اخر الروايات

رواية رد قلبي الفصل الحادي عشر 11 بقلم وسام اسامة

رواية رد قلبي الفصل الحادي عشر 11 بقلم وسام اسامة 


 

واية "رُد قلبي"
الحلقة الحادية عشر "لِما !"
.......................................
تأفأفت سارة بحنق وهي تنتظره كما أمرها حرفيًا
ألقي أمر بأن تنتظره في مقهي جوار الحامعة ولا تُخبر نورا بهذا اللقاء مبدئيا..طرق قلبها بقوة وهي تخبر نفسها لا داعي للغضب المُعتاد في وجوده..فاتح إبن عمها الكبير والذي لطالما يشهد الجميع بحُسن خُلقة..لاداعي لتلك الطاقة العدائية التي تتفجر داخلها حين تراه

أخذت شهيق وأطلقت زفير ليساعدها علي التخلص من حنقها من شخصه..ما يهمها الآن مالذي يريده منها..بعيدا عن العائلة وكذالك بعيدا عن نورا..إنتبهت حين دلف الي المقهي..تمعنت به وكأنها تراه أول مره
فاتح الوسيم كما كل شباب عائلتها..ولكن للغرابة وسامتهم لم تؤثر بها يوما..بسبب إستخفافهم بها دائما أنها أصغر فتاة في العائلة..حتي نورا تكبرها بعامين كاملين
ولكن لظروف ألمت بنورا جعلتها بنفس العام الدراسي مع سارة..ولذالك كنت محط سخريتهم حينما تحاول مشاركتهم المُزاح او الحديث

وكان فاتح من الساخرين الأساسيين ايضا
حين تتحدث عن الحب يسخر ويعنفها أنها لازالت صغيرة علي ان تدخل بهذا الحديث
حين تتحدث عن الدين يُفجعها بردودة القاسية أنها لا تلتزم بأبسط تعاليم الدين

حين تتحدث في الفن والموسيقي يخبرها انا سطحية بلهاء ليضحك باقي الشباب..ورغم سخريتة تلك لم تراه يضحك علي أي شيئ يخصها

رغم أنها تحترمه ولا توجه له أي حديث
حتي إسمه حين تنطقة يكون مصحوب ب " أبيه"
لفارق العمر الكبير بينهم..ورغم ذاك الإحترام لا يحترمها

إستفاقت حينما طرق الطاولة قائلا..
-كفاية نظراتك دي.. عيب

هزت رأسها بعدم فهم ليلوي فمه متهكمًا..ليعود غضبها منه دفعة واحدة من جديد..جزت أسنانها بحنق..وحركت شعرها القصير الي الجهة الجانبية كاعادة منها حين تتوتر او تغضب..لتتعلق عينيه بخصلاتها المتدرجة التي تصل لكتفيها بصعوبة..وتلك التمويجات التي تفردت بها دونا عن باقي فتيات العائلة صاحبات الشعر الناعم للغاية
ليزفر وهو يشيح عيناه ويتحدث فورًا..
-طبعًا انتي عارفة إن نورا أهم عندي من اي حد
واني محبش انها تنتكس من جديد..ولا تتعرض للحزن
لا بسببي ولا بسبب غيري صح !

عقدت حاجبيها بعدم فهم لتقول..
-صح..بس ليه بتقول كدا

تنهد وهو يطرق علي الطاولة الخشبية طرقات رتيبة ليقول بوجه جامد لا مجال للمزاح معه...
-انتي عارفة إني رافض اسلوب حياتك وتصرفاتك
ورافضك شخصيًا ياسارة..والرفض دا سببه عمايلك السودا الي مبتخلصش..ومشاكلك مع عمي خير دليل أن مش انا بس الي رافض اسلوبك

إبتلعت إهانتة بصعوبة وتجمدت ملامحها رغم الإحمرار الذي كساها لتقول ببرود..
-حياتي متخصكش..ولا يخصك اسلوبي ولا مشاكلي

حرك رأسه بتفهم ليقول..
-بس نورا تخصني..والي مش عايزها تبقا زيك ولا تبهتي عليها بتصرفاتك ولبسك وطريقتك وحياتك..اختي رقيقة وهادية ومُلتزمة مش عايز اصحي في يوم الاقي اختي..رابر مثلا
نهي كلماته بإبتسامة تهكمية..لتقول بحدة وقد بسطت راحة يدها علي الطاولة تستمد منها برودة تنافي غليانها..
-قصدك أبعد عن بنت عمي وصحبتي!

-أه عايز كدا ..عايز تكون بنت عمك وبس زي ما ياسمين وهالة ورجاء وعُلا بنات اعمامك من بعيد..لا بتتعاملي معاهم ولا مصحباهم..دا بغض النظر ان مين الي بيبعد عن مين

دمعت عيناها من إهاناته التي لا تنتهي وأرتعش ثغرها لثوان..ليقول بجدية مشوبة ببعض اللين..
-سارة انتي لسه صغيرة مسيرك تعقلي وتبقي زي باقي بنات العي..

قاطعتة بغل وألم تزاحم داخلها..
-بنات العيلة..قصدك هالة الي بتكلم رامي وبتخرج معاه والكل عارف انهم بيحبو بعض مع ان دا عيب
ولا قصدك علي عُلا الي بتحب خالد وبتجري وراه
ولا رجاء الي انت بتكلمها وبينكو كلام حب وانتو مفيش رابط شرعي الي الدين بيأمرنا بيه..الدين الي كل مااتكلم عليه تقول اني مبنفذوش لمجرد اني متجبتش ولبسي مختلف عن لبس رجاء بتاعتك..انا احسن منكو كلكو

علي الأقل انا مش في سوادكم وقرفكم دا
انا لا عايزة اعرفك ولا اعرف اختك...لأنك شخص مُتخلف
جلف وانا زهقت من تصرفاتك معايا..اتفقلوا كلكو مع بعض

لتسحب حقيبتها سريعًا وتخرج من المقهي..وهي تمسح دموعها بحدة...لتتفاجئ به يُمسك رسغها بقوة ويسير جانبًا في مكان معزول عن الأنظار ويقول بغضب أعمي...
-انا متخلف وجلف..وانتي أحسن بنت في العيلة
أمال مين الي سابت رامي يحسس ويلمس عليها ياهانم
مين الي ملمومة علي شوية عيال ملهومش لازمة ومسمية نفسها رابر..مين الي بتجري للحفلات هنا وهنا ومش باصه لحد..حتي عمي ضربه ليكي محوقش..عارفة مبيحوقش ليه..عشان مفيش حد بيتربي علي كَبر

بأقوي ماعندها وضرب قدمها بساقه بجنون ليتأوه بقوهة أثر ضربتها المفاجئة..لتقول بغضب رغم الدموع...
-وعشان كدا انتا مش متربي أنت كمان..ودي حاجة بسيطة علي كلمة يحسس ويلمس..ولسه هتشوف انا هقول لكل العيلة إن فاتح كبير الشباب بيعمل ايه وبيقول ايه..مخدوعين فيك وفاكرينك ملاك وعاقل

تجاهل ألم ساقه وجذبها بحدة ضاغطًا علي رسغها بعنف وانحني ليكون أمام وجهها تماما لا يفصل بينهم سوا مسافة قصيرة..ورغم ذالك طغي الغضب عليه..ليقول بصوت حاد منخفض..
-تربية عمي مش مأثرة فيكي..وانا الي هربيكي ياسارة
هأدبك من جديد..قسمابالله ماحد عادلك غيري

رغم نظرات الكُره المُنبعثة من عيناهم إلا أن من يراهم من بعيد يظن أنه مشهد رومانسي فج..وهذا ما ظنته رجاء حينما رأتهم واقتربت بملامح مصدومة ومعها صديقتها..
-ايه الي بيحصل هنا

أنتفضت سارة تدفعه بقوة..بينما نظر فاتح الي رجاء بحدة..
-ايه الي جايبك هنا

شهقت رجاء بحدة لتقول بصوت مرتفع غاضب..
-ايه الي جابني ايييه..انتو كنتو بتعملوا ايه
ايه الي بيحصل دا يافاتح..وانتي يابجحه انتي ايه الي حدفك علي فاتح..واقفه ومقربة منه كدا ليه

زاد الأمر عليها لتنظر سارة بحدة وقد عجزت عن وصفهم لتقول وقد اقتربت منها وهمست بنبرة شامتة خبيثة..
-كنت بغرية ياابلة رجاء..أصل ابيه فاتح..اهه..قصدي فاتح شكله مُعجب بيا وجابني الكافية دا عشان يقولي إعجابة
وانتي عارفة ان فاتح مفيش بنت تعرفة إلا وتحبه..فا انا كمان حبيته

بهتت رجاء وشخصت عيناها بصدمة..بينما فاتح يقف يكتم غضبه ولا يدري مالذي قالته سارة لتشحب رجاء هكذا ...لتعتدل سارة حقيبتها علي كتفها قائلة بإبتسامة مستفزة ...
-يلا باي ياابلة رجاء..ويااا فاتح

ثم إبتعدت عنهم وتبددت ملامحها المستفزة الي ملامح حزينة غاضبة..وقد غصتها الدموع..لتتجه الي منزلها وهي تنوي ان تشتكي فاتح الي والدها..ولكن صمتت تُفكر
كالعادة والدها سيضع الحق علي كاهلها ويلومها..إذا لا داعي..هي أخذت حقها وأكثر حينما ضربته وشتمته..وهمست لرجاء بتلك الكلمات الخبيثة

لتمسح دموعها بعنف هاتفة بغضب...
-انا هوريكو العَيلة دي هتعمل ايه

ألقت نفسها علي الفراش تغمض عيناها بقوة علها تنام سريعًا وتنسي أحداث هذا اليوم المشؤم..امتدت يدها لهاتفها تسمع أحد اغانيها المُفضلة..لتضحك ساخرة بعدها
إن علم فاتح أن بعد كل مايحدث تسمع أغنية من النوع الذي يكرهه ويسخر منه سيصاب بذبحة صدرية

بدأت الأغنية بلحن غريب حتي اندمجت سارة وبدأت تهمس مع الكلمات بخفوت وشرود..حتي ذهبت في سُبات عميق نزع منها كل التفكير والغضب..فقط اسدلت عيناها وإنتهي الأمر

ولكن إستيقظت فزعة علي دخول والدها بغضب وهو يحذبها من خصلاتها بقوة ويصرخ بها شاتمًا
وهي في حالة الاوعي..لا استوعب أي شيئ..
تري والدتها تحاول فكها منه..وعمها يجذب والدها بصعوبة
و..فاتح يحاول تهدئة الوضع

إستفاقت علي صفعة والدها التي حطت علي وجنتها بقوة قائلا...
-عايزة تموتيني..حاطة عينك علي ابن عمك وبنحاولي تغوية..انا بنتي تطلع ***..بنتي تجري ورا ابن عمها الي الكل عارف انه هيخطب رجاء..عايزة تفضحيني

شهقت بصدمة وتوالت الدموع علي وجهها..لتنظر لفاتح سريعًا الذي حدجها بنظرة حادة ليقول بقوة..
-مين قال اني كنت هخطب رجاء ياعمي..انا مفاتح بابا من فترة اني عايز اخطب سارة بس عارف انك هترفض لانها بسه مخلصتش الكلية..ولا ايه يابابا

نظر فاتح لوالدة مطولاً ليقول والده مؤكدًا..
-حصل ياخويا وانا قولتله يستني

بهتت سارة أكثر وهي تطالعه بتشتت..بينما نظر له والدهت قائلا بغضب ...
-متحاولش تداري عليها يافاتح..رجاء حكتلي كل حاجة
وانتا نفسك قولت ان انتا الي كنت واقف معاها

همهم فاتح قائلا..
-ياعمي رجاء فهمت غلط..احنا اخوات
وانا الي غلطان في الموضوع دا..انا الي أصريت اقابلها واخد رأيها عشان افاتحك بقلب جامد..غلطي اني مجتش لحضرتك الأول..

جلس والدها بتهالك علي الفراش وهو يسمع بكاء وحيدته سارة..فتاتة المتمردة التي ألمت قلبه بتمردها وخروجها عن أوامرة..وأمامه فاتح..إبن اخيه وأكبر شاب بالعائلة
فاتح من أفضل الشباب علمًا وخُلقا..كم تمناه يصبح ولده هو ..او يصير له ولد كافاتح..ولكن شاء الله أن يرزقه بسارة..لا يدري أيكذب رجاء ودموعها..ام يُصدق فاتح الذي لا يكذب

نظر لسارة قائلا بحدة..
-الكلام دا حصل

كانت سارة مكورة في أحضان والدتها..لم تجيب وظلت تشهق باكية ليصرخ بها بحدة..
-بقولك حصل ولا لا

إنتفضت تهز رأسها بإيجاب..ليقول جلال شقيقه..
-خلاص بقا يامحمد متفزعش البنت
اهدي ياحبيبتي متخافيش

همهم محمد بحدة وهو ينظر لفاتح..
-انا موافق يافاتح..بس مش هتكون خطوبة..هيكون كتب كتاب ..ولو كتبت عليها مش هقبل أنك تطلقها..ياكدا
يابلاها يابني

شهقت رقية وسارة سويا
بينما جعد فاتح جبينه..لا يدري مالذي أوقعه في هذا الموقف..رجاء وغبائها..ام إندفاعة وحظ سارة العثر !
***

صفعة أخري هبطت علي وجنتها...ولكن تلك المره كمال غير نادم بالمره.. ليلتف وجه غزال الي الجهة الأخري وصمتت وكأنها توقعت تلك الصفعة..ليصدح صوت كمال...
-انتي اتجننتي..ايه الي بتقوليه دا ياقليلة الحيا
الحيوان دا قدر يلهف عقلك ياهانم

رفعت غزال وجهها وقد تخضب بحمرة قانية لتقول بصوت مهتز باكيًا...
-بتضربني عشان بقولك الحقيقة..ايه العيب اني أحب حد
هو انا عملت حاجة غلط..بتضربني عشان بقول الحقيقة

زمجر كمال بغضب وهو يمسك رسغها..
-انتي تنسي الكلام الفارغ دا..مفيش حاجة اسمها بحبه
دي بجاحة وقلة أدب..وانا هربي الكلب دا وهوديه في ستين داهية انه فكر يبصلك

وقف كمال متجهًا لتصرخ بحدة باكية..
-لو عملتله حاجة هموت نفسي واقهرك عليا..انا بحب عبيده ومش من حق حد يمنعني

بُهت كمال وهو يسمع كلماتها المجنونة..ليصرخ بقوة..
-رييييشة..تعالي عقليها عشان مموتهاش
غزال اتجننت وانا عارف هعقلها ازاي

ثم خرج من الغرفة سريعًا لتدلف ريشة تتابع بُكاء غزال الحاد..لا تدري هل تحب عُبيده حقا..أم انه إمتلاك فقط
كما إعتادت غزال أن تحصل علي كل ماتريده

رفعت غزال وجهها لريشة الصامتة..لازالت تقف علي الباب تحدق بها بصمت لم تواسيها..تحدق بها بملامح جامدة
لتقول غزال باكية...
-ايه ياريشة..انتي كمان شايفة ان حبي ليه عيب
شايفة اني بجحة

لم تتحدث ريشة فورًا لتقول بعد ثوان..
-رأيي مش مهم اوي كدا..انا خدامة مليش حق اني اقول رأيي..في في الحقيقي انا ميهمنيش اصلا

جزت غزال علي أسنانها بقوة لتصرخ بحدة..
-اطلعي برة اطلعيييييي

هزت ريشة كتفيها بصمت وخرجت..وداخلها لا تدري من أين لها كل هذا الجمود تجاه كل شيئ..من أين لها ذاك البرود الذي غلف قلبها..لتتنهد وجلست علي فراشها لتسمع صوت كامل الذي صدح بعنف

إنتفضت غزال أيضا علي صوته لتضع شال علي كتفها وتصعد للطابق العلوي
بينما كمال هتف بقوة...
-انتا لو قربت من غزال مش هسيبك واندمك أنك قربتلها
كنت فاكرك محترم طلعت عينك فارغة

صاح كمال بحدة وهو يضرب الباب...
-يعني ايه بتكلم علي ايه..بقولك أبعد عن حفيدتي
ايه الي في كلامي مش مفهوم

فقد عُبيده أعصابة تماما ليهتف بحدة مُماثلة..
-كلامك كله علي بعضة مش مفهوم..انا مالي بحفيدتك
أبعد عنها ازاي وانا مقربتش منها أصلا..اسألها كدا لو انا عملتلها حاجة ابقا هددني

جز كمال علي أسنانة بقوة وكاد يدفعة بقوة إلا أن وجود غزال في هذه اللحظة جعله ينظر لها قائلا بغضب..
-انتي ايه الي طلعك هنا..إنزلي

احمرار وجهها بشدة أنبأهم أنها ستنفجر باكية في أي لحظة..ولكن تماسكت بصعوبة هاتفة..
-عُبيده ملهوش دعوة بحاجة ياجدي..ملوش لازمه كلامك معاه..الراجل معملش حاجة

نبرتها المُهتزة أضعفت من قوة وغضب كمال الذي صاح..
-معملش حاجة إزاي وكلامك معايا تحت..يبقا هو الي غواكي وو

قاطعته بقوة وقد نزلت أول دمعاتها ونظراتها المتوسلة جعلته يصمت جانب كلماتها المُتألمة..
-كلامي تحت كان قصدي بيه أنا ياجدي
هو ملوش دعوة أنا الي ..

صمتت شاهقة ببكاء كتمته سريعا وهي تخرج من المنزل متجهة الي طابقهم بينما شحب وجه كامل
وأرتجف أطرافة لثوان وهو يفكر..مالذي تقوله حفيدتة
لم يعد يفهم أي شيئ

بينما عُبيده يتابع مايحدث بصمت..ولم يُدرك أن خلف كل هذا الحوار..إعتراف صريح أنها تحبه!
ليهتف بخشونة غير مُبال بتشتت كمال..
-أقدر افهم في ايه..وايه جاب سيرتي وسط مواضيعكم العائلية

نظر له كمال لثوان قبل ان يُغمغم...
-مفيش..متأخذنيش..سلامو عليكم

وسار بغير هُدي خارج الشقة..بينما عبيده ذم شفتيه بحده..وهو يشعر أن الأمر تخطي حدود أمر عائلي
وطال حياتة الشخصية..وإلا ماهدده كمال بصريح العبارة

جلس عُبيده بحدة علي المقعد وهو يتنهد بضيق
ماله بغزال ومالهُ بما يحدث..ومالذي يخصها فقط
وماذا قصدت بكلمة "قصدي بيه انا ياجدي"

أمسك هاتفه وأتصل برقم ريشة والذي أخذه منها منذ فترة طويلة..ثوان قصيرة حتي أجابت...
-ايوه ياأستاذ عُبيده

مسح وجهه محاولا الهدوء ليقول..
-ايوه يا ريشة..ازيك عاملة ايه

ردت بإختصار..
-تمام الحمدلله

لم يمنع نفسه من التساؤل بحدة...
-ريشة هو في ايه..ايه الي بيحصل عندك

أجابت بجمود غريب إستشعره في صوتها..
-لا مفيش حاجة يااستاذ عُبيده...وبعدين دي اسرار بيوت ماانتا عارف بردو

قضم شفته السفلية بقوة ليقول..
-تمام ياريشة سلام

ليغلق بعدها ويلقي الهاتف بقوة..وقف متجهًا الي حمامه
واضعًا رأسه تحت صنبور المياه ليقلل حدة غليان رأسه
ولا لا فائدة..الغليان يزيد وصورة غزال وهي تبكي لا تبرح خياله
***
طرقت علي الباب بخوف ولازال الهاتف بيدها تتصل به
وبالفعل ثوان قصيرة وفتح الباب ناظرا لها بوهن
وعلامات ضرب شَريف واضحة علي وجهه
لتهتف بخوف وعيون دامعة...
-واائل مالك مين عمل فيك

أشار لها أن تدخل ولبت إشارتة ودلفت تنظر للشقة بغرابة لتقول...
-شقة مين دي يا..

قاطعها وهو يحاصرها ويعانق خصرها بحميمية جعلتها تنتفض بفزع..لتزمجر قائلة..
-وائل انتا بتعمل ايه

همس وهو يميل علي وجهها هامسًا...
-موحشتكيش..خلاص نسيتي وائل
نسيتيني يا ليلة..نسيتي حبيبك

إرتبكت أكثر وزاغت عيناها وهي تحاول تبعدة عنها..
-وائل ابعد..احنا اتطلقنا مينفعش كدا

شدد علي خصرها بحدة قائلا..
-ومش انتي الي أصريتي نطلق..مش انتي الي عملتي مشاكل في العيلة وخليتي الكل يبصلي علي اني قاسي الخاين الغشاش !

زادت مقاومتها لتنفك عنه هاتفة بحدة وتوتر..
-انتا خونتني واتكلمت عليا وكان..كان لازم نتطلق..أبعد عني بقا ياوائل انتا بتعمل ايييه

زاد خوفها حينما لمس خصلاتها الناعمة ليقول بخفوت..
-بحب شعرك..ناعم ورقيق زيك..ولما بيبقا علي جبينك مش راضي يرجع ورا بيفكرني بيكي لما مكنتيش بترضي تسيبيني

شعرت بيده تحوم علي جسدها بطريقة حعلتها تطلق صرخه خائفة لتقول بحدة..
-وااائل شيل ايدك عني وسيبني

كان يُكتفها بجسده جيدًا كي لا تحاول الفرار ليقول بغضب ظهر علي عيناه...
-مش كنتي عايزه تتجوزيني وبتحبيني..ايه عايزه تثبتيلي أنك خلاص مبقتش فارق معاكِ مبقتيش تحبيني

كانت يده حولها كاطوق الجمر حولها دمعت عيناها وصرخت بقوة وخوف...
-وائل انتا اتجننت أبعد عني وسيبني...وائل متعملش كدا

أمسك يديها الإثنتين بقضبة حادة وبدأت يده تعبث في مقدمة كنزتها ليقول بإبتسامة غاضبة..
-ايه ياحبيبتي خايفة مني..انا وائل حبيبك
الي حفيتي وراه سنتين ولما زهقتي منه قلبتي الدنيا عليه

ألقاها علي الأريكه ومال عليها لتقاومة وهي تضرب بقدمها بفزع لينتابه الجنون أكثر والذي شجعة أكثر دموعها وفزعها..أعطاه قوة مُضاعفة ليكتف قدمها بقدة ويميل الي الي عنقها يُقبلها بقوة وعنف جعلها تزيد صراخها وفزعها

كان كالجبل فوق جسدها يعيق اي محاولة للفكاك..كانت دموعها تزيد وصرخاتها تعلو مصحوبة برجاء تارة وسُباب تارة..ليكتب فمها بيده بقوة..وباليد الأخري بدأ بحل أزرار كنزتها..هنا شعرت ان روحها بدأت تُسحب بقوة...والخوف واليأس قاتلاها بقوة..يلقيان باللوم عليها..شخصت عيناها وهي تشعر به جد جردها من كنزتها بقوة

صوت صدح من غيابة عقلها..هل تستسلمي !
هل سينتهي الأمر هنا..هل ستتركة يقتل جسدها وروحها سابقًا..سينتهي الأمر هنا

أطلقت صرخة عالية مصحوبة ببكاء مكتوم وهي علي شفا الإغتصاب الجسدي...كما اغتصبها نفسيًا وقتلها
فجأة سقطت رأسه علي صدرها فاقدا لوعية

ليظهر رأس احد خلفة..ملامحه واجمة والغضب ينطلق من عيناه بجنون..ليجذبه من فوقها ويلقيه أرضا..لتعتدل وتستر نفسها سريعا ولازال بُكائها يصُم الآذان ليقول..
-قومي اعدلي لبسك..ويلا تعالي نعمل محضر تعدي

همست بصوت منتهي ولازالت شهقاتها تعلو..
-ع..عايزة تي شيرت البسه..قطع بلوزتي

همهم شَريف سريعًا واتجه ليجلب لها ماترتدية علي نصفها العلوي فا ذاك الحقير مزق كنزتها أثناء محاولته لإغتصابها
ليجلب لها سترة قطنية ثقيلة اخذتها سريعا والتحفت بها ليري نظراتها الباكية والخائفة نحو وائل..ليقول بحدة..
-متخافيش الضربة كانت جامدة ..مش هيفوق دلوقتي

أخذت حقيبتها ولازالت ترتجف وتبكي والخوف يلفها من كل إتجاه...كانت علي شفا الموت..كانت سَتُنتهك علي يد إبن عمها..كان سينهي حياتها بتلك الفعله..ولكن الله نجاها
بوجود ذاك الشاب1

هبطت البناية سريعا وهي ترتعش بإنهيار..لتُمسك هاتفها تطلب أحد الأرقام وكان بعقلها أن تُحادث أخاها أو شقيقها
ولكن سيقتل أحدهم وائل ..ستُدمر عائلتها إن علموا
ماذا ستقول..أتقول أن إبن عمها حاول إغتصابها لولا وجود شاب أنقذها..ستقول أنه استدرجها مستغلا حُبها له !

أغمضت عيناها ولازالت خائفة ترتجف وقلبها يتألم قبل جسدها..وشعور الإشمئزاز يضرب معدتها لتشعر بنوبة قيئ تهاجمها...لتقف جانبا وبدأت تتقيئ بقوة وألم..حتي جذبت أنظار بعض المارة...مسحت فمها مرتعشة ولا تدري مالذي تفعله..لا تدري

لم تجد من تلجئ إليه سواه..طلب رقمه وهتفت بإنهيار
-ص..صالح الحقني
***



الثاني عشر من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close