اخر الروايات

رواية رد قلبي الفصل الثالث عشر 13 بقلم وسام اسامة

رواية رد قلبي الفصل الثالث عشر 13 بقلم وسام اسامة 


 

رواية "رُد قلبي"
الحلقة الثالثة عشر.."لا تقُل لي أحبك"
.........................................

ظل يُتابع أثرها..بشرود..حتي ظهر شخصًا أخر لا يود أن يخوض معه حرب بعد عناقه لها الذي كان بمثابة مُخدر لكليمها..في تلك اللحظة..لا يود أن يخوض حربا مع الواقف أمامه..آدم الصياد

إعتدل شَريف بجلسته وهو يحضر نفسه للكمات عنيفة دون حديث..فوالدة يبدو عليه الغضب المكتوم..كعادته
همهم شَريف مُرحبً به قائلا بسخرية مبطنة...
-خطوة عزيزة ياوالدي

كشر أدم عن أنيابة الغاضبة واقترب منه ليقف أمامه عاقدًا لذراعيه ليهتف بهدوء مؤقت..
-تطلع من بيتي عشان تقعد علي الأرض !

رفع شَريف حاجبه قليلاً ليقول..
-اه طلعت من بيتك..عشان اقعد علي الأرض
بس علي الأقل هكون مرتاح كدا..ولا لسه راحتي مش مهمة بنسبالك

إنقشع الغضب من وجه آدم وحل الجمود..ليجلس أمامه أرضًا وهو ينظر إليه مطولا ليقول بنبرته العميقة..
-انتا عايز ايه ياشَريف..بعد التمرد دا كله وانا لسه مش عارف انت عايز ايه بالظبط!

إختفت السخرية من وجه شَريف..وتأمل والده لثوان
والده الذي برغم العمر لازال وسيمًا كما تقول والدتة
رغم الشيب الذي كسي خصلاتة الناعمة..رغم التجاعيد الخفيفة التي حاوطت عيناه..لازال والده قويًا وخاصة بنظرته الواثقة تلك..ولكن الآن إختفت الثقة وحل الإرهاق

لينحنح شَريف قائلا بجمود..
-حضرتك عارف انا عايز ايه..ورغم كدا هقولك
-‏انا دلوقتي عندي ٢٥سنة راجل كفاية عشان أحدد انا عايز ايه..اشتغل ايه او أدرس ايه..او أحب مين
انا عارف انا عايز ايه كويس..وكل الي كنت عايزه انك تتقبل حريتي..بابا انتا مدي جودي وسيدرا حرية اكتر مني

علق أدم مُبررًا..
-عشان دول أخواتك الكُبار..والبنات لازم احتويهم عشان ميتمردوش زيك كدا

ضحك شَريف ساخرًا..
-طب وانا..ماكان ممكن تعمل معايا كدا عشان متمردش
بس انا عرفت انتا بتفرق بينا ليه..وليه ديما معاملتك ناشفة معايا انا

عشان انا دخيل بالنسبالك..انا الراجل الوحيد،بتغير علي امي واخواتي مني..بتغير لما بتلاقيني معاهم رغم اني ابنك واخوهم لكن غيرتك طالتني انا كمان..كأني جاي من الشارع مش ابنك2

قاطعة أدم بحدة وبدأ الغضب بالتحكم به..
-ايه التخلف الي انتا بتقوله دا..انا بقسي عليك عشان تبقا راجل يعتمد عليك..الدلع للبنات مش ليك
وبعدين اختك الي انتا بتقولي مديها حريتها..بتشتغل معايا وشايله عني..رغم اني رافض واحدة منهم تشتغل
بس اشتغلت معايا عشان الراجل بتاعي اتقمص وساب البيت

ليرد شَريف برد لاذع..
-اه اختي الي انتا مقعدها جنبك واهي قربت علي التلاتين
انتا ظالم حتي البنات الي بتقول مدلعهم..جودي وسيدرا مظلومين بغيرتك عليهم..وانا مظلوم بحياتي كلها
حتي امي انتا ظالمها
بهت وجه أدم رغم شدته ليُتابع شَريف بقسوة..
-رغم حُبك ليها إلا انك معذبها بغيرتك ومحاصرتك ليها
معذبها ببعدي عنها..ودوا العذاب دا حبك ليها
وايه فايدة الحب لو الواحد محروم من أبسط حقوقه

لم يأبه شَريف بصمت والده ليُكمل وقد أعمته قسوتة..
-عارف ياأدم باشا..هيجي يوم عليك وتبص حواليك
هتلاقي فضا..الكل هيجي يوم يعمل زيي..هيختاروا يعيشو حياتهم بطريقتهم حتي ماما ه..

صفعة قاسية حطت علي وجهه..وللعلم قد توقعها ولكن لم يكن يعلم انها ستحرق روحه قبل وجهه..رفع شَريف وجهه ليتابع بصوت مكتوم..
-انا عايز اسألك سؤال واحد..انتا بتعاملني زي ما جدي كان بيعاملك..بترد الي عمله فيك فيا !

جرح غائر كان الزمن قد داواه..ولكن الآن شقه شَريف بقسوة..ورد صفعته بأشد الألم حينما عقد مقارنة بينهما
وقف أدم ولازال وجهه جامد..رغم الجرح العميق الذي سببه شَريف بسبب كلماته السامة
ليهتف ادم قبل أن يغادر..
-انا لو بعاملك زي ماكان بتعاملني مكنتش هتبقا كدا
افتح موبيلك وكلم امك..ملهاش ذنب في السواد الي في قلبك

ثم تركه وغادر فجأه كما أتي..وضع شَريف يده علي وجنته التي تحرقه بقوة من صفعة والده..وأغمض عيناه مطولاً
ليضع رأسه بين قدماه ويحاول كبت غضبه..وحزنه
أطلق تنهيدة حاره عبرت عن ألمه..ولكن شعر بكف باردة توضع علي يده

رفع رأسه ليجدها شقيقته جودي..والتي إرتمت في أحضانه باكية وهي تقول...
-شَريف..وحشتني اوي

إبتسم شَريف وهو يعانقها ويشدد علي أحضان شقيقتة الحنونة ليهمس وهو يربت علي حجابها..
-انتي وحشتيني اكتر ياجودي..بتعيطي ليه دلوقتي طب

إبتعدت عنه وهي تمسح دموعها قائلة..
-قوم تعالي معانا..بابا كان جاي يجيبك
فجأة نزل وقالي اطلعلك..انتو اتخانقتوا تاني يا شَريف

همهم شَريف قائلا..
-انزلي قوليله شريف مش هيجي دلوقتي..وانا هبقا اجيلكم بعدين ياجودي

تغضن جبينها لتقول بتردد..
-بس لازم تيجي عشان ماما..

هتف بقلق..
-ماما مالها

دمعت عيناها من جديد لتقول بتحشرج..
-ماما حالتها بقت صعبة اوي يا شَريف..بطلت تاكل معانا
وقاعدة في اوضة لوحدها ومبتطلعش..بابا تعب اوي علي مااقنعها تخرج من حالتها وهو هيجيبك...بلاش تحدي وعِند ياشريف ماما مش ناقصة خالص

هز شَريف رأسه بشرود وقلق وأطاعها واتجه الي سيارة والده وهو يحاوط كتفها بتحدي..يتحداه ان ينظر له ولو نظرة زاجره..ولكن اشاح ادم عيناه عنه..وعقله يفكر..هل ستتركه تقي وبناتة بعد كُل تلك السنوات..سيأتي عليه الوقت ويكون وحيد كاجرذ عجوز !3

جلس شَريف علي عجلة القيادة بينما جلست جودي جوار والدها تشد علي يده بحنان لطالما اغدقت علي الجميع به..جودي التي ورثت حنان ورقة تقي..
ربت علي يدها باسمًا بشحوب

ليهمس لها بخفوت ..
-لما نروح البيت هنتكلم بخصوص مديرك
قولتيلي اسمه ايه !

إبتسمت جودي بخجل وقلبها يخفق بعنف..
-اسمه صالح..صالح الزيات يا بابا

***
عصبية فاتح جعلته يكسر هاتفة بجنون بعدما أغلق معها وهي تخبره أنها ستخرج لتتنزه مع صديقتها
ورغم رفضه إلا انها هتفت بحدة أنها ستخرج رغمًا عن أنفه وأغلقت الهاتف بوجهه بكل وقاحة2

جلس علي فراشه يضم رأسه بعصبية وعقله يكاد يُجن من أفعالها الرعناء..تخالفه دائما..يأتي لها اليمين لتأتيه من اليسار..وتستمر بإستفزازه وإغضابه

يعلم انها تُعاقبه علي قبوله عقد قرانهم رغم رفضها ونفورها..بل وبكل تبجح وقفت أمامه هاتفة.."انا مابعتبركش جوزي..ولا هتشوف معايا يوم عدل..ومتقوليش انك بتحبني والكلام الي قولته لبابا..متقوليش بحبك عشان مش هصدقك"

شرد فيما حدث ذالك اليوم وقبوله بزواجها
...
همهم محمد بحدة وهو ينظر لفاتح..
-انا موافق يافاتح..بس مش هتكون خطوبة..هيكون كتب كتاب ..ولو كتبت عليها مش هقبل أنك تطلقها..ياكدا
يا بلاها يابني

شهقت رقية وسارة سويا
بينما جعد فاتح جبينه..لا يدري مالذي أوقعه في هذا الموقف..رجاء وغبائها..ام إندفاعة وحظ سارة العثر !

تلجلج فاتح وهو ينظر لوجه عمه المشتد بغضب
ثم إلي سارة التي لم تتوقف شهقاتها وهي تنظر له بغضب ورجاء في الوقت ذاته...تترجاه إلا يقول نعم

ان لا يوافق ان تكون زوجتة..نفورها منه واضح للغاية..وهذا جرح كرامته نوعًا ما..ولكن كل هذا من خلف عِنادها وسلوكها السيئ..صفعات والدها رغم قسوتها إلا انها تستحق أكثر من ذالك بكثير

ليتحدث فاتح بهدوء ولازال يُفكر..
-طب ياعمي وكُليتها..مش هتعرف تركز و..

قاطعة محمد بحزم..
-انا مقولتش انك هتتجوزها وتاخدها بيتك..انا قولت هتكتب كتابك عليها...وقدامها سنتين كلية بعدها تتجوزها..وتكون انتا جهزت نفسك وحضرت شقتك

زاد بُكاء سارة وهي تجذب والدتها وتحرك رأسها بنفي ورجاء..وكأنهم سيسوقونها للذبح..ليهتف فاتح بغلظة وهو ينظر لها...
-موافق ياعمي

إنتفضت كالطير الجريح هاتفة بجنون..
-انا مش موافقة..مش بطيقه مش هتجوزه لو عملتوا ايه..مستحيل أسمع كلامكو عشان كلام الحرباية الي اسمها رجاء ولا الهمجي دا..بابا أنا..

قطع كلماتها الوقحة والدها حينما جذب خصلاتها بين أصابعها هاتفا بعصبية ...
-ياتوافقي..ياهتبري منك. ولا كأنك بنتي
وهتروحي تعيشي مع خالاتك..انا مش عايزك

كُسر قلبها ألف قطعة..والألف قطعة ليصبحوا رماد
تهدلت أكتافها وهدأت ثورتها..واستسلمت تمامًا
هكذا رأها فاتح والجميع..أنها استسلمت1

ولكن علي العكس..عُقد القران ومن هنا بدأ إنتقامها
لم ترحم أحد من لسانها اللاذع ولا تمردها..لم تعد الصفعات تؤثر بها..ولا الزجر يأتي بثمارة معها
تمردت سارة وانتهب الأمر

تنهد فاتح بإختناق وهو يلوم نفسه علي إقحام حياته مع تلك الفتاة الفالت وثاقها ..كالفرس الجامح
رباطها يطير بالهواء ولا يحُط بيد أحد أبدا سورا من يُراوضها..ومن المستحيل أن يكون فاتح

وقف بعصبية واتجه الي الهاتف المُحطم وجلب شريحتة منه..وخرج من المنزل تحت نظرات والده
الرافض للأمر برمته

ليوقفه صوت والده...
-رايح تتخانق معاها وتضربها..ولا هتخلي ابوها يديها علقة زي كل يومين

إلتفت فاتح له قائلا بضيق..
-لو سمحت يابابا متحكمش علي حاجة حضرتك مش عارفها..سارة مش بريئة كدا

همهم والده بإيجاب ليقول..
-عارف ان سارة مش بريئة..بس عارف انها طيبة وغلبانة تيجي بالمسايسة..رغم كدا بردو متناسبكش
النار متنفعش مع النار...سيبها يابني وخليها تكمل تعليمها ويجيلها إبن الحلال الي يقدرها ويتفاهم معاها..وانا هتكلم مع اخويا وأكيد ه..

قاطعة فاتح بحدة..
-بابا كلامك دا ملوش لزوم..انا قادر أعدلها واخلي طبعها يناسب طبعي..هتتعدل غصب عنها
بعد إذنك
خرج فاتح من المنزل وهو يتوعد لسارة أشد التوعد
سيكسر شوكة غرورها وتمردها..ليعيد تربيتها مره أخري بشكلٍ آخر..ولكن عليه أولاً أن يشتري هاتف جديد كي يستطيع الوصول إليها بعدما حطم هاتفة السابق

ماأن فتح الهاتف وهيأه للإستعمال حتي وصله إتصال من رامي إبن عمه ناجي..ليجيب فاتح بجمود
-السلام عليكم يارامي

-عليكم السلام ياعريس..ايه لحقت تطفش البت منك وتخليها تقول بلا جواز بلا نيلة

ليصله صوت سارة التي هتفت بحنق..
-رامي بطل بواخة بقا..انتا بتعمل نفسك هتكلمه صح !

إسود وجه فاتح وحل الغضب علي وجهه بعدما استوعب أن رامي مع سارة الآن..ليسمع صوت رامي الضاحك وهو يخبرها..
-لا اتصلت بيه بجد..كشيتي وبقيتي شبه الفار المبلول اهو

ليوجه حديثه الي فاتح هاتفًا...
-لا إبن عمي مسيطر من دلوقتي مش خايف عليك

كلمة واحدة خرجت منه حينما خرج عن صمته..
-انتوا فين !

-احنا في البيت..تعالي منمن محضرة آكلة سمك مقولكش..يلا تعالي مستنيك تحكيلي أقنعت البت دي بكتب الكتاب وخلعت من رجاء ازاي

أغلق فاتح الخط وهو يغمض عيناه بقوة
سارة كاذبة..أخبرته انها ستتنزة مع صديقتها وأغلقت بوجهه بكل وقاحة وتكذب أيضا..ذهبت لمنزل عمهم ناجي لتضحك وتدع رامي يلمسها كما شاء3

اليوم سيضع حدًا لكذبها وتمردها ووقاحتها
ولن يكون رجلاً إن فشل في تربية تلك المُنفلتة
طمأن نفسه بتلك الكلمات ليهدي من حدة غضبة

***
أخيرا أستفاق كامل من وعكته الصحية ولكن إستفاقته كانت حزينة، صامتة
وشيئا ما قد كُسر معه
حيث إستقبل ضمة غزال له بربته خفيفة وإيمائه من رأسه..وكذالك عُبيده وخالد وريشة..وإبنته الوحيدة والدة عزيز

ليقول عُبيده بإبتسامة..
-قلقتنا عليك ياحج كامل..شد حيلك كدا
عايزينك وسطنا ديما

اتسعت إبتسامة غزال من كلمة "وسطنا"
وقد لاحظها كمال وخالد..وكانت ردة فعلهم واحدة
وهو والوجوم ليرد كمال بهدوء..
-الله المستعان يابني

بينما هتف خالد بخشونة..
-حمدلله علي سلامتك ياحج..متقلقش علي الشغل ياحج..ماشي زي الساعة

أجابه كامل وهو يتنهد..
-الله يسلمك ياخالد..وعارف انك مُهتم بشغلي وحالي
ربنا يصلح حالك يابني

حاولت غزال ترتيب الوسادة من خلفه أوقفها بيده وأشار لريشة المنزوية في ركن غرفة المشفي..
-تعالي ياريشة ساعديني اتعدل

شهقت غزال بخفوت وتوسعت عيناها..لتضم كفيها الي بعضهم وتطرف الدموع عيناها ...لتقترب ريشة بصمت وتساعدة بينما كل من بالغرفة يحدقون بدهشة من ردة فعل كامل

أحمر وجه غزال وأشاحت وجهها وتجاهلت ماحدث بإحضار العصير إليه...واتجهت له لتعطيه إياه ولكن تجاهلها تلك المره هامسًا بجمود..
-مش عايز منك حاجة

شعرت غزال بالتقلص والدونية..وخاصة أن الجميع ينظر لها في تلك اللحظة...لتضع العصير بإرتعاش علي المنضدة المجاورة للفراش الطبي ولكنه انسكب بفوضي..لتشهق معتذرة رغم الدموع

تركته واتجهت الي الباب في النفس اللحظة التي تحركت بها ريشة بآلية لتنظف الفوضي ليقصف صوت كامل...
-ارجعي نضفي الي عملتيه..ابعدي ياريشة
غزال هي الي هتنضف

تجمدت غزال بمحلها..وكذالك ريشة المنصدمة من تلك اللفته الغريبة علي كامل..والمُهينة لغزال
لتفتر شفتيها عن بسمة ساخرة أخفتها عندما أشاحت وجهها عنهم

بينما رجعت غزال تهبط علي قدميها وهي تُمسك حفنة من المناديل الورقية لتمسح ماسببته يداها
ليوقفها عُبيده وهو يتناول عنها المناديل قائلا بلطف وهو يري دموعها..
-روحي اغسلي وشك وانا همسحه يلا

حركت رأسها بإيجاب لتتناثر دموعها..لتخرج سريعًا من الغرفة تحت نظرات كامل وخالد الواجمين
بينما ريشة لم تأبه بما يحدث حولها وشردت فيما يخص نفسها فقط

أنهي عُبيده التنظيف..ليلقي المناديل بسلة المُهملات وخرج ليغسل يده ويعقمها..ليجد غزال جالسة علي المقعد جوار الغرفة تبكي بصمت وعيناها شاردة بنقطة ما...

ليجلس جوارها وهو يمسح يده بمنديل..ليقول بعد صمت منهم..
-متزعليش هو يمكن..

قاطعتة بضعف وهي تمسح دموعها..
-بيعمل كدا عشان قولتله هروح اعيش مع أهل ماما
عشان كدا مخاصمني ياعُبيده

إبتسم عندما نطقت إسمه بشكل صحيح بل ونظرت له وهي تقوله بطريقة فاتنة..لتقول..
-بتضحك ليه

ركز نظره علي أصابعه لثوان قبل أن ينظر لها باسمًا..
-انتي قولتي عُبيده المرادي..بدل سي عبوده
عشان كدا ضحكت

مسحت طرف عينها وارجعت غرتها الناعمة للخلف لتقول بنبرة أشد نعومة من خصلاتها..
-مش سي عبوده بتزعلك..انا بطلت اقولها عشان مزعلكش...ياعُبيده

تنهد عُبيده تنهيدة مكتومة رغمًا عنه..وهو ينظر لوجهها الفاتن..كيف لها أن تمتلك كل هذا الجمال مع عقلها الفارغ نوعًا ما..رغم وقاحتها تمتلك برائه رائعة
ورغم الأنوثة عندما تبكي تصير طفلة

ليقول وهو يقف ويشير إلي الممر..
-تعالي اغسلي وشك..وانا هروح أغسل إيدي ونجيب حاجات من الكافتيريا

حركت رأسها بإيجاب وسارت جواره لتقول بتساؤل..
-انتا شغلك هنا بيكون في أنهي حتة بالظبط

همهم مُجيبًا..
-انا أول مااتنقلت هنا كنت إستقبال..والي عرفته اني هتنقل قسم تاني..لما أعرفه هقولك

إبتسمت وبدأ الحزن يذهب عنها..
-بجد هتقولي مخصوص

ضحك وهو يُدرك أن تلك الفتاة واقعة له تمامًا
لينظر لها لثوان قبل أن يقول..
-أه هقولك بس بشرط

وقفت عن السير ورفعت حاجبها وقد رجعت لها عجرفتها المُعتاده..
-شرط !

همهم عُبيده وقد بدأ يتعامل معها بإريحية أكثر..
-اه شرط مالك وقفتي كدا ليه !

-اممم استغربت الكلمة..أصل غزال محدش بيتشرط عليها

إبتسم نصف إبتسامه وهو يُتابع السير..
-طب تمام يبقا بلاش شروط وبلاش اقولك
ولا تزعلي ياغزال هانم

لوت شفتيها بضيق وسارت سريعًا جواره قائلة..
-ماشي أطلب
ضحك تلك المره ليقول بدهشة..
-غرورك مش معقول..مستكترة تقولي شرط !

أعادت كلماتها...
-يلا أطلب بس

حرك رأسه بإيجاب ولمعت عيناه بنظر غريبة ليقول..
-تقوليلي ايه السبب الي طلعلي عشانه الحج كامل وحذرني أقرب منك..وانتي قولتيله أن دا منك انتي وانا معملتش حاجه3

بهتت غزال ونظرت لوجهه ونظراته المليئة بالتصميم والعزم..وهي تُدرك أن لُطفة معها من البداية من يكن سوا مصيدة..صاد الغزال ليعلم ما يُخفيه..
***


الرابع عشر من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close