اخر الروايات

رواية سلوان الفجر الفصل الحادي عشر 11

رواية سلوان الفجر الفصل الحادي عشر 11



                                              

هي امرأة تتلو صلواتها أمام المذبح، تشعل شموع الرجاء، وتزين عنقها بالصليب ، أما هو رجل ينحني ساجدا في المساجد رافعا يديه للدعاء، ويرتل آيات القرآن بقلب خاشع

14


كسراجين في معبد ومسجد، لكلٍ نوره، ولكلٍ قدسيته

+


___________________________



+


العاشرة ليلا 

+


في ذلك الجو الهادئ، كانت نسمات الرياح الطفيفة تلاطف أوراق الأشجار ، ليصل عبقها الفواح لنوافذ غرفة  تليد وكلوديا

+


حيث يظهر تليد بسرواله الكلاسيكي الأسود في انعاكس المرآة المستطيلة الشكل، الملتسقة على الحائط، بينما يحاول تعديل ربطة عنقه 

7


لحظتها خرجت كلوديا بفستانها الأحمر الذي ينحت تفاصيلها، بلا أكمام يصل طوله للركبتين، حركت مقلتيها نحوه، حيث رفعت رموشها بالقليل من الماسكرا، وزينت شفافها بأحمر شفاه داكن، مناسب مع لون بشرتها الأبيض، وغطت نمش وجهها بالقليل من الفاونديشن

13


ثم راحت تخطو نحوه ببطئ يسمع صوت كعبها العالي وهي تقترب منه بعدما قالت عندما لاحظت جداله مع الربطة 

+


"دعني أساعدك" 

8


لحظتها وعندما أزاح بصره نحوها، أصبح كل ما حوله بالأبيض والأسود غيرها، كلما دق كعبها الأرض سمع صوت دقات قلبه المتسارعة، فقد حاسة السمع والنظر فكل ما يراه هي، ورغم قرب المسافة بينهما إلا أنه شعر وكأن الكون يمنع لقائهما، وكأن خطواتها نحوه أخذت منها سنين للوصول إليه 

+


وقفت أمامه غير مدركة لنظراته نحوها وراحت تعدل ربطة عنقه بإتقان، أما هو كان غارقا في تفاصيلها متانسيا ما يدور حوله،  وهذا ما جعله يهمس بصوت رجولي خافت 

+


"كلو" 

7


همهمت له موافقة وهي منغمسة في تعديل ربطته ليضيف هائما بعينيها 

+


"Για την αγάπη Εκείνου που σε δημιούργησε, δώσε μου την ανάσα μου πίσω"

11


كانت باليونانية وتعني حبا لمن خلقك، أعيدي لي أنفاسي 

15


ابتسمت بخفت وابتسامتها زادت الطين بلة، وقالت ممازحة 

+


"علي تعلم هذه اللغة، لأن سيد ملك الجليد يرفض الترجمة" 

1


سحرها لم يكن بهين على قلبه، نظرة منها تخطف أنفاسه ما بالك ابتسامتها، أحكم قبض يده كي يخفي ارتجافه المفاجئ  لكنها لاحظت ذلك وسألته 

+


" هل انتقل ارتجافي لك! " 

6


أجابها دون ذرة تردد حتى 

+




                
" أنت ترتجفين خوفا، وأنا أرتجف حبا، الأمر مختلف"

13


أبعدت عيناها عنه محرجة، ثم رفعت يدها لتعدل ياقة القميص وراح هو يتحدث متغزلا بسحرها

+


" حرم على نساء العالم ارتداء الأحمر من بعدك "

3


" ربما يليق بهن الاحمر، ولكنك من تليقين به  "

7


" وُجد الأحمر لينطق بحسنك فقط، هل أخبرتك من قبل أنه لوني المفضل؟ "

6


أصبح لون وجنتيها بلونه المفضل، وتناسق مع فستانها بسبب ما تسببت به كلماته، لطمته على كتفه بخفة حرجا وقالت دون أنت تنظر نحوه 

14


" توقف أرجوك " 

+


ابتسم بخفت يعاين تصرفاتها، وردات فعلها عندما تشعر بالحرج 

+


"لكني لا أستطيع، حالتي مزرية صحيح؟ حالة قلبي أكثر لكنك لا ترينه، ماذا تفعلين بي كلو؟ " 

6


تغيرت تعابير وجهه فجأة بينما يعاينها، ثم أتته لحظة إدراك أخيرا، أنها ستخرج بهذا المنظر أمام الجميع، ما جعله يبتعد عنها قائلا ببرود وكأنه ليس تليد الذي كان يغرقها بحبه قبل قليل 

5


" من اشترى هذا الفستان! "

+


" أنت " 

14


على بمقلتيه قليلا، يتذكر متى قام بذلك؟  لتأتيه لحظة ادراك أخرى، وأنه حقا من اشتراه عندما كان يقتني لها المستلزمات بعد زواجهما، وهذا ما دفعه ليهمس تحت أنفاسه الثائرة 

+


"حسنا، أستحق أن تقطع يدي التي اشترته  "

9


رفع صوته مجددا يخاطبها ببرود

+


" اشتريته لكي ترتديه أمام زوجك لا الخروج به " 

+


علت بحاجبيها استغرابا لردات فعله المفاجئة، أما هو اقترب أكثر ماسحا أحمر الشفاه عنها 

3


" منذ متى تضعين هذا على وجهك " 

+


دفعته عنها مبتعدة، ترميه بنظرات حادة 

+


" هل لديك انفصام، ماذا حدث؟ "

+


" لن تخرجي بذلك الفستان على جثتي كلو " 

+


أسلوبه زادها عنادا، لذا خاطبته رافضة  

+


" حسنا هيا مت دعني أخرج "

10


على بحاجبيه بغير رضى، ثم ضم ذراعيه لصدره قائلا 

+


" يبدو أنك أصبحت قوية "

+


هزت كتفيها بإهمال وردت بلا مبالاة 

+


"أنت من علمتي ذلك" 

+



    
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close