رواية رد قلبي الفصل الثالث والعشرين 23 بقلم وسام اسامة
رواية رُدقلبي
الحلقة الثالثة والعشرون
" شعور متناقض"
.................................
تجمعت العائلة في يومهم المعتاد للتجمع يوم الجمعة في منزل رجال العائلة..وكان التجمع هذة المرة عند جلال..ليأتي ناجي ومحمد وإسماعيل وشقيقاتهم وأزوجهم
وايضا شباب العائلة..رامي ورجاء وهالة وخالد
وبالطبع سارة وفاتح..ولأول مرة منذ خطبتهم يذهبوا لذاك التجمع مُتفقين..ولكن ندمت سارة علي قرارها بأن تذهب معه حالما رأت نظرات رجاء ووالدتها وهالة
كان الحقد يقفز من أعينهن وخاصة رجاء التي لم تمنع ملامحها الكارهه من الظهور
كادت تلتفت وتخرج من المنزل إلا انها شعرت بيد فاتح تعانق يدها هامسا...
-رايحة فين
نظرت له سارة بملامح متوترة ونظرت لرجاء من جديد وهي تخشى ان تفتعل معها شجار..ولكن فاتح لم يفهم أشارتها وسار بها حيث الشباب ليُلقي تحيته
ليجيبه رامي وخالد بينما هالة ورجاء تجاهلوه كُليا..
ليقول خالد مازحًا ...
-العريس المفقود..سارة خطفتك فين
انكمشت سارة في مقعدها وهي تُهيئ نفسها لجرعة التنمر التي اعتادتها منهم..ليقول فاتح
-لا مخطفتنيش انا الي خطفتها
تحدثت رجاء بحقد واضح...
-لا لو علي الخطف فا دي لعبتها..سارة معروفه بخطف الرجالة تقريبا
تحدث خالد بسخرية...
-علي الهااادي..وهاا قد بدأ العرض
تمالكت سارة أعصابها وكادت ترد ولكن قبض فاتح علي كفها وتجاهل كلمات رجاء لينظر لرامي قائلا...
-عمتي أمنية عاملة ايه يارامي سمعت انها تعبانة
تحدث رامي الصامت علي غير عادته..
-الحمدلله بقت كويسة..بس مقدرتش تيجي معانا
همهم فاتح داعيًا..
-ان شاء الله ديما تكون بخير..وصلها سلامي يارامي
حرك رامي رأسه بشرود وظل علي صمته
لتقول هالة بسخرية..
-طمنينا عليكي ياعروسة..ساكتة ليه
اوعي تكوني مكسوفة
كتمت سارة حنقها من تلك الثُعبانة التابعة للرجاء
لتبتسم إبتسامة صفراء وتُمسك بمرفق فاتح قائلة..
-انا زي الفل ياهالة..طلعت الخطوبة حلوة جدا
ولا ايه يافاتح !
إبتسم فاتح علي مقصدها في إغاظة رجاء بواسطة الرد علي هاجر ليقول..
-صح جدا
فلتت شهقة حزينة من رجاء وهي تطالعهم بغضب
لتقف سريعا تخرج من الغرفة تحت نظراتهم..لتنقلب نظرات سارة لشفقة عليها..ولكن فاجئتها رجاء عندما رجعت لتقف أمامها وترفع يدها عاليًا تصفعها بكل ماتم من قوة هاتفة بحقد...
-ياخطافة الرجالة ياحقيرة...انا هوريكي
انتفض فاتح ورامي سريعًا عقب تلك الصفعة..بينما التفت وجه سارة للجهة الأخري بصدمة ليصرخ فاتح بغضب...
-رجاااء
ليهتف رامي بحدة لرجاء المُنفعلة وهالة التي تُمسك بيدها تُساندها....
-انتي اتجننتي ازاي تمدي ايدك عليها
وايه خطافة رجالة دي ..ايه التخلف دا
كانت رجاء في أشد حالاتها جنونًا...
-ااااه مالازم تدافعلها ياسي رامي..مامرات ابوك خطافة رجالة زيها بالظبط..بس امنية هانم خطفت الأب وابنه1
شهقت هالة..بينما حدق اليها رامي بعدم فهم ليقول بحدة..
-ايه الهبل دا ازاي تتكلمي علي امي كدا
-مش لما تكون امك الأول
صُدم الجميع وأتي كِبار العائلة ليسمع ناجي آخر ماتفوهت به رجاء ليهتف بحدة..
-رجاء
إلتفتت صارخة بهم بجنون..
-محدش يقول رجاء..كلكم سكتوا لما فاتح كتب كتابة علي خطافة الرجالة وكلكم عارفين اننا كنا بنحب بعض وكان هيتجوزني..وباركتولهم ولا كإن الزفتة دي مكتوبة علي اسمه..فاتح كان حقي انا..وطالما انتوا مجبتوليش حقي انا هطربقها علي دماغكم كلكم
ليصرخ بها أباها إسماعيل بقوة..
-اخرسي يارجاء واكتمي بوقك دا
صرخت بقوة أكبر حتي بح صوتها..
-لا مش هسكت..انا هندمكم كلكم
لتنظر لرامي ساخرة..
-ياحرام رامي الي فاكر ان امنية خطافة الرجالة امه
-وكلنا عارفين ان ابن طنط بدر..وهو الوحيد المُغفل الي فينا ومش عارف حاجة
شهق الجميع وإقترب منها والدها ليصفعها ولكن فلتت منه سريعًا ناظرة لخالد...
-وانتا ياخالد يالي ماسكلي في ست رهف بتاعتك
امك وابوك مخططين يجوزوك هالة لما تخلص جيشك
هالة الي ماشية مع رامي اصلا
شهقت هالة وشحب وجهها وكذالك خالد الذي استنكر حديثها ونظر لأباه بإتهام..ليصرخ اسماعيل بغضب...
-رجاء قسمابالله ماهرحمك
لتهتف والدتها بقلق..
-ماخلاص بقا يابنتي يلا نمشي
بكت رجاء هاتفة بحدة...
-لا لسه موصلناش لست الحُسن..العيلة الي مكملتش ١٩سنة وخطفت راجل اكبر منها بعشر سنين بحالهم
الي كنا بنقول عليها مسترجلة وبتجري ورا الهبل
طلعت ماية من تحت تبن وطلعت بتلف الرجالة حوالين صوابعها2
نظر محمد لإسماعيل هاتفا...
-لم بنتك يااسماعيل انا ساكت عشان خاطرك
اتجه اسماعيل لرجاء وجذبها بقوة قائلا..
-انا هعرف اربي بنتي..تصبحوا علي خير
لتتبعه زوجتة بخوف..وليتجه محمد لسارة الباكية ياخذها تحت ذراعه ويخرج من الغرفة..ليتبعهم الجميع ليتبقي رمي وناجي فقط..وكلاهما صامتين شاحبين..
ليقول رامي ببطئ..
-ايه معني الكلام دا
تنهد ناجي بتعب وقلق..
-رامي افهم بس...انا مرضيتش اقولك عشان خاطر امنية متتجرحش بس فعلا انتا إبن بدر
زاد شحوب الأخر وقبض علي يده هامسًا بهدوء غريب..
-بدر دي الي انتا بتخون ماما معاها ومسميها علي موبيلك بدر البدور!
همهم ناجي موضحًا..
-انا مبخونهاش..بدر مراتي وامك
امنية ربتك لما اتطلقنا انا وبدر..وانا اتمسكت بيك وفضلت معايا وبدر سافرت بره..واتجوزت امنية وكانتلك الأم...بصراحة عاملتك احسن ماكانت هتعامل ولادها..بس بردو انتا إبن بدر..امك كانت عايزن تشوفك من أول مانزلت مصر..بس انا مقولتلكش عشان عارف ان امنية هتتأثر وانتا كمان كنت صغير ومش هتستوعب الموضوع..حقك تزعل بس فعلا الموضوع اصعب من انه يتبرر ..امك عايزة تشو..
قاطعة رامي وهو يسير نحو باب الغرفة...
-اتأخرنا علي امي..أمنية..انا مروح اتعشى معاها عشان متتعشاش لوحدها
وخرج بصمت غريب جعل ناجي يتطلع الي اثره بدهشة واستنكار..ماتلك ردة الفعل العجيبة..لم يهتم بسيرة بدر
لم يسأل عنها..وكل ماكان يُشغل حديثة أمنية
لقد ظن ان أمر مواجهة رامي صعب..ولكنه بات غريب أكثر
بينما كان محمد يضع بعض الثلج علي وجنة سارة وقد طُبعت انامل رجاء عليها من شدة الصفعة
كانت دموعها تتوالي وقد جُرحت كرامتها وقلبها في آن واحد..وصمت فاتح لم يُساعدها ابدا
بل شعرت بالبغض نحوه لأنه لم يُدافع عنها مُطلقا
بل صمت..وكأن ماتقوله رجاء صحيح وأنها سرقته بالفعل
كان فاتح يقف خلف أباها ويطالعها بصمت
وقد التقط نظراتها المُتهمة الكارهة في الحال
ليتنهد بثقل وينظر لوجنتها بغضب من رجاء
وحسم أمره بأخذ حق الصغيرة من الأخري
سارة لا تستحق الأذى ابدا
***
بدأت أجواء خطبة جودي وصالح في هدوء ورُقي جميلان..كما ان جودي في ثوبها الأبيض البسيط وحجابها الأزرق الداكن مع حُسنها وصالح ببذلته الرسمية وملامحه الجذابة الخشنة كانا يُشكلان ثُنائي رائع وراقي
كان جميع العاملين لدي صالح وزُملاء جودي ايضًا
والأقارب والأصدقاء..حتي أن جواد وزوجتة مريم وإبنتهم ماريانا وشقيقها التوأم مُراد قد حضروا صباح اليوم ليحضروا خطبتها
الجميع كان هانئ ومُنسجم فيما عدا أربع أشخاص
تقى التي تقف جوار إبنتها بإبتسامة زائفة وعيون دامعة من الحزن..وريشة التي تقف في ركن بعيد تُتابع تلك الأجواء الغريبة عليها كُليا وتشعر بالوحشة معهم
وسيدرا الواجمة التي تجلس جوار والدها وتكتم حزنها بصعوبة بسبب سفر والدها صباح الغد
وتلك العيون التي تقف علي بُعد تطالع صالح بصمت
لا تدري مالذي اتى بها في هذا الوقت
ولكنها أرادت ان تُهنة لخطبته وتُريه أنها قوية..عادت بعد إنكسارها..رغم عدم إلتأمها بعد إلا انها أرادت الحضور اليوم لأجله تحديدًا
كان صالح يُصافح المُهنئين ببسمته الدبلوماسية
وشعور الثقل لم يغادره..رغم تلك الجميلة التي تقف جواره في أبهى صورها إلا انه يشعر بفراغ داخلة1
ولكن ثقل تنفسه وهو يراها تقف أمامه..تقف بثقة وبسمتها الرائعة وكفها الأبيض ممدود له وينتظر أن يضم كفه لينقل له لعنتها..كانت هى
ليلة بكامل بهائها وجمالها..ولكن ليست تلك الليلة الغائمة الحزينة..كانت ليلة رائعة مليئة بالنجوم والقوة..ليلة برياح هادية جميلة..لتقول تنتشله من صدمته وتأمله لها...
-الف مبروك ياباشمهندس صالح
همس صالح بصوت أجش مثقول..
-ليلة
كانت همسته غريبة جعلت جودي تنتبه لتلك النبرة وتنظر لتلك الفاتنة التي تمد يدها الي صالح ولازال صالح لم يصافحها..ولكي لا تحرجها أكثر من ذالك
صافحتها هي ببشاشة قائلة..
-ليلة ازيك
ازاحت ليلة عيناها من تواصلها مع عيناي صالح لتبتسم بهدوء...
-الف مبروك ياأنسة جودي..فرحتلك جدا
تستاهلي كل خير
-الله يبارك فيكي يارب عقبالك
همهمت ليلة شاكرة وسحبت يدها منها لتُمسك بحقيبتها وتفتحها وتخرج عُلبتين إحداهما سوداء والاخرى بيضاء..لتمد يدها بالبيضاء لجودي قليلة..
-هدية صغيرة عشان خطوبتكم مبروك مرة تانية
اخذتها جودي شاكرة برقة..بينما نظرت ليلة الي صالح الذي لازال يحدق بها بشرود تائه باسمة..
-اتفضل دي هديتك
أخذها صالح وقد أجلى حنجرته ليقول..
-شكرًا
اهدته إبتسامة ناعمة وسارت من امامه تختفي بين الجموع..كاليلة جائت من الأحلام وتسربت من بين عيناه من جديد
كاد يلحق بها ولكن نظر جواره الي جودي وحدق بخاتم خطبتهم في إصبعه ليتذكر وضعه..ويتذكر عهده مع نفسه..في هذه اللحظة شعر انه مُكبل بأغلال قاسية وقلبه يطرق بعنف كلما تذكر طيف ليلة
شعر بإختناق ليُبعد ربطة عنقه قليلا وعيناه تبحث عنها وشيطانه يهتف..أذهب اليها والحق بها
اذهب اليها وعانقها وعبر عن شعورك المتناقض
عبر عن ذاك الشوق الذي يضرب قلبك
عبر عن ذاك الدفئ الذي يسري بأوردتك كلما رأيتها
اذهب ومُت بعيناها الرائعة..اذهب قبل ان تضيع من بين أناملك كالرمال الهاربة
وجزء من تعقله يُثبت قدماه بالأرض..إنتظر حتى أتي اصدقاء جودي ليُتمتم مستأذنًا ويتبع شيطانة ويسير باحثًا عن ليلة..يبحث وجزء منه يتمنى لو أنها تركت الحفل وذهب..وجزء أكبر يتمنى رؤيتها
لتستوقفه والدته قائلة بإبتسامة..
-رايح فين ياحبيبي
هتف صالح بعجالة..
-ثواني بس ياامي اشوف حاجة بس وهرج
وسار يُكمل بحثه عنها ليجدها بعد بحث دام لدقائق
تقف بعيدا عن الحفل وقد كانت تسير ذاهبة..ليهتف بنبرته الغريبة علي اذنه قبل اذنها..
-ليلة
وقفت فورا حينما سمعته..لتلتف اليه بدهشة ليقترب منها قائلا بإنفعال..
-كنتي فين !
ارتفع حاجبها بعدم فهم لتقول..
-نعم..كنت فين ازاي
-كنتي فين كل دا ياليلة اختفيتي فين
وراجعة دلوقتي ليه
شهقت بتعجب وهي تجذب غرتها بعيد عن عيناها لتقول..
-بتلومني اني جيت مخصوص من دبي عشان خطوبتك..ايه معني كلامك دا
زاد إنفعاله ليُمسك بمرفقها ويهزها بحدة..
-راجعة ليه ياليلة وجيتي ليه هنا
انتي عايزه مني ايه بالظبط فهميني
طريقة حديثه كانت غريبة وهمجية ومُشتتة لدرجة جعلتها في حيرة من امرها
إنفعلت هي الأخرى وحاولت تتملص منه..
-انا مش عايزة منك حاجة جيت أباركلك وبس
مظنش ان دا غلط ...وطالما وجودي مضايقك انا كدا كدا راجعة دبي بكرة
خفت قبضته علي يدها وهو ينظر اليها بتشتت والصراع داخله يرهقة وحديثها عن سفرها جعله يهتف بجفاف..
-فعلا وجودك مضايقني..وجودك قدامي دلوقتي مضايقني..متحاوليش تظهري قدامي تاني ياليلة
مش عايز اشوفك ولو صدفه
إبتلعت ليلة كبريائها وشمخت برأسها هاتفة بغضب..
-وانا كمان مش عايزه اشوفك..وندمانة اني جيت
ارجع لخطيبتك
وإلتفتت لتُغادر..ولكنه جذبها ليعانقها بقوة جعلتها تشهق بصدمة وتيبس جسدها المضموم لجسده
بينما صالح يحاوطها بقوة غريبة ووجهه مدفون في كتفها ويغمض عيناه بقوة..يعلم انه يُخطئ..ولكن ليكون العناق الأول والأخير لليلته
ولكن همستها المصدومة المتقطعة جعلته يُفلتها سريعا كالملسوع...
-ص..صالح
عاد لتعقله وثقل تنفسه ليمسح علي وجهه هاتفا بحدة وهو يدور حول نفسه..
-انا ايه الي بعمله دا
لينظر لتلك المشدوهة التي تنظر له بعدم استيعاب ليقول محاولا الهدوء
-امشي ياليلة امشي حالا
كانت مصدومة ومتوترة ولا تفهم اي شيئ
لا تفهم نظرته الغريبة او عناقه لها..كيف يجرؤ علي لمسها من الأساس لتهتف بحدة...
-انتا ازاي ت..
هتف بها بقوة اجفلتها وهو يدفعها لتبتعد...
-امشي ياليييلة امشي
دمعت عيناها بقهر والتفتت شبه راكضة بعيدًا عنه
بينما هو شعر بركلة حادة في قلبه ومسح علي خصلاته بقوة يشدها وقد تذكر جودي..خطيبة المتروكة علي بُعد امتار منه
ليستغفر الله ويلتفت يعود اليها ولكن تلك الواقفة خلفة تطالعه بنظرات مصدومة مستنكرة ومستحقرة ايضًا جعلته يُدرك كم الخطئ الذي ارتكبه في الحال
***
رجع رامي الي البيت ولم يستخدم مفتاحه هذة المره
بل طرق الباب بملامح خالية من اي تعبير
ليسمع خطواتها وتفتح له بملامحها الشاحبة
لتبتسم قائلة..
-نسيت مفتاحك تاني !1
همهم ودلف ليقول بهدوء لم تعتاده..
-لأ معايا
ليسير لداخل المنزل وتتبعه امنية لتقول..
-اتعشيت مع عمامك
هز رأسه نافيًا ليقول بعد صمت..
-هو انا مش شبهك ليه !
عقدت حاجبيها بعدم فهم..
-مش شبهي ازاي ..
تحدث وهو يكتم إنفعاله..
-ولا حاجة ..اتعشيتي !
ذهلت امنية في غرابته ولكن اودعتها أنه لربما تشاجر مع أباه لتقول...
-لا مليش نفس ياحبيبي..بس لو هتاكل هقعد معاك
وبالفعل حضرت الطعام سريعًا ودعته له
لتجلس ويجلس هو الأخر لتبدأ في وضع الطعام في صحنه كما إعتاد وهو يفكر في السنوات الماضية
مدى اعتنائها به خوفها عليه..محبتها له..دعواتها التي تُنقذه من البليِة ..ومن كل شر..امنية كانت أم حقيقية
ليقول ناظرًا لطبقة..
-انتي امي حتى لو مجبتنيش من بطنك
بس هفضل طول عمري عارف انك انتي امي
ولو الإنسان بيختار امه كنت هختارك بردو
صمت..وصمت..وصمت..حتي سمع شهقة باكية خرجت منها لينظر اليها ليجدها تكتم بكائها بصعوبة وتهمس بعذاب...
-انتا عرفت
كم ألمه قلبه حينما رأي الألم والعذاب علي وجهها
لم يكفيها ألم خيانة أباه..بل ومعرفته بالحقيقة
هز رأسه بإيجاب وعيناه تدمع والغصة تؤلم حلقه..
-اه عرفت
شهقت بقوه تبكي بإنهيار هامسة..
-كنت عارفة ان اليوم دا هيجي..بدر جت وخدت كل حاجة تاني..ابوك بيقتلني بيك
وقف رامي واتجه لها ليركع أمامها باكيًا هو الأخر ليقول بصوت مبحوح..
-امي متعيطيش انا ميفرقش معايا كل دا
انتي امي..الي ربتني وشالتني وخافت عليا كل السنين دي..انا معرفش أم غيرك..ولا عايز اعرف
صارت تحرك رأسها نافية وبكائها يزيد بجنون حتى بات صراخ عالٍ..ورامي بحاول تهدئتها ولكن امنية فقدت السيطرة تماما وبات الهذيان يلاحقها
وبدأ اكتئابها يبتلعها وكلما تألمت تصرخ أكثر بفزع وألم...ورامي يجلس أمامها يبكي كاطفل خائف ويحاول ان يعيدها لرشدها
ليدخل ناجي سريعًا ويرى امنية بتلك الحالة
وهي. تحرك رأسها وتبكي صارخة وهى بعالم أخر ليصرخ به رامي...
-كلم حد من المستشفي كلم الإسعاف بدأت تتشنج بسرعه
زاد فزع ناجي ليخرج هاتفة ويطلب عربة الإسعاف
ولازال رامي يمسح علي رأسها ويقرأ ماتيسر من القرآن..وناجي يحادث المشفي
لتفقد امنية وعيها وقد خارت قواها وبهتت روحها
ليزداد فزع رامي وهو يهتف بكلمة خرجت من أعماق روحة حتي لو لم تكن صحيحة هتف ب "أمي"
