رواية حبيبي زوج صديقتي الفصل العشرين 20 بقلم خلود خالد
الحلقه 20
هبطت الطائرة القادمة من المانيا فى مطار القاهرة الدولى
هبطت منها حياة و والدتها خيرية و هم يرتدون الاسود و قد غطت حياة عينيها بمنظار اسود كبيرو مشت ببطء مستندة على ذراع والدتها و انهوا اجراءات وصولهم و خرجوا الى صالة الاستقبال
وقف ادهم مع منى بانتظارهم و عندما رأتهم منى هتفت و اشارت بفرحة :- اهم يا ادهم وصلوا
اسرع ادهم و منى اليهم فاحتضنت حياة منى قائلة بشوق :- منى حمدا لله على سلامتك كويس انك خرجتى بالسلامة
منى بامتنان :- الله يسلمك يا حبيبتى حمدا لله على سلامتك انتى كمان
و احتضنت منى خيرية قائلة :- مبروك يا طنط نجاح العملية
خيرية بضعف :- الله يبارك فيكى يا حبيبتى و يحميكى يارب
ادهم باشفاق :- كان نفسنا الفرحة دى تكون فى ظروف احسن من كده
اجهشت خيرية بالبكاء قائلة :- نصيبنا يا ابنى الحمد لله على كل حال
شدت حياة على يد والدتها و قد خبأ منظارها دمعة فرت منها قائلة بالم :- ماما احنا قلنا ايه بلاش عياط انتى اصلا تعبانة و مش مستحملة
مسحت خيرية دموعها قائلة بأسى :- غصب عنى يا بنتى ده حب عمرى كله
ادهم بحزن :- كفاية انه هدانى اجمل حاجة فى حياتى
و نظر لحياة نظرة ذات معنى انه لن يتركها وحيدة ابدا
خفضت حياة رأسها خجلا وسط حزنها و استنتدت على والدتها فامسكت منى يدها الاخرى و اسندتها قائلة بحزن :- يلا يا جماعة وقفتنا كده طولت اوى اكيد انتوا محتاجين ترتاحوا
ادهم :- عندك حق يلا بينا
حياة :- اوك ........ و اردفت بتساؤل :- امال فرحة مجتش ليه ؟؟
ادهم بتنهيدة :- فرحة دى حكايتها حكاية مش عارف مالها بقالها مدة
حياة بقلق:- ليه خير
منى بسرعة :- مفيش يا جماعة تعبانة بس شوية
و مالت على اذن حياة قائلة :- هابقى احكيلك بس مش دلوقتى
اومات حياة براسها متفهمة و قالت لوالدتها :- يلا بينا يا ماما
و خرجوا سويا و دفع ادهم الحقائب امامه حتى وصلوا الى سيارة جديدة و فتح ادهم حقيبتها و وضع بها الحقائب
حياة باستغراب :- انت اشتريت عربية
ادهم :- ايوه من يومين كده
خيرية :- مبروك عليك يا ابنى
ادهم بامتنان :- الله يبارك فى حضرتك متشكر اوى
فتحت منى الباب الامامى قائلة :- يلا يا حياة اركبى
حياة بحرج :- لا اركبى انتى انا هاقعد مع ماما ورا
خيرية :- اركبى يا حياة جنب خطيبك و انا هاقعد مع منى ورا
ركبت حياة و اغلق ادهم الباب و فتح الباب الخلفى لخيرية قائلا :- اتفضلى يا طنط
ركبت خيرية و بجانبها منى و جلس ادهم اما مقود السيارة قائلا :- انا هاوصلكم البيت ترتاحوا شوية
حياة بحزن :- فيه مشوار مهم اوى الاول
ادهم بتساؤل :- مشوار ايه
حياة بتماسك :- عايزة ازور قبر بابا
جلست والدة حسام تبكى بشدة و هى تقول :- يا ترى انتى فين يا دينا
دخل زوجها المنزل مسرعا و جلس قائلا بلهفة :- فى ايه يا نادية جايبانى على ملى وشى كده ليه
نادية بحدة :- لسه فاكر تيجى يا مجدى انا مش مكلماك من امبارح
مجدى بغضب :- مش على ما لقيت حجز طيران
نظرت له نادية ببكاء و لم تتكلم
مجدى بقلق :- خير بقه فيه ايه مالها دينا
نادية بهستيريا :- بنتك من اول امبارح ما رجعتش البيت و باكلمها تليفونها مقفول
مجدى بصدمة :- ايه ازاى يعنى طيب ما كلمتيش صاحباتها ليه
نادية ببكاء :- ما كلمتش مين ده انا سألت عليها طوب الارض و مفيش فايدة
مجدى بغضب :- و حسام فين من كل ده
نادية ببكاء :- حسام ابنك ما بيردش عليا خالص كل ما اتصل بيه يكنسل و حتى رحت بيته ما لقيتهوش لا هو و لا مراته
مجدى بدهشة :- ايه ده هو انا اغيب شوية ارجع الاقى الدنيا فوق دماغى كده
و اكمل بغضب :- لا و كمان ابنى الكبير ما بيسالش حتى فى امه و اخته امال انا مسافر و معتمد عليه ليه
نادية ببكاء :- انا خلاص هاتجنن و مش عارفة اعمل ايه فكرت ابلغ البوليس بس الفضيحة هنعمل فيها ايه
مجدى بعصبية :- بوليس ايه انتى عايزة الجرايد تستلمنا انا هادور عليها و ان شاء الله هنلاقيها و ابنك ده ليا تصرف تانى معاه بس اما اشوفه
و اخرج هاتفه و طلب رقم حسام
اهتز هاتف حسام بشدة على المنضدة الموضوع عليها فى منزل قديم يمتاز بالطابع الريف و قد غطت الاتربة اثاثه و جلس حسام على مقعد مهتز و المقعد يترنح به ذهابا و ايابا و هو شارد لا يكاد يرى من حوله و قد صار فى حاله يرثى لها و قد اتسخ قميصه ببقعة دماء كبيرة
انتزعه رنين هاتفه للمرة الثانية بجانبه فالتقطه و نظر الى الشاشة و ابتسم قائلا بسخرية مريرة :- لسه فاكر تسال و تيجى
و القى الهاتف بلا مبالاة على المنضدة و عندئذ علا صوت دق ضعيف من حجرة مجاروة له
نظر حسام للباب بقسوة و لم يتحرك من مكانه و استمر الدق و لم ينقطع عندئذ نهض من مكانه و وقف وراء الباب قائلا بغضب :- عايزة ايه
انبعث صوت دينا ضعيف من خلف الباب قائلة :- حسام حرام عليك انا مش قادرة صدقنى و الله حاسة انى باموت
و اتبعت كلامها بتأوهات ضعيفة و هى تمسك ببطنها بشدة
حسام بمقت :- ياريتك تموتى و تريحينا من عارك انا كان ممكن اقتلك زى ما عملت فى عشيقك بس لا انا هاسيبك كده تتعذبى قدام عينى لحد ما تموتى زى الكلبة كده و مالكيش عندى دية
بكت دينا و قالت بضعف :- حرام عليك هو اللى ضحك عليا و الله طيب خرجنى من هنا و هو ان شاء الله يكون عايش ما ماتش و نتجوز و الموضوع يخلص
حسام بسخرية مريرة :- يخلص
دينا باستعطاف باكى :- حسام انا اختك
حسام بغضب :- و انتى كنتى عملتى حساب للاخوة اللى بينا يا محترمة ده انا لما حاولت اقرب منك بس و احافظ عليكى استقويتى بماما و كانت عينك قوية و لا كانك عاملة حاجة
بكت دينا بشدة و لم تجيب
و سمع حسام طرقات على باب المنزل فتركها و خرج من الغرفة التى كان يجلس بها و التى توجد بداخلها غرفة اخرى التى يحتجز بها دينا
نظرت دينا حولها فلم تجد اى مخرج و لم يكن للغرفة سوى نافذة صغيرة جدا يغلقها الحديد و كان الحجرة من الحجرات المعدة لتخزين المحاصيل الزراعية
اغلق حسام الجاكيت الذى يرتديه ليخفى بقعة الدماء و فتح الباب فوجد امامه امراءة ريفية بسيطة تقول مبتسمة :- العواف عليك يا سى حسام
حسام :- اهلا يا دادة عزيزة خير فى حاجة
عزيزة بابتسامة :- سلامتك انى بس قلت انك و الست هانم جايين من امبارح الصبح و ما خرجتوش و اكيد يعنى محتاجين تاكلوا فوصيت شربات بتى تحضر لكم لقمة
و نظرت خلفها فوجدت فتاة فى العشرين من عمرها ذات ملامح ريفية جميلة تحمل صينية من الطعام على راسها و تمشى فى حديقة المنزل باتجاههم
عزيزة بابتهاج :- اهى شربات جت اهى
وصلت شربات قائلة :- احط الاكل فين يا امه
حسام بخوف :- مكنش له لزوم التعب ده
عزيزة :- تعبكم راحة ده انتوا ولاد الغالى ابن الغالى اللى البلد كلها عايشة من خيره
و دخلت المنزل من جانبه قائلة :- بعد اذنك كده
و فتحت الناحية الاخرى من الباب قائلة :- ادخلى يا شربات حطى الاكل
دخلت شربات و وضعت الاكل على المنضدة التى قابلتها
نظرت شربات حولها قائلة :- ده البيت يضرب يقلب يلا يا امه ننضفه
ادهم بسرعة :- لا شكرا اوى لحد كده انا و دينا هنتصرف
عزيزة بعتاب :- ازاى يا ابنى هنسيبكم فيه بترابه كده مش كفاية قاعدين فيه من امبارح و هو بحالته دى
حسام بضيق :- معلش احنا مرتاحين كده
شربات بحرج :- خلاص سيبيهم براحتهم يا امه
عزيزة بعطف :- طيب تؤمرونى باى حاجة
حسام بامتنان :- شكرا ربنا يخليكوا
تركته عزيزة و مشت مع ابنتها و اغلق حسام الباب خلفهم
و عندما ابتعدوا مالت شربات على والدتها قائلة بثقة :- اقطع دراعى لو مكنش وراهم مصيبة
عزيزة بدهشة :- انتى بتقولى ايه يا منيلة انتى
شربات :- انتى ما شوفتيش اترعب ازاى لما شافنا و الا لما قلنا له ننضف البيت و بعدين فين اخته ما لمحناش ضفرها هناك يعنى
عزيزة بحيرة :- تلاقيها نايمة
اشارت شربات باصبعها علامة النفى و قالت :- لا و بعدين محروس خطيبى قالى انه شافهم لما وصلوا و هو كان تقريبا كده بيضربها و جرها من شعرها داخلها البيت
ضربتها امها قائلة بغضب :- طيب امشى قدامى عاملة لى نفسك المفتش كرومبوا انتى و سى محروس بتاعك
شربات بالم :- اه يا امه الحق عليا انى بنحكيلك يعنى
عزيزة بغضب :- مالكيش دعوة بحاجة يا زفتة امشى قدامى يلا
مشت شربات معها و هى لا تشعر بالرضا عن موقف والدتها
جلس ادهم فى سيارته التى تقف امام بوابة مقابر عائلة حياة و جلس خلف مقود السيارة و هو ينقر باصابعه عليه بقلق قائلا :- اتأخروا جوه اوى الدنيا ليلت
منى :- طيب لما انت قلقان كده ما دخلتش معاهم ليه
ادهم بتنهيدة :- حبيت اسيبهم على راحتهم
خرجت حياة مع والدتها و كل منهم على وجهها اثار بكاء شديد فقالت منى بلهفة :- جم اهو
نزل ادهم من سيارته بسرعة قائلا باشفاق :- حمدا لله على سلامتكم يا جماعة
ارتدت حياة نظارتها قائلة :- الله يسلمك يا ادهم
خيرية بارهاق :- اسندنى يا ابنى عايزة اقعد
اسندها ادهم حتى وصلت و جلست بالسيارة و ركبت حياة بجواره بصمت
انطلق ادهم بالسيارة و قد غلفها الصمت و لم يريد التحدث معهم تقديرا لحالتهم هو و منى
وصل ادهم بسيارته الى منزل حياة و عندما وصلوا وجدوا كل انوار المنزل مضاءة و كأنه الحياة دبت به من العدم
نزلت الجميع من السيارة و هم ينظرون للمنزل بتعجب
منى باستغراب :- ايه ده هو فيه حد عايش هنا غيركم
خيرية بحيرة :- لا يا بنتى طبعا مفيش
نظرت حياة للمنزل و قالت بثقة حزينة :- انا عارفة مين اللى جوه
ادهم بتساؤل :- مين
حياة بقهر :- اكيد مرات عمى و لادها ما هما ما صدقوا
شهقت خيرية بفزع قائلة :- عندك حق يا بنتى كانوا غايبين عن بالى فين
ادهم بصرامة :- ما تقلقوش يا جماعة احنا معاكم
حياة بتماسك :- انا مش قلقانة انا بعون الله اقدر اوجههم اوى ده بيتى و بيت ابويا و عمرى ما هاسيبه لهم بسهولة
ادهم بحنان :- و انا عمرى ما هاسيبك لوحدك
خيرية :- يلا يا ولاد مش هنفضل واقفين بره كده
استندت حياة عليها و على منى و دخلوا سويا و فتحت خيرية باب المنزل
فسمع الجميع صوت التلفاز عالى
استندت حياة على الحائط و مشت ببطء باتجاه غرفة المعيشة و فتحت الغرفة فوجدت زوجة عمها تشاهد التلفاز
نظر الجميع لها بدهشة
اعتدلت زوجة عمها فى مقعدها و قالت بشماتة :- انتوا جيتوا
حياة بسخرية :- ايه مش من حقنا نرجع بيتنا
زوجة عمها بلا مبالاة :- لا يا اختى من حقكم امال
خيرية بحدة :- بتعملى ايه فى بيتى يا سعاد و دخلتى هنا ازاى
سعاد بسخرية :- زى ما هو بيتك بيت ولادى كمان انتى ناسية ان ليهم نص ورث جوزك عشان معندهوش غير بتك المحروسة بس
حياة بحدة :- لو سمحتى اتكلمى مع ماما بطريقة احسن من كده يا اما هيكون ليا تصرف تانى مع حضرتك
سعاد باستهزاء :- هتعملى ايه يا شملولة
همت حياة بالرد عليها و هى غاضب و لكن ادهم قاطعها قائلا بصرامة :- حياة ما تنزليش نفسك للمستوى ده
سعاد بغضب :- نعم يا محروس و انت تطلع مين انت كمان
اتاهم صوت احمد الغاضب من خلفهم و هو يقول :- اظن يا استاذ فى العزا فهمتك ان ملكش مكان فى العيلة دى و دلوقتى دخلت بيتى من غير اذنى و كمان بتغلط فى امى
ادهم ببرود :- انا ما غلطش فى حد و اظن انك عارف انى خطيب حياة و مش مستنى كلامك انت عشان يحدد موقفى هنا
و اكملت حياة قائلة :- اظن يا استاذ احمد يا اللى المفروض انك ابن عمى و المفروض تكون شهم عن كده انك عارف ان ادهم خطيبى و عارف كمان انى رفضتك من زمان
امسكها احمد من يدها قائلا بغضب :- اتكلمى كويس احسنلك
امسك ادهم يده بغضب و قال و الشرر يتطاير من عينيه :- عارف لو مديت ايدك عليها تانى مش بس هاكسرهالك ده انا هاقطعها كمان
و ترك يده بعنف فصرخ احمد بثورة :- اطلع بره بيتى انت و اختك اتفضل يلا
امسكت منى بذراع ادهم قائلة بخوف :- ادهم يلا بينا
ربت ادهم على ذراعها قائلا بحنان :- ما تخافيش انا مش هامشى غير لما اطمن على حياة و طنط خيرية
خيرية :- ما تقلقش يا ابنى انا و بنتى هنعرف ازاى نحمى نفسنا
سعاد بغضب :- ده على اساس اننا هناكلكم يعنى
نظرت لها حياة بسخرية و قالت :- على العموم بكرة نروح للمحامى عشان نفتح الوصية و انا متاكدة ان البيت مش هيكون ليكم مكان فيه
احمد :- انتى بتحلمى
كور ادهم قبضته بغضب و هم بالرد عليه و لكن حياة استوقفته قائلة :- ادهم لو سمحت انا مش عايزة مشاكل
ادهم بضيق :- خلاص براحتك
احمد بغضب :- ممكن تتفضل من هنا بقه
حياة بترجى :- ادهم معلش روح دلوقتى انت و منى و ما تقلقش علينا
حمل ادهم حقائبهم قائلا :- طيب ادخل الشنط دى فين
حياة :- ما تتعبش نفسك احنا هندخلهم
ادهم بغضب :- كده كتير قولى ادخلهم فين عشان ما يبقاش فيه زعل بينا
احمر وجه حياة خجلا و قالت خيرية بسرعة لتلطيف الموقف :- حياة مش قصدها يا ادهم هى بس مش عايزة تتعبك و على العموم دخلهم الاوضة دى
و اشارت لحجرة
حمل ادهم الحقائب و فتح الغرفة وضعها و خرج قائلا بضيق :- يلا بينا يا منى
و التفت لحياة قائلا بعتاب :- لو سمحتى ابقى طمنينى عليكى و هاعدى الصبح اخدكم عشان تروحوا للمحامى لو مفيش مانع يعنى
حياة باستسلام و وجه محمر من خجلها :- حاضر
امسك ادهم بيد منى قائلا :- يلا بينا سلام يا طنط
و غادر مع منى دخلت حياة و والدتها الغرفة تحت انظار سعاد و احمد الحاقدين و دخلت و اغلقت الباب عليهم من الداخل
سعاد بمقت :- لسه الغرور فيهم موت عبد المجيد ما كسرهمش
احمد بكره :- صبرك عليا يا ماما انا هافرجهم اللعب على اصوله
مشت فرحة ببطء فى مكان شاسع يشبه الحدائق القديمة التى تحيطها الاسوار و لكن كل اشجارها ذابلة و محترقة
و فجأة سمعت صوت بكاء شديد فالتفت خلفها فوجدت شاب يجلس تحت شجرة ذابلة يحيط ساقيه بذراعيه و يخفى بهما وجهه و هو يبكى بشدة
اقتربت منه فرحة بحظر قائلة بعطف :- مالك
رفع الشاب وجهه لها قائلا بحزن :- لسه يفرق معاكى
فرحة بدهشة :- حسام
و نظرت لحالته الرثة و قالت بصدمة :- ايه اللى عمل فيك كده
حسام بندم :- ذنوبى و حياتى اللى اتدمرت
و شهقت فرحة بفزع عندما وجدت خيط دماء ينساب على قميصه فى موضع قلبه تماما
و انفجرت باكية و هى تقول :- حسام انت بتنزف
و وضعت يدها على قلبه فى محاولة لكتم الدماء المنسابة و لكن يديها تلطخوا بالدماء بدون فائدة
حسام بضعف :- انا تعبان اوى محتاجك جنبى على طول انا بضيع و قلبى مجروح من كل حاجة ما تسيبينيش يا فرحة ارجوكى
و وضع يده على يدها التى تضعها على صدره
فرح ببكاء :- عمرى ما هاستغنى عنك ابدا انت حب عمرى كله
اغلق حسام عينيه المحمرة قائلا :- دى اسعد لحظة فى حياتى انى باسمع منك الكلام ده سامحينى يا فرحة سامحينى
هت فرحة بنطق كلامها و لكن ظهرت يد بمخالب كبيرة من خلف الشجرة و غرست مخالبها فى صدره فشهقت فرحة بفزع و ذعر مختلط بدموعها و اطل وجه شريف من خلف الشجرة فى ابشع صوره و وجهه مشوه و على شفتيه ابتسامة مقيته
صرخت فرحة بلوعة من هول ما تراه
ارتفع صوت اذان الفجر فى هذه اللحظة فهبت فرحة من نومها فزعة و هى تردد :- اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
جلست فرحة على سريرها تردد الاذان و نظرت بجانبها فوجدت منى تغط فى سبات عميق فنادت قائلة :- منى اصحى عشان نصلى
لم تجيبها منى فنادت قائلة بصوت اعلى :- منى منى
منى بصوت ناعس :- عايزة ايه
فرحة :- قومى عشان نصلى
منى بتثاؤب :- حاضر حاضر
نهضت فرحة من سريرها و وقفت اما المراءة و وجدت وجهها قد جفت عليه الدموع و ذابل و لكنها تذكرت وجه حسام و حالته فتمتمت بقلق :- اللهم اجعله خير يارب
جلست بثينة على كرسى فى حديقة المشفى و وجهها حزين و قالت محدثة نفسها :- بقيتى لوحدك تانى يا بثينة حتى فرحة ما فهمتكيش و حسام كمان اختفى فجاة بعدما ما طلقك على طول بيوم
انطلق صوت مندهش من خلفها يقول :- انتى اطلقتى
التفت لتجد ماجد يقف خلفها فقالت بضعف :- ايوه من 3 ايام
جلس ماجد امامها و قال بحب :- 3 ايام و ما تقوليليش
بثينة بحرج :- مجتش مناسبة المهم انت اخبارك ايه
ماجد بفرحة :- الحمد لله كويس جدا تمام اوى عشان سمعت الاخبار دى انتى عاملة ايه
بثينة بتنهيدة :- الحمد لله على كل حال
ماجد بقلق :- مالك حاسس انك مضايقة
انسابت دموع بثينة على وجهها و قالت :- تعبانة اوى
ماجد بقلق :- خير احكيلى
روت له بثينه كل شى ء عن موضوع حسام و فرحة و اختفائهم و عدم سؤالهم عليها
ماجد بتفكير :- عايزة رايى انتوا غلطوا لما خبيتوا عليها
بثينة بندم :- عارفة و الله و عاذراها فى اختفائها بس حسام بقه مش عارفة راح فين بجد قلقانة عليه اوى
ماجد بغيره :- ايه لسه يهمك امره يعنى
بثينة :- على فكرة رغم انه كان جوزى و مكنتش باطيقه بس اتغير جدا لما عرف فرحة و بقه انسان كويس و الدليل انه طلقنى عشن كده من واجبى اقلق عليه و اعتبره صديق لينا و الا انت ايه رايك
ماجد بابتسامة :- طول عمرك قلبك كبير عشان كده بحبك و ان شاء الله اول ما العدة تخلص هنتجوز على طول
بثينة بخجل :- ربنا يسهل
اتت ممرضة فى هذه اللحظة و معها والد حسام و الدته و اشارت لبثينة قائلة :- اهى مدام بثينة
التفت بثينة لهم و قالت بدهشة :- طنط نادية و عمو مجدى انتوا عرفتوا مكانى ازاى
مجدى :- من عاصى اخوكى
بثينة بقلق :- خير اول مرة تيجوا انتوا الاتنين مع بعض
نادية ببكاء :- حسام فين يا بثينة
بثينة بحيرة :- مش عارفة بقاله يومين مجاليش و مش عارفة اوصله
جلس مجدى و نادية بجانبهم بخيبة امل
بثينة بقلق :- هو فيه ايه
نادية ببكاء :- دينا بنتى مختفية من يومين و بندور عليها و عرفنا ان حسام له يد فى اختفائها
بثينة بصدمة :- ايه و حسام يعمل كده ليه
مجدى بحيرة :- مش عارفين و كمان ضرب شريف ابن عمه مشوه له وشه خالص و الواد فى غيبوبة و البوليس بيدور عليه عشان السكان شهدوا و اعترفوا عليه
ماجد بدهشة :- ليه ده كله
مجدى بتساؤل :- مين الاستاذ
بثينة بحرج :- ده ماجد صاحب حسام كان جاى يسال عليه
مجدى بلهفة :- ما تعرفش عنه حاجة
هز ماجد راسه نفيا
نادية برجاء :- طيب اى حد عزيز عليه ممكن يوصلنا له هو واخته
قفزت صورة فرحة فى ذهن بثينة و لكنها استدركت قائلة :- هاشوف و هارد على حضراتكوا
مجدى بلهفة :- يبقى تعرفى حد
بثينة :- ايوه بس مش هاقدر اقول مين انا هاتصرف بجد و اقولكم لو وصلت لحاجة
مسحت نادية دموعها قائلة برجاء :- بس ما تتاخريش علينا يا بثينة ارجوكى
بثينة باشفاق :- حاضر يا طنط ما تقلقيش ان شاء الله خير
مجدى بدعاء :- يارب
و نهض قائلا :- يلا يا نادية احنا ندور فى اتجاه تانى
نهضت معه نادية باستسلام و غادورا
ماجد بدهشة :- شكل فيه كارثة حصلت
بثينة بقلق :- فعلا ربنا يستر عايزاك تودينى مشوار
ماجد بتساؤل :- على فين
بثينة بقرار نهائى :- عند فرحة
جلست حياة مع والدتها فى مكتب المحامى على طاولة اجتماعات و جلس احمد و محمود و سعاد فى الجهة الاخرى من الطاولة و جلس المحامى على رأس الطاولة
المحامى :- مبدئيا كده يا جماعة عبد المجيد بيه الله يرحمه عمل الوصية بعد الحادثة اللى حصلت للانسة حياة على طول و طبعا كان موصينى ان الاستاذ شوقى اخوه يحضر فتح الوصية بس يلا الله يرحمهم
احمد بضيق :- ممكن يا استاذ تدخل فى الموضوع على طول احنا مش فاضيين
لكزه محمود فى كوعه قائلا :- هدى اللعب شوية لحد ما ناخد اللى احنا عايزينه
زفر احمد بضيق و لم يجيب بينما قالت حياة بهدوء :- اتفضل يا استاذ انا و ماما سامعينك و هنحترم كل كلمة تقولها
و ضغطت حروف كلماتها و هى تنظر لاحمد بتحدى اشتعلت عيون امد بغضب فامسكت والدته بيده لكى تهدئه
فتح المحامى الوصية قائلا :- بسم الله الرحمن الرحيم
و بدأ يقرأ الوصية على مسامعهم و بعد ان انتهى قفز احمد من مكانه قائلا بغضب :- ده ظلم فين عدل ربنا فى التوزيع يا استاذ
المحامى ببرود :- عبد المجيد بيه ما ظلمش حد
محمود بحدة :- ما ظلمش حد واضح يكتب لبنته الفيلا و معرض وسط البلد و كمان تشارك النص بالنص فى بقية الاملاك و كل ده و تقولى عدل لا واضح فعلا
خيرية بغضب :- عبد المجيد كتبهم لحياة عشان هما اصلا كانوا ملكى و انا كتبتهم له برضايا و اظن ان بنتى هى اللى لازم تورثنى مش انتوا
سعاد بمقت :- طول عمرك ظالمة انتى و جوزك
نهضت خيرية من مكانها قائلة بحدة :- و انتى طول عمرك طماعة
المحامى بحدة :- يا جماعة مكتبى مش مكان للخناق
اجلست حياة ولدتها قائلة بحرج :- ماما هدى نفسك محدش يستحق انك تزعلى نفسك عشانه
نظر لها احمد بغضب و قال :- هنستلم ورثنا امته
المحامى :- اول ما الاجراءات تخلص على طول
نهضت حياة من مكانها مستندة على والدتها و قالت :- و احنا منتظرين مكالمة من حضرتك يلا بينا يا ماما
مشت معها والدتها و التفت حياة قائلة لاحمد :- ياريت تيجى تاخد حاجتك انت و مامتك من بيتى فاهم
و نطقت كلمتها الاخيرة بانتصار و شماتة و تركتهم و انصرفت و خرجت ركبت مع ادهم و انطلق بهم
خرج احمد مع محمود و والدتهم و ضرب على سيارته قائلا بغضب :- بنت ال ........ بتتحدانى انا هافرجها
سعاد بكره :- عايزاك تجيب بوزها الارض هى و امها
محمود بقلق :- بلاش مشاكل يا جماعة و على العموم احنا خرجنا بسبوبة كويسة برضه
سعاد بغضب :- اسكت انت طول عمرك من عينة ابوك فقرى
محمود بغضب :- ماما
احمد لتلطيف الموقف :- خلاص يا جماعة حصل خير مش بنت عبد المجيد اللى هتخلينا نقع فى بعض
ربتت سعاد على ظهر محمود قائلة :- ما تزعلش يا حودة كلامك هو اللى عصبنى
محمود بتنهيدة :- خلاص يا ماما حصل خير يلا بينا وقفتنا طولت كده
ركب الجميع السيارة و انطلق احمد بهم
فتحت منى الباب فوجدت بثينة امامها و معها ماجد
بثينة :- السلام عليكم
منى :- و عليكم السلام اى خدمة
بثينة بحرج :- انتى منى صح
منى باستغراب :- ايوه مين حضرتك
بثينة بابتسامة :- انا بثينة فرحة موجودة
منى بتفهم :- اهااااا
و قالت بامتعاض :- اهلا و سهلا ممكن اعرف عايزة فرحة فى ايه
بثينة بحرج :- موضوع مهم و الله لو سمحتى قولى لها انى عايزاها
تدخل ماجد قائلا :- انا هاستناكى تحت
بثينة :- اوك يا ماجد
نزل ماجد و تركها بينما قالت بثينة :- ها ممكن اقابلها
منى بحرج :- اتفضلى ثانية واحدة هانادى لها
دخلت بثينة و اجلستها منى فى غرفة الصالون و ذهبت تنادى فرحة
دخلت منى الغرفة قائلة بلهفة :- حزرى فزرى مين بره
فرحة بحيرة :- مالك يا بنتى مين يعنى
منى :- بثينة
فرحة بصدمة :- ايه و عايزة ايه
منى بحيرة :- مش عارفة
فرحة بحدة :- طيب ليه ما قلتلهاش انى مش عايزة اقابلها
منى باشفاق :- بصراحة صعبت عليا و حسيت فى وشها بالطيبة اوى و كمان كانت مسنودة على واحد جاى معاها
فرحة بخوف :- واحد مين اوعى يكون حسام
منى :- لا مش هو انا سمعتها بتقوله يا ماجد
فرحة بدهشة :- ماجد هو اييه اللى حصل طيب انا طالعة لها
خرجت فرحة من الغرفة و دخلت الصالون قائلة ببرود :- ممكن اعرف جاية ليه
ترقرقت الدموع فى عيون بثينة و نهضت قائلة :- ايه يا فرحة ما بقتيش طايقانى
لان قلب فرحة قليلا و لكنها استدركت بتماسك :- انتوا السبب مش انا
انسابت دموع بثينة على وجهها و قالت بندم :- انا عارفة اننا غلطنا بس صدقينى انا الاتنين ما حبناش حد فى حياتنا قدك انتى النعمة اللى ربنا بعتها لنا بعد طول عذاب
امسكت فرحة بيدها قائلة بعطف :- بلاش عياط ارجوكى
بثينة ببكاء :- احضنينى يا فرحة ضمينى ليكى محتاجة احس بحنانك عليا
شدتها فرحة لها و ضمتها فى احضانها قائلة ببكاء :- انا اسفة عشان قسيت عليكى بس انا صدمتى كانت اكبر منى
بثينة باكية فى احضانها :- انا اسفة بجد و الله مكنش قصدى
اجلستها فرحة بجانبها و مسحت دموعها قائلة :- ايه بقه اللى لمك على ماجد تانى
بثينة بتردد :- انا و حسام اتطلقنا من حوالى 3 ايام على فكرة
فرحة بصدمة :- يعنى انا خربت بيتكم
بثينة بسرعة :- ما تقوليش كده انتى عارفة كويس حياتنا كانت عاملة ازاى و مش انتى السبب اصلا القرار ده كان لازم يحصل من زمان و صدقينى حسام بيحبك اووووووووى يا فرحة
خفضت فرحة راسها و قالت بالم :- عارفة انا حلمت بيه امبارح انه تعبان اوى
بثينة بدهشة :- يبقى قلبك حس بيه فعلا
فرحة بقلق :- ليه ايه اللى حصل
روت لها بثينة ما حدث و زيارة مجدى و نادية لها و ما قالوه عن حسام و بحث البوليس عنه و بعدما انتهت
وضعت فرحة يدها على جبهتها و قالت بحزن و الم :- انا قلبى كان حاسس ان فيه كارثة
و انسابت دموعها مرة اخرى
بثينة بحزن :- انتى الوحيدة اللى تقدرى تعرفى هو فين هو و دينا اختته
مسحت فرحة دموعها و قالت بدهشة :- ازاى يعنى
بثينة :- تتصلى بيه هو اكيد ما هيصدق و هيرد عليكى
فرحة بتفكير :- تفتكرى
بثينة بسرعة :- افتكر اوى روحى هاتى تليفونك و افتحيه و كلميه يلا بسرعة مفيش وقت
ذهبت فرحة و احضرت هاتفها و فتحته و انهال عليه كم هائل من الرسائل من حسام منذ ان اغلقت هاتفها و لكنها تجاهلتها و طلبت الرقم
كان حسام يصلى و انتهى من صلاته و اسرع الى الهاتف و لم يصدق عينيه عندما وجد اسمها على الشاشة و ظل بصدمته حتى انتهى الرنين
حسام بضيق :- اهى خلصت
ارتفع الرنين مرة اخرى ففتح الهاتف قائلا متناسيا همومه :- فرحة انا مش مصدق نفسي
