اخر الروايات

رواية تحالف الاقدار الفصل السادس 6 بقلم دنيا احمد

رواية تحالف الاقدار الفصل السادس 6 بقلم دنيا احمد 


                                           
الفصل السادس {خطر وشيك }
   
حبيت انزل الفصل بدري لأنه جهز بدري اتمني يكون فصل ممتع و يكون قد توقعاتكم في الرواية 

+


في منزل مراد و فرح 

+


راقب مراد تلك الرسالة بقلق امتزج بالغضب الذي تفاقم في عدستيه خاصة حين رأي كلمات تلك الرسالة ، يبقي هادئا حتي يحاوط الخطر زوجته و يتسلل إلي منطقته الأمنة في تلك الحياة ، وقتها فقط يتبدد هدوئه حين يتعلق الأمر بها يمكنه أن يهدم الطرق و يقوض الحروب كما فعل سابقًا لأجلها 

+


زفر أنفاسه بقوة يحاول تنظيمها ، أنفاسه العالية الهائجة كانت تشبه تمامًا غضبه الذي كلما اقترب من الإنطفاء و أصبح لهيبه علي وشك الاندثار ، يعود القدر من جديد و يروي غضبه ليعود من جديد يلوح في الأفق 

+


فاق من شروده علي حركة فرح الهادئة و هي تنهض بتكاسل و أعين ناعسة أثر نومها ، مسد مراد فوق خصلاتها و هو يهتف بنبرة مُتسائلة بحنان يواري خلفها ذلك الصراع الذي يدور بداخله : ايه اللي صحاكي يا حبيبي

+


همهمت بإرهاق و هي تنهض بجسد متراخي أثر النوم هاتفة بنعاس : معدتي وجعاني شوية 

+


حاوط مراد ذراعيها بحماية يساعدها في الإعتدال و هو يهتف بلطف و يده تداعب خصلاتها : طب ادخلي الحمام و أنا هقوم اعملك حاجة دافية 

+


بعد مرور بضع دقائق 

+


دلف مراد إلي غرفتهم و هو يحمل بيده كوب به مشروب دافئ ، رفع عيونه يراقبها و هي تضع تلك العروس بيدها فوق رف مُمتلئ بهم بمختلف الأشكال 

+


ابتعدت قليلًا عن الرف تراقبه بتروِ و عيونها تمر فوق كل عروس منهم بإبتسامة باهتة تنهدت بهدوء و هي تنبس بحزن : أنت عارف يا مراد ليه مسيبتش العرايس دول في بيت بابا 

+


جلس بجانبها فوق الفراش و هو يناولها الكوب مُردفًا بنبرة هادئة : اكيد بتحبيهم أنا بحس أنهم حاجة مميزة في علاقتك أنتِ و أخواتك 

+


اتسع ثغرها بإبتسامة باهتة و هي تنتقل بنظرها مرة آخري لهم تطالعهم بحزن و هي تهتف بنبرة ثابتة تخللها الحزن : فعلًا طول عمرهم يا حبايبي بيحاولوا يقوموا بدور بابا و يعوضوا الغياب اللي هو اختاره بالرغم من وجوده في حياتنا أنت عارف إني كل العرايس دول جم علشان يعوضوني عن عروسة واحدة 

+


ابتلعت لعابها بألم  و هي تهمس بحزن و عيون دامعة : من زمان أوي طلبت من بابا و هو مسافر يجيب ليا عروسة و هو راجع و فضلت قاعدة مستنية يجي من السفر و اتخيل شكلها هيكون عامل إزاي بس بابا و هو راجع مجبهاش

+


تنقل مراد بعيونه ناحيتها و هو ينبس بنبرة مُتسائلة بحنان : مش يمكن مكنش معاه فلوس أو حصلت ظروف ليه خليته ينساها

+



                                       

                
ابتسمت بألم و هي تُجيبه بهدوء حتي أن العبرات بدأت تنساب من عيونها فوق صفحة وجهها دون قيود تهبط بحرية فوق وجهها : هو منساش الهدية هو نساني أنا لما شوفته جايب معاه عربية جديدة لأشرف وقتها عرفت أنه منساش الهدية هو نسي بنته

+


تنهدت بألم تهتف بحزن و عيونها تتنقل فوق ذلك الرف بدموع ، لمعت بعدستيها السوداء التي اغرقهم القهر : أنت عارف بالرغم من كل العرايس دي و بالرغم من أنهم كلهم هدايا غالية علي قلبي علشان من محمد و أحمد و إنها حاجة مميزة في علاقتي بيهم إلا إني عمري ما فرحت بيهم زي العروسة اللي كنت مستنيها من بابا 

+


اقترب مراد من فرح يتناول كفها البارد بين كفيه التي لطالما كانوا يركضوا دوما لكفيها حيث موضعهم الأساسي ، ليحاوطوا كفوفها ليتسلل عن طريقهم الحنان و الأمان إلي قلبها الذي لم يجد سبيلًا يرتوي فيه من كل ما فقده إلا عن طريق مراد 

+


مسد فوق كفيها بحنان و هو يطالعها بنظرات حنونة تخللها الحزن لأجلها و هو يهمس بنبرة حنونة : كملي أنا معاكي سامعك 

+


تنهدت مرة آخري بألم و هي تستند فوق كتفه برأسها ، رفعت يديها من بين كفيه تحيط ذراعه بقوة و هي تُجيبه بنبرة متألمة امتزجت بالدموع التي هبطت فوق وجهها بحرية دون حواجز تُعيق سقوطها من عدستيها : فضلت كتير مستنية اليوم ده مستنية العروسة بتاعة بابا مهما كان شكلها حتي لو كانت هتيجي متأخر فضلت اقول لنفسي أعذار كتير كل ما اليوم ده يتآخر 

+


صمتت و هي تحاوط ذراع مراد بقوة أكثر كأنها طفلة تحاوط والدها بمكان جديد لأنها تخشي الكل من حولها و هي تهتف بنبرة مُرتعشة بحزن : لحد اليوم اللي رفعت فيه راية الاستسلام و حسيت إني فقدت الأمل و قررت ابطل استني بابا علشان هو قرر أنه يخذلنا كلنا و يتخلي عننا الموضوع كان صعب و إحساس الخذلان من العالم كله في كفه قصاد إني اللي يخذلك و يفضل دايما يخيب أملك أهلك 

+


ثم أكملت بهدوء و هي ترفع عيونها ترمق مراد بحب : أنا فقدت الأمل من بابا يا مراد و بطلت استني منه العرايس و بطلت اتوقع أنه مش هيخذلني علشان عارفة أنه مش قد أمنية كبيرة زي دي بطلت استني منه كل حاجة و السنين اللي قعدت مستنية فيها مبادرة بابا حتي لو متأخر خلاص دابت جوة قلبي و بنت حاجز بينا و حاجات استحالة تتنسي علشان فات أوانها خلاص يا حبيبي و مش هتيجي تصحي قلب مات و فقد أمله في حد معين 

+


ثم أكملت بنبرة مُرتعشة و هي تغمض عيونها بحزن : أنا بتعامل مع بابا و هفضل اتعامل معاه بما يرضي ربنا علشان ده اللي ربنا أمرنا بيه و بالرغم من صعوبة ده و تقله علي قلبي إلا إني واثقة إني الحمد لله بؤجر علي كل ده و ده لوحده نعمة 

+



        

          

                
ثم أكملت و هي تنبس بتسائل بنبرة هادئة : عارف ليه بقولك كدة 

+


رفع عيونه يطالعها بتسائل  و هو يرفع أنامله يُزيل دموعها برفق من فوق وجهها ، ابتسمت بحب و هي ترفع كفيها تحيط وجهه و هي تنبس بحنان : علشان عارفة إني بابا جه هنا و قالك أنه مش عايز يعرفني تاني متزعلش يا حبيبي مش أول مرة بالعكس أنا متعودة علي كدة 

+


عند أدهم 

+


صرخت ريهام برعب أثر صوت تلك الرصاصة التي دوي أثرها بكل مكان ، تعلقت أعينها بأدهم برعب و هي تراقب ملامحه المُتألمة ، اتسعت عيونها و هي تنتقل بنظراتها بين الأرض التي بدأت تتلوث بالدماء التي انبثقت من جسد أدهم أثر اقتحام تلك الرصاصة الغدارة جسده و بين ملامحه التي انقبضت بألم نهضت بضعف تتجه صوبه لولا نبرته المُحذرة التي بدأ يتخللها بعض الوهن : أوعي يا ريهام مكانك لو موت قدامك متتحركيش خطوة 

+


تعلقت عيونها به برعب و بدموع غزت مقلتيها خاصة حين حاوط إياد ذراعها بحنان يُعيدها تلك الخطوات التي تقدمتها يُخفيها خلف ضهره بحماية 

+


نبس ذلك الرجل الذي أصاب أدهم بنبرة شامتة امتزجت بتهديد واضح : لولا إني الباشا موصي مخصوص إني متموتش مكنتش استخسرت فيك الموت بس أنت زيك زينا يا أدهم ملكش النمردة و العند أنت كمان لازم توطي راسك زينا 

+


ثم أكمل و هو يصوب سلاحه تجاه إياد الذي أخفي ريهام خلف ضهره بحماية حتي أنها اختفت خلف منكبيه العريضين و يده التي حاوطتها بحماية امتزجت بالقوة : اللي بيدفع التمن في العالم ده مش أحنا بيدفعه اللي يخصنا لازم تتعلم تركع و تبطل تبقي فرس جامح فاكر إني محدش هيقدر يكسره علشان متخسرش تاني 

+


في منزل عائلة الهاشمي 

+


دلف شريف إلي غرفة ابنته بيده بعض الأدوية و صحن به قماشة غارقة في ماء بارد 

+


جلس فوق الفراش يُساعد ابنته علي تناول أحد الأقراص و بعدها وضع تلك القماشة فوق جبهة ابنته و هو يرتل ببعض الأدعية  ، انحني يلثم كفها و هو ينبس بنبرة حنونة و يده تمسد فوق خصلات ابنته : معلش يا نن عين بابا كله هيبقي تمام 

+


في منزل عائلة الهواري    

+


اعتدل يونس في جلسته بعد أن اتسعت عيونه بإرتباك اختلط بالقلق و هو يهتف بنبرة مُتسائلة بصدمة : إزاي ده حصل 

+


هتف المحامي بنبرة مُختنقة و هو يُجيبه : مش عارف والله يا يونس باشا بس الحمد لله أستاذ مدحت كان عامل حسابه و وثق الوصية و ساب النسخ كلها معايا و كمان قالي لو قبلت الوصية ليك أمانة عندي أنا عارف طبعًا إني بزعج حضرتك بس كان لازم تكون عارف و أنا حبيت احذرك من عيلة أستاذ مدحت من ناحيتي أنا هعرف اخلي موضوع الوصية ده يتأخر لبعد الدفن بس مش أكتر من كدة تكون حضرتك اخدت قرارك 

+



        
          

                
ثم أكمل بنبرة مُتسائلة بهدوء مرة آخري : أستاذ يونس عيلة أستاذ مدحت ممكن توصل معاهم أنهم ياخدوها بالقوة لو حضرتك خايف اقدر ابعت حد ياخد جميلة و نخبيها منهم لحد ما اعرف قرارك 

+


هز يونس رأسه بنفي و هو يهتف بنبرة جادة يؤكد علي حديثه بجدية : أنا زي ما قولت لحضرتك يا أستاذ كامل مش هرجع في كلامي أنسة جميلة مكانها هنا و مسؤوليتي أنا و أنا وعدت أستاذ مدحت الله يرحمه أنها تفضل معايا في أمان و أنا مش بخون الأمانة 

+


ثم أكمل بنبرة جادة تخللها الحدة : أنا مبخافش من حد و أي كان هما مين محدش هيقدر ياخد جميلة من هنا أنا هعرف اتصرف معاهم متقلقش و حضرتك ياريت لو في أي جديد تتابع معايا و تحاول إني الإجراءات تكون أسرع علشان الدفن و أنا من ناحيتي برضو بحاول ده أهم حاجة دلوقتي و بعدها هنتكلم أكيد 

+


أغلق يونس الهاتف و هو يستمع لصوت زخات المطر التي لم تهدأ حدتها ، راقب أضواء البرق الساطعة التي اضائت المنزل من حوله و من بعدها أصوات الرعد التي دوي أثرها بكل المكان ، تلك العاصفة التي لك تهدأ حدتها من الأمس و علي الرغم من مرور ساعات علي بدايتها و قد أوشك صباح اليوم التالي علي البدء 

+


بالطبع هو يحمل في طياته بداية و لكنها ليست جديدة بداية مُلبدة بغيوم ذكريات الأمس و أحداثه ، مازالت مفاجأت القدر و تدابيره متخفية بين طيات سحب اليوم الجديد ، سماء اليوم ليس صافية و شمسها ساطعة بل سمائه اغدقها غيوم الأمس و أحداثه الذي لن يزول أثرها و سيظل مدفون بين طيات كل صباح جديد لن يكون صافيًا بقدر الأيام السابقة التي لم تصيبها سهام القدر 

+


زفر أنفاسه بترو و هو ينهض و يعيد ترتيب الأغطية جيدًا استمع لصوت خالته و هي تنبس بحنان : صباح الفل يا حبيبي ايه اللي صحاك بدري كدة 

+


ابتسم يونس بحنان و هو يردف براحة وهو يمسد فوق كف خالته بحنان : صباح الفل يا سحورة جيتي في وقتك كأنك حاسة بيا 

+


ابتسمت بحنان و هي تجلس بجانبه فوق الأريكة و هي تهتف بنبرة مُتسائلة بحنان : قول يا حبيب قلب خالتك بس مالك بس يا حبيبي اساسا ايه اللي قلق نومك و صحاك بدري كدة ملحقتش ترتاح 

+


زفر يونس أنفاسه بقوة و هو يُجيبها بتشتت امتزج بالإنهاك : محتار يا خالتو و حاسس إني ضايع التفكير هيجنني أول مرة احس إني مش قادر اخد قرار 

+


وضع وجهه بين كفيه يُخفيه بينهم و هو يزفر أنفاسه بضيق و هو ينبس بحيرة : محتار أوي يا خالتو 

+


اتسعت إبتسامتها بحنان و هي تهتف بنبرة حنونة امتزجت بالحكمة : طبيعي يا حبيب خالتو أنت فاكر إنك خلاص بقيت كبير و مفيش مواقف هتقابلك في الدنيا تخليك تحتار و متكونش عارف تاخد قرار بسهولة طبيعي لسة يما هتشوف يا حبيبي 

+



        
          

                
ثم أكملت بنبرة هادئة و هي تمسد فوق كفه بلطف : وبعدين الاختبارات بتكون صعبة أومال هتاخد الثواب ازاي و ربنا هيكرمك و يوفقك 

+


رفع عيونه يُطالعها بتسائل و هو يكرر كلمتها بعدم فهم : إختبار 

+


هزت رأسها بموافقة و هي تُجيبه بتأكيد : طبعا لما تقف قدام إختيار مصيري قرار هيغير حياة ناس تانية لما حياة ناس تانية تتعلق بيك و بوجدك و بقرارك لما ربنا يحط في طريقك وصية فيها أملاك و فلوس و مصير ناس و خطر و الغاز 

+


تخيل إني ربنا طالب منك تكون سبيل نجاة حد تاني  و مش حد عادي لاء دي أمنية أب روحه هتفضل طول العمر مربوطة بوحيدته تخيل إني تكون قدام إختيار مصيري زي الجواز و الست اللي ممكن تتعلق بيها و تحبها و تكون أم ولادك كل ده و مش إختبار لا إختيار و قوي كمان و طبيعي تكون محتار و مش عارف تاخد قرار بسهولة و إلا ساعتها كنت شكيت و قولت ده مش يونس العاقل اللي بيحسب كل حاجة بدماغه  بس عارف في حاجة محتاج تعرفها يمكن تساعدك تاخد قرار 

+


نبس يونس بنبرة مُتسائلة و هو يستند برأسه فوق الأريكة براحة بدأت تتسلل لقلبه و ملامحه وجهه التي ارتخت بإستسلام للإنهاك و الحيرة و ذلك الضجيج الذي احتل عقله و احكم أغلاله فوق صدره : قولي يا حبيبتي 

+


تنهدت بحزن و هي تهتف بنبرة مُرتعشة بتأثر : لما ربنا يكرمك و تخلف هتحس بقد ايه وصية مدحت دي صعبة و قد ايه خوفه علي بنته حاجة صعبة و مؤلمة لأي أب في الدنيا أنت عارف إني اتجوزت قبل صفاء و قعدت سنين كل سنة يحصل حمل و يسقط بدون سبب كنت بنهار حالتي النفسية اتدهورت إحساسي إني نفسي اكون أم كان بيقتلني ببطئ و بيقهر قلبي لحد ما عاصم حبيبي جه ساعتها حسيت إني بقا ليه غلاوة فوق الغلاوة حب و خوف استحالة تفهمهم غير لما تجرب بنفسك و تحس 

+


ثم أكملت بهدوء : أنا بقولك كدة لأني مامت جميلة الله يرحمها جابت جميلة بعد معاناة أكتر مني بحاول افهمك هي غالية قد ايه عليهم و قلبهم متعلق بيها و بسلامتها البنت بالذات يا يونس أبوها  بيكون حاسس إنها دايما محتجاه و متعلق بيها و إستحالة تبعد عنه أو تستقل بكرة أنت بالذات يا يونس تخلف و تجيب بنوتة كدة هتيجي دلوعة و شقية و هتفضل  بتجري وراها زي ضلها و ساعتها هتفهم كلامي  

+


ثم أكملت بنبرة مُتسائلة بحنان و هي تمسد فوق كتفه : كلامي ريحك و قلل حيرتك و لا ساعدك تاخد القرار اللي خايف منه و كنت محتاج اللي يطمنك

+


في منزل فرح و مراد 

+


رفع مراد عيونه يُطالع فرح بصدمة تخللها الحزن و هو يهتف بنبرة مُتسائلة بخوف : أنتِ حسيتي به لما جه 

+



        
          

                
ابتسمت فرح بحنان و هي تمسد بكفيها برقة فوق وجنتيه ، حركت رأسها بنفي و هي تُجيبه بهدوء : لا محستش و مكنتش محتاجة أحس أنا متأكدة يا حبيبي زي ما أنا شايفاك دلوقتي إني بابا مقدرش يستني للصبح و هو شايف ابنه مضايق و إني كفتي كان لازم هتسقط قصاد أشرف عند بابا مش أول و لا اخر مرة ممكن متزعلش ولا تضايق نفسك كدة أنت مش غلطان و أنا تمام متقلقش عليا 

+


ثم أكملت و هي تقترب منه تلثم وجنتيه برقة و هي تستند مرة آخري برأسها فوق صدره وهي تحاوط خصره بقوة بذراعيها و هي تنبس بنبرة هادئة : من يوم العروسة بطلت استني من بابا حاجة و بطلت اتصدم منه و اتعودت علي الخذلان و اكتفيت بعرايس أخواتي و بيهم لحد ما جيت أنت حسيت إنك صلحت حاجات كتير من الحاجات المتكسرة اللي بابا سابها وراه في قلبي 

+


مبقتش جوزي حبيبي بس بقيت أشوف بابا في النسخة اللي كان نفسي فيها علشان كدة أنا بحبك أوي 

+


جذبت يده تضعها فوق بطنها و هي تطالعه بعدستيها السوداء بحب ، تعلقت عدستيها به بحب و هي تهتف بنبرة مُتسائلة بدلال اختلط بالحب : دلوقتي نفسي أشوفك و أنت بابي أكيد ده هيداوي جروح أكتر جوايا مع إني واثقة إني مش هشوف حنية أكتر من حنيتك معايا و مع قلبي المتعلق بيك 

+


ابتسمت إبتسامة مراد و هو يطبع قبلة حنونة فوق جبهتها و وجنتيها و هو يُجيبها بحنان لازم نبرته الدافئة التي تشبه رفرفة الفراشات في فصل الربيع : يسلملي قلبك اللي مفيش منه و يديمه متعلق بيا زي البنات الدلوعة و أنا أوعدك إني هفضل أحبك كل يوم أكتر من الأول أنتِ مش بس مراتي أنا فعلًا جربت معاكي مشاعر الأبوة قبل أي طفل 

+


داعب خصلاتها بلطف و هو يمسد فوق بطنها بحنان : أنتِ هتكوني أم مفيش أحلي منك و هتبقي اسم علي مسمي فرح اللي بتدخل الفرح علي قلب أي حد زي ما عملتي في حياتي 

+


شعرت بمراد يُزيل تلك الدمعة العالقة بعدستيها برقة و هو يعود و يلثم جبهتها من جديد و هو ينبس بنبرة هادئة و يده تمسد فوق كتفيها و ضهرها بحنان : كله هيبقي تمام مراد هنا متخافيش   

+


حديثه ، نبرته ، تصرفاته ، عناقه لها حنون دافئ بقدر التفاصيل الدافئة الرقيقة التي يحملها فصل الربيع

+


هو فصل الربيع الذي حل بحياتها التي لم تعرف بها سوي مذاق ليالي الشتاء الباردة ، صاحبة الليالي المُتطرفة ، هو من رمم روحها من جديد و ضمد الشروخ التي تصدعت في قلبها ، هو من نزع الأشواك التي تعمقت بقلبها و بدأ يزرع زهور الربيع لعل نضوجها يُزيح الجراح من قلبها أو حتي يداويها 

+


لذلك لم تمل ابدًا رفقته ، رفقته هي النور وسط ليالي مُظلمة لم يُنيرها سواه هو و رفقته التي دثرها الحب و الاحتواء 

+



        
          

                
عند أدهم 

+


هز أدهم رأسه بنفي و هو يلتف له يقترب من فوهة السلاح المصوبة تجاه جبهته و هو يرفع رمادتيه التي تخللها الألم ، رمقه بنظرات غاضبة امتزجت بالكره و هو يُطالعه بثبات لم يتزحزح علي الرغم من أنه ضغط بيده فوق السلاح المصوب تجاه جبهته يسحب زناده 

+


اتسعت إبتسامة أدهم بتهكم و هو يُجيبه بحدة و عدستيه تراقب ذلك الذي يصوب السلاح تجاهه بكره : عمر ما ده ممكن يحصل يا غسان أحنا مش واحد أنا هفضل طول عمري ابن راجل أعمال شريف مكنش بيوسخ ايده بدم الناس مش زيك يا غسان و عمرنا ما هنكون شبه بعض ، حتي يوم ما دخلنا نفس العالم برضو مش شبه بعض و لا عمر ده ممكن يحصل اللي مشغلك عارف إني مش زيكم و إني بحمي اللي يخصني مش زيك علشان كدة أنت و اللي مشغلينك عارفين إني مش زيك بيدسوا عليا برجليهم و بقول حاضر و نعم  عمر ما ده ممكن يحصل 

+


ثم أكمل بنبرة حادة و عدستيه مُحترقة بنيران الغضب التي اشتعلت بداخل عدستيه ، رمقه باحتقار امتزج بالكره : و أنا وأنت عارفين إني عمر اللي يخصني و عمري مهم عند اللي مشغلينك علشان كدة أنت واقف عاجز ومش قادر تعمل ليا حاجة علشان عارف إني مش زيك كلب و لا تسوي 

+


احتقنت ملامح غسان بغضب و هو يتنقل بنظراته بين أدهم و ريهام و إياد بكره صرخ بالرجال و هو يهتف بنبرة هادئة و هو يطالع تلك الصغيرة التي تحاوط ذراع إياد بإرتعاش تُخفي نفسها خلف جسده برعب بشماتة : أدهم بيه تعبني جدا ينفع تاخدوا الكتكوتة يا شباب لحد ما نتكلم 

+


تشتت ريهام بذراع إياد أكثر و هي تضغط بقبضتها الواهنة فوقها ، اقتربت من جسده الذي تحتمي خلفه كالحصن القوي الذي يُخفيها بين ضلوعه يحميها دوما من كل خطر يقترب منها ، كحارس مغوار أو فارس ظهر من بين الأساطير و أصبح الواقع الرقيق و الأكثر أمانًا وسط عالم قاسي لم يتسع ابدًا للخيالات و لا للأحلام الوردية 

+


تلك الاحلام التي كانت بعيدة المنال عن عالمها الذي لم يكن رحيمًا و لكن لحسن الحظ أن الفارس المغوار اقتحم العالم الأسود و معه اقتحم الأمل الذي دبلت أزهاره في قلبها حياتها من جديد 

+


حاوط إياد كفها و هو ينبس بنبرة حنونة : ريهام متخافيش أنا هنا أوعي تخافي 

+


رفع أنظاره و هو يطالع اولائك الرجال الذي اقتحموا الكان و هم يصوبوا أسلحتهم تجاه إياد طالعهم بغضب و هو يتكأ فوق حروفه بنبرة عالية بتهديد : اللي يفكر يقرب من مراتي مش هيكفيني فيه عمره 

+


في منزل عائلة الهواري 

+


تنهد يونس بإرتياح و هو يحاوط كف خالته يلثمه بدفئ : ريح قلبي أكتر من أي حاجة يا سحورة كل الكلام ده كان بيدور جوة دماغي بس غصب عني كنت محتار و خايف محتاج اللي يقولي إني اللي بفكر فيه ده صح و يقويني و ربنا يقدرني إني اقدر اخد القرار الصح و ابقي قد المسؤولية و احمي الأمانة اللي ربنا حطاها في طريقي 

+



        
          

                
ثم أكمل بنبرة مُتسائلة : مش يا خالتو ربنا مش هيكلف عبد بمهمة إلا و هو قدها 

+


ابتسمت بحنان و هي تمسد فوق خصلاته برقة هاتفة بتأكيد : طبعا يا حبيب قلب خالتك ربنا عمره ما كان هيحطك في اختبار إلا و وهو واثق إنك قده و قد المسؤولية حتي لو أنت نفسك مش حاسس كدة بس ارجع و اقولك اذا كان علي الوصية و الأملاك فدي مهما كان أمرها سهل و مؤقت علشان مسيرها في يوم هترجع لصاحبتها إنما برضو صلي صلاة استخارة من ناحية موضوع الجواز 

+


ثم أكملت بحكمة : علشان دي مش فلوس و أملاك و أحنا كلنا في ضهرك و معاك يا حبيبي لا دي هتكون مراتك و واحدة مننا و يتيمة و أمانة عندنا لازم نكون مطمنين عليها و لو في يوم غلطت مش هناخد صفك قصاد حقها لازم تديها فرصة و تعاملها بما يرضي الله إنها فعلا مراتك مش مجرد جوازة لسبب تكون حنين عليها و تستحملها و تحاول تعوضها و تديها كل الحلو و الحنان و الاحتواء اللي في قلبك اللي أنا واثقة إني مفيش أحن منهم توعدني بكدة 

+


اومأ بموافقة و هو يُجيبها بصدق : أوعدك يا سحورة و أنتِ عارف وعد يونس الهواري 

+


ضحكت بخفوت و هي تردف بمشاكسة : عارفة عارف أنت هتقولي

+


زفر أنفاسه مرة آخري بإنهاك و هو يُخبرها بما أخبره المحامي به ، تنهدت سحر بأسف و هي تهتف بحزن : لا حول و لا قوة إلا بالله شكلهم ناس معندهمش ضمير و هي يا حبيبتي مش مستحملة بس متخافش أنا هكون معاك لما تفوق مش هسيبها و لا هسيبك المهم أنت عارف هتعمل معاهم ايه 

+


ثم أكملت بمزاح تحاول التهوين عليه : أنا اسمع إني أحفاد عيلة الهواري مش بيخافوا ولا أنا غلطانة 

+


اتسعت إبتسامته بثقة و هو يُجيبها بثقة رافقها نبرته المُميزة : لا طبعا عيلة الهواري بتخوف بس 

+


ابتسمت بحنان و هي تردف بثقة : ربنا يحفظكم كلكم لينا يا حبيبي و يقويك و ينور بصيرتك 

+


قطع حديثهم صوت همهمة خافتة من غرفة يونس ، هتفت سحر بقلق : البنت شكلها فاقت 

+


علي الناحية الآخري بأحدي الصحاري التابعة لمحافظة السويس و تحديدًا بين الجبال الشاهقة التي تحاوط الصحراء و كأنها تحميها من مجهول أو مُعتدي ينوي ينوي اقتحامها و سرقة كنوزها 

+


تحرك راجح ذلك بسيارته الفارهة السوداء تلك السيارة الملقبة بسيارة دفع رباعي مُتنساقة تمامًا مع عشقه للصحاري المصرية و ذاته المنغرمة بالجبال  و السفاري بين صحاري السويس و جبالها المُهبرة 

+


سيارته تشبهه تمامًا تعشق التغلغل إلي خفايا الأمور هي مثله تمامًا ، يحركهما الفضول لأكتشاف تلك الصحاري التي أصبح يحفظ كل شبر بها كما أنه لو أمضي عمره في التنقل بين أرجائها 

+



        
          

                
يحب أن يقتحم خفايا الأمور لذلك فهم مغرم بالصحراء التي يراها دومًا كنز ثمين يحتاج زمن فوق زمنه ليكتشف كل بقعة بها ، رفع صوت مذياع السيارة يستمع لآيات الذكر الحكيم و هو يتنقل بنظره تجاه السماء التي بدأت تضئ بنور الصباح من وسط ظلام الليل الدامس الذي لم يكن غيره سلطانًا علي تلك الأراضي منذ دقائق 

+


تمتم بإعجاب و هو يتابع الذي بدأ يتسلل ببطئ للسماء ليحتل أجزائها ببطئ يمهد لظهور الشمس الذي ستضئ مملكتها 

+


تعلقت عدستيه بتلك السيارة التي كان بها مجموعة من الرجال الذي لم يألف ملامحهم و لم يطمئن قلبه من ناحيتهم ، تابعهم بترقب انبثق من عدستيه العسلية بدرجة فاتحة تخلله التساؤل و القلق 

+


اقترب بسيارته يقطع طريقهم بعد أن بلغ قلقه اشده ، ضغط فوق أحد الأزار يفتح زجاج سيارته و هو يضع يده فوق سلاحه الذي كان بجيب سترته و هو يهتف بنبرة مُتسائلة بثبات و عيونه تطالعهم بترقب لم يكن خفيًا في عدستيه : خير يا رجالة عندكم مشكلة أو محتاجين مساعدة 

+


عند أدهم 

+


اقترب أحد الرجال من إياد و قبل أن يحاوط ذراع ريهام يجذبها ، صرخ بألم بعد أن هبط إياد بذلك الكرسي الذي كانت ريهام مُقيدة فوق ضهره بعنف و هو يسقط فوق الأرض 

+


جذب إياد السلاح من بين يديه و هو يهدر بغضب رافقه التهديد : اللي هيقرب خطوة من مراتي هولع فيه 

+


لاحت إبتسامة فوق ثغر غسان و عيونه التي كانت تراقب الموقف بغضب حاول أن يُخفيه خلف ملامحه التي صبغها بالبرود ، إشار لباقي الرجال بالتوقف عن التقدم و هو يهتف ببرود : ايه يا أدهم كلكم متهورين كدة شكلها وراثة أنا توقعت مهو لو اللي خلفوكم مكنش متهورين مكنش زمانا كلنا واقفين هنا 

+


نبس إياد بنبرة غاضبة و هو يطالع غسان بنظرات غاضبة مُحتقنة بالانفعال : أهلنا اللي كلب زيك بيجيب سيرتهم أشرف منك أنت و اللي خلفوك علشان كدة يوم ما ماتوا ماتوا شرفة مغدور بيهم 

+


اتسعت إبتسامة أدهم بتهكم و هو يتكأ فوق حروفه بنبرة علي الرغم من هدوئها إلا أنها كانت عاصفة بالحدة و الكره المُنبثق من بين حروف كلماته ذات النبرة الهادئة : مش زي أبوك مات راجل 

+


أكمل حديثه بسبة نائية : واحد ميعرفش حاجة عن الرجولة عينه فارغة علشان كدة موته كانت شبهه مات مقتول تحت رجلي و أنت مش قادر تجيب تارك من اللي عملها علشان اللي مشغلينك بيقولوا ليك كله إلا أدهم فأنت بتحط عينك في عيني زي الكلب و أنت عارف إني قتلته و لو رجع بيا الزمن يا غسان كنت هموته ألف مرة يا غسان و انهش من لحمه 

+



        
          

                
اقترب بعض الخطوات منه بثبات و هو يُطالع بعدستيه التي غزاها الغضب و امتزجت الشماتة و الكره ، عدستيه التي تشبه الهدوء و اللمسات الجميلة التي تسرق الأنظار بصفاء لونها الرمادي ، تلك المرة كانت كبحر غائر غاضب الموج يتأرجح به يُنذر باقتراب طوفان ، و لأول مرة تضوي عدستيه بوميض صفة لم تكن يومًا من شيمه الغدر 

+


أخرج تلك المدية التي وضعها بملابسه و هو يغرزها بعنف داخل ساق غسان الذي صرخ بألم مكتوم بعد أن ارتمي فوق الكرسي خلفه وهو يطالعه بكره و نظرات لم تكن أقل منه و لكن هنا تلونت ملامحه و عيونه بملامح شيطانية و كأنه ينوي أن يشعل النيران في ذلك المكان 

+


و علي الرغم من هدوء الكل من حولهم و الصمت الذي غلف المكان إلا أن المكان كان أشبه بساحة عراك نشبت بها النيران فعم الهلاك كل أطرافها ، نظراتهم فقط كانت أسهم تعرف هدفها جيدًا ، و الكره المتبادل من عيونهم رفقة الانتقام الذي غزا رمادتي أدهم و الغدر الذي احتل عدستي غسان برفقة الغضب 

+


هم الضربات القاتلة التي سددها كل منهم للآخر ، زفر غسان أنفاسه بألم و هو يهتف بنبرة متألمة : كله بتمنه يا أدهم و بعدين أحنا جبنا الكتكوتة و جوزها من بيتهم يعني في أي وقت ممكن اجيبهم تاني و ساعتها متضمنش ايه اللي ممكن يحصل مش جايز الكتكوت تدفع هي الحساب و الدم اللي ما بينا يا ابن العشري

+


في منزل عائلة الهواري 

+


دلفت سحر للغرفة بخطوات هادئة و هي تطالع جميلة التي عادت لوعيها ، تعلقت عدستيها بها بحزن و هي تراها جالسة فوق الفراش تضم ساقيها إلي صدرها و عدستيها متعلقين بالفراغ أمامها بشرود 

+


تنهدت بحزن لطالما كانت سجيتها دوما الأمومة و الحنان اقتربت منها و هي تراقب الدموع التي تبلورت داخل أعينها البنية اقتربت من الفراش تقف بالقرب منها و هي تمرر أناملها فوق خصلاتها البنية الناعمة و هي تهتف بنبرة مُتسائلة بحنان : حبيبتي في حاجة وجعاكي 

+


راقبت تلك الدموع التي علقت بأهدابها تأبي الهبوط و منها من قُيد بأغلال الكتمان و اختنق أمام عدستيها ، تلك الدموع التي رفضت الهبوط كونت طبقة كرستالية بداخل عدستيها تحجب عنها الرؤية تمامًا كما حجب الألم أنفاسها و جعل منها ثقل جاسم فوق صدرها ، تلك الدموع المحبوسة بداخل حدقتيها تمامًا كالألم الذي يجثو فوق قلبها و لم يظهر منه سوي القليل 

+


اقتربت منها حين طالعت جسدها المرتجف و هي تضمها لعناق دافئ حنون ، يحمل في طياته حنان افتقدته منذ وفاة والدته عناق صادق غاب عنها مع اختفاء والدها تلك الساعات المُنصرفة و يبدو أن غيابه سيطول دهرًا بعد أن فقدت مصدر أمانها الوحيد والدها 

+



        
          

                
مسدت سحر فوق ضهرها و ذراعيها بحنان بالغ حين شعرت بدموع جميلة التي سقطت فوق ملابسها نبست بنبرة حنونة : متخافيش يا حبيبتي أنتِ هنا في أمان محدش هيأذيكي و لا هيعمل حاجة 

+


أكملت حديثها بتفهم : حاسة بيكي يا حبيبتي والله و حاسة بخوفك و قهرة قلبك 

+


عناق حنون تفوح منه رائحة الأمان الذي تسرب من قلبها ، شابه عناق والدتها و والدها ، عناق استطاع أن يتسلل لأعمق النقاط بقلبها و أكثرها سوداوية الذي تخفي خلف الخوف الذي تملك قلبها حين وجدت نفسها بدون والدها في قبضتهم ، ذلك الخوف الذي يكمن خلفه صدمة و قهر ، ذلك الخوف الذي لم يكن سوي قناع يُخفي ذلك الألم الذي تشعر بأنه علي وشك أن يُزهق روحها ، يبدو أنها ستظل تتجرع من مرارة الفقدان بدون علاج أو حرمان من ذلك الكأس 

+


حديث سحر بتلك الكلمات البسيطة بصدق و حنان كانت القشة التي قسمت ظهر البعير ، تلك الكلمات التي جعلت ذلك البركان الذي بداخلها يثور ، بكت بإنهيار بين أحضان سحر بشهقات باكية كانت تفصل نوبات بكائها 

+


هتفت بنبرة مُرتعشة ببكاء : أنا مش هقدر أكمل من غير بابا يارتني كنت موت معاه 

+


شهقت سحر و هي تنبس بحنان : بعد الشر عليكي متقوليش كدة جميلة يا حبيبتي ده قضاء ربنا مينفعش نتعرض أنا عارفة إنه ابتلاء صعب بس يا جميلة ربنا كلفك بيه لأنك قده حتي أنتِ نفسك مش عارفة كدة ربنا هيقويكي و يربط علي قلبك 

+


ثم أكملت بنبرة حنونة و هي تمسد فوق خصلاتها تُعيد ترتيبهم برقة : جميلة باباكي كان كل حلمه إنك تبقي بخير و كويسة كان عايزك تعيشي و كل حلمه إنك تكملي و تنجحي و تعيشي عارفة أنه صعب تكملي من غيره بس لازم تكملي علشان خاطره روحه هتفضل معاكي العمر كله عمره ما اثره ممكن يختفي من حياته لو مبقتيش كويسة عمره ما هيكون كويس هو عايزك كويسة و أنا من يوم ما كنتي صغيرة عارفة إنك كنتي طفلة شاطرة و أكيد لسة شاطرة مش كدة 

+


قطع حديثهم صوت طرق الباب بخفة و بالطبع لم يكن شخصًا غير يونس الذي استمع لحديثهم بأكمله و قرر التدخل عند تلك النقطة هتف بنبرة مُتسائلة بهدوء و هو يشيح بنظره عنهم يترك لها مساحتها الخاصة كما اعتاد دوما : اقدر ادخل 

+


تنقلت سحر ببصرها تجاه جميلة و هي تهتف بهدوء : ده يونس حفيد عمك عامر هو محتاج يتكلم معاكي في حاجات مهمة بخصوص بابا لو قادرة علشان تطمني شويه يدخل 

+


هزت جميلة رأسها بموافقة بإنهاك ، أردفت سحر بهدوء : اتفضل يا يونس ادخل يا حبيبي 

+


دلف يونس بخطوات هادئة للغرفة و هو يجلس فوق أحد المقاعد القريبة من الفراش تنقل بنظره تجاه جميلة يُطالع ملامحها الباهتة التي سيطر الحزن علي كل شبر بها ، حتي عيونها كانت دابلة كزهرة فقدت بريقها بعد موجة شتوية افقدتها جمالها و لونها الزاهي ، دموعها التي جفت و تركت أثرها بوضوح فوق وجهها و منها من لازال عالق بين أهدابها الكثيفة 

+



        
          

                
ملامحها حزينة مُنهكة باهتة تمامًا كقلب صاحبتها ، كلاهما غارقين بين بحور الألم و الفقدان بدون مُنقذ 

+


تنهد بهدوء و هو يُبعد عيونها عنها و هو يهتف بنبرة علي الرغم من هدوئها إلا أنها كانت دافئة بقدر نظراته : أنسة جميلة أنا فاهم اللي بتمري بيه و مقدر كدة بس مش حابب تفضلي خايفة مننا أنتِ هنا علشان والدك وصانا إنك تفضلي بينا أحنا هنا هنحميكي و نساعدك مش عايزين أذية أو شر ليكي أنا محتاج منك تكوني قوية علشان نلاقي اللي عمل كدة و يتعاقب و علشان أملاكك و علشان بابكي عايزك قوية 

+


رفعت رأسها من بين أحضان سحر و هي تطالعه بقهر و هي تهتف بنبرة مُتسائلة برجاء : أنا عايزة اشوفه أخر مرة 

+


تنهد بحزن و هو يُجيبها بصدق : والله حاولت بس للأسف مينفعش بس أنا و العيلة كلها بنحاول نعجل في الأوراق علشان اجراءات الدفن حتي جدي بنفسه راح علشان يتكلم مع حد معرفة و أوعدك إني ده هيحصل و في أقرب وقت كمان 

+


هتفت بنبرة مُتحشرجة و هي تطالعه بخيبة أمل تخللها القهر : حتي مش هقدر أودعه 

+


زفر أنفاسه بهدوء و هو يُجيبها بحزن : عارف أنه صعب بس كدة كدة يا أنسة جميلة الروح فارقت الجسد لكن عمرها ما ممكن تفارق أكتر حاجة كانت متعلقة بيها في الدنيا و هي أنتِ 

+


قطع حديثهم دخول إحدي النساء إلي الغرفة بعد أن طرقت الباب و هي تردف بإحترام : يونس بيه في ناس تحت دخلوا مع ظابط الشرطة اللي واقف قدام البيت مع جماعته بيقولوا أنهم أعمام ست جميلة و عاوزين يشوفها حالا 

+


توسعت عيون جميلة بخوف و هي تكرر بإنعاش : أعمامي 

+


عند راجح 

+


تنقل ببصره بين الرجال بنظرات مُستفهمة وهو يُتابعهم بشك ينتظر إجابتهم ، إجابه أحد الرجال و هو يردف بنبرة هادئة : تسلم يا باشا أحنا بس كنا بنعمل سفاري و العربية كان فيها مشكلة بس اتحلت الحمد لله 

+


هز رأسه بموافقة ومازالت عدستيه متعلقة بهم بشك قطعه نبرته الجادة : طب كويس عموما أنا منصحكمش تكملوا لأني الطريق بعد كدة صعب و يتوه و واضح إنكم مش من هنا 

+


نبس الآخر بنبرة مُتسائلة : هو حضرتك عارف الكل هنا 

+


اتسعت إبتسامته بتهكم و هو يُجيبه بنبرة واثقة بثبات : أنا مش عارف الكل بس أنا حافظ البلد هنا و هي حافظني علشان كدة أنا أدري واحد بالغريب عنها و بالخطر لما يقرب منها و عموما لو جيت تاني و سألت عن راجح المنشاوي هتعرف بنفسك 

+


ثم أكمل بنبرة جادة و هو يطالعهم بتحذير : مع إني منصحكمش بكدة علشان البلد هنا مش بتولف علي الأغراب بتكرهم

+



        
          

                
ابتسم أحد الرجال ببرود و هو يُطالع راجح بنظرات خانقة و هو يحرك السيارة و يتحرك بها سريعًا متجه للطريق بعيدًا عن الصحراء تحت أنظار راجح التي كانت تراقبهم بشك لم يُمحي بتلك الكلمات التي لم تستطع أن تزيل شكوكه 

+


في السيارة التي كان بها تلك الشباب أخرج أحدهم الهاتف و هو يتحدث بخنق : و أحنا بنلف في الصحرا علشان نتأكد من الأماكن اللي بعتوها بس قابلنا واحد اسمه راجح المنشاوي شكله من الكبار هنا و حسينا أنه شاكك فينا 

+


بعد وقت أغلق الهاتف و هو يردف بنبرة جادة : أحنا بعد كدة مش هينزل الصحرا تاني نشوف الأماكن الباشا بيقول أنه هيبعت ناس تانية تشوف الأماكن كمان كام يوم و أحنا لازم نشوف البنات اللي هتمشي مع طلب الشيخ بسرعة 

+


اومأ الآخر بموافقة و هو ينبس بتساؤل : هو راغب بيه هيجي البلد امتي علشان نبدأ التنفيذ

+


نبس الآخر بثقة و هو يطالعهم بجدية : قريب أوي كلها أيام و راغب بيه هيجي هنا و كل حاجة تبدأ 

+


عند أدهم 

+


انحني أدهم بجزعه و هو يستند بذراعيه حتي المصاب فوق الكرسي الجالس فوقه غسان ، اتسعت إبتسامته بتهكم و هو يُجيبه بنبرة هادئة دثرها الحدة : لاء مهو يا شطور المرة الجاية لو فكرت بس تقرب ليها أنا مش هستني اللي مشغلينك و نقعد ناخد رأى بعض ساعتها المطوة دي هتبقي في رقبتك 

+


ثم أكمل بهمس و هو يقترب من أذنه و هو يكمل حديثه بنبرة حادة سودواية : أصل ريهام طول عمرها عندي بموتة عمر أبوك راح قصاد شعرة منها شوف بقا قصاد عمرها ممكن اعمل فيك ايه تفتكر هبقي عليك يا شطور 

+


رفع كفيه يضغط فوق جرح ساقه بحدة جعلته يصرخ متألمًا و هو يهتف بنبرة مُتسائلة بتهكم : تفتكر هبقي عليك يا ابن زكريا 

+


ابتعد عنه و هو يهتف بنبرة مُتسائلة بتهكم : هتقول للرجالة تبعد و لا عايزين تعرفوا غلطكم أكتر من كدة 

+


تابع أدهم الرجال الذي انسحاب الرجال من حولهم بعد إشارة غسان ، تنقل بنظراته بينهم و بين غسان بإنتصار تخلله التوعد

+


مد يده و هو يهتف بنبرة حنونة و عيونه متعلقة بغسان بشماتة : ريهام تعالي يا حبيبة أخوكي هاتي إيدك علشان هنطلع من هنا خلاص متخافيش 

+


رفعت ريهام عيونها التي كانت تراقب الموقف برعب و هي تطالع إياد بخوف ، ابتسم إياد بحنان و هو يحرك رأسه بموافقة و يده تمسد فوق ضهرها بلطف 

+


تحركت ريهام بلهفة تجاه أخيها تحاوط كفيه و عيونها مُتعلقة بجرحه بقلق ، نبس بنبرة حنونة : ارفعي راسك أنا و إياد 

+



        
          

                
مموتناش إياد اللي مد ايده عليك و علي مراتك قدامك كسر و محدش هيصلح وراك

+


بعد مرور وقت بسيط 

+


هبطت ريهام من السيارة و هي تحاوط ذراع أدهم برفقة إياد الذي ساعدها ، تنقلت بعيونها تراقب جبهته الغارقة بحبيبات الغرق و ملامحه الشاحبة التي فقدت كل ملامح الحياة و تجردت منها 

+


ضغط إياد فوق تلك القماشة التي وضعها علي جرح أدهم و هو يهتف بنبرة هادئة : اهدي يا حبيبتي هو بس تعب مكان النزيف بسام زمانه علي وصول خلاص 

+


أخرج إياد مفتاح المنزل يفتحه بصعوبة و هو يتحرك بثقل برفقة ريهام بأدهم الذي بدأت جفونه تتراخي و برفقتها جسده الذي ارتفعت حرارته حتي بدأ العرق بتصبب من جسده بأكمله 

+


دلفت ريهام بسرعة للغرفة و هي تجلس فوق الفراش بعد أن خلعت حجابها ، ساعد إياد أدهم في التسطح فوق الفراش وضع رأسه فوق ساق ريهام التي كانت تراقب أدهم برعب و الدموع تتساقط من عيونها 

+


مسدت فوق خصلاته بحنان و هي تلثم جبهته هتفت بنبرة مُرتعشة : استحمل يا حبيبي معلش بسام علي وصول والله 

+


تنقلت بنظرها بخوف تجاه إياد التي اُغرقت يديه بدماء جرح أدهم ضغط بيده علي تلك القماشة التي تحيط جرحه بقوة 

+


تأوه أدهم بخفوت و هو يحاول أن يفتح عيونه و يفرقها عن بعضهم بوهن هتف بنبرة مُتسائلة بوهن حتي أن صوته خرج مُتحشرجا ضعيف : ريهام 

+


إجابته بحنان و هي تُزيل حبات العرق المتراكمة فوق جبهته : ايه يا حبيبي ايه اللي وجعك حاسس بأيه 

+


نبس بنبرة مُتسائلة بوهن : خوفتي 

+


ابتسمت من بين دموعها و هي تُجيبه بثقة من بين نبرتها المُرتجفة : لاء كنت مستنياك تيجي

+


ابتسم بوهن و هو يحاوط كفها بقبضته الواهنة و هو يتسائل بإرهاق بعد أن بدأت سطوة الألم تداهمه بضراوة و تسيطر عليه : و اتأخرت عليكي 

+


هزت رأسها بنفي و هي تلثم جبينه و هي تنبس بدموع : عمرك علشان كدة عمري ما خوفت علشان واثقة إني أدهم عمره ما هيبطل يحميني و يلحقني وعده مش بيخلف 

+


هتف بارتجاف : و أدهم مش بيحب حد زيك علشان أنتِ تؤامه و حتة من روحه 

+


أغمض عيونه بإستسلام لدوامة الألم و الضعف التي هزمته و سيطرت علي كل خليه بجسده الذي انهكه النزيف الغزير و الجرح العميق الذي أصاب كتفه و ضهره معًا 

+



        
          

                
ارتخت قبضته التي كانت تحاوط كف أخته بحماية و هي تشعر بثقل رأسه فوق ساقها بعد أن أغمض عيونه بإستسلام ومعها فقد وعيه تمامًا فوق ساقها بعد أن ثقلت أنفاسه ، شهقت ريهام برعب و هي تري اندفاع الدماء من جرحه بغزارة لم تكن كسابقها و برفقتها حرارة جسده التي بلغت ذروتها و كأنه يزفر آخر أنفاسه وسط عائلته التي عاش دومًا يحميها و قد يموت و هو كذلك السئ في روايات الكل و المنقذ في رواية عائلته الأهم لقلبه

+


في منزل عائلة الهاشمي 

+


نهض مازن من فوق مقعد الكرسي يدفعه بغضب و هو يطالع العائلة المُلتفة حوله 

+


زفر مازن أنفاسه بخنق و هو يتمتم بغضب : دلوقتي هيركز معانا و كل كلمة بيسمعها و لا طلب هيركز فيه و يدور وراه و ده مش من مصلحتنا دلوقتي 

+


أردف عمه بنبرة مُتسائلة بقلق : طب و بعدين يا مازن ايه العمل هنرجع تاني نملي ودانه من ناحية بنته 

+


هزت فوزية رأسها بنفي و هي تُجيبه بغل : بعد اللي حصل مش هنعرف نأثر عليه أنت ناسي إني لولا موت الزفتة مراته و زعله علينا استحالة كنا نقلبه علي دلوعته اللي مجبتهاش ولادة 

+


اتسعت إبتسامة مازن بشر و هو ينبس بحقد تواري خلف حدته و عدستيه التي غزاهم الغضب و التوعد : اللي حصل حصل يا أمي كدة كدة عمي اتورط في شحنات المخدرات ايده اللي كان بيمضي بيها علي ورق الشغل اللي جاي من طرفي كلها أوراق ساعة الجد توديه في داهية 

+


جلس فوق مقعد المكتب و هو يستند برأسه فوق ضهر المقعد براحة أغمض عيونه و هو ينبس بنبرة هادئة بتشفي : أحنا في الأمان و عموما بدل هو اختار طريقه هو حر أحنا هنسكت لحد ما المخدرات بتاع الشحنة الجاية توصل و بعدها كله هيكون علي المكشوف 

+


ابتلع رأفت لعابه بقلق و هو ينبس بتساؤل : و افرض رفض يا مازن ولا فضحنا 

+


تنهد مازن بشماتة من بين ضحكاته التي دوي صداها بالغرفة و هو يُجيبه بثقة : عمي معندوش الحق ده اللعبة دي أنا اللي بدأتها و أنا اللي بمشيها عمي بعد ما اتورط معانا لازم يمشي علي كيفي و بعدين مش هو عامل فيها أب بطل خلاص لو بنته حبيبته خايف عليها و عايزها تعيش في أمان يسمع اللي يطلب منه علشان الهانم متدفعش هي التمن 

+


ثم أكمل بنبرة حانقة دثرها التوعد : و بالنسبة لليلة الهواري اللي واقفة لينا في كل شحنة و عاصم بيه فدول ليهم عندي روقة تانية مش هيقوموا منها خالص و دلوقتي تحت إيدي حاجة توجع عاصم بيه 

+


ثم أكمل بنبرة مُتسائلة و هو يطالع أحد رجاله الذي دلف للمطبخ بهدوء : ضيوف يونس باشا وصلوا 

+


هز الآخر رأسه بموافقة ، ابتسم مازن بثقة و هو ينبس بنبرة مُتسائلة بجدية : أعمام جميلة الزيان صح 

+


نبس الآخر بإحترام و هو يخرج صورة يضعها أمامه : هما يا باشا و أنا تواصلت معاهم زي ما بلغتني و دي صورتها 

+


التقط الصورة من بين أنامله و هو يطالعها بتمعن اتسعت إبتسامته بانتشاء و هو ينبس بتساؤل : عندها كام سنة 

+


إجابه الآخر بهدوء : ٢٢ سنة و كل المعلومات عنها عند حضرتك 

+


اتسعت إبتسامته بإنتصار و هو يهتف بتهكم و هو يطالع أحد رجاله : أول مرة بيت الهواري يكون فيه قطط و هي قطة صغيرة و جديدة علي الغابة 

+


ثم أكمل بأمر : خلي عينكم علي البيت لحد ما ابلغكم بالأوامر و خليكم علي تواصل مع البشوات  

+


في منزل عائلة الهواري 

+


هتفت جميلة بنبرة مُرتجفة بدموع : ياخدوني 

+


أردف يونس بنبرة هادئة يؤكد حديثه بنبرة جادة : اهدي متخافيش محدش يقدر ياخدك من هنا أنسة جميلة والدك موصيني قبل وفاته إنك تفضلي هنا محدش يقدر ياخدك أي كان مين 

+


ثم أكمل بنبرة مُتسائلة بهدوء : أنتِ حابة تمشي معاهم 

+


تنقلت بعيونها بين سحر و يونس و هي تهز رأسها بنفي 

+


و لأول مرة ارتسمت إبتسامة بسيطة هادئة فوق ثغره و هو يُجيبها بنبرة جادة ملائها الثقة بنبرته المميزة صاحبة البحة الرجولية التي لم تكن مُماثلة لغيرها : بس كدة يبقي محدش يقدر ياخدك من البيت ده غير بموتي الأول وده وعد يونس الهواري أنا مش طالب منك غير إنك تنزلي تطمنيهم إنك بخير و عايزة تفضلي هنا و سيبي الباقي عليا 

+


نبست بنبرة مُتسائلة بخوف : طب افرض خدوني بالعافية 

+


نهض و هو يهندم ملابسه بهدوء و هو يُجيبها بثقة : مفيش عافية في بيت الهواري يا أنسة جميلة جربي تثقي فيا و صدقيني مش هتندمي محدش ممكن ياخدك من هنا متفقين 

+


هزت رأسها بموافقة و هي تطالعهم بقلق ، أكمل يونس حديثه بنبرة هادئة : هخلي يارا تجيب ليك هدوم سودة علشان تنزلي ليهم

+


خرج يونس من غرفته و تحرك ناحية النافذة يراقب تلك السيارات الكثيرة المُصطفة أمام المنزل و بها الكثير من رجال الحراسة ، و هنا تذكر كلمات المحامي عن عائلة مدحت و هدفهم و هنا فقط تأكد أن تلك الصغيرة القابعة في غرفته هي هدفهم و هي التي لأجلها أتوا إلي هنا برفقة  تلك السيارات و الحراسة و اعدوا كل شئ لأختطافها من بينهم ، يبدو أن منزل الهواري يقف علي أعتاب حرب دامية يبدو أن تلك العاصفة التي لازالت قائمة وصلت لمنزل الهواري و وضعته علي أعتاب خوف خطر و شيك...يتبع

+


بقلم : دنيا أحمد

+


بما إني حبكة جميلة و يونس و حبكة أدهم كان ليهم ظهور قوي الفصل ده و بدأت تفاصيلهم تبان فحابة جدا اعرف رأيكم فيها و  توقعاتكم أو ايه أكتر حاجة متحمسين ليها الفصول الجاية  سواء تخصهم أو تخص أي خط درامي تاني في الرواية 

+


وعامة بفرح جدا لما اعرف ارائكم في الرواية فاتمني اشوف ارائكم في الفصل ده و اتمني يكون عجبكم  

+



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close