاماكن الخاصة بندوات جوناثان، وحيث كان جالسا مع جماعته يتبادلون الضحكات العالية، دخل تليد بوقار، يمشي شامخ الرأس يتجه نحوه بثبات وثقة بعدما بحث عن كلوديا في كل مكان وحتى المنزل ولم يجدها
4
واصل خطواته تحت نظرات الجميع نحوه، يرمي جوناثان بنظرات تهديدية
+
تجاوز الجميع مقتربا منه، وعندما وقف أمامه خاطبه بصوت واثق ونبرة باردة
+
" سؤال من كلمتين، له جواب واحد، أين كلوديا؟ "
6
مسد جونوثان على لحيته بينما يرميه بنظرات ساخرة
+
" من أين لي أن أعلم؟، أليست زوجتك، أم أنك تترك زوجت تسرح وتمرح بكل مكان، ثم تأتي لتسألني عن مكانها؟ "
5
عض باطن شفتيه متحكما في غضبه، ثم أحكم قبضة يديه وأجابه
+
" هي حرة تفعل ما تريد لأنها زوجتي، أما عن سؤالي لك عن مكانها، فأنا أعلم جيدا أنها أتت لتقابلك بعد الذي فعلته، لذا بدون لف ودوران أين كلوديا سيد جونوثان؟ "
+
نهض بحركة سريعة مجابه إياه، يرميه بنظرات حاقدة ، وماكاد ينطق حتى أضاف تليد
+
" دعني أخبرك بشيئ إضافي، ألاعيبك هذه لن تنفع معي، لا تنسى أنني صحفي أيضا، وعملي كصحفي علمني أن أكون محققا أيضا، لذا مسألة إغماض عيني عن أفعالك القذرة، لن تستمر للأبد "
1
غمز له مستفزا وأضاف
+
" تخبرني أين هي، أو نبدأ لعبة القط والفأر؟ "
5
زج جوناثان على أسنانه غضبا، لكن لم يكن ند له، لأنه يعرف جيدا مكانته وما يتسطيع فعله لذا قال
+
" كانت هنا تتحدث كالمجانين بكلمات خرقاء، ثم ذهبت لا أدري إلى أين، وصدقني لو كنت أنوي خطفها لفعلت قبل زواجكما "
1
أشار له تليد بسبابته مهددا
+
" إن سمعت أنك أذيت شعرة منها، لن يمر الأمر على خير، تذكر ذلك "
2
التفت ذاهبا لكن قاطعه صوت جوناثان الساخر مجددا
+
" بلغ سلامي للسيدة رقية"
18
تلاشت كل ذرة صبر داخله، واندفع نحوه غاضبا ممسكا بياقة قميصه أمام الجميع، لكن لم يترجأ أحد على الاقتراب واكتفو بالتحديق فقط
+
" اسم أمي لا يحق لفمك القذر نطقه، أعدها وسينقطع "
2
دفعه بعيدا ثم خرج مسرعا بينما يتمتم
+
" أين أنت كلو أين لا تجعليني أفقد صوابي، أين اختفيت "
2
لم يقطع الأمل، وراح يعيد الاتصال بها مجددا على الأمل أن ترد، وأخيرا بعد محاولات عديدة ردت ما جعله يصرخ بقلق
+
" لماذا لا تردين على اتصلاتي، أين أنت؟ "
+
" بالمنزل "
2
لم يدعها تضف حرفا، وانطلق مباشرة نحو المنزل، دخل يتفحص الأرجاء باحثا عنها، وأول ما فعله هو الاتجاه للحديقه لأنه يعرف أنه مكان راحتها
+
وجدها تجلس على الأرجوحة، تحدق بهاتفها مشغولة الذهن، لذا أسرع ناحيتها بعدما صرخ
+
" كلوديا"
+
التفت ناحيته بقلق بعدما رأت حالته المزرية، وظنا منها أنه سيوبخها ابتعدت أكثر، لكنه اقترب يتفحص ملامحها بيده، يمرر نظراته عبر سائر جسدها وقال بقلق
3
" هل أنت بخير، أعلم أنك كنت عند والدك، هل قام بإيذائك؟ "
+
لاحظ صمتها وهي تحدق به بعينين مدمعتين فأضاف
+
" أخبريني كلو، هل أذاك؟ هل فعل لك شيئا؟ "
2
حركت رأسها رافضة تحاول كبت شهقاتها، تبلع ريقها فلم يعد بمقدورها الحديث بتلك الغصة التي التصقت بحلقها كالشوك
+
" اذن ما بك؟ لماذا اختفيت؟ حبا بالله أخبريني أنت بخير صحيح؟ "
+
وضعت الهاتف أمامه، ليظهر هو بالشاشة عندما كان يلقي كلماته الأخيرة والتي لم تستطع سماعها قبل أن تذهب لوالدها
+
"كان عليكَ أن تخبرهم أنني استغليتك، أنني السبب في كل ما حدث لك، وليس أنكَ تحبني! كان عليك أن تصمت... أو حتى تكذب. لماذا فعلت ذلك؟ لماذا تفضح نفسك أمام الجميع من أجلي"
6
اقترب منها عادما المسافة بينهما، دافنا نظراته بخاصتها لعل وعسى ينشأ ترانيم طمأنينة بقلبها
1
" لأنك امرأتي كلو، ولأنني أهواك ولن أسمح لكلمة واحدة بإهانتك أو المساس بمشاعرك"
11
استطاعت دمعة التسلل من عينيها، ربما كلماتها تبدو أنانية ولكنها تريد به خيرا، وتفضل راحته على خاصتها
+
" أنت لا تفهم! أنت لا تعرف ماذا يعني أن تكون أنا، أن تحمل كل هذا الذنب، كل هذا العبء. أنا السبب في كل ما حدث، أنا السبب في هذا الكره الذي يلاحقك"
+
اقترب منها، ممسكًا بيدها برفق
+
" توقفي أرجوك، لا تجرمي نفسكِ هكذا. ما حدث في الماضي، وما يحدث الآن ليس ذنبكِ، ولا ذنبي، لا تعيشي في ظلال أخطاء غيرك كلو "
4
سحبت يدها بعنف مبتعدة، تحرك رأسها يسارا ويمينا رافضة كلامه
+
" أنت لا تفهم! أنا من أضعفك. أنا من جعلتك هدفا لوالدي. وأنا... "
+
صمتت للحظة ثم أكملت بصوت مختنق
+
" لا أريد أن أكون نقطة ضعفك، أنا لا أستحق أن تحبني."
5
" ومن يقرر ذلك؟ أنتِ؟ والدكِ؟ العالم كله؟ لا أحد يملك الحق أن يخبرني من أستحق أن أحب. أنا من اختاركِ. وأنا من سأقف إلى جانبكِ، مهما دفعتني عنك كلو"
+
صمت للحظة يدفن نظرات ملأها الهوى يخاصتها
+
" وأيضا أنت نقطة قوتي كلو وليس ضعفي، كوني متأكدة من ذلك، أنا أقوى بك "
2
نظرت إليه والدموع تملأ أجفانها
+
" لكنني كسرتك، أذيتك..."
4
أمسك بكتفيها برفق، لكن بقوة تكفي لتثبيتها أمامه
+
" ربما، ولكنكِ أيضا من أنساني أنني كنت بلا حب قبلك كلو. حبكِ ليس سهلا، لكنه حقيقي، وأنا أميل للأشياء الصعبة إن كانت حقيقية، أريدكِ، بكل ما تحملينه من ألم وخوف وندم "
4
أخفضت رأسها، مستسلمة لدموعها وقالت بخفت
+
" ماذا لو لم أستطع أن أكون كما تريدني؟ ماذا لو لم أستطع أن أحبك كما تستحق؟، ماذا لو آذيتك أكثر "
1
أمسك ذقنها بيديه ورفع رأسها بلطف، ناظراً في عينيها بتحنان
+
"أنا لا أبحث عن الكمال، كل ما أريده هو أن أكون نصفكِ الذي يكملك."
8
صمتت على إثر كلماته المهدئة، ثم سقطت دموع أخرى لتروي خدها مجددا، ما جعله يمرر ابهامه بلطف ماسحا إياها، فجأة أمسك بمعصمها ورماها في حضنه، حاوط خصرها بذراعه مثبتا رأسها على صدره بيده الأخرى بينما يربت على شعرها، ابتسم على صوت أنفاسها المتقطعة بين ذراعيه، وبنبرة هادئة همس
1
"حتى لو كان الطريق مليئًا بالأشواك، سأمضي فيه ما دمتِ أنتِ في نهايته."
4
بقيا على تلك الحالة لمدة، ليقاطعهم نئيم آمبر التي راحت تحتك بساق تليد، ما جعله يضحك بخفت ويقول
+
" يبدو أن آمبر غارت منك "
+
اثر كلماته، ابتعدت عنه بحركة سريعة، ثم انحنت صوب آمبر تحاول طرد الاحراج التي تسببت به لنفسها
+
" ماذا يا مشاغبة، هل تغارين "
+
أشارت لها بسبابتها محذرة بسخرية
+
" انه زوجي يا هذه "
20
ضم تليد ذراعيه، وهمهم بصوت رجولي ما جعلها تغير جملتها
+
" لكني سأسمح لك بأخذه "
4
" آمبر ستغادر المنزل الشهر القادم "
+
استقامت كلوديا بحركة سريعة تناظره بتشكيك، وعندما تأكدت من ما قاله ثنت شفتيها حزنا
+
" لماذا، دعها تبقى "
3
على بحاحب وأنزل آخر بغير تصديق
+
" من كان يطابلني بإخراجها من المنزل؟ "
+
" ذلك في الماضي، أصبحت تحبني وأحبها الآن "
+
" أصبحت تحبين حيوان؟ وبادلته الشعور في وقت قصير وأنا؟ ، هل الحيوان أفضل مني؟ ، أستغفر الله، كلو ما هذا، كيف تبادلينها الحب بسرعة وأنا لا؟ "
21
" هل تغار من حيوان؟ "
+
" نعم هل لديك مانع؟ "
1
"نعم، لا تأخذها"
+
" آمبر عليها أن تعيش في مكان يلائمها"
+
ناظرت آمبر بتمعن، وكأنها تودعها، ثم بعد تفكير قالت
+
" حسنا، لكن عدني أن نذهب لزيارتها "
+
انحنى لمستواها، ثم مرر أناملها عبر خصلات شعرها الأمامية مفسدا إياها، بينما يدفن نظراته الضاحكة بخاصتها
+
" سلوان، ألا تنوين العفو عن قلبي ومبادلته الحب، كما فعلت مع آمبر أم ماذا، ما المميز فيها أخبريني "
1
استقام بثبات ثم همس
+
" لا حول ولا قوة الابالله "
+
على بصوته مجددا مشيرا لها بسبابته
+
"أصبت أقارن نفسي بحيوان بسببك"
8
ضمت ذراعها ثم ثنت شفتيها تذمرا تعلو بنظراتها نحوه
+
" من وضعني في كفة ميزان واحدة معها من قبل "
4
ابتسم بخفت على تعابير وجهها الطفولية وعادة لينحني نحوها واضعا كلتى يديه في جيب سرواله، تواصلت بندقيتيه اللتان دبج فيهما هواه، وأطياف مقلتيها الحائرتين، ثم أردف بصوت رجولي خافت
+
"كلو"
3
علت بحاجبيها استغرابا ولكنه لم ينتظر منها الرد وأضاف
+
"Θέλω ένα μωρό από σένα, πραγματικά"
+
تعني ( أريد طفلا منك، أنا حقا أريد)
23
كانت تتبع كلماته وكأنها تحفظها، وعندما كانت بصدد الرد قاطعها عندما أكمل حديثه بينما يرجع خصلات شرعها خلف أذنها
1
"Σου μοιάζει και παίρνει τη συμπεριφορά σου"
1
كانت تعني ( يشبهك، ويأخذ تصرفاتك)
2
" الترجمة لو سمحت؟ "
6
ضحك بخفت، وبحركة سريعة سرق قبلة من خدها ما جعلها تنتفض مبتعد عنه محرجة
+
" لا شيئ، فقط أحبك "
+
توردت وجنتاها وقد لاحظ ذلك، ما جعلها تبتعد ذاهبة بينما تتذمر
+
" متحرش "
7
بادلها الصراخ يحاول كبت ضحكته
+
" ألفاظك كلو، هذا المتحرش زوجك، وأنت امرأته "
5
راح يمشي خلفها بثبات مبتسما، ضاحك العينين بينما يتحدث
+
" سنذهب للعشاء خارجا الليلة جهزي نفسك "
3
*
*
*
+
داخل مدرسة الأطفال الخاصة، في مكتب المديرة حيث أسرعت حور والخوف يناشد تضاريحها صوب أبرار التي تلف ذراعها بشاش
+
انحنت صوبها تتفحص مكان الجرح، ثم أزاحت بصرها صوب المديرة
+
"ماذاحدث لها؟"
+
" آسفون سيدتي، كان حادث بينها وبين زميلها "
+
أشارت لماريو الواقف بقربها محرجا وأضافت
4
" لكن لاتقلقي هي بخير جرح طفيف "
+
رمت ماريو بنظرات جانبية ثم سألت أبرار بقلق
+
"صغيرتي هل أنت بخير؟ هل تشعرين بالألم؟"
+
"أنا بخير"
+
لحظتها سمعت صوتا رجوليا مؤلوفا من خلفها
1
"ماذا حدث؟ "
+
كان صليبا وهو يقترب منهما بثبات، لكنه تصنم في مكانه عندما التفتت ناحيته هي الأخرى، يرميان بعضهما بنظرات مستغربة
+
" سيد هيميستيد! "
+
" سيدة هارتبيور؟ "
2
همسا في نفس الوقت لتقاطعهما المديرة
+
" آسف سيد هيمستيد، لكن ابنك دفع ابنة سيدة هارتبيور أرضا، مما تسبب في جرحها "
+
تفحص أبرار بنظراته ثم حرك بصره لحور حيث راح يقارن وجه الشبه بينما، وهذا ما رآه فقد كانت أبرار نسخة طبق الأصل عن أمها
+
اتجه صوب ماريو مباشرة ثم وقف أمامه مستقيم الظهر، ضاما ذراعيه لصدره وقال ببرود
+
" أصحيح ما قالته؟ "
+
التزم الصمت ولم يتجرأ على رفع ناظره نحوه، امتلات دلاء أجفانه دموعا مما جعل صليبا يمسكه من ذراعه يحاول جره صوب أبرار
+
" هيا اعتذر"
+
امتنع ماريو عن الحراك من مكانه وعندما لاحظت حور خوفه قالت
+
" توقف "
+
رماها صليبا بنظرات جانبيه حادة، وراح يناظرها وهي تقترب من ماريو، ثم سألته بلطف مبتسمة عندما انحنت لمستواه
+
"هل صحيح ما يقولونه، هل دفعت أبرار أرضا".
+
صمت وأخذت هي جوابها لتضيف
+
" لماذا؟ "
+
صمت لثواني ثم رفع عينيه نحوها، وأعادها للأرض بسرعة، ورد بصوت مرتجف متقطع
+
" أصبح أصدقائي يحبونها وأخذتهم مني لأنها دائما الأولى بالمدرسة "
+
رفع عينيه بتردد
+
" صغيري أفهم ما تقوله، لكن هل فكرت في شعرت به أبرار عندما آذيتها؟ "
+
رفع ماريو ناظره نحوها ببطئ ورد
+
"لكنها، دائما تُظهر أنها أفضل. الجميع يحبها"
+
ابتسمت حور بخفت وكأنه لا يتحدث عن ابنتها، وضعت يدها برفق على كتفه وخاطبته بهدوء
+
" هل تعتقد أنهم يحبونها لأنها تأخذ شيئا منك؟ لا يا صغيري، هم يحبونها لأنها تعمل بجد. كما أنك أيضا محبوب، ليس لأنك الأول فقط، بل لأنك ذكي وقادر. أنتما لستما أعداء، أنتما زملاء"
+
أثرت به كلماتها، ماجعله يفكر لدقائق يمرر نظراته لأبرار. لكنه لا يزال مترددا. وهذا ما جعل حور تخرج قطعتين صغيرتين من الحلوى من حقيبتها وتضعها في يده
+
" هيا خذ هذه. واحدة لك،والأخرى قدمها لأبرار واعتذر منها ، أعتقد أنها ستسامحك فورًا"
3
نظر إلى الحلوى ثم إلى حور، بعدها التفت نحو صليبا واقف يراقبهما بصمت، هز رأسه له موافقة، ما جعله يتجه مباشرة صوب أبرار
+
" بقرة مراعي، تفضلي هذا أنا آسف، لن أعيدها "
21
استقامت حور وابتسمت بلطف، أما صليبا رغم صمته، لكنه كان يراقب تصرفاتها بذهن شاغل
+
راحت حور تناظر أبرار وماريو مبتسمة، ثم قالت بهدوء وكأنها تتحدث لنفسها
+
" أحيانا، ما يحتاجه الأطفال أكثر من العقاب، هو أن يفهمهم أحد"
+
ظل صليبا صامتا، لكن شيئ في ملامحه تغير، وكأن كلماتها تركت أثرا في داخله، ولأن زوجته كان دائمة الانشغال على ابنائها كان هو مربيهم الوحيد، لكن طريقته كانت مخالفة، ما جعل ردات فعلها تبدو غريبة له
+
اتجها بعدها لتحمل حقيبة ابنتها وتقول لها
+
" هيا لنذهب "
+
امتنعت أبرار وردت
+
" أريد انهاء حصتي، أنا بخير "
+
هزت رأسها تفهما، ومدت الحقيبة لها، لكن ماريو قاطعها معندما أخذها منها
+
" سأحملها أنا عنها "
13
التفت صوب أبرار وقال ممازحا
+
" بقرة المراعي، سأحملها فقط لأنني من تسبب لك بالجرح "
+
لطمته أبرار بخفة على كتفه
+
" ستحملها للأبد يا مزعج، لم أسامحك بعد "
13
ضحكت حور بخفت، وابتسم صليبا بجانبية رغم لانه رجل صارم موضوع ابتسامة يحدث مرة في السنة، عادا ماريو وأبرار لحصتهم، وخرجت حور قبل صليبا متجه لسيارتها، ولكن عندما أرادت تشغيلها لم تستطع، حاولت مرة ومرتين بلا جدوى
1
" ماذا حدث لك، كنت بخير صباحا "
+
خاطبت سيارتها تذمرا
+
" هيا اشتغلي سأتأخر "
+
لحظتها سمعت طرقا على زجاج النافذة فالتفت نحو المصدر، كان صليبا المنحني ناحيتها عندما لاحظ جدالها مع سيارتها
+
أنزلت الزجاج وسألت
+
" ماذا؟ "
+
أشار لسيارته وأجابها
+
" أملك سيارة كما تعلمين، وأنا مدير الجامعة التي تدرسين فيها، هذا لتتذكير فقط، لذا يمكنني توصيلك "
+
دون تردد هزت رأسها رفضا قاطعا
+
" لا شكرا "
+
هز كتفه باهمال واستقام، وظنا منها أنه ذاهب راحت تحاول تشغيل سيارتها مجددا، لكنها تفاجئت به يرفع غطاء السيارة الامامي ما جعلها تخرج رأسها من النافذة وتسأل
+
" ماذا تفعل؟ "
2
ظهر طرف من وجهه خلف الغطاء وقال بثقة
+
" أنا متعدد الخدمات، بالإضافة أنني مدير، أنا طباخ ماهر وميكانكي جيد "
17
اختفى من أمام ناظرها وظهرت يده المبسوطة
+
" خمس دقائق وأصلحها "
2
راح يحرك بصره عبر المحركات ثم عاد نحوها وسأل
+
" أين أغراض الصيانة؟ "
+
" في خلف "
+
" حسنا افتحيه "
+
ضغطت على الزر وفتحته، لياخذ علبة صغيرة ويعود لإكمال ما يفعله
+
أما هي حملت هاتفها واكتفت بتمرير أناملها عليه، منتظرة وقت انتهائه، ليقاطعها صوته مجددا
+
" ابنتك تشبهك سيدة حور، لم تأخذ شيئا من والدها "
+
كان يلعب بالكلمات ليأخذ الصحيح منها، لكنها اكتفت برد بصوت خافت، بغية عدم اكثار الحديث معه
+
" شكرا لك"
+
" هل لنا بشرف لقاء زوجك سيدة هارتبيور، أو ما هو اسمه لنناديك به"
8
لم يسمع صوتها، لذا ظن أنها تتجاهله، واتخذ من الصمت جليسا له، ليكمل تصليح السيارة، أما هي كانت تبلع ريقها بصعوبة، محاولة منها للتحكم بتلك الغصة في حلقها، والدموع التي تستوطن عينيها كلما ذكر اسمه، فكلما ذكرت سيرته، مر شريط حياتها معه، لينسج وهن حب بدأ ولم يكتمل، حب لم يقدر له أن يستمر للأبد
1
بعد خمس دقائق تقريبا قال
+
" قومي بتشغيل المحرك "
+
فعلت ذلك ليشتغل أخيرا، ما جعله ينفض يديه ويغلق باب السيارة، أعاد علبة الصيانة لمكانها ثم وقف أمامها، ورغم ملامحه الباردة، لكنه قال ممازحا بينهما يريها ذاك الاسود الذي تلطخت به يده وملابسه
+
" حسنا، اتسخت بسبب سيارتك، أظنني أحتاج لتعويض "
1
التفتن نحوه، فلاحظ روحها المنطفئة بملامحها، وبريق الدموع بمدمعها ما جعلته يعلو بحاجبيه استغرابا لكنه لم يتجرأ على السؤال
+
أما هي فاكتفت بهزة رأس متفهمة تحاول اخفاء ما بداخلها بقناع الابتسامة ذاك
+
" شكرا لك، جزاك الله خيرا "
+
انتهى
9
رأيكم بالفصل والأحداث؟
13
مو قادرة اكتب اسئلة تانية مهم لي بدكم ياه قولوه هون وخلص. مكنسلة. 🥲
5
مهم فصل جاي جايتكم مفاجئة 🫣 خاصة بموضوع ذهابهم للمطعم
10
تفعالووو ما تحتاج اعادة كلام صحيح؟
+
وكمان ما راح حط شروط، لانو شغف ميت، وفصل قادم اعشروني راح يطول شوي لاني مضغوطة
9
الى اللقاء نلتقي في الفصل القادم.
7
دمتم في رعاية الله وحفظه
5
