اخر الروايات

رواية انقضاض الاسود الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم ندي محمود

رواية انقضاض الاسود الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم ندي محمود 

( انقضاض الاسود )

_ الفصل السابع والثلاثون _

انحت الى اسفل لتلتقطها ، امسكت بها بين يدها تحملق بها فى استغراب شديد فرفعت نظرها لترى من اى خزانة سقطت فقد كانت خزانته !! .. ماذا تفعل صورتها معه لماذا يحملها فى خزانته الهذا السبب امرها بعدم الاقتراب منها ، لماذا يخفيها بالتأكيد هناك شئ خلفها وايضاً تلك الصورة الموجودة فى مكتبه بالاسفل ، قررت بمجرد عودته بأنها ستواجه وستفهم منه كل شئ بالتفصيل !

تمتمت رؤية فى نبرة محتجة محدثة الخادمة الذى كانت يبدو عليها انها تصغرها بالسن :
_ خلاص روحى انتى

أومات رأسها لها وانصرفت ... فجلست هى على الفراش تحاول إيجاد سبب لذلك الامر

***
اجاب على الهاتف قائلاً فى نبرة رجولية حازمة :
_ عملتوا ايه ؟

اجابه احد الرجال قائلاً فى جدية :
_ زى ما قولتلنا بظبط ياباشا اخدناه وروحنا بيه على القسم

هنا طرق الباب ودلف فهد منه فأشار له بيده ان يدخل ثم تابع فى هدؤء مترقب :
_ قال كل حاجة هناك ؟

_ ايوة ياباشا

مصعب فى حدة :
_ متأكد

اجابه الرجل فى ثقة تامة :
_ ايوة يامصعب بيه انا دخلت معاه جوه على اساس انى واحد صاحبه وقال كل حاجة

تمتم فى صلابة :
_ تمام

انهى الاتصال معه فتمتم فهد فى نظرات قوية :
_ احساسى بيقولى ان الموضوع ده ليه علاقة بسامح مش كده !؟

غمغم مصعب فى إيجاب :
_ ايوة

فهد متسائلاً فى جدية :
_ عملت ايه معاه

مصعب فى نبرة خشنة :
_ ولا حاجة زى ماقولتلك قبل كده هلبسه بدلة الاعدام وكلها كام يوم ونروح نعزى فيه خلاص

فهد فى شبه غطرسة :
_ ومالك متأكد كده ليه ؟!

مصعب فى هدؤء مشجع :
_ علشان انا ظبطت كل حاجة خلاص ... هو تخطى كل الحدود الحمرا معايا وهو اللى كتب نهايته بأيده لما فكر يقرب من رؤية

فهد فى سخط واضح :
_ انا طول الفترة اللى فاتت دى قبل ما يدخل السجن كنت بحاول اوصله بس مقدرتش

مصعب فى احتجاج :
_ متشغلش بالك بيه خلاص ... اخبارك ايه انت

فهد فى خفوت :
_ تمام ، رؤية عاملة ايه ؟

اجابه قائلاً :
_ كويسة

فهد فى تذمر :
_ مصعب رؤية رفضت موضوع الطلاق لما كلمتها فيه وانا سكت علشانها مع انى كنت قادر اغصبها انها توافق متخلنيش اندم يا صاحبى انى سكت انا اكتر حاجة بتعصبنى لما اشوف رؤية مدايقة انا عمرى مادايقتها وحتى لو بتحصل بتكون غصب عنى و برجع اراضيها ، صدقنى لو حصلت اى حاجة انا هوقف ضدك سعتها !!

اجابه مبتسماً :
_ قولت الكلام ده قبل كده مليون مرة !

فهد فى حدة واضحة :
_ بس انا بتكلم جد المرة دى يامصعب !

اجابه مصعب فى جدية صارمة :
_ رؤية زى ماهى اختك يافهد مش عايزك تنسى انها مراتى يعنى انا هاهتم لامرها زيك واكتر منك كمان

فهد فى اندفاع بسيط :
_ مش واضح يا ابن عمى انك مهتم لامرها لو كنت مهتم فعلا مكنتش هتعاملها بمعاملتك دى اللى كانت بتعاملها بيها ولو مازالت بتعاملها بيها سعتها انا هتأخذ امر قاطع مفهوش عودة ، انا مش هقبل ان اختى تعيش كده كانت عايشة فى بيت ابوها معايا ملكة ، انت ذات نفسك مش هتقبل لحياة او صفا يعيشوا كده

صاح مصعب به منفعلاً :
_ هو انا بعذبها فى ايه ! ... انا معاملتى معاها جافة فعلا بس اللى انت قصدك عليه ده كان فى بداية جوازنا دلوقتى مفيش حاجة من اللى فى دماغك ولو عايز ابقى روح اسألها ، بس عايزك تعرف ان رؤية هتفضل على ذمتى لاخر نفس فيا فاهم

هدأت نبرة فهد قليلاً وتمتم :
_ وانا مش معترض على كده مش عايزها تتطلق منك لانى شايف حبها ليك فى عينها بس انت متجبرنيش على كده .. بس قولى بقى متسمك بيها كده ليه ايه السر !؟

مصعب فى برود شديد :
_ كده مزاجى كده !!

فهد بصراحته المألوفة :
_ لا علشان بتحبها صح !

مسح على وجهه وهو يزفر فى خنق وهتف ساخطاً :
_ فهد انا مش ناقص والله قفل على الموضوع ده

فهد فى نبرة جادة :
_ اهاا طلاما اتهربت من الموضوع يبقى صح !

مصعب محذراً :
_ فهد متخلنيش اطلع كل عصبيتى عليك اكتم خالص

ارتسمت ابتسامة خافتة على وجهه وهو يتمتم :
_ ماشى سكت اهو بس خليك عارف ان الهروب مش حل !

***
فى مساء ذلك اليوم ...........

دلف الى غرفته فوجدها تجلس على الاريكة فى سكون تام وهى تحدق به فى جمود فتمتم قائلاً :
_ مالك !؟

لم تجيبه بل ظلت كما هى على حالته اصدر زفيراً حاراً متمالكاً اعصابه ثم بدأ فى تبديل ملابسه .. وتسطح بجسده على الفراش ، فهبت هى واقفة واتجهت وجلست بجواره على الفراش وهى تتمتم فى خفوت :
_ مصعب

اجابه فى صوت رجولى :
_ نعم

رؤية فى نبرة مقتصبة :
_ ممكن تبصلى !

استدار بجسده ناحية واعتدل فى نومته اكثر فتابعت هى فى وجه عابس :
_ هسألك سؤال بس توعدنى انك هتجواب بصراحة ومش هتتهرب منه بأى شكل من الاشكال

دقق النظر بها ثم غمغم واعداً اياها :
_ طيب قولى

رؤية فى أصرار :
_ قول يامصعب هوعدك

مصعب فى احتقان :
_ بوعدك يارؤية يلا

اخرجت له صورتها وتمتمت فى أعين سابحة بهما الشجن :
_ انت كنت مانعنى ما اقرب على دولابك علشان خاطر الصورة دى تمام بس شايلها معاك ليه ومش عايزانى اشوفها كنت وحتى الصورة اللى كانت فى مكتبك تحت اللى كنا انا وانت فيها ، جوابنى بصراحة يامصعب شايلها ليه

اطال النظر اليها فى صمت فمتمت متوسلة وكأنها تتوسله كى يقول شئ محدد تريد هى سماعه :
_ انت وعدتنى !

اصدر تنهيدة حارة ثم تمتم فى ثبات بنظرات ثاقبة :
_ علشان بحبك يارؤية مش هو ده اللى كنتى عايزة تسمعيه !!

ظلت تحدق به بأعين سابحة بها العبارات تمنت لو طلبت منه ان ينطقها ثانية ، نظرات مشتاقة عاشقة معاتبة رمقتها بها ... وسرعان ومادفنت رأسها بين ثنايا صدره متشبته به وهى تجهش بالبكاء ، فحاوطها بذراعيه وضمها اليه اكثر وهو يمرر يده على شعرها نزولاً الى ظهرها بحنو ، تمتمت هى بنبرة متشنجة :
_ خليك جنبى يامصعب انا بحس بالامان طول ما انا معاك وجنبك

اجابها فى صوت رائع :
_ انا جنبك دايماً

شددت من احتضانه ببكاء فقبل رأسها برقة قائلاً :
_ كفاية بكى يارؤية

توقفت عن البكاء ومازال جسدها يرتجف حتى بدأ يهدى رويداً رويداً ، وهو مازال يمرر يده على شعرها وظهرها .. مر مايقارب النصف ساعة فى صمت تام ، حتى تمتمت هى بنبرة عفوية :
_ فهد كان زمان انا وصغيرة بيحكيلى قصة قبل ما انام .. احكيلى يامصعب !

رمقها فى نظرات قوية وهتف :
_ احكى ايه انتى اتهبلتى !!

رفعت رأسها عن صدره وهى تتمتم قائلة فى توسل :
_ علشان خاطرى يامصعب مرة وحدة بس

اجابها فى تصنع الجدية :
_ قصة ايه دى يارؤية بلاش هبل انا مليش فى شغل العيال ده

رؤية فى نظرات طفولية وهى تزم شفتيها فى حزن طفولى :
_ انا كنت بشوفك زمان وانت بتحكى لحياة علشان تنام ، هى حياة اه وانا لا !

ابتسم لها على عفويتها وتمتم فى نبرة ناعمة :
_ بس انا دلوقتى مفيش فى دماغى قصة

رؤية فى تلقائية :
_ احكيلى اللى كنت بتحكيها لحياة دايماً

جذبها الى صدره وهو يتمتم مبتسماً :
_ طيب اسكتى بقى علشان افتكرها

صاحت فى سعادة شديدة :
_ الله هيبقى شكلك فظيع وانتى بتحكيلى كده

ازدادت ابتسامته اتساعاً ، فمر دقائق ليس بقصيرة فى صمت فصاحت هى فى خنق :
_ ماتخلص يامصعب انا كده هنام وانت لسا بتفتكرها !

اصدر ضحكة بسيطة وهو يتمتم قائلاً :
_ خلاص افتكرتها اكتمى علشان منسهاش تانى

صمتت فوراً وهى تنصت له باهتمام شديد بابتسامة واسعة ثم بدأ هو يروى لها احداث تلك القصة الصغيرة فأغمضت عينها باستمتاع لصوته الدافئ وصدره ايضاً ، حتى غرقت فى نوم عميق من دون ان تشعر ... بعد ان انتهى نظر لها فوجدها غرقت فى نوم عميق ابتسم بحنو وقبل جبينها قبلة طويلة وشدد من ضمها اليه واغمض عينه هو الاخر ذاهباً فى نوم عميق ....................

فى صباح اليوم التالى ..........

استيقظت من النوم عندما سمعت صوت احد يطرق الباب ، نظرت لها وجدته مازال نائم رفعت رأسها عن صدره منتظرة سماع صوت الطارق مجدداً فلم تسمع اى صوت يصدر مجدداً مسحت على وجهها فى تأفف ثم تمتمت فى صوت خافت :
_ مصعب .. مصعب

اجابها فى صوت ناعس :
_ امممممم

رؤية فى نبرة واضح عليها أثر النوم :
_ كان فى حد بيخبط على الباب

اجابها فى احتقان :
_ اعمله ايه انا يعنى اهلا وسهلا بيه لما يخبط تانى ابقى صحينى

اصدرت ضحكة مرتفعة وهى تهتف :
_ طاب قوم بقى كفاية نوم انت اول مرة تنام كده ، قوم

مصعب فى خنق :
_ قومى يارؤية شوفى وراكى ايه وابعدى عنى

لوت فمها فى غيظ شديد ثم عادت تستند برأسها على صدره مجدداً محتضنة اياه لكى تثيره اكثر لم تكن تعلم ان هذا هو مايريده من البداية !! ... ضمها اليه اكثر ، مرت لحظات فى صمت تام حتى قطعت ذلك الصمت قائلة فى خفوت :
_ مصعب

اجابها فى هدؤء مبتسماً :
_ امممممم خير

رؤية فى اغتياظ :
_ بارد

ثم تابعت فى نبرة رقيقة :
_ تعرف انى اول مرة انام النوم ده وابقى حاسة بالامان والسكينة ومفيش اى حاجة فى بالى كنت نايمة براحة فظيعة الصراحة مش عايزة ابعد عن حضنك ابداً !!

اتسعت ابتسامته وهو يمرر يده على شعرها فطبع قبلة رقيقة عليه ، حتى سمعوا صوت طرق الباب مجدداً ، فهتف هو فى صوت رجولى قوى بضيق :
_ مييين !

اجابته احد الخادمات قائلة :
_ الفطار جاهز يافندم

_ تمام

ثم هتف محدثاً رؤية قائلاً فى جدية :
_ قومى يلا يارؤية البسى عباية ولا اسدال علشان ننزل

ابتعدت عنه وتمتمت فى ابتسامة رقيقة :
_ حاضر

هب هو واقفاً وتمتم مبتسماً بمكر :
_ ماله لو تفضلى علطول كده تقولى حاضر بتبقى حلوة وانتى بتسمعى الكلام وتقولى حاضر كده

اصدرت ضحكة بسيطة وهى تتمتم بنبرة متمردة :
_ لا مهو لازم اغير .. مرة حاضر مرة لا ده حتى مبقاش رؤية لو قولت على كل حاجة حاضر انت ذات نفسك هتستغرب مش كده !

هتف فى ابتسامة واسعة :
_ فعلا !

***
بعد مرور مايقارب الساعة .. كانت حياة تقبض على يد رؤية وتسحبها خلفها نحو غرفتها ، دلفوا الى الداخل واغلقت الباب وهى تهتف فى فضول شديد :
_ قوليلى بقى فى ايه !؟

اجابتها رؤية مبتسمة :
_ فى ايه مفيش حاجة !

حياة فى ثقة تامة بجدية :
_ لا انتى ومصعب النهردا مش زى كل يوم خالص وانتى واضح عليكى ان فى حاجة

رؤية فى ابتسامة حياء :
_ انا ! .. لا مفيش

حياة فى خنق :
_ اخلصى بقى يارؤية

تنهدت بقوة ثم بدأت تسرد لها ما حدث بالتفاصيل فعناقتها حياة بشدة فى سعادة وهى تهتف :
_ اوووف اخيراً تصدقى انا فرحت اكتر منك !

اصدر ضحكة بسيطة ثم اخذت نفساً عميقاً وتمتمت فى جدية بسيطة :
_ انا مكنتش متوقعة انه هيقولها بسهولة كده وحتى لو قالها مش هيتصرف كده انا على قد ما كنت مستغربة من تغيره على قد ماكنت مبسوطة اوى ياحياة ومكنتش عايزة الوقت يعدى الصراحة

اجابتها حياة فى نبرة دافئة :
_ ربنا يسعدكم يارب مصعب بيحبك اوى والله هو شخصيته كده صعبة بس قدرت تروضيه وتغيريه ... تعرفى انى انا الوحيدة اللى كنت عارفة موضوع الصورة دى وعارفة انها فى دولابه كمان ، بس كنت عايزاكى تشوفيها بنفسك من غير ما حد يقولك

ابتسمت لها رؤية فى نعومة فتابعت هى فى لؤم :
_ عقبال بقى مانسمع خبر حلو كده !

نكزتها فى كتفها فى غيظ وقد احمرت وجنتيها وهى تهتف :
_ احترمى نفسك !

لوت حياة فمها فى غطرسة واضحة وهى تتمتم :
_ طاب قومى ياخايبة قاعدة بالعباية اربعة وعشرين ساعة ده انا مش بقعد قدام اخواتى بالعبايات ، خليه يتجوز عليكى

اجابتها فى برود مبتسمة :
_ ملكيش دعوة

ثم استدارت وغادرت الغرفة فأبتسمت حياة فى دفئ .............

***
كانت تجرى اتصال بكل من مصعب وليث ولكن لا تتلقى اجابة من اى منهم .. فاصدرت تأففاً قوى فى خنق وخوف شديد وهى تهتف :
_ اووف ياربى اعمل ايه محدش بيرد عليا ولا حتى بتول بترد

وقفت الى دقائق قصيرة منتظرة اى سيارة تمر من ذلك الطريق الشبه مهجور ولكن دون فائدة .. فعزمت امرها واجرت اتصال بمؤيد كانت تستمع الى الرنات وهى تتمتم بصوت باطنى " رد بقى يامؤيد ابوس ايدك مش حتى انت " .. بعد رنات عديدة اجابها على الهاتف قائلاً فى نبرة شبه قلقة :
_ ايوة يامودة خير فى حاجة ولا ايه

مودة فى اضطراب بسيط :
_ ايوة اصلى الصراحة نزلت اشترى كام حاجة فتهت وواقفة فى شارع مفهوش صريخة يومين حتى مفيش عربية معدية فيه وخايفة اوى بتصل على ليث ومصعب مخدش بيرد حتى بتول

اجابها بلا تردد وقد ازداد توتره اكثر :
_ طيب اوصفيلى المكان ده حتى او كنتى فين قبل ماتدخلى فيه ودخلتى فى اى شارع

بدأت تشرح له المكان الذى ذهبت له وفى اى الشوارع قد دلفت فهتف هو فى حسم بنبرة رجولية خشنة :
_ خلاص عرفته خليكى عندك انا جايلك دلوقتى

مودة فى رجاء بخوف بسيط :
_ ماشى بس بسرعة يامؤيد

مؤيد فى صلابة بإيجاب محاولا طمئنتها :
_ حاضر عشر دقايق وهتلاقينى عندك

انهت الاتصال معه وظلت تنتظره الى ما يقارب الربع ساعة وهى تتلفت حولها خشية من يلحق بها الاذى من اى شئ حتى وجدت سيارته تقترب اليها حتى وقفت امامها وأشار هو له بيده ان تصعد فصعدت بالمقعد الخلفى .........

مؤيد فى ابتسامة جميلة :
_ اتأخرت عليكى مش كده ؟

بادلته الابتسامة مغمغمة :
_ يعنى مش اوى !

اجابها فى حدة بسيطة :
_ انتى ايه اللى يطلعك من البيت اصلا يامودة انتى مش من القاهرة وبعدين القاهرة كبيرة انا ذات نفسى احياناً بتوه فيها

مودة فى صوت خافت :
_ مش اول مرة اطلع هى دى تانى مرة بس اتوه لكن انا عرفاها مش اول مرة اجى اهنه

مؤيد فى استياء واضح :
_ ولو يامودة متطلعيش من البيت لوحدك تانى على الاقل تكون معاكى رؤية او حياة .. انا عادة اصلا مش برد على تلفونات فى الشغل بس حظك كده رديت معرفش ليه .. ومصعب وليث كده برضوا وبذات مصعب

أومات رأسها له فى إيجاب وهى تتمتم برقة :
_ حاضر

ارتسمت على ثغره ابتسامة عاشقة وهو يحدق بها فى تمعن ثم التفت خلفه وحرك محرك السيارة لينطلق بها وهو يتمتم فى مداعبة مبتسماً :
_ شكلى كده النهردا هكلم مصعب واقوله نحدد الفرح ، كفاية كده اوى انا استويت على الاخر والله !!

اطرقت رأسها ارضاً فى خجل شديد وشعرت بنبضات قلبها المتسارعة من فرط توترها .................

***
بعد مرور ساعات عديدة ... خرجت حياة من بوابة جامعتها الرئيسية ، فوجدته يقف امام سيارته يستند بظهره عليها وهو يحدجها بنظرات شبه مشتاقة ومعاتبة ، فأصدرت زفيراً حاراً فى اغتياظ ثم سارت نحوه بخطواط واسعة حتى وقفت امامه وهى تصيح به فى سخط :
_ وبعدين يافهد .. ايه اللى جايبك تانى هنا !؟؟

قابلها سخطها وصياحها عليه بهدؤء تام :
_ ممكن تهدى وتركبى نروح نتكلم فى مكان

هتفت فى رفض قاطع بدون تردد :
_ لا يافهد مش هركب مفيش كلام مابينا

اجابها فى نظرات شبه راجية :
_ حياة من فضلك اعتبريه اخر طلب هطلبه منك ، الكلمتين اللى هقولهم مش هياخدوا ربع ساعة ، ممكن تركبى بقى

اطالت النظر اليه فى صمت ثم صعدت بالمقعد الخلفى للسيارة واستقل هو بمقعده المخصص له ثم انطلق بها ................

ترجلا امام احد المقاهى ودلفا الى الداخل ثم جلسا على احد المقاهى ، فتمتمت هى فى اقتضاب :
_ اتفضل قول هما ايه الكلمتين دول

اخذ نفساً عميقاً فى أسى وشجن ثم تمتم قائلاً فى هدؤء خافت :
_ انا مش عارف ايه سبب المعاملة دى ياحياة فأذا كانت بسبب اللى حصل فى المستشفى والكلام اللى قولته فصدقينى مكنش قصدى انى اقوله مكنش قصدى انى اجرحك والله ياحياة افهمينى بقى ، مش عايزة تحسى بيا ليه صدقينى انا بتعذب كل يوم وندمان على اللى قولته كأنى عملت ذنب لا يغتفر ، انتى مش متخيلة حبى ليكى ازاى ، افهمينى بقى انا تعبت من المعاملة دى

اخذت تحدق به فى صمت بنظرات شبه دافئة فتابع هو بحسم شديد :
_ انا اللى مانعنى انى اخد خطوة فى علاقتنا هو انتى ، انتى لو ادتينى اشارة بس من بكرة هتلاقينى بطلب ايدك من مصعب

ساد الصمت بينهما للحظات عديدة حتى هبت هى واقفة وهى تتمتم فى نبرة شبه دافئة ووجه شبه مبتسم :
_ ابقى روح شوف مصعب الاول وسعتها هتعرف جوابى هو ايه

سرعان ما ظهر شبح ابتسامته على وجهه وهو يتمتم فى سعادة غامرة :
_ افهم من كده انك موافقة !؟

تمتمت نافية فى ابتسامة :
_ معرفش ! ... انا همشى

هب الاخير واقفاً وهو يتمتم قائلاً فى وجه مشرق وكأن روحه عادت له مجدداً واخذ بريق الامل يشعل فى عينه من جديد :
_ يلا هوصلك

***
فى مساء ذلك اليوم ...........

دلف الى الغرفة فوجدها تقف امام المرأة وهى تقوم بتسريح شعرها الحريرى ذلك ! ... كانت ترتدى بنطال يصل الى ركبيتها بالون القرمزى وفوقه تنورة من نفس اللون ، ظل يحدق بها لثوانى قليلة فانتبهت هى له والتفتت ناحيته ثم تمتمت فى رقة بهدؤء تام :
_ حمدلله على السلامة

اجابها فى استنكار وهو مبتسم :
_ من امتى الحنية دى

رؤية فى خفوت هادئ بنبرة غرور :
_ انا علطول كده على فكرة بس انا اللى مش فى دماغك

ازدادت ابتسامته ابتساعاً وهو يتمتم فى نبرة شبه ماكرة :
_ انتى شايفة كده يعنى !

هتفت مبتسمة فى برود :
_ لا انا مش شايفة حاجة خالص !!

ضحكة خافتة اصدرها ثم هب واقفاً وبدأ فى تبديل ملابسه اشاحت هى بوجهها عنه فى استحياء واضح وهى تتمتم فى خفوت :
_ هو انت شوفت فهد النهردا اصلى برن عليه مش بيرد عليا قلقانة عليه

مصعب فى صوت رجولى أجشَّ :
_ كويس متخافيش

ثم اقترب منها ووقف امامها مباشرة وهو يتمتم قائلاً فى نظرات ذات معنى :
_ مدايق ومتصعب انه احيانا بيشوفك مدايقة وزعلانة وبيهددنى انك لو بس اشتكتيله فى حاجة مش هيتصرف كويس وهيقف ضدى ، رأيك ايه انتى فى الموضوع ده !؟

ظهرت معالم الدهشة على محياها وهى تهتف مرتبكة :
_ انااا ، رأى فى ايه يعنى بظبط !

مصعب فى نبرة قوية وجادة :
_ فى الموضوع كله بصفة عامة وبالاخص فى موضوع الطلاق .. لسا عايزة تطلقى يارؤية ولا لا ! ؟

ظلت تحملق به فى صمت بتوتر واضح وكأن الكلمات وقفت فى حلقها ولا تستطيع اخراجها حتى فوجدته يعيد سؤاله مجدداً فى حدة شديدة :
_سألتك سؤال لسا عايزة تطلقى ولا لا يارؤية ؟

ابتلعت ريقها الجاف بصعوبة وتمتمت بصوت مبحوح وضعيف :
_ لا !

تقوس فمه بابتسامته الهادئة تطلعت هى اليه بنظرات زائغة فى اضطراب حتى وجدته يغمغم فى خفوت مترقب :
_ وياترى غيرتى رأيك ليه ومش عايزة تطلقى

اتسعت مقلتيها ولم تعرف بماذا تجيب فهزت كتفيها نافية فى نبرة متلعثمة :
_ عاااا.. دى ... يعنى اناااا ... اللى كان بيخلينى اطلب الطلاق هى معاملتك ليا وكأنى خدامة مشتريها لكن حالياً مفيش سبب انى اطلب الطلاق !

مصعب متسائلاً فى ترقب بنظرات دقيقة :
_ نتفترض مثلا انى رجعت اعاملك زى الاول تانى هتطلبى الطلاق سعتها يارؤية ولا لا !

شعرت بسخونة دمائها التى تسرى فى عروقها فتابع هو بصلابة :
_ ردى يارؤية

هزت رأسها له بالنفى وهى مطرقة رأسها ارضا فأستمر فى اسألته قائلاً وكأنه منتظر اجابة معينة منها :
_ ليه !؟

رؤية فى خفوت تام وصوت رقيق وهى تحاول الثبات امامه :
_ معرفش .. معرفش

مد اصبعه السبابة ورفع ذقنها اليه لكى يجعلها تنظر فى عينه تلاقت اعينهم فى صمت لثوانى عديدة يحدق بها بعينه الثاقبة والجامدة ولكن ان امعنت النظر بها ستجد نظرات العشق والرغبة بهما .... انحنى اليها مقبلاً شفتيها تارة فى رقة وتارة اخرى فى عنف !! ، ثم مد يده واطفئ ضوء الغرفة ولتسكت شهرزاد عن الكلام المباح !! .........................

***
كان يجلس على اريكته فى انهماك شديد يتابع اعماله على حاسوبه النقال حتى جلس بجوراه ابنه وهو يهتف :
_ بابا بابا بابا بابا بابا !!!

هتف فى خنف قائلاً :
_ ايه يامالك فى ايه !!

مالك فى ابتسامة متحمسة :
_ انا عايز عربية كبيرة زى بتعتى

طارق فى هدؤء متسائلاً :
_ وعايز عربية تانى ليه مش معاك وحدة

مازن فى سعادة :
_ لا مش ليا دى لاخويا هو اكيد هيلعب معايا

طارق فى عدم فهم :
_ اخوك مين

مازن فى عفوية بتلقائية :
_ ماما قالتلى ان فى نونو هياجى واول مايكبر هيلعب معايا

اجابه فى عدم استيعاب :
_ ماما مين !

مالك فى نفاذ صبر :
_ ماما يابابا الله انا عندى كام ماما يعنى !

اصدر ضحكة مرتفعة وهو وهو يجيبه قائلاً :
_ لا عندك حق فعلا .. ابعد بقى اما اشوف ماما دى

مالك فر حزن طفولى :
_ مش هتجبلى العربية يابابا

طارق فى حنو ابوى وهو يقبل وجنتيه :
_ حاضر ياحبيبى هجبلك كل اللى عايزه بس اما اشوف الاول النونو اللى جاى ده !

غادر الغرفة واتجه نحو صفا فى المطبخ وقف خلفها وهو يتمتم قائلاً فى ترقب:
_ صفا انتى حامل !؟

التفتت له وهزت رأسها بالإيجاب قائلة فى ابتسامة رقيقة :
_ ايوة

ضمها الى صدره وقبل شعرها فى سعادة غامرة وهو يتمتم فى نعومة :
_ ربنا يخليكى ليا ياحبيبتى .. متوقفيش فى المطبخ بقى اربعة وعشرين ساعة ادخلى ارتاحى مش عايزين يحصل زى المرة اللى فاتت

أومات رأسها له فى تفهم ثم هتفت قائلة :
_ مالك قالك ولا ايه

اجابها وهو يحاوطها بذراعيه من خصرها قائلاً فى نبرة عاشقة :
_ امممم وبيقولى عايز عربية زى بتعتى علشان لما ياجى النونو ويكبر العب معاه .. انتى مقولتليش ليه بقى

صفا فى دلال :
_ كنت هقولك والله بس قولت لما تخلص شغلك ابقى اقولك

طارق فى نبرة جادة :
_ وهو شغلى اهم من الموضوع ده يعنى ياصفا مايتحرق الشغل قدام خبر زى ده

قبلته من وجنتها وعانقته بشدة ، فأبعدها عنه وهو يتمتم فى خبث :
_ كانت هتبقى احلى البوسة لو نشلتى على النص

نكزته فى كتفه بقوة وهو تهتف فى خجل مغتاظة :
_ انت قليل الادب وسافل ياطارق

اصدر ضحكة مرتفعة متأججة فوجدو مالك يهتف فى تصنع الحياء وهو يضع يده على عينه :
_ ايه ده .. عيييييب كده

التفت له طارق وهتف فى حدة :
_ انت ايه اللى موقفك هنا

اخرج له جزء من لسانه وتمتم فى برود مستقصداً اغاظة ابيه :
_ بيراحتى !

بالفعل أثار غضب ابيه فهم بالذهاب خلفه وهو يتمتم :
_ بياحتك ! .. خد تعالى هنا يامالك

قبضت صفا على ذراعه وهو تصدر ضحكات متتالية فتابع هو فى نظرات مشتعلة :
_ وبتقولى عليا انا اللى سافل وقليل الادب !

صفا ضاحكة :
_ مهو ابنك ياحبيبى ، بعدين من شابه اباه فما ظلم

طارق فى اغتياظ :
_ عيل قليل الادب حرق دمى !

***
استيقظ فى صباح اليوم التالى على صوت رنين هاتفه ، فتح عينه بتكاسل نظر الى النائمة داخل احضانه تلك فأمسك بالهاتف واجاب قائلاً فى صوت ناعس :
_ الو

اجابه احد الرجال قائلاً :
_ الو يامصعب بيه .. جلسة المحكمة تبع سامح النهردا انا قولت اقولك لو كنت عايز تحضرها وتشوف هيحكموا عليه بأيه

مصعب فى نبرة متصلبة :
_ الساعة كام الجلسة ؟

هتف ذلك الرجل فى جدية :
_ كمان ساعة وهتبدى

_ تمام اقفل دلوقتى

استيقظت هى من نومها وتمتمت بصوت ضعيف :
_ فى ايه !

قبل رأسها قائلاً فى هدؤء حانى :
_ مفيش حاجة انا نازل ورايا مشوار مهم

اعتدلت فى نومتها قائلاً فى هلع :
_ مشوار ايه يامصعب انت حتى لسا مفطرتش

نهض من الفراش واتجه نحو المرحاض ليغّسل وجهه ويأخذ حمام دافئ على عجلة ... قطبت هى حاجبيها فى استغراب ونهضت من الفراش الاخيرة وبدلت تلك المنامة التى ترتديها بملابس المنزل العادية ثم وجدته خرج فتمتمت فى ضيق واضح :
_ متقولى يامصعب فى ايه مشوار ايه المهم ده !

مرر يده على شعرها بحنو وهو يتمتم فى هدؤء تام :
_ لما اجى هقولك يارؤية دلوقتى انا مستعجل ... انا كلها ساعتين وراجع ابقى جهزى الفطار علشان نفطر مع بعض

أومات رأسها له فى ابتسامة ناعمة ورقيقة وهمهمت قائلة :
_ حاضر

طبع قبلة سريعة على وجنتيها ثم اكمل ارتداء ملابسه ثم رحل على الفور .....................

***
ترصت سيارته امام مقر المحكمة القضائية .. وترجل منها قاد خطواته الى الداخل ودلف الى مكان جلسة الحكم ، اتخذ مقعد له على احد المقاعد ، الجميع كان فى انتظار مجئ القاضىً ... حتى تعالى صوت احدهم قائلاً بنبرة مرتفعة :
_ محكمــــة

بعد اطلاع القاضى على جميع اوراق المتهمين الاخرين واصدار حكمهم جاء الدور الذى ينتظر حيث هتف القاضىً قائلاً :
_ بعد الاطلاع على اوراق القضية 266 حكمت المحكمة حضورياً على المتهم " سامح محمد الجندى " بإيحالة اوراقه الى فضيلة المفتى !

ظهر شبح ابتسامته على وجهه ابتسامة منتصرة شيطانية ، حول نظره اليه فكان ينظر له بنظرات نارية وعلامات الرعب والفزع بادية على وجهه بعد اصدار الحكم ... هب واقفاً من مقعده واتجه نحوه وهو يحدق به بنظرات متشفية فهتف سامح فى انفعال شديد :
_ جاى هنا ليه

مصعب فى هدؤء تام بنظرات مرعبة :
_ وهى دى لقطة تتفوت برضوا كان لازم اجى علشان اودعك الوداع الاخير

سامح فى غضب :
_ وارتحت لما جيت ، بس مش معنى انك هتخلص منى خلاص انك هترتاح

ابتسم ساخراً وهو يهتف قائلاً فى استهزاء :
_ الحاجة الوحيدة اللى بتعجبنى فيك ثقتك فى نفسك حتى وانت هتموت خلاص ... قولتهالك قبل كده موتك هكون ان السبب القوى فيه واهو الدليل ... فى جنة الخلد ان شاء الله !

ثم عاد يصحح ماقاله سريعاً قائلاً فى غطرسة :
_ لا جنة ايه بقى !! .....

لم يكمل حديثه معه حتى سحبه احد العساكر الى خارج قاعة المحكمة ، كان هناك شعور رائع يراوده شعور بالارتياح وكأنه من الان وصاعداً ستغفل عينه وهو مطمئن على عائلته وزوجته .....................

غادر المحكمة بأكملها وكان هناك من يتبعه منذ خروجه من قاعة المحكمة يتربص له بنظرات شيطانية تحمل الشر !! ..................

_ يتبع......


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close