رواية الوصية الثلاثية الفصل الرابع عشر 14 بقلم سهيلة محمد

________________________________

وفي اليوم التالي والتي كانت فيه منة تجلس بجانب صديقتها آمنه ضحكاتهما تملئ المكان لتقول آمنة بخبث "طب تعالي نقوم نرقص شوية بدل الزهق ده"

نظرت لها منة بحماس وهي تقول "تمام بس اقفلي الباب لحد يعدي" فعلت آمنه ما تريده ثم نظرت لمنة التي كادت أن تقوم بتشغيل موسيقى لتوقفها آمنه وهي تقول "لا، احنا هنتصور مع بعض على التيك توك"

"يوه يا آمنه قولت لا" قالتها منة بغضب لتقترب منها آمنه وهي تقول بخبث "يابت في ايه مش هنزله متخافيش حاجة كدة بينا للذكرى"

نظرت لها منة قليلًا ثم قالت بتوتر "ماشي، بس هنتصور على تلفوني انا" تاففت آمنه بغضب ثم حاولت الهدوء وهي تقول "طب تمام هاتي تلفونك"

اتت منة بهاتفها ثم قامت باختيار موسيقى هادئه بعض الشئ لتنظر لها آمنه بخبث وهي تقول "لالا هاتي حاجة كدة تريند شعبي نرقص عليه"

"متعودتش ارقص قدام كاميرا" قالتها منة بتوتر لتقول آمنه بملل "يا منة ده تلفونك في ايه بقى؟" تاففت منة بغضب ثم أومأت وهي تأتي بما تريده ثم ضغطت على زر البدأ لتقف بجانب صديقتها وتبدأ الموسيقى لتبدأ آمنة في الرقص بحركات مثيرة بعض الشئ

بينما منة كانت تحرك يديها على حركات الأغنية فقط وهي تبتسم حتى انتهى مقطع الفيديو، نظرت آمنة للفيديو لتقول بخبث "اعمليله شير"

نظرت لها منة بفزع لتقول آمنه بخبث "في ايه يا منة متبقيش اوفر، ياستي انا الي برقص اهو انتي يدوب بتحركي ايدك زي كلمات الأغنية بس، شيريه متخافيش مفهوش حاجة ما الناس كلها بتعمل شوفتيهم اتقال عليهم حاجة ولا حصلهم حاجة؟ اسمعي كلامي وصدقيني هتلاقي تفاعل قمر يلا جربي مش هتخسري حاجة"

نظرت لها منة بتوتر وتشتت لتجد اصبعها يقترب من تلك العلامة الحمراء التي مكتوب أعلاها (نشر) ضغطت بالفعل وبدأ مقطع الفيديو في التحميل حتى بالفعل انتشر

ابتسمت آمنه وقد وصلت لمرادها لتقترب منها أكثر وهي تقول "اتنين قمرات زينا، بمجرد ما الفيديو ده يتشاف هيبدأ التفاعل يزيد والمتابعات تزيد والكل عايز يشوف الجمال ده كل يوم في فيديو شكل، واهو لا رقصتي ولا اي حاجة خادشة للحياء يعني، انتي بس بتعملي زي ما الكل بيعمل على التيك توك، رجالة وستات، سيبك من الي انا بعمله، لكن الي انتي بتعمليه عادي مفهاش جريمة يعني"

تنهد منة ثم ألقت الهاتف على الفراش وهي تقول "قومي ناكل يا آمنه" ابتسمت آمنه وهي تسحب حقيبتها وقد حققت ما أتت لأجله "لا يا روحي انا همشي انا علشان متاخرش، متنسيش بقى لو جاب تفاعل نبقى نعملنا كمان واحد"

ابتسم وهي تخرج من الغرفة وهي تبتسم وتنظر في هاتفها ولم تنتبه لهذا الذي اصتدمت به

رفع جاسر نظره لتلك الفتاة والتي لم تكن سوا آمنه ليقول باحراج "آسف مخدتش بالي" ابتسمت آمنه بهدوء ولطف فقد كانت مثل الملاك ليست تلك الخبيثة التي كانت تقبع في الاعلى "ولا يهمك، بعد اذنك"

خرجت آمنه من المنزل وهي ترفع الهاتف على أذنها وهي تبتسم وتقول "الي انت عايزه حصل، فلوسي توصلي بقى حلاوة الامانه" أومأ بهدوء وهو يغلق الخط ثم قام بفتح هاتفه ليرى الفيديو على صفحتها ليبتسم بانتصار وهو يقول بحماس "والله يا منمون تستاهلي لايك وحركة اكسبلور"

______________________________

كان الثلاثة يجلسون في غرفة آسر الذي قال "هنتحرك انهاردة؟؟" أومأ جاسر وهو يقول "لازم تتحرك بسرعة علشان نخلص من الحوار ده ونشوف فريدة"

نظر آسر نحو ياسر وفي ثواني كان يضربه بغضب ليتاوه ياسر وهو يقول بغضب "انت عبيط ياض في ايه؟؟" وقف آسر وهو يمسكه من تلباب قميصه ويقول "زعقت لأروى امبارح؟"

"ما انا صالحتها والله" قالها ياسر بتعجب ليصرخ آسر به "ما دي المصيبة؟ البت جاية تقولي ياسر صالحني اقولها عمل ايه تقولي قالي ما خلاص بقى، جرا ايه يا مكن واتركن؟ بتقول لأختي جرا ايه يا مكن واتركن ومستغل أنها مش بتفهم لغة التكاتك؟؟"

فتح ياسر عينيه بصدمة وهو يقول "هي قالتلك؟ اه يابنت العبيطة" كتم جاسر ضحكاته وهو يقول "يعني ايه يا مكن واتركن يا ياسر؟"

"مش مهم اهو اتركن وخلاص بقى" قالها ياسر وهو يحاول ابعاد آسر عنه ولكنه اقترب منه وهو يقول بغضب "والا، بتعامل البت أروى كدة ليه انا مش عبيط ها، ده انا خاربها وداير خلي في علمك"

"والله يابني مش قصدي حاجة وحشه، انا معجب بيها يخربيتكم مصر كلها خدت بالها وهي لسة" قالها ياسر وهو يدفعه بعيدًا عنه لينظر له آسر بغضب وهو يقول "ومقولتليش ليه؟"

"مش لما اتنيل اقولها هي الأول ابقى اقولك" قالها ياسر بتذمر ليقول آسر بتشنج "أيوة يعني وبعد الاعجاب؟"

"ولا حاجة، لما احبها نبقى نشوف" قالها ياسر ببساطة لينظر له آسر بتشنج وما كاد أن يتحدث حتى قاطعه ياسر وهو يقول "والا بقولك ايه انا لحد دلوقتي مفيش بيني وبينها حاجة علشان بس متتعصبش على الفاضي، انا عمري ما هروح اقولها ولا يبقى فيه بينا حاجة غير لما اتاكد من حبي ليها علشان انا مش عيل اطلع من دماغي بقى"

ضيق آسر عينيه بشك ثم أشار بإصبعه نحو عينيه وعين ياسر علامة أنه يراقبه ليبتسم ياسر بسخرية ثم انتبهان لجاسر الذي كان يتحدث في الهاتف وهو يقول "جاك ارجوك توقف عن هذا الحديث الآن انا لست متفرغ لرؤية اعمالك الرائعة تلك"

Queen

Sponsored by LORD

أغلي منتج هديه لما تشتري

تأفف جاسر بملل عندما استمع لصديقه يقول "توقف جاسر، واذهب الآن إلى التيك توك وشاهد مقطع الفيديو الخاص بي الجديد وأخبرني عن رأيك في اسرع وقت، انتظرك"

تأفف جاسر وهو يغلق المكالمة ويلقي هاتفه وهو يقول "فين فيفي وطنط يسرا؟" ابتسم آسر وهو يقول "ماما خدت فيفي علشان تقبض المعاش ويتمشوا شوية"

"معاش ايه هي فيفي محتاجة؟" قالها جاسر بصدمة ليقول ياسر بسخرية "انت عبيط يابني انت عايزها تضيع خمسمئة جنيه كدة في الهواء؟"

قاطعهم طرق الباب ودخول اسراء وهي تقول بملل "في ايه بقى هنقعد مع بعض كتير؟ ما نطلع على المصلحة" نظر لها جاسر بتعجب وهو يقول "مش لما نفطر الاول؟"

"نفطر ايه يا عم ده وقت غداء الساعة خمسة" أنهى ياسر حديثه لتتافف اسراء وهي تقول "الله يباركلكم نخلص من الهم ده عايزة ارجع الحارة"

"طب روحي انتي يا اسراء دلوقتي واحنا هنقوم" أنهى آسر حديثه لينتبه لاحمرار وجهها ولكن ليس خجلًا بل كان غضبًا من نطقه لاسمها هكذا بكل بساطة وظنت أنه عندما يرى غضبها سيتراجع عن هذا ولكن ابتسم وهو يرفع حاجبيه بمشاكسه لها "ما يلا يا اسراء روحي نادي منة وأروى"

خرجت اسراء بغضب وهي تغلق الباب بحدة ليضحك آسر بدون شعور ليقول ياسر بتذمر "ياعم متضايقهاش هي بتكره الاسم ده فعلا" ابتسم آسر وهو يقول "أصلها رخمة بس انا عايز اعرفها اني ارخم منها، وبعدين ماله الاسم يعني كرهاه ليه؟"

"علشان عمها حسن هو الي مسميها، فبعد طبعا الي عامله فيها هي كرهته وكرهت اسمها، وبقى اسمها اوس اوس خلاص" أنهى ياسر حديثه ليقول جاسر بملل "ممكن نقوم ناكل؟؟"

اومأ الجميع وخرج الثلاثة من الغرفة ليجدوا أروى تركض نحو آسر وهي تقول "آسر جيبتلك شوكولاته" صدم ياسر من شعوره بالغيرة نعم صدم من هذا فلما يشعر بالغيرة من شقيقه وهو من المفترض شقيقها أو مثل شقيقها، ولكن نضع أسفل مثل مئة خط، هو ليس شقيقها هو شقيقه هو لذلك يشعر بالغيرة ولكنه صمت وتابع الأمر بهدوء

بينما آسر ابتسم باستفزاز وهو يقول "اخلصي عايزاني اقنع ماما بايه؟؟" ابتسمت أروى باحراج وهي تقول "اروح عيد ميلاد هبة صحبتي بكرة"

فكر آسر قليلًا ثم ابتسم بمكر وهو يقول "اشطا بس بشرط"

"بص، براحتك" قالتها أروى بحماس ولكن تبخر حماسها عندما جلس آسر على الأريكة وهو يقول ببرود "تخشي انتي ومنة دلوقتي تعملولنا اكل قبل ما نتحرك"

تشنجت ملامح منة وهي تقول "وانا مالي يا عم هي الي عايزة تروح لصحبتها" جلس ياسر وهو يقول بغضب "واحنا مالنا احنا، خشوا كدة اعملولكم همة واعملوا اكل يسرا وفيفي مش هنا وتحية إجازة"

نظر جاسر لهاتفه وهو يقول "انا ممكن اطلبلكم اكل" أوقفه آسر وهو يقول بغضب "ياعم اقعدلنا على جنب بقى احنا يومين وهنشحت لو مخدناش الورق ولقينا فريدة"

تاففت أروى بغضب وهي تقول "انا مبعرفش اعمل اكل الحاجة الوحيدة الي بعرف اعملها بيض مسلوق" نظر لها ياسر بابنهار وهو يقول "تعرفي أن دي اكله مش اي حد يعرف يعملها، ممكن مقادير الماية الي بتحطي فيها البيض علشان يتسلق"

"متتريقش" نظر ياسر لكلمتها بغضب ليقول بسخرية "اصل ايه مبعرفش اعمل اكل دي؟ اومال ست ازاي؟ وبعدين هاكل انا بعد كدة ازاي اكيد مش هقعد عمري كله اطلب في اكل من برة"

"وانا مالي ومالك أكلك بعد كدة؟" قالتها أروى بتعجب لينظر لها ياسر بقرف ثم ينظر نحو التلفاز بينما آسر نظر نحوه وهو يضحك بشدة بينما جاسر قال بملل "خشوا بقى اعملولنا لقمه مكلناش من الصبح"

نظرت منة نحو جاسر وهي تقول بتوتر "بس انا عمري ما دخلت مطبخ؟" نظر لها جاسر وهو يبتسم بلطف قائلًا "عادي جربي مش هتخسري حاجة، لازم تتعلمي كل حاجة علشان يفيدك بعد كدة لو عوزتي حاجة وقت ضرورة تكوني عارفة بتتعمل ازاي، جربي وحاولي واغلطي مرة واتنين واتعلمي انتي قدها وهتتعلمي بسرعة على فكرة"

ابتسمت بدون شعور وهي تشعر بحماس أن تقف الآن وتركض نحو المطبخ تقوم بطهي اشهى الاكلات، بينما آسر نظر لشقيقه بتشنج وهو يقول "يا عم هي هتقوم تدرب لماتش كاس افريقيا؟ دي قايمة تعمل أكل"

"يابني بشجعها حتى لو حاجة تافهه علشان يبقى عندها حماس ليها" قالها جاسر بتعجب من منطق آسر لتقول منة بلا شعور "والله انتم ما فيكم غير جاسر"

ابتسم جاسر باحراج وهو يعدل من وضع نظارته قائلًا "تسلمي يارب الهي تنستري" ضحكت منة على رده الغريب بالنسبة لها بينما آسر نظر نحو اسراء وهو يقول "يلا هزي حيلك معاهم"

نظرت له اسراء بتشنج وهي تقول "انا ضيفة هنا يغالي!" ابتسم آسر باستفزاز "أيوة ما علشان انتي ضيفة فمن الزوق والدم انك تقومي تساعدينا يلا هزي حيلك معاهم يا ماما حمريلك بطاطساية ولا اعمليلنا كوبايتين شاي يلا"

تاففت اسراء بغضب وهي تقول "يا معلم ياسر ما تتكلم، انا مبعرفش اعمل اكل انا، اقولك خليهم هما يعملوا وانا هغسل المواعين" نظر لها ياسر بملل وهو يقول "اوس اوس انتي مش غريبة البيت بيتك يعني، وبما أن البيت بيتك فيلا قومي مع البنات اعملولنا لقمه"

تاففت اسراء بغضب وتذمر هي تذهب خلف الفتاتان نحو المطبخ لينظر جاسر لاخوته وهو يقول "تفتكروا هيولعوا في المطبخ؟؟" نظر له آسر وهو يقول "بص انت اطلب مية تمانية وتمانين رقم المطافي واعمل اوردر احتياطي"

نظر لهما ياسر بغضب وهو يقول "يجدعان في ايه الطبخ ده بيبقى حاجة في الستات بالفطرة اكيد هيبدعوا" أنهى حديثه تزامنًا مع استماعهم لصوت تحطيم شئ وصوت عالي يأتي من نحو المطبخ ليقول ياسر بفزع "اطلب المطافي يا جاسر، ولو الكسر زاد اطلب البوليس"

اخرجت منة رأسها من خلف الحائط وهي تقول بتذمر "الصينية الازاز دي الي بيسموها بايركس دي بتاع ماما اتكسر مني بالغلط اعمل ايه هترضى تطلع معايا في المسامح كريم؟" ابتسم لها جاسر بتشجيع وهو يقول ببلاهه "عادي يا منة لو كان خيرًا لبقى"

"انت صح" قالتها منة بحماس وهي تدخل للمطبخ مرة أخرى ثم تنظر للفتاتان وهي تقول بحماس "هنعمل ايه؟؟" نظرت أروى حولها بغضب ثم ذهبت لتخرج رأسها من خلف الحائط تنظر للثلاثة وهي تقول ببلاهه "ممكن حد ييجي يولعلي البوتجاز علشان مش عارفة؟"

نظر لها ياسر بغضب وهو يعض شفتيه السفلية ثم وقف وهو يذهب نحو المطبخ ويقول بغضب "ماله البوتجاز يا ماما مش عارفة تولعيه ليه؟" نظرت له أروى بتوتر وهي تقول "اصل كل ما اجي اولع بالولاعه واميلها ناحية العين بتاعة البوتجاز النار بتاعة الولاعة تميل ناحية صباعي تلسعني"

نظر لها ياسر بسخرية وهو يقول "تصدقوا انكم بنات خرعة، يا حبيبتي الولاعة دي تحطيها ناحية العين كدة وبعدين تروحي دايسة على الزرار فتشتغل اهيه سهله" أنهى حديثه بعدما اشعل النار لتقول أروى بغضب وهي تسحب الإناء من خلفه "أخرج برة مش عايزة منك حاجة، انا مطلبتش منك اصلا"

"بقى كدة؟ طيب" أنهى حديثه وهو يغلق النيران مرة أخرى ثم تركها ورحل لتنظر أروى نحو النار التي انطفئت بصدمة وهي على وشك البكاء

كانت إسراء تنظر نحو صدور الدجاج التي وجدتها بحماس ثم نظرت نحو عبوتان إحداهما تحمل نشا والأخرى تحمل دقيق وهي لا تعلم ايًا منهما الدقيق لذلك أمسكت بالعبوتان ثم خرجت وهي تذهب نحو آسر وتقول بحيرة "انهي فيهم الدقيق؟"

"نعم؟" قالها آسر ببلاهه لتقول إسراء بغضب "اخلص منة قالت إن واحد دقيق والتاني نشا، انهي الدقيق"

"وانا اعرف منين انا؟" قالها آسر بغضب لتقول إسراء بتذمر "بص، دوقهم، وشوف مين فيهم الدقيق علشان اعمل البانيه"

"يارب ارحمني برحمتك هتجلط، ادوق ايه ياست انتي عبيطه هو شوكولاته؟" قالها آسر بغضب لتقول اسراء بتذمر "براحتك بس مترجعوش تقولوا الاكل وحش بس"

عادت إسراء للمطبخ مرة أخرى بينما منة كانت تنظر نحو اناء الزيت بتركيز ثم ابتعدت للخلف وامسكت بالبطاطا وهي تلقيها من بعيد نحو الزيت ليصدر صوت عالي ويلقى الزيت عليها لتصرخ بألم ليدخل جاسر للمطبخ بسرعة وهو يقول بفزع "فين طفاية الحريق؟؟"

نظرت منة نحو جاسر وهي تقول بغضب "برمي البطاطس من بعيد وبردو بتطرطش عليا زيت! اعمل ايه طيب؟" تأفف جاسر ثم اقترب منها وهو ياخذ منها الصحن قائلاً "مش يقولك الثعبان ميلدغش غير الاهبل؟"

"يا راجل؟" قالتها منة بتعجب ليقول جاسر بغضب "بصي الزيت ده عامل زي الكلب كدة بيشم ريحة الخوف، لو رميتي البطاطس من بعيد وانتي خايفة الزيت يعرف فيطرطش عليكي ويلسعك، لكن لو قربتي منه بكل ثقة وحطيتي البطاطس وانتي مش خايفة مش هيقدر يعملك حاجة"

كانت منة تستمع له باهتمام لتنتبه له وهو يضع البطاطا بكل هدوء داخل الزيت وبدون أن يبتعد لتفتح فمها بانبهار عندما ترى الزيت كما هو يغلي بكل هدوء ولم يقترب من جاسر لتستمع لحديث جاسر "يلا حطي كدة ووريني"

أمسكت البطاطا بحماس ثم حاولت وضعها داخل الزيت مثلما فعل لتنجح في ذلك لتبتسم بسعادة وهي تقول "الله عليك يا جاسر بجد" ابتسم جاسر وهو يقول "شوفتي بقى انك تقدري تعملي اي حاجة المهم يبقى عندك إرادة للحاجة الي هتعمليها"

ابتسمت له منة بامتنان وهي تقول "في حاجات كتير اوي بسببك بقى عندي إرادة ليها، أولهم المذاكرة" ابتسم لها جاسر وهو يقول "وباذن الله تبقي قدها وتفرحينا بتقديرك، المهم متقلبيش البطاطس خالص لحد ما تحسي انها نشفت كدة وبدأت تصفر فتقلبيها كتير علشان تطلع مقرمشة" أومأت منة بحماس وهي تقرر أن تتبع تعليماته

بينما آسر كان يقف بجانب اسراء وهو يحاول إقناعها أن الدجاج يجب أن يُتبل اولًا بينما هي تقول بغضب "يا جاهل في التلفزيون بيطلعوه من التلاجة على البيض ومن البيض للدقيق ومن الدقيق للزيت"

"طب البقسماط مش في حساباتك؟ طب فيجتار حتى؟ وبعيدن هما بيطلعوه من التلاجة علشان بيكون شرب التتبيله الي انتي مش راضية تعمليها" أنهى آسر حديثه الذي يعتبر كان يصرخ به لتقول إسراء ببرود "حلو وانا طلعته من الفريزر يبقى اكيد شرب التتبيله وهضم بيها كمان"

"يابنتي بقى وربنا احنا لسة جايبين البانيه ده امبارح مفهوش نيلة تتبيله" نظرت له بغضب وهي تقول "بقولك ايه مش عاجبك تعالى اعمله انت متقرفوناش بقى"

"انتي هتعملي ايه يعني هو انتي فاكرة نفسك الشيف فاطمة ابو حاتي، انتي هتقطعي بصلاية وفوقيها بيضتين وشوية ملح وفلفل" نظرت لحديثه بصدمة لتشهق بشكل افزعه عندما قالت "انت عايزني اقطع بصل؟"

"فيه ايه هو انا بقولك قطعي شرايينك؟" قالها آسر بعدم تصديق لردة فعلها ثم تأفف بغضب وهو يسحب الصحن من أمامها قائلا "روحي اغسلي البانيه وانا هعمل التتبيلة"

"هو مش انتم بتخلوا الفرنجي ينضف اي فراخ بتشتروها؟" أنهت اسراء حديثها ليقول آسر بتعجب "اكيد!"

"خلاص عايزني اغسلها تاني ليه ماهي اكيد اتنضفت" قالتها ببساطة ليفتح عينه بصدمة وهو يقول "ايه العفانة دي انتي خطر تتكاثري مهو يا اما هيورثوا الغباء ده يا اما مش هيلحقوا وهيموتوا بسبب الغباء والتسمم الي هيحصل"

بينما ياسر كان يقف بجانب أروى التي قالت بغضب "لا قولت لا مش هأمر عيش هحطه في الفرن" اخذت يده شكل القبضة وكاد أن يلكمها ولكنها عادت للخلف برعب بينما هو اوقف يده وهو يقول بغضب "يابت متجننيش امي، أمري العيش بقولك لو اتحط في الفرن هيجَلد"

"لا مش هعرف أأمره انا واحط ايدي في النار" قالتها أروى بغضب لينظر لها بتشنج وهو يقول "ليه ياختي ما تمسكي طرفه كدة وقلبيه يمين وشمال، تتلسعي من بوتجاز فريش ولا تتلسعي في نار جهنم؟"

تاففت بغضب وهي تحاول الاقتراب من الخبز وتمسك طرف صغير للغاية منه وتحمله بهدوء من على النار ليتمزق هذا الطرف بسهولة ويقع الخبز لينظر لها ياسر بغضب بينما هي ابتسمت ببلاهه وهي تمسك الخبز مرة أخرى وتضعه ثم أبعدت يدها بسرعة بخوف من النار لتنتبه لياسر الذي صفع وجهه بكفه وهو يقول بغضب "الصبر يا رب، وربنا ما خارج غير لما تأمري العيش وتمسكي الرغيف كله وهو على النار يا أروى"

"انا بتعمل فيا كدة ليه يا جدع انت؟" قالتها أروى بغضب ليقول ياسر "علشان تتودكي يا أروى، انا بحب أكل من ايد مراتي مبحبش اجيب اكل من برة انا"

"وانا مالي هو انا مراتك؟" قالتها بانفعال ليقول ياسر بغضب "ده انتي التلميحات عندك في ذمة الله، أمري العيش يلا مش طالع غير لما الاقي الخمستاشر رغيف دول كأنهم طالعين من الفرن طازة"

واخيرًا انتهوا من طهي الطعام، جلسوا على طاولة الطعام وبدأوا في الاكل لتنقلب ملامح وجه آسر للقرف وهو ينظر نحو اسراء ويقول "مطلعة البانية ني؟ انتي بتعملي سوشي؟ متخشيش مطبخ تاني تجربه زي الزفت مش نافعة في حاجة"

نظرت له بغضب وهي تقول "اعملك ايه ما دي اول مرة" وضع البطاطا في فمه وهو يقول بغضب "ابوس ايدك تبقى آخر مرة"

بينما ياسر نظر للخبز المحروق نوعًا ما ثم نظر نحو أروى وهو يقول "يعني بداية نوعًا ما كويسة، بصي الخطوة الجاية بقى عايزك تدبي في المحاشي والطواجن والبط، عايز احس اني قاعد في PNC food علشان اكل العيانين ده مياكلش معايا"

"وانا مالي باكلك يا بابا في ايه؟" قالتها أروى بتعجب من حديثه الغريب لينظر لها ياسر بغضب وهو يقول "ده في اعتبار ما سيكون يعني" ولكنه انتبه لنكزة آسر له في خصره وهو يقول "اتلم واطفح"

بينما جاسر نظر نحو البطاطا المُعجنه ولم تكن مقرمشه مثلما القى عليها تعليماته ولكنه ابتسم وهو ينظر لها ويقول "برافو عليكي يا منة البطاطس تحفة، المرة الجاية هتعمليها احسن ولا ماكدونالدز، فخور بيكي والله"

ابتسمت منة بسعادة وهي تقول "بجد يا جاسر شكرًا بسببك اول مرة في حياتي اقف في مطبخ واحمر بطاطس" نظر آسر نحو جاسر بتشنج وهو يقول "انت بطبلها ليه؟ دي بطاطس محسسني أن هي الي زرعاها، وايش حال مطلعاها معجنة"

"منة مبتغلطش البطاطس تحفة ولا الشيف علاء الشربيني الله اكبر عليها" قالها جاسر وهو يأكل البطاطا باشمئزاز ولكنه فضل عدم اظهار هذا وتشجيعها كي تصبح افضل فهو قد فهم شخصية منة

بينما آسر وقف وهو ينفض يده من بقايا الخبز ويقول بابتسامة عريضة "بصراحة بقى يا بنات، ماشاء الله دي تاني اسوء اكله بعد مال اليتيم، متخشوش المطبخ تاني كتكم الهم"

نظرت إسراء في أثره بغضب وهي تقول "طب والله العظيم ما بيفهم في الاكل، البانيه النص سوا ده مش اي حد يعرف يعمله على فكرة"

وقف ياسر ورحل ثم تبعه جاسر، لتقف أروى أيضًا وهي تقول "انا هجرب ال drees الي هروح بيه عيد ميلاد هبة وابقى اجيلكم" رحلت أروى لتنتبه اسراء لصوت آسر الذي قال "تعالي ياستي نشوف هنعمل ايه انهاردة"

وقفت اسراء أيضًا وذهبت له بينما منة انتبهت لهاتفها لتقوم بفتحه وتنظر لعدد الاشعارات الكبير الذي وصل لها على هذا التطبيق الذي يدعى (تيك توك) لتقوم بفتحهم وهي تتذكر فعلتها ونشرها لفيديو لترى عدد كبير من الاعجابات قد وصل لعشر آلاف اعجاب فقط في ساعتين صدمت من العدد فهذا اول فيديو لها على صفحتها كيف يحصل على هذا العدد بتلك السرعة

فتحت التعليقات التي وصل عددها حول مئة تعليق لترى تعليق الشباب لها وتغزلهم بها من المفترض أن تخجل أو تشعر بالسعادة، ولكن في الحقيقة شعرت بالتوتر ودقات قلبها تزداد وهي ترى هذا الغزل من الرجال لها، ولكن لفت نظرها تعليق اخر كان محتواه

[صاحبة آمنه ظهرت على التيك توك، استنوا يومين وهتطلع ترقص زيها علشان تتشهر وتكسب التريند]

هبطت دموعها بعدم تصديق لفعلتها، كيف طاوعت شيطانها في نشر هذا المقطع؟ كيف تتحمل تعليقات الرجال عليها بهذا الشكل؟

في ثواني كانت تضغط على زر الحذف لتحذف هذا الفيديو بل وتغلق تلك الصفحة تمامًا وهي تبكي وتقول بعدم تصديق "انا طاوعتها وعملت كدة ازاي بس ياربي"

وقبل حذف منة للفيديو فقط بخمس دقائق كانت خلالهم تقرا التعليقات كان جاسر يجلس في غرفته وهو يغلق المكالمة قبل أن يقول "حسنًا يا جاك اقسم انني سارى الفيديو الخاص بك كنت فقط اتناول طعامي، حسنًا انتظر رأيي الى اللقاء"

نظر له ياسر وهو يقول "مين جاك الي على طول بتكلمه ده وبتقولوا ايه انا مش بفهم الماني" ابتسم جاسر وهو يقول "جاك صاحبي من ايام الجامعة ونعتبر احنا الاتنين جواسيس لبعض في كل حتة، وهو عامل صفحة على التيك توك بيعمل فيها زي شو كدة وحاجات هو ماهر فيها يعني وعايزني اشوف بس"

أومأ ياسر وهو يقف يسحب هاتفه "اشطا شوف انت على ما اخرج اكلم امي" أومأ جاسر وتابع خروجه ثم امسك بهاتفه ليفتح هذا التطبيق الذي لا يفتحه أبدًا وهذا لانه لا يفضله، ولكن يبقى على هاتفه فقط من أجل صديقه وأشياء أخرى بسيطة، شاهد فيديو جاك صديقه ليضحك بشدة على أفعال صديقه ثم بدأ في التقليب بلا شعور في التطبيق ليصدم عندما يجد مقطع فيديو لفتاة يعرفها تلك صديقة منة التي تاتي إلى هنا، اهي تنشر مقاطع فيديو لها على هذا التطبيق؟

هكذا سال نفسه عندما وجدها ترقص بشكل مثير للاشمئزاز من وجهه نظره وتلك الملابس الكاشفة التي ترتديها، كيف تلك تكون صديقة لمنة؟

ولكن لفت نظره ما كتبته تلك الفتاة أسفل الفيديو وكان محتواه [صفحة البيست فريند خشوا اعملولها فولو ولايك على الفيديو بتاعنا]

وضع تركيزة على اسم الصفحة التي أشارت لها آمنه ليفتح عينه بصدمة عندما وجد الاسم (mennayonis51) ليدخل على الصفحة سريعًا ويرى مقطع الفيديو الخاص بمنة و آمنه، ثم نظر لعدد مشاهدات هذا الفيديو والتي تعدت الخمسين الف مشاهدة ليشعر بالغضب يحتل صدره وما كاد يفتح التعليقات ليراها ليجد أن التطبيق يضع له علامة خطأ وأنه لا يستطع فتح التعليقات وبسبب غضبه لم يسمح له عقله بالتفكير بأن المقطع قد تم حذفه لذلك القى هاتفه وهو يركض خارج الغرفة ليجدوا فجأة في وجهه ليقول بغضب "عايزك في حاجة ثواني"

"وانا كمان عايزة اتكلم معاك، بس ارجوك تخليني انا اتكلم الاول" قالتها وهي تشعر بالحزن يحتل قلبها وفي الحقيقة لا تعلم أنه قد رأى المقطع من الأساس فقد ظنت أنه يريدها في شئ اخر؛ بينما هو أومأ بهدوء وهو يقول "الافضل فعلا اني اشوف الاول انتي عايزة ايه"

___________________________________

كانت أروى تجلس في غرفتها بعدما ارتدت ثوب طويل احمر اللون قد ابتاعته من يومين وأعجبت به كثيرًا كانت تنظر لهيأتها في المرآه بسعادة وهي تلتقط بعض الصور لها ثم قامت بإرسالها على مجموعة تجمع رقمها هي وصديقاتها وهي تسالهن عن رايهن بهذا الثوب عليها لتبتسم عندما تجد البعض يقول إنه رائع

ولكن انمحت بسمتها عندما وجدت اثنتان يرسلان لها

[بلاش اللون الاحمر الجامد ده يا أروى مش هيليق عليكي]

[اه يا روحي فعلًا بلاش انتي محتاجة حاجة غامقة شوية علشان تليق على بشرتك]

تنهدت بهدوء وهي تغلق الهاتف لتشعر بدموعها تهبط بلا شعور لتبتسم وسط دموعها وهي تذهب نحو مسجل صغير يدعى (راديو) لتقوم بتشغيله لتبتسم بعدم تصديق عندما تستمع لتلك الأغنية وكأن المسجل علم حالتها فأرسل لها بتلك الأغنية

كان ياسر يتحرك في أنحاء المنزل وهو يقول بتذمر "بيت طويل عريض مفهوش قله تبل ريقنا" توقف ياسر عن السير وهو يستمع لغناء يأتي من غرفة اروى وكان الباب غير مغلق فحاول أن يمنع فضولة من أن يرى ما يحدث في الداخل فهذا لا يصح

وكاد أن يرحل ولكنه توقف عندما استمع لصوت شهقات ناتجه من البكاء ليعود بفضول وقلق ليراها تقف أمام المرآة وهي تبكي وتغني مع الأغنية بألم "دول عايروني وقالولي" ثم لمست بشرتها بالم وهي تقول "يا اسمر اللون يلالي، صحيح انا اسمر وكل البيض يحبوني يلالي"

ولكنها توقف عن الغناء وهي تبكي بشدة وتقول وسط بكائها "نص الأغنية صح ونصها التاني غلط، لا بيض ولا غيرهم بيحبوني، حياتي كانت عبارة عن معايرة وتنمر بس" مسحت دموعها بألم وهي تاخذ عبوة كريم الاساس وتضعها على وجهها بكمية كبيرة ظنًا منها أنها هكذا ستفتح بشرتها ولو قليلًا

بينما هو كان ينظر لها بألم، لا تعلم أن هذا السمار هو أول شئ خطف قلب هذا المسكين وجذب انتباهه نحوها، تنهد ياسر وفجأة خطر في ذهنه فكرة ما ليبتسم وهو يتذكر وجود آسر في مكتبه وانشغاله الآن ليرحل سريعًا من أمام الغرفة قبل أن تراه

انتهت اروى من تجهيز نفسها استعدادًا لتلك الحفلة لترى باي ملابس ستذهب نظرت لنفسها بثقة تحاول تمثيلها وغرور تحاول اظهارة حتى لا يتنمروا أصدقائها عليها كالعادة، ولكن رغم ذلك يتنمرون، ولكن ليست بنفس الطريقة التي كانت تتعرض لها عندما كانت في سن المراهقة

ابتسمت اروى بسمة مزيفة وهي تقول "no one is like me اصلا" (لا يوجد احد مثلي)

ولكنها توقفت فجأة وهي تستمع لصوت موسيقى عالية للغاية لتتافف بغضب وهي تدخل لشرفتها لترى ما الذي يحدث

نظرت اروى نحو الحديقة بصدمة عندما وجدت ياسر يضع مكبرات صوت وهو يتحرك مع الموسيقى بمهارة وتناسق ويغمض عينه وهو يتحرك مع انغام الموسيقى بمهارة حتى واخيرًا بدأ المطرب في الغناء ليجلس ياسر على الأريكة ببرود وهو يتبسم ويغني ويوجه نظره نحو اروى "اه يا اسمراني اللون، حبيبي يا اسمراني، اااه تحت الرمش عتاب وحنين وعذاب وعيون ما تنام، ااه دوقت معاك طعم الايام دلوقتي تغيب يا سلام؟؟؟"

كرر المقطع وهو ينظر نحوها وكأنه يوجه كل كلمة لها ولكنها نظرت له بغضب وهي تصيح بصوت عالي "أنت يا استاذ فاكر نفسك في فرح شعبي من الي كان في حارتكم؟؟ وطي الزفت ده"

لم يبالي ياسر لحديثها اللاذع الذي اعتاده، بل صدمت عندما وجدته يغمز لها بيعنيه وهو يغني بمرح "علشانك امشيها بلاد، حبيبي يا اسمراني، من غير ولا ماية ولا زاد، يا حبيبي يا اسمراني"

رقص ياسر مع الموسيقى وهو يغمض عينه بينما هي كانت تنظر له بتوتر من نظراته وغنائه وكأنه يغني لها وأكد لها هذا عندما وقف أسفل الشرفه وهو يفرد ذراعيه ويغني "ااه يا اسمراني اللون، حبيبي يا اسمراني، اااه يا الي عيونك شمعة وضحكة وبحر ونسمة صيف، ااه انت رسيت وانا وسط الشوق حيران من غير مجاديف، جوني سالوني جاوبتهم عني دموع عيني، يا طير يا مسافر لبعيد روح قول للاسمراني"

ثم نظر لها وهو يغني بتذمر "ليه مسافر وناسي المواعيد؟؟" ولكنه ابتسم مرة أخرى وهو يغمز لها قائلًا "يا حبيبي يا اسمراني"

استمر ياسر في الغناء تحت توتر اروى وهي تنظر نحوه بخجل شديد ولم تشعر بتلك البسمة التي ارتسمت على وجهها بدون شعور وتلك الدمعة التي سقطت من عينيها لتزيحها بهدوء وهي تبتسم وتقول بصوت عالي قبل أن تعود لغرفتها "بطل جنان ووطي علشان ميتعملناش محضر يا ياسر، احنا مش في العزبة هنا يابابا"

أغلقت الشرفة سريعًا وهي تستند بظهرها عليها وتبتسم بخجل وهي تضع كف يدها أعلى فمها كحركة لا أرادية عندما تبتسم لتستمع فجأة لجملته من الاسفل "مكسوفة يا رورو؟ حلو ده"

انهى حديثه وهو يرقص بسعادة لأجل بسمتها تلك ولكن قاطعه صوت جاسر وهو يقول بغضب "ياسر اطفي الزفت ده" اغلق ياسر الموسيقى وهو ينظر لهيئة شقيقه ولأول مرة لا يتشاجر معه بسبب لهجة الأمر تلك، بل اقترب منه وهو يقول بتعجب "في ايه مالك؟"

"مفيش حاجة، تعالي يا منة" أنهى حديثه وهو يرحل لتسير خلفه منه قبل أن يوقفها ياسر بسؤاله "في ايه ماله متعصب كدة؟" رفعت كتفيها وانزلت شفتيها السفلية دلالة على عدم معرفتها ليقلب ياسر عينه بملل وهو يرحل للداخل ويضع سماعة هاتفه داخل أذنه ويغني ببلاهه "حبيبي يا اسمراني"

جلس جاسر على إحدى المقاعد وهو ينظر ليده بهدوء ويقول بغضب حاول عدم إظهاره "هتتكلمي انتي الاول ولا اتكلم انا؟" نظرت له منة بتعجب وهي تقول "في ايه يا جاسر مالك؟"

"كنتي عايزة تقولي ايه؟" قالها بهدوء اثار غضبها لتحاول الهدوء أيضًا وهي تقول "انا كنت عايزة اتكلم معاك، انا مبعرفش احكي لحد غيرك، وانا غلطت غلطة كنت عايزة اقولك عليها"

انتبه لها بكل حواسه وهو يقول "ايه هي؟" تمنى أن تكون الغلطة هي ما تدور في ذهنه، كي يرتاح باله قليلًا ويشعر أنها علمت أنها اخطئت

وقررت هي أن تريح اعصابة وهي تقول "انا صاحبتي آمنه تيكتوكر وبتشير فيديوهات ليها كتير مش لطيفة بالنسبالي وياما نصحتها تبطل تعمل كدة، بس بالعكس كانت بتزيد فيها خصوصا بعد ما اتشهرت شوية، الفترة الأخيرة دي من ساعة ما البنت الي عاملة نفسها فريدة دي عايشة معانا، بدأت تزن عليا أشير فيديوهاتي بعد ما شافتهم على تلفوني فيديوهات كنت عملاها ليا انا بس الي اشوفها وهي دي الحاجات الي نبيل كان بيهددني بيها"

اهكذا هدأ غضبه كما ظن؟ بل زاد أضعاف خصوصًا عندما علم برؤية نبيل لتلك المقاطع الخاصة بها، ولكنه قال بهدوء "كملي"

هبطت دموعها وهي تقول بندم "انا كان نفسي اتشهر اوي حلمي من وانا في تالتة ثانوي، هي زرعت في دماغي اني كدة هتشهر زي ما كنت بتمنى، حسيت أنه اه عندها حق، وبدأ الشيطان يلعب في دماغي وانا اقول لا مش هينفع اعمل كدة، مش بس خوف من ماما وآسر، لا حسيت أنه خوف من ربنا، يعني مش كفاية اني مش بعمل الفرض الي مفروض عليا زي الحجاب والصلاة، كمان هشيرلي فيديوهات الرجالة كلها تتفرج، قعدت اقول بلاش وامنع نفسي، لحد ماهي جات زنها مع زن شيطاني اتمكنت مني وشيرت فيديو ليا انا وهي قولت اجرب مش هخسر حاجة كدة كدة ده اول فيديو ليا على صفحتي يعني هيجب مئة لايك بالعافية اصلا، مكنتش اعرف ان في خلال ساعتين بس يجيب عشر الاف لايك انا اتصدمت من العدد"

"يمكن علشان هي منشنت لصفحتك على فيديو ليها وقالت الي عندها يخشوا يتابعوكي، وهي عندها عدد كبير داخل على المليون" أنهى جاسر حديثه وهو يضع يده أسفل ذقنه ويتحدث بكل هدوء لتنظر له منة بصدمة وهي تقول "هي عملت كدة؟ اه يحيوانة ازاي ت...."

توقفت فجأة وهي تنظر نحو جاسر وتهبط دموعها أكثر وهي تقول "انت عرفت؟" أومأ جاسر بهدوء "اه، وده الي كنت جاي اكلمك فيه الحقك قبل ما تقعي في الي شيطانك عايزة وآسر وطنط يسرا يعرفوا"

نظرت له بحزن وهي تقول وسط بكائها "والله يا جاسر مسحته في ثواني وندمت، انا كان غصب عني غلطت ولحقت نفسي والله" أخذ محرمة من أمامه واعطاها لها وهو يقول "امسحي دموعك واهدي"

أزاحت دموعها وهي تنظر له بحزن وتقول "جاسر" نظر لها بمعنى نعم؟ لتقول هي بتوتر "انا قليت من نظرك صح؟"

"بالعكس عليتي في نظري كتير" صدمت من ايجابته لتنظر له بعدم تصديق ليوضح لها الأمر وهو يبتسم بهدوء "انتي عملتي الي غيرك كتير مش قادر يعمله، هو ليه ربنا بيحرم حاجات معينه يا منة؟ ليه بيحرم الخمر والرقص والتعري والزنا؟ اقولك انا ليه، بيحرمهم علشان دي الحاجات الي بيهواها الانسان، دي الحاجات الي بتمتعك وتخليكي تحبي الدنيا، فربنا حرمها علشان يشوف مين هيجاهد ويحب الاخره اكتر رغم أنه مش عارف امتى هيوصلها، ويشوف مين الي هتاخده الدنيا ومتاعها وينسى آخرته"

نظرت له بانتباه وتركيز ليكمل هو "انتي نفسك تتشهري، لو صورتي كام فيديو ونزلتيهم وشوفتي كام كلمة حلوة وتشجيع وخدتي فلوس وشهره، كل دي حاجات أي بني آدم بيتمناها حتى لو كان بيظهر عكس كدة، احنا مش ملايكة، بس بردو احنا مش شياطين يا منة، انتي خدتي خطوة على حاجة حرام بس نفسك تعمليها علشان تتشهري، بس الحاجة الحلوة الي جواكي اجتهدت وحاولت لحد ما خليتك قدرتي تحذفي الفيديو وتطلعي الكلام ده من دماغك خالص، انتي جاهدتي الحرام يا منة ودي افضل حاجة ممكن يعملها اي إنسان، عرفتي انتي ليه عليتي في نظري اكتر؟"

ابتسمت منة وسط دموعها وهي تقول "مش عارفة اقولك ايه يا جاسر، غير أن فعلا وجودك فرق معايا في حاجات كتير، عمري ما كان يفرق معايا كلام الناس ولا نظراتهم، قد ما انهاردة فرق معايا اوي نظرتك ليا هتبقى عاملة ازاي"

ابتسم بعدم تصديق لحديثها ليحك شعره باحراج ثم نظر لها بسرعة وهو يقول "انا ممكن اساعدك تتشهري وتستخدمي التطبيق ده صح، اصل هقولك حاجة يا منة تطبيق التيك توك ده مش وحش، ولا الفيس ولا الانستا ولا السوشيال كلها وحشة، الناس هي الي وحشة وبتستخدمه غلط، بس انا هخليكي انتي تستخدميه صح"

"ازاي؟" سألته بلهفه ليقف وهو يحثها على السير خلفه لتتبعه لتجده يقف فوق المرسم الخاص بها ويقول "افتحيه وهاتي احسن رسمة رسمتيها، وانا هطلع اجيب تلفوني واجي" أنهى حديثه وهو يذهب للداخل ليحضر هاتفه ليصل لذهنها ما الذي ينوي فعله لتبتسم بسعادة وهي تفتح المرسم وتهبط للاسفل تبحث حول اللوح الخاصة بها لتتذكر حديثه عندما أخبرها بإحضار افضل لوحه قامت برسمها، لتبتسم وهي تمسك بإحدى اللوحات ثم تصعد مرة أخرى للحديقة لتراه يقترب منها بعدما احضر هاتفه وهاتفها أيضًا

"افتحي تلفونك وهاتي التيك توك" أعطاها هاتفها لتبتسم وهي تفتح له التطبيق وتعطيه الهاتف ليسالها هو بهدوء "ها فين احسن لوحة رسمتيها؟"

ابتسمت وهي تزيل القماش من فوق اللوحة لينظر لها بصدمة عندما يجد تلك الرسمة التي رسمتها له عندما كان يجلس هنا يحاول اختراق هاتف نبيل لينظر لها بعدم تصديق وهو يهز رأسه ويبتسم بمعنى ما هذا؟

لتبتسم هي بسعادة "وصلي الي انت عايز تعمله، وقررت أن اول فيديو اشيره ليا تبقى رسمة اكتر حد بيشجعني وبيقف جنبي" لم يجد حديث يقوله لها ولكنه ابتسم وهو يحثها على الجلوس ووضع اللوحة أمامها ثم بدأ في تصويرها بكل مهارة بدون أن يظهر وجهها فقط يظهر يديها والرسمة بينما هي كانت تكمل الرسمة وهي تبتسم بسعادة لتمر دقائق وتنتهي أخيرًا وينتهي هو من تصوير المقطع، ليجلس على المقعد وهو يبدأ في قصه ووضع بعض المؤثرات حتى انهاه وقام بنشره واعطاها الهاتف وهو يبتسم "وكدة تكوني استخدمتي التيك توك صح، وصدقيني لو اتشهرتي هتتشهري باسم الرسامة منة يونس السويسي، مش منة الي بتشوف اي اغنية طالعة تريند علشان تعمل عليها فيديو وتشيره"

أمسكت هاتفها وهي تبتسم بخجل وتقول "شكرا على وقوفك جنبي ووجودك في اي وقت احتاجك فيه يا جاسر" ابتسم لها جاسر وهو يقول بلا شعور "انتي جواكي حاجات كتير جميلة يا منة، وانا عمري ما وقفت جنب حد ولا كان عندي خلق اصلا اني اسمع لحد زي ما بسمعلك سبحان الله"

ابتسمت له منة وهي تقول "اثبت بقى على كدة متسمعش لحد ولا تخلي حد يصدعك بمشاكله غيري" اومأ لها جاسر وهو يبتسم ويقول "هيحصل على فكرة"

ضحكت من قلبها بالفعل ثم وقفت وهي تقول "هروح اروق المرسم بقى قبل ما آسر ينادينا" اومأ لها وهو يقف يتابع ركضها من أمامه نحو المرسم بابتسامة هادئة ثم نظر نحو رسمتها له ليضحك بلا شعور وهو يقول "الله الوكيل رسمها مش اله حل"

________________________________

"يبنــــــتــــي بقى افهمي هتجلطي امي بدري بدري" صرخ بها آسر لتفزع إسراء من صراخه وهي تقول "ما براحة يا جدع انت في ايه مش مجمعة الخطة، وبعدين انت بتحط خطة ليه اصلا انا هنا العقل المدبر"

"تصدقي انتي صح ازاي المساعد يحط الخطة والحرامية موجودة" قالها بغضب لتنظر له بحزن ولم تشعر بنفسها الا وهي تبكي وتقول "بطل تقول عليا حرامية يا آسر"

نظر لها بصدمة من بكائها الحاد هذا ليشعر بالندم هو فقط كان يمزح معها ولكنه وجدها تبكي أكثر وهي تقول "انا مختارتش اني اقعد معاك القاعدة دي على فكرة، انا واحدة كان نفسها دلوقتي تبقى قاعدة في شغلها الي بتشتغله بشهادتها زي ما كل الناس بتعمل، الإنسان مش بيختار عيلته، وانا مختارتش أن اهلي يموتوا ويسيبوني لعمي يشغلني حرامية بالعافية علشان اجيبله قرش وهو قاعد في مكانه والشيشة في أيده وابنه قاعد جنبه يهويله على الفحم وانا الي مغصوبة على السرقة علشان يطفحوا ويدخلوا بنتهم جامعة ويلبسوها احسن لبس ويودوها احسن جامعات"

وقف آسر ثم اقترب منها ليجلس القرفصاء أمامها وهو يعطيها محرمة ويقول بندم "انا آسف والله ما اقصد ازعلك، وبعدين انتي مش صغيرة يا اسراء علشان يجبرك دلوقتي على الشغل ده"

سحبت اكمامها سحبة صغيرة لا تظهر يدها بالكامل، ليصدم آسر عندما رأى علامة الحرق التي تقبع فوق يديها لتقول هي بألم "السنة الي فاتت حرق ايدي بالفحم لما رفضت ابيع مخدرات في الإشارات لناس تبعه"

شعر آسر بألم يحتل قلبه وهو يرى معاناتها ويستمع لباكئها وصوتها الضعيف وهي تقول "طبعا مش هعرف اوريك باقي الضرب والحرق الي في جسمي في كل مرة برفض فيها اني انزل أسرق حاجة مش بتاعتي، مش هقدر اوريك شعري الي مرة مراته حرقته بعد ما هو الي سلطها على كدة لما عرف أني بشتغل جرسونه في مطعم علشان اكسب قرش بالحلال اجيب بيه التلفون الي في أيدي ده، عرفت اني مغصوبة على كل حاجة بعملها"

اومأ آسر بهدوء وحزن لينظر لها مرة أخرى وهو يقول "انا آسف" مسحت دموعها وهي تبتسم بسخرية وهي تقول "لا عادي خدت على كدة، بس انا قعدت معاكم يومين حسيت فيهم بدفا عيلة كان نفسي فيه من زمان يا بشمهندس، علشان كدة مش عيزاكم تبصولي بصة اني حرامية ووحشة"

ابتسم آسر وهو يقول بمزاح "يا شيخة الهي يتعمي الي يبصلك بصة انك حرامية ووحشة" ابتسمت وسط دموعها وهي تقول "خلاص يا باشا حصل خير"

وقف آسر وعاد لمقعده مرة أخرى وهو يقول "آسف للمرة المليون المهم متكونيش زعلانة مني" أومأت اسراء بغضب وهي تقول "ما خلاص بقى قولنا حصل خير هي شغلانة؟"

أومأ وهو ينظر لها بغضب ويقول "طب يلا قومي اجهزي، نبيل دلوقتي خرج معرفش راح في انهي داهية ومش هيرجع غير الصبح يلا علشان نلحق"

اومأت إسراء وهي تقف تذهب نحو غرفة أروى ومنة بينما ياسر وجاسر دخلان للمكتب وهما يقولان بحماس "جهزنا" ابتسم آسر وهو يقول بخبث "والله بفكر افكس الورق واقتل نبيل واخلص"

قاطعهم دخول الثلاث فتيات ليقول جاسر "نفهمهم بقى هنعمل ايه بالظبط؟" أومأ آسر وهو يذهب نحو الشاشة الكبيرة المعلقة على الحائط وقال بكل جدية "لعدم تضييع الوقت وبما أن اسراء خلاص عرفت هتعمل ايه، فقررنا نصور امبارح الخطة كاملة ونعرضها عليكم انهاردة"

"ايه شغل المافيا ده؟" قالتها منة بملل ليقول آسر بغضب "بنت ركزي، شغل الخطة من على تلفونك يا ياسر" ابتسم ياسر بحماس وهو يضغط على زر التشغيل

ليصدم الجميع عندما يجدوا فيديو يعرض للثلاثة وهم في غرفتهم وكان آسر يرتدي كِنزه بدون اكمام ويرتدي ربطه عنق فوقها ويمسك بصحن كبير يقوم بالتطبيل عليه بينما ياسر كان يرتدي معطف ثقيل بالعكس ويضع القبعه الخاصة به من الامام فكانت تغطي وجهه ويمسك بسلاحة الابيض وهو يرقص به ببلاهه

بينما جاسر كان يضع نظارته أعلى رأسه وهو يرفع يديه ويرقص بهدوء وهو يضحك مع إخوته وآسر يغني وهو يقوم بالتطبيل "وشربت حجرين على الشيشية" نظر الجميع نحو ياسر الذي رقص مع جاسر بكل بلاهه وعشوائية وهما يغنيان خلف اخيهما "على الشيشة على الشيشة"

"مع توتو والسبعة الويشا"

"على الشيشة على الشيشة"

كان آسر ينظر نحو المقطع بصدمة ثم نظر نحو إخوته ليجد جاسر ينظر نحو الفتيات باحراج بينما ياسر ظل يرقص مرة أخرى وهو يشاهد الفيديو

بينما أروى ضحكت بشدة عندما وجدت آسر يرقص مع إخوته وهو يغني "اروح ادور، اروح ادور، اروح ادور"

"على نفسي" قالها كلا من جاسر وياسر وهما يرقصان بمرح ويغنيان مع آسر"اه ياني ياني ياني، من الحجر الاولاني، طب ياني ياني ياني ولعت الحجر التاني"

اغلق آسر الشاشة سريعًا وسط ضحكات الفتيات ليقول بصدمة "ازاي تعرضوا حاجة زي دي" ضحك ياسر بشدة وهو يقول "الفون كان مقفول على الفيديو فأول ما فتحت البصمة الفيديو اتفتح"

نظر جاسر نحو الفتيات وهو يقول باحراج وغضب "ايه؟ مشوفتوش اخوات سهرانين مع بعض سهرة صباحي قبل كدة؟" ضحكت منة بشدة وهي تقول "سهرة صباحي ايه ده انتم كنتم فاتحينها غرزة، مش شربت الحجر التاني؟"

ضحكت اسراء بشدة كانت تحاول اخفاض صوت ضحكاتها ولكنها فشلت في ذلك لينظر آسر نحو ضحكاتها بتعجب وهو يقول بتذمر "ضحكتك اوي الفانَّله؟"

توقف اسراء عن الضحك بصدمة وخجل لتنظر نحو أروى وهي تهمس لها بغضب "اخوكي قليل الادب على فكرة" اومأت لها أروى بتأكيد ليقول ياسر بملل "نشرح الخطة علشان نخلص"

تأفف آسر وهو يقول بنفاذ صبر "أروى هتاخد سكينة وهقولك على مكان الكبل العمومي بتاع الكهرباء وهتبقى معايا على التلفون اقولك تقطعي انهي سلك علشان الكهرباء تقطع، وفي نفس الوقت هيكون ياسر بيزاول الحراس الي برة علشان تعرفي تدخلي"

ثم نظر نحو جاسر وهو يقول "وبعدين جاسر عرف من صاحبة جاك ازاي يعطل كاميرات المراقبة فهيطلع بعد ما الكهرباء تتقطع يعطل الكاميرا ومنة تبقى في ضهره علشان لو حسيتي باي حركة غريبة تنبهيه وتبعتي إشارة لياسر يتصرف"

ثم نظر نحو اسراء وهو يقول "وانا واسر....توقف عندما لمح نظرة الغضب في عينيها ليقول بملل "وانا واوس اوس هنطلع على المكتب بعد ما نتأكد انكم عملتوا المطلوب ونبدأ انا وهي نحاول نفتح الخزنة الي فيها الورق"

نظرت لهم أروى بتعجب وهي تقول "ليه محسسني أننا رايحين نسرق بنك؟" ابتسم آسر بسخرية وهو يقول "الحراسة الي في البنك هتبقى اسهل واهون مليون مرة من الحراسة الي على بيت نبيل، ده الواد طلع مش سهل ومحدش يقدر عليه"

"ماعادا احنا" قالها ياسر وهو يغمز لشقيقيه ليبتسم جاسر وهو يقول "باذن الله هنكون اول تلاتة يعلموا على نبيل السويسي"

امسك آسر بإحدى الحقائب وهو يلقيها نحو إسراء التي امسكتها بحماس وهي تضعها خلف ظهرها وترتدي قبعة فوق حجابها "توكلنا على الله"

"بندعي ربنا نعرف نسرق" قالتها منة وهي تبتسم بسخرية لتقول أروى بغضب "احنا مش بنسرق، احنا بنرجع حقنا من واحد سرقه"

أومأ آسر بتأكيد لحديثها ثم حثهم على الخروج خلفه وهو يقول "جهز عربيتك يا جاسر"

__________________________________

وفي مكان بعيد ينتشر به الظلام ظهر نبيل وهو يقف بكل ثقه يخرج دخان السجائر من فمه وهو يقول "فلوسك حاضرة؟"

"اشوف البضاعة الاول" قالها هذا الرجل وهو ينظر نحو نبيل بشك ليومأ له نبيل بهدوء وهو ينظر نحو صديقه وذراعه الأيمن عمرو موسى، ليبتسم عمرو وهو يشير للرجال خلفه ليخرجوا عدة صناديق ليقوم هذا الرجل بأمر رجاله بفتح الصناديق ليفعلوا ما أمروا به ليبتسم الرجل بحماس عندما يجد عدد كبير من الأسلحة داخل تلك الصناديق ليشير لرجاله ليقتربوا من نبيل وهم يخرجون بعض الحقائب التي تحمل عدد كبير من الأموال ليبتسم نبيل بسخرية عندما يجد الرجل يقول بحماس "كدة خالصين؟"

"للاسف لسة مخلصناش" قالها نبيل ببرود وهو يخرج من خلف ظهره سلاحه ليفتح الرجل عينه بصدمة وفي ثواني كان حراس هذا الرجل يرفعون أسلحتهم في وجه نبيل ورجاله اللذين اخرجوا أسلحتهم أيضًا ليقول الرجل بغضب "متفقناش على الغدر يا نبيل"

"يبقى متعرفش مين هو نبيل السويسي، هو الي دلك عليا مقالكش أن الغدر ده بيجري في دمي؟" قالها نبيل وهو يبتسم ببرود ثم نظر نحو الرجال بهدوء وفي ثواني كان يقترب من الرجل بكل برود وهو يقيده على غفلة افزعت الحراس ليرفع نبيل سلاحه على رأس الرجل وهو يقول "ارجعوا لورا وكل واحد ينزل سلاحة على الأرض ويرفع ايده زي الشاطر يلا"

فعل ما أمرهم به بهدوء لينظر نبيل لعمرو وهو يقول "عمرو خلي الرجالة يودوا السلاح والفلوس على عربيتي، صحيح مش كان في شنطة مخدرات تقريبا؟"

أومأ عمرو وهو يبتسم بخبث ليقول نبيل بسعادة "حلو حطها في عربيتي انا لحسن المخدرات غالية وانا اولى أبيعها واكسب فلوسها" نظر له الرجل بغضب وهو يقول "الي بتعمله ده خطر يا نبيل وصدقني هندمك عليه ومفيش حد هيقدر يحميك"

ابتسم نبيل بسخرية وهو يخفض رأسه نحو أذنه ويهمس له بنبرة حادة "هو انا مقولتلكش؟ مش انا محمي من أكبر ناس ممكن تتخيلهم، وبعدين مش هتعرف تندمني بعد ما تخرج من هنا لانك مش هتخرج اصلا يا حبيبي"

أنهى حديثه تزامنًا مع دفعه أمامه وإطلاق رصاصة في منتصف رأسه ليقع هذا الرجل جثة هامدة ليبتسم نبيل وهو ينظر نحو الحراس"لو واحد بس اتحرك هيحصل الي اترمى زي الفرخة الدايخة دلوقتي ده"

نظر له الجميع باستسلام ليبتسم نبيل وهو يرتدي معطف بذلته "لو في قائد أعلى من الي اتقتل ده، بلغوه سلامي وقولوله نبيل السويسي علم عليك تاني"

رحل نبيل وهو يشعر بانتصار كبير وينظر نحو المخدرات والسلاح والأموال وعينيه تكاد تخرج قلوب بسبب السعادة التي يشعر بها الآن

وضع سيجارته في فمه وذهب نحو سيارته وهو يستمع لصديقه "هتروح على البيت؟" نفى نبيل وهو يبتسم بمكر "مفيش وقت لازم اخلص مشواري التاني علشان اعرف أفضى لهيثم والبحث الي عايزة"

_________________________________

وداخل السيارة كان جاسر ينظر لشقيقيه بملل عندما صرخ ياسر بغضب "يا عم اتصرف وانا مالي؟" لكزه آسر بغضب وهو يقول "يبني آدم البنات قعدوا ورا اقعد انا فين؟ طبيعي هقعد على حجرك؟"

نظر له ياسر بعدم تصديق وهو يصرخ به بغضب "حجر مين يا متخلف انت إلي تقعد عليه؟ يعني انا يوم ما حد يقعد على حجري يبقى انت؟" نظر له آسر بغضب وهو يقول "احترم نفسك وقعدني على حجرك بقى والله مفيش مكان"

"يبني متخلنيش اشك فيك واتمسى بقى" قالها ياسر بغضب لتخرج اسراء رأسها من النافذه وهي تقول ببلاهه "معلش يا جماعة بس يا بشمهندس آسر ممكن اسال سؤال؟"

"اؤمري يا اوس اوس" قالها آسر وهو ينفذ ما يدور في رأسه ويجلس على قدم ياسر الذي دفعه بضيق لتقول إسراء بتعجب "هو لمؤاخذه ايه الي متعلق في رقبتك ده؟"

نظر آسر نحو الشئ المعلق في رقبته ليبتسم ببلاهه تزامنًا مع انطلاق جاسر بسيارته ليقول "دي؟، this زمزميتي" نظرت له اسراء بصدمة وهي تقول "لا انا مش بقولك عرفتي عليها ما انا عارفة أنها زمزمية، ايه محتواها بقى؟"

ابتسم آسر ببلاهه وهو يستند برأسه على كتف ياسر الذي دفعه بغضب وهو يصرخ به "يا عم اوعى هو انا خطيبتك؟" بينما آسر لم ينتبه له وهو يقول ببلاهه "فيها coconut"

"نط منين؟"

قالتها إسراء وهي تغمض عينيها بتحقيق دقيق لينظر لها آسر باشمئزاز وهو يقول "سوبيا، الزمزمية فيها سوبيا علشان لو عطشت في الطريق وانا بحب السوبيا"

نظرت له اسراء بتشنج لتبتسم منة ببلاهه وهي تقول "وانا جيبت معايا جبنة نيستون وعيش فينو" ضرب جاسر وجهه بيده وهو يقول بغضب "احنا كدة طالعين رحلة والله"

وبعد نصف ساعة كان آسر ينظر نحو ياسر وهو يصرخ بغضب "اتهد بقى والله ما انا قايم يا ياسر" نظر له ياسر بغضب وهو يصرخ به "يا عم انت تقيل اوي وطويل اوي يخربيت الهم"

وفي الخلف كانت أروى تصرخ بمنة وهي تقول "اقفلي القرف الي انتي مشغلاه وشغلي اجنبي يا اما تطفي الاغاني خالص" لتنظر لها منة بغضب وهي تقول بعناد "مش طافية الزفت واتمسي وقولي يا مسا يا ام أربعة وأربعين انتي"

"والله انتم كلتوا دماغ امي" قالتها اسراء وهي تنظر لهم بملل لينتبه الجميع لوقوف السيارة فجأة وجاسر يصرخ بهم "اخرسوا بقى العربية عطلت"

نظر له آسر بصدمة وهو يقول "هو وش نبيل الفقر" خرج جاسر من السيارة وهو يذهب يفتح معدات السيارة من الأمام ليتافف بغضب وهو يغلقها بقوه ويصرخ بهم "العربية جابت ماتور، والله محسودة"

خرج الجميع من السيارة بفزع ليقول ياسر بتشنج "يعني هنعمل ايه ده لسة بدري على العنوان؟" نظرت أروى حولها بغضب وهي تقول "وكمان مفيش اي عربية هنا الدنيا زي الصحراء"

"مين معاه نت يطلب اوبر؟" قالها آسر لينظر له ياسر بتشنج وهو يقول "نطلب اوبر الساعة واحدة بليل علشان نروح نسرق ونقوله استنانا نخلص السبوبة وجدد الرحلة؟؟"

"واصلا مفيش حد فينا معاه نت" قالتها منة بغضب ليقول جاسر بملل "طب ايه هنعمل ايه؟؟"

نظرت إسراء في نقطه بعيدة لتبتسم بخبث وهي تقول "انا لقيتلكم مواصلة زي القمر" نظر الجميع نحو ما تنظر له ليصرخ آسر بعدم تصديق "عربية كارو جاررها حمار يا اسراء؟؟ انا مستحيل اركب عربية كارو جاررها حمار انسوا"

"سيد يا سيد" قالها آسر وهو يصفق بكلتا يديه بعد خمس دقائق وهو يجلس فوق تلك السيارة الخشبية بعجلات يسوقها حمار بقيادة صبي صغير لتطلق منة زغرودة عالية بينما ياسر كان يصفق ببلاهه مع شقيقه وهو يقول "سيد يا سيد"

بينما جاسر كان ينظر لهم وهو يشعر بجلطه أوشكت على المجئ بينما الفتيات ومعهم ياسر يغنون خلف آسر بسعادة وهو يقول "سيد جيت احبه، نط الفار في عِبه"

قال اخر جملته بتعثر فهو لا يحفظ الأغنية بينما الباقي صفق بمرح وهم يغنون "سيد يا سيد" صفق آسر وهو يغني بمرح "بس يسطا ونبي يا حاج سيد"

توقف الصبي ليهبط الجميع ويقفون أمام بيت نبيل ليصفق آسر ببلاهه وهو يغني "سيد يا سيد"

"سيد يا سيد" قالها الباقي بحماس ماعادا جاسر الذي قال بغضب "ممكن نتنيل نركز"

نظر له ياسر قليلاً بتشنج ثم قال بهدوء "جاسر عنده حق، يلا يا بنات" نظرت له الفتيات بتركيز ليجدن ياسر ينظر نحو جاسر وهو يصفق ليثير اغاظته ويغني "طب سيد يا سيد"

سحبه آسر وهو يقول "يخربيت كيدك، يا عم يلا" دخل الجميع للداخل ليشير آسر لأروى وياسر بالتحرك ليضع ياسر قبعه معطفه على رأسه ثم يخرج سلاحه وهو يعطيه لأروى ويهمس لها "خدي ده الي هتقطعي بيه السلك، هتعرفي تفتحيها؟"

"اكيد لا عمري ما مسكت مطوة" قالتها أروى بهدوء ليتافف ياسر وهو يحاول تعليمها كيف تقوم بفتحها "بصي تمسكي بطرفها وتروحي نطراها كدة هتتفتح معاكي"

أومأت له أروى وهي تسحبها منه بينما هو أخرج من جيبه صاعق كهربائي وهو يقترب من الرجال وفي ثواني كان يضرب أحدهم بقوة ويصعق الاخر بالكهرباء وظل هكذا حتى كاد أن يتمكن منه أحدهم ولكن انتبه له آسر ليركض للداخل سريعًا يساعد شقيقه في التخلص منهم حتى واخيرًا استطاعوا

بينما آسر انتبه لأروى التي قالت عبر السماعات البلوتوث المعلقة في اذنهم جميعًا "ها يا آسر السلك الاحمر ولا الاخضر؟" قال آسر ببلاهه "الاحمر طبعا هو بطل الأسلاك"

نظر له ياسر برفض وهو يقول "لالا يا أروى ممكن الاحمر يبقى خدعة خالفي التوقعات واقطعي الاخضر" تاففت أروى بغضب من غبائهما لتقول "قولي انت يا جاسر اقطع الاحمر ولا الاخضر؟"

"الازرق" قالها جاسر ببلاهه لتتشنج ملامح أروى وهي على وشك البكاء قائلة "ازرق ايه مفيش ازرق ارحموني بقى هتجلط"

فكر آسر قليلًا ثم قال بتوتر "اقطعي الاحمر وخلاص يا أروى وسمي الله كدة" تنهد أروى بخوف وحاولت أن تهدئ من روعها ثم اقتربت بالسكين من السلك الاحمر وبدأت في تمزيقه بتوتر وبالفعل بعدما مزقته قُطعت الكهرباء عن المكان بالكامل ليبتسم آسر وهو يحرك يديه بحماس "انا صح سجدة شكر لله يا حبايب اخوكم"

نظر ياسر لجاسر وهو يقول "روح انت ومنة يلا وانا و آسر هنستلم بقيت الحراس" أومأ لهما جاسر وبالفعل ركضت منة خلف جاسر بينما أروى عادت لهم وهي تبتسم بحماس وتضم إسراء بسعادة أنها مزقت السلك الصحيح

لينظر لها ياسر بتشنج وهو يهمس بداخله "طب ما تحضني انا، ولا انا أقل من اوس اوس يعني؟" انتبه ياسر لصوت حارس يقول بصوت عالي "ايه الي قطع الكهرباء ولا هي الحكومة افتكرتنا فجأة كدة؟؟"

نظر ياسر لشقيقه ليقتربان بهدوء من هذا الحارس وفي ثواني كان يكبله آسر من الخلف وهو يكمم فمه بينما ياسر أخرج الصاعق الكهربائي وهو يصعقه به ولكن لا يتأثر لينظر ياسر لشقيقه بفزع وهو يقول "ده خلص اتنين فولت لوحدة ومش مكفي؟ اجيبلة سلك عريان؟"

دفع الحارس آسر بقوه ثم لكمه بقوه ليصرخ آسر بفزع وهو يقول "وشي يا راجل حرام عليك؟ كدة تشوه وشي الوسيم؟ اقابل المزة الي جاية الاجتماع بكرة ازاي دلوقتي منك لله"

كاد الحارس أن يقترب منه مرة أخرى ولكن اقترب منه ياسر وهو يحاول لكمه وبالفعل استطاع ولكن لم يتحرك الحارس من مكانه ولم يتأثر حتى ليبتسم ياسر ببلاهه وهو يمد يده علامة المصافحة قائلًا ببلاهه "هاي انا ياسر الخواجة، ممكن اعرف نوع الجيم الي بتروحه؟"

"ده عز يا حبيب امك" قالها الحارس بخبث وهو يلكم ياسر لينظر له ياسر بغضب وفي ثواني كان يرفع قدمه بحركة ماهرة وهو يقيد بها عنق الحارس ثم يوقعه ارضًا ليتاوه الحارس بشدة ليبتسم ياسر بسخرية وهو يقول "الحركة دي بقى عندي رباني يا عين امك"

اقترب آسر من الحارس وهو ملقى ارضًا ثم وضع صاعق الكهرباء في رقبته وثواني حتى فقد الرجل أنفاسه ليقول آسر بغضب "يخربيتك يا شيخ أخيرًا"

وفي الاعلى كان جاسر يجلس أمام الحاسوب وهو يعدل من وضع نظارته ويضغط على أزرار لوحة المفاتيح بسرعة ومهارة وهو يبتسم بحماس ومرت دقائق حتى استمع لصوت منة "بسرعة يا جاسر انا سامعة صوت حد بيقرب"

"متخافيش ده انا" قالها ياسر وهو يسحب أروى خلفه للداخل ثم نظر نحو جاسر وهو يقول "ها خلصت؟"

نفى جاسر بهدوء وهو يضغط على عدة ازرار بسرعة فائقة وظل ثواني حتى ابتسم وهو يقول "الكاميرات اتفرتكت" خبط ياسر على كتفه بفخر وهو يقول "عاش يا انشينتاين على ما تفرج، شكلها فرجت ولا ايه"

ضحك جاسر بثقة وهو يقول "عيب عليك ده انا جاسر شاندويلي الدَعْلُوب" ابتسمت منة وهي تتحدث عبر السماعات "يلا يا آسر اتحرك انت واوس اوس"

نظر آسر نحو إسراء بحماس وهو يقول "يلا نخش جيه دورك" ابتسمت اسراء بحماس وهي تتسلل للداخل وخلفها آسر حتى دخلان للبيت لتنظر إسراء حولها بانبهار وهي تقول "ديكور الفيلا دي غير بتاعكم خالص كلها اسود في اسود حاجة ترعب بس فخمة"

"ربنا يجعل أيامه كلها سودة، يلا ياختي انجزي" قالها آسر بغضب لتركض اسراء نحو الدرج ثم تصعد وخلفها آسر حتى وصلان للمكتب لتدخل اسراء وهي تشعل كشاف يدوي وتقترب من الخزنة وخلفها آسر لتقول بهدوء "هات المنشار الكهربائي يلا"

أخرجه لها آسر وهو يقول بقلق "ربنا يسترها من دماغك" ابتسمت اسراء بثقه وهي تقرب المنشار الكهربائي من الخزنة لتضغط على زر التشغيل فتصدر صوتًا مزعجًا للغاية ليبتسم آسر بحماس وهو يقول "الله عليكي يا إسراء يا فخر حارة بطن البقرة"

توقف الاثنان فجأة وهما يشعران بالضوء ينتشر في المكان لينتفضان بفزع وهما ينظران أمامهما ليفتحان اعينهما بصدمة وخوف وهما يقولان في نفس الوقت "هااار اسوووح؟؟؟؟؟"

____________________________

عندما تكوني بجانبي اقع في عدة مصائب، ولكن ما اجملها المصيبة عندما تشاركيني إياها يا منبع المصائب ونبض قلبي

وفي النهاية دعوني أخبركم

"إن المغامرة لم تنتهي بعد..."🤍🫀

الخامس عشر من هنا

تعديل المقال

مدونة مكتبة حـــواء

رواية الوصية الثلاثية الفصل الرابع عشر 14 بقلم سهيلة محمد