رواية صغيرة درغام الفصل الخامس عشر 15 بقلم سندريلا انوش
الفصل الخامس عشر:
من رواية صغيرة درغام بقلمي سندريلا انوش 
..
..كان يجلس يستمع اليهم في ملل وعن خطة اتحادهم مره اخري ونسيان الماضي..
فوقعت عيناه عليها..تسمر ثانيه..ثم التاليه..فانتفض وهو يقول:ياااانهاااار اسووووووودددد.
ركض درغام اليها بهمجيه وانتزع الكأس من يدها بعنف قائلاً بصراخ:انت بتهببي ايييي.
وقفت فجر وهي تترنح بثمل:اي يا درغام..بشرب عصير.
جذبها من ذراعها بقوه اليه ثم نظر في عيناها قائلا وهو يصك علي اسنانه بقوه:دي خمره.
شهقت بفزع قائله:خمره!
سار بها خارج المطعم وهي تتعثر خلفه من سرعته..واشار الي حراسته بالتحرك خلفه..ثم دفعها بجاوره بقوه واغلق الباب واتجه الي مقعده وتحرك..
في الطريق..
نظرت اليه فجر وهو متهكم الوجه وقالت بخفوت:درغام.
لم يجيبها فوضعت يدها علي ذراعه قائله بترجي:درغام رد عليا.
اوقف السياره بصوره مفاجئه وقال بصراخ:ارررددد اقول اي هااا ارد اقول اييي..ثم جذبها من ذراعها بقوه قائلا:انت شاربه خمررر..من اقوي انواع الخموررر..انا لما بشرب ربع الازازه ببقي دايخ مابلك انتت وانت في سن زي دا هااا.
تجمعت دموعها في عيناها فقال هو بقسوه:هتعيطي علي اي ها..انت واحده مستهتره..عديمة المسؤليه.
هبطت دموعها علي صدغيها..فقال بتنهيده حاره وهو يمسح تلك الدموع:بس مع ذلك..هفضل بحبك يا فجر.
حركه اهدابها بعد فهم قائله:ب..بتحبني!
احضتن وجهها بيداه قائلا بشجن:اه يا فجر..بحبك..بحبك من زمان اوي كمان..بس..بس.
وضعت يدها علي يده التي تحيط وجهها:بس اي؟
ابتعد درغام عنها ووضع يده علي وجهه قائلا:بس انا..هظلمك معايا..انا مش سوي ولا انسان كويس..انا قاتل مبعرفش غير قانون الدم وبس..انا..
قاطعته فجر قائله وهي تسحب يده التي تمسح علي وجهه بضيق:انت درغام اللي كنت بسمع صوته في احلامي وانا صغيره بس ماكنتش اعرف مين دا..انت درغام اللي قولتلي في مره..فجر لدرغام ودرغام لفجر..ثم ابتسمت قائله بمرح:وانت درغام اللي كنت بتحرضني ديما اني اضرب عبدو.
اقترب من وجهها بصدمه:ف..جر انت افتكرتي!
ضغطت علي كفه وهزت رأسها بالموافقه فقال بتعجب:ازاي..افتكرتي ازاي.
فقالت بثماله:يييييه مالوش لازمه بقي.
نظر اليه وابتسم فنظرت هي علي الزجاج وجدت قطرات مطر صغيره فقالت:انا اعرف واحد لما بيبتسم الدنيا بتشتي ساعتها.
ضحك درغام ولكنه قال بعتاب:لسا لسا هتشتغل دلوقت..دانت شاربه الازازه كلها.
صمت قليلاً ثم قالت:نفسي ارقص تحت المطر دا.
نظر درغام اليها باستنكار فضغطت هي علي الراديو..لتأتي اغنيه اجنبيه وهبطت من السياره فنزل درغام خلفها..
درغام بصرامه:اطلعي يا فجر.
فجر وهي تلف حول نفسها وتفتح يدها للسماء:تعالى معايا.
وقف ينظر الي حراسته ثم ابتسم والقى سترته داخل السياره واتجه اليها..

لف يد حول خصرها واليد اللخرى ممسكه بكفها واخذوا يتمايلون تحت الامطار وصوت ضحكاتهم تتعالى وتتعالى..تحت انظار رجال حراسته التي تكاد افواهم تصل الي الارض من هول الصدمه..فهم يعرفون انه قاسي بارد وليس الذي امامهم الآن..
ظلوا يضحكوا حتي تعبوا من الرقص وقرروا الرجوع الي منزلهم فحملها درغام..ودخل بها السياره ووضعه علي قدميه وهي في حاله من السكر ليست علي ارض الواقع حتي..
وقاد سيارته بهدوء والبسمه لا تفارق وجهه بالطع بعدما تبللت ملابسهم بالكامل..
في مكان آخر..
كان يستلقي انور علي فراشه الوثير وهو يفكر في حديثه مع سما في الصباح..
**فلاش بااك**
كانوا يجلسون في مطعم يطل علي النيل ويتناولوا غداءهم في صمت مريب..حتي تكلم وقال:سما مينفعش.
تركت سما الملعقه قائله:مينفعش اي؟!
انور بتوضيح:مينفعش يبقى في حاجه من نحيتك ليا..نظرة عينك ولمعتها لما بتشوفني بتأكدلي ان في حاجه.
نظرت سما الي الطعام وقالت بحرج:ا..انا اسفه جدا..ان..ا مقصدش..ولو وجودي فالشركه مضايق حضرتك..انا همش...قاطعها بلهفه:لا تمشي اي..ثم قال بوقار:احم يعني هتمشي لي يعني لا طبعا.
نظرت سما في الارض فقال هو:انا لما بقولك مينفعش..فدا لاني انا مينفعش اكون معاكي في يوم من الايام.
قالت سما بانفعال:علي فكره مش معني ان اهلي علي قدهم..قاطعها قائلاً:انت فهمتي اي بس انا مقصدش كدا طبعا..ثم علي لياقة قميصه وقال:انا اقصد مينفعش لظروف...لظروف تعبي.
رفعت سما اعينها لتتقابل مع اعينه قائله باستنكار:تعبك!
تنحنح قائلاً:اه تعبي..انا عندي حاجه كدا تمنعني من الجواز..ولاني اتاخرت في علاجي بسبب غروري وكبريائي..بقيت فرص شفائي تكاد تكون منعدمه.
نظرت اليه بأسى فتابع قائلاً:عشان كدا بقولك مينفعش..متبنيش حياتك وتوقفيها عليا..عيشي حياتك مع شخص سليم وسوي..مش شخص مريض! عارفه انا بحاول اكبح اي مشاعر بتتحرك من نحيتي ليكي للسبب دا..مالكيش ذنب تعيشي حياتك معايا بالشكل دا.
فقالت هي:طب هو اي طبيعة مرضك.
اخشن صوته وقال بخفوت:مالوش لازمه..مش هتفرق كدا كدا مش هتعالج.
ابتسمت برقه وقالت:مفيش حاجه بعيده عن ربنا..عرفني علي الاقل جايز اساعدك!
قال بسخريه طفيفه:يا سلام يعني الدكاتره معرفوش وانت هتعرفي!
سما:يضع سره في اضعف خلقه!!
نظر اليها بتوجس ثم تنهد بضيق وقال:ضعف.
سما بغباء:ضعف اي؟!
تنهد بضيق قائلا:هيكون ضعف اي يا سما ركزي معايا الله يسترك.
نظرت اليه وهي عاقده حاجبيها تحاول استيعاب حديثه..ثم بدءت بروي تخرك اهدابها فقال:كدا فهمتي.
احمرت وجنتيها وقالت:ط..طب عرفت ازاي..انت..انت..قاطعها قائلا:لا ماكنتش متجوز.
نظرت بتعجب وقالت:وعرفت ازاي؟!
انور بحنق:عرفت بطرقتي يا سما اهدي شويه عليا هو تحقيق.
حمحمت بتوتر وقالت:ولما انت عرفت مروحتش لدكتور لي علي طول.
اعتدل انور واقترب من وجهها قائلاً:الموضوع مش سهل علي اي راجل..بالذات المواضيع دي بتكون حساسه شويه..وجارحه لذات الراجل..وانا ماكنش عندي استعداد اكسر نفسي بالطريقه دي.
سما:اعذورني لو سمحت..بس انت عبيط.
ارجع ظهره وقال:نعم!
سما:اه عبيط..لان حاجه زي دي لا عيب فالراجل ولا اهانه..دا مرض زي اي مرض وبيتعالج..مهما حصل..لكل داء دواء الا الهرم **الكبر فالسن**
انصت انور اليها باهتمام وهي تقول:انور..روح كمل علاجك مع دكتور شاطر وهترجع كويس باذن الله.
اشاح بنظره بعبدا ولكنه نظر اليها مجدداً عندما شعر بكفها الرقيق يلمس كفه قائله:عشان خاطري..روح كمل..وانا مستعده ادعمك نفسيا او اعمل اي حاجه تساعدك عشان تخف.
نظر الي كفها وقال:لي هتعملي كدا في نفسك..اي واحده مكانك هتقول وانا مالي حتي لو بتحبني..هضيعي وقتك معايا وممكن بردو متعالجش!
ضغطت علي كفه بحنو وكأنها تمده بالطاقه منها قائله بحرج:عشان..انا مش بحبك..انا..قاطعها قائلاً:لو عشقاني كلام تاني!
ضحكت بخفوت وقالت بخجل:اه.
انور بتفهم:بس انا عندي ماضي اسود!
سما: نسيب الماضي بأخطائه..ونعيش الحاضر واحلامه.
نهض انور قائلاً:هروح للدكتور تاني دلوقت..ثم اضاف ببسمه مشرقه اسرت قلبها:شكرا يا سما.
نظرت اليه بعشقا جارف قائله:متشكرنيش علي واجب يا انور.
اقترب من اذنها قائلاً:انور حاف كدا.
نظرت حولها بتوتر وقالت:اا..ااا اه اومال أقولها ازاي.
قال بخبث:يعني مثلا حبيبي..او بيبي.
سما باستنكار:كل دا بيبي!
نظر اليها بسخط وقال:انا غلطان يا روحي.
مسكت سما ذراعه قائله:قولت اي..قولها تاني الله يسترك.
انور وهو يبعد يدها وينظر حوله بتوتر مصطنع:بت بت الناس بتبص علينا يا بت.
سما وهو تهزه بقوه:قولها تاااني ونبيييييي.
انور وهو يهز رأسه للناس بتفهم:عبيطه يا جماعه معلش..ثم ابعدها عنه وهو يقول بخفوت:قولت روحي..خلاص بقي.
جذبته من ذراعه وقالت:لا قولها بصوت عالي.
نظر حوله وقال:طب مش هنا مش هنااا.
ثم ابعد يدها وسار مسرعاً فقالت:بيبي طب انا وضعي اي دلوقت..ثم عندما لاحظت ابتعاده قالت:ولااا خد هنا يلااا استني.
ثم ركضت خلفه حتي وصلت الي سيارته وصعدت بجانبه..فقال:يلا يا هبله.
سما:هديها بس يلا اطلع علي الدكتور بتاعك دا نروح سوا.
انور بصدمه:اييييي..لا يمكن طبعا انت هبله ولا اي؟!
سما وهي تضرب مقود سيارته:اطلللععع بدل ما اغوزززككك انننجز بحلاوة عينك دي.
نظر انور بضيق ثم ادار محرك السياره واتجه الي الطبيب..
**باك**
تبسم انور بهدوء قائلاً:هتعالج عشانك انت وبس يا سما..انت وبس.

عند درغام..
وصل درغام الي الفيلا وحمل فجر الي غرفته بعدما لاحظ ارتفاع درجة حرارتها بسبب الخمر..التي تجرعته بكثره..ثم طلب من احدي الخادمات ان تغير ثيابها ايضا..
فأردات منامه من الحرير باللون الرمادي..واحضر درغام قطعه من القماش المبلله بالماء البارد..وجلس بجانبها..ووضعها علي جبينها..انتفض جسدها بقوه بسبب برودة الماء..ثم بدءت تهدء رويداً رويداً..
تنهد درغام قائلا:اخرت دماغك الناشفه.
فجر بوهن:اسفه والله فكرته عصير بس مر سيكا.
درغام بتهكم:مرر!..ثم اضاف قائلاً:عمك جبر جاي بكرا.
فجر:لي!
درغام:يا امة محمد..هيكون جاي لي يا فجر.
فجر:لي يا درغام.
مسح وجهه بضيق قائلاً:انا لو جالي شلل هيكون منك.
فجر بضيق:بعد الشر..وبعدين افتكرت عشان موضوع جوازنا وكدا.
درغام:شاطره..ها موافقه.
فجر:لا مش موافقه وخد منه الجاتوه واكرشه.
درغام:يانهار اسود عليا وعلي سنيني.
فجر بهلع:درغام درغاممم.
درغام بقلق:في ايي؟!
فجر بصوت انوثي:عندكوو شااااامبوووو...
