اخر الروايات

رواية انقضاض الاسود الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم ندي محمود

رواية انقضاض الاسود الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم ندي محمود 


( انقضاض الاسود )

_ الفصل الثامن والثلاثون _

صعد بسيارته منطلقاً بها عائداً نحو المنزل لاحظ ملاحقة احد السيارات له من الخلف منذ خروجه من المحكمة .. نظر فى مرأة السيارة العاكسة بنظرات مرعبة بعض الشئ ..... سلك عدة طرق مختلفة حتى يتأكد من ملاحقتها اياها ان كانت بالفعل تلاحقه ام لا ولكنها تلاحقه فعلاً ، اوقف السيارة فى احد الشوارع الصغيرة شبه مهجورة من الناس وتمطع بعنقه للجانبين فى نظرات شرسة ثم ترجل منها دلف الى ذلك الشارع وقبل ان يتبعه ذلك الشاب المجهول اختبئ هو فى احد جوانب ذلك الشارع متربصاً له كما يتربص الاسد لفرسيته ... وجده يتلفت حوله يميناً ويساراً فى ذلك الشارع باحثاً عنه بنظرات متفحصة ومدققة .. خرج هو وتمتم فى ابتسامة ساخرة :
_ ايه هو انت بتدور عليا ولا ايه !؟

بمجرد رؤيته الشاب اياه اخرج سلاح من جيبه بنظرات كارهة وحاقدة وهم بأن يضغط عليه ولكن بحركة ماهرة منه كبل يديه الاثنين خلف ظهره وقذف ذلك السلاح من يده .. وجه له ضربة قوية فى ظهرهه بقدمه فسقط هو على اثرها متألماً يصدر تأوهات مرتفعة .. كان شاباً فى مقتبل عمره لم يتعدى 20 عاماً !! ... انحى اليه وامسك فكيه بقبضة يده وهو يهمس فى خفوت مخيف :
_ اكيد تبع سامح **** مش كده

دفع ذلك الشاب يده عنه بعنف وهو يهب واقفاً ويهتف بنظرات تحمل البغض والكره :
_ اهاا بس مش واحد من رجالته بقى المرة دى ابنه !!

ظهرت قسمات الدهشة والتعجب على محياه وهو يرمقه بنظراته الثاقبة فتابع هو ساخراً :
_ ايه مصدوم كده ليه انا جاى علشان اخد حق ابويا انا مليش غيره وهيتعدم دلوقتى بسببك

اصدر مصعب تنهيدة حادة فى وجه متهجم ثم رتب على جانب عنقه ناصحاً اياه بنظرات حادة :
_ واضح عليك انك صغير لسا خليك بره المواضيع دى علشان متبقاش نهايتك زى نهاية ابوك ولو تعرف اللى عمله ابوك ده سعتها هتقول انه يستحق الاعدام ده

مازالت نظراته المبغضة والساخطة تجاهه بينما هو بادله اياها بنظرات جامدة ثم استدار وسار مبتعداً عنه ولكن استوقفته تلك الرصاصة الذى اخترقت جسده وذراعه بالتحديد !! ... امسك بذراعه واصدر تأوها داخلى فى ألم شديد فألتفت خلفه نحوه فتمتم ذلك الشاب قائلاً فى برود ومشاعر ميتة :
_ ده حق الحرقة والالم اللى حاسس بيها دلوقتى

ثم استدار وغادر راكداً قبل ان يراه احد بينما هو ظل واقفاً ممسكاً بذراعه يصدر أنات داخلية من ذلك الالم الذى يشتد عليه ! ... استدار وتحرك فى ثقل عائداً نحو سيارته صعد بها واتجه بها نحو احد المستشفيات القريبة ............................

***
تمتمت سندس متسائلة فى استغراب :
_ امال مصعب راح وين يارؤية

اجابتها رؤية نافية بوجه عابس :
_ معرفش ياعمتى والله صحى الصبح وفى حد كلمه ونزل علطول قالى مشوار سريع وهرجع !!

سندس فى نبرة شبه قلقة :
_ طاب رنى عليه يابتى شوفيه وينه

أومات رأسها لها يإيجاب ثم امسكت بهاتفها واجرت اتصال به .. وضعت الهاتف على اذنها تستمع الى صوت الرنات منتظرة اجابته ولكنه لم يجيبها ، انزلت الهاتف من على اذنها وهى تهمهم بعبوس فى يأس :
_ مش بيرد !

اجابتها سندس فى دفئ محاولة طمئنتها :
_ متجلجيش يابتى تلاقيه مش فاضى ولا حاجة هو مش جالك مشوار سريع وراجع خلاص يمكن جاى

لوت فمها فى احتقان بضيق واضح من تصرفه ذلك خروجه من دون ان يقول لها الى اين او على الاقل يجيب على هاتفه !!

غمغمت سندس فى ابتسامة عذبة فى مكر دفين :
_ جوليلى عاد انتو عاملين ايه مع بعض انا ملاحظة ان علاقتكم الفترة دى زى الفل مش اكده

ابتسمت لها وتمتمت فى صوت رقيق ووجه واضح عليه السعادة :
_ فعلاً هو مش اوى يعنى بس الحمدلله هو كفاية ان معاملته مبقتش زى الاول

ظهرت قسمات السعادة على محياها وتنهدت بارتياح وهى تتمتم :
_ طاب زين الحمدلله ربنا يسعدكم يابتى وعقبال ما اشيل عيالكم قريب ان شاء الله

تقوس فمها بابتسامة بسيطة خجلة بعض الشئ وشردت فجأة متذكرة احد المواقف لهم عندما كانت هى تبلغ من العمر 12 عاماً وهو 17 عاماً تقريباً .......

رؤية فى خنق واضح :
_ انا بشوفك بتعامل مودة وبتول معاملة خاصة يامصعب غير اى حد ده لو طلبوا منك اى حاجة بتجبيها ليهم !!

ابتسم لها ثم تمتم موضحاً الامر له ببساطة :
_ انا بحب الاطفال بعدين بضعف قدامهم مقدرش طفل يطلب منى حاجة ومجبهلهوش

أومات رأسها له بتفهم ثم تمتمت فى عفوية :
_ اول مرة اعرف انك بتحب الاطفال !؟

اجابها فى هدؤء مبتسماً :
_ اديكى عرفتى ياستى

انتشلها من شرودها جلوس بتول بجانبها ومن الناحية الاخرى حياة فهتفت بتول فى مداعبة :
_ يامدام انا ليا ساعة بكلمك ايه مالك

حياة فى خبث بمشاكسة :
_ سبيها يابتول سبيها خليها تعيش يومينها !

رمقتها بنظرة شرسة مغتاظة فهقهت كل من بتول وسندس فى خفة انضمت اليهم مودة وهى تتمتم فى ابتسامة مرحة :
_ بتضحكوا على ايه ضحكونى معاكم

بتول فى وجه مشرق :
_ تعالى بنغلس على رؤية شوية

جلست الى جانبهم وهى تتمتم فى حماس شديد :
_ انا بحب اغلس اوى على فكرة بتغلسوا عليها فى ايه بقى علشان اكمل مهمتكم !!

ظهرت ابتسامة واسعة على ثغر رؤية ابتسامة صافية ..................

ارتفع صوت ليث وهو يصيح منادياً على بتول من الغرفة بأعلى فأنتصبت هى فى جلستها من أثر صوته وهبت واقفة متجهة نحوه مسرعة فهتفت حياة ضاحكة :
_ شكلها عملت مصيبة !

***
فتحت الباب ودلفت اليه وجدته يقف امام خزانته وكأنه يبحث عن احد قطع ملابسه فهتفت متسائلة :
_ فى ايه ياليث

اجابها فى وجه غاضب ونبرة محتقنة :
_ فين القميص الاسود

رمقته بنظرة ممتعضة وتقدمت نحوه وهى تدفعه من امام الباب وتتمتم فى ضيق :
_ انت عامل ده كله علشان القميص سرعتنى بصوتك .. اهو القميص ياخويا !!

قذفته فى وجه بغيظ فأجابها ضاحكاً مداعباً اياها :
_ طاب براحة طاب ليه المعاملة دى

بتول فى اقتضاب :
_ براحتى !!

قذف القميص على الفراش بعدم اكتراث واقترب منها محاوطاً اياها بذراعيه وهو يجذبها اليه قائلاً فى ابتسامة رائعة بلؤم :
_ ياسلام ، مابلاش براحتى دى لاحسن انتى عارفة !

اجابته نبرة رقيقة :
_ طيب ابعد بقى

غمغم فى مكر مستمتعاً :
_ لا !

بادلته نظرات المكر ولكن سرعان من تحولت تلك النظرات الى نظرات متصلبة وقد اتسعت مقلتى عينها وشحب وجهها وهى تهتف قائلاً فى تألم واضعة يدها على احشائها :
_ أاااااه

ابتعد عنها سريعا وحدقها بنظرات مندهشة وهتف مرتعداً :
_ فى ايه يابتول مالك !

اجابته فى تألم ونبرة متشنجة :
_ مش عارفة ياليث ألم فظيع أاااااه

اجابها مسرعاً فى قلق و فزع واضح :
_ طيب البسى يلا علشان نروح للدكتور

انتصبت فى وقفتها فجأة وكأنه شئ لم يكن وهى تتمتم ببرود وخبث :
_ لا ملوش لزمة خلاص راح الالم

كانت نظراته لها لا توصف يكاد يفترسها بنظراته الساخطة والمغتاظة فأصدرت ضحكة مرتفعة وهى تهتف :
_ معلش ياحبيبى تعيش وتاخد غيرها !

ليث فى خنق بنظرات مفترسة :
_ اطلعى بره يابتول

اجابته بتصنع عدم الفهم بابتسامة بلهاء :
_ ليه بس ياحبيبى !؟

هتف فى نظرات حادة :
_ بقول بره

ارتفعت ضحكتها المتأججة وهى تهتف قاصدة اثارت غضبه :
_ ياقلبى اتخض يلا معلش مش مشكلة !

ظل يحدجها بنظراته تلك فهتفت هى من بين ضحكاتها :
_ خلاص طالعة اهو !

***
مرت ساعات عديدة حتى ارتفع صوت المساجد بأذان العصر .. اخذت تردد وراء الاذان فى هدؤء تام وفور انتهائه نهضت من فراشها واتجهت نحو المرحاض وتوضأت وبدأت فى اداة فرضها بخشوع تام ...................
جلست على فراشها بعد انتهائها وقسمات العبوس والحزن بادية على وجهها فلم يعود حتى الان ، ظلت منتظرة اياه كما قال لها ليتناولوا الفطار معاً ولكنه لم يأتى !! .... امسكت بكتاب القرأن الكريم وبدأت بتلاوته فى صوت عذب ورخيم ... مرت مايقارب النصف ساعة حتى وجدت من يفتح الباب ويدلف منه ، التفتت ناحية الباب فوجدته هو وضعت كتاب القرأن الكريم بجانبها على الفراش ونهضت وهى تتمتم بنظرات واضح عليها الحزن :
_ ليه اتأخرت كده !؟

لم يجيبها بل اجابها بسؤال اخر ! بعد ان جلس على الاريكة :
_ فطرتى ؟

هزت رأسها له نافية وهى تتمتم بخفوت :
_ لا كنت مستنياك !

اعتدل هو فى جلسته وهو يجاهد فى تحريك ذراعه فانتبهت الى نقاط الدماء على قميصه تقدمت نحوه وازاحت السترة الذى يضعها على كتفيها وعندما رأت ذراعه المضمد مكان الجرح فشهقت بفزع وهى تهتف فى زعر :
_ ايه ده .. حصل ايه يامصعب !

تمتم فى هدؤء مشجع :
_ مفيش حاجة ! ، انا كويس

صاحت به فى انفعال :
_ مفيش حاجة ازاى ، انت كنت فين ومين عمل كده

مصعب فى نظرات ثاقبة وقوية :
_ قولتلك كويس يارؤية خلاص بقى

رؤية فى أسى :
_ طيب ممكن تقولى حصل ايه حتى ومين اللى عمل كده !؟

اجابها فى خشونة وهو يشد عضلاته ويعتدل فى جلسته ليبدو اكثر شموخاً وجاذبية :
_ اللى عملها عملها وخلص الموضوع خلاص انا تعبان ومش حامل كلام يارؤية

حدقته بنظرات منكسرة فى شجن دفين فشعرت وان الدموع ستتجمع بمقلتيها فنهضت من جانبه وغادرت الغرفة بأكملها ... اصدر هو زفيراً حاراً فى خنق شديد واعتدل فى جلسته منحياً للامام قليلاً واضعاً رأسه بين راحتى يديه وهو يردد مستغفراً ربه ..............................

***
هبطت الى اسفل وجلست فى حديقة المنزل على احد المقاعد والعبارات متجمعة فى مقلتيها وجدت سيارة اخيها ترتص ويترجل منها فجففت عينها سريعاً حتى تمحى اثار عبراتها اقترب منها وتمتم فى خفوت هادئ :
_ عاملة ايه ياحبيبتى ؟

اجابته رؤية فى ابتسامة مصتنعة :
_ الحمدلله ياحبيبى ايه فى حاجة ولا ايه

اجابها فى هدؤء مبتسماً :
_ لا مفيش بس كنت جاى عايز اتكلم مع مصعب بخصوص حياة

رمقته مستغربة فى تعجب وتمتمت متسفهمة :
_ حياة !! .. ليه !؟

فهد فى ابتسامة واسعة ومشرقة :
_ هطلب ايدها !!

ظهرت ابتسامة رؤية على ثغرها برغم الكأبة المهيمنة عليها وهتفت فى حماس :
_ بجد ... بس حياة انت عـــ .......

اجابها مقاطعاً فى حزم :
_ متقلقيش حياة انا مطمن فيها على ضمانتى

رؤية فى تمنى بوجه سعيد :
_ يااارب ... يافهد ربنا يسعدك ياحبيبى

قبل رأسها فى حنو وهو يغمغم :
_ امين ياروحى

لمحوا مصعب الواقف على شرفة غرفته فأشارا له فهد بيده ان يهبط له ...................

هبط لهم فحملقت به رؤية فى نظرات قوية وغادرت المكان فوراً تاركة لهم ساحة المكان ......
مصعب فى تسائل :
_ ايه يافهد خير

فهد فى هدؤء مشجع :
_ خير ان شاء الله اقعد علشان نتكلم على رواق

جلس على احد المقاعد وجلس هو قباله فبدأ بالحديث قائلاً متشجعاً بحرارة الحديث :
_ مصعب انا عايز اطلب ايد حياة

حدجه بصمت للحظات قصيرة فهتف فهد فى اندفاع :
_ مصعب رد عليا ادينى اى رد موافق ولا لا

اصدر تنهيدة قوية وهو يزفر بشدة ثم تمتم بصوت رزين وحاد :
_ فهد انت عارف حياة ايه بنسبالى هى وصفا و....

اصظر زفيراً حاراً فى خنق وتمتم فى سخط شديد :
_ عارف يامصعب عارف كويس اوى انا حياة مستحيل اكسرها فى يوم مع ان الكلام ده كان المفروض انا اللى اقوله ليك نفترض انى اتجوزت حياة وعملت معاها زى مابتعمل كده مع رؤية هتعمل ايه رد فعلك انا وانت عارفينه كويس يبقى انا لو زيك بقى كان زمانك انت ورؤية مطلقين من زمان

حدق بها فى صمت بنظرات شبه ضعيفة وعاجزة فأصدر تنهيدة حارة فى جدية وهو يقول :
_ المهم ده مش موضعنا دلوقتى موافق ولا لا

اخذ نفساً عميقاً واخر زفيراً حاراً على تمهل وهو يتمتم فى ابتسامة ضعيفة :
_ اكيد موافق يافهد علشان عارف انى مش هلاقى احسن منك لاختى وعارف كويس انك هتحافظ عليها وتصونها

ظهر شبح ابتسامته الواسعة على محياها وسرعان ما عانقه فى حرارة بسعادة .......................

***
فى مساء ذلك اليوم ....................

دلف الى الغرفة وجدها جالسة على الفراش وهى تقرأ بكتاب القرأن الكريم بخشوع ، نزع سترته عنه وبدأ فى تبديل ملابسه ثم اتجه نحوها وجلس بجوراها فأغلقت هى كتاب القرأن الكريم وتمتمت فى خفوت:
_ صدق الله العظيم

ردد خلفها ما قالته ثم غمغم فى صوت رخيم :
_ مالك من الصبح كده !؟

هزت كتفيها وهزت رأسها بالنفى وهى تتمتم فى ضيق واضح :
_ مفيش حاجة !

رفع احد حاجبيه وهو بغمغم باستنكار :
_ ولما هو مفيش حاجة بتتكلمى كده ليه !!؟

رؤية بنبرة محتقنة :
_ قولتلك مفيش حاجة يامصعب عادى زى عادتى يعنى

شعرت باقترابه منها اكثر وهو يتمتم بنظرات دقيقة :
_ انتى مدايقة علشان الصبح ؟!

اشاحت بوجها عنه وهى تزفر فى استياء واضح فتابع هو شبه مبتسماً :
_ انا كنت متعصب الصبح حقك عليا معلش !!

صاحت به فى انفعال :
_ متقولش معلش !!

هتف متسائلاً فى خشوع :
_ ليه !؟

هتفت رؤية فى غضب واضح :
_ كده متقولهاش مش معلش دى هى اللى هتحل الامور كلها يعنى

جذبها الى صدره ضاماً اياها وهو يتمتم فى ابتسامة قاصداً اغاظتها :
_ ماقولتلك حقك عليا خلاص بقى معلش !

ابتعدت عنه وهى ترمقه بنظرات نارية وشرسة فأصدر ضحكة بسيطة رجولية وهو يتمتم قائلاً فى صوت رجولى جذاب :
_ طيب خلاص ، بعدين انتى المفروض تكونى اتعودتى على طبيعتى يعنى

اجابته بأعين دامعة ونبرة متحجرة :
_ وانت ليه متتعودش عليا يامصعب هاا ليه متتعودش انا كمان ليا طريقتى وطبيعتى ليه دايما بتتعمد تدايقنى وتقهرنى ليه مبتحاسبش على كلامك معايا انا انسانة زى زيك والله وبحس تعبت من كتر ما انت تزعق وتقهرنى وانا استحمل واسكت !

قبل جبينها قبلة مطولة وهو يتمتم فى خفوت حانى ونبرة شبه منكسرة وقد جذبها الى اجضانه واخذ يمسح على شعرها :
_ استحملينى يارؤية يمكن انا شخصيتى صعبة بس انا كده معرفش اغير من طريقتى بحاول اغير منها على قد ما اقدر بس فى حجات مقدرش اغيرها

لمست نبرة الحنو فى صوته فأبتسمت تلقائى له وابتعدت عنه وهى تتمتم مداعبة :
_ هستحملك وامرى لله اللى خلانى استحمل ده كله مش هستحمل ده !

ابتسم لمداعبتها وهو يتمتم فى صوت رجولى خشن بعض الشئ ممزوج بمداعبته :
_ قولى لنفسك !

زمت شفتيها للامام فى امتعاض فوجدته ينحنى اليها ويلتهم شفتيها فى قبلة عاشقة ، مشتاقة !! ............................

***
فى صباح اليوم التالى ...............

طرق الباب عدة طرقات فسمع صوتها يسمح له بالدخول ، دلف اليها واغلق الباب خلفه ، تقدم نحوها بخطواط واثقة ثم جلس بجوارها على الفراش فتمتمت هى فى استغراب وهى تقطب حاجبيها :
_ فى حاجة ولا ايه يامصعب !؟

مصعب بنبرة خشنة :
_ فهد كلمنى امبارح متقدملك موافقة ولا لا

اخذ قلبها يرقص فرحاً ويعلن عن دخول السعادة اليه مجدداً ولكنها شعرت بالتوتر امام اخيها فهى طبيعى تشعر بالتوتر فى مواقف مثل هذه ، غمغمت فى اضطراب :
_ اللى تشوفه يامصعب

ارتفع احد حاجبيه وهو يتمتم بنبرة شبه لئيمة :
_ حياة بلاش الحركات دى انا فاهمك كويس وعارف انك ما مصدقتى فقولى موافقة وخلصى الموضوع

حياة فى هدؤء بتوتر بسيط :
_ وايه هيفيد موافقتى لو انت مش موافق

مصعب فى صلابة :
_ انا موافق ، وبعدين انا لو مش موافق هاجى اسألك ليه من اساسه !!

حملقت به فى صمت بأعين زائغة فوجدتها يمسك وجهها بين كفيه وهو يتمتم فى حنو وصوت خاشع :
_ حياة انتى عارفة انا بحبك ازاى دونن عن صفا وليث انا مهما اتعصبت عليكى بيبقى بسبب خوفى عليكى مش عايزك تخافى منى كده اتكلمى وواجهينى من غير خوف

ظهرت ضحكة عذبة فى عينيها وهى تحملق به ثم عانقته بشدة وهى تتمتم فى صوت رقيق :
_ ربنا يخليك لينا يارب ياحبيبى وميحرمناش منك

رتب على ظهرها بنعومة ثم ابتعد عنها عندما وجد هاتفه يعلن عن اتصال من احد رجاله فغادر الغرفة فى جمود تام واجاب على الهاتف قائلاً :
_ الو

اجابه الرجل فى ابتسامة مشرقة :
_ انا قولت لازم اقولك الخبر ده ياباشا مقدرتش استنى ، سامح خلاص اتعدم

تنهد تنهيدة حارة فى ارتياح ثم تمتم بابتسامة انتصار :
_ تمام ، اسمع بقى هو فى معاه ولد عايزك تجبلى قراره وتعرفلى اذا كانت امه عايشة او لا ومعاه اخوات تانى ولا لا وتقولى فاهم

اجابه الرجل فى إيجاب بنبرة رسمية :
_ تحت امرك ياباشا

***
دلفت صفا من باب المنزل فوجدت عمتها تجلس على احد المقاعد وتقرأ فى كتاب القرأن الكريم بمجرد ما رأتها وضعت الكتاب بجوارها وركد نحوها مالك معانقاً اياها فبادلته العناق فى حنان ..............

صفا فى ابتسامة صافية وهى تجلس بجانب عمتها :
_ عاملة ايه ياعمتى ؟

سندس فى نبرة رزينة :
_ الحمدلله زينة يابتى عاملة ايه انتى ؟

اجابتها فى ابتسامة واسعة :
_ الحمدلله زى الفل

بادلتها سندس الابتسامة وهى تتمتم فى تفهم :
_ ايه مالك اكده حصل ايه !؟

صفا فى وجه مشرق :
_ اصلى من يومين كده عرفت انى حامل

سندس بسعادة :
_ صح ! .. فرحتينى والله ربنا يتمملك على خير ياحبيبتى

هتفت فى تمنى :
_ اميين ياعمتى ادعيلى والنبى ... امال فين الكل ايه نايمين لغاية دلوقتى ولا ايه !!؟

سندس فى هدؤء بنبرة عادية :
_ حياة نزلت جعدت شوية وبعدين طلعت ومودة فى المطبخ بتعمل اكل ليها اما ليث وبتول ومصعب ورؤية شكلهم نايمين لسا

فغرت شفتيها بدهشة ممزوجة بالمكر :
_ مصعب نايم لغاية دلوقتى !! ... لا لا ده الجواز غيره اوى او خلينا نقول رؤية افضل مش الجواز !!

وجدته يهبط على الدرج وهو يتمتم فى صوت رجولى قوى :
_ مالها رؤية !؟

صفا فى ابتسامة خبيثة وهى تحول نظرها بينه وبين عمتها :
_ ملهاش !

تقدم نحوهم وهمهم فى هدؤء تام :
_ عاملة ايه ياصفا

اجابته مبتسمة :
_ الحمدلله تمام ياحبيبى

سندس فى نظرات فرحة :
_ جات عاد تخبرنا بالخبر الحلو ، اصلها حامل

رمقها فى اعين مبتسمة ثم انحنى اليه وقبل رأسها فى حنو وهو يتمتم :
_ مبروك ربنا عوضك اهو خدى بالك من نفسك بعد كده

أومات رأسها له فى نظرات محبة فوجد مالك يخرج من احد الغرف ويركد نحوه وهو يصيح فى سعادة :
_ خالو ، خالو

حمله على ذراعيه وقبله من وجنتيها فهتف الصغير مسرعا فى عفوية :
_ خالو انا عايز شيبسى ماما مش بترضى تخلينى اكله

اجابه شبه مبتسماً :
_ طيب يلا بينا

مالك فى براءة بخوف بسيط :
_ طاب وماما هتضربنى لما نروح البيت

اجابه فى نبرة مداعبة وهو يحمله ويتجه به الى الخارج :
_ ماما مين دى !! .. لو قربتلك بس ابقى كلمنى

***
غادرت مودة المنزل متجهة الى الحديقة بالخارج وهى تحمل فى يدها كوب شاى ومعه قطع من العيش المحشو ، فأصدمت بمؤيد وهى فى طريقها الى مقعدها رفعت نظرها له وجدته متصلب وهو ينظر لها مبتسماً فصاحت به فى اندفاع :
_ ايه الغلاسة دى يامؤيد افرض الشاى اتكب عليا دلوقتى اتسلق بسببك

مؤيد فى مداعبة قاصداً استفزازها :
_ مابلاش الحركات دى قولى انك هتدايقى على الشاى اصلا مش على نفسك علشان هتكسلى ماتعملى تانى

اجابته مبتسمة فى تلقائية بعفوية شديدة :
_ ايه ده عرفت ازاى !!

اصدر ضحكة مرتفعة متاججة وهو يهتف من بين ضحكاته :
_ هبلة والله .. طاب بقولك ايه ماتجيبى شوية من الشاى ده بما ان ربنا ستر يعنى ومتكبش

اجابته فى نظرات باردة بتبرة مستفزة :
_ ايدى كانت وسخة وفيها تراب وطين وحالتها بلا !!!!!!

اغمض عينه فى غيظ واضح ثم تمتم بنبرة مشمئزة فى اغتياظ :
_ الله يقرفك على الصبح غورى من وشى

ارتفع صوت ضحكاتها وهى تهتف قائلة :
_ احسن علشان تغلس عليا تانى

مؤيد فى جدية بسيطة :
_ طيب غلاسة بغلاسة بقى اعملى حسابك ان فرحنا الخميس الجاى

صاحت فى صدمة قائلة :
_ نعم !!!

غمغم فى هدؤء :
_ ايوة هو مصعب مقالكيش ولا ايه شكله نسى ، اتكلمت معاه واتفقنا على الفرح انه هيبقى الخميس الجاى حتى والدتك عارفة على ما اعتقد

مودة منفعلة :
_ يعنى كلكم عارفين وانا اخر من يعلم ايه هتقولولى قبل الفرح بيوم .. بعدين مين قال انى موافقة ان يبقى الخميس الجاى لسا بدرى

مؤيد فى نظرات شبه لئيمة :
_ لسا بدرى ايه يامودة بعدين انا قولتلك انى مش هقدر اصبر اكتر من كده ، انتى على اعتقد مجهزة كل حاجة يعنى ملكيش حجة بقى

مودة فى توتر شديد ممزوج بالخجل :
_ لا الخميس الجاى قريب اوى مش هينفع

اجابها فى نظرات اكثر خبثاً :
_ ليه مش هينفع !!

اجابته فى ارتباك واضح :
_ انا هبقى اتكلم مع امى فى الموضوع ده

ثم استدارت وانصرفت فوراً من امامه !! ............

***
كان يرتدى ملابسه ويستعد للخروج ، لاحظ وجهها الشاحب وعينيها الذابلتين ، وجدها تتحرك فى الغرفة بثقل شديد وبطئ وكأنها لا تستطيع المشى والوقوف على قديمها فهتف فى قلق بسيط :
_ مالك يابتول !؟

بتول فى صوت ضغيف ومتعب :
_ مش عارفة ياليث دايخة من الصبح كده ومش قادرة اقف حتى على رجلى

ليث فى نبرة مهتمة :
_ طيب ريحى على السرير ونامى

تحركت خطوة للامام فشعرت بدوار شديد توقفت فوراً واحنت رأسها الى الاسفل واضعة قبضة يدها على جبينها ، عندما وجدها هكذا ازداد قلقه اكثر فأتجه نحوها فقط وبمجرد ما اقترب منها كانت هى قد اختل توازنها واغضمت عينها كانت على وشك ان تسقط على الارض لولا ان لحق بها وحملها على ذراعيه .... وضعها على الفراش فى حرص وحاول افاقتها فى فزع وهلع ، بعد محاولات عديدة حتى بدأت تفتح عينها رويداً رويداً ، فهتف هو سريعاً فى لهفة :
_ بتول انتى كويسة ياحبيبتى

وضعت يدها على رأسها وهو تتمتم فى صوت خافت :
_ اه بس حاسة بدوخة شوية

صاح بها فى انفعال بحدة :
_ لازم هتحسى بدوخة اذا كنتى مش بترضى تاكلى زى الناس وبقعد اتحنس فيكى علشان تاكلى انتى شايلة طفل دلوقتى لازم تاكلى وتغصبى على نفسك

بتول فى صوت مجهد :
_ باكل والله ياليث

اكمل بنفس نبرته :
_ مش بتاكلى وحتى لو اكلتى بتاكلى الحجات اللى مش مفيدة ، من هنا ورايح كل اللى هجبهولك هتاكليه غصب عنك فاهمة

أومات رأسها له باستسلام فى ارهاق وهى تهمهم :
_ حاضر

هب واقفاً وتمتم فى نبرة رجولية هادرة :
_ هقوم اجبلك حاجة تاكليها دلوقتى قبل ما امشى ويارب اشوفك بتقولى مش عايزة !

***
فتح الباب ودلف الى غرفته فهرولت هى نحوه وهى تهتف فى لهفة :
_ كويس انك جيت كنت مستنياك الضهر خلاص هيأدن

اجابها فى هدؤء بتعجب :
_ وايه يعنى !

رؤية فى نبرة جادة بخفوت رقيق :
_ النهردا الجمعة انا كنت متعودة دايما انى اروح اصلى الجمعة فى الجامع وليا زمان اوى مروحتش نفسى اروح تعالى نروح انا وانت علشان خاطرى

اجابها بدون تردد فى جدية مماثلة لها :
_ طيب روحى البسى يلا واتوضى

ابتسمت له ابتسامة نقية فى نظرات عشق ثم استدارت وهرولت نحو الحمام فوراً ..............
بعد مرور ساعات عديدة كانو قد انتهو من الصلاة ، ظل واقفاً امام سيارته منتظر خروجها ، فخرجت وارتدت حذائها واتجهت نحوه ، صعدت بالسيارة بجانبه واستقل هو كذلك بالسيارة بالمكان المخصص للقيادة .... مرت لحظات فى صمت حتى هتفت هى فى تردد :
_ مصعب !!

اجابها قائلاً :
_ نعم

رؤية فى عفوية :
_ نفسى فى شيكولاتة وايس كريم وشيبسى من الاخر كده عايزة تشكيلة حلويات !!

رمقها بنظرة جامدة فهتفت فى تهكم بامتعاض :
_ متبصليش كده انا اصلا كنت متوعدة انى كل يوم والتانى اشترى زى كده

اجابها مبتسماً :
_ ايه هو انتى كل حاجة كنتى متعودة عليها ولا ايه !

بادلته الابتسامة وهى تهتف فى تلقائية :
_ ايوة اعملك ايه انا من يوم ما اتجوزتك فى حجات كتير اتمنعت منها فلميش دعوة بقى هتجبلى يعنى هتجبلى دلوقتى

ازدادت ابتسامته اتساعاً وهو يتمتم :
_ طيب

اوقف السيارة امام احد المحلات وترجل منها ، ثم عاد بعد دقائق قصيرة وهو يحمل بيده كيس ممتلئ بالحلوى ، جذبت من يده الكيس سريعاً عندما وجدته يحتوى على الكثير من الحلوى وهتفت فى سعادة طوفلية :
_ الله !
اخرجت احد اكياس الشيبسى وبدأت بتناول محتوياه ، حرك هو محرك السيارة وانطلق بها ، امسكت بقطعة منه ووضعتها فى فمه فنظر لها مبتسماً وهو يتمتم :
_ انا لو معايا مالك مش هيعمل كده فى ايه يارؤية اهدى مش محرومة للدرجادى يعنى مش قادرة تصبرى لغاية مانوصل البيت

هزت رأسها نافية وهى تتمتم بجدية وهى تتناوله باستمتاع :
_ لا مش قادرة !!

ثم مدت يدها اليه بقطعة اخرى وهى تتمتم فى هدؤء :
_ خد حلو اوى والله !

اقترب من يدها وتناولها منها بابتسامة رائعة ونظرات عاشقة ! ................

***
مرت الايام سريعاً فكان كل من حياة وفهد يجهزان الى زفافهم وكذلك مودة ومؤيد والعلاقة بين مصعب ورؤية كما هى هادئة وسعيدة لم تختلف كثيراً ، حتى جاء يوم المنتظر حيث سيقام به زفافين !!

دلف الى الغرفة اليها وهو يهتف فى ضيق شديد :
_ وبعدين يارؤية كل مرة هتعملى كده يلا

اجابته مسرعة وهى تضع اخر ( الدبابيس ) فى حجابها لكى تثبته جيدا :
_ اهو خلاص خلصت يلا بينا

اقتربت منه كادت ان تسقط لولا ان امسك به وهو يتمتم بتهجم :
_ طبعا لابسة كعب

أومات راسها له فى ابتسامة بلهاء وهى تتمتم :
_ ايوة لازم البسه فى المناسبات اللى زى كده يامصعب شكلى بيبقى وحش اوى

اجابها مقتضباً :
_ وشكلك هيبقى وحش اكتر لما تتكفى على وشك ، اقلعيه يلا اخلصى

اصدرت ضحكة مرتفعة وتمتمت مقتنعة :
_ لا اقنعتنى تصدق ... اصبر بقى اما اغيره

***
داخل قاعة الحفل ..............

ارتص الجميع حول طاولة واحدة ، فهب ليث واقفاً وهو يتمتم بنبرة رجولية جادة :
_ مصعب تعالى معايا عايزك !

هب الاخير واقفاً واتجه خلفه حتى وقفا بأحد الاماكن البعيدة عن الناس فتمتم ليث فى اهتمام واضح :
_ انا شايف دراعك من بدرى بس معرفتش اكلمك حصل ايه معاك

مصعب فى صوت رخيم بجدية شديدة :
_ وده وقته دلوقتى ياليث بعدين ابقى اقولك

ليث فى اصرار :
_ مصعب انا من ساعة ماشفت دراعك وانا قلقان عليك قولى وخلص الموضوع يلا

اصدر تأففاً قوى فى ضيق بسيط ثم بدأ يسرد له ماحدث ، فهتف هو مندفعا فى سخط :
_ وانت سبته ازاى يهرب !!

مصعب فى نبرة رزينة :
_ ده واد صغير لسا حرام ابلغ عنه وادخله السجن من دلوقتى كده انا بضيعه اكتر الافضل ان جياته متبقاش زى حياة ابوه علشان كده سبته

صاح به ليث فى انفعال :
_ ياسلام ما يتحرق ولا يغور فى داهية قول الحمدلله ان الرصاصة جات فى دراعك لو كانت جات فى مكان خطر وقومت منها بالعافية كنت هتقول كده برضوا ، لما هيلاقيك اتساهلت معاه وسكت هيسوق فيها وايده هتطول عليك

رتب على كتفه قائلاً فى هدؤء مشجع :
_ متقلقش انا مراقبه وانا عارف انا بعمل ايه كويس انا لو محسيتش ان الواد ده كويس مكنتش سبته

اصدر زفيراً حارقاً فى خنق وهتف باستياء :
_ ماشى يامصعب خليك عنيد كده طول عمرك واعمل اللى فى دماغك علطول

***
انتهى الحفل وذهب كل من مؤيد ومودة الى منزلهم ...................
فتح باب المنزل وحملها على ذراعها ثم دلف بها الى الداخل واغلق الباب بطرف قدمه فتمتمت هى بخفوت وهى مغمضة العينان من شدة خجلها وتوترها :
_ نزلنى يامؤيد

اجابها فى لؤم شديد وهو مبتسماً :
_ بس كده من عنيا هنزلك حاضر بس اول ما نوصل المحطة لسا موصلناش

دلف الى الغرفة واغلق الباب وهو يتمتم فى ابتسامة ناعمة :
_ وصلنا اهو !

انزلها على الارض فامسك بيدها وطبع قبلة رقيقة عليها وهو يتمتم :
_ ايه القمر ده بس ياناس

سحبت يدها سريعا عندما شعرت بالرجفة تعتريها وهى تهتف محاولة الهرب منه :
_ اطلع بره بقى عايزة اغير

غمز لها بطرف عينه وهو يتمتم قائلاً بمكر :
_ طاب وليه اطلع هغمض عينى متقلقيش

اجابته وهى تدفعه الى الخارج بهدؤء :
_ لا معلش برضوا اطلع

اصدر ضحكة بسيطة عليها ثم ظل واقفاً بالخارج منتظر اياها ، بعد مرور دقائق طويلة فتح الباب ودلف اليها اقترب منها وغمغم فى نظرات دقيقة :
_ ايه ده بس حرام عليكى ياشيخة اللى بتعمليه فيا ده

هم بأن يقترب اكثر منها فهتفت مسرعة فى هلع :
_ لا عايزة ادخل الحمام

رفع احد حاجبيه وتمتم قائلاً :
_ طيب روحى ياختى

بعد مرور دقائق طويلة خرجت منه قأقترب منها وتمتم مبتسماً :
_ خلاص دخلتى الحمام

اجابته مسرعة مجدداً فى فزع اكثر :
_ لا عايزة اشرب لسا !!

مؤيد فى ضيق بسيط :
_ روحى اشربى يا مودة اما نشوف اخرتها معاكى

اتجهت الى المطبخ وتناولت كوب من الماء لتروى حلقها الجاف ذلك ، ثم عادت الى الغرفة مجدداً بخطواط متعثرة تقدم نحوها فهتفت للمرة الثالثة قائلة :
_ لا نس ......

اجابها مقاطعاً فى خنق :
_ لا ايه زودتيها بقى يامودة !

ابتسمت له فى رقة فأنحنى اليها مقبلاً اياها !! ......................

***
انحنى اليها فهد وقبل رأسها قائلاً بحنو :
_ مبروووك علينا ياروحى

عانقته بشدة متشبته به وهى تتمتم فى نبرة محبة :
_ بحبك اوى يافهد

شدد من ضمها اليه وهو يغمغم بهيام اكثر :
_ وانا بعشقك ياعيون فهد

ابتعدت عنه وتمتمت فى هدؤء بنبرة انثوية رقيقة :
_ مصعب لما جه وقالى مكنتش متوقعة انه هيتكلم بالهدؤء ده الصراحة كنت خايفة اوى ، خوفت لاقوله موافقة كده علطول كنت عايزة اصبر شوية

اجابها فى خبث :
_ لا الحمدلله انك مصبرتيش

حياة فى عفوية :
_ وعارف كمان أاااا .......

اجابها مقاطعاً بلؤم وهو يغمز لها قائلاً :
_ احنا هنقضيها كلام على مصعب ولا ايه بكرة نبقى نتكلم براحتنا

انتابها شعور القلق والتوتر الممزوج بالخجل والحياة فوجدته ينحنى اليه ويلتهم شفتيها فى عشق ........................

***
مر يومان والاوضاع فى احسن حال مع الجميع ...... كانت رؤية تجلس بغرفتها تقرأ فى كتاب القرأن الكريم ، فأوقفت القرأة فور سماعها لصراخ مرتفع منبعث من اسفل ... اتقبص قلبها واصابها الفزع ونهضت من فراشها وغادرت الغرفة راكدة الى اسفل لترى ماذا يحدث !!! ....................

_ يتبع ............


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close