رواية حبيبي زوج صديقتي الفصل الحادي والعشرين 21 بقلم خلود خالد
الحلقه 21
ذهبت فرحة و احضرت هاتفها و فتحته و انهال عليه كم هائل من الرسائل من حسام منذ ان اغلقت هاتفها و لكنها تجاهلتها و طلبت الرقم
كان حسام يصلى و انتهى من صلاته و اسرع الى الهاتف و لم يصدق عينيه عندما وجد اسمها على الشاشة و ظل بصدمته حتى انتهى الرنين
حسام بضيق :- اهى خلصت
ارتفع الرنين مرة اخرى ففتح الهاتف قائلا متناسيا همومه :- فرحة انا مش مصدق نفسى
فرحة متصنعة الجفاء :- ازيك
انصدم حسام من ردها فقال بخيبة امل :- الحمد لله و انتى عاملة ايه
فرحة بتماسك :- الحمد لله على كل حال انتى فين
حسام بفرح لسؤالها :- ايه عايزة تشوفينى
نظرت فرحة لبثينة كانها تستنجد بها من قلبها الذى سيفضحها و لكنها قالت بتماسك :- لا بس عايزاك فى موضوع مهم
حسام بحزن :- بقيتى مش طايقانى لدرجة انك بتقولى لا فى وشى مش عايزة اشوفك
انسابت دموع فرحة على وجهها و قالت بعصبية لتدارى امرها :- لو سمحت الكلام ده ملهوش لزمة دلوقتى انا عايزاك فى موضوع مهم هتقولى انت فين و الا عايز تقطع اخر امل بينا
فوجئت بثينة من انفعالها الزائد فضغطت على كفها لتهدئها قائلة بعطف :- بالراحة عليه عشان نعرف نوصل لحاجة
اما حسام فقال و الدموع مترقرقة قى عينيه من اسلوبها :- على العموم انا مش هاقدر اقولك انا فين بس ممكن انزلك القاهرة لو عايزانى فى موضوع مهم بجد
مسحت فرحة دموعها و قالت بقسوة مصطنعة :- طبعا عايزة اقولك موضوع مهم امال يعنى متصلة اضحك عليك لا انا مش زى ناس بتلعب بمشاعر اللى حواليها
احس حسام بخنجر يطعن فى صدره و قال بالم :- لما اتصلتى كنت فاكر انك سامحتينى بس طلعت غلطان
فرحة بجفاء :- يا عالم مين اللى غلطان
حسام بحزن :- اوك اول ما انزل مصر هاكلمك
فرحة ببرود :- ماشى منتظرة مكالمتك سلام
و اغلقت المكالمة فورا دون انتظار سماع رده
نظر حسام للهاتف بعيون محمرة و قال :- يا خسارة يا فرحة كنت فاكرك هتبقى فرحة حياتى
اما فرحة فو ضعت الهاتف على المنضدة و ظلت تنظر له كانها تمثال و وجهها خالى من المشاعر
وضعت بثينة يدها على ظهرها و ربتت عليه بحنان مشفق قائلة :- ليه عاملتيه بالطريقة دى يا فرحة ما انا لسه مفهماكى كل حاجة
فرحة بالم :- ما قدرتش اكلمه كويس كبريائى منعنى من كده انا عشت طول عمرى محرومة من الحنان و هو الوحيد اللى حسيت بحنانه عليا بس كدبته ضيعت كل حاجة حلوة حسيت بيها
و انفجرت فى بكاء حار فضمتها بثينة الى صدرها و قالت :- و الله يا فرحة حسام عمره ما حب حد غيرك
ارتفع صوت يوسف و هو يقول بدهشة :- فرحة مالك يا بنتى
رفعت فرحة راسها بصدمة و نهضت من مكانها و احمر وجهها و قالت بتلعثم و هى تمسح دموعها :- مفيش يا عمو
يوسف بشك :- ازاى يعنى امال كنتى بتعيطى ليه
بثينة لتلطيف الموقف :- معلش يا عمو اصل انا اللى حكيت لها موضوع يخصنى فزعلت بسببه
فرحة بارتباك و هى تشير لبثينة :- بثينة صاحبتى يا عمو
يوسف بترحاب :- اهلا يا بنتى
بثينة بابتسامة صغيرة :- اهلا بحضرتك
و قبلت بثينه على وجهها قائلة :- انا ماشية خدى بالك من نفسك و ما تنسيش تكلمينى
و ضغطت على حروف كلمتها الاخيرة لتوصل لها المعنى المطلوب
فهمت فرحة بسهولة و ردت قائلة :- طبعا مش هانسى ان شاء الله
سلمت عليها بثينة و انصرفت و ودعتها فرحة الى الباب
مالت بثينة على اذن فرحة قائلة :- لما يكلمك ابقى انزلى قابليه على طول احنا ما صدقنا
فرحة بضعف :- ان شاء الله ما تقلقيش
بثينة :- طيب السلام عليكم
اغلقت فرحة الباب خلفها قائلة :- و عليكم السلام
كان يوسف يتابعهما بشك و هو يحدث نفسه قائلا :- يا ترى فيكى ايه يا فرحة و مدارية
احست فرحة بنظراته تخترقها فارتبكت و نظرت الى الارض بخجل
يوسف بتنهيدة :- تعالى يافرحه عايزك فى موضوع مهم
فرحة بتساؤل :- خير
يوسف :- تعالى بس و هتعرفى
ذهب يوسف باتجاه غرفته و ذهبت فرحة خلفه باستسلام
.....................................................................
وضعت الخادمة صينية الشاى امام ادهم و حياة و خيرية
و قفت تصب لهم الشاى
خيرية بضيق :- انا شايفة انكم تكتبوا الكتاب قى اقرب وقت يا ولاد عشان نخلص من عمايل اللى اسمه احمد ده
مدت الخادمة فنجان الشاى لخيرية فقالت بعتاب :- ادى ادهم الاول
اعطته لادهم فقال بامتنان :- شكرا
والتقطه قائلا لخيرية :- انا كمان شايف كده يا طنط ده بعد اذنك يعنى هاجيب بابا و نيجى نحدد الميعاد
حياة بحزن :- ازاى يا ماما و بابا لسه متوفى
خيرية بتماسك :- ابوكى لو كان مكانى كان هيفكر بنفس الطريقة و تاكدى ان عمره ما هيزعل مننا لان كله عشان مصلحتك انتى
مطت حياة شفتيها بعدم اقتناع
انهت الخادمة اعداد الشاى و الحلويات امامهم قالت :- اى خدمة يا هانم
خيرية بلا مبالاة :- لا روحى انتى دلوقتى
انصرفت الخادمة من امامهم و لكنها مجرد ما ابتعدت و قفت خلف الجدار الاخر تستمع الى حديثهم
حياة بتاثر :- خلاص اللى توفيه يا ماما ما دام هيريحك
ربتت خيرية على كفها قائلة بفرح من وسط حزنها :- ربنا يريح قلبك و يسعدك يا بنتى
ادهم بتردد :- بس بعد اذن حضرتك يا طنط مش هنم حفلة و لا حاجة هيبقى الموضوع عائلى بس يعنى انا ماما و بابا و حضرتك و حياة و خلاص
خيرية بعتاب :- اكيد يا ادهم بس خالها هيحضر عشان يبقى وكيلها كمان
احس ادهم بالحرج فقال :- طبعا طبعا يا طنط انا بس باقول كده عشان عمو لسه متوفى
حياة و الدموع فى عينيها :- ماما فاهمة قصدك يا ادهم محصلش حاجة
نهض ادهم من مكانه قائلا بقرار نهائى :- خلاص يا طنط انا هاجيب بابا و نيجى بكرة نحدد مع حضرتك الميعاد المناسب
خيرية بابتسامة :- تشرفوا فى اى وقت يا ابنى
ادهم بامتنان :- شكرا يا طنط بعد اذنكم
نهضت خيرية لتودعه قائلة :- مع السلامة يا ادهم
و قالت لحياة :- روحى وصلى خطيبك للباب يا حياة
نظرت حياة لوالدتها بعتاب و قالت بعدم رضا :- حاضر يا ماما
و مشت بجواره فاسرعت الخادمة و دخلت غرفتها
وقف ادهم على الباب يودعها قائلا بحنان :- خدى بالك من نفسك لحد ما تيجى بيتى
احمرت وجنتا حياة و قالت بخجل :- خد بالك انت من نفسك و سلملى على فرحة و قولها انى زعلانة منها عشان مجتش تشوفنى و لا مرة من ساعة ما رجعت
ادهم بحرج :- حاضر انا مش عارف ايه اللى حصلها بس اليومين دول
حياة بقلق :- خير ان شاء الله بس خليها تكلمنى على رقمى الجديد عشان مش معاها اوك
ادهم بحب :- اوك عايزة اى حاجة قبل ما امشى
حياة بامتنان :- سلامتك متشكرة اوى
و ودعته و انصرف
فى هذه الاثناء كانت خادمتهم تقف فة غرفتها و تطلب رقما و عندما رد عليها قالت بانتصار :- احمد بيه عندى ليك خبر بمليون جنيه
................................................
جلست فرحة على سريرها بعد منتصف الليل بقليل و هى تبكى بشدة و قالت و هى تحدث نفسها :- مكنش وقتك خالص انت كمان
دخلت منى عليها و جلست بجوارها و هى تقول باشفاق :- بذمتك ده منظر واحدة متقدم لها عريس
فرحة بمرارة :- ما اقدرتش اقول لعمو لا مش عايزاه عشان بحب واحد تانى
منى بحنان لتخفف عنها :- بس ما قولتيش اه و بعدين الموضوع فى ايدك بابا عمره ما هيغصبك على حاجة انتى بنته زيك زيي بالظبط
مسحت فرحة دموعها و قالت بعيون منتفخة من البكاء :- بس هو شكله فرحان اوى بيه و انا ما قدرتش اكسر فرحته و اقولا لا دلوقتى كان نفسى حسم يطلع كويس فى كل حاجة عشان اقدر اكلم عمو عنه من غير ما اتكسف
منى باشفاق :- معلش بكرة كل شىء يتصلح على فكرة ادهم رجع من شوية و بيقولك حياة زعلانة منك عشان ما شوفتيهاش من ساعة ما رجعت من السفر
فرحة بتنهيدة :- حياة من حقها تزعل و الله انا اصلا بقيت ندلة اوى
منى بعتاب :- ما تقوليش على نفسك كده ده انتى الملاك بتاعنا و الله
فرحة بحرج :- ربنا يخليكى ليا يا منى معلش ضيعت عليكى فرحتك بعريسك بسبب نكدى ده
ضحكت منى بخفوت و قالت :- و لا يهمك يا فروحتى بس عارفة ايه احلى حاجة مخليانى عايزاكى تفكرى فى الموضوع كويس قبل ما تاخدى قرار ان جاسر و علاء اخوات يعنى لو وافقتى انا و انتى هنتجوز اخوات فيه حاجة بقه احسن من كده
فرحة بالم :- لا طبعا بس انتى عارفة انا بحب حسام قد ايه و صعب عليا اوى اكون لواحد تانى
منى بتنهيدة :- ربنا يقدم لك اللى فيه الخير يا فرحة
فرحة بدعاء :- يارب
منى بتذكر :- على فكرة بابا و ادهم هيروحوا بكرة يحددوا ميعاد كتب كتابه على حياة
فرحة بفرح :- بجد الف مبروك اخيرا لقيت خبرحلو يخرجنى من المود اللى انا فيه
ربتت من على كتفها قائلة بحنان :- ان شاء الله كل اخبارنا هتبقى حلوة ان شاء الله
...............................................
اشرقت الشمس على احدى قرى مدينة طنطا و انهم الاهالى كل فى عمله فى الصباح
مشت شربات فى طريقها و هى تلقى التحية على اهالى قريتها و وقفت امام سوبر ماركت صغير عليه لافتة :- تحمل اسم المحروس
شربات بدلع :- صباح الخير يا سى محروس
التفت لها محروس قائلا ببشاشة :- صباح الانوار يا شربات قلبى
ضحكت شربات بدلع قائلة :- عايزة زيت و سكر و مكرونة
محروس بابتسامة :- من عينيا
انهمك محروس فى اعداد الاشياء لها بينما استمرت هى فى محادثة النساء التى تعبر امامها
وضع محروس البضائع امامها قائلا و هو يعبئها فى الاكياس :- صحيح انا شوفت عربية الدكتور حسام ماشية امبارح بعد المغرب كده
شربات بدهشة :- بجد يا محروس غريبة امال ما سلمناش مفاتيح البيت ليه قبل ما يمشى زى العادة
ناولها محروس الاكياس قائلا :- لا ما هو شكله راجع تانى اصله كان مروح لوحده مكنش معاه اخته اللى جت معاه
شربات بصدمة :- يا لهوى كمان سابها لوحدها انا خايفة يكون عمل فيها حاجة و تلبس فينا
محروس بقلق :- ليه بس بتقولى كده
شربات بشرود :- من كلامك انه كان بيضربها عشان تدخل البيت و الا انت كنت بتكدب عليا
محروس بسرعة :- ابدا و الله انا قلت اللى شوفته بعينيا طيب انتى ما شوفتيهاش خالص من ساعة ما جت
هزت شربات راسها نفيا و قالت :- لا خالص و كنت كل ما اعدى م جنب لبيت ال 4 ايام اللى قعدهم اسمع صوت تاوهات من شبالك اوضة الخزين
محروس بحيرة :- حاجة غريبة فعلا يا بت
شربات بغيظ :- ايه بت دى يا سى محروس
محروس بضحكة :- مش وقته يا شربات خلينا نفكر فى اللغز ده
محروس بتفكير :- معاكى نسخة من مفاتيح البيت
شربات بحيرة :- اه مع امى بتسال ليه
محروس :- بافكر نروح انا و ياكى هناك نشوف الموضوع
ضربت شربات على صدرها قائلة :- يا خرابى انت عايز امى تدبحنى
محروس بسرعة :- ما تخافيش يا شربات احنا هندخل نبص بصة و نطلع على طول عشان لو فيه مصيبة و الا حاجة نلحقها قبل ما تحصل و ساعتها امك هتدعيلك على فكرة
شربات بحيرة :- مش عارفة نقولك ايه
محروس بسرعة :- تروحى تجيبى المفتاح و تيجى و زيادة حرص عشان تطمنى هاخد اختى سناء معانا
شربات باستسلام :- ماشى شوية و راجعة لك تكون سناء جت هى كمان
محروس :- ماشى بس ما تتاخريش
التقطت شربات اكياس الشراء و غادرت قائلة :- مسافة السكة
................................................
انتفض حسام على صوت طرقات على زجاج سيارته المتوقفة على جانب احد الطرقات الهادئة
فتح عينيه فوجد رجل يدق على زجاج السيارة بغيظ
فتح حسام الزجاج و قال بارهاق :- اى خدمة
الرجل بغيظ :- خدمة ايه يا عم انت نايم فى العربية و سادد عليا الطريق مش عارف اطلع بعربيتي بسببك حرام عليك اخرتنى على شغلى
مسح حسام عينيه بتعب و قال باعتذار :- اسف اوى
و ادار محرك سيارته و ابتعد بها ببطء
فقال الرجل بغيظ :- ناس مستهترة صحيح
انطلق حسام بسيارته و بدا يبحث عن محل ملابس مفتوح فى هذه الساعة من الصباح
فوجد احدهم ما زال العامل ينظفه
اوقف سيارته و ترجل منها و دخل قائلا :- عايز اشترى قميص و بنطلون لو سمحت
اخذه العامل قائلا بترحاب :- اتفضل معايا يا افندم
فى هذه الاثناء كانت شربات قد وصلت الى المنزل و معها محروس و سناء
وقفت امام الباب مترددة فقال محروس مشجعا :- افتحى الباب يا شربات
ردت سناء بسرعة بسذاجة :- اه بسرعة يا شربات ده انى نفسى ندخل البيت الكبير ده من زمان
محروس بتوعد :- سناء اسكتى يا اما ترجعى البيت
وضعت سناء يدها على فمها قائلة بخوف :- حاضر سكت اهو
وضعت شربات المفتاح فى الباب و ادارته فانفتح محدثا صوت صرير مزعج
دخل الثلاثة ببطء و ترقب و اغلقوا الباب
ادارت شربات عينها فى المكان و قالت :- شكل محدش هنا
محروس :- خلينا ندور كل واحد يروح فى ناحية انا هاطلع الدور اللى فوق و انتى دورى الناحية اليمين يا شربات و انتى يا سناء دورى ناحية الشمال
سناء :- حاضر
انطلق كل منهم فى اتجاه و بعد دقيقة سمع محروس و شربات صوت سناء و هى تصرخ قائلة :- الحقنى يا محروس
اسرع محروس و قفز فوق درجات السلم حتى وصل اليها و تبعته شربات و قال الاثنان لسناء فى صوت واحد مترقب :- فى ايه يا بت
اشارت سناء برعب الى اسفل احد الابواب قائلة :- مش ده دم يا محروس
انحنى محروس على الارض و لمسه قائلا باستغراب :- اه دم و لسه سخن كمان
شربات و ساقيها ترتجفان من الرعب :- معناه ايه الكلام ده
محروس بقلق :- معناه ان فيه حد منصاب و را الباب ده
سناء بتوسل :- يلا نمشى من هنا
محروس بصرامة :- لا لازم نساعد اللى محتاج لنا ابعدوا انتوا بس عن الباب
ابتعدت الفتاتان عن الباب و رجع محروس الى الخلف و جرى و ارتطم بالباب لكى يكسره و ساعدته بنيته القوية و ضعف الباب لقدمه فانهار امامه فى خمس دقائق فقط
دخل محروس الغرفة المظلمة و اضاء الانوار فشهقت الفتاتان بفزع و انجنت شربات على الارض قائلة بلوعة :- ست دينا ايه اللى جرا لك
كانت دينا واقعة على الارض بجوار الباب و هى تنزفاثر سقوط جنينها و لم تبدى اى حركة تشير الى نجاتها
انحنى محروس و سناء فلمسها محروس قائلابقلق :- يا منجى يارب دية متلجة لازم ننقلها مستشفى دلوقتى
و التفت لسناء قائلا :- روحى نادى فرج اخوكى بعربيته الدبابة بسرعة قوليله محروس بيقولك تيجى حالا
نهضت سناء و هى تجرى برعب قائلة :- ماشى
بينما جلس محروس و شربات بجوار دينا يحاولون افاقتها
...........................................
وقف حسام بسيارته امام منزل فرحة و طلب رقمها جرت فرحة الى هاتفها و التقطته و دخلت حجرتها
فرحة بصوت منخفض :- ايوه وصلت القاهرة
حسام بتنهيدة :- من بدرى و واقف تت شباكك ياريت تنزلى عشان نروح نقعد فى اى مكان و نتكلم فى الموضوع بتاعك
فرحة بصرامة :- و مين قالك انى هاركب معاك اتفضل روح و انا هاحصلك و قولى اسم المكان ايه
حسام بعناد :- عارفة لو منزلتيش حالا و ركبتى معايا هاطلع لعمك و اقوله على كل حاجة و انتى حرة بقه
فرحة بصدمة :- انت بتهددنى يا حسام
حسام بحب :- و الله ابدا بس نفسى تثقى فيا و لو بدرجة بسيطة ارجوكى يا فرحة ما تكسريش قلبى
فرحة بتماسك :- ارجوك ما تضغطش عليا و ما تعمليش مشاكل
حسام برجاء :- ارجوكى انتى ادينى امل فى الحياة و لو بسيط جدا و انزل اركبى معايا و ابقى اقعدى فى العربية ورا مش مهم بس حسسينى انك واثقة فيا و انى مش انسان ندل
فرحة باستسلام :- اوك عشر دقايق و نازلة
و اغلقت الهاتف و هى لا تدرى انها ارتكبت خطأ قد يكون ثمنه هو انقطاع علاقتها بحسام للابد
كان ادهم يحدث حياة فى غرفته
حياة :- ممكن تدى تليفونك لفرحة يا ادهم عايزة اكلمها ما دام هى مش فاضية تكلمنى
ادهم :- حاضر خليكى معايا
و خرج من غرفته و ذهب باتجاه غرفة منى و فرحة و عندما هم بطرق الباب
سمع منى تقول برجاء :- بلاش تنزلى يا فرحة تقابليه ارجوكى
فرحة بحزن :- حسام محتاجنى يا منى و لازم اكون جنبه
منى بخوف :- باب لو عرف يا فرحة انك رايحة تقابلى واحد هيزعل منك اوى و كفاية زعله منى بعد موضوع خالد
فرحة بتانيب ضمير :- عارفة بس هاعمل ايه صدقينى مش قادرة اتخل عن حسام نص ساعة و راجعة ما تقلقيش
منى بخوف :- ربنا معاكى بس انا قلبى مش متطمن للمشوار ده
دخل ادهم بسرعة فى غرفة مجاورة لغرفتهم انواره مطفاة و خرجت فرحة من الغرفة بسرعة باتجاه الباب
كور ادهم قبضته بغضب قائلا :- حتى انتى يا فرحة و انا اللى كنت فاكرك عاقلة
و وضع الهتاف على اذنه قائلا :- معلش يا حياة مضطر انزل دلوقتى هاكلمك بعدين
و اغلق الهاتف بدون ان ينتظر ردها و اسرع بالتقاط مفتيح سيارته من على الطاولة
و خرج وراء فرحة بسرعة و هو يرتدى بنطلون بيتى كروهات و تيشرت ابيض
رأته سميرة و هو يخرج مسرعا فقالت :- ادهم استنى رايح فين بهدوم البيت
لم يرد ادهم عليها و نزل مسرعا و قف ادهم على بوابة العمارة و راى فرحة و هى تركب فى سيارة حسام من الخلف
ادهم بغضب :- استغفر الله العظيم هو انا هلاقيها منين و الا منين
انطلق حسام بسيارته و اسرع ادهم هو الاخر الى سيارته و انطلق بها خلفهم
حسام فى سيارته بفرح :- وحشتينى اوى
فرحة بضيق :- ارجوك بلاش الكلام ده انا مش عايزة اسمعه
حسام بخيبة امل :- اوك براحتك انا مش عايز ازعلك
فرحة بسخرية :- متهيالى متاخر اوى الكلام ده
حسام بدهشة :- كلام ايه
فرحة بامتعاض :- انك مش عايز تزعلنى
ضغط حسام عى مقود السيارة بغضب و قال بغضب مكتوم :- بصى يا فرحة انا بحبك جدا و هاستحمل منك اى حاجة عشان تسامحينى بس لو سمحتى بلاش تضغطى عليا اكتر من كده عشان انا لما باغضب باتقلب واحد تانى و مش عايزك تشوفى الوش ده منى
انصدمت فرحة من كلامه و لكنها احست بالذنب فلاذت بصمت حزين
اوقف حسام السيارة امام احد الكازينوهات المطلة على النيل و نزلوا و دخلوا به
وصل ادهم خلفهم و وقف بسيارته و لكن احد السيارت صدمته صدمة خفيفة من الخلف
خرج قائد السيارة قائلا بغضب :- انت اعمى مش تفتح
ادهم بغضب :- انا برضه ليه انا اللى جاى زى الغبى من وؤرا كده
الرجل بغضب :- انت بتشمتنى يا ابن ال ...........
لكمه ادهم بغضب قائلا :- دى عشان ما تبقاش غلطان و لسانك يطول كمان
فى هذه الاثناء كانت فرحة تجلس مع حسام فى احد الطاولات المطلة على النيل و وضع النادل كوبين من عصير اليمون امامهم و انصرف
حسام بتساؤل :- ممكن اعرف ايه الموضوع اللى كنتى عايزانى فيه
استجمعت فرحة شجاعتها و قالت بصمود :- اختك فين يا حسام
حسام بدهشة :- اختى
فرحة بحرج :- ايوه اختك اللى ضربت ابن عمك عشانها و اختفيت انت و اياها
حسام بصدمة :- انتى عرفتى الكلام ده منين
فرحة بتردد :- بثينة جت و حكتلى و طلبت منى اعرف منك هى فين عشان و الدك و والدتك هيموتوا من القلق عليكم
ضرب حسام بقبضته بغضب على الطاولة ففزعت فرحة و قالت بخوف :- حسام فى ايه
حسام ببغضب مجروح :- مكنتش احب انك تعرفى حاجة زى كده عنى
فرحة باشفاق :- حسام انا صحيح زعلانة منك بس فى حاجة زى دى لازم اكون جنبك
حسام بحزن :- كنت اتمنى الظروف تكون احسن من كده
فرحة بحب :- ان شاء الله كل حاجة هتتصلح بس لو سمحت قولى اختك فين عشان الفضايح
و اكملت بتردد :- على فكرة البوليس بيدور عليك كمان عشان ابن عمك فى غيبوبة و متشوه بسببك
حسام بسخرية مريرة :- هو لسه ما ماتش
فرحة بصدمة :- حسام اول مرة اشوفك قاسى كده
نظر حسام الى النيل بشرود و لم يرد لدقيقة و فجاة امسك يدها قائلا برجاء :- فرحة ارجوكى ما تسيبنيش انتى النور الوحيد اللى فى حياتى
نظرت فرحة الى يده التى تمسك بيدها بصدمة و عقدت المفاجاة لسانها و شلت تفكيرها و لم تستطع الرد
وقف ادهم امامهم قائلا بسخرية مريرة :- و الله عال يا انسة فرحة
انتزعت فرحة يدها من يد حسام و قالت بصدمة مرتعبة :- ادهم انت جيت هنا ازاى
استند ادهم بيديه على طاولتهم و قال بسخرية :- الللى يراقب ما يتوهش عارفة دى اخر حاجة كنت اتوقعها كنت مستعد اصدق كده على منى اختى و ما اصدقش عليكى
فرحة بندم و قد اغرورقت عيناها بالدموع :- ادهم انت مش فاهم حاجة
نهض حسام من مكانه بغضب قائلا :- فيه ايه يا استاذ مين ده يا فرحة
ادهم بغضب :- انا اخوها يا محترم
حسام بدهشة :- اخوها ازاى يعنى
و استدار لفرحة قائلا :- انتى مش قولتى معنديش اخوات
اجهشت فرحة بالبكاء و قالت :- ادهم ابن عمى و متربيين سوا
لان حسام قليلا و قال بحرج :- اهلا يا استاذ ادهم
و مد يده اليه ليصافحه و لكن ادهم نفض يده و قال بغضب :- انا ماليش كلام معاك
و اشار بيده الى فرحة قائلا بصرامة :- اتفضلى قدامى
نهضت فرحة من مكانها باستسلام بينما قال حسام ليتدارك الموقف :- على فكرة انت فاهم غلط ادين فرصة اشرحلك
ادهم بغضب :- مش محتاج اعرف اكتر من اللى شوفته و لو سمحت بلاش مشاكل فرحة هتمشى معايا و بلاش فضايح
انصرف ادهم و الغضب يعصف به و تبعته فرحة و الدموع تنهمر على وجهها بينما انهار حسام على كرسيه و وضع يده على جبهته قائلا باسى :- كانت ناقصاك انت كمان
و رفع راسه الى السماء قائلا بتضرع :- يارب افرجها عليا يارب و عديها على خير يارب
..............................................
وقفت شربات من محروس و اخيه فى المشفى ينتظرون امام غرفة العمليات
وصلت عزيزة اليهم و قالت بغضب :- بت يا شربات
شربات بخوف :- امه
عزيزة بغضب :- انى هاموتك على عملتك دى يا بت
و همت بالانقضاض عليها و اختبات شربات خلف محروس الذى امسك بعزيزة قائلا بلطف :- استنى بس يا عمتى افهمى اللى حصل
عزيزة بغضب :- نفهم ايه تسرق المفتاح منى و تدخل بيوت الناس من غير اذن
فرج :- ما هى لو مكانتش عملت كده كانت البت الغلبانة اللى فى اوضة العمليات دى ماتت
عزيزة بدهشة :- صحيح بت مين دى اللى سناء قالتلى انكم جبتوها المستشفى
شربات بشجاعة :- الست دينا كانت حامل و سقطتت
عزيزة بصدمة :- ايه
خرج الطبيب فى هذه اللحظة من غرفى العمليات
فقال محروس :- ها يا دكتور ايه الاخبار
الطبيب باسى :- للاسف الجنين نزل و هى نزفت كتير و لو لا ستر ربنا كن زمانها ماتت بس احنا هنا مستشفى حكومى يعنى الامكانيات محدودة انصحكم تنقلوها مستشفى تانية خاصة عشان حالتها مش مستقرة
محروس بشكر :- ان شاء الله يا دكتور احنا متشكرين اوى
انصرف الطبيب من امامهم
عزيزة بخوف :- هنعمل ايه يا ولاد
فرج بتفكير :- كلموا اهلها
محروس :- دية احسن فكرة هما اللى هيعرفوا يتصرفوا يا عمتى
نظرت لهم عزيزة بحيرة بينما قالت شربات مشجعة :- اطلبيهم يا امه انا مسجلة لك رقم مجدى بيه على تليفونك جيبتيه معاكى
اخرجت عزيزة هاتفها من جيب عبائتها و اعطته لمحروس قئلة باستسلام :- خد يا ابنى اطلبهم
تناول محروس منهها الهاتف و اخذ يبحث عن الرقم
.......................................................
فى هذه الاثناء فتح ادهم باب شقتهم و وقف امامه فى الداخل قائلا لفرحة بعتاب :- اتفضلى ادخلى
دخلت فرحة و عيناه حمرة من البكاء بينما اتى يوسف على صوتهم و نظر لهم بشك قائلا :- كنتوا فين يا ادهم
ادهم بجمود :- مفيش كنا فى مشوار سوا
و نظر لفرحة قائلا بامر :- اتفضلى ادخلى على اوضتك
انصرفت فرحة من امامهم الى غرفتها و قبل ان تصل اليها سمعت ادهم يقول بصوت مسموع ليسمعها بصرامة :- على فكرة يا بابا فرحة وافقت على الدكتور علاء
نظرت له فرحة بدهشة و قالت عيونها :- هل تعاقبنى
ادهم بعيونه :- صدمتى بكى اكبر من اى عقاب
دخلت فرحة غرفتها باستسلام و اغلقت الباب
بينما جلس ادهم بتهالك على اريكة و جلس والده بجانبه و قال بشك :- هى وافقت بجد
ادهم بجمود :- ايوه
لم يستطع يوسف الكلام فقد شعر ان هناك امر جلل و اتت سميرة فوجدتهم يجلسون كان على روؤسهم الطير
سميرة بقلق : مالكم
