رواية حين يوقظنا القدر الفصل الثاني 2 بقلم بسملة فتحي
"حين يوقظنا القدر"
الحلقة 2
---
فارس قاعد على مكتبه، قدامه أوراق الحسابات.
الهدوء مش طبيعي… لا موسيقى ولا صخب.
عيناه مركّزة في دفتر صغير كأنه بيحسب حاجة جديدة.
يدخل رشدي غاضب.
رشدي (بعصبية):
"إنت مجنون؟ بتطرد الزباين وتقفل الخمرة؟! الكازينو بينهار يا فارس!"
فارس (ببرود هادي):
"يبقى ينهار… أنا مش هرجع أبيع الوهم تاني."
رشدي (ساخر):
"اللي بيقول الكلام ده مش فارس اللي أعرفه… أنت اتلبست يا راجل."
فارس يرفع عينيه بحدة، نبرة صوته لأول مرة قوية من غير صراخ:
"اللي كنت تعرفه مات في الحادث… أنا بقيت بني آدم تاني."
رشدي يسكت لحظة، بس الغضب ظاهر في عينيه.
---
– المستشفى / مكتب ليلى – نهار
ليلى قاعدة تكتب تقارير المرضى.
باب المكتب يخبط، تدخل مريم بابتسامة ماكرة.
مريم:
"عندي أخبار مش عاجباكي… فارس بقى بيتمرن أكتر من اللازم، وبيقول اسمك في كل جملة!"
ليلى (بحدة خفيفة):
"مريم… الموضوع مش هزار. الراجل ماضيه خطر."
مريم (بجدية):
"بس أنتي قلبك شايف حاجة غير عقلك. ما تنكريش."
ليلى تسكت، عينيها تلمع لحظة كأنها تعترف لنفسها.
---
– شقة فارس / صالة – ليل
فارس بيتدرب مع الأخصائي. بيحاول يمشي خطوات قصيرة من غير عكاز.
بيترنح، يقع… لكن يقوم تاني.
الأخصائي:
"إنت بتضغط على نفسك بسرعة."
فارس (بإصرار):
"عايز أقف على رجلي بسرعة… عايز أبقى قوي قبل ما يجروا ورايا تاني."
الأخصائي يخرج.
فارس يقعد على الأرض، يعرق وهو بيتنفس بصعوبة.
يمسك صورته القديمة على التليفون (فارس في الكازينو محاط بالنساء والخمر).
يبص لها بكره، وبعدين يمسحها نهائيًا.
---
– المستشفى / غرفة ليلى – مساء
ليلى داخلة تلاقي على مكتبها ظرف صغير.
تفتحه… تلاقي وردة بيضا مع ورقة مكتوب فيها بخط فارس:
"للأول مرة… بحس إني عايز أكون نضيف عشان حد يستحق."
ليلى تبص للوردة، قلبها يترجف، بس بسرعة تخبيها في الدرج.
---
– مكتب جابر / ليل
جابر قاعد بيدخن سيجار، حواليه رجاله.
رشدي واقف قدامه.
جابر (ببرود):
"فارس بيقاوم… وده معناه إنه مش ناوي يرجع. لو سيبناه، هيسحب ناس تانية مننا."
رشدي (بقلق):
"هو بقى مختلف… مش زي زمان."
جابر (بحدة):
"كل واحد ليه نقطة ضعف. وأنا لقيت نقطة ضعف فارس… البت الدكتورة."
يضحك ضحكة شريرة.
---
– المستشفى / ممر – ليل
ليلى خارجة من النوبة.
تلاقي فارس واقف مستنيها بعكاز.
ليلى (مندهشة):
"إيه ده؟ إنت جاي لحد هنا؟!"
فارس (بابتسامة صافية):
"مش جاي أعمل دوشة… جاي أمشي معاك للبيت. عشان تحسي إنك مش لوحدك."
ليلى (بتحاول تخفي تأثرها):
"أنا مش محتاجة حماية."
فارس (بهدوء):
"يمكن… بس أنا محتاج أحس إني ليّا قيمة في حياة حد."
ليلى تبص له لحظة، وبعدين تسير جنبه. خطواتهم بطيئة، بس في صمت مريح بينهم.
---
– الكورنيش / ليل
ليلى وفارس ماشيين جنب النيل.
الجو هادي، والأنوار منعكسة في الميّه.
فارس (بصدق):
"عارفة؟ زمان كنت بفكر إن السعادة في الخمرة والفلوس. دلوقتي… اكتشفت إن السعادة في اللحظة دي… إني أمشي جنبك من غير ما أخاف."
ليلى تتوقف، تبص له بنظرة طويلة.
لكن قبل ما ترد… تليفونها يرن.
بترد… وصوت غريب يقول:
الصوت:
"ابعدي عن فارس… ولا حياتك هتخلص بسرعة."
ترتعش إيدها، تفصل المكالمة.
فارس يلاحظ خوفها.
فارس (بغضب):
"جابر… بدأ يلعب وسخ."
---
– شقة ليلى / ليل
ليلى قاعدة مضطربة، ماسكة موبايلها.
بتفتكر كلمات التهديد، وصوت فارس وهو بيقول "أنا محتاج أحس إن ليّا قيمة."
دموعها تنزل بهدوء.
تهمس:
"أنا اللي هبقى سبب أذاه… ولا سبب نجاته؟"
---
– مكتب فارس / الكازينو – نهار
فارس قاعد يراجع الأوراق، يدخل واحد من رجالة جابر يبتسم ابتسامة خبيثة.
البلطجي:
"الريس جابر عايزك. إما ترجع تلعب لعبته… أو تجهّز نفسك تدفن اللي بتحب."
فارس يقف بعزم، يمسك العكاز بقوة كأنه سلاح.
فارس (بهدوء قاتل):
"قول لجابر… فارس القديم مات. واللي قدامك مش هيركع."
البلطجي يضحك ويمشي.
فارس يقعد، يتنفس بعمق، ويمسك الموبايل… يتصل بليلى.
فارس:
"عايزك تعرفي حاجة… مهما حصل، مش هسيبهم يكسروني. ولا هسيبهم يقربوا منك."
ليلى تسمع صوته، قلبها يرجف، ترد بصوت خافت:
"فارس… أوعى تتهور. أنا مش مستعدة أخسرك قبل ما ألاقيك."
---
– مكتب جابر / ليل
جابر بيرمي السيجار، صوته غاضب:
"لو فارس مش عايز يرجع… يبقى نجره جرّ. والست دي… هتبقى أول خطوة."
– المستشفى / صباح
ليلى داخلة غرفة الكشف، بتلاقي على مكتبها ظرف أسود.
تفتحه… جوه صورة ليها وهي خارجة من شقتها بالليل.
مع الصورة مكتوب بخط واضح:
"المرة الجاية… هنقرب أكتر."
ليلى إيديها بترتعش.
تحاول تسيطر على نفسها، بس الخوف واضح في عينيها.
تخبّي الظرف في درج مكتبها بسرعة قبل ما حد يدخل.
---
– شقة فارس / نهار
فارس بيتمرن مع الأخصائي. بيحاول يتحرك من غير عكاز، يقع ويقوم تاني.
الأخصائي يبتسم:
"واضح إنك عنيد يا فارس."
فارس (بإصرار):
"العناد هو اللي هيخليني أواجههم. مش هينفع أبقى ضعيف قدامهم."
بعد ما الأخصائي يخرج… فارس ياخد نفس طويل، يمسك تليفونه، يتردد يتصل بليلى.
لكن قبل ما يضغط "اتصال"، يرن الموبايل…
مكالمة من رقم مجهول.
فارس يرد، فيسمع صوت رجولي غامض:
"حافظ على خطوتك… وإلا هتخسر اللي بتحاول تنقذها."
فارس (بغضب):
"لو لمستوا شعرة من ليلى… هقلب الدنيا عليكم!"
الصوت يضحك بسخرية ويقفل.
فارس يرمي الموبايل بعصبية، صوته مليان وجع وغضب:
"مش هسمحلك يا جابر!"
---
– مكتب جابر / ليل
جابر قاعد على كرسي فخم، قدامه رشدي.
رشدي (بقلق):
"جابر… إنت بتلعب لعبة خطيرة. الراجل بقى متغير وممكن يعملها جد."
جابر (بهدوء مرعب):
"التغيير؟ الفيران برضه لو لبست تاج… هتفضل فار. فارس مكانه تحت رجلي، وأنا هرجعه بالعافية. والست دي… هتبقى الطُعم."
---
– المستشفى / استراحة الأطباء – مساء
مريم قاعدة مع ليلى.
مريم (قلقانة):
"إيه مالك؟ شكلك متوترة من يومين."
ليلى تحاول تخفي:
"مفيش… بس ضغط الشغل."
مريم (بصرامة):
"أنا صاحبتك، مش هتضحكي عليّا. في حاجة حصلك بسبب فارس؟"
ليلى تتنهد وتخرج الظرف من شنطتها، توريها لمريم.
مريم تتصدم:
"دي مراقبة! دول مش بيلعبوا يا ليلى."
ليلى (بهمس):
"أنا خايفة… بس أكتر حاجة مرعبة إني مش قادرة أبعد عنه."
---
– الكورنيش / ليل
فارس واقف لوحده، بيبص للنيل.
يحس بخطوات وراه… يلتفت، يلاقي ليلى جاية.
فارس (مندهش):
"إيه اللي جابك هنا؟ المكان مش آمن."
ليلى (بحزم):
"أنا مش هستخبى… بس لازم نفكر بعقل. اللي ضدك دول مش أي ناس. دول مافيا."
فارس يبص لها بعينين فيها خوف عليها أكتر من نفسه:
"عارف… بس أنا اللي اخترت اللعبة دي زمان. وأنا اللي هخرج منها. مش هسمحلك تدفعي تمن غلطي."
ليلى (بصوت منخفض، لكنها صادقة):
"بس أنا اخترت… أكون جنبك."
فارس يتجمد مكانه. أول مرة يسمع منها اعتراف صريح إنها مش بس طبيبة، إنها اختارت تكون في حياته.
عيناه تلمع بدمعة صغيرة.
---
– مكتب جابر / ليل
رجاله جايبين لجابر ملف صور لـ فارس وليلى سوا عند الكورنيش.
جابر يضحك ضحكة شريرة:
"الحب… أضعف نقطة في أي راجل.
بكرة يعرف يعني إيه الخسارة."
---
– شقة ليلى / ليل
ليلى قاعدة في شقتها، بتحاول تذاكر أوراق طبية، لكن تركيزها ضايع.
تسمع صوت خبطة على باب الشقة.
تروح تفتح… مترددة.
لكن تلاقي فارس واقف.
ليلى (بقلق):
"إنت بتعمل إيه هنا؟ ده خطر!"
فارس (بهدوء):
"مقدرتش أنام… حسيت إني لازم أطمن عليكي."
ليلى تتنهد، تخليه يدخل.
هو يقعد على الكرسي، يبص حوالين الشقة المتواضعة.
فارس (بابتسامة بسيطة):
"أول مرة أحس إني في بيت بجد."
ليلى تبص له، قلبها بيترجف. لكنها تحاول تغير الموضوع:
"عايز تشرب شاي؟"
فارس:
"لو معاكي… هشرب ميّه بس."
الجو بينهم هادي، مريح… لكن التوتر تحت السطح.
---
– شقة ليلى / بعد منتصف الليل
ليلى نايمة على الكرسي من التعب، رأسها مالت.
فارس قاعد على الكرسي المقابل، بيتأملها بهدوء.
يبص عليها كأنها ملاك نازل من السما.
يهمس لنفسه:
"إنتي السبب إني لسه عايش… ولو ضيعتك… مش هيبقى فيا حاجة تكمل."
---
– شارع جانبي / فجر
عربية سودا واقفة بعيد قدام بيت ليلى.
جواها اتنين من رجال جابر، بيصوروا البيت.
واحد منهم يقول للتاني:
"الأوامر واضحة… البنت هي الطُعم. جابر عايزها في إيده قريب."
الكاميرا تقفل على عيني الراجل وهو بيبتسم بخبث.
---
– المستشفى / صباح
ليلى داخلة الشغل، تعبانة من السهر.
تلاقي فارس واقف في الممر، بلبس عادي وبسمة بسيطة.
فارس:
"صباح الخير يا دكتورتي."
ليلى (بنصف ابتسامة):
"إنت كده بتهدد سمعتي هنا يا فارس."
فارس يقرب خطوة، صوته خافت:
"مش قصدي… أنا بس لقيت نفسي مش قادر أبعد عنك."
ليلى تتجمد، قلبها يتسارع… قبل ما ترد، يرن تليفونها.
بترد… الصوت المجهول يرجع:
الصوت:
"قلنا لك تبعدي… لكن شكلك بتحبي المخاطرة. استني المفاجأة قريب."
ليلى تترعش، تبص لفارس بخوف.
فارس يشوف عينيها، ويفهم إن الخطر قرب جدًا.
فارس (بغضب، لكنه ماسك نفسه):
"خلاص… اللعبة خلصت. المرة دي… أنا اللي ههاجم."
---
– مكتب جابر / ليل
جابر بيقفل تليفونه بعد ما خلّى رجاله يتصلوا بليلى.
يبص لرشدي ويقول:
"الليلة الجاية… البنت هتكون عندي. وساعتها… فارس هيرجع على ركبته."
رشدي يبص بخوف.
لكن جابر يضحك وهو يشعل سيجاره.
المستشفى / موقف العربيات – ليل
ليلى خارجة متأخرة من الشغل.
المكان هادي زيادة عن اللزوم.
تفتح عربيتها… فجأة تلاقي إيد قوية ماسكة دراعها من ورا.
صوت رجولي خشن:
"الدكتور الجميلة… الباشا عايز يشوفك."
ليلى تحاول تصرخ… بس واحد تاني يغطي فمها ويحاول يشدها ناحية عربية سودا.
قبل ما يركبوها… يظهر فارس من بعيد، ماسك عصاية حديد!
يهجم عليهم بعنف، يضرب واحد في كتفه، والتاني يقع على الأرض.
ليلى مرعوبة:
"فارس!! إنت بتعمل إيه؟!"
فارس (بغضب قاتل):
"دول مش جايين يسلموا عليكي يا ليلى!"
الرجالة يهربوا بالعربية قبل ما فارس يلحقهم.
ليلى بتنهار من الخوف، فارس يطبطب عليها.
فارس (بحزم وحنان):
"من دلوقتي… مش هتتحركي خطوة من غير ما أكون جنبك."
---
– مكتب جابر / ليل
رجاله راجعين مضروبين.
جابر بيولّع سيجاره، صوته بارد بس مرعب:
"فارس لسه فاكر نفسه بيلعب في الشارع… مش عارف إن الليلة الجاية هي اللي هتخلص حكايته."
رشدي (بقلق):
"بس البنت هتخليه مجنون… وهي دي نقطته الضعيفة."
جابر (بابتسامة خبيثة):
"ونقطته الضعيفة… هي اللي هتخليني أخلص عليه."
---
– شقة ليلى / ليل
ليلى قاعدة على الكنبة، عينيها لسه شايلة الخوف.
فارس واقف عند الشباك، بيراقب الشارع.
ليلى (بصوت مكسور):
"أنا السبب إنك في خطر. لو ما كنتش دخلت حياتي… كان زمانك بعيد عنهم."
فارس يلف ويبص لها بحدة، لكنه هادي:
"غلط… أنا اللي جبت الخطر ده لنفسي من سنين. إنتي… السبب الوحيد اللي بيخليني عايز أعيش."
ليلى عينيها تدمع…
فارس يقرب، يمد إيده ويمسح دموعها.
لأول مرة بينهم لحظة صمت حميمة جدًا…
لكن فجأة صوت رنة موبايل فارس يكسر اللحظة.
يفتح الموبايل… رسالة فيها صورة لليلى وهي خارجة من المستشفى.
وتحتها مكتوب:
"الليلة… هنخلص اللعبة."
فارس عينيه تلتمع بالغضب.
ليلى تبص له مرعوبة.
فارس (بصوت حاسم):
"خلاص… مفيش هروب. أنا اللي هروح لهم."
---
– الكورنيش / ليل متأخر
فارس ماشي لوحده، من غير عكاز. خطواته تقيلة لكن ثابتة.
يبص للنيل، يهمس:
"يا رب… إديني قوة… آخر مرة."
ورا منه، عربية سودا بتتبعه ببطء.
---
– مخزن قديم / أطراف المدينة – ليل
رجال جابر موجودين، والإضاءة خافتة.
فجأة الباب يتفتح… فارس داخل لوحده.
جابر قاعد في النص، حواليه رجاله.
يصفق بسخرية:
"أهلاً بالبطل… جه برجليه للحفرة."
فارس (بهدوء قاتل):
"أنا جيت… عشان أخلص الدَين اللي بيننا. بس لو لمستوا ليلى… هتشوفوا جحيم."
جابر يضحك بصوت عالي، يغمز لرجاله.
فجأة… باب جانبي يتفتح.
ليلى مربوطة ومغمضة العينين، واحد من الرجالة ماسكها.
فارس يتجمد، عينيه تتسع بالغضب.
جابر (بخبث):
"إيه رأيك في الطُعم يا بطل؟… مستعد تخسرها زي ما خسرت كل حاجة؟"
المخزن القديم / ليل
(المكان مظلم، مصابيح صفرا معلقة في السقف. رجالة جابر حوالين فارس وليلى.)
فارس واقف، عينيه ثابتة على جابر.
ليلى مربوطة ومرعوبة، بتحاول تفك نفسها.
جابر (بصوت ساخر):
"كنت فاكر نفسك هربت؟… لا يا فارس. اللي يدخل لعبيتي، لازم يخرج جثة أو عبد."
رشدي واقف جنب جابر، متوتر.
رشدي (بصوت واطي):
"جابر… ده مش فارس القديم. خليه يروح أحسن."
جابر يحدّق فيه بنظرة حادة:
"إنت هتعلّمني أخلص على الفيران إزاي؟!"
(يرجع يبص لفارس)
"دلوقتي… هتختار: ترجع تلعب لعبتي وتدير الكازينو من تاني… أو البت دي هتدفع تمن غبائك."
فارس يتنفس بعمق، يضرب الأرض برجله اللي لسه ضعيفة… لكنه واقف ثابت.
فارس (بهدوء قاتل):
"أنا اخترت… أبقى إنسان. والإنسان… ما بيركعش لشيطان."
(رجاله جابر يضحكوا بسخرية ويقربوا لفارس.)
---
– الخارج / قرب المخزن – نفس الوقت
(سيارة شرطة صغيرة واقفة بعيد.
جواها ضابط شاب: النقيب "سامي".
معاه اتنين من المخبرين.)
سامي:
"وصلني بلاغ عن حركة غريبة في المخزن ده… شكله فيه عملية كبيرة."
مخبر:
"بس دول ناس تقيلة يا باشا، جابر معروف إن وراه رجال سياسة."
سامي (بصرامة):
"القانون ما يعرفش مين وراه. نستنى إشارة مني ونقتحم."
---
– المخزن / جوه – ليل
رجالة جابر بيحاصروا فارس.
فارس يحاول يضرب واحد بالعكاز، يطيّره على الأرض.
رجالة تانين يوقعوه، لكنه يقوم تاني.
ليلى (بتصرخ):
"سيبوه!!"
واحد من الرجالة يبص لها بابتسامة بشعة:
"دي لسه ما داقت العذاب… استني دورك يا دكتورة."
فارس يصيح بغضب، يضرب الراجل بقوة تخليه يوقع على طاولة حديد.
رشدي متوتر أكتر… يقرب من جابر:
"جابر، سيب البنت. اللي بيحصل ده مش لعب… هينقلب علينا."
جابر يبص له نظرة ازدراء:
"لو خايف… امشي. بس الليلة فارس لازم يتكسر."
---
– ممر المخزن – في الخلف
(باب سري بيتفتح.
يدخل رجل مسن، شكله محترم، بدلة قديمة.
إنه "الحاج نجيب" – زبون قديم في كازينو فارس.
زمان خسر كل فلوسه بسبب فارس، لكن بعد الحادث… فارس ساعده يفتح محل صغير.)
الحاج نجيب (بصوت قوي):
"جابر!! سيب الولد… كفاية خراب."
الجميع يلتفت بدهشة.
جابر يضحك ساخرًا:
"مين اللي رجع المومياء دي؟"
الحاج نجيب (بإصرار):
"أنا اللي كنت عبد للعبة دي… والوحيد اللي خرجني منها هو فارس. إنت فاكر نفسك بتملك الناس؟! لأ… أنت مجرد تاجر سم."
(بعض الرجالة يتبادلون نظرات قلق… واضح إن في ناس مش مرتاحة لخدمة جابر.)
---
– الخارج / أمام المخزن – ليل
(النقيب سامي يدي الإشارة.
الشرطة تقتحم المكان فجأة.
أضواء كشافات قوية تدخل، وصوت صفارات يملأ الجو.)
سامي (بصوت عالي):
"كلكم على الأرض! السلاح في الأرض!"
رجالة جابر يتلخبطوا.
فارس يستغل اللحظة، يحرر ليلى.
---
– داخل المخزن / فوضى
(الشرطة تضرب نار تحذيري.
رجالة جابر يجروا في كل اتجاه.
رشدي يهرب ناحية الباب الخلفي.
الحاج نجيب يساعد فارس وليلى يخرجوا.)
جابر، رغم كل ده، واقف ثابت، عينيه بتولع نار.
يبص لفارس وهو بيبعد مع ليلى.
جابر (بصوت واطي لكن مسموع):
"المعركة لسه ما بدأتش يا فارس… هخليك تشوف الجحيم."
---
– خارج المخزن / ليل
(فارس وليلى بيخرجوا مع الحاج نجيب.
النقيب سامي يقرب منهم.)
سامي:
"إنت فارس منصور؟ عندنا ملفات قديمة باسمك."
فارس (بهدوء):
"اللي كنت تعرفه مات… دلوقتي أنا راجل جديد. ولو عايز تمسكني… مسكني. بس قبل أي حاجة… احميها."
(يبص لليلى. سامي يتأمل المشهد، يلمح في عين فارس صدق مش متعود عليه.)
سامي يهز راسه:
"مش وقته الكلام… لازم نخرج من هنا بسرعة."
---
– الكورنيش / فجر
(فارس واقف مع ليلى والحاج نجيب.
الهدوء راجع بعد العاصفة.)
ليلى تبص لفارس، عينيها مليانة دموع:
"إنت كنت هتضحي بنفسك عشاني؟"
فارس يبتسم ابتسامة هادية:
"أنا كنت ميت قبل ما أعرفك. إنتي السبب إني واقف دلوقتي."
(ليلى تبكي بصمت، الحاج نجيب يبص لهم بعينين راضية.)
