رواية اردتك عمرا فكنت عابرا الفصل التاسع 9 بقلم الهام عبدالرحمن
مرّت الأيام ببطءٍ قاتل، لكن "مسك" كانت قد حسمت أمرها.
بدأت تتعامل مع "يونس" ببرودٍ لطيف، تتحدث بحذر، وتقلل من زياراتها، وتختصر كلماتها، تحاول بكل جهدها أن تضعه في خانة "الأخ الكبير" فقط… لا أكثر.
أما هو، فكان يقابلها بجمودٍ مقصود. يرد باقتضاب، يتظاهر باللامبالاة، وكل ما في داخله يصرخ باسمها، يشتاق لها، يشتهي ضحكتها، حتى صوت خطواتها صار يفتقده.
لكنه كان مؤمنًا أن هذا هو الأفضل… لمصلحتها.
كان يكرر لنفسه كل ليلة:
"لازم تبعد… لازم تتجوز واحد طبيعي… تعيش حياة كاملة، مش معايا أنا."
كانت غرفته مظلمة دائمًا، وروحه أكثر ظلمة، بينما قلبه كأن فيه وجع ثابت… لا يزول.
وفي صباح يوم مشمس…
كان موعد الكشف الجديد.
رفض "يونس" أن يذهب مع أي أحد من العائلة، حتى "عبد الرحمن" – زوج خالته ووالد "مسك" – الذي عرض أن يوصله.
اكتفى "يونس" بصديقه المقرب "أسامة"، وركبا سويًا السيارة إلى عيادة الطبيب.
داخل العيادة، وبعد فحص طويل، ساد الصمت…
ثم قال الطبيب بهدوء:
الطبيب:
"فيه تحسّن كبير يا يونس… واضح إن فى استجابة للعلاج كويسة جدًا،
والحقيقة… بنسبة كبيرة جدًا، عملية بسيطة ممكن ترجعلك نظرك من تانى."
رفع "يونس" رأسه، كأن الحياة دبّت فيه من جديد.
يونس:
"بجد يا دكتور؟ يعني ممكن… أشوف تاني؟"
الطبيب بابتسامة:
"بنسبة فوق الـ80٪… بس طبعًا في احتمال بسيط زي أي عملية، وده بنقوله لأي مريض لكن الامل فى وجه الله."
يونس بابتسامة امل: ان شاء الله خير.
خرج "يونس" من العيادة، وقلبه يكاد يطير من الفرحة.
أمسك بـ"أسامة" من ذراعه وقال له بحماس:
"اسامة… أوعى تقول لحد، ولا حتى أمي… مش عايز أعشمهم، لو العملية فشلت، هيزعلوا جامد. خليني أجرب الأول، ولو نجحت… ساعتها اقدر أقولهم وافرحهم."
أسامة:
"اللي تشوفه يا صاحبي… بس والله فرحتلك من قلبي. انا مش مصدق ان انت خلاص هترجع تشوف تانى وترجع لشغلك من تانى."
يونس: بلاش نتعشم بزيادة يا اسامه خلينا نصبر ونشوف ارادة ربنا.
بعد أيام قليلة…بداخل حجرة العمليات كان الطبيب بجرى العملية بكل اتقان وكان اسامة ينتظر بالخارج وكله امل فى وجه الله بان يسترد صديقه بصره وتعود له حياته مرة اخرى.
مرت الايام وكان يونس يتصل يوميا على والدته ليطمأنها على نفسه ويطمئن عليها حتى لا تشعر بشئ. والآن قد حانت اللحظة الحاسمة وحضر الطبيب لازالة الضمادات ومعرفة المصير المنتظر.
كان قلب "يونس" يدق بقوة، بين أمل وخوف، بين شوق لرؤية الدنيا من جديد، ولحظة احتمال الفقد مرة تانية.
مرت تلك الدقائق ثقيلة، وقلب "يونس" ما بين الرجاء والخوف.
لكن المعجزة حصلت.
فتح عينيه للمرة الأولى… فرأى النور.
رأى يد "أسامة" تمسك به بقوة.
ابتسم، ودمعة حارة نزلت من عينه.
يونس:
"أنا… شايف يا أسامة.
أنا شايفك… شايف الدنيا تاني."
"أسامة" احتضنه بقوة، وقال بفرحة لا توصف:
أسامة:
"الحمد لله يا صاحبي… ألف حمد وشكر."
هب يونس من فراشه وسجد ارضا وهو يبكى بفرحة فقد استجاب الله لدعائه واعاد اليه نور عيناه مرة اخرى.
بعد عدة ايام اخرى امتثل يونس للشفاء وكتب له الطبيب خروج من المشفى.
وفي طريقه للخروج من المستشفى…وقف فجأة، وقال بنبرة جادة فيها قرار:
يونس:
"أسامة… اسمعني كويس.
اللي حصل دا… بيني وبينك.
ما تقولش لحد. لا أمي، ولا حد في البيت، ولا اى مخلوق يعرف انى فتحت."
"أسامة" تفاجأ بهذا الحديث وسأله:
أسامة:
"ليه؟!
ما تقول وتفرّح الناس اهلك من حقهم يفرحوا بانك خفيت ورجعت تشوف من تانى!
"يونس" نظر له بثبات، وقال:
يونس:
"أنا محتاج وقت.
محتاج أرجع ليها… أكسبها من تاني.
وأشوف مشاعرها الحقيقية… من غير ما تتدارى ورا الحواجز عاوز اتاكد من احساسى واعرف هى بتحبنى فعلا ولا انا اللى كنت موهوم واحساسها من ناحيتى كان مجرد عطف. "
أسامة بدهشة:
"يعني إيه؟"
"يونس" تنهد وقال:
يونس:
"طول ما هي متأكدة إني مش بشوفها،
كل اللي جواها هيبان على ملامحها…
نظرتها، ابتسامتها، ارتباكها… هعرف إذا كانت بتحبني بجد،
ولا كل ده مجرد وهم كنت عايش فيه."
أسامة بصوت خافت:
"بس دا فيه مخاطرة… لانها لو اكتشفت بعد كدا انك مخبى عليها خبر زى دا ممكن تبعد عنك للابد وتبقى خسرتها ياصاحبى."
رد "يونس" بابتسامة فيها ثقة لأول مرة:
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
يونس:
"أنا مستعد أخاطر…
بس المرة دي، مش هسيبها تضيع.
ولو لاقيت اللي أنا حاسس بيه في عينيها…
هقولها كل حاجة."
مرّت الأيام، وكانت "مسك" تحاول التعايش وسط الحيرة التي تنهش قلبها.
كل تصرف من "يونس" كان يزيدها ارتباكًا… مرة يضحك ويهزر، ومرة يسكت ويبعد، وكأنّ مشاعره فصول متقلبة لا يمكن التنبؤ بها.
كانت تتساءل في صمت:
هل يقترب منها لأنه يفتقدها؟
أم فقط يحاول استعادة العلاقة القديمة التي جمعتهما كأخ وأخت؟
لكن نظراته… كلماته… تركيزه في تفاصيلها الصغيرة…
كل شيء كان يقول عكس ذلك.
وفي خضم هذا التشتّت… عاد "مؤمن" للظهور.
اتصل بوالدها، وجاء هذه المرة بإصرار حقيقي.
وفي المساء، وبينما كانت "مسك" تساعد والدتها في المطبخ، ناداها والدها من الصالة بصوته الهادئ:
عبد الرحمن:
"تعالي يا مسك، عايز أتكلم معاكي شوية."
خرجت إليه وقلبها يسبق خطواتها، وجلست بصمت.
عبد الرحمن:
"بُصي يا بنتي… دكتور مؤمن اتصل بيا تاني، وبيسأل إمتى ييجي رسمي؟
الراجل ما شاء الله عليه… مستنيكي من فترة، ومتمسك بيكي،
ومرضيش يتجوز غيرك رغم إن عنده فرص كتير."
ظلت "مسك" تنظر إلى الأرض، لا تملك ردًّا.
عبد الرحمن بلطف:
"أنا مش هضغط عليكي، بس عايزك تفكري بعقلك.
الراجل محترم، وبيحبك، وبيدوَّر على بنت حلال تكمل معاه…
يعني إيه اللي مانعك؟ انا مش شايف سبب لرفضك ليه.
سكتت قليلًا، ثم همست:
مسك:
"مش قادرة… مش مرتاحة."
رفع حاجبه بدهشة خفيفة:
عبد الرحمن:
"ليه بس؟
إيه اللي مضايقك فيه؟
ده حتى لسه بيقوللي النهاردة إنه شايفك أنسب واحدة له،
وبيفكر فيكي بجدية من زمان."
لم تجد كلمات تبرر، لكنها تمتمت:
مسك بصوت خافت:
"هو كويس… وكل حاجة… بس أنا… مش جاهزة مش حابة اتجوز دلوقتي يا بابا ."
كانت "فاطمة" تقف خلف الباب، تستمع، وتشعر بكل خفقة في قلب ابنتها فهى تعلم جيدا ان قلب ابنتها لا يدق سوى ليونس وكيف لا تعلم وهى ابنتها الوحيدة تعلم ما تشعر به دون ان تتفوه بكلمة .
فى المساء ذهبت فاطمة ومسك ليجلسا قليلا مع حسناء ويطئنوا على احوال يونس بعد عودته.
لاحظت فاطمة ملامح الضيق على وجه مسك فسألتها ولكن مسك ابتسمت بمجاملة لخالتها وقالت انها بخير ولا يوجد شئ وعليها الا تقلق بشانها ولكن حسناء لم تصدقها وطلبت منها احضار بعض العصير واعطائه ليونس واستغلت حسناء ذهاب مسك وتوجهت بالسؤال الى اختها فاطمة.
حسناء: مسك مالها يا فاطمة شكلها مش عاجبنى حساها مهمومة وزعلانة هو فى حد مزعلها فى حاجه؟
فاطمة: مفيش والله يا حسناء هو مين يعنى اللى هيزعلها كل الحكاية ان دكتور مؤمن رجع طلبها للجواز تانى وهى راسها والف جزمة قديمة مش موافقة مع انه راجل ميتعيبش وبصراحة هو فرصة متتعوضش دا اى بنت تتمنى عريس زيه.
حسناء بحزن: والله انا كان نفسى اخدها ليونس لكن انا عارفة انه مش هيرضى انها تعيش معاه وهو كدا.
فاطمة ببكاء مكتوم: المشكلة انى عارفة ان مسك بنتى قلبها مع يونس ومستحيل هقوله اتجوز بنتى عشان هى بتحبك رغم انها باقلب امها عمرها ماصرحت بكدا بس قلب الام يقدر يحس بالضنا.
حسناء: سيبيها لله ان شاء الله قادر ربنا يجمعهم سوا ويونس يبطل تفكيره دا.
فى ذلك الوقت كان يونس قد سمع بعضًا من الحديث بالصدفة، من خلف باب غرفته المفتوح ولم يستطع الانتظار للاستماع الى باقى الحديث واعتراف فاطمة لانها تعلم بحب ابنتها له فقد دخل وأغلق الباب بهدوء دون ان يعلم تلك الحقيقة، جلس على كرسيه، ووضع يده على قلبه…
لاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم
كأن هناك شيئًا يشتعل بداخله…
شيء لا يمكن كتمانه أكثر.
"مسك… هتتخطب؟!"
ظل يرددها في داخله، وعقله يحاول استيعاب الفكرة.
"لو قولتلها دلوقتي…
هل هتصدقني؟
هتصدق إني بحبها، وانى كنت بعمل كدا وببعدها عنى عشان خايف عليها؟ وان قلبى مدقش لحد غيرها"
مرر يده على وجهه وقال بصوت خافت:
يونس:
"أنا لازم أتحرك… قبل ما تضيّع منّي بجد."
كانت "مسك" تمرّ في الممر، تحمل كوب العصير البارد، عندما سمعت صوت "يونس" يناديها من داخل الغرفة.
دخلت بخطى ثابتة، وعلى وجهها ابتسامة خفيفة لا تُظهر ما يدور بداخلها من ارتباك.
يونس بصوته الهادئ، لكن فيه نبرة جامدة :
"مسك… هو صحيح إن دكتور مؤمن ناوي يتقدملك؟"
توقفت لحظة، ثم وضعت الكوب على الطاولة الصغيرة بجواره، وقالت وهي ترفع حاجبيها باستغراب متعمّد:
"أظن دي حاجة تخصني يا أُبيه…
وبعدين يعني، مؤمن إنسان محترم،
وأي واحدة في الدنيا تتمناه."
كأنها سكبت عليه ماءً بارداً… لم يتوقع الرد.
نظر بعيدًا عنها، ولم ينطق بكلمة.
ظلّ صامتًا، يضغط على كفّيه بشدة، ثم قال فجأة وهو لا ينظر إليها:
يونس بنبرة مكتومة:
"سيبيني لوحدي شوية…لو سمحتى
عايز أنام."
وقفت "مسك" مكانها بدهشة، لم تصدق ما سمعته للتو، واقتربت منه خطوة:
مسك بصدمة مصحوبة بغصة:
"يعني إيه؟…
إنت بتطردني؟!"
لم يجب.
لم يلتفت.
ظل ينظر نحو الأرض، كأنه يخفي عن عينيها ما لا يستطيع كتمانه في قلبه.
هزّت رأسها بعدم تصديق، ونظرت إليه بنظرة طويلة، ثم أدارت ظهرها، ودبّت الأرض بقدمها الصغيرة، وقالت وهي خارجة من الباب:
مسك:
"براحتك!"
خرجت.
وحينما خرجت… التفت "يونس" فجأة نحو الباب، وابتسم بسخرية حزينة.
نظر إلى الأرض، ثم رفع عينيه نحو الفراغ، وقال بصوت واثق، مملوء بالعزم:
يونس:
"مش هتكوني لغيري…
أنا اللي قلبك دقله، حتى لو بتكابري."
ثم ضحك فجأة، وهو يتذكّر شكلها الطفولي وهي تدبّ قدمها في الأرض كغاضبة صغيرة:
بقلمى الهام عبدالرحمن استغفرالله العظيم واتوب اليه
يونس وهو يضحك بصوت خافت:
"يا ربى على البراءة اللى فى عيونك…بس
وشك وهو متغاظ كأنك لسه طالبة في الإعدادي مش عروسة على وش جواز."
سند رأسه على ظهر الكرسي، وعيناه تلمعان بشيء من الأمل…
لكنه لم يكن يعلم أن "مسك" لم تكن بعيدة…
كانت تستند بجسدها على الجدار خلف الباب،
تنتظر…
تتمنى…
أن يكون كل ذلك العناد، يخفي خلفه حبًا لم يُقال بعد.
في إحدى الأمسيات، جلس "يونس" في الصالة بجوار والدته "حسناء". كان الجو هادئًا، والبيت غارقًا في سكونٍ دافئ، لا يُسمع فيه سوى صوت أنفاسه المتقطعة، وكأن قلبه يستجمع شجاعته أخيرًا.
نظر إلى والدته طويلًا، ثم قال بصوت منخفض، لكنه واضح:
يونس:
"ماما… أنا عايزك في موضوع."
التفتت إليه "حسناء" بتركيز، وقلبها ينبض بأمل لم تجرؤ على قوله منذ شهور:
حسناء:
"خير يا حبيبي؟"
ظل صامتًا لحظة، ثم همس:
يونس:
"أنا… بحب مسك."
نظرت إليه بدهشة، لكنها لم تقاطع، فتابع وقد بدأ صوته يزداد ثقة:
يونس:
"بحبها من زمان…
بس كنت ساكت، عشان فرق السن، وعشان ظروفي…
لكن النهارده…
حاسس إن قلبي مش هيقدر يسكت أكتر من كده.
أنا عايزك تفاتحي خالتي فاطمة…
وتسأليها في موضوع جوازي من مسك."
لم تستطع "حسناء" تمالك دموع فرحتها، فابتسمت وهي تمسك بكفّه وتطبطب عليه:
حسناء:
"ياااه يا يونس…
أنا قلبي بيقول من زمان إنك بتحبها،
بس كنت مستنية اليوم اللي هتعترفلي فيه…
سيبها على الله وعليا، وهروح لخالتك فاطمة دلوقتي حالًا."
يونس بامل: تفتكرى مسك هتوافق على واحد زيى بالظروف اللى انا فيها دى؟
حسناء: ان شاء الله هتوافق وبعدين هو انت فيك ايه يعنى ما فى ناس اصعب من حالتك بكتير وبيتجوزوا ويعيشوا حياتهم عادى انت بس اللى مكبر الموضوع.
في بيت "فاطمة"، جلست "حسناء"، تقابلها أختها "فاطمة" وزوجها "عبد الرحمن".
ابتسمت "فاطمة" بسعادة حينما سمعت طلب أختها:
حسناء بحماس:
"أنا جاية أطلب مسك لابني يونس…
هو اللي طلب منى أفتح الموضوع معاكم،
وعايزها على سنة الله ورسوله."
بقلمى الهام عبدالرحمن صلوا على الحبيب المصطفى
فرحت "فاطمة" في سرّها، فلطالما أحسّت أن ابنتها تحمل مشاعر ناعمة ليونس، حتى وإن أنكرت.
فاطمة بابتسامة دافئة:
واحنا هنلاقى فين احسن من يونس دا قبل مايكون ابنك هو ابنى وتربيتى ياحبيبتي وعمرى ما هآمن حد زيه على مسك.
أما "عبد الرحمن"، فكان أكثر تحفظًا، ردّ بهدوء وعقلانية:
عبد الرحمن:
"والله يا حسناء، يونس شاب محترم وابننا،
وإحنا نِتشَرّف بيه…
بس القرار في الأول والآخر راجع لـ مسك.
هي اللى هتقرر، ومحدش يقدر انه يضغط عليها."
هزّت "حسناء" رأسها باحترام:
حسناء:
"طبعًا… أنا بس قولت أجي أخد رأيكم الأول،
وإن شاء الله ربنا يكتب الخير."
بعد مغادرة "حسناء"، نادى "عبد الرحمن" على "مسك"، وكانت في غرفتها تقوم ببعض اعمال الترجمة.
جلست أمامه تنتظر الكلام، فقال بهدوء:
عبد الرحمن:
"مسك… في موضوع حصل النهارده، ولازم أقولك عليه بصراحة والقرار قرارك انتى فى النهاية يابنتى."
مسك:
"خير يا بابا؟"
عبد الرحمن:
"يونس ابن خالتك… طلب إيدك وبعتلنا والدته،
وجات تكلمنا النهاردة وهم ميتنيين ردك عشان ييجى يطلبك رسمى."
فتحت "مسك" عينيها بصدمة، لكنها حاولت تتماسك:
مسك بسرعة:
"يونس!! عاوز يتجوزنى انا؟
لأ يا بابا…
أنا مش موافقة."
دخلت "فاطمة" وهي تقول بلطف:
فاطمة:
"ليه يا بنتي؟!
ده يونس زى ابننا بالظبط واحنا اللى مربيينه ، وبيحبك، وإنتي كمان…"
قاطعتها "مسك" بسرعة، بعينين فيها وجع وغضب دفين:
مسك:
"أنا قولت مش موافقة وخلاص،
بلاش نرجع للكلام ده تاني يا ماما."
فاطمة:
"بس يا حبيبتي، على الأقل فكّري…
ده راجل محترم، وعاش ظروف صعبة، ومفيش واحدة هتقدر ظروفه غيرك."
بقلمى الهام عبدالرحمن صلوا على الحبيب المصطفى
مسك بنبرة قاطعة، لكن فيها غصّة:
"أنا مش قادرة…
مش هينفع أتجوزه، مش شايفاه بالطريقة دي وبعدين ياماما هو انتم موافقين على الجوازة عشان انا الوحيدة اللى هستحمله بظروفه دى؟."
فاطمة بلهفة: لاطبعا يابنتى بس انا كان نفسى تتجوزيه عشان هو الوحيد اللى هطمن عليكى معاه.
مسك بتنهيدة: مش هينفع يا ماما انا اسفة.
سكت الجميع…وساد الصمت للحظات
و شعرت فاطمة أن في صوت ابنتها وجع لن تستطيع البوح به.
وكان "عبد الرحمن" يراقبها بنظرة طويلة، وقال لنفسه:
انا حاسس بحبك ليه يابنتى بس حاسس اكتر انك موجوعة منه ومش قادر اعرف السبب ااه يابنتى الحب مهما حاولتى تداريه العين بتفضحه وانتى شكل سهام حبه صابتك.
