رواية العشق الاسود الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم فاطمة احمد
الفصل الواحد والثلاثون ( الجزء الاول ) : ندم متأخر
________________
أحببـتـك فوق الحــب مــرات
عشقت لحظاتـي معـك و الساعـــات
و غـرقنــا ســوياً فـي بحــور الأمنيـــات
فـلا تكتــب أحبـــكِ بحـروفٍ بلا نبـضـــات
بــل إجعلهــا نابضــة فـي كــل الكلمــــات ...!
سأقيــــد عقـلـك بأفكــاري ...
فإن أردت الرحيـل فإرحـل ... و إبتعـد عنـي ...!
ستعــود فــأنا علـــى يـقـيـــن ...
بأنك لن تجـد وطـن يشبــه أوطانـــــي
و لا طير يصدح فــي سمـاءك كأنغامــــي
و لا زهـــــــــور عطــــرة كـــأزهــــــــــاري
و لا أحــلام بيضــــاء ... كأحـلاااااامــــي ...!
دقيقة واحدة كانت كمهلة لها لتجمع شجاعتها و تغادر الغرفة بعد وداعها له و هو نائم...!! نظرت لساعة يدها وجدتها 5 صباحا فأخذت نفسا عميقا و حدثت نفسها :
- تستطيعين فعلها !! غادرت الجناح مسرعة كان القصر عاتم لا يسمع فيه صوت رن هاتفها بوصول رسالة ففتحتها " اطلعي من الباب الخلفي هتلاقي واحد من رجالتي مستنيكي وهو هيطلعك من القصر.
بلعت ريقها بارتباك و فجأة شعرت بيد توضع على كتفها فشهقت بصوت مكتوم و نظرت لصاحب اليد لتجد احدى الخادمات ، حمحمت بتوتر و هتفت :
- انتي... انتي بتعملي ايه هنا.
الخادمة و تدعى " جميلة " بسماجة :
- بعمل اللي انتي بتخططيله...اقصد السيد جلال بعتني ليكي و هساعدك تطلعي.
تشدقت سيليا بذهول :
- يعني انتي جاسوسة لجلال ؟! ااه عشان كده هو عرف بكل المعلومات ديه.
هتفت بها و قد بدأت تتراجع عن مخططها و تفكر في رعد و كيف سيكون موقفه عندما يعلم بأنها على اتفاق مع اكبر اعدائه فقالت جميلة باستعجال :
- يلا يا هانم مفيش وقالت لازم نطلع بسرعة احسن حد ياخد باله مننا.
سيليا بتردد :
- بس اا...تمام يلا.
مشت معها في احدى الاروقة و بعد دقائق وصلا للباب الخلفي خرجت منه سيليا لتجد رجلا ملثما يقف امامها...تراجعت للخلف فغمغم بصوت غليظ :
- متخافيش يا هانم انا من رجالة جلال باشا.
سيليا ببعض الخوف :
- احم ماشي...ممكن اعرف هتوديني على فين لما اطلع.
لف بأنظاره يمينا و شمالا يتأكد من عدم وجود احد و اردف :
- هوديكي لسيدنا و اا....
قاطعته بدهشة وقد ابتعدت عنه :
- اييه توديني ليه! انا كنت متفقة معاه على اساس انه بس يطلعني وانا اهتم بالباقي.
ادرك الرجل تسرعه و انجرافه في الكلام فتشدق ب :
- ايوة فعلا لسه ع الاتفاق بس لازم يطمن عليكي الاول.
لم تجب عليه و اطرقت راسها للارض تفكر فهتف الاخر :
- يلا يا هانم.
و بالفعل تحركت معه بخطوات بطيئة و بعد مدة من محاولتهما لعدم جذب انتباه الحراس كانا يقفان في الشارع تحركا نحو تلك السيارة السوداء وقبل ان تركبها هزت رأسها بنفي فجأة و هي تردد بحزم :
- انا مش هروح معاك لحته.
نظر لها الرجل بشيء من الحدة :
- ليه يا هانم في حاجة.
طالعته سيليا و قالت بجدية :
- قول لسيدك اني مش ههرب من جوزي و لا هتفق معاك على حاجة فاهم.
و بالفعل استدارت لتعود فقضب ملامحه وهو يتذكر كلام سيده " عايزك تجيبها لازم تطلعها وتجيبهالي والا هتموت " ، مرر يده على فكه بابتسامة خبث و اقترب منها بسرعة البرق امسكها من خصرها فانتفضت و كادت تصرخ لكنه دفع رأسها ليصطدم بأحد الجدران و تفقد وعيها !! حملها و اخذها لسيارته وضعها فيها و انطلق....نحو مصير صنعته هي بنفسها....!!!
_________________
وقفت متصنمة كالحجر وهي تطالعه بصدمة و دموعها تأخذ مجراها...لقد طلقها حررها من عصمته لم يعد زوجها الان...ضاع كل شيء في لحظة و كلمة منه جعلت الذي بينهما انفصال !! ابتسمت بسخرية و همست بكبرياء :
- شكرا يا اياد...شكرا عشان حررتني من العلاقة اللي خانقاني ديه.
حدجها باستغراب ثم سرعان ما بادلها الابتسامة و حدث نفسه " الان ظهرت على حقيقتها و اعترافها بحبها له مزيف والا لما كانت سعيدة بطلاقها "
ابعد عيناه عنها و استدار ليغمغم بصوت قاتم :
- الف مبروك ان شاء الله تلاقي اللي يسعدك.
اجابته بغضب و تحدي :
- مش محتاجة لاني الاقي حد طالما اللي بحبه موجود ، قالت جملتها و اتجهت لتصعد لغرفتها لكنه اوقفها بكلامه :
- هتعملي ايه.
- هجيب حاجاتي و اطلع طبعا مش مضطرة اقعد ف المكان ده.
هتف اياد بحدة :
- مش هسيبك تطلعي ف الوقت ده يا هانم انا راجل مش كيس جوافة ، انهى كلامه و هو يتجه للباب فتح و خرج و اوصده بالمفتاح و هنا سقطت على الارض بصدمة هامسة :
- طلقني ! طلقني بكل بساطة انا طلعت ولا حاجة بالنسباله قالي انتي طالق و مفكرش فيا خالص . تابعت بصراخ هستيري و هي تلقي بكل ما تمسكه يداها :
- حقيييير حقير و مبتستاهلش حبي ليك انا بكرهك يا اياد بكرهك بـــــكرهـــــــك !!!
وضعت يدها على وجهها و اجهشت في البكاء لاعنة قلبها الذي يلقي بها في الهلاك دائما احبت شخصا حقيرا و خدعها و استغلها و بعدما استطاعت نسيانه و حب رجل اخر عذبها ولم يعطي لها الفرصة للدفاع عن نفسها تزوجها و امتلك جسدها بالقوة ضربها و اهانها و جعلها خادمة له حتى جلال لم يفعل هذا بها تحملت من اجله الكثير على امل ان يسامحها و يعود لسابق عهده تمنت ان يشعر بها و بحبها رغم اذيته لها....و في النهاية طلقها ببساطة !!
لين بخفوت وهي تحدق بدبلته على اصبعها :
- اسوء غلطة ارتكبتها هي اني حبيتك....و انت طلعت مبتستاهلش حبي ليك خالص...
_________________
اما اياد فبمجرد خروجه ضرب بقبضته على الحائط بقوة و هرول لسيارته انطلق بها و توجه لمكان معزول نسبيا وهنا صرخ قلبه بغضب :
- ليييه ليييه طلقتها ليه عملت كده !!
العقل بمكر :
- مش كنت متجوزها انتقام عشان تذلها و اهو حققته و عذبتها جدا ليه بقى انت زعلان دلوقتي.
القلب بذهول منه :
- ازاي تقدر تقول كده لين هيحصلها ايه بعد ما اطلقت.
العقل بتهرب :
- و احنا مالنا بيها واصلا هتاخد اللي تعوزه انا مش مهتم بيها.
القلب بسخرية :
- انت غبي و من لما ابتديت اسمعلك خسرت حاجات عزيزة عليا.
وضع اياد يده على رأسه و ضغط عليه بقوة :
- بس بقى كفاية كده هي اختارت البعد هي اللي قالت طلقني و انا نفذت طلبها ، زفر بضيق و اخذ هاتفه طاب رقم رعد ووجده مغلق فاتصل بجاسر و طلب قدومه...
بعد نصف ساعة كان جاسر يجلس بجانبه و يقول له بتعجب :
- في ايه يا اياد مالك مدايق كده.
- انا طلقت لين.
هتف بها في شرود فصاح جاسر بغضب و دهشة :
- اييه !! طلقتها ليه ؟ مش انت بتحبها.
فقد اياد هدوءه فصرخ هو الاخر :
- ايوة بحبها بس مش قادر اثق فيها فكل مرة برجع اشك فيها مش هقدر اعيش معاها و انا عارف انها بتحب غيري.
جاسر بسخرية حادة :
- متأكد انها بتحب غيرك....يا غبي لو كانت لسه بتحب جلال مكنتش استحملت معاملتك ليها مكنتش انتحرت لما اوهمتها بأنك على علاقة ببنت تانية مكنتش هتحاول ترجعك ليها مراتك بتحبك و انت ضيعت حبك ب ايدك.... انا بتمنى حبيبتي ترجعلي بس يوم عشان اشوفها و اكلمها و احس بيها و انت مش هتقدر الحب ده غير لما تخسرها . او اقولك انت خسرتها بجد.
قال جملته الاخيرة وهو يفتح باب السيارة و يخرج تاركا اياد يحدق في الاشيء و يفكر في كلام صديقه...
اما جاسر عندما خرج عادت ذكرياته للماضي...
Flash back
( احتضنها بقوة و همس :
- ورد انا بحبك...بحبك لدرجة اني بنسى كل حاجة لما اكون معاكي انتي الوحيدة اللي بتخلي شخصية جاسر الحقيقية تظهر من لما شوفتك اول مرة في الميتم مع الاطفال سحرتيني عيونك ضحكتك تصرفاتك الشقية و الطفولية قلبك البريئ خلوني اتحول لعاشق عايش عشانك.
ابتسمت ورد و وضعت يدها على صدره العاري و هتفت برقة :
- صدقني انا بحمد ربنا كل يوم عشان رزقني بيك اوعدك يا جسورتي اني هحافظ على قلبك طول ما انا عايشة و مش هبطل احبك غير لما اموت حتى بعد ما اموت ه...
فزع من كلامها فشدد على احتضانها و تشدق بحدة :
- اوعى تقولي كده تاني انتي لو سبتيني هموت من بعدك مش بقدر استحمل فكرة انك تبعدي عني.
اجابته بابتسامة واهنة :
- بس الموت حق يا حبيبي.
اغمض عيناه و القى برأسه في عنقها ليتكلم بصوت مخنوق :
- بلاش الكلام ده ارجوكي يا ورد.
هزت رأسها و قبلت وجنته بحب فابتسم و رفع الغطاء على جسديهما ليناما في حضن بعضهما البعض...)
Back
تنهد بحرقة و تمتم بنبرة مختنقة :
- للاسف الموت خطفك مني يا وردتي سبتيني لوحدي كل يوم بعيط و انا واخد صورتك فحضني ياريت الايام ترجع مكنتش هسمحلك تطلعي من الفيلا لوحدك و ال***** يقتلك ب ابشع الطرق....بس و غلاوتك عندي لأنتقملك و زي ما حرق قلبي عليكي و على بنتي هحرقه عايش وعد مني...
_________________
استيقظ رعد و نظر بجانبه وجد المكان فارغا ابتسم وهو يتذكر حلمه...لقد حلم بوالدته تحتضنه و تضحك معه و تبادله الكلام مثل اي ام و ابنها و عندما اخبرها برفضه للاطفال نظرت له بعتاب و قالت :
- ليه كده يا حبيبي الولاد نعمة من ربنا ليه ترفضها و تحرق قلب ام بسبب حاجات من الماضي.
رعد بحزن :
- ماما انا خايف الولد يعيش اللي انا عشته خايف يتعرض للظلم و يتعذب زي ما عذبوني.
فيروز بحنان :
- بس انت هتكون معاه صح و هتحميه.
نفى برأسه مجيبا :
- انا مش ضامن حياتي اصلا و مش عارف اللي هيحصل مستقبلا احنا فشغلنا ده ممنوع نحب او نتعلق بحد عشان ميكونش نقطة ضعف بالنسبالنا كفاية اني اتجوزت سيليا و بقت فخطر دائم بسببي.
ابتسمت فيروز و اردفت :
- انت حبيتها يا رعد ؟
صمت لوهلة مصدوما من كلامها ثم استعاد نفسه سريعا و قال :
- الشبح مش بيحب يا ماما.
فيروز :- ايوة الشبح مش بيحب بس رعد بيحب و بيعشق كمان....ها جاوبني انت حبيت سيليا.
تقوست شفتاه بابتسامة جميلة مجيبا اياها :
- ايوة حبيتها...حبيتها و هفضل احبها طول عمري.
ضحكت بسعادة و قالت :
- طالما بتحبها ليه بتعذبها كده...انسى يا رعد اللي حصل زمان مش هيحصل تاني عيش مع مراتك و ابنك و اديهم الحب اللي بيستحقوه محدش يستاهل تضيع حاضرك و مستقبلك عشانه اوعدني انك هتحافظ على سيليا و على ابنك اللي جاي.
نز رأسه ببطئ و اردف :
- بوعدك يا ماما......
افاق من شروده و حدث نفسه :
- عمري ما فكرت اني هقدر احب زي غيري قلبي اللي كان عايش في الظلمة اتحرر اخيرا....اسف يا سيليا على اغلاطي معاكي اوعدك هعوضك عن كل اللي عشتيه بسببي هتغلب على نفسي و انسى الماضي و اعيش للحاضر و المستقبل.
نهض من سريره و دلف للحمام استحم و غير ملابسه وخرج ولم يجدها في الغرفة نزل للاسفل و نادى زهرة و سألها عنها لتقول بارتباك :
- هي...هي احم اا...
قاطعها بحدة :
- ما تنطفي بقى مش هقعد استناكي سيليا فين في المطبخ صح.
هزت رأسها نفيا وقد ادركت انها نفذت ما قالته و هربت فصرخ بعصبية :
- افهم ايييه من كلامك ده !!
انتفضت بخضة و اجابته ببكاء :
- بتوقع...بتوقع انها نفذت اللي قالته ووو...
صمتت فهتف بتوجس :
- و ايه ؟؟
بلعت ريقها وهي تنظر لملامحه المخيفة و اجابت :
- و هربت من القصر....!!!
________________
أحببـتـك فوق الحــب مــرات
عشقت لحظاتـي معـك و الساعـــات
و غـرقنــا ســوياً فـي بحــور الأمنيـــات
فـلا تكتــب أحبـــكِ بحـروفٍ بلا نبـضـــات
بــل إجعلهــا نابضــة فـي كــل الكلمــــات ...!
سأقيــــد عقـلـك بأفكــاري ...
فإن أردت الرحيـل فإرحـل ... و إبتعـد عنـي ...!
ستعــود فــأنا علـــى يـقـيـــن ...
بأنك لن تجـد وطـن يشبــه أوطانـــــي
و لا طير يصدح فــي سمـاءك كأنغامــــي
و لا زهـــــــــور عطــــرة كـــأزهــــــــــاري
و لا أحــلام بيضــــاء ... كأحـلاااااامــــي ...!
دقيقة واحدة كانت كمهلة لها لتجمع شجاعتها و تغادر الغرفة بعد وداعها له و هو نائم...!! نظرت لساعة يدها وجدتها 5 صباحا فأخذت نفسا عميقا و حدثت نفسها :
- تستطيعين فعلها !! غادرت الجناح مسرعة كان القصر عاتم لا يسمع فيه صوت رن هاتفها بوصول رسالة ففتحتها " اطلعي من الباب الخلفي هتلاقي واحد من رجالتي مستنيكي وهو هيطلعك من القصر.
بلعت ريقها بارتباك و فجأة شعرت بيد توضع على كتفها فشهقت بصوت مكتوم و نظرت لصاحب اليد لتجد احدى الخادمات ، حمحمت بتوتر و هتفت :
- انتي... انتي بتعملي ايه هنا.
الخادمة و تدعى " جميلة " بسماجة :
- بعمل اللي انتي بتخططيله...اقصد السيد جلال بعتني ليكي و هساعدك تطلعي.
تشدقت سيليا بذهول :
- يعني انتي جاسوسة لجلال ؟! ااه عشان كده هو عرف بكل المعلومات ديه.
هتفت بها و قد بدأت تتراجع عن مخططها و تفكر في رعد و كيف سيكون موقفه عندما يعلم بأنها على اتفاق مع اكبر اعدائه فقالت جميلة باستعجال :
- يلا يا هانم مفيش وقالت لازم نطلع بسرعة احسن حد ياخد باله مننا.
سيليا بتردد :
- بس اا...تمام يلا.
مشت معها في احدى الاروقة و بعد دقائق وصلا للباب الخلفي خرجت منه سيليا لتجد رجلا ملثما يقف امامها...تراجعت للخلف فغمغم بصوت غليظ :
- متخافيش يا هانم انا من رجالة جلال باشا.
سيليا ببعض الخوف :
- احم ماشي...ممكن اعرف هتوديني على فين لما اطلع.
لف بأنظاره يمينا و شمالا يتأكد من عدم وجود احد و اردف :
- هوديكي لسيدنا و اا....
قاطعته بدهشة وقد ابتعدت عنه :
- اييه توديني ليه! انا كنت متفقة معاه على اساس انه بس يطلعني وانا اهتم بالباقي.
ادرك الرجل تسرعه و انجرافه في الكلام فتشدق ب :
- ايوة فعلا لسه ع الاتفاق بس لازم يطمن عليكي الاول.
لم تجب عليه و اطرقت راسها للارض تفكر فهتف الاخر :
- يلا يا هانم.
و بالفعل تحركت معه بخطوات بطيئة و بعد مدة من محاولتهما لعدم جذب انتباه الحراس كانا يقفان في الشارع تحركا نحو تلك السيارة السوداء وقبل ان تركبها هزت رأسها بنفي فجأة و هي تردد بحزم :
- انا مش هروح معاك لحته.
نظر لها الرجل بشيء من الحدة :
- ليه يا هانم في حاجة.
طالعته سيليا و قالت بجدية :
- قول لسيدك اني مش ههرب من جوزي و لا هتفق معاك على حاجة فاهم.
و بالفعل استدارت لتعود فقضب ملامحه وهو يتذكر كلام سيده " عايزك تجيبها لازم تطلعها وتجيبهالي والا هتموت " ، مرر يده على فكه بابتسامة خبث و اقترب منها بسرعة البرق امسكها من خصرها فانتفضت و كادت تصرخ لكنه دفع رأسها ليصطدم بأحد الجدران و تفقد وعيها !! حملها و اخذها لسيارته وضعها فيها و انطلق....نحو مصير صنعته هي بنفسها....!!!
_________________
وقفت متصنمة كالحجر وهي تطالعه بصدمة و دموعها تأخذ مجراها...لقد طلقها حررها من عصمته لم يعد زوجها الان...ضاع كل شيء في لحظة و كلمة منه جعلت الذي بينهما انفصال !! ابتسمت بسخرية و همست بكبرياء :
- شكرا يا اياد...شكرا عشان حررتني من العلاقة اللي خانقاني ديه.
حدجها باستغراب ثم سرعان ما بادلها الابتسامة و حدث نفسه " الان ظهرت على حقيقتها و اعترافها بحبها له مزيف والا لما كانت سعيدة بطلاقها "
ابعد عيناه عنها و استدار ليغمغم بصوت قاتم :
- الف مبروك ان شاء الله تلاقي اللي يسعدك.
اجابته بغضب و تحدي :
- مش محتاجة لاني الاقي حد طالما اللي بحبه موجود ، قالت جملتها و اتجهت لتصعد لغرفتها لكنه اوقفها بكلامه :
- هتعملي ايه.
- هجيب حاجاتي و اطلع طبعا مش مضطرة اقعد ف المكان ده.
هتف اياد بحدة :
- مش هسيبك تطلعي ف الوقت ده يا هانم انا راجل مش كيس جوافة ، انهى كلامه و هو يتجه للباب فتح و خرج و اوصده بالمفتاح و هنا سقطت على الارض بصدمة هامسة :
- طلقني ! طلقني بكل بساطة انا طلعت ولا حاجة بالنسباله قالي انتي طالق و مفكرش فيا خالص . تابعت بصراخ هستيري و هي تلقي بكل ما تمسكه يداها :
- حقيييير حقير و مبتستاهلش حبي ليك انا بكرهك يا اياد بكرهك بـــــكرهـــــــك !!!
وضعت يدها على وجهها و اجهشت في البكاء لاعنة قلبها الذي يلقي بها في الهلاك دائما احبت شخصا حقيرا و خدعها و استغلها و بعدما استطاعت نسيانه و حب رجل اخر عذبها ولم يعطي لها الفرصة للدفاع عن نفسها تزوجها و امتلك جسدها بالقوة ضربها و اهانها و جعلها خادمة له حتى جلال لم يفعل هذا بها تحملت من اجله الكثير على امل ان يسامحها و يعود لسابق عهده تمنت ان يشعر بها و بحبها رغم اذيته لها....و في النهاية طلقها ببساطة !!
لين بخفوت وهي تحدق بدبلته على اصبعها :
- اسوء غلطة ارتكبتها هي اني حبيتك....و انت طلعت مبتستاهلش حبي ليك خالص...
_________________
اما اياد فبمجرد خروجه ضرب بقبضته على الحائط بقوة و هرول لسيارته انطلق بها و توجه لمكان معزول نسبيا وهنا صرخ قلبه بغضب :
- ليييه ليييه طلقتها ليه عملت كده !!
العقل بمكر :
- مش كنت متجوزها انتقام عشان تذلها و اهو حققته و عذبتها جدا ليه بقى انت زعلان دلوقتي.
القلب بذهول منه :
- ازاي تقدر تقول كده لين هيحصلها ايه بعد ما اطلقت.
العقل بتهرب :
- و احنا مالنا بيها واصلا هتاخد اللي تعوزه انا مش مهتم بيها.
القلب بسخرية :
- انت غبي و من لما ابتديت اسمعلك خسرت حاجات عزيزة عليا.
وضع اياد يده على رأسه و ضغط عليه بقوة :
- بس بقى كفاية كده هي اختارت البعد هي اللي قالت طلقني و انا نفذت طلبها ، زفر بضيق و اخذ هاتفه طاب رقم رعد ووجده مغلق فاتصل بجاسر و طلب قدومه...
بعد نصف ساعة كان جاسر يجلس بجانبه و يقول له بتعجب :
- في ايه يا اياد مالك مدايق كده.
- انا طلقت لين.
هتف بها في شرود فصاح جاسر بغضب و دهشة :
- اييه !! طلقتها ليه ؟ مش انت بتحبها.
فقد اياد هدوءه فصرخ هو الاخر :
- ايوة بحبها بس مش قادر اثق فيها فكل مرة برجع اشك فيها مش هقدر اعيش معاها و انا عارف انها بتحب غيري.
جاسر بسخرية حادة :
- متأكد انها بتحب غيرك....يا غبي لو كانت لسه بتحب جلال مكنتش استحملت معاملتك ليها مكنتش انتحرت لما اوهمتها بأنك على علاقة ببنت تانية مكنتش هتحاول ترجعك ليها مراتك بتحبك و انت ضيعت حبك ب ايدك.... انا بتمنى حبيبتي ترجعلي بس يوم عشان اشوفها و اكلمها و احس بيها و انت مش هتقدر الحب ده غير لما تخسرها . او اقولك انت خسرتها بجد.
قال جملته الاخيرة وهو يفتح باب السيارة و يخرج تاركا اياد يحدق في الاشيء و يفكر في كلام صديقه...
اما جاسر عندما خرج عادت ذكرياته للماضي...
Flash back
( احتضنها بقوة و همس :
- ورد انا بحبك...بحبك لدرجة اني بنسى كل حاجة لما اكون معاكي انتي الوحيدة اللي بتخلي شخصية جاسر الحقيقية تظهر من لما شوفتك اول مرة في الميتم مع الاطفال سحرتيني عيونك ضحكتك تصرفاتك الشقية و الطفولية قلبك البريئ خلوني اتحول لعاشق عايش عشانك.
ابتسمت ورد و وضعت يدها على صدره العاري و هتفت برقة :
- صدقني انا بحمد ربنا كل يوم عشان رزقني بيك اوعدك يا جسورتي اني هحافظ على قلبك طول ما انا عايشة و مش هبطل احبك غير لما اموت حتى بعد ما اموت ه...
فزع من كلامها فشدد على احتضانها و تشدق بحدة :
- اوعى تقولي كده تاني انتي لو سبتيني هموت من بعدك مش بقدر استحمل فكرة انك تبعدي عني.
اجابته بابتسامة واهنة :
- بس الموت حق يا حبيبي.
اغمض عيناه و القى برأسه في عنقها ليتكلم بصوت مخنوق :
- بلاش الكلام ده ارجوكي يا ورد.
هزت رأسها و قبلت وجنته بحب فابتسم و رفع الغطاء على جسديهما ليناما في حضن بعضهما البعض...)
Back
تنهد بحرقة و تمتم بنبرة مختنقة :
- للاسف الموت خطفك مني يا وردتي سبتيني لوحدي كل يوم بعيط و انا واخد صورتك فحضني ياريت الايام ترجع مكنتش هسمحلك تطلعي من الفيلا لوحدك و ال***** يقتلك ب ابشع الطرق....بس و غلاوتك عندي لأنتقملك و زي ما حرق قلبي عليكي و على بنتي هحرقه عايش وعد مني...
_________________
استيقظ رعد و نظر بجانبه وجد المكان فارغا ابتسم وهو يتذكر حلمه...لقد حلم بوالدته تحتضنه و تضحك معه و تبادله الكلام مثل اي ام و ابنها و عندما اخبرها برفضه للاطفال نظرت له بعتاب و قالت :
- ليه كده يا حبيبي الولاد نعمة من ربنا ليه ترفضها و تحرق قلب ام بسبب حاجات من الماضي.
رعد بحزن :
- ماما انا خايف الولد يعيش اللي انا عشته خايف يتعرض للظلم و يتعذب زي ما عذبوني.
فيروز بحنان :
- بس انت هتكون معاه صح و هتحميه.
نفى برأسه مجيبا :
- انا مش ضامن حياتي اصلا و مش عارف اللي هيحصل مستقبلا احنا فشغلنا ده ممنوع نحب او نتعلق بحد عشان ميكونش نقطة ضعف بالنسبالنا كفاية اني اتجوزت سيليا و بقت فخطر دائم بسببي.
ابتسمت فيروز و اردفت :
- انت حبيتها يا رعد ؟
صمت لوهلة مصدوما من كلامها ثم استعاد نفسه سريعا و قال :
- الشبح مش بيحب يا ماما.
فيروز :- ايوة الشبح مش بيحب بس رعد بيحب و بيعشق كمان....ها جاوبني انت حبيت سيليا.
تقوست شفتاه بابتسامة جميلة مجيبا اياها :
- ايوة حبيتها...حبيتها و هفضل احبها طول عمري.
ضحكت بسعادة و قالت :
- طالما بتحبها ليه بتعذبها كده...انسى يا رعد اللي حصل زمان مش هيحصل تاني عيش مع مراتك و ابنك و اديهم الحب اللي بيستحقوه محدش يستاهل تضيع حاضرك و مستقبلك عشانه اوعدني انك هتحافظ على سيليا و على ابنك اللي جاي.
نز رأسه ببطئ و اردف :
- بوعدك يا ماما......
افاق من شروده و حدث نفسه :
- عمري ما فكرت اني هقدر احب زي غيري قلبي اللي كان عايش في الظلمة اتحرر اخيرا....اسف يا سيليا على اغلاطي معاكي اوعدك هعوضك عن كل اللي عشتيه بسببي هتغلب على نفسي و انسى الماضي و اعيش للحاضر و المستقبل.
نهض من سريره و دلف للحمام استحم و غير ملابسه وخرج ولم يجدها في الغرفة نزل للاسفل و نادى زهرة و سألها عنها لتقول بارتباك :
- هي...هي احم اا...
قاطعها بحدة :
- ما تنطفي بقى مش هقعد استناكي سيليا فين في المطبخ صح.
هزت رأسها نفيا وقد ادركت انها نفذت ما قالته و هربت فصرخ بعصبية :
- افهم ايييه من كلامك ده !!
انتفضت بخضة و اجابته ببكاء :
- بتوقع...بتوقع انها نفذت اللي قالته ووو...
صمتت فهتف بتوجس :
- و ايه ؟؟
بلعت ريقها وهي تنظر لملامحه المخيفة و اجابت :
- و هربت من القصر....!!!
الفصل الواحد والثلاثون ( الجزء الثاني ) : خيانة
________________________________
ينهال طيفك عليّ طرقاً
تدمع عينيّ
كم يؤلمني كثيراً نصف
الرحيل
يؤلمني أكثر نصف
اللقاء
فتلك المنطقة الرمادية
التي جعلتني فيها
لا أعلم هل تغدو بيضاء
فأنا لا أرضى نصف
حبِّ
لا أرضى نصف لقاء
لا أحب مكانك في المنتصف
إما معي وبريق عينيك يلقى
في عينيّ صداه
وإما بريق عينيك يطفئ
عينيّ
وينتهي نصف الموقف
وينتهي نصف الحب.
فتحت عيناها و هي تضع يدها على رأسها و تتأوه بألم نظرت حولها و همست بارهاق :
- انا فين...رعد.
- ههههه مفيش رعد ياحبيبتي هنا في جلال...بس جلال.
كان هذا صوته الذي تمقته سيليا بشدة انتفضت جالسة و صاحت برعب :
- انت...جايبني على فين....رر..رعد مش هيرحمك يا جلال.
ضحك بقوة ليردف بعبث :
- انتي ليه عاملة نفسك غبية و مبتفهميش انتي مع جلال يعني في مكان مستحيل حد يوصله ثم رعد هيعملي ايه ؟ انتي هربتي معايا بارادتك.
صرخت بحدة وهي تمسكه من ياقة قميصه :
- انا مجيتش ب ارادتي انت اللي خطفتني يا حيوان !! ااااه.
تأوهت بوجع عندما دفعها على السرير بقوة مال عليها و امسك ذراعها يجذبها نحوه ليهمس بشر :
- مين اللي هيصدقك ها الخادمة اللي في القصر شاهدة على اتفاقك معايا و حتى زهرة كانت عارفة انك بتخططي للهرب ههههه اقولك على سر كمان . مرر يده على وجهها و تابع بخبث :
- و القصر مليان كاميرات مراقبة رعد هيعرف انك هربتي معايا و هيبقى مسخرة.
قهقه بقوة و ابتعد عنها وهو يردد بصوت عالي و يحرك يده في الهواء بطريقة مسرحية :
- Ladies and gentlemen اقدملكم خبر الموسم مرات رجل الاعمال رعد السيوفي او بنقول مرات الشبح سيليا السيوفي هربت مع حبيبها بالسر جلال ألد اعداء جوزها و المعلومات اللي وصلتلنا بتأكد انها كانت على علاقة غير شرعية و حملت من حبيبها غشان كده هربت خوفا من الفضيحة شكرا شكرا شكرا هههههههه......ايه رايك ؟
نظرت له سيليا بصدمة و دموع وهي تهز رأسها بنفي متمتمة :
- كدب...ااا...انت كداب انا بحب جوزي و....
قاطعها جلال بضحكة قذرة و اشار بيده عليها و عليه قائلا :
- انتي عارفة ان ده كدب و انا عارف ان مش ديه الحقيقة بس رعد و الخدم و خادمتك الخاصة زهرة مفكرين اننا...احم انتي فاهمة انا بقصد ايه.
وضعت يديها على اذنها و تشدقت ببكاء حار :
- لاااا رعد هيساعدني و يقتلك...سيبني اروح حرام عليك.
تمتم بتهكم ساخر :
- هههه حرام ؟! و كان فين الحرام لما اتفقتي مع عدو جوزك عليه و فين كانت ثقتك فرعد لما صدقتي كلامي و مشيتي معايا جاية تلعبي عليا دور الشريفة دلوقتي ، امممم يا ترى هيكون شعور الشبح ازاي لما يعرف حقيقتك تصدقي صعبان عليا انا خدت منه طفولته و خدت منه حنان الاب و الام و يا سبحان الله شاء القدر اني اخطف مراته منه كمان يااااه على القهر اللي رعد هيعيشه.
غادر الغرفة بعد القاء كلامه الاذع عليها وضعت يدها على فمها و قد ادركت انها لم تخطئ ابدا....بل انها اجرمت...اجرمت في حق زوجها لم تتفهم انه يعاني من مشاكل نفسية منذ صغره و لم يكن من السهل نسيانها.....كان يجب عليها محاولة اقناعه اكثر من مرة لكنها بكل غباء تخلت عنه في اشد احتياجاته لها لم تتفهم سبب تصرفاته و الان بسببها قدمت لذلك الحقير فرصة ليؤذي زوجها اكثر... و مابالك بشعور رجل خانته زوجته !!
همست بصوت مخنوق و هي تضم جسدها :
- اا...انا اسفة يا رعد سامحني متتخلاش عني ارجوك انا مش هقدر اعيش من غيرك تعال ساعدني ، وقفت فجأة و هرعت للباب وجدته موصدا من الخارج فهمست بشرود و كأنها تقنع نفسها بشيء لن يحدث :
- رعد هيجي...مش هيصدق اي كلمة وحشة اتقالت عليا هو بيثق فيا اه انا هرضى بعقابه بس يجي و ياخدني من المكان ده...
_________________
يقف جميعهم في صف واحد و ارجلهم تكاد تخونهم و يقعون على الارض...كان يمر عليهم ذهابا و ايابا يضع يده في جيب بنطاله و اليد الاخرى تمسك مسدسه رفع عيناه الحمراوتان لهم و همس ببحة مخيفة كحفيف الافعى :
- مين رئيس الحرس.
نطق احدهم بارتباك :
- اا...انا حضرتك.
هز رأسه ببطئ و تابع و قد اكتسى البرود ملامحه :
- تقدر تقولي كام مرة غلطت و انا سامحتك ولا مش عارف تعدهم...ماشي انا هقولك من شهور ال**** جلال و عصابته اقتحموا القصر و لولا اني جيت ف اخر لحظة كانوا هيقتلوا الكل تاني مرة جلال رجع اقتحم القصر و خطف واحدة منه و انا حذرتكم و قلت مش عايز اي غلط صح ولا لأ.
رئيس الحراس وهو يقول برعب كبير :
- ايوة صح حضرتك بس ااا....
قاطعه بصراخ هز ارجاء القصر وهو يطلق النار لتصيب ركبته :
- بس اييييييييه هاااااا اييييه كنتو فين يا ***** انت وهو لما الزبالة ديه هربت من القصر كنتو فييين لما قدرت تطلع رغم وجود اكتر من 20 واحد بيحرسو جوانب القصر كلها !!
كان الاخر يكتم صراخه بسبب اصابة ركبته و البقية ينظرون له بتوتر ينتظرون مصيرهم المماثل لرئيسهم ، في حين وجه رعد سلاحه نحوهم قائلا بغضب و حقد :
- انتو بقى هتشوفو حاجات تانية هتتمنو الموت فكل لحظة من العذاب اللي هتدوقوه..... انتو فين يا بهايم !!!
صرخ بها في حدة ليتقدموا منه حراس القبو و ينحنوا له باحترام فقال الشبح بجمود :
- ودوهم القبو عايز اسمع صويتهم و رئيس الحرس ده معاهم.. يلا.
ارتفعت الصرخات الناطقة بطلب المغفرة لكنه في تلك اللحظة كان ينظر لهم بازدراء يحاول التماسك و التغلب على قلبه الذي يؤلمه للغاية..... وجه نظره للخادمات و بالاخص لزهرة و قال :
- انتي الحقيني على مكتبي.
زهرة بتلعثم :
- امرك سيدنا ، و بالفعل كانت تمشي وراءه بخطوات مرتعشة جلس على مكتبه و غمغم بابتسامة اثارت الخوف بداخلها :
- احكيلي بقى القصة من الأول ومش عايز تنسي اي حاجة واضح.
اومأت بسرعة و بدأت بسرد كل ماحدث بداية من طلب سيليا منها تدبير خطة محكمة للهروب و منع زهرة لها ثم الاتصال الذي جاءها من احدهم و قرارها الفرار معه و عدم اخبار سيليا لها بشيء خوفا من ان تجبر على قول الحقيقة . انهت كلامها و رفعت رأسها له بتردد لتصدم بنظرة الانكسار التي رأتها في عينيه لاول مرة ! بدى و كأنه يحاول السيطرة على انفعالاته ولم يستطع فظهر شبح ابتسامة متهكمة على شفتيه.....
و اخيرا هتف وهو يمرر يده على شعره بقوة :
- اها يعني الهانم مخططة من زمان اممم ممتاز فعلا....زهرة جيبيلي الاب اللي هناك.
تحركت وهي مذهولة من تصرفاته الغير طبيعية كانت تتوقع انفجاره فيها كالبركان لكنه يتعامل بهدوء تام ، فتح الاب و دخل لتسجيلات الكاميرا شغل عدة اشرطة لم يظهر فيها شيء حمل اخر شريط و ادخله...لتظهر سيليا في الساعة 5 صباحا تخرج من الجناح و تسير بحذر في احدى الاروقة نظرت لهاتفها و قرأت شيئا ما ثم ظهرت خادمة اخرى - جميلة - و اخذتها للباب الخلفي خرجت سيليا بينما عادت الاخرى لهدوء و كأن شيئا لم يكن....مرر رعد اصبعه على ذقنه و غمغم بابتسامة :
- للاسف الكاميرات مش بتسجل الاصوات والا كنا سمعنا بتتكلم معاها ف ايه.... مش شايفة ان كل حاجة لصالحها يا زهرة.
اومأت زهرة و قد ايقنت انه جن تماما من تصرفاته العابثة و تمتمت بخفوت :
- حضرتك ال...الخادمة ديه اسمها جميلة و ااا...
قاطعها بنبرة شيطانية و قد اختفت ابتسامته المزيفة :
- جيبيها فورا.
بعد دقائق كانت المدعوة بجميلة واقعة على الارض اثر الضرب الذي تعرضت له من رجال رعد اشار لهم بالمغادرة فانصرفوا على الفور و قال بحدة :
- ها دلوقتي هتقوليلي مين اللي بعتك ولا...
تشدقت جميلة ببكاء و رعب :
- سامحني يا باشا انا عبدة المأمورة و بنفذ الاوامر اللي بتجيلي سامحني.
اجابها وهو يرخي ظهره على الكرسي :
- ميين اللي بعتك.
- ج...جلال باشا.
لحظات صمت مرة اثارت عدة مشاعر فيه و في زهرة صدمة و ذهول منه و خوف و قلق من الاخرى على سيدتها و هاهي للمرة الثانية تلاحظ نظرة الانكسار في عينيه . اخفضت رأسها بخزي و حدثت نفسها :
- ليه تعملي فنفسك كده يا سيليا ليه ازاي تثقي فعدو جوزك و انتي عارفة كويس اذاه قد ايه اااه منك.
بينما الاخر كان ينظر في الاشيء تلك الكلمات الصغيرة قضت عليه و دمرته تماما...طالع الخادمة بجمود و نادى احد رجاله ليهمس ببطئ :
- اقتلوها.
انتفضت زهرة بينما صرخت جميلة و ركضت له تقبل قدماه و تصيح ببكاء :
- و النبي يا سيدنا سامحني اسفة اا...
قاطعها بصراخ حاد :
- خدها من وشي يلااااا !!!
و بالفعل اخذها الحارس غير آبه بصراخها و توسلاتها نقل نظراته لزهرة ثم و بلحظة كان يدفعها للحائط و ينقض على عنقها يخنقها و يردد بجنون :
- ليه معرفتينيش باللي كانت مخططاله.....انطقي ليه.
زهرة باختناق و دموع :
- م...متوقعتش انها تعمل كده فعلا كنت لسه هعرفك بس قولت انها هتتراجع ف ليه...اا..اعمل مشاكل بينكو...ر..رر..رعد باشا اا...انا بختنق.
ابعد يداه عنها و تمتم :
- اطلعي يلا.
هرولت راكضة للخارج تاركة اياه يضحك بسخرية على نفسها طالع وجهه في المرآة و قهقه بقوة على نفسه :
- رعد السيوفي مبروك على اكبر خدعة اتعرضتلها فحياتك بجد بهنيك....ههههه مراتي اتفقت مع اخويا وهربت معاه ب ابني طول الوقت كانت بتخدعني و تنيمني على وداني ياااه يا جلال انت ب ايدك قضيت على اخر حاجة حلوة فحياتي برفعلك القبعة.
لم تكن تصرفاته طبيعية....يبتسم و يضحك ثم يعود لعبوسه ليضحك مجددا.....ااه منك ايها القلب هذا جزاء من يتبعك عاش طوال حياته في الظلام ولم يتمكن منه احد و عندما جازف و اعطى لقلبه الحرية استيقظ على صدمة كسرته...كسرت الانسان المتحجر كسرت روح العاشق....كسر من حبيبته !!!
_________________
تأفأفت بملل و نهضت من فراشها خرجت لتجد جاسر جالسا على الاريكة فقالت :
- صباح الخير.
غمغم بعدم اكتراث وهو يقرأ الجريدة فمطت سارة شفتها بامتعاض و هتفت بصوت خافت :
- قليل ذوق.
جاسر بحدة ممزوجة بالسخرية :
- انا سامعك على فكرة ومش هرد عليكي عشان مش فاضي.
جلست امامه و اردفت باستفزاز :
- يا مااامي انا خايفة اوي.
التزمت الصمت عتدما رفع رأسه و حدجها بحدة مخيفة حمحمت بتوتر و تشدقت ب :
- هو عصام فين يا باشا مشوفتوش من لما اتخطفت.
اجابها بصوت قاتم :
- موجود و فأمان.
- متأكد انه كويس ؟ انا عايزة اطمن عليه.
جز جاسر على اسنانه بغيظ :
- خايفة عليه اوي حضرتك.
رفعت احدى حاجبيها بتعجب ثم ماللثت ان ابتسمت بخجل مصطنع :
- ااه اصل...احم عصام ساعدني كتير و مجاتليش الفرصة اتشكره و ااا...
لم تكمل كلامها لأنه نهض و قال بغضب غير مبرر :
- متخافيش عليه هو كويس و عمتا هتشكره نيابة عنك يا انسة سارة.
قال اخر كلماته و غادر في حين فتحت عيناها بدهشة منه :
- هو ماله اتعصب كده ليه هههه اللي بيسمعه يقول غيران هه مش مهم.
اخذت هاتفها و اجرت اتصالا لتردد بحنق بعد دقائق :
- زي العادة لين قافلة تلفونها انا مش عارفة ليه حاطاه اصلا طالما مبتستعملوش اووف منك.
_________________
في المساء.
توقف اياد بسيارته امام فيلته فتح الباب و دلف ليجد لين تجلس في الصالون تنتظره و عندما رأته نهضت و رددت بحدة :
- ليه قفلت الباب و سبتني لحد الليل هنا هطلع ازاي ف الوقت ده.
اياد ببرود متجاهلا كلامها :
- ومين قالك انك هتطلعي...انتي لا هتطلعي دلوقتي ولا بكرة ولا بعد سنة حتى.
صاحت لين بنفاذ صبر و غضب :
- ايه معنى كلامك ده هاا مش انت طلقتني عايز اييه اا...
قاطعها بابتسامة عابثة :
- رديتك...يعني انتي لسه مراتي يا لينو.
لحظات من الدهشة مرت قبل ان تتقدم نحوه و تضرب صدره بقوة :
- ردييتني !! ليه انا لعبة ف ايدك تطلقني امتى ما تعوز و تردني امتى ما تعوز هو امممم...
و لثاني مرة لم تكمل كلامها بسبب ابتلاعه وسط شفتيه وهو يقبلها بنهم و رغبة عارمة رفعت يديها لتبعده لكنه قبض عليهما بيد واحدة و تابع تقبيلها...
بعد دقائق ابتعد نرغما عندما شعر بحاجتها للهواء مد يده يمسك خصلات شعره يجذبها نحوه و يسند جبينه على جبينها ، و يهمس بعشق جارف :
- انا رديتك عشان عرفت اني لسه بحبك....بحبك و مش هسيبك تبعدي عني....!!!
________________________________
ينهال طيفك عليّ طرقاً
تدمع عينيّ
كم يؤلمني كثيراً نصف
الرحيل
يؤلمني أكثر نصف
اللقاء
فتلك المنطقة الرمادية
التي جعلتني فيها
لا أعلم هل تغدو بيضاء
فأنا لا أرضى نصف
حبِّ
لا أرضى نصف لقاء
لا أحب مكانك في المنتصف
إما معي وبريق عينيك يلقى
في عينيّ صداه
وإما بريق عينيك يطفئ
عينيّ
وينتهي نصف الموقف
وينتهي نصف الحب.
فتحت عيناها و هي تضع يدها على رأسها و تتأوه بألم نظرت حولها و همست بارهاق :
- انا فين...رعد.
- ههههه مفيش رعد ياحبيبتي هنا في جلال...بس جلال.
كان هذا صوته الذي تمقته سيليا بشدة انتفضت جالسة و صاحت برعب :
- انت...جايبني على فين....رر..رعد مش هيرحمك يا جلال.
ضحك بقوة ليردف بعبث :
- انتي ليه عاملة نفسك غبية و مبتفهميش انتي مع جلال يعني في مكان مستحيل حد يوصله ثم رعد هيعملي ايه ؟ انتي هربتي معايا بارادتك.
صرخت بحدة وهي تمسكه من ياقة قميصه :
- انا مجيتش ب ارادتي انت اللي خطفتني يا حيوان !! ااااه.
تأوهت بوجع عندما دفعها على السرير بقوة مال عليها و امسك ذراعها يجذبها نحوه ليهمس بشر :
- مين اللي هيصدقك ها الخادمة اللي في القصر شاهدة على اتفاقك معايا و حتى زهرة كانت عارفة انك بتخططي للهرب ههههه اقولك على سر كمان . مرر يده على وجهها و تابع بخبث :
- و القصر مليان كاميرات مراقبة رعد هيعرف انك هربتي معايا و هيبقى مسخرة.
قهقه بقوة و ابتعد عنها وهو يردد بصوت عالي و يحرك يده في الهواء بطريقة مسرحية :
- Ladies and gentlemen اقدملكم خبر الموسم مرات رجل الاعمال رعد السيوفي او بنقول مرات الشبح سيليا السيوفي هربت مع حبيبها بالسر جلال ألد اعداء جوزها و المعلومات اللي وصلتلنا بتأكد انها كانت على علاقة غير شرعية و حملت من حبيبها غشان كده هربت خوفا من الفضيحة شكرا شكرا شكرا هههههههه......ايه رايك ؟
نظرت له سيليا بصدمة و دموع وهي تهز رأسها بنفي متمتمة :
- كدب...ااا...انت كداب انا بحب جوزي و....
قاطعها جلال بضحكة قذرة و اشار بيده عليها و عليه قائلا :
- انتي عارفة ان ده كدب و انا عارف ان مش ديه الحقيقة بس رعد و الخدم و خادمتك الخاصة زهرة مفكرين اننا...احم انتي فاهمة انا بقصد ايه.
وضعت يديها على اذنها و تشدقت ببكاء حار :
- لاااا رعد هيساعدني و يقتلك...سيبني اروح حرام عليك.
تمتم بتهكم ساخر :
- هههه حرام ؟! و كان فين الحرام لما اتفقتي مع عدو جوزك عليه و فين كانت ثقتك فرعد لما صدقتي كلامي و مشيتي معايا جاية تلعبي عليا دور الشريفة دلوقتي ، امممم يا ترى هيكون شعور الشبح ازاي لما يعرف حقيقتك تصدقي صعبان عليا انا خدت منه طفولته و خدت منه حنان الاب و الام و يا سبحان الله شاء القدر اني اخطف مراته منه كمان يااااه على القهر اللي رعد هيعيشه.
غادر الغرفة بعد القاء كلامه الاذع عليها وضعت يدها على فمها و قد ادركت انها لم تخطئ ابدا....بل انها اجرمت...اجرمت في حق زوجها لم تتفهم انه يعاني من مشاكل نفسية منذ صغره و لم يكن من السهل نسيانها.....كان يجب عليها محاولة اقناعه اكثر من مرة لكنها بكل غباء تخلت عنه في اشد احتياجاته لها لم تتفهم سبب تصرفاته و الان بسببها قدمت لذلك الحقير فرصة ليؤذي زوجها اكثر... و مابالك بشعور رجل خانته زوجته !!
همست بصوت مخنوق و هي تضم جسدها :
- اا...انا اسفة يا رعد سامحني متتخلاش عني ارجوك انا مش هقدر اعيش من غيرك تعال ساعدني ، وقفت فجأة و هرعت للباب وجدته موصدا من الخارج فهمست بشرود و كأنها تقنع نفسها بشيء لن يحدث :
- رعد هيجي...مش هيصدق اي كلمة وحشة اتقالت عليا هو بيثق فيا اه انا هرضى بعقابه بس يجي و ياخدني من المكان ده...
_________________
يقف جميعهم في صف واحد و ارجلهم تكاد تخونهم و يقعون على الارض...كان يمر عليهم ذهابا و ايابا يضع يده في جيب بنطاله و اليد الاخرى تمسك مسدسه رفع عيناه الحمراوتان لهم و همس ببحة مخيفة كحفيف الافعى :
- مين رئيس الحرس.
نطق احدهم بارتباك :
- اا...انا حضرتك.
هز رأسه ببطئ و تابع و قد اكتسى البرود ملامحه :
- تقدر تقولي كام مرة غلطت و انا سامحتك ولا مش عارف تعدهم...ماشي انا هقولك من شهور ال**** جلال و عصابته اقتحموا القصر و لولا اني جيت ف اخر لحظة كانوا هيقتلوا الكل تاني مرة جلال رجع اقتحم القصر و خطف واحدة منه و انا حذرتكم و قلت مش عايز اي غلط صح ولا لأ.
رئيس الحراس وهو يقول برعب كبير :
- ايوة صح حضرتك بس ااا....
قاطعه بصراخ هز ارجاء القصر وهو يطلق النار لتصيب ركبته :
- بس اييييييييه هاااااا اييييه كنتو فين يا ***** انت وهو لما الزبالة ديه هربت من القصر كنتو فييين لما قدرت تطلع رغم وجود اكتر من 20 واحد بيحرسو جوانب القصر كلها !!
كان الاخر يكتم صراخه بسبب اصابة ركبته و البقية ينظرون له بتوتر ينتظرون مصيرهم المماثل لرئيسهم ، في حين وجه رعد سلاحه نحوهم قائلا بغضب و حقد :
- انتو بقى هتشوفو حاجات تانية هتتمنو الموت فكل لحظة من العذاب اللي هتدوقوه..... انتو فين يا بهايم !!!
صرخ بها في حدة ليتقدموا منه حراس القبو و ينحنوا له باحترام فقال الشبح بجمود :
- ودوهم القبو عايز اسمع صويتهم و رئيس الحرس ده معاهم.. يلا.
ارتفعت الصرخات الناطقة بطلب المغفرة لكنه في تلك اللحظة كان ينظر لهم بازدراء يحاول التماسك و التغلب على قلبه الذي يؤلمه للغاية..... وجه نظره للخادمات و بالاخص لزهرة و قال :
- انتي الحقيني على مكتبي.
زهرة بتلعثم :
- امرك سيدنا ، و بالفعل كانت تمشي وراءه بخطوات مرتعشة جلس على مكتبه و غمغم بابتسامة اثارت الخوف بداخلها :
- احكيلي بقى القصة من الأول ومش عايز تنسي اي حاجة واضح.
اومأت بسرعة و بدأت بسرد كل ماحدث بداية من طلب سيليا منها تدبير خطة محكمة للهروب و منع زهرة لها ثم الاتصال الذي جاءها من احدهم و قرارها الفرار معه و عدم اخبار سيليا لها بشيء خوفا من ان تجبر على قول الحقيقة . انهت كلامها و رفعت رأسها له بتردد لتصدم بنظرة الانكسار التي رأتها في عينيه لاول مرة ! بدى و كأنه يحاول السيطرة على انفعالاته ولم يستطع فظهر شبح ابتسامة متهكمة على شفتيه.....
و اخيرا هتف وهو يمرر يده على شعره بقوة :
- اها يعني الهانم مخططة من زمان اممم ممتاز فعلا....زهرة جيبيلي الاب اللي هناك.
تحركت وهي مذهولة من تصرفاته الغير طبيعية كانت تتوقع انفجاره فيها كالبركان لكنه يتعامل بهدوء تام ، فتح الاب و دخل لتسجيلات الكاميرا شغل عدة اشرطة لم يظهر فيها شيء حمل اخر شريط و ادخله...لتظهر سيليا في الساعة 5 صباحا تخرج من الجناح و تسير بحذر في احدى الاروقة نظرت لهاتفها و قرأت شيئا ما ثم ظهرت خادمة اخرى - جميلة - و اخذتها للباب الخلفي خرجت سيليا بينما عادت الاخرى لهدوء و كأن شيئا لم يكن....مرر رعد اصبعه على ذقنه و غمغم بابتسامة :
- للاسف الكاميرات مش بتسجل الاصوات والا كنا سمعنا بتتكلم معاها ف ايه.... مش شايفة ان كل حاجة لصالحها يا زهرة.
اومأت زهرة و قد ايقنت انه جن تماما من تصرفاته العابثة و تمتمت بخفوت :
- حضرتك ال...الخادمة ديه اسمها جميلة و ااا...
قاطعها بنبرة شيطانية و قد اختفت ابتسامته المزيفة :
- جيبيها فورا.
بعد دقائق كانت المدعوة بجميلة واقعة على الارض اثر الضرب الذي تعرضت له من رجال رعد اشار لهم بالمغادرة فانصرفوا على الفور و قال بحدة :
- ها دلوقتي هتقوليلي مين اللي بعتك ولا...
تشدقت جميلة ببكاء و رعب :
- سامحني يا باشا انا عبدة المأمورة و بنفذ الاوامر اللي بتجيلي سامحني.
اجابها وهو يرخي ظهره على الكرسي :
- ميين اللي بعتك.
- ج...جلال باشا.
لحظات صمت مرة اثارت عدة مشاعر فيه و في زهرة صدمة و ذهول منه و خوف و قلق من الاخرى على سيدتها و هاهي للمرة الثانية تلاحظ نظرة الانكسار في عينيه . اخفضت رأسها بخزي و حدثت نفسها :
- ليه تعملي فنفسك كده يا سيليا ليه ازاي تثقي فعدو جوزك و انتي عارفة كويس اذاه قد ايه اااه منك.
بينما الاخر كان ينظر في الاشيء تلك الكلمات الصغيرة قضت عليه و دمرته تماما...طالع الخادمة بجمود و نادى احد رجاله ليهمس ببطئ :
- اقتلوها.
انتفضت زهرة بينما صرخت جميلة و ركضت له تقبل قدماه و تصيح ببكاء :
- و النبي يا سيدنا سامحني اسفة اا...
قاطعها بصراخ حاد :
- خدها من وشي يلااااا !!!
و بالفعل اخذها الحارس غير آبه بصراخها و توسلاتها نقل نظراته لزهرة ثم و بلحظة كان يدفعها للحائط و ينقض على عنقها يخنقها و يردد بجنون :
- ليه معرفتينيش باللي كانت مخططاله.....انطقي ليه.
زهرة باختناق و دموع :
- م...متوقعتش انها تعمل كده فعلا كنت لسه هعرفك بس قولت انها هتتراجع ف ليه...اا..اعمل مشاكل بينكو...ر..رر..رعد باشا اا...انا بختنق.
ابعد يداه عنها و تمتم :
- اطلعي يلا.
هرولت راكضة للخارج تاركة اياه يضحك بسخرية على نفسها طالع وجهه في المرآة و قهقه بقوة على نفسه :
- رعد السيوفي مبروك على اكبر خدعة اتعرضتلها فحياتك بجد بهنيك....ههههه مراتي اتفقت مع اخويا وهربت معاه ب ابني طول الوقت كانت بتخدعني و تنيمني على وداني ياااه يا جلال انت ب ايدك قضيت على اخر حاجة حلوة فحياتي برفعلك القبعة.
لم تكن تصرفاته طبيعية....يبتسم و يضحك ثم يعود لعبوسه ليضحك مجددا.....ااه منك ايها القلب هذا جزاء من يتبعك عاش طوال حياته في الظلام ولم يتمكن منه احد و عندما جازف و اعطى لقلبه الحرية استيقظ على صدمة كسرته...كسرت الانسان المتحجر كسرت روح العاشق....كسر من حبيبته !!!
_________________
تأفأفت بملل و نهضت من فراشها خرجت لتجد جاسر جالسا على الاريكة فقالت :
- صباح الخير.
غمغم بعدم اكتراث وهو يقرأ الجريدة فمطت سارة شفتها بامتعاض و هتفت بصوت خافت :
- قليل ذوق.
جاسر بحدة ممزوجة بالسخرية :
- انا سامعك على فكرة ومش هرد عليكي عشان مش فاضي.
جلست امامه و اردفت باستفزاز :
- يا مااامي انا خايفة اوي.
التزمت الصمت عتدما رفع رأسه و حدجها بحدة مخيفة حمحمت بتوتر و تشدقت ب :
- هو عصام فين يا باشا مشوفتوش من لما اتخطفت.
اجابها بصوت قاتم :
- موجود و فأمان.
- متأكد انه كويس ؟ انا عايزة اطمن عليه.
جز جاسر على اسنانه بغيظ :
- خايفة عليه اوي حضرتك.
رفعت احدى حاجبيها بتعجب ثم ماللثت ان ابتسمت بخجل مصطنع :
- ااه اصل...احم عصام ساعدني كتير و مجاتليش الفرصة اتشكره و ااا...
لم تكمل كلامها لأنه نهض و قال بغضب غير مبرر :
- متخافيش عليه هو كويس و عمتا هتشكره نيابة عنك يا انسة سارة.
قال اخر كلماته و غادر في حين فتحت عيناها بدهشة منه :
- هو ماله اتعصب كده ليه هههه اللي بيسمعه يقول غيران هه مش مهم.
اخذت هاتفها و اجرت اتصالا لتردد بحنق بعد دقائق :
- زي العادة لين قافلة تلفونها انا مش عارفة ليه حاطاه اصلا طالما مبتستعملوش اووف منك.
_________________
في المساء.
توقف اياد بسيارته امام فيلته فتح الباب و دلف ليجد لين تجلس في الصالون تنتظره و عندما رأته نهضت و رددت بحدة :
- ليه قفلت الباب و سبتني لحد الليل هنا هطلع ازاي ف الوقت ده.
اياد ببرود متجاهلا كلامها :
- ومين قالك انك هتطلعي...انتي لا هتطلعي دلوقتي ولا بكرة ولا بعد سنة حتى.
صاحت لين بنفاذ صبر و غضب :
- ايه معنى كلامك ده هاا مش انت طلقتني عايز اييه اا...
قاطعها بابتسامة عابثة :
- رديتك...يعني انتي لسه مراتي يا لينو.
لحظات من الدهشة مرت قبل ان تتقدم نحوه و تضرب صدره بقوة :
- ردييتني !! ليه انا لعبة ف ايدك تطلقني امتى ما تعوز و تردني امتى ما تعوز هو امممم...
و لثاني مرة لم تكمل كلامها بسبب ابتلاعه وسط شفتيه وهو يقبلها بنهم و رغبة عارمة رفعت يديها لتبعده لكنه قبض عليهما بيد واحدة و تابع تقبيلها...
بعد دقائق ابتعد نرغما عندما شعر بحاجتها للهواء مد يده يمسك خصلات شعره يجذبها نحوه و يسند جبينه على جبينها ، و يهمس بعشق جارف :
- انا رديتك عشان عرفت اني لسه بحبك....بحبك و مش هسيبك تبعدي عني....!!!
