اخر الروايات

رواية حبيبي زوج صديقتي الفصل الثامن عشر 18 بقلم خلود خالد

رواية حبيبي زوج صديقتي الفصل الثامن عشر 18 بقلم خلود خالد 


 


الحلقه 18
جلست خيرية امام غرفة ابنتها تبكى بشدة و تتذكر زوجها و امسكت هاتفها حاول الاتصال به و كالعادة منذ اخر اتصال لهم من يومين الهاتف مغلق
حاولت الاتصال باحمد او محمود و لكن لا احد يجيبها
القت الهاتف بجوارها فى عصبية باكية و هى تقول :- يارب اجعله خير يارب خليه لينا يارب
خرج الطبيب من غرفة حياة و معه ممرضة
الطبيب بالانجليزية :- ابنتك بخير و يمكنك رؤيتها الان و قد نجحت الجراحة تماما و لا داعى لبكائك
خيرية بامتنان :- اشكرك
تركها الطبيب و انصرف بينما التقطت هاتفها و مسحت دموعها و رسمت ابتسامة مصطنعة على وجهها و دخلت الغرفة قائلة :- حمدا لله على سلامتك يا حبيبتى
حياة بفرحة :- الله يسلمك يا ماما انا مش مصدقة نفسى انى هامشى خلاص
احتضنتها خيرية قئلة :- ربنا كبير يا حبيبتى
حياة بابتسامة :- و نعم بالله
جلست خيرة بجوارها و بدا بعض الحزن على وجهها
حياة بقلق :- بابا ما رجعش من مصر يا ماما
خيرية متماسكة :- لا لسه يا حبيبتى انا كلمته من شوية اطمن عليكى و قال ان عنده شغل مهم هيخلصه و يجى ان شاء الله
حياة بحزن :- طيب ليه مكلمنيش انا كان نفسى اسمع صوته مش كفاية محضرش معايا يوم العملية
ربتت خيرية على ظهرها قائلة بابتسامة مصطنعة :- معلش يا حبيبتى بكرة يجى و تشبعى منه معلش اصله كان مستعجل عشان يقفل فما لحقش يكلمك
حياة بتنهيدة :- ماشى ربنا يجيبه بالسلامة و نرجع مصر سوا
خيرية بدعاء :- يارب
رن هاتف خيرية فى هذه اللحظة فنظرت فوجدت رقم من مصر ردت بلهفة قائلة :- الو
اتاها صوت ادهم قائلا :- الو ايوه يا طنط
خيرية بخيبة امل :- ادهم ازيك يا ابنى
ادهم :- الحمد لله يا طنط انتوا اخباركم ايه و حياة عاملة ايه دلوقتى
خيرية بتنهيدة :- الحمد لله كلها اسبوع و نرجع ان شاء الله
ادهم بسعادة :- الحمد لله طيب ممكن اكلمها
خيرية :- اه طبعا ثوانى
و مدت يدها الى حياة قائلة :- خدى ادهم عايز يكلمك
التقطت حياة الهاتف من يدها مبتسمة و تحدثت قائلة :- السلام عليكم
ادهم :- و عليكم السلام ازيك يا حياة
حياة :- الحمد لله انت اخبارك ايه و منى موضوعها وصل لفين
ادهم بتنهيدة :- احنا الحمد لله تمام و منى لسه موضوعها ما اتحلش ادعيلها تخرج قريب
حياة بدعاء :- يارب ان شاء الله
ادهم بحب :- مبروك نجاح العملية ان شاء الله ترجعى بالف سلامة
حياة مبتسمة :- الله يبارك فيك و ان شاء الله عايزاك تستنانى فى المطار
ادهم :- طبعا دى حاجة مش عايزة كلام
حياة بتساؤل :- ادهم هو انت ما قابلتش بابا
نظرت لها خيرية بحدة و كانها تلومها على ما قالت
ادهم باستغراب :- عمو عبد المجيد ليه هو مش معاكم
حياة بحزن :- لا للاسف عمو شوقى اتوفى من كام يوم و هو نزل مصر عشان يحضر العزا و لسه ما رجعش و كل ما نكلمه يقول عندى شغل
ادهم بعتاب :- يعنى عمك يتوفى و محدش يقولى معتبرنى غريب يعنى
حياة بحرج :- و الله ابدا بس اكيد بابا من الصدمة معرفش يفكر و كده و كمان احنا عارفين انكم مشغولين بموضوع منى فمحبناش نزعلكم
ادهم بحزن :- كده انا زعلت اكتر بجد و ليا كلام تانى مع عمو عبد المجيد
حياة بترجى :- ارجوك ما تزعلش هى جت كده مكنش قصدنا و الله
ادهم بتنهيدة :- خلاص حصل خير المهم عمو عبد المجيد ما رجعش عندكم لحد دلوقتى ليه
حياة بحيرة :- مش عارفة
مدت خيرية يدها لحياة قائلة :- ادينى ادهم عايزة اكلمه
حياة لادهم :- ماما عايزاك
اعطت حياة الهاتف لخيرية فاخذته و خرجت من الغرفة تاركة حياة و اغلقت الباب خلفها
وقفت خيرية فى ممر المشفى قائلة :- ادهم كنت عايزة منك حاجة
ادهم بقلق :- خير يا طنط
بكت خيرية فى الهاتف و لم تستطع الاجابة
ادهم بقلق متزايد :- فى ايه يا طنط حضرتك قلقتينى هى حياة مش كويسة
خيرية بحزن :- لا حياة كويسة الحمد لله بس عمك عبد المجيد .......
و تزايد بكائها فقال ادهم بقلق متصاعد :- ماله عمو عبد المجيد
روت له خيرية ما حدث فى اخر مكالمة بينهم
و اكملت قائلة :- بس هو قالى العربية مفيهاش فرامل و بعدها الخط قطع و من ساعتها مكلمنيش و كل ما اكلمه غير متاح
ادهم بتساؤل :- الكلام ده كان من امته
مسحت خيرية دموعها قائلة :- من يومين يوم ما حياة عملت العملية بالليل
ادهم بحزن :- كل ده و برضه حضرتك ما قولتليش انا بجد زعلان اوى
خيرية بحرج :- انا عارفة يا حبيبى انك من حقك تزعل بس انا مش عارفة افكر و قلقانة على عمك اوى و خايفة يكون حصله حاجة ممكن تروح تسال و تطمنى ادهم
ادهم بسرعة :- اكيد طبعا انا هالكم حضرتك اول ما اعرف حاجة و ان شاء الله خير
خيرية بدعاء :- يارب يا ابنى هاستنى منك اتصال
ادهم :- ان شاء الله حضرتك تؤمرى بحاجة تانى
خيرية بامتنان :- شكرا يا ادهم مع السلامة سلملى على ماما و بابا و فرحة
ادهم :- ان شاء الله مع السلامة
اغلقت خيرية الهاتف و اغلقت عينيها قائلة بالم :- يارب
دخلت حجرة حياة
حياة بشك :- ماما انتى ما كلمتهوش قدامى ليه
خيرية بارتباك :- عادى يا حياة مش كل حاجة لازم تعرفيها
حياة بشك :- ليه فى ايه يا ماما
خيرية بعصبية :- و بعدين معاكى يا حياة اما اقلك كلمة تسمعيها
و جلست بجانب النافذة تنظر للشارع بحزن
بينما نظرت لها حياة بشك و القلق يتصاعد بداخلها فقد احست فطرتها ان هناك شىء ليس على ما يرام
ركبت فرحة المصعد بعد استراحة الغداء فى الشركة فركب معها شريف
شريف بابتسامة :- ازيك يا استاذة
رمقته فرحة بنظرة مطولة و لم تجيب
شريف بمكر :- انتى ما بترديش عليا ليه
فرحة بصرامة :- انا ما اعرفش حضرتك عشان اتكلم معاك
شريف بلهجة ذات مغزى :- امال تعرفى تكلم المديرين بس صح
فرحة بصدمة :- انت بتقول ايه
وصل المصعد الى الطابق الذى تعمل به فانفتح و خرجت منه و الغضب يعصف بها
خرج ورائها شريف قائلا باستفزاز :- ايه يا انسة مش قادرة تردى على كلامى صح
فرحة بغضب :- ايه يا استاذ قلة الذوق دى حضرتك تعرفنى عشان تتكلم معايا كده
شريف باستفزاز :- ما اعرفكيش بس اعرف حبيب القلب بتاعك
فرحة بغضب :- انت بتقول ايه
شريف باحتقار :- انا عارف الاشكال اللى زيك تفضل تحوم حوالين الناس النضيفة لحد ما توقعهم
فرحة بعصبية و قد تجمعت الدموع فى عينيها :- انا ما اسمحلكش
شريف بسخرية :- و الله طيب تقدرى تفسريلى ليه قبلتى الارتباط بحسام و هو متجوز
نزلت الكلمة على اذنيها كالصاعقة و عجزت عن الرد
شريف بسخرية :- ما تستغربيش انا عارف كل حاجة عن حسام بصفتى ابنه عمه عارف انه طلبك للجواز من يومين فى مطعم ..... و انتى وافقتى بس قولتى اجل الموضوع عشان حكاية بنت عمك
انسابت الدموع على وجه فرحة و قالت بصوت مبحوح :- انت عرفت كل ده ازاى
شريف بفخر :- ليا مصادرى
و تحول صوته الى السخرية قائلا :- انتى لو كنتى كويسة مكنتيش وافقتى و انتى عارفة انه متجوز
صفعته فرحة على وجهه قائلة بهستيريا :- اخرس يا حيوان
نظر لهم الموظفين المارين بهم بدهشة
شريف بغضب و عيون مشتعلة :- و حياة امى لادفعك تمن القلم ده غالى اوى
جرت فرحة من امامه و هى تبكى بشدة و دخلت مكتبها و التقطت حقيبتها و لملمت اغراضها بسرعة
دخلت يا سمين المكتب و وقفت امامها قائلة بدهشة :- فرحة فى ايه ايه اللى احنا شوفناه بره ده
لم تجيبها فرحة و اسرعت الى الخارج فامسكتها ياسمين من يدها قائلة :- استنى بس رايحة فين
افلتت فرحة ذراعها من يد ياسمين و انطلقت باكية
فى هذه الاثناء دخلت هبة مكتبها و على وجهها ابتسامة شامتة و جلست على مكتبها
كان حسام يقف امام نافذة مكتبه فرأى فرحة تخرج مسرعة من الشركة فعقد حاجبيه بقلق قائلا :- ايه ده هى ايه اللى خرجها بدرى كده
فتح حسام باب مكتبه فوجد هبة تجلس على مكتبها فقال بصرامة :- ممكن تنزلى تشوفى ازاى موظفة تخرج من الشركة قبل مواعيد العمل
هبة باستفزاز :- قصد حضرتك على فرحة موظفة الحسابات
حسام باستغراب :- انتى عرفتى منين انها اللى مشت طيب انا شوفتها من الشباك
هبة :- اصلها اتخانقت مع واحد و ضربته بالقلم و خرجت معيطة
حسام بصدمة :- ايه كل ده حصل امته
هبة :- من شوية كده
حسام بغضب :- ومين الحيوان ده
هبة :- الاستاذ شريف ابن عمك
حسام بدهشة :- شريف
و تحول الى الغضب قائلا :- و شريف اصلا ايه اللى جابه هنا و فين دلوقتى
هبة ببرود :- ما اعرفش
ضرب حسام بقبضته بغضب على جانب الباب و دخل المكتب و اغلق الباب خلفه بقوة
التقط حسام هاتفه من على المكتب و طلب رقم فرحة
كانت فرحة تمشى فى الشارع على غير هدى و هى تبكى بشدة و تشعر بجرحا فى كرامتها و بينما هى تبكى رن هاتفها
اخرجته من حقيبتها فوجدت حسام المتصل فلاحت ابتسامة مريرة على وجهها و اغلقت الهاتف فى وجهه
رفع حسام الهاتف من على اذنه قائلا بقلق :- و كمان بتقفلى فى وشى يا ترى قولت لها ايه يا زفت انت اكيد نيلت الدنيا ما انا عارفك ما بتصدق تأذينى
حاول الاتصال بها مرة اخرى و لكن الهاتف مغلق
ايه مات
نطق ادهم بالكلمة بدهشة بالغة و هو يقف بمعرض الاثاث الذى يملكه عبد المجيد
العامل باسى :- ايوه يا افندم عمل حادثة من يومين بالعربية و اتوفى و من ساعتها و احمد بيه و اخوه محمود بيه بيحاولوا يوصلوا لرقم الست مراته و بنته فى بلاد بره و مش عارفين
استند ادهم على احد الكراسى و قال بحزن :- احمد و محمود ولاد اخوه
العامل باسى :- ايوه و كمان ابوهم شوقى بيه لسه ميت من كام يوم كأنهم مقدروش على فراق بعض
ترقرقت الدموع فى عين ادهم و قال بحزن :- طيب ادفن و الا لسه
العامل :- ايوه و العزا النهاردة فى مسجد عمر مكرم هما اضطروا و قالوا اكرام الميت دفنه
ادهم بحزن :- طيب شكرا بعد اذنك
تركه ادهم و انصرف و عاد الى منزله و الدنيا تدور به و دخللا و جلس على اريكة فى الصالة
رن هاتفه فوجد خيرية المتصلة فاغلق عينيه بالم قائلا : هاقولها ايه بس
خرجت والدته من غرفتها فى هذه اللحظة
سميرة بتساؤل :- هى مين اللى هتقول لها ايه
ادهم بحزن :- طنط خيرية
جلست والدته بجانبه قائلة بقلق :- ليه ايه اللى حصل
ادهم بحزن :- عمو عبد المجيد رجع مصر من يومين عشان يحضر عزا اخوه و بعدين كان بيكلم طنط خيرية و الخط قطع و من ساعتها مش عارفة توصله و طلبت منى ادور و اسأل و اطمنها
سميرة بقلق :- و بعدين وصلت لايه
دفن ادهم وجهه بين كفيه و قال بحزن :- عمو عبد المجيد مات فى حادثة عربية من يومين
سميرة بصدمة :- ايه لا حول و لا قوة الا بالله
و اردفت ببكاء :- ربنا يرحمه يارب يا عينى عليكى يا حياة انتى و مامتك هتعملوا ايه لما تعرفوا و انتوا فى الغربة كده
ادهم بحزن :- انا مش عارف هاتقولهم ازاى دى عمالة تتصل بيا من امبارح و مش عارف ارد عليها
مسحت سميرة دموعها قائلة :- هتقولها ازاى اصلا
ادهم بتساؤل :- هى فرحة فين
سميرة بحيرة :- مش عارفة اتاخرت عن ميعاد رجوعها النهاردة كلمها كده
اخرج ادهم هاتفه و حاول الاتصال بها و لكن الهاتف مغلق
ادهم باستغراب :- مغلق ايه دى عمرها ما عملتها
سميرة بقلق :- زمانها جاية تلاقى الموبايل فصل شحن و الا حاجة
ادهم بتفكير :- ربنا يستر اصلا انا كنت حاسس ان اليوم ده مش هيعدى على خير
و اردف قائلا :- ماما لو سمحتى قومى صحى بابا عشان نروح العزا مع بعض اصل ولاد اخو عمو عبد المجيد عملوا العزا لما ما عرفوش يوصلوا لطنط خيرية و حياة
سميرة بحزن :- حاضر
و نهضت و تركته فرن هاتفه مرة اخرى و وجد خيرية المتصلة حسم ادهم امره و رد قائلا بتماسك :- السلام عليكم
خيرية بلهفة :- و عليكم السلام ها يا ادهم وصلت لحاجة
ادهم بحزن :- طنط حضرتك انسانة مؤمنة صح
هوى قلب خيرية فى قدمها و قالت بصوت مختنق :- عبد المجيد جراله حاجة
ادهم بتردد :- مش عارف اقولك ايه
خيرية ببكاء :- قول الحقيقة و ربنا يقوينى على تحملها انا واحدة مؤمنة بقضاء ربنا
ادهم بتساؤل :- قبل ما اقول حضرتك راجعة امته انتى و حياة
خيرية :- يوم الجمعة ان شاء الله عشان هى هتكمل علاجها الطبيعى فى مصر
ادهم :- تيجوا بالسلامة
خيرية ببكاء :- ممكن تقولى بقه حصل ايه
ادهم بتماسك كانه يزيح عن كاهله جبل :- البقاء لله يا طنط
سمع ادهم صوتها و هى تصرخ على الجانب الاخر قائلة ببكاء :- لاااااااااااا
ادهم بقلق :- طنط خيرية ردى عليا الو الو
و لكن ما من مجيب
جلست حياة فى سريرها تقرا القراءن و لم تدرى لما تذكرت والدها فى هذه اللحظات انهت قرائتها و وضعت المصحف بجانبها
نظرت فى ساعتها قائلة بقلق :- هى ماما اتأخرت عليا كده ليه النهاردة
رفعت الغطاء من عليها و جذبت عكازين من جانب سريرها و استندت عليهم لتخرج من الحجرة
خرجت من حجرتها فوجدت طبيب شاب يمشى فى الردهة يفحص بعض الاوراق اصطدمت به حياة و سقطت مع عكازيها و هى تقول بالم :- اااه
الطبيب بلهفة :- باعتذر منك انتى منيحة
حياة بدهشة :- حضرتك عربى
الطبيب بابتسامة :- ايه انا لبنانى
اسند الطببيب حياة و اجلسها على احد كراسى الردهة قائلا :- انتى منيحة
حياة :- ايوه الحمد لله
الطبيب :- انا دكتور مراد و انتى شو اسمك
حياة باباتسامة :- اسمى حياة
مراد بابتسامة :- انتى مصريك مو هيك
حياة بضحكة :- ايه هيك
ضحك مراد قائلا :- طيب شو خلاكى تنهضى من تختك و انتى مرضانة
حياة بقلق :- عايزة اطمن على ماما اصلها قالتلى نازلة تجيب حاجة و اتاخرت اوى و خايفة عليها
مراد بتفكير :- والدتك كيف بتكون
حياة بحيرة :- يعنى ايه
مراد موضحا :- يعنى شكلها ايه بالمصرى
حياة بتفهم :- اه هى لابسة طرحة و تيير نفس اللون و مليانة شوية و عندها حوالى 53 سنة
مراد بتذكر :- اواعيها لونها زيتى
حياة بلهفة :- ايوه مظبوط
مراد باشفاق :- الست الوالدة غابت عن الوعى من شوى و نحنا قومنا باللازم معها
حياة بخضة :- ماما طيب هى عاملة ايه دلوقتى
مراد بسرعة :- ما تخافى هى منيحة هو كان انخفاض فى الضغط نتيجة انفعال بس هى منيحة هلا
حياة ببكاء :- طيب عايزة اشوفها
مراد :- تعى معى
استندت حياة على عكازيها و مشت معه و وصلت الى غرفة ف اخر الممر
فتح مراد الغرفة فدخلت حياة بلهفة باكية و القت بنفسها بجانب والدته قائلة ببكاء :- ماما حبيبتى حصلك ايه
فتحت خيرية عينيها و قالت بضعف :- حياة ايه اللى قومك من سريرك
حياة ببكاء :- قلقت عليكى و خرجت اطمن و الدكتور دلنى على اوضتك
مراد :_ حمد لله على سلامتك بالاذن منكم
خرج مراد من الغرفه و تركهم
حياة ببكاء :- مالك يا ماما فى ايه
بكت خيرية بشدة و لم تستطع الاجابة
حياة بحزن :- انتى زعلانة من بابا عشان سايبنا لوحدنا
اشتد بكاء خيرية و لم تجيب ايضا
حياة بقلق متصاعد :- ماما فى ايه
خيرية بصراخ :- ابوكى مات يا حياة خلاص بقينا فى الدنيا لوحدنا
الجمت المفاجأة لسانها فقالت بصوت مبحوح :- ايه
و ابتسمت بمرار و قالت :- حضرتك بتهزرى صح
خيرية بانكسار و بكاء :- الكلام ده مفيهوش هزار يا حياة
حياة بهدوء غير مصدقة :- يعنى بابا مات مات و هو بعيد عنى مات من غير ما اودعه مات و محضرتش جنازته مات و يسابنى لوحدى خلاص
و انفجرت فى بكاء مرير فاخذتها خيرية فى احضانها قائلة ببكاء :- لينا ربنا يا بنتى احن علينا من اى حد
حياة ببكاء :- و نعم بالله بس صعبان عليا انى مش هاشوفه تانى
خيرية ببكاء :- خليكى مؤمنة يا بنتى و قوية زى ابوكى ما رباكى
ازداد بكاء حياة و هى فى احضانها
و هى تقول :- ربنا يرحمك يا بابا
و قالت بدعاء باكى :- يارب قوينا على بعده يارب
فى المساء
وقف احمد و محمود فى اول سرداق العزاء يتلقون العزاء فى عمهم
مال احد المعزين على الجالس بجواره قائلا :- هى العيلة دى جاتلها شوطة و الا ايه شوقى و بعده عبد المجيد على طول
الاخر باشفاق :- عندك حق يا عينى على ولادهم ربنا يرحمهم يارب
الاول بصوت خافت :- بس انا سمعت ان حادثة عبد المجيد بفعل فاعل
الاخر باستغراب :- ازاى
الاول :- بيقولوا الفرامل مفكوكة بفعل فاعل
الاخر بحزن :- الله اعلم خلينا فى حالنا كل شىء هيبان مع الايام
الاول بتنهيدة :- عندك حق
فى هذه الاثناء وقف ادهم و الده امام احمد و محمود ليقدموا واجب العزاء
مدا ادهم يده اليهم قائلا :- البقاء لله
سلم محمود قائلا :- و نعم بالله شكرا يا استاذ
و سلم احمد على يوسف قائلا :- شكر الله سعيكم
سلم يوسف عليه قائلا :- غفر الله ذنبكم
يوسف بتساؤل :- انتم ولاد الاستاذ شوقى صح
احمد بحذر:- ايوه مين حضرتك
يوسف :- انا المهندس يوسف و ده المهندس ادهم ابنى خطيب حياة
محمود بصدمة :- ايه خطيبها من امته ده
اما احمد فابتسم و قال ببرود :- اكيد حضرتك غلطان حياة دى خطيبتى انا
ادهم بتحدى :- اظن انها سابتك يوم كتب الكتاب و فضلت الموت عليك انا كنت حاضر يومها
احمد بغضب مكتوم :- كلامك ده مش حقيقى و حياة خطيبتى انا و لما ترجع من بره هتشوف بعينك
نظر المعزون اليهم
فشد محمود على يد اخيه قائلا :- احمد الناس بدأت تبص علينا
ادهم :- لما ترجع حياة هتقولك بنفسها مين خطيبها ماشى يا استاذ
امسك يوسف بيد ادهم قائلا :- يلا يا ابنى كلامنا مع مدام خيرية اما ترجع
نظر ادهم لاحمد بتحدى قبل ان يغادر كأنه يخبره بعيون صارمة قائلا :- ابتعد عن حبى فلن اتركه لك بسهولة
نظر له احمد بسخرية يخبره بعينيه قائلا :- انت لا تعرفنى فهى لى حق مشروع و لن اتنازل عنه مهما كان
شد يوسف ادهم من امامه قائلا :- يلا يا ادهم
انصرف ادهم مع والده
فى هذه الاثناء وصلت فرحة الى المشفى التى تعالج به بثينة فى حالة يرثى لها بعدما قضت يومها هائمة فى الشوراع تبكى على من اعطته قلبها و خدعها على من احببته بعدما تأكدت ان حبها الاول لم يكن حبا بل كان احتياج للحب الذى وجدته مع حسام
اقتربت من حجرة بيثنة و عندما همت بالدخول سمعت صوتا يقول بغضب :- انا مش عارف الحيوان ده قالها ايه من ساعتها مش عارف اوصلها و تليفونها مقفول
فرحة بدهشة محدثة نفسها :- حسام
تراجعت عن فتح الباب و وقفت خلفه
فسمعت بثينة تقول بقلق :- يكون قالها اننا متجوزين
حسام بحيرة :- مش عارف طيب هى مكلمتكيش النهاردة
بثينة :- لا و باتصل بيها برضه غير متاح
حسام بألم :- لو كانت عرفت اننا متجوزين و مخبيين عليه مش هتسامحنا ابدا
فتحت فرحة البا فى هذه اللحظة و هى تنظر لهم و قد انسابت دموعها على وجهها
نهضت بثينة من مكانها قائلة بدهشة :- فرحة
حسام بصدمة :- انتى واقفة عندك من امته
فرحة بسخرية مريرة :- من بدرى يا حسام بيه
و استدرات لبثينة قائلة :- عاملة ايه يا بثينة هانم ان شاء الله يكون جوزك قدر يخفف عنك الزهق باللعبة اللى لعبوتها عليا
اقتربت منها بثينة و مسكت يدها قائلة بترجى و الدموع فى عينها :- فرحة ما تفهميش غلط انا حاكية لك ظروف جوازنا و انتى عارفة انه كان غصب عننا
نفضت فرحة يدها قائلة بهيستريا :- مهما كان مش من حقكم تخدعونى و تخلوا الناس تقول عليا واحدة رخيصة حبت واحد متجوز عشان فلوسه
حسام بغضب :- الحيوان اللى اسمه شريف هو اللى قالك كده صح
فرحة بغضب :- عرفنى حقيقتك القذرة اللى بتشاركك فيها مراتك المصون انكم تضحكوا على عقول الناس عشان تتبسطوا انتوا
حسام برجاء :- انا مش هاحاسبك على كلامك ده دلوقتى لانى عارف انك مصدومة بس صدقينى انا عمرى ما حبيت حد غيرك و غلط كتير فى حياتى بس ربنا عوضنى بيكى
فرحة ببكاء :- خلاص الكلام ده ملهوش لزمة اللى يبدأ بالكدب هيفضل طول عمره كداب خلاص ما بقتش اثق فيك
حسام بحزن و قد ترقرقت الدموع بعينيه :- فرحة ما تقوليش كده
فرحة بهستريا :- ما تنطقش اسمى على لسانك
كانت بثينة تتابع الموقف و قد انهمرت دموعها و قالت :- فرحة اهدى صدقينى و الله احنا مكنش قصدنا احنا بنحبك اوى و مكناش عايزين نصدمك كنا هنطلق الاول و بعدين هنقولك عشان تبقى الامور سهلة بس الله يسامحه شريف ده لخبط كل حاجة
فرحة بسخرية مريرة :- قصدك فتح عينيا على حقيقتكم الكدابة انتم كلكم ما تستاهلوش الحب اللى حبيته لكم
امسك حسام يدها قائلا بحب باكى :- فرحة انتى لو سيبتنى هاضيع
نفضت فرحة يده عنها قائلة بهستريا :- انت اللى ضيعتنى و كسرت قلبى ابعد عنى انا مش عايزة منكم حاجة خلاص
و فتحت حقيبتها و اخرجت العلبة التى تحتوى على الخاتم الذى اهداه لها
و القته فى وجهه قائلة :- ده التمن اللى كنت هتشترينى بيه
و خرجت مسرعة من الغرفة
فقالت بثينة يبنداء :فرحة استنى رايحة فين
و استدارت لحسام قائلة بترجى باكى : وراها يا حسام للتعمل فى نفسها حاجة
اسرع حسام خلفها و قلبه ينزف دما على حبه الذى اصابه الهلاك


التاسع عشر من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close