اخر الروايات

رواية روح بلا مأوي الجزء الثاني الفصل الخامس عشر 15 بقلم سارة فتحي

رواية روح بلا مأوي الجزء الثاني الفصل الخامس عشر 15 بقلم سارة فتحي


روح بلا مأوى
الفصل الخامس عشر
الجزء الثانى
****

انتظرت والدة هاجد حتى أخذت الجواب ثم اغلقت
الهاتف ووضعته بجيب عبائتها المنزلية ثم حملت صينية بها كوبين من الشاى متجهة إلى طاولة السفرة حيث
يجلس هاجد وضعت الصينية مقدمة أمامه كوب
الشاى أما هو قد اكله الفضول متساءل:
-كلمتيها؟!

رفعت نظرها إليه وانتبهت لفضوله ثم اجابته بمراوغة
قائلة:
-أه، إلا صحيح يا هاجد العلبة كان فيها أية؟!

تقوست شفتيه بعدم رضا ثم زفر قائلًا:
-هداية ياامى ها قالتلك أيه؟!

تجاهلت سؤاله وباغتته بسؤال اخر بهدوء مستفز:
-الشاى يا حبيبى عايز سكر

اغمض عيناه زفرًا وهو يمسد على لحيته الخفيفة قائلًا باقتضاب:
-مظبوط

-عاملة كيك اجابلك جنب الشاى

ظل فى حالة الشد العصبى يتمتم بكل الأذكار والادعية قائلًا:
-سلسلة ياأمى سلسلة

اخذت رشفة من كوب الشاى ثم سألته مدعية عدم الفهم:
-سلسلة أيه يا حبيبى بقولك كيكة

زفر قليلًا ثم قال:
-هتخسرى أيه يا أمى لو سألت وجاوبتى
يعنى هيقول ردت على ابنها وريحته من اول مرة

ألتو فمها بسخرية قائلة:
-يا حبيبى المعاملة بالمثل أنا سألتك كام مرة العلبة
فيها أيه تقولى هدايا
يعنى يا قلب أمك هيكون فيها فيل، تيجى دوغرى
مع أمك بعد كدا.. على العموم كلمتها سألتها فاضية
تنزل تختار الموبليا قالت هتشوف وترد عليا

-قالت أمتى؟!

اجابته بجدية قائلة:
-محددتش وانا مرضتش اطول عليها شكلها كانت برا
صوت دوشة جنبها

شعر بإحباط من هذا الأمر تحديدًا فهو لا يعلم عنها
شيئًا، احتل الضيق نبرة صوته متسائلًا:
-بره فين دا عمى مصطفى مسافر حتى

ظلت والدته تتابعه بعينيها، اشاح بنظره بعيدًا شاعرًا
بنظراتها التى تتابعه، فنهض واقفًا يستئذن والدته
للأنصرف فهو يشعر ببعثرة بداخله بحاجة لترتيب
انفاسه المتسارعة، فهمست والدته بابتسامة هادئة:
-دية فرحها بعدين شهرين يعنى اكيد بتجيب حاجات
نقصاها يا هاجد بلاش تكشر كدا وبعدين قولنا نكتب
الكتاب كان زمانك معاها

-مش مكشر أنا قلقان بس، بعدين مش هنضغط
عليهم يا أمى عن اذنك

******

اصبحت الحديقة تشع بالمدعوين والجميع على ملامحه
علامات الانبهار والاعجاب بتأسيس هذا الحفل،
كان تحت اشراف طاهر لكن لمسات ضياء واضحة
هبطت بيلا الدرج وهى تتباطأ ذراع ضياء بفستانها
الانيق ذو شيفون يضيق من الصدر ومنفوش بعد
ذلك بذيل طويل وما أن وضعت قدميها على
الأرض تحرك ضياء نحو مشغل ال (دى جى)
وامسك الميكرفون قائلًا:
- انتباه بقى ..بيلا أجمل بنت فى الكون اللى خطفت قلبى من أول مرة ..

فجأة وجدت اغنية شعبية تملئ المكان وضياء يغمز لها
"بطل الكوكب وحش الكون
على تيك توك ديه اجمل بنت

شيفاك انت كوين وبتاج
ولايقة عليا عشان أنا كينج

ياسبايسى جاى بصبح وامسى
انا فيكٍ بجد نفسى

كانت تقف مشدوهة من تصرفات ضياء وهو يقف
أعلى منصة الفرح ليصبح فى نقطة مرتفعة بين الجميع والضحكة تزين ثغره وهو يغمز لها، ليبدأ حينها بمفاجات الجميع بالرقص على المهرجان بطريقة رائعة جذبت الانظار ثوانٍ وكان كنان يقفز
بجواره وبدأ ببعض الحركات الراقصة وانضم
الشباب لهم وازادا الفرح اشتعالًا يرقصون، يصفقون
بحركات متناسقة امام بعضهم، أما كيان كانت تقف
فى الاسفل واكتشفت انها لا تعلم شئ عن كنان
ولا عن روحه المرحة انتهت الأغنية وقفز كنان يقف
بجانبها ومال عليها قائلًا:
-انا فيك بجد نفسى
انا نفسى بوسة من اجمل خدود

توسعت عيناها بذهول رفعت عينيها إليه وجدته يهز رأسه مؤكدًا على كلامه اطرقت رأسها ارضًا مستمتعة
بقربه، على وجيف قلبها فى تزايد كأنها تتلوى على جمار
لوعة الحب

قطع صوت ضياء فى الميكرفون قائلًا:
-عمى هاشم فين
معاك خمس دقايق بس
شغل يا بنى

ابو العروسة يفرح
ابو العروسة يرقص
ايوه بقى طبعًا من حقه ايوه بقى ياناس من قلبه

اقترب من بيلا وترقرقت الدموع بعيناه ارتمت بين ذراعيه تبكى اخذ يقبل جبهتها ويربت على ظهرها
تأثر جميع المدعوين وبدأت الدموع تظهر بعينيهم
التقط ضياء الميكرفون قائلًا:
-بااس لحد كدا وكفاية ...الخمس دقايق بتوعك خلصوا
قلبتها نكد أنا غلطان ... سورى يا طنط لبنى كانت
ليك فقرة ولغتها خلصت على كدا

تحولت حالتها وعادت اجواء الفرح سريعًا، مضى ضياء
نحوهم وكان مازال والدها يحتضنها حاول ضياء اخذها
من بين يديه لكنه رفض، فابتسم ضياء بخبث وتوجه
نحو حماته جذبها ليرقص معاها فانتفض حماة كأنه لدغه او اصيب بماس كهربى تاركًا بيلا ليجذب زوجته منه وهو يرمقه شزرًا التو ثغر ضياء قائلًا:
-ناس مبتجيش غير بالعين الحمرا

انتهت مراسم الزفاف فتقدمت بيسان لتبارك للعروسة
فى نفس اللحظة قدوم طاهر وما أن رأته فرمقته بنظرات محتقنة فابتسمت بيلا بمجاملة فهى لم
تنسى موقفها بعد قائلة:
-الدكتورة بيسان ..الباشمهندس طاهر زميل

التو ثغر طاهر بسخرية قائلًا:
-بيسان واحد بس قولى بلسانين بتلاتة بعشرة

توسعت عيناها بذهول من وقاحته بينما بيلا كانت تحاول كبح ضحكاته قائلة:
-طاهر!!

جزت بيسان على اسنانها قائلة:
-أنا ايه يا بربرى أنت

قبل أن يجيبها انضم لهم ضياء متسائلًا:
-خير فى أيه؟!

نطقت بيسان وهى ترمق طاهر بطرف عيناها قائلة:
-مبروك ياضياء فرحتلك
مبروك يا بيلا عن أذنكم

انصرفت من امامه بغطرسة، طرق طاهر كفًا بالأخر قائلًا:
-نفس كمان وتفرقعى

بارك طاهر للعروسين فاستقبل ضياء مباركته بصدر
رحب فهو لم يتهاون لحظة فى تحضيرات الزفاف
كان يعمل على قدم وساق

*****

فى الخارج بعد أن انصرف جميع المدعوين توجهت كيان تفتح باب السيارة فأوقفتها حماتها قائلة:
-انتِ رايحة فين؟!
انا هروح مع جوزى وانتِ مع جوزك

كان كنان يقف خلفها تهدج صدره انفاسه من فكرة
رجوعها مع والدته وتجاهله، قاطع كنان والدته
قائلًا:
-اللى يريحها يا ماما

غصة مريرة تجمعت فى حلقها عندما استمعت لرده
فاستدرات له قائلة:
-أنا افتكرتك هتقعد هنا مع ضياء شوية عشان كدا
كنت هروح مع طنط

تنهد محاولة تهدئة انفاسه التى ازدات من بعض كلمات
التى استمع إليها منها كأنها تخبره وتأكد على عدم
اهميته لديها وانه لم يعنيها شئ حتى تسأله هو
هز رأسه على مضض وسار امامها لسيارته

لحقته هى وبداخلها ذوبعة من الافكار تخشى
القادم ولا تعلم كيف ستكون العلاقة بينهم شاعرة
بتشوش فتحت باب السيارة وترجلت بجواره
انطلق هو بملامح جامدة عكس ملامح الزفاف فهمست بخفوت قائلة:
-ماكنش قصدى حاجة بالحركة دية بس بجد
افتكرتك هتقضى الليلة مع ضياء

-نعم!!!
ايه اقضى الليلة مع ضياء دية لأ أنا راجل أوى
بعدين ضياء يقضى معايا الليلة طب وبيلا هتنام
فى حضن ابوها

فغرت فاها وعيناها معًا وانعقد لسانها ولم يسعفها
على الرد لتبتلع قائلة:
- اللى بتقولوا دا نزلنى على جنب هنا

قهقة عاليًا وهو يقول من بين ضحكاته:
-انزلك دا أيه هو انتِ راكبة ميكروباص

فجأة قاد السيارة بسرعة جنونية وهى تصرخ بجانبه
صرخات جنونية استمر الوضع ذلك لعدة دقائق
ثم اوقف السيارة على جانب الطريق قائلًا:
-نفسى اخطفك اسبوع من الدنيا نطلع مكان لوحدنا

لم تستطع منع ابتسامتها او رفض طلبه فهزت رأسها
بالايجاب تلمس بيده جانب وجهها بحنان قائلًا:
-صدقينى اسبوع بعمرنا كله

-كنان بلاش كدا فى الشارع ولا أيه؟!

ضحك حتى بانت نواجزه قائلًا:
-عندك حق وضياء لو قاللوا كنان بيولع دلوقتى
ولا هيعبرنى

اجابته مندفعة بتلقائية:
-بعد الشر عليك

-لأ نروح احسن هيبقى فعل فاضح بجد

رأت بعيناه نظرات هى باتت تعرفها جيدًا فحاولت تغيير الموضوع:
-بس طلعت بتعرف ترقص شعبى جامد اومال ليه
تقولى متشغليش الاغانى دية

انشق ثغره بابتسامة واسعة قائلًا:
-لا ما ضياء كان الكاوتش وبيدربنى طول الليل
بس اوعدك فرحنا هيبقى ملوكى فعلًا مش جنان
ضياء

اجابته باستيحاء قائلة:
-بس أنا بحب جنان ضياء اكتر

قرص خدها كطفلة صغيرة وهو يضغط على كلماته قائلًا:
-اسمها بحب الاستيل دا مش بحب جنان ضياء
عشان مولعش فيه

هز رأسها بابتسامة ناعمة فهو تربع على عرش قلبها بينما هو كان يشعر بزيادة نبضات قلبه وكأنه سيحطم ضلوعه ويخرج ليضمها دقائق وكان يصف سيارته

******

وقف هاشم يطالع الفيلا من الداخل والخراب من اثر
تجهيزات الزفاف فبقى يحدق به مبهوتًا كاد يصيب
بذبحة صدرية فصرخ به:
-ضياء اية اللى عملتوا دا

دس يده فى جيب بنطاله قائلًا:
-عجبك صح عجبك متنكرش دا انت كنت هتموت ومتنزلش من فوق دا كنت ناقص تقول عايز لفة
تانى

نظر له بضيق وهو يشير للخراب حوله قائلًا:
-أيه المهزلة دية

-مش أنت قولت انا عليا التجهيزات وانا وافقت
وأنت بقى عليك التفنيشات يا حمايا

اقتربت لبنى من زوجها تحدثه بعتاب قائلة:
-ما خلاص بقى كل حاجة تظبط عادى دول عرسان
سبهم يطلعوا اوضتهم

نظر لها بغضب وكأنه على حافة بركان سينفجر فحدثه
ضياء قائلًا:
-تصدق بالله

ظل حماة صامتًا ينتظر كلماته فالتو ثغر ضياء قائلًا:
-ما تقول لا إله إلا الله هو انت بتعبد أيه؟!

-شايفة شايفة بيستفزنى ازاى

تقدم ضياء خطوتين نحو بيلا الساكنة وفى حركة سريعة
كان يضع يد اسفل رقبتها ويده الاخرى عند ساقيها
وحملها قائلًا:
-لا استفزك ولا تستفزنى انا ماشى

صرخ هاشم:
-نزل البنت ازاى تشيلها كدا قدامى

-لا دا أنا اشلها قدام العالم كله أنت مش لسه ماضى
على عقد جواز ولا كان شيكات شوف انت الدنيا
هنا اشغل وقتك وانسانى

****

بعد أن وصلا للفيلا ولج لغرفتهم نزع كنان سترته
معلقًا أياها بهدوء مضى نحوها يحاوطها من خصرها
تلاقت اعينهم باشتياق شديد اشتاقت لتلك الخضراوتين
اما هو كان يتفرس ملامحها من اعلاها لأدناها بثوبها
الأزرق مدى يده يفك رباط حجابها فتنته خصلاتها
السوداء التى تتمرد على وجهها، اتسعت عيناه
حين وقعت على احمر الشفاة لتتحرك تفاحة ادم
فى حركة تلقائية سريعة فأغمضت عيناها باستيحاء
فالتقط شفتيها فى قبلة هادئة ثم لثم عنقها بقبلة
ناعمة قائلًا:
-بحبك

-كنان لو سمحت ابعد شوية

اقترب اكثر دفنًا رأسه فى عنقها وهو يقول بصوت رخيم:
-قصدك كفاية بعد
كيان ضياء هيمسك هنا وانا هناك ونسافر
أنا وانتِ دبى

فتحت عيناها على مصرعيها ثم دفعته فى صدره بعيدًا عنها قائلة:
-أية قررت ديه؟!

-مالك قلبتى ليه؟!
أنت هتفرق معاكِ أنك تفضلى هنا ليه؟!

اغضبها طريقته لتهميشه لها وتقليل مكانتها، نعم هى ليس لديها عائلة ليس لديها ما يجبرها على البقاء
شعرت بالخذلان ونظرت له بغضب قائلة بألم محاولة
السيطرة على دموعها قائلة:
-انا عارفة انى ماليش أهل يدوروا عليا ولا أنا افرق
مع حد بس انا ليا حياتى اللى كنت عايشها قبل
ما اعرفك حتى لو كلكم استكتروا عليا دا

ضحك بسخرية وهو يهز رأسه بسلب وصاح بصوت عالى
ووجع:
-دا بس اللى وصلك من كلامى هااا
ليه مش بتحاولى تفهمينى، مش ممكن اكون عايز
اخدك بعيد عن ذكرياتك نبدأ حياة جديدة ليه ياكيان
أنتِ لية على طول شايفانى وحش

-انت حتى ما كلفتش خاطرك تسألنى انت مقرر
والمفروض معترضش ولا اتكلم انت لية تملى
بتحاسبنى ها

اشتعلت النيران داخله حين بكت وخانتها دموعها اقترب
منها يصرخ بها:
-لية كل ما قرب تبعدينى لية توجعى نفسك وتوجعينى
لية مش كفاية

تشعر بمرارة الصبار بحلقها شعور الخذلان يحرقها من
الداخل هيئته هكذا مؤلمة بشدة ظلت ثم استجمعت
رباطة جأشها قائلة:
-طلقنى احنا مش هننفع مع بعض

زاد ثقل الأعباء على قلبه لِمَ لم تشعر به وبصدق حبه صرخ وهو يركل الكرسى ثم ازاح بيده كل
شئ من على التسريحة انهارت اعصابة وهو يكسر
كل شئ امامه ثم خرج صافعًا الباب خلفه


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close