رواية العشق الاسود الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم فاطمة احمد
الفصل الثاني والثلاثون : خطأ فادح !
______________________
أنا يا سيدتي أخر مجانين العشق.....أنا لست بشاعر حتى أكتب إليك....بل أنا عاشق يحن إليك....
ألا يحق لي أن أزعجك حين أشتاق إليك ؟...
ألا يحق لي أن أرسم وجهك في مخيلتي ؟...
آلا يحق لمشتاق أن يتأمل شفتاك ؟...
لا تغضبي انها أحلام واحلام العشاق لا تتحقق....
فلو كانت تتحقق لكنت بين أحضاني الان....
قضبت حاجبيها بعبوس لتصيح بصوت عالي وهي تدفعه من صدره :
- و هو انا كنت لعبة بين ايديك عشان ترمي عليا الطلاق امتى ماتعوز و تردني امتى ما تعوز !! اوعى يا اياد تفكر اني هفرح و اتشكرك عشان لسه مراتك لا انا كل يوم بتمنى اخلص منك و...
قاطعها بابتسامة ماكرة :
- كدابة.... انتي بتحبيني و بتتمني علاقتنا تتحسن.
هدرت بشراسة وهي تطالعه بعينيها السوداء الحادة :
- كنت....كنت بتمنى علاقتنا تتحسن و اه انا حبيتك فعلا بس ندمت على حبي ليك اكتر من ندمي على حبي لجلال ده حتى هو مأذانيش زي ما انت أذيتني ، رفعت يدها تعيد خصلات شعرها للخلف و تابعت :
- انا دلوقتي بقيت اكرهك و اكرهه و اكره حاجة اسمها حب يا اياد انت ذليتني و جرحتني اوي شككت فيا امتر من مرة وانا كنت بسكت عشان غلطانة بس خلاص كفاية انا زهقت من المعاملة ديه.
امسك اياد كتفيها و تمتم بحب صادق :
- بس انا عرفت غلطي و عرفت انك بتحبيني و انا بحبك طب ليه منفتحش صفحة جديدة و ننسى الماضي و جروحه.
مطت شفتيها باستنكار مرير و هتفت وهي تحاول احتباس الدموع بعينيها :
- اسفة مش هقدر انسى طاقتي خلصت وانا بحاول ارجع ثقتك فيا بس خلاص معدتش تهمني يا مستر اياد المنشاوي و معنتش اهتم برأيك فيا و حبك ده خليه لنفسك احسن.
ضيق اياد عيناه بحدة ثم تحدث بنبرة عادية :
- اول مرة بشوف واحدة بتغلط جامد و تزعل لما تتعاقب....اطلعي الاوضة يا لين و خلي الليلة ديه تعدي على خير بلاش مشاكل.
كادت تعانده كعادتها لكن ملامح وجهه اوقفتها ، زفرت بغضب و صعدت للاعلى وهي تهمهم بكلمات غير مفهومة بينما جلس اياد على الاريكة و مدد ذراعيه عليها وهو يضحك بخفوت :
- شراستك اللي بتخليني اتعلق بيكي يا لينو و هتشوفي مش هكون اياد لو مجيتليش بنفسك و قولتيلي بحبك ومش عايزة اسيبك....
_______________________
- معاك 24 ساعة تعرفلي مكانهم و تجيبوهم عايزهم عايشين او ميتين مفهوم !!
هتف بتلك الجملة وهو يغلق الخط القى هاتفه على السرير و ملامحه مظلمة...جامدة...لا تعبر عن شيء و عيناه تغلفهما هالة البرود على غير طبيعتها اتجه لسترته المعلقة منذ البارحة و ادخل يده في جيبها الداخلي لكن.....
رفع السترة و بحث بتدقيق وهو يحدث نفسه بتعجب :
- المسدس التاني فين ؟!
القاها على الارض و بحث في كل مكان في الغرفة و لم يجده مسح على شعره و تمتم بتفكير :
- معقول تكون سيليا واخداه معاها !! بس هتعمل فيه ايه ثم هي مبتعرفش تستخدمه....ممكن عشان تحمي نفسها من جلال...
جز على اسنانه و صرخ بغضب :
- البنت ديه غبية ليه تهرب معاه وهي عارفة انه عدوي و هيحاول يأذيها عشان يقهرني و كمان جلال مهووس بسيليا و عايز.....
رغم غضبه و جرحه و تدنيس عشقه بسببها لكنه يخاف عليها !! سحقا لك ايها القلب الاحمق اصبحت ضعيفا بسببك و بسبب تفاهاتك المستمرة الم تطلب مني التغلب على عقلي فمالذي جنيته من الاستماع لك ؟! انت الان تدفع ثمن تنازلك لكن اقسم أنني سأجعلك اقسى مما كنت عليه بكثير ، تنهد بحرارة و عروق جبينه و عنقه و قبضتي ذراعيه منفوخة تكاد تنفجر تحرك و غادر الغرفة اتجه للقبو و منه لغرفته السرية دخل و لف السوط على يده ليرفع عاليا و يهبط على جسده بعنف ! تأوه بصوت مكتوم و رفعه ثانيا لتمر ساعات وهو يضرب نفسه دون توقف لكن هذه المرة ليس بسبب ماضيه بل بسبب ما صنعه هو بنفسه نعم فلقد عشق ولم يدرك بأنه وقع في ظلمة.... العشق الأسود !!!.......
___________________________
بعد يوم طويل قضته في البكاء تذكرت السلاح الذي تحمله انتفضت جالسة و رددت بلهفة :
- انا ازاي نسيت اني خدت مسدس رعد ووو...بقدر احمي نفسي لو فكر يقرب مني و....
و احداث كثيرة تخيلت حدوثها ان تستطيع الهرب و العودة لزوجها لذلك القصر الكبير المظلم الذي كانت تعتبره سجنا.....و لكن هل سيجدي نفعا ؟!! لا أليس كذلك !!!
شهقت عند سماعها صوت الباب يفتح و جلال يدخل و في يده صينية طعام جلس امامها و هتف بابتسامة :
- يلا يا حبيبتي عشان تاكلي اكيد جوعانة صح.
اجابته بنفور و هي تشيح وجهها عنه :
- مش عايزة حاجة منك شكرا.
لم يخفي ابتسامته لكنه امسك فكها و ضغط عليه مرددا :
- سيليا يا قلبي انا مش بكره فحياتي قد اللي بيخالف كلامي و يعند يلا كلي.
نطق الكلمة الاخيرة بتهديد فتمتمت بخفوت :
- طب ممكن انت تطلع عشان اكل براحتي.
اجابها وهو ينهض مغادرا الغرفة :
- طبعا يا حبيبتي انا كنت هطلع اصلا عندي شغل ولازم اخلصه و...هههه افضالك.
صفق الباب خلفه فمطت شفتيها باستحقار شديد ثم مالبثت ان التمعت عيناها ببريق الحزن لتقول بنبرة مختنقة :
- وحشتني يا رعد.... تعالا خدني انا خايفة..
_________________________
في فيلا جاسر الجندي.
كان يتحظث في الهاتف بغضب :
- يعني مش لاقيينه انت بتهزر !!
-.................
اجابه بنفس النبرة الغاضبة :
- مليش فيه بقالي اسبوعين مكلفكم تلاقوه وانتو وجودكم من عدمه واحد مش نافعين لحاجة... اسمعني كويس بقى انا صبري بدأ يخلص ف الاحسن تلاقو المكان اللي متخبي فيه جلال الكلب و الا مش هيحصل كويس فاهم.
اغلق الخط بعبوس و غير ملابسه ارتدى بنطال رياضي اسود و سترة رياضية باللون الابيض تظهر من داخلها فانلة بيضاء و كوتش ابيض عبث في شعره بضجر و نزل للاسفل ، سأل عن سارة و اخبرته الخادمة انها في ساحة التدريب خرج من الفيلا و توجه اليها و عندما وصل توقف و جز على اسنانه وهو يراها تتدرب مع المدعو بعصام و ضحكاتهم تعلوا بشدة.
سارة بضحكة شديدة وهي تلكمه :
- هههههه اعترف بقى انك مش قادر عليا و هسامحك.
ابتسم و فجأة لف قدمه حول قدمها فسقطت على الارض قهقه بانتصار و اردف :
- لا انا بس مكنتش عايز ازعلك قلت معلش ديه بنت غيرها اجبر بخاطرها.
سارة بغيظ و قد نهضت و وقفت امامه :
- انا مش صغيرة....لكمت وجهه بعنف و تابعت :
- متقللش من قيمة عدوك عشان متتفاجأش بقوته يا غبي.
ضحك عصام و كاد يتكلم لكن جاسر تحدث بصلابة :
- بتعملو ايه بقى.
نظر له عصام و انحنى له سريعا وهو يردد بخفوت :
- جاسر باشا اسف مخدتش بالي من وجودك.
اقترب منهما جاسر بسخرية :
- ماهو لو كنت مركز كنت هتاخد بالك مني ، وجه نظره لسارة وتابع بحدة وتوعد :
- بس الواضح انك....
قاطعته سارة بهجوم :
- عايز حاجة يا باشا.
رفع احدى حاجبيه باستهجان و غمغم :
- اه عايز اشوف قدرات المتدربين اللي عندي....عصام روح اتدرب مع البقية.
هز الاخر رأسه باحترام و غادر بينما قالت سارة باستنكار :
- اوعى تكوت عايز تشوف قدراتي شخصيا يا باشا.
جاسر بابتسامة برود :
- اممم بقيتي ذكية و بتفكري برافو.
تقدمت نحوه حتى كادت تلتصق به و للتو ادركت كم انه اطول منها بكثير فرأسها يصل لمنتصف كتفه و جسدها النحيف لا يساوي شيئا امام بنيته الضخمة.
حمحمت و عادت للخلف بضع خطوات فضحك جاسر بمكر :
- اوعى تكوني خايفة.
- انا مبخافش من حد هخاف منك ليه.
هتفت بها في ثقة و تابعت :
- ثم انا متدربة كويس و مش صعب عليا اغلب اي حد.
ابتسم و نزع سترته ليبقى بالفانلة فقط و عضلات صدره و كتفيه بارزة بشدة اشاحت سارة رأسها سريعا و الحمرة بدأت تتسلل لوجنتيها لاحظ الاخر خجلها فابتسم باتساع قائلا :
- متقللش من قيمة عدوك عشان متتفاجأش من قوته و تخسر....مش ده كلامك.
اشار لها بيده هامسا :
- يلا.
رمقته بتحدي و هاجمته استطاع صد ضربتها الاولى لكنها فاجأته على غفلة بركلة عنيفة في بطنه جعلته يتأوه بألم ، هاجمته للمرة الثانية و استطاع صدها مر وقت طويل وهما يتقاتلان حتى استطاع جاسر تقييد يديها لفها ليصطدم ظهرها بصدره الصلب و يده تمسك كلتا يديها بقوة كي لا تستطيع تحريرهما ، اخفض رأسه لأذنها و تمتم ببحة رجولية مغرية :
- برافو يا سارة قوتك الجسدية ممتازة ياريت لو قدرتي تضربي كده لما كنتي مع جلال مش اجي الاقيكي فاقدة وعيك.
سارة بحنق وهي تحاول ابعاده :
- متنساش انه غافلني و رجالته هجمت عليا من ورا و خدروني...غير كده كنت قتلتهم كلهم و حتى انت كنت هغلبك بس اااا اه انت غشيت.
جاسر بضحكة وهو يهمس :
- تعجبني ثقتك فنفسك يا قطتي اللي مبتعترفيش بالهزيمة ، تغيرت نبرته للحدة وهو يتابع بنبرة اخافتها قليلا :
- من الاخر مش عايز اجي الاقيكي واقفة مع اللي اسمه عصام و الضحك بصوت عالي ياريت مسمعوش تاني عشان انا بتعصب بسرعة وده مش لمصلحتك فاهمة.
عقدت حاجبيها بتعجب و دهشة رفعت رأسها له فابتعد عنها ، التفت له و قالت باستغراب :
- انا مش فاهمة انت بتقول ايه.
غمغم بهدوء وهو يرتدي سترته :
- مش مهم تفهمي المهم تنفذي كلام مع عصام ممنوع و الاحسن متطلعيش من الفيلا تاني.
عقدت ذراعيها امام صدرها و قالت باستنكار :
- و انا هتدرب ازاي ؟!
اجابها بسخرية واضحة :
- لا انتي مش محتاجة لتدريب خالص ده انتي اقوى مني و كنتي هتغلبيني بس انا غشيت.
- بتتريق عليا يعني ؟!!
- اعتبريها زي مانتي عايزة....تصبحين على خير ايتها الشرسة.
غادر و صوت قهقهاته تصلها فضربت بقدمها على الارض و صرخت بغيظ :
- عااااا رخم و مستفز.
صعد جاسر لغرفته و اخرج زجاجة الخمر من الدرج جلس على سريره و اخذ صورة ورد نظر لها و تحدث بدموع :
- ورد انا مش عارف ايه اللي بيحصلي ده حاسس بحاجات مدايقاني اوي انا بحبك و هفضل احبك طول حياتي و معنديش مانع اعيش على ذكرياتك حتى لو كانت بتوجعني انا مواقف مش عايز افكر غير فيكي انتي يا وردتي انا....انا مش عايز انساكي انا بحبك.
ضم الصورة لصدره و همس :
- الوقت بيعدي بسرعة و شوقي ليكي بيزيد ياااه قد ايه انا بتعذب فغيابك وحشتيني اووي.
ظل على هذه الحالة حتى سمع طرقا على الباب نظر له وجد سارة تدخل ببطئ ، وقفت امامه و قالت بتوتر :
- احم ااا...انا كنت عايزة اطلب منك حاجة.
لم يستطع جاسر لمحها جيدا فلقد كانت الرؤية مشوشة وقف وهو يحاول التوازن و اردف بصوت اجش :
- تطلبي ايه.
- احم انا رنيت على لين وو طلبت مني اروحلها مم...ممكن.
ابتسم جاسر و سرعان ماشهقت سارة بصدمة عندما سحبها من خصرها بقوة لتلتصق في صدره رفعت رأسه و حدجته بنظرات متوجسة فقال بصوت غير مسموع :
- تروحيلها ليه.
احمر وجهها بشدة و ردت بارتباك :
- عشان انا....هو الصراحة يعني...
لم تستطع اكمال ما تقوله بسبب الضغط فخيل له ان زوجته تقف امامه و قال بصوت مبحوح :
- تعرفي اني بحبك لما تكوني مكسوفة كده.
دقت نبضات قلبها بعنف و حدثت نفسها :
- ماله ده اتجنن ولا ايه الحق عليا مكنش لازم اكلمه وهو سكران.
مرر جاسر يده على وجهها برقة و تابع بحزن :
- ليه عايزة تسيبيني و تروحي مش كفاية الفترة اللي اتعذبت فيها بسبب غيابك...متسيبنيش انا بحبك.
و للمرة الثانية تنصدم مما تسمعه دفعته من صدره لتبعده لكنها لم تستطع بينما اكمل الاخر وهو يرى وجه ورد متجسدا فيها :
- ههههه مش هسيبك تبعدي تاني متحاوليش....اخفض رأسه و طبع قبلة رقيقة على وجنتها شهقت بذهول لتقول بحدة :
- ابعد عني انت اتجننت !!
- هششش ، قبلها مجددا ولوهلة اغمضت عيناها وهي تشعر بأحاسيس غريبة تسيطر عليها احاسيس لم تعشها من قبل فأغمضت عيناها بقوة...
في حين كان جاسر يقترب من شفتيها لكنه فجأة عاد لرشده و ابتعد عنها بصدمة وهو يصرخ :
- انتي....انتي مش ورد.
فتحت عيناها بذهول قائلة :
- ورد !! انت كنت شايفني ورد !!
ازداد غضبه و امسك كتفيها و هدر بعصبية عارمة :
- انتي مين اداكي الحق تدخلي اوضتي !! الاوضة ديه كانت لورد و هتفضل ليها انتي ازاااي تدخلي و ليه كنتي قريبة مني...افهمي انتي ولا حاجة بالنسبالي ولو كنت قربت منك دلوقتي فلأني كنت شايف وشها فيكي انتي اا...
لم يكمل كلامه لأنها صدمته بصفعة قوية على وجهه وهي تصرخ به ايضا :
- انت حيوان و زبالة ازاي تكلمني بالطريقة ديه كأني خدامتك و بعدين انت لو مكنتش**** مكنش القدر بعد مراتك و بنتك عنك...تستاهل كل اللي بيجرالك انا بكرهك يا جاسر.
مسحت دموعها الغزيرة و ركضت خارج الغرفة تاركة اياه واقفا بصدمة نزلت لغرفتها و رمت بجسدها على السرير وهي تجهش بالبكاء و تتذكر كلماته الجارحة....كيف استطاع ان يكون قاسيا هكذا لكنها المخطئة نعم فهي كلما تضعف يأتي احدهم ليجرحها مثلما فعل هذا الابله الان....
نهضت جالسة و اخذت هاتفها بعثت رسالة للين تعتذر فيها عن الذهاب اليها ثم ذهبت لتقف في في الشرفة....
______________________
أنا يا سيدتي أخر مجانين العشق.....أنا لست بشاعر حتى أكتب إليك....بل أنا عاشق يحن إليك....
ألا يحق لي أن أزعجك حين أشتاق إليك ؟...
ألا يحق لي أن أرسم وجهك في مخيلتي ؟...
آلا يحق لمشتاق أن يتأمل شفتاك ؟...
لا تغضبي انها أحلام واحلام العشاق لا تتحقق....
فلو كانت تتحقق لكنت بين أحضاني الان....
قضبت حاجبيها بعبوس لتصيح بصوت عالي وهي تدفعه من صدره :
- و هو انا كنت لعبة بين ايديك عشان ترمي عليا الطلاق امتى ماتعوز و تردني امتى ما تعوز !! اوعى يا اياد تفكر اني هفرح و اتشكرك عشان لسه مراتك لا انا كل يوم بتمنى اخلص منك و...
قاطعها بابتسامة ماكرة :
- كدابة.... انتي بتحبيني و بتتمني علاقتنا تتحسن.
هدرت بشراسة وهي تطالعه بعينيها السوداء الحادة :
- كنت....كنت بتمنى علاقتنا تتحسن و اه انا حبيتك فعلا بس ندمت على حبي ليك اكتر من ندمي على حبي لجلال ده حتى هو مأذانيش زي ما انت أذيتني ، رفعت يدها تعيد خصلات شعرها للخلف و تابعت :
- انا دلوقتي بقيت اكرهك و اكرهه و اكره حاجة اسمها حب يا اياد انت ذليتني و جرحتني اوي شككت فيا امتر من مرة وانا كنت بسكت عشان غلطانة بس خلاص كفاية انا زهقت من المعاملة ديه.
امسك اياد كتفيها و تمتم بحب صادق :
- بس انا عرفت غلطي و عرفت انك بتحبيني و انا بحبك طب ليه منفتحش صفحة جديدة و ننسى الماضي و جروحه.
مطت شفتيها باستنكار مرير و هتفت وهي تحاول احتباس الدموع بعينيها :
- اسفة مش هقدر انسى طاقتي خلصت وانا بحاول ارجع ثقتك فيا بس خلاص معدتش تهمني يا مستر اياد المنشاوي و معنتش اهتم برأيك فيا و حبك ده خليه لنفسك احسن.
ضيق اياد عيناه بحدة ثم تحدث بنبرة عادية :
- اول مرة بشوف واحدة بتغلط جامد و تزعل لما تتعاقب....اطلعي الاوضة يا لين و خلي الليلة ديه تعدي على خير بلاش مشاكل.
كادت تعانده كعادتها لكن ملامح وجهه اوقفتها ، زفرت بغضب و صعدت للاعلى وهي تهمهم بكلمات غير مفهومة بينما جلس اياد على الاريكة و مدد ذراعيه عليها وهو يضحك بخفوت :
- شراستك اللي بتخليني اتعلق بيكي يا لينو و هتشوفي مش هكون اياد لو مجيتليش بنفسك و قولتيلي بحبك ومش عايزة اسيبك....
_______________________
- معاك 24 ساعة تعرفلي مكانهم و تجيبوهم عايزهم عايشين او ميتين مفهوم !!
هتف بتلك الجملة وهو يغلق الخط القى هاتفه على السرير و ملامحه مظلمة...جامدة...لا تعبر عن شيء و عيناه تغلفهما هالة البرود على غير طبيعتها اتجه لسترته المعلقة منذ البارحة و ادخل يده في جيبها الداخلي لكن.....
رفع السترة و بحث بتدقيق وهو يحدث نفسه بتعجب :
- المسدس التاني فين ؟!
القاها على الارض و بحث في كل مكان في الغرفة و لم يجده مسح على شعره و تمتم بتفكير :
- معقول تكون سيليا واخداه معاها !! بس هتعمل فيه ايه ثم هي مبتعرفش تستخدمه....ممكن عشان تحمي نفسها من جلال...
جز على اسنانه و صرخ بغضب :
- البنت ديه غبية ليه تهرب معاه وهي عارفة انه عدوي و هيحاول يأذيها عشان يقهرني و كمان جلال مهووس بسيليا و عايز.....
رغم غضبه و جرحه و تدنيس عشقه بسببها لكنه يخاف عليها !! سحقا لك ايها القلب الاحمق اصبحت ضعيفا بسببك و بسبب تفاهاتك المستمرة الم تطلب مني التغلب على عقلي فمالذي جنيته من الاستماع لك ؟! انت الان تدفع ثمن تنازلك لكن اقسم أنني سأجعلك اقسى مما كنت عليه بكثير ، تنهد بحرارة و عروق جبينه و عنقه و قبضتي ذراعيه منفوخة تكاد تنفجر تحرك و غادر الغرفة اتجه للقبو و منه لغرفته السرية دخل و لف السوط على يده ليرفع عاليا و يهبط على جسده بعنف ! تأوه بصوت مكتوم و رفعه ثانيا لتمر ساعات وهو يضرب نفسه دون توقف لكن هذه المرة ليس بسبب ماضيه بل بسبب ما صنعه هو بنفسه نعم فلقد عشق ولم يدرك بأنه وقع في ظلمة.... العشق الأسود !!!.......
___________________________
بعد يوم طويل قضته في البكاء تذكرت السلاح الذي تحمله انتفضت جالسة و رددت بلهفة :
- انا ازاي نسيت اني خدت مسدس رعد ووو...بقدر احمي نفسي لو فكر يقرب مني و....
و احداث كثيرة تخيلت حدوثها ان تستطيع الهرب و العودة لزوجها لذلك القصر الكبير المظلم الذي كانت تعتبره سجنا.....و لكن هل سيجدي نفعا ؟!! لا أليس كذلك !!!
شهقت عند سماعها صوت الباب يفتح و جلال يدخل و في يده صينية طعام جلس امامها و هتف بابتسامة :
- يلا يا حبيبتي عشان تاكلي اكيد جوعانة صح.
اجابته بنفور و هي تشيح وجهها عنه :
- مش عايزة حاجة منك شكرا.
لم يخفي ابتسامته لكنه امسك فكها و ضغط عليه مرددا :
- سيليا يا قلبي انا مش بكره فحياتي قد اللي بيخالف كلامي و يعند يلا كلي.
نطق الكلمة الاخيرة بتهديد فتمتمت بخفوت :
- طب ممكن انت تطلع عشان اكل براحتي.
اجابها وهو ينهض مغادرا الغرفة :
- طبعا يا حبيبتي انا كنت هطلع اصلا عندي شغل ولازم اخلصه و...هههه افضالك.
صفق الباب خلفه فمطت شفتيها باستحقار شديد ثم مالبثت ان التمعت عيناها ببريق الحزن لتقول بنبرة مختنقة :
- وحشتني يا رعد.... تعالا خدني انا خايفة..
_________________________
في فيلا جاسر الجندي.
كان يتحظث في الهاتف بغضب :
- يعني مش لاقيينه انت بتهزر !!
-.................
اجابه بنفس النبرة الغاضبة :
- مليش فيه بقالي اسبوعين مكلفكم تلاقوه وانتو وجودكم من عدمه واحد مش نافعين لحاجة... اسمعني كويس بقى انا صبري بدأ يخلص ف الاحسن تلاقو المكان اللي متخبي فيه جلال الكلب و الا مش هيحصل كويس فاهم.
اغلق الخط بعبوس و غير ملابسه ارتدى بنطال رياضي اسود و سترة رياضية باللون الابيض تظهر من داخلها فانلة بيضاء و كوتش ابيض عبث في شعره بضجر و نزل للاسفل ، سأل عن سارة و اخبرته الخادمة انها في ساحة التدريب خرج من الفيلا و توجه اليها و عندما وصل توقف و جز على اسنانه وهو يراها تتدرب مع المدعو بعصام و ضحكاتهم تعلوا بشدة.
سارة بضحكة شديدة وهي تلكمه :
- هههههه اعترف بقى انك مش قادر عليا و هسامحك.
ابتسم و فجأة لف قدمه حول قدمها فسقطت على الارض قهقه بانتصار و اردف :
- لا انا بس مكنتش عايز ازعلك قلت معلش ديه بنت غيرها اجبر بخاطرها.
سارة بغيظ و قد نهضت و وقفت امامه :
- انا مش صغيرة....لكمت وجهه بعنف و تابعت :
- متقللش من قيمة عدوك عشان متتفاجأش بقوته يا غبي.
ضحك عصام و كاد يتكلم لكن جاسر تحدث بصلابة :
- بتعملو ايه بقى.
نظر له عصام و انحنى له سريعا وهو يردد بخفوت :
- جاسر باشا اسف مخدتش بالي من وجودك.
اقترب منهما جاسر بسخرية :
- ماهو لو كنت مركز كنت هتاخد بالك مني ، وجه نظره لسارة وتابع بحدة وتوعد :
- بس الواضح انك....
قاطعته سارة بهجوم :
- عايز حاجة يا باشا.
رفع احدى حاجبيه باستهجان و غمغم :
- اه عايز اشوف قدرات المتدربين اللي عندي....عصام روح اتدرب مع البقية.
هز الاخر رأسه باحترام و غادر بينما قالت سارة باستنكار :
- اوعى تكوت عايز تشوف قدراتي شخصيا يا باشا.
جاسر بابتسامة برود :
- اممم بقيتي ذكية و بتفكري برافو.
تقدمت نحوه حتى كادت تلتصق به و للتو ادركت كم انه اطول منها بكثير فرأسها يصل لمنتصف كتفه و جسدها النحيف لا يساوي شيئا امام بنيته الضخمة.
حمحمت و عادت للخلف بضع خطوات فضحك جاسر بمكر :
- اوعى تكوني خايفة.
- انا مبخافش من حد هخاف منك ليه.
هتفت بها في ثقة و تابعت :
- ثم انا متدربة كويس و مش صعب عليا اغلب اي حد.
ابتسم و نزع سترته ليبقى بالفانلة فقط و عضلات صدره و كتفيه بارزة بشدة اشاحت سارة رأسها سريعا و الحمرة بدأت تتسلل لوجنتيها لاحظ الاخر خجلها فابتسم باتساع قائلا :
- متقللش من قيمة عدوك عشان متتفاجأش من قوته و تخسر....مش ده كلامك.
اشار لها بيده هامسا :
- يلا.
رمقته بتحدي و هاجمته استطاع صد ضربتها الاولى لكنها فاجأته على غفلة بركلة عنيفة في بطنه جعلته يتأوه بألم ، هاجمته للمرة الثانية و استطاع صدها مر وقت طويل وهما يتقاتلان حتى استطاع جاسر تقييد يديها لفها ليصطدم ظهرها بصدره الصلب و يده تمسك كلتا يديها بقوة كي لا تستطيع تحريرهما ، اخفض رأسه لأذنها و تمتم ببحة رجولية مغرية :
- برافو يا سارة قوتك الجسدية ممتازة ياريت لو قدرتي تضربي كده لما كنتي مع جلال مش اجي الاقيكي فاقدة وعيك.
سارة بحنق وهي تحاول ابعاده :
- متنساش انه غافلني و رجالته هجمت عليا من ورا و خدروني...غير كده كنت قتلتهم كلهم و حتى انت كنت هغلبك بس اااا اه انت غشيت.
جاسر بضحكة وهو يهمس :
- تعجبني ثقتك فنفسك يا قطتي اللي مبتعترفيش بالهزيمة ، تغيرت نبرته للحدة وهو يتابع بنبرة اخافتها قليلا :
- من الاخر مش عايز اجي الاقيكي واقفة مع اللي اسمه عصام و الضحك بصوت عالي ياريت مسمعوش تاني عشان انا بتعصب بسرعة وده مش لمصلحتك فاهمة.
عقدت حاجبيها بتعجب و دهشة رفعت رأسها له فابتعد عنها ، التفت له و قالت باستغراب :
- انا مش فاهمة انت بتقول ايه.
غمغم بهدوء وهو يرتدي سترته :
- مش مهم تفهمي المهم تنفذي كلام مع عصام ممنوع و الاحسن متطلعيش من الفيلا تاني.
عقدت ذراعيها امام صدرها و قالت باستنكار :
- و انا هتدرب ازاي ؟!
اجابها بسخرية واضحة :
- لا انتي مش محتاجة لتدريب خالص ده انتي اقوى مني و كنتي هتغلبيني بس انا غشيت.
- بتتريق عليا يعني ؟!!
- اعتبريها زي مانتي عايزة....تصبحين على خير ايتها الشرسة.
غادر و صوت قهقهاته تصلها فضربت بقدمها على الارض و صرخت بغيظ :
- عااااا رخم و مستفز.
صعد جاسر لغرفته و اخرج زجاجة الخمر من الدرج جلس على سريره و اخذ صورة ورد نظر لها و تحدث بدموع :
- ورد انا مش عارف ايه اللي بيحصلي ده حاسس بحاجات مدايقاني اوي انا بحبك و هفضل احبك طول حياتي و معنديش مانع اعيش على ذكرياتك حتى لو كانت بتوجعني انا مواقف مش عايز افكر غير فيكي انتي يا وردتي انا....انا مش عايز انساكي انا بحبك.
ضم الصورة لصدره و همس :
- الوقت بيعدي بسرعة و شوقي ليكي بيزيد ياااه قد ايه انا بتعذب فغيابك وحشتيني اووي.
ظل على هذه الحالة حتى سمع طرقا على الباب نظر له وجد سارة تدخل ببطئ ، وقفت امامه و قالت بتوتر :
- احم ااا...انا كنت عايزة اطلب منك حاجة.
لم يستطع جاسر لمحها جيدا فلقد كانت الرؤية مشوشة وقف وهو يحاول التوازن و اردف بصوت اجش :
- تطلبي ايه.
- احم انا رنيت على لين وو طلبت مني اروحلها مم...ممكن.
ابتسم جاسر و سرعان ماشهقت سارة بصدمة عندما سحبها من خصرها بقوة لتلتصق في صدره رفعت رأسه و حدجته بنظرات متوجسة فقال بصوت غير مسموع :
- تروحيلها ليه.
احمر وجهها بشدة و ردت بارتباك :
- عشان انا....هو الصراحة يعني...
لم تستطع اكمال ما تقوله بسبب الضغط فخيل له ان زوجته تقف امامه و قال بصوت مبحوح :
- تعرفي اني بحبك لما تكوني مكسوفة كده.
دقت نبضات قلبها بعنف و حدثت نفسها :
- ماله ده اتجنن ولا ايه الحق عليا مكنش لازم اكلمه وهو سكران.
مرر جاسر يده على وجهها برقة و تابع بحزن :
- ليه عايزة تسيبيني و تروحي مش كفاية الفترة اللي اتعذبت فيها بسبب غيابك...متسيبنيش انا بحبك.
و للمرة الثانية تنصدم مما تسمعه دفعته من صدره لتبعده لكنها لم تستطع بينما اكمل الاخر وهو يرى وجه ورد متجسدا فيها :
- ههههه مش هسيبك تبعدي تاني متحاوليش....اخفض رأسه و طبع قبلة رقيقة على وجنتها شهقت بذهول لتقول بحدة :
- ابعد عني انت اتجننت !!
- هششش ، قبلها مجددا ولوهلة اغمضت عيناها وهي تشعر بأحاسيس غريبة تسيطر عليها احاسيس لم تعشها من قبل فأغمضت عيناها بقوة...
في حين كان جاسر يقترب من شفتيها لكنه فجأة عاد لرشده و ابتعد عنها بصدمة وهو يصرخ :
- انتي....انتي مش ورد.
فتحت عيناها بذهول قائلة :
- ورد !! انت كنت شايفني ورد !!
ازداد غضبه و امسك كتفيها و هدر بعصبية عارمة :
- انتي مين اداكي الحق تدخلي اوضتي !! الاوضة ديه كانت لورد و هتفضل ليها انتي ازاااي تدخلي و ليه كنتي قريبة مني...افهمي انتي ولا حاجة بالنسبالي ولو كنت قربت منك دلوقتي فلأني كنت شايف وشها فيكي انتي اا...
لم يكمل كلامه لأنها صدمته بصفعة قوية على وجهه وهي تصرخ به ايضا :
- انت حيوان و زبالة ازاي تكلمني بالطريقة ديه كأني خدامتك و بعدين انت لو مكنتش**** مكنش القدر بعد مراتك و بنتك عنك...تستاهل كل اللي بيجرالك انا بكرهك يا جاسر.
مسحت دموعها الغزيرة و ركضت خارج الغرفة تاركة اياه واقفا بصدمة نزلت لغرفتها و رمت بجسدها على السرير وهي تجهش بالبكاء و تتذكر كلماته الجارحة....كيف استطاع ان يكون قاسيا هكذا لكنها المخطئة نعم فهي كلما تضعف يأتي احدهم ليجرحها مثلما فعل هذا الابله الان....
نهضت جالسة و اخذت هاتفها بعثت رسالة للين تعتذر فيها عن الذهاب اليها ثم ذهبت لتقف في في الشرفة....
