اخر الروايات

رواية تحالف الاقدار الفصل الرابع 4 بقلم دنيا احمد

رواية تحالف الاقدار الفصل الرابع 4 بقلم دنيا احمد 


                                           
الفصل الرابع {عهد ثقيل }
   
بعتذر جدا عن التأخير بس ده كان لظروف سفر خارج إرادتي و بأذن الله بعد الفصل بتاع انهاردة هنزل فصل تاني غير معادنا الأساسي تعويض عن التأخير اتمني تعذروني 

+


في قانون القدر ، أنت لست صاحب القرار أنت فقط تسير وفقًا لما يقودك القدر إليه تسلك الطريق الذي يضعك القدر أمامه و يرغمك علي تكملته ، في الرحلة التي يقودها القدر لا وقت للصدمة أو السكوت أو حتي الإستيعاب اللحظات في تلك الرحلة المُنهكة لا تكفي سوي للتحرك و مداومة الطريق حتي النهاية

+


في منزل عائلة الهواري 

+


طالع يونس المحامي  بنظرات لم يستطع أن يدثر من بين طياتها القلق من نبرة المحامي القلقة و نظراته المُرتبكة و هو يلتقط منه ذلك الملف بقلق بلغ اشده 

+


   جلس فوق المقعد و هو يشير للمحامي بهدوء ليجلس هو الآخر ، حاوط الملف بين يديه يطالعه بنظرات قلقة علي الرغم من أن الملف كان يحوي أوراق قليلة ولكن من كل ما يدور حوله أدرك أن ذلك العدد القليل يحوي بداخله ما هو أكبر و أهم بكثير من عدد الورق القليل ، بداخل ذلك الورق هناك سر سيكشف و تفاصيل ستُحجب عنها الستار ربما تكون أبشع من أن يدركها عقلهم في تلك الأوراق مسؤولية تخص حياة يتيمة توسطت قبضتيه بدون سابق إنذار و أصبحت مسؤولية فوق عاتقه ، بداخلها يقع مصير تلك الفتاة التي قطع وعدًا لوالدها بأن يبقي معها و يحميها ، تلك الورقات هي وعد قطعه و خرج من فمه لا يمكن أن يتراجع عنه ، تلك الأوراق تحمل بين طياتها وعد صادق و مصير مخيف 

+


مرر عيونه فوقهم و يزفر أنفاسه بقوة يشعر بصدي ضربات قلبه الذي كانت متلاحقة كالطبول ، الصمت يحيط أطرافهم و علي الرغم من ذلك لم يكن الهدوء حليفهم بل التوتر هو من كان سيد الموقف هو الذي داهمهم كلهم ، حتي أن ذلك المشهد الصامت لم يكن يحوِ سوي نبضات قلب كلاهما المُتسارعة و نظراتهم المُرتعشة بقلق 

+


كان هدوء يشبه تمامًا ما قبل العاصفة ، بلل يونس طرف شفتيه و هو يفتح الأوراق يراقبها بتمعن جعل عيونه تتوسع بصدمة حين وقعت علي كلماتها 

+


{ازيك يا يونس أكيد متعرفنيش بس أنا عرفتك من كلام جدك عنك الأسبوعين اللي فاتوا و من الناس اللي سألتهم عنك كان نفسي اتعرف عليك بس كنت واثق إني هما هيقتلوني في أقرب وقت يارب بس في الوقت ده جميلة تكون معاك و تكون بخير ، سلامتها أهم حاجة عندي علشان كدة بأمنك أمانة واثق إنك هتنفذها جميلة أغلي حاجة في حياتي مش هتقدر تكون مسؤولة عن كل ده و تواجه لوحدها اتجوزها و خليك دايما جنبها و معاها ابعدها عن عيلتي و أوعي في يوم تسلمها ليهم ، حاجة كمان أنا أسف عليها بس مكنش قدامي غيرك علشان وثقت فيك أنا كتبت كل أملاكي بأسمك واثق أنها هتكون في أمان معاك هي و جميلة حافظ عليهم و احميهم و دور علي اللي قتلوني و احمي جميلة منهم }

+
في منزل فرح و مراد
+


صرخت فرح التي عادت مرة آخري لمنزلها علي أثر ذلك الانقباض الحاد الذي اصاب قلبها بدون سابق إنذار ، لم تعلم سببه و لكنها سارت خلفه و بمجرد أن دلفت المنزل وقتها أدركت لما اجتاحها ذلك الشعور ، صرخت بملئ صوتها تُحذر مراد حين طالعت حركة أخيها تجاه مراد و هو يحمل المدية بيده 

+


التفت مراد بفزع أثر صوت فرح و لكن لحسن حظه أن عقله اسعفه في أن يرفع يده يحاوط كف أشرف الذي كان يقترب من مراد بسرعة ينوي الفتك به و لكن صرخة فرح ايقظته ، حاوط كف أشرف بقوة يلكمه بالحائط بقسوة تردد صداها بأنحاء الغرفة كلها حتي اسقط تلك المدية من يده ، تناولها محمد سريعًا يُخفيها 

+


اقترب فرح بخطوات متعجلة من مراد تقف أمامه و تلك المرة تبدلت الأدوار بعد أن كانت هي من تتخفي خلف ظهره أصبحت هي من تقف أمامه تحميه من عائلتها بشجاعة و شراسة و كأنها تخبره أنها أيضًا يمكن أن تواجه الوحوش لأجله و لأجل حمايته كما يفعل معها دائمًا ، تنقلت بنظراتها التي لازالت متوسعة بصدمة خالطها الضياع و القهر الذي انبثق علي هيئة دموع هبطت فوق ملامحها 

+


صرخت بهم بحدة و هي تطالع والدها بغضب امتزج بالقهر و اللوم : شوفت وصلنا فين بسبب دلعك ليه و تميزك ليه اللي بوظه بقا بلطجي و ياريته كدة بس ابنك بقا قتال قتلي كان هيموت جوز أخته و بيهدد أخته يجيب ليها بلطجية علشان يبيع دهب أمه يسمم بيها الناس 

+


علت نبرتها أكثر بإنهيار رافقه الكره : خده برة بيتي مشيه حالًا مش عايزة اعرفه في حياتي تاني و لو هتاخد صفه يا بابا يبقي اعتبر إني موت و إني ملكش بنات إنما دهب ماما قسمًا بالله ما هياخد منه حاجة لو علي موتي

+


حاوطت ذراعي مراد بقوة تتشبت به و هي تهتف بحدة : و الأهم إني والله العظيم لو فكر يجي هنا تاني و لا يقرب لجوزي هبلغ عنه البوليس لو خايف عليه يا بابا طلعه برة بيتي حالًا 

+


لمحت إبتسامة والدها المُتهكمة و هو يهتف بخنق و هو يجذب ذراع أشرف بحماية له و هو يتجه إلي خارج المنزل : عايزة تضيعي أخوكي و توديه في داهية كل ده علشان خاطر البيه بتاعك بتفضليه علينا 

+


ابتسمت فرح بإنكسار و هي تحاوط مراد بقوة أكثر تخشي عليه من عائلتها و هي تهتف بقهر : مراد هو اللي بيحميني من الحاجات اللي أنت مقدرتش تحميني منها بس خليك فاكر يا بابا أشرف ده في يوم من الأيام لو اتسجن و لا مات مقتول هتكون السبب 

+


ثم أكملت بنبرة مُتقهقرة ملائها اللوم : أنت اللي خليته كدة أنت اللي ضيعته و مش عايز حدد مننا يلحقه أنت اللي 

+


هتخلي نهايته قريبة  

+


في منزل عائلة الهاشمي 

+



        

          

                
التفت الكل يراقب شريف والد حورية الذي ظهر من العدم و اقتحم أسوار تلك المعركة العاتية التي حتي الأن لم تعرف للإنتهاء طريق ، بل نيرانها مازالت مندلعة بلهيب واضح أثره بكل مكان و حورية هي نقطة الصراع الذي لا يخمد بل تتزايد حدته مع مرور الأيام لا تندثر 

+


التفت مازن يطالع عمه بمكر تلون فوق قسماته استطاع عاصم قرأته بسهولة حتي أن سهام الغضب و الوعيد المُنبثقة من   عيونه سرعان ما اختفت و تبددت لآخري هادئة تحمل بداخلها الغدر و المكر و هو ينبس بهدوء ينثر سمه بين الطيات الحديث : شايف يا عمي مش عايز يبعد عن حورية و مصمم يأذيها ولما أجي اقف في وشه بيبجح فيا 

+


هتف عاصم بنبرة حادة ثابتة و هو يرمق مازن بنظرات غاضبة غزاها التوعد : احب اطمنك إني طول ما أنت بتأذي حورية و بتلف حواليها زي الكلب كدة هتلاقيني في وشك في كل دقيقة 

+


ثم أكمل بنبرة ثابتة و هو يقترب منه بعض الخطوات بشجاعة كانت من ضمن شيبه منذ المراهقة الذي يفارقه و هو يجذب أطراف قميصه بقسوة ثم لكمه بقوة اسقطته بالأرض و قد شعر بعظام أنفه مُهشمة : ثم إني ابن الهواري مش بيبجح مع اللي زيك بيضرب علطول 

+


صرخت فوزية برعب حين رأت ابنها الذي سقط فوق الأرض يحيط أنفه التي انسابت منها الدماء بغزارة و هي تصرخ بتوبيخ : ده انتوا عيلة بجحة و متربتوش صحيح طايح فينا و مش هامك حد 

+


لوت فمها بتهكم و هي تُجيبه بسخرية : بس نقول ايه العيب علي الأستاذ اللي بنته مش متربية و هو مش عارف يحكمها فكل من هب و دب بقا يتحكم فينا علشان قلة ربايتها

+


رمقها رأفت بنظرات غاضبة و هو يطالعها بتهديد هتف بنبرة حادة يوبخها : لم مراتك يا عزت و امسك لسانها خلينا نتكلم 

+


هدر شريف {والد حورية } بنبرة حادة و هو يطالع زوجة آخيه بغضب : متتكلميش عن بنتي كدة يا فوزية باين عليكِ اتجننتي و جوزك مبقاش قادر يحكم عليكي 

+


قاطع حديثهم نبرة يارا التي خرجت من الغرفة تتنقل بنظراتها بينهم بكره اختلط بالتشفي و هي تطالع توبيخ شريف له هتفت بهدوء : يعني محتاجين نتكلم يا عمو بعيد عن عيلة حضرتك لأنهم كدابين كلهم و أذوا بنتك و ده اللي يهمنا إنما حق البجاحة معانا أحنا أولي بيه 

+


اومأ شريف بموافقة غضبه من حديث فوزية و إهانتها له و لابنته هي من اشعلت النار في قلبه و جعلته ينصاع لرغبة عاصم لأول مرة منذ وفاة زوجته ، بعد أن اخمدت عائلته النار التي كانت دائمًا مشتعلة لأجل عائلة الهواري بعد علاقات وطيدة جمعتهم لسنوات كان حلمه بها زواج ابنته و عاصم أتت عائلته و ضمرت كل ذلك لتصل لمبتغاها او الذي لم يكن ابدًا سطحيًا يتمثل في قطع علاقة بل ما خُفي كان أعظم و تلك الخطة الشيطانية كانت سر من ضمن الأسرار المُندثرة في تلك العائلة التي لم يحن وقت كشفها بعد 

+



        
          

                
صرخ مازن بحدة و هو يطالعهم تلك المرة بنظرات تخللها الغضب و هو يتنقل بين عاصم و يارا بحقد جعل عدستيه قاتمة غارقة في الكره الذي دثر عدستيه كما تغرق الأمواج الشاطئ حتي تمحي أثر الرمال : أنت بعد كل ده هتسمعهم و تكدبنا أحنا 

+


تشدق صفوت بغضب : اسكت أنت و أمك و اطلعوا علي فوق سيب عمك يتصرف 

+


نبس شريف بحدة و هو يتكأ فوق حروفه بعد أن تجاهل النظر إليهم : و أنتوا كمان يا صفوت كله يطلع فوق و سبوني لوحدي  معاهم و محدش منكم يخطي عتبة أوضة حورية لحد ما نتكلم و مش عايز نقاش 

+


في منزل عائلة الهواري 

+


توسعت أعين يونس بصدمة و هو يقرأ تلك الكلمات مرة آخري بصدمة تخللها عدم التصديق رفع نظارته يطالع المحامي بإستفسار نبع من عدستيه 

+


زفر المحامي أنفاسه بتروِ وهو ينبس بنبرة هادئة : أنا مقدر طبعًا حجم صدمتك و عارف إني عندك اسئلة كتيرة محتاجة تتجاوب و أنا هحاول أجاوبك أولا أنا كنت صديق أستاذ مدحت المقرب مش مجرد المحامي بتاعه الموضوع كله بدأ لما من فترة قالي إني في رجال أعمال بأسماء تقيلة أوي علشان يعملوا استثمارات و شراكة و الطبيعي أنه مش بيقول ليا عن الأسماء دي غير لما يتأكد أنه هيتعاون معاهم علشان كمان ميحصلش تسريبات للصحافة تعطل الشغل بس هو بعدها قالي أنه اكتشف فساد رجل الأعمال دول و انهم بيهدوه بالقتل بس رفض يقول اسمائهم

+


هتف يونس بنبرة مُتسائلة بهدوء و هو يطالع المحامي بإنتباه : ليه رفض 

+


إجابه المحامي بهدوء : خاف و قالي إني مجرد معرفة اسمائهم خطر و أنهم لو عرفوا هيخلصوا منه هو أساسًا كان خايف علي جميلة أكتر من أي حاجة حتي ظهورها في الشركة منعه و بعدها هو فكر يلجأ ليكم علشان يحمي جميلة و بعدين يفضحهم بس قلبه كان حاسس إني مش هيلحق لما تواصل مع جد حضرتك من اسبوعين علشان و حكاله اللي حصل بدون ذكر اسماء قاله إني هو و حضرتك هتساعدوه ساعتها طلب مني إني اجمع معلومات عنك و بعدها كتب الوصية دي و طلب مني اوثقها و قالي لو حصل حاجة اوصلك الوصية بأسرع وقت 

+


ثم أكمل بنبرة هادئة برجاء : و نظرًا إلي أن مدحت برضو وصاني علي جميلة فأنا متفهم تمامًا إني الوصية مش سهلة و حضرتك ليك كامل الحرية توافق أو ترفض بس لو رفضت ياريت تبلغني علشان اخدها من هنا لمكان أمان و عمومًا الفايل ده فيه كل الورق اللي يثبت صحة كلامي و إني الوصية متوثقة و إني كل أملاك أستاذ مدحت مكتوبة بإسمك و من اللحظة دي هي ملك حضرتك 

+


ابتلع يونس لعابه يحاول تنقية حلقه من سيل الصدمات الذي لا يتوقف تلك الحلقة المرتبطة ببعضها كلما ينسدل الستار عن شئ ما يُحجب عن ما هو أكبر و أهم و كأن تلك الحلقة لازالت تُخفي في طياتها الكثير و الأكثر من الأسرار الذي لم يُقدر لها بأن تُكشف حتي الأن 

+



        
          

                
حاوط الأوراق بين كفيه و هو يهتف بنبرة هادئة : تمام سيب ليا بس وقت و هرد عليك بخصوص الوصية 

+


هتف المحامي بنبرة مُتسائلة : طب و جميلة 

+


نبس يونس بنبرة ثابتة يملائها الجدية وهو يطالعه : هتفضل هنا لحد ما اخد القرار و هي هنا هتكون في أمان 

+


رمقه المحامي بقلق و هو يُجيبه : بس أهل مدحت مش سهلين و أكيد هيصمموا ياخدوها ممكن ياخدوها بالعافية 

+


أردف يونس بثقة و ثبات اتضح في كلماته التي خرجت منه هادئة كشخصيته و مظهره الوقور تمامًا : حضرتك فاهم غلط هنا ده مكاني يعني بعون الله أي كان مين استحالة اسمح ليه يخطي خطوة من البيت ده و هو عينه عليها مش بس ياخدها أنا وعدت والدها الله يرحمه و دي أمانة يعني حمايتها و وجودها في بيت الهواري ده مش اختيار ده حقها و وعد لازم يتنفذ علي رقبة الكل و اللي هيقف قدام القرار ده يوريني نفسه و يشوف النتيجة 

+


اومأ المحامي بإرتياح و هو يهتف بإعجاب لمع بعدستيه : واضح إني مدحت الله يرحمه كان عنده حقه في وجهة نظره و ثقته فيه عمومًا أنا هفضل متابع الاجراءات علشان الدفن و العزا و هستني ردك 

+


نهض يونس و هو يمد يده يتمسك بيد المحامي يُحييه و هو يهتف بنبرة هادئة بإحترام : تمام و أنا هفضل متابع أول بأول مع حضرتك شكرًا جدا علي تعب حضرتك 

+


راقب يونس انصراف المحامي برفقة آحد الخادمين بتمعن و مازال عقله عالق عند كلمات تلك الوصية ، تلك الكلمات التي كانت بها لم تكن عابرة لم تكن هينة يمكن صياغتها في حروف بل واقعها كان اشبه بقنبلة تركت أثرها بكل مكان حتي أن المكان من بعدها اندثرت ملامحه و اختفت تمامًا و لم يعد مُشتابه لما كان عليه من قبل المكان تغير بعد مفاجأة أتت بعد هدوء تمامًا يشبه ما قبل العاصفة ، تلك الوصية كانت كلماتها صادمة تمامًا كبشاعة ذلك الحدث الذي فتت شمل العائلة و فرقها ، تلك الحروف التي اجتمعت شكلت مصير تلك التي أصبحت مسؤوليتها فوق عاتقه و سقطت بإستسلام بين أحضانه طريق جديد دبر له القدر و أرغم الكل علي السير فيه 

+


خرج من الغرفة بخطوات و ملامح بدت منهكة أكثر من سابقها ، كل المفاجأت التي تكابدت و الأحداث رسمت مجرها بوضوح فوق ملامحه التي اغدقها الإرهاق و التشتت اتجه لجده مرة آخري و هو يطالع الظابط الجالس برفقة جده 

+


اتنقل بنظره تجاهه و هو يهتف بهدوء : أنا سمعت حضرتك و أنت بتتكلم مع جدي و لسة متكلم مع المحامي بتاع أستاذ مدحت و قالي أنه هيحاول الإجراءات تمشي أسرع من كدة و أنا بوعد حضرتك أول ما بنته تفوق و تتماسك هبلغ حضرتك علشان تاخدوا أقوالها 

+


اومأ الظابط بإنصياع و هو يجيبه : مفيش مشكلة عامر بيه كان لسة بيأكد نفس النقطة و أحنا من ناحيتنا هنحمي أستاذ مدحت و الاخبار اللي تخص الصفحية من هجوم الصحفين بس الأنسة جميلة هتفضل هنا و لا لما تفرق هتروح مكان تاني لأني يهمنا جدًا نعرف مكان إقامتها علشان نحط حراسة ليها لأنها حاليًا في خطر 

+



        
          

                
تنقل عامر بنظراته يطالع حفيده بتمعن امتزج بالتساؤل و كأنه ينتظر إجابته نبس يونس بتأكيد : متقلقش حضرتك هي هتفضل هنا و مش هتروح مكان تاني تقدر تحط الحراسة هنا 

+


ثم أكمل بتساؤل بنبرة متأثرة : هو مينفعش لما تفوق تشوف والدها لآخر مرة 

+


هز الظابط رأسه بأسف و هو يُخبره بحزن : لو كان علي الموافقة كنت هعمل كدة بس للأسف مينفعش الوضع أصعب من أنها تشوفه أنا هستأذن أنا و شكرًا علي تعبكم معانا  

+


تنهد عامر بيألم و هو يهتف بقهر : لا حول و لا قوة إلا بالله ربنا يصبرها يارب 

+


اقترب يونس من جده يُمسد فوق كفه بحنان و من بعدها جلس فوق الأرضية بجانبه و هو يستند فوق ساق جده يرمي جبهته فوقها و هو يغمض عيونه براحة رافقها تنهيدة طويلة كانت تُعبر عن نفسه المشتاتة بين كلمات تلك الوصية ، حتي ذاته كانت غارقة بين أمواج ذكريات سيئة كانت أعلي من أن يُجابها و سطوتها عليه كانت واجبة استطاعات أن تغرقه بين طياتها و تدثر أثره وسطهم 

+


حزن تخلله مذاق الذكريات المُر الذي دائمًا ما يداهم عقله و يغدق قلبه بالألم رافقه ضياع و تشتت بعد أن وضع بوسط المعركة بدون مُساعد وحده القدر في تلك الحرب هو من يقرر 

+


رفع عامر كفه الذي احتل الشيب معالمه بوضوع و هو يمسد فوق خصلات حفيده يُخلل أنامله بينهم بحنان و هو يهتف بنبرة حنونة تلك النبرة التي يخص بها أولاده و أحفاده فقط : مالك يا حبيب قلب جدك و ايه الورق اللي في إيدك ده ليه علاقة بمحامي مدحت 

+


اقتحم جلستهم دخول يحيي المُتعجل إلي مكتب جده و هو يردف بقلق : الحق يا جدي عاصم ماسك في عيلة الهاشمي يارا لسة باعت ليا و بتقول ليا الموضوع هيكبر 

+


فتح يونس عيونه بيأس من تلك العائلة التي تصر دائمًا علي استفزاز أخيه لمعت عيونه بوميض الشراسة و احتقنت بتوعد فهو اليوم في أوج غضبه و إنهاكه و حان الوقت لتفريغ تلك الشحنة 

+


نهض من مكانه بسرعة و هو يهندم ثيابه هاتفًا بنبرة جادة : أنا هتصرف يا جدي 

+


اتكأ عامر فوق عصاه و هو ينبس بأمر : يونس اللي يقوله عاصم يمشي محدش يحرق دم أخوك و تسكت ليهم اعمل اللي تشوفه صح أنت و عاصم و أنا واثق فيكم أكتر من نفسي 

+


في منزل فرح و مراد 

+


امتعضت ملامح والد فرح بغضب و هو يحاوط أشرف بحماية يخرج برفقته من المنزل زفرت فرح أنفاسها بإنهاك أغمضت عيونها بقهر بعد أن راقبتهم حتي خرجوا من منزلها بقهر لون عدستيها السوداء أغمضت عيونها ببكاء و هي ترتمي فوق صدر مراد تحاوط جسده بقوة بذراعيها المرتعشين ، أخفت نفسها بين أحضانها و انزوت بداخلها تبحث عن الأمان في أحضانه الدافئة من وسط تلك القسوة التي أصبحت تحيط كل أطرافها ، حتي منزلها الذي كان دافئ يملائه الأمان و الدفئ لأن صاحبه مراد دُنس بسبب والدها و أخيها و كاد أن يتحول لحرب دامية و ربما كان علي وشك أن يُوصم بنهايتها برفقة مراد مصدر أمانها الوحيد

+



        
          

                
ارتجف جسدها بين ذراعي مراد و هي تحاوطه بقوة أكثر رفع مراد يديه يربط فوق رأسها التي كانت فوق صدره بلطف و من بعدها ضمها لجسدها يحاوط ذرعها بحنان و دفئ بين أحضانه و هو ينبس بنبرة حنونة عرفت طريقها لقلبها جيدًا و كأنها لا تعرف سبيلًا سواه : بس يا حبيبتي مفيش حاجة خلاص اهدي محصلش حاجة كل حاجة تمام 

+


حاوطت عنقه بقوة و هي تجيبه بشهقات باكية توسطها نبرة مُنهكة بإعتذار : أنا أسفة يا مراد والله أسفة أوي 

+


ربط مراد بلمسات حنونة فوق كتفيها و ضهرها بلطف و هو يلثم جبهتها بدفئ غمغم بنبرة حنونة لينة تشبهه تمامًا : مش عايز اعتذارات أنتِ أساسًا ملكيش دعوة باللي حصل 

+


ابتعد عنها و هو يمرر أنامله بلطف يزيح دموعها من فوق وجهها و هو يهتف برجاء : ينفع تهدي بقا كدة خطر عليكِ و علي الحمل أنا الحمد لله بخير بفضلك بعد ربنا ربنا يديم وجودك في حياتي 

+


اقترب منهم محمد الذي كان بالمطبخ وضع كوب الماء الذي كان بيده فوق المائدة و هو يقترب من فرح هاتفًا بنبرة مُتسائلة بسعادة : ده بجد أنتِ حامل يا فروحة 

+


ابتعدت فرح عن أحضان مراد و هي تطالع أخيها بنظرات سرعان ما لمعت بسعادة تخللها الخجل و هي تهز رأسها بموافقة ، لمعت عيون محمد بسعادة اختلطت بدموع تبلورت بعدستيه و هو يقترب من فرح تلك الصغيرة التي ولدت علي يده هو و أخيه و هم دائمًا من تولوا رعايتها و تربيتها و الأن تلك الأبنة الصغيرة علي وشك أن تصبح أم 

+


حاوطها محمد بقوة و هو يرفعها من فوق الأرض حاوطت فرح عنقه و هي تضحك بسعادة ، نبس محمد بنبرة مُرتعشة : يا حبيبة قلب أخوكِ معقول العروسة الصغيرة كبرت و هتبقي أم يعني أنا هبقي خالو 

+


حاوطت فرح عنق أخيها تتمسك به و هي تضحك بسعادة ، تلك المفاجأة هدية القدر لها الذي اخفاها القدر ليبدل كل أحزانها و لحظاتها و يُتوج حبها هي و مراد فرد جديد يُكمل تلك الدائرة الدافئة 

+


اقترب منها محمد يلثم جبهتها و هو يهتف بفرحة : مبروك يا فروحة ثم أكمل و هو يزيح بقايا دموعها : متعيطيش و لا تنزلي دموعك و بعدين كدة كدة أنا معاكي في أي حاجة متشيلش هم أي حاجة و لا تخافي من أي حاجة أحنا معاكي تعالي نكلم أحمد فديو كول نفرحه 

+


اقترب مراد منهم بابتسامة زينت ثغره و هو يطالع زوجته التي تبدد الحزن و القلق بكل علامتهم من فوق وجهها الذي عادت البهجة ترسم طريقها فوق محياه حتي أن عدستيها عادت تضوي ببريقها المحبب لقلبه حاوط كف فرح و هو ينبس بمشاكسة : طب يا حبيبي إيدك أنا ما صدقت اتجوزها علشان ارتاح من ذلكم أنت و أخوك و تبقي بتاعتي

+


في منزل  عائلة الهاشمي 

+


دلف يونس بخطوات هادئة بعد أن هندم ثيابه إلي منزل عائلة الهاشمي بخطوات واثقة ثابتة لا تأبَ أي شئ أو شخص ، تقدم لداخل المنزل بعد أن فتح له الباب أحد الخدام بعد أن اشار بيده للخادم ليصمت وقف يطالع عاصم الذي يقف برفقة شريف و يارا و بين عائلة حورية بأكملها التي كانت تقف فوق الدرج بالدور العلوي تتابع كل ذلك بأعين مُترقبة غارقة بالحقد الذي استطاعت عدستي يونس أن تلتقطه بمهارة هو يقف بين طرفي المعركة التي دومًا ما تكون علي شفا الحرب و المعارك الدامية و وجوده هو ما يأخر تلك الحرب لأجل غير مُسمي و لكن دومًا ما يملائه الأمل بيوم يصفو فيه الطرفين و تعود الحياة كما بعد صحوة تنقذ الطرفين من معركة حتمًا خاسرة 

+



        
          

                
هتف شريف بنبرة هادئة يُرحب بيونس : أهلا بيك يا يونس نورت 

+


اومأ يونس و هو يُجيبه بنبرة جادة : اللي بيحصل ده مينفعش يا عمو شريف أنا مش هسمح إني حد يكلم أخويا سكت كتير بس لحد هنا مش هقدر اسكت أحنا لازم نتكلم 

+


تلونت ملامح شريف بإحراج و هو يشير بيده تجاه غرفة الجلوس و هو يهتف بهدوء : ده اللي كنت لسة هعمله تعالي و اقعد و خلينا نتكلم و أنا هسمعكم للأخر 

+


اقترب يونس من عاصم يضع يده فوق كتف أخيه و هو يطالعه يراقب عاصم الذي انفرجت شفتيها بإبتسامة مُبتهجة تخللها المُشاكسة وهو يهتف بهمس : جيت في وتم شوية و كنت هموتهم و اولع في البيت 

+


اتسعت إبتسامة الآخر بحب و هو يهتف بنبرة ممازحة : ينفع تعمل كدة من غير أخوك تعالي نجيبه علي الأرض و اللي مش عاجبه يجي يقف في وش ولاد الهواري الطلعة دي بتاعتي هولع ليك في اللي يفكر يزعلك يارا حكيت ليا كل حاجة تعالوا اتفرجوا بقا هعمل ايه 

+


في الطابق الأعلي حيث اجتمعت كل عائلة شريف تتابع الموقف بأعين ثاقبة مُترقبة بالاعلي 

+


ضرب مازن الدرج بغضب و هو ينبس بنبرة مُحتقنة بالغضب : كمان كانت ناقصة سي يونس لو قعد و سمعهم كل اللي بنخطط ليه و مصدقنا أنه حصل كل حاجة هتبوظ

+


أردف رأفت بنبرة خانقة وهو يطالع زوجة أخيه بإزدراء : كله من مراتك و لسانها اللي أنت مش قادر عليه كل حاجة تمام لحد ما اتغابت و أنا قولت ليكم متراهنوش علي صبر عيلة الهواري علشان مسيره يخلص و أهو خلص 

+


ثم أكمل بغضب : دلوقتي اسكتوا خالص خلينا نسمع هيقولوا ايه علشان نشوف هنتصرف إزاي 

+


في منزل عائلة الهواري 

+


راقبت سحر تلك الغافية أثر حقنة مُهدئة مسدت فوق خصلاتها بحنان و هي تتنهد بأسف اتضح في مقلتيها : يا حبيبتي الصدمة كانت شديدة عليها و كله وارة بعض 

+


أردفت صفاء بنبرة غاضبة تُجيبها : مهي مكنش ينفع تعرف كدة بس أقول ايه علي هناء طول عمرها زي القطر 

+


لانت نبرتها أكثر و هي تهتف بنبرة حنونة : بس ان شاء الله هتبقي كويسة 

+


بتراث المنزل وقف عامر الهواري بيده أوراق الوصية يحاوطها بين كيفه و عيونه تراقب عناصر الشرطة التي حاوطت المنزل زفر أنفاسه بهدوء و كفه يتكأ فوق العصا ، تذكر تلك الوصية و عهودها الثقيلة الصادمة حين قرأها لأول مرة حين طلب منه يونس ذلك قبل مغادرته ، ذلك العهد الثمين المرتبط بحياة حفيده و تلك الفتاة ، لما يشعر أن القادم ليس هينًا و كأن القدر يخفي بين طياته المفاجأت التي لن يُحمد عقباها تلك الوصية بمثابة إعلان الحرب الأن حفيده يحمل في يده أملاك بمثابة ملايين مُطارد من رجال أعمال فاسدين و علي شفا حرب دامية مع عائلة مدحت 

+



        
          

                
تنهد بثقل بعد أن تأكد من محاميه من صحة تلك الكلمات أغمض عيونه و هو يضع سجادة الصلاة فوق الأرضية ليصلي لعله يجد مُبتغاه و يطمئن بعد أن فشل الكل في ذلك ، لربما ينير طريقه بضوء حتي لو بسيط يُرشده إلي الفعل الصحيح من بين الظلمات التي اغرقت طرقه بدون سابق إنذار 

+


في منزل فرح و مراد 

+


وقف محمد علي أعتاب منزل أخته يودعها اقترب منها يضمها بدفئ و هو يحتجزها بين ذراعيه بحنان اتسعها كعادته وهو يلثم جبهتها : مبروك يا نن عين أخوكي عايزك ترتاحي بعد كدة و متشغليش بالك بحاجة أنا معاكي المهم تهتمي بصحتك علشان خاطر حبيب أو حبيبة خالو يجو بالسلامة 

+


اتسعت ابتسامتها بسعادة امتزجت بالخجل و هي تهتف بسعادة : حاضر يا حبيبي 

+


رفع محمد كفه يمسد فوق خصلات أخته برقة كما لو كانت صغيرة تمامًا و هو يهتف بنبرة جادة : حضرلك الخير يا فروحة أوعي تخافي طول ما أنا موجود 

+


اتسعت إبتسامة مراد بحب و هو يطالعهم بعد أن أتي بغرفته يحمل بيده تلك العروسة الصغيرة وضعها بين كفي فرح و هو يهتف بلطف : محمد باشا لما نزل من شوية قالي أنا بقالي كتير مجبتش لفرح العروسة بتاعتها نزل جبها و خلاني اخبيها 

+


تناولتها فرح بين يديها بإعجاب اتضح في عدستيها السوداء التي لمعت بسعادة شابهت طفلة أحضر لها والدها لعبتها المُفضلة بعد إلحاح كبير شهقت بفرحة و هي تقفز لعناق أخيها و هي تهتف بحماس ملائه الشكر: تحفة يا محمد شكلها حلو أوي حقيقي ربنا يخليك ليا ولا يحرمني من العادة دي 

+


ثم أكملت بدلال و هي تتشبت بأخيها : تبطل تعمل كدة لما أخلف 

+


هز رأسه باستسلام و هو يربط فوق رأسها هاتفًا بلطف : مقدرش ساعتها هيكونوا عروستين حتي لو بقا عندك أورطة عيال هفضل شايفك عيلة صغيرة يا فروحة ربنا يديمك لينا يا دلوعة ده أنتِ الفرحة اللي في حياتنا يا فروحة ربنا يسعد قلبك يارب 

+


في منزل عائلة الهاشمي 

+


 أردف شريف بنبرة هادئة و هو يطالعهم : ينفع اعرف منكم ايه اللي حصل الأول أنا حابب اسمع منكم 

+


تنقلت يارا بنظراتها تجاه يونس و هي تطالعه بإستفهام حتي اومأ يونس بموافقة يأذن لها بالحديث رفعت رأسها بثقة تطالع شريف بعدستيها التي لمعت بثبات و شجاعة دومًا كان مصدرها أبناء أعمامها هتفت بإحترام تخللها الثقة : اللي حصل يا عمو إني أحنا جينا نشوف حورية و نطمن عليها و عاصم اللي وصلنا و حورية وصلت بعد ما جينا بدقايق بمجرد ما دخلت من البيت لقينا مازن نزل زي القطر بتهمة أنه شافها واقفة معاه و مد ايده عليها ضربها بالقلم علي وشها 

+



        
          

                
تنهدت بقوة تحاول تنظيم أنفاسها الغاضبة حين تذكرت الموقف و تفاقم الغضب في قلبها حين تذكرت حالة رفيقتها : و كان عايز يمد ايده عليها لولا إني منعته و بصراحة عيلة حضرتك غلطت في عاصم ابن عمي و فيا اتقال علينا ناس بجحة و مش متربية 

+


طالعت يونس بتمعن و كأنها تخبره بصمت بأن حديثها انتهي و الآن حان دوره هتف يونس بنبرة صرامة لم تخلو من الإحترام : بما إني حضرتك قررت تسمع كلامنا فأنا طالب من حضرتك تسمع للآخر الحوار ده أساسًا متأخر من يوم اللي حصل و أحنا كنا مصرين نقعد مع حضرتك و نفهمك الحقيقة بس حضرتك كنت رافض بشكل تام و أحنا قدرنا إني طنط الله يرحمها كانت لسة متوفية و حضرتك كنت زعلان عليها مع إني ده كان ظلم لينا 

+


رفع يونس رأسه بشموخ وهو يكمل بثقة : بس دلوقتي جه الوقت اللي يتسمع فيه كل الكلام لأني بعد القعدة دي استحالة اسمح حد يكلم اخويا ولا يارا ولا حد من عيلتي اليوم اللي أنت شوفت فيه حورية و عاصم مع بعض بليل في جنينة البيت و افتكرت انهم بيتقابلوا من وراك ده كان كدب شوف بقا حضرتك مين اللي كان عايز يضمر علاقتك ببنتك و علاقتك بينا علشان بسيطر علي عقلك و يضمر كل حاجة حواليك 

+


هتف شريف بنبرة غاضبة مُحتقنة بالانفعال : قصدك ايه يا يونس بالكلام ده قصدك إني أهلي هما اللي عملوا كدة 

+


إجابه يونس بثبات لم يتزحزح و هو يُجيبه بتأكيد : والله يا عمي الأكيد إني لو حطنا حورية بنت حضرتك و أخلاقها في كافة قصاد أي حد هي اللي كفتها المفروض تكسب قصاد أي حد حورية بنتك اللي ربيتها علي ايدك وحيدتك اللي المفروض تكون عارف أخلاقها أكتر من أي حد حورية قالت انها بلغت مرات عمها إنها كانت نازلة علشان مخنوقة ده غير إني عاصم الهواري و أخلاقه و تربيته استحالة يخلوه يخون الأمانة و يفرط في حب عمره اللي بيصونها أكتر من عيونه و يحميها بحياته 

+


ثم أكمل بعتاب و هو يطالعه بجدية : عاصم متقدم لحورية من قبل وفاة طنط الله يرحمها و حضرتك كنت موافق ليه يقابلها من وراك و يخون البيت اللي دخله الكلام اللي اتقال عن عيلتنا و عن حورية و الطعن اللي عيلة حضرتك طعنوه في شرفها ده أنا استحالة اقبل فيه و لا اتهاون فيه مش علشان اخويا لا علشان حورية البنت اللي اتربت في بيتنا اللي بعتبرها أختي زي يارا و ريتاج 

+


هتف عاصم بنبرة حادة و تنقل بنظراته تجاه شريف بغضب ، نظرات يشوبها الغضب فهو سامح بحقه و لكن حق حورية منذ أن دلفت حياته و هو لا يستطع التهاون به و لا حتي المسامحة حتي أنه دائمًا لا يعكر صفو ملامحه الوسيمة و عدستيه العسلية سوي مشاعر الخوف و الغضب التي تخص أحبابه و هي منذ نعومة أظافرها كانت رفقة أحباب قلبه و من يخشي عليهم من الحياة : أنا مش هقدر استحمل اشوف حورية مخذولة من والدها اللي ملهاش غيره و بتحاول بكل طاقتها بالرغم من أنها زيك موجوعة لما بقت يتيمة و خسرت مامتها 

+



        
          

                
ازدادت حدة عاصم و هو يتكأ فوق حروفه بغضب : أنت اذيت بنتك أكتر من أي حد بعدت عنها في أكتر وقت بتعاني فيه و صدقت كلام فارغ من غير ما تحكم عقلك و ظلمتها و كسرتها قدام نفسها و قدام الكل لما سيبت الأغراب يبيعوا و يشتروا فيها لحد ما دبلت و الحزن و القهرة هلكوها إنما توصل إني تسيب بنتك حد يمد ايده عليها أنا مش هقدر استحمل ده لو سمعت إني حد منهم قرب لحورية أنا هموته أنا اللي سكتني الفترة اللي فاتت كانت هي بس عمري ما ممكن اتخلي عنها 

+


ربط يونس بكفه فوق كتف عاصم بلطف يحاول التخفيف من وطأة ذلك الموقف الذي أصبح علي شفا حرب جديدة بعد أن احتدت المواجهة بينهم و أتت اللحظة المنتظرة علي هيئة كلمات قاسية القيت من طرف عاصم تلك اللحظة التي تخللتها الصراحة التي يمكن تلقيبها بالقاسية ، تلك النقطة التي لم يستطع عاصم فيها أن يزين الكلمات أو يواري الحقائق 

+


انصاع عاصم لكف يونس الحنون الذي مسد فوق قلبه في أوج غضبه و أكثرها ظل يدثر الغضب و الضيق بين طيات قلبه المكلوم حتي وصل للانفجار الذي وقع بأكمله علي عاتق شريف بأكمله ؛ في تلك القصة شريف في عيونه هو المذنب زفر أنفاسه مرة آخري بقوة يحاول كبح شيطاين غضبه العاتية و اختناقه من جدران ذلك المنزل الذي يحوي شياطين الأنس بأكملها بداخله ، جدران المنزل باتت عائق يجثو فوق صدره يحجب أنفاسه 

+


هتف يونس بنبرة هادئة يؤكد حديثه بنبرة تخللها الاحترام : مكنتش حابب الحوار يوصل لكدة و بعتذر لو الكلام جرح حضرتك بس للأسف سكوت حضرتك و تصديقك ليهم هو اللي وصلنا للنتيجة دي و أنا مقدرش الوم عاصم علي كلامه لأنه صح و اتمني المرة دي إنك تسمع مننا مش علشان أحنا خايفين بعد كدة لو حد فكر يزعل عاصم جدي بنفسه هو اللي هيتدخل و ساعتها كل حاجة هتنتهي لا الشغل اللي بين العلتين تكمل ولا في أمل إني العلاقة نفسها تكمل نقدر نعتبر ده آخر تحذير قبل تدخل جدي لأنه مش هيبقي علي حاجة قصاد زعل حفيده 

+


أكمل يونس حديثه بجدية : و دلوقتي اختيار حضرتك هيبان أنا محتاج تنادي ليا مازن و باقي رجالة العيلة علشان في حساب لازم يتصفي و اتمني حضرتك متدخلش في الموضوع علشان ميكبرش 

+


فوق السلم اصطفت عائلة شريف بأكملها تتصنت علي هذا الحديث المصيري بالنسبة لهم بأعين متوسعة بصدمة خالطها القلق ، رد فعل شريف بمثابة إعلان عن القادم رد فعله هو إعلان نهاية المعركة و معرفة من المنتصر ، بعد دقائق سيعرف الجميع من عليه الاحتراس و ناقوس الخطر بدأ يدق في أرضه ، تلك اللحظة التي سينتصر بها طرف واحد فقط ما بين نجاح خطط شيطانية مُعلنة طغيان الفساد أو صحوة قادمة قبل فوات الأوان 

+


في أحد المنزل الراقية بإسكندرية حيث توسط منزل عصري مساحة كبيرة من الحدائق الخضراء 

+



        
          

                
هبط ذلك الشاب صاحب الاثني و الثلاثين عام و الذي كان يرتدي ثياب بيتية مُريحة هبط الدرج بسرعة و هو ينبس بنبرة مُتعجلة : الحق يا عمي بيقولوا مدحت الشافعي اتقتل و بنته مُختفية 

+


نهض ذلك الرجل الذي كسا الشيب ملامحه و ظهر بوضوح فوق ملامحه التي شارفت علي الستين عام وهو يتقدم منه بخطوات مُتعجلة هاتفًا بصدمة تجلت فوق ملامحه و هو يهتف بحروف متقطعة : ايه اللي بتقوله يا صالح ده ازاي ده حصل 

+


هز صالح رأسه بنفي و هو يُجيبه بأسف : مش عارف يا عمي لسة بس معتصم الشعراوي لسة مكلمني و قالي إني ده مش إشاعة أحنا هنعمل ايه 

+


في منزل عائلة الهاشمي 

+


صمت شريف وهو يتنقل بنظراته بينهم ، هدوء عام المكان و لكن باطنه كان غارقًا بالضوضاء التي فاقت أصواتها ذلك الهدوء الظاهري الذي اغرق أركان المكان ، ذلك الصمت الذي يعلو المكان لم يكن سوي ضجيج قابع بذهن كل منهم علي حدة و لكن احكم بقيوده علي صاحبه بالصمت و الكتمان ، صمت مخيف تمامًا كالدقائق الصامتة التي تسبق العاصفة التي ينتظرها الجميع بخوف 

+


و لكن انهي شريف تلك الدوامة وهو ينبس هادئة : هطلع أناديهم ليك 

+


مفاجأة صادمة فجرها شريف و هو يعلن نهاية حرب و إشتعال آخري أكثر شراسة بعد أن ضرب بتوقعات أهله و قيودهم التي نسجت خطوطها من الكذب و النفاق علي قلبه و علاقته بإبنته عرض الحائط ، ضربة ساحقة و مقلقة للآمال الوردية التي نسجها خيالهم حينما ظنوا أن الإنتصار كان من نصيبهم و أنهم نجحوا في تغليل شريف بقيود سيطرتهم و لكن صحوة قبل فوات الأوان كانت سببًا في حرب جديدة دامية ، حديثه بمثابة إعلان لعاصفة قادمة ستجتاح الكل و ترغمهم علي الكثير من المفاجأت التي لن يُسدل عنها الستار حاليًا 

+


توسعت أعين عائلة شريف بأكملها و هم يطالعوا بعضهم نظرات خانقة اختلطت بالصدمة اتجه مازن يسابق الزمن ليصل لتلك الغرفة القابعين بها و خلفه العائلة بأكملها 

+


اقتحم مازن الغرفة بخطوات مُتعجلة و هو يهتف بنبرة غاضبة بأعين ينبثق منه التحدي الذي خالطه الكره و الحقد : أنت موافق يا عمي إنهم يهينوا أهلك و أنت واقف ساكت 

+


ثم أكمل بإبتسامة مُتهكمة بعد أن برزت عروق عنقه حين بلغ انفعاله اشده : و كل ده علشان السنيورة بنتك اللي ماشفتش رباية 

+


انتفض شريف يطالعه بغضب و هو يصرخ به بتوبيخ خالطه الغضب : لم نفسك يا مازن و أنت بتتكلم عن بنتي دي ضافرها برقبتكم كلكم بس أنا اللي استاهل علشان وثقت فيكم و صدقتكم علي حساب وحيدتي و سلمتكم زمام الأمور و أنا مطمن 

+



        
          

                
ثم أكمل و هو يطالع أخوته مُردفًا بحسرة : محدش فيكم احترمني و لا قدر ثقتي فيكم و غلطوا في حق بنتي انهاردة و في حق ضيوفي و أنا راجل حقاني 

+


ابتسم يونس إبتسامة مُنتصرة و هو يري سقوط القناع عن وجه عائلة شريف واحد تلو الآخر بدون مجهود منهم ترك ذراع عاصم و هو يقترب من مازن بخطوات ثابتة بتروي وهو يتكأ فوق حروفه جعلت الكلمات تخرج حادة من بين شفتيه : عاصم الهواري و يارا الهواري دول مش انضف منك يا مازن دول بعيلتك كلها 

+


ثم أكمل بنبرة حادة اتضح منها التهديد بوضوح : قسمًا بالله يا مازن و ربي و ربك اللي يفكر يأذيهم و لا يضايقهم معنديش مشكلة إني اوديه وارة الشمس أخواتي محدش ينفع يهددهم و لا يجيله جرأة يغلط فيهم 

+


لكمه بعنف جعل مازن يصطدم بالأرض بعد أن شعر بتحطم عظام أنفه و تلك المرة علت نبرة يونس و هو ينبس بحدة : ده أولًا ثانيًا بقا و الأهم يارا الهواري لو شوفتها في يوم صدفة عينك مينفعش تترفع فيها بت الهواري مبتتعاندش علشان دي عندنا تمنها أنت متقدرش عليه 

+


اشار بعيونه ليارا بعد أن جاورت ريتاج التي هبطت من غرفة حورية و هو يطالع أعينهم اللامعة بوميض الانتصار و الشجاعة و من بعدها الإبتسامة التي شقت طريقها فوق ثغر كلاهما بشماتة بأن يتقدموا 

+


صرخت فوزية بخوف و هي تتقدم ناحية والدها و هي تراقب انصراف يارا و ريتاج و خلفهم عاصم برأس شامخ و خطوات ثابتة و من بعدهم يونس الذي توقف عن التقدم في خطواته حين استمع لنبرة مازن التي كانت متألمة و لكنها حملت بين طياتها التوعد و التهديد : يومكم جاي يا يونس اليوم اللي عيلة دي هتقع فيه و مش هيقوم ليها قومة تاني بكرة اليوم اللي تتكسروا فيه هيجي و مش هتقدروا ترفعوا عينكم في الناس اليوم ده قرب أوي يا ابن الهواري 

+


التفت يونس يطالع مازن بتهكم خالطه الحدة و هو يهتف بابتسامة هادئة رافقها نبرته الواثقة : العيلة دي أكبر بكتير من إنها تقع علي ايد واحد زيك و لا يسوي أحنا مبنقعش 

+


ابتسم الاخر بسخرية و هو يهتف بثقة بأعين داهمها نيران الحقد : بكرة تشوف و بكرة مش بعيد 

+


في منزل عائلة الهواري 

+


التف أحفاد عامر حوله و هم يقصوا له ما حدث بالتفصيل 

+


اتسعت إبتسامة عامر بحنان بعد أن انهت يارا حديثها و هي تقص له كل ما حدث بحماس كعادتها ضمها لأحضانه بحنان و هو يلثم جبهتها هاتفًا بفخر : حبيبة قلب جدها شطورة يا عيون عامر أنتِ يا هانم تكسري و أحنا كلنا نصلح وراكي 

+


ضحكت يارا بسعادة و هي تلثم وجنتيه و هي تهتف بإرتياح : حبيب قلبي يا جدو بس بصراحة عاصم و يونس كانوا تحفة 

+



        
          

                
مسد فوق كتفيها و هو يهتف بثقة خالطها الفخر : طبعا مش أحفاد عامر دول يلا اليوم كان صعب عليكي اطلعي غيري و ارتاحي و لو مجلكيش نوم تعالي ليا أنا سهران 

+


أومأت يارا بموافقة و هي تخرج من المكتب تاركة جدها و أبناء أعمامها يطالعوا أثرها بإبتسامة حنونة 

+


رفع عامر كفه يُمسد فوق خصلات عاصم و هو يهتف بنبرة حنونة امتزجت بالمشاكسة : أنا قولت ليونس عاصم يعمل اللي شايفه صح ولو لسة مضايق روح هد البيت عليهم و جدك في ضهرك هتتجوزها يا واد غصب عن عين الكل أوعي تزعل طول ما أنا في ضهرك 

+


ابتسم عاصم بحب و هو يلثم كف جده هاتفًا براحة : ربنا يديمك ليا أنت و يونس يارب 

+


في منزل فرح و مراد 

+


زفر مراد أنفاسه بهدوء و هو يتنقل بنظره تجاه تلك الغافية و بين يديها تلك العروس التي احضرها لها أخيها اتسعت إبتسامته و هو يري استسلامها للنوم بأمان بين أحضانه و رأسها مستريح فوق ساقه 

+


مرر أنامله فوق كفيها الذي علي الرغم من نومها إلا أنهم كانوا يحاوطوا تلك العروس بحماية و حذر و هي تضمها لأحضانها مسد فوق خصلاتها السوداء الكثيفة بلطف يُغلل أنامله بينهم و هو يري كيف لازالت تلك الطفلة التي بداخلها تتحكم بها لازالت تصرخ أثر ما تعرضت له تُطالب بالحماية و الحنان طوال الوقت ؛ و لأن جرحها أعمق من أن يدويه الزمن و أقسي من أن يتعافي بمحاولة أي شخص لازالت صغيرته تصارع لتنجو و تتعافي مازالت تبحث عن والدها و حنانه بين وجوه الكل ، جرحها عميق إلي الحد الذي يجعله مُدثرًا بأعماق قلبها لا يعرف طريق إلي التعافي 

+


انحني يلثم جبهتها بخفة حتي لا يزعج نومها و يده تمسد فوق كفيها بحنان و يده الآخري تحاوطها بالغطاء استمع لطرق الباب الذي جعله يُبعدها عن أحضانه يضع وسادة فوق الأريكة يُريحها فوقها و هو يتحرك تجاه الباب بسرعة 

+


و بمجرد أن فتح الباب و اتضح له هوية ضيفه  اتسعت عيونه بصدمة و هو يهتف بهمس اغرقه الصدمة : بتعمل ايه هنا 

+


في ذلك المنزل الصغير الذي كان به أدهم 

+


نهض من نومه بتكاسل بعد أن استمع لرنين هاتفه الذي اثار قلقه فالوقت تعدي منتصف الليل و بالطبع تلك المكالمة ليست بخير ، ربما القادم مظلم يملائه المشاكل تمامًا كإنتصاف الليل 

+


و بمجرد أن رفع هاتفه يرد علي ذلك المتصل لم يتسغرق الأمر وقت لتتحول ملامحه لآخري واجمة حادة رمادتيه لمعت بغضب تلاهم التوعد ، احتدت ملامحه و تلونت بقسوة و هو ينبس بنبرة حادة غير قابلة للنقاش : أنا جاي حالًا قسمًا بالله لو حد اتصرف من دماغه لتكون نهايتكم كلكم واحد واحد علي إيدي و ماحد هيقدر يرحمكم مني 

+


في منزل عائلة الهواري و بالتحديد في مكتب عامر الهواري 

+


هتف يحيي بنبرة مُتسائلة و ملامح الصدمة لازالت تعرف طريقها فوق ملامحه بعد أن سمع الحديث من يونس و جده : و بعدين يا يونس بعد ما تأكدت إني الوصية دي بجد و مش مزورة هتعمل ايه هتقبل القرار مش سهل 

+


انتفضوا أثر صوت الخادمة و هي تقتحم المكتب هاتفة بذعر : الحق يا بيه الصحافيين محاوطين البيت كله و رجالة الشرطة بتحاول بتمنعهم

+


انتفض الكل بصدمة و لكن كان اسرعهم يونس الذي تحرك بسرعة صوب النافذة يراقب ما يحدث راقب التفاف الصحفيين حول منزلهم ، أصواتهم وصيحتهم العالية ، حركتهم العشوائية ، حتي أضواء الكاميرات التي انعكس أثرها علي زجاج المنزل ، ومحاولتهم التي لا حسر لها للإفلات من عناصر الشرطة لاقتحام المنزل و الوصول لتلك الصغيرة المُختبئة بداخل منزلهم 

+


محاصرون و تلك الحقيقة من الأن و صعدًا قد ارغمهم القدر علي أن يكونوا في مهب الرياح ، لا مجال للاختيار أو الهروب لا يوجد سوي المواجهة حتي لو لم تكن هي اختيارهم ، تلك اللحظة هي إعلان الحرب علي القادم جميعهم محاصرين فوق أرض المعركة في صوب القدر هو بمفرده يقف صوب الجميع 

+


الجميع يريد اقتحام حياة تلك الفتاة التي هُدمت و مازلت هي تحت أنقاضها تبحث عن مظلم ، الكل يسعي لإستغلالها و حجب الستار عنها ، الكل يتسلل ليصل إليها  لينتهك حياتها المُضمرة ، يستغل خسارتها الفادحة و يهلك نفسها التي لم يتبقي من أثرها شئ و هو بمفرده يدافع عنها أمام الكل حتي القدر نفسه ...يتبع

+


بقلم : دنيا أحمد

+


 حابة اعرف من أي حد متابع الرواية أو مهتم بيها اعرف رأيه فيها لحد دلوقتي و رأيه في الشخصيات في الرواية 

+


+

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close