اخر الروايات

رواية رد قلبي الفصل السابع والعشرين 27 بقلم وسام اسامة

رواية رد قلبي الفصل السابع والعشرين 27 بقلم وسام اسامة 


  

رواية رُد قلبي
الحلقة السابع والعشرون "صراحة وقحة"
.....................................
بدأ وقت الإحتفال والذي كان أكثر وأكبر من العادي
توقعت ريشة أن يكون عقد قران يضم العائلتين
ولكن تفاجئت من العدد المهوول الذي يضم رجال ونساء من الطبقة الرفيعة

كانت تجلس في المكان المخصص للعروسين تنظر لجدتها التي تتحدث مع أشخاص لا تعرفهم ولكن أخبرتها جدتها انهم عائلتها..ولكن اين كانوا تلك العائلة عندما كانت وحيدة تعمل خادمة !

ولكن لم تُبد مافكرت به لتستقبلهم بإبتسامة رغم حرجها من صخبهم وسط الحفل الراقي
إبتهجت ملامحها عندما رأت كامل يتجه لها مُباركًا..
-مبروك ياحبيبتي ربنا يسعدك

حدقت في ملامحه المُتعبة والتي لاحظتها عصرًا عندما كانت في منزله لتوقع أوراق لا تدري ماهيتها
لتقول بقلق...
-الله يبارك فيك يارب..طب اقعد ارتاح شكلك تعبان

إبتسم بوهن ليقول..
-يتكتب الكتاب وهرتاح..امال عريس فين

أشارت الى مكان شريف وهو يقف مع والده وبعض الرجال لتقول..
-اهو واقف هناك
همهم ليقول..
-طيب هروحله عشان عايزه في كلمتين..اه صحيح غزال وعُبيده جايين يبركولك أهم

تركها كامل واتجه حيث يقف شريف..بينما ريشة حدقت بغزال وعُبيده ليُقدم عُبيده عُلبة أنيقة ويقول باسمًا بلطف..
-ألف مبروك ياريشة ربنا يسعدك

إبتسم برقة قائلة..
-الله يبارك فيك

لتنظر لغزال الصامتة وتحدق بها بغرابة لتُعانقها قائلة...
-مبروك ياريشة ربنا يسعدك..على الله تعرفي تحافظي عليه وميطيرش من ايدك..مش هتعرفي تعوضي واقعة زي دي

انكمشت ملامح ريشة فورًا..ولكن تماسكت لتبتعد عنها قائلة بخفوت..
-الله يبارك فيكي

ثم إبتعدت لينظر عُبيدة لغزال بحدة ويقول..
-انتي قولتيلها ايه خلاها تكشر كدا

حركت كتفيها ببساطة قائلة..
-مقولتش حاجة باركتلها بس

زمجر بخفوت ليُتمتم..
-غزال سمتيها بكلام ايه تاني

نظرت غزال حولها لتقول..
-يعني دا وقت ولا مكان تكلمني فيه كدا ياعبيده

تنهد عُبيده بعصبية ليقول..
-اتفضلي تعالى معايا برا

سارت معه للخارج بصمت ليقف بعيدًا عن الصخب ليقول بهدوء عكس نظراته الحادة..
-انتي بتعملي ايه بالظبط..

رفعت كتفيها لتقول ببرود..
-بعمل ايه..قصدك عشان مبتكلمش معاك
فـ دا بسبب اسلوبك معايا الصبح وانك مقصر في حقي

تمالك أعصابه بصعوبة ليقول بعصبية..
-انا مبتكلمش على بتكلميني او لا
انا بقول على كلامك السم الي بتوزيعيه على الي حواليكي..الصبح غلطي في الكلام معايا..من شوية والحج كامل بيقولك قومي سلمي على ريشة رديتي بقلة ذوق..ودلوقتي قولتي للبنت حاجة خليتي وشها كشر..انتي بتعملي ايه !

كتفت يدها لتقول بحنق..
-بتخاف على شعور الكل إلا شعوري أنا
هامك بابا وريشة ومش هامك زعلي من الصبح

مسح عُبيده على وجهه بقوة ليقول ناظرًا لفستانها الذي يضيق على خصرها بمبالغة..
-وايه الزفت الي انتي لابساه دا..نبهت عليكي مليون مره بلاش حاجة مُلفته وانتي بردو مبتسمعيش الكلام

-لا انت بتلكك على فكرة..وفجأة بقيت مش عجباك وفجأة بقا كلامي سم..انت عايز ايه بالظبط

حدق بها عُبيده للحظات قبل أن يقول..
-يعني انتي مش شايفة نفسك غلطانة خالص !

هزت كتفها بميوعة قائلة بعناد..
-لا مش غلطانة وانت المفروض تراضيني
انت الي غلطان

عض على شفتيه بعصبية قبل أن يخلع خاتمه ويجذب يدها بقوة ليضع بها الخاتم ويقول بجمود..
-طباعك متناسبنيش..كل شيئ نصيب5

ثم تركها وسار خارج حدود الحفل لتظل واقفة تُحدق بالخاتم بعدم إستيعاب..تنظر لظهره وهو يبتعد وتنظر للخاتم..وعقلها يخبرها أن لا بأس سيعود مُعتذرًا
ورغم ذالك طرفت الدموع عيناها..لتزداد حقد وبغض لريشة دون اي اسباب4

***
إنتهى الإحتفال بعد وقتٍ طويل..ودعت الجميع عند السُلم الداخلي للقصر..لتصعد الى جناح شَريف ومسكنهم في قصر آل صياد..ولكن قبل أن تُكمل الصعود أوقفتها تقى لتقول دامعة...
-ابني دلوقتي مسؤليتك ياريشة..مسؤليتك تهتمي بيه وتسعديه ويكون من أولوياتك1

دمعت ريشة بعذاب وهي تود لو تقول بإختناق..
"وانا من سيتولى مسرليتي وإسعادي"
ولكن هزت رأسها كي لا تتحدث وتحرجها غصة حلقها

ليقترب منها أدم ويعانقها لثوان ويُقبل مفرق شعرها
قائلا بهدوء جاد كما عادته..
-ربنا يوفقكم وتكونوا سند لبعض..ألف مبروك

زادت دموعها لتُحدق به مُمتنة وتود لو ترتمي في أحضانه وتبكي..فا عناقة لها الذي لم يُكمل دقيقة كان ابوي ليُفجر مشاعر اليُتم داخلها..وحينما لاحظ تلك الدموع دنى منها هامسًا...
-متخافيش انتي وسط أهلك..بلاش نظرة اليُتم دي
ابقي بصيها على قبري ياريشة لما أموت6

هتفت سريعًا بصوتٍ باكِ..
-بعد الشر على حضرتك يابابا..ربنا يخليك لينا

إبتسم برضا حينما قالت "بابا" بينما شَريف مدهوش وتقى تحدق بزوجها بمحبة وتقدير لتهمس..
-سيب العرسان يطلعوا يرتاحوا بقا

همهم وابتعد وكادت ريشة تصعد لتكون بمحاذاة السُلم..لتنظر لأدم قائلة بدعاء..
-ترجع من السفر بالسلامة يابابا

لم يرد وإبتسم لها وهز رأسه ردًا على دعائها..بينما تقى حدقت بوجهه بفزع وعذاب لتميل رأسها وتهمس بإختناق..
-متسافرش

تجاهل أدم همستها واتجه لغرفة مكتبه..بينما وصلوا شَريف وريشة الى جناحهم الخاص ودلفوا..ليتجه شَريف الى الحمام ليُغير ملابسه بصمت

وريشة تطلع حولها بخوف وترقب قبل أن تتجه لغرفة الملابس وتجذب ملابس ساترة ترتديها عوضًا عن ذاك الرداء الحريري الموضوع على الفراش

ظلت في غرفة الملابس لبعض الوقت وي تقف أمام المرآة وتُزيل زينة وجهها بأصابع مُرتجفة..وقلبها يخفق بحدة وخوف..أكملت مايقارب الساعة بالداخل

لتحسم أمرها وتخرج وتخبره بكل مايعتمر داخلها
خرجت لتجده نائم على الفراش ويحدق بالسقف
مسدت ريشة على رقبتها بتردد وهي تنظر للفراش تارة وللأرض تارة..ولذاك المُتسطح على الفراش بلا مُبالاة وراحة...لاحظ حيرتها ليبتسم هازئًا...
-متقوليش عايزة تنامي على الأرض

تعلثمت لتقول بخفوت..
-اممم لا مين قال كدا !

همهم ليقف من الفراش مُتجهًا لها ليدور حولها بعبث مُتمتمًا...
-بصيتي على السرير لاقتيني نايم عليه..فا بشكل تلقائي دورتي على كنبة في الأوضة عشان تنامي عليها فاأحس بنخوة وشهامة واخليكي تنامي على السرير وضهري يتكسر من نومة الكنبة

زاد إرتباكها خاصة عندما شعرت أنه قرأ أفكارها لتقول..
-لا انا انا..

تابع حديثه وهو يحك حاجبه بتفكير..
-ومستنية اقولك نعيش اخوات عشان انا اتجوزتك لسبب وانتي اتجوزتيني لسبب فا السبب دا يزول عشان نتطلق صح !

توهج وجهها وباتت تشعر بلإختناق لتهمس..
-مش بالظبط..

إبتسم ساخًرا ودار حولها مره أخرى..
-وطبعًا بالشكل دا مش هنعيش حياة طبيعية
لأننا هنكون بنمثل إننا أزواج قدام الناس واحنا مش كدا

كادت تتحدث ليجذبها له بقوة ناعمة ويهمس أمام وجهها بحزم وإصرار...
-كلام الروايات دا مش عندي..حياتنا هتكون طبيعية وهتمشي زي ماانا عايز..وانتي مراتي وانا جوزك شرعًا وقانونًا ياريشة..فاهمة

كانت ترتعش بين يداه كالريشة في مهب الريح لتحرك رأسها ببطئ خائفة..ليبتسم برضى ليقول..
-ايوة كدا..خليكي عاقلة ياريشة واعرفي ان الحياة مش لعبة..انا اختارتك وانتي وافقتي وبس كدا..هنكون مُتفاهمين ومُناسبين لبعض

لا تعلم لِما دمعت عيناها بحزن لتهمس بصوت مُتقطع..
-طب والحب

حدق بها بهدوء وهو يُداعب غرتها الرقيقة ليقول بصراحة شديدة ودون حرج..
-مش لازم حب ياريشة..كفاية اننا نناسب بعض ونتفاهم
وأظن بعد تجربتك الفاشلة في الحب متكرريش غلطك في الفشل3

تكونت غصة في حلقها لتحرك رأسها بإيجاب ودموعها تزيد وتهدد بالنزول وفضح ضعفها أمام شَريف..ليدنو منها ويمسد على وجنتها ويُعانقها برفق رغم قوة قبضته حولها
لتتأكد من نواياه لإتمام هذا الزواج

إبتعدت بملامح فزعة وقد ارتجف بدنها برفض قد استشعره بسهولة بسبب ردة فعلها العنيفة في الإبتعاد لتهمس بإنفاس غير منتظمة..
-انا عايزة انام

ألتقت جملتها وفرت الى الفراش لتنام على الجانب الأيمن وتدثر بالشرشف كي لا يظهر منها شيئ لعيناها الوقحة
بينما هو تأفأف وهز كتفيه بلا مبالاة واتجه الى الجانب الأخر ليرتمي عليه متنهدًا2

حدق بالسقف لمدة غير مُدرك أن النائمة جواره ترتعش خوفًا..وعيناها تحرقها بالدموع المكتومة..وعقلها يصرخ بها ينعتها بالغبية لقبولها بالزواج منه

فكرت بحزن ان شَريف شخص واقعي للغاية..لا مكان عنده للخيال أو العاطفة..عقلة يقوده نحو الجدية والتمرد
عاطفته تنتهي عند قدمي والدته تقى وأخواته الفتيات
ما دون ذالك يبدأ بالتعامل بالجدية والواقعية وصراحته الوقحة مثله

فرت شهقة باكية من فمها لتكتمها بيدها سريعًا وتغمض عيناها بقوة..عليها الثبات والبُعد عن الضعف..يكفيها ضعف وبُكاء أمامه..ستحاول ضبط نفسها وإنفعالاتها..لن تبقى تلك الضعيفة

الوسادة لم تُقصر معها في إستيعاب الدموع والحزن
لتترك الأمر لوسادتها ليلًا..وتتماسك صباحًا
لقنت نفسها تلك الكلمات بعزم وإصرار..ولازالت عيناها تأبى النوم جوار الغريب..تخاف الغدر منه

بينما الأخر ذهب في عالم آخر حالما أغمض عيناه
تركها في بكائها واختار أن ينام ليُبعد عنها الفزع
لتنام مُطمئنة انه نائم ولا نوايا خبيثة او دنيئة في نفسه ليفعلها1

***
كان شارد الذهن وهو يحدق بالأوراق أمامه..شارد في تبعات قراره بالسفر..وشارد في ردة فعلها الجارحة
وشارد بسنوات مرت وهو يعطي دون طلب..وحينما أراد أن يطلب تفاجئ بإجابتها

تنهد ينفض الحزن عنه وهو يخبر نفسه انه كبر في العمر..ماالجدوى من حديث القلب..عليه أن يتجاهل تلك المشاعر وينظر لعمره..هو كبر لم يعد بالقوة السابقة..حتى أن وسامته لا تُنافس شباب اليوم

تغضن جبينه ولأول مره في سنوات عمره يشعر بعدم الثقة في نفسه..وأن الكبر جعل منه رجل عادي لا يبعث الحب في القلب..رغم أن ردة فعل من حوله لا تقول ذالك..لازال الحسنوات يتغنين بقوته وحسنة

لازال صاحب كلمة قوية في وسطه
لازال أدم الصياد المعروف بهيبته..يرى ذالك بعين الجميع وتصرفاتهم..ولكن زوحته تقى

تصرفاتها باتت تُشعره أنه عجوز مُمل تسأم صحبته
أو رجل نفذت العجائب من جُعبته وماعاد يُبهرها
باتت ترى راحتها مع أولادها وأصدقائها..أما هو فلا

سمع رنين هاتفه يعلوا..لينظر الى الرقم لثوان قبل أن يُجيب...
-ايوه ياعمار

-ألف ألف مبروك ياأدم

إبتسم ليقول..
-الله يبارك فيك يارب

تعجب عمار من نبرة صديقة ليقول بقلق..
-اكيد زعلان عشان محضرتش..انت عارفة ان منة بتعمل العمليات و

قاطعة أدم بهدوء..
-لالا انا عارف الي عندك..ألف سلامة عليها وبإذن الله تتحسن وتطمن عليها

-مالك طيب ياأدم..انا عارف صوتك كويس وانت كدا
حصل ايه الولاد كويسين

همهم أدم بإيجاب ولأول مره يشعر بإنقباضة صدره ويرغب بالبوح لأحد غيرها..لأول مره يشعر بأنه يحتاج لصديق يُخبره بما يؤلمه..ليقول بصوت شارد..
-محتاج اتكلم ياعمار انت فاضي
صمت عمار ليبتسم دون مرح ليقول..
-انا مستني اسمعك بقالي أكتر من ٣٦سنة هاجي دلوقتي وأكون مش فاضي !
تعالى ياأدم انا قاعد في كافية قدام المستشفي..اه قهوته وحشة بس بيفتح لحد الصبح..تعالى ان مستنيك

همهم أدم ليغلق ويتجه لصديقة يُفرغ أفكاره السلبيه عنده ويُريح صدره قليلًا بالحديث والبوح
وبالفعل خرج من مكتبه ليجد القصر صامت ومُظلم لم يستطع أن يبتسم بسخرية حتى..كالعادة تركته ونأت بنفسها مُحتفظة بقرارها

بينما تقى كانت جالسة في غرفتها تبكي وجوارها مريم تواسيها قائلة..
-طب فهميني بتعيطي ليه ياتقى..ماقولتلك هيسافر اسبوعين وراجع فين المشكلة !

تحدثت تقى بإنهيار قائلة..
-المشكلة اني بخسره..بعد كل الحب دا بدأت اخسره
وهو مش مساعدني خالص..بيحطني في اختيارات ومقارنات..وانا تعبت

صمتت مريم تحاول فك رموز كلماتها لتقول..
-حصل ايه تاني انا مش فاهمة حاجة

مسحت دموعها لتقول بضعف..
-قالي ان في حل واحد انه ميسافرش..قالي نروح نقعد في شقة جدتي معاه هناك واسيب الولاد هنا في القصر

رفعت مريم حاجبيها لتقول..
-و ايه تاني

-قولتله لا عشان الولاد..ولسه بكمل لاقيته قالي انسي الموضوع..ومن ساعتها بوجهله اي كلام مبيردش

همهمت مريم لتقول ساخرة..
-اقل واجب والله كويس انه مقالكيش كلمتين يفوقوكي..دا رد ياتقى !

-انا مقدرش اسيب الولاد لوحدهم يامريم هيعملوا ايه من غيري!

تجعد وجه مريم بعصبية لتقول..
-ولاد مين دول..قصدك سيدرا الي عندها ٢٩ او تلاتين سنة..ولا جودي القرشانة بنتك الي عندها ٢٧سنه
ولا شَريف الي خلاص اتجوز..ايه الأوڤر بتاعك دا بجد

ردت تقى بخفوت..
-أوڤر !

-اه أوڤر دا انا وجواد بنسافر وبنسيبهم من لما كان عندهم ١٩سنة تقريبًا..بصراحة ياتقى انتي بقيتي غريبة اوي

إرتبكت تقى لتتنهد وتقول..
-طب أعمل ايه طيب

رفعت مريم كتفيها لتقول..
-شايفة انك لو عايزاه مايسافرش تروحي معاه مكان ماهو عايز..طالما بتحبيه وبتخافي على زعله
ولادك مبقوش صغيرين كلهم شافوا حياتهم

لتتنهد مُستسلمة وتقول..
-اه مبتفقش مع أدم وشايفة أن لسانه لا يُحتمل
بس من الظلم انك تقابلي حبه بإهمال اثبتي حُبك بأفعالك

صمتت تقى غير مُقتنعة بحديثها وتركها لأولادها
لتحرك رأسها بإيجاب لتقف مريم قائلة..
-انا هروح انام بقا عشان السفر الصبح..تصبحي على خير ياتقى3

همهمت تقى بشرود..
-وانتي من أهله



الثامن والعشرين من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close