رواية ارواح هائمة الفصل الثامن 8 بقلم آثر توفيق
الحلقة 8
ذكرياته الحزينة تتوارد الى ذهنه دفعة واحدة تذكر يوم رسوبه للعام الثانى فى كلية الهندسة فى السنة الاعدادية وتحويل اوراقه الى كلية التجارة تذكر اول فتاة عرفها والتى جعلها هيامها به تلتصق به منذ وصوله حتى انصرافه مما جعل الغيرة تشتعل فى صدر احمد صديقها حتى افتعل معه مشكلة تم تحويلهم على اثرها الى مكتب مدير امن المجمع وهناك براته شهادة الفتاة ولكنه عرف ان احمد يعيد السنة الاولى وقد يتم فصله فتحمل المسئولية كاملة الامر الذى اعجب مدير الامن فحفظ الموضوع بالتصالح وخرجا
ذهب يومها الى البوفيه وطلب قهوة وجلس على دكة رخامية يشربها ويدخن فى سكون وشرد قليلا ليفيق على من يقول
احمد :: احمد عبد اللطيف السيد دبلر اولى تجاره
ثائر :: تشرفنا ثائر توفيق النشار لسه اول سنه بس جاى مفصول من هندسه
احمد :: مفصول من هندسه ؟ حد يدخل هندسه ويسيبها ؟
ثائر :: بلاك ليست طلعت غلطه لدكتور فى كتاب قاللى انت لسه عيل ما طلعتش من البيضه وجاى تعدل عليا ؟ اللى زيك مكانه مش هنا وسقطونى سنتين واتفصلت
احمد :: بصره . انا كمان بلاك ليست ماده فاشله وكل اللى بندرسه غلط دخلت الامتحان كتبت طريقة عمل الكوسه بالبشاميل حققوا معايا وكانوا حيفصلونى سوء سلوك بس ساعتها ما كنتش حاحول كليه تانيه قاموا سقطونى السنه اللى فاتت وحيسقطونى السنه دى كمان بس حيبقى قدامى لسه حقوق او اداب
ثائر :: ما جمع الا لما وفق انا سعيد بمعرفتك السوده
واصبحا صديقين وفى نهاية العام رسبا معا وبقى ثائر للاعادة فى الصف الاول بينما حول احمد اوراقه الى كلية الاداب
انغمس ثائر فى اللهو وقرر ان ينسى امر الكلية تماما فلا شئ يسر بعدما فقد حلمه ان يصبح مهندسا اما احمد فقد انغمس فى شئ اخر !!!!!! الحشيش !
وفى احد ايام الصيف كان ثائر على شاطي ستانلى يلعب طاولة مع بعض الاصدقاء وكان قد امضى ثلاثة ايام بلا نوم لا يبرح الكابينة الا اذا جاءته احدى الصديقات ليقوم معها للتنزه قليلا فوق الرمال ثم يعود الى لعب الطاولة والدومينو والاستيميشن ( لعبة من العاب الورق ) ووجد صديقه مقبلا
احمد :: انت فين يا عم بقالى فتره بادور عليك
ثائر :: موجود بس زهقان اقعد
جلس بجواره يتابع اللعب قبل ان يهمس فى اذنه
احمد :: عاوزك فى موضوع ضرورى
ثائر :: خير قول
احمد :: مش حينفع عاوزك لوحدنا
قاما سويا ونزلا الى الشاطئ يسيران جنبا الى جنب على الرمال وقد اشعلا سيجارتين واحمد صامت حتى قال فجاة
احمد :: وليد صاحبى مات . كنا بنشرب حشيش وتقل فى الشرب وكتم على نفسه ومات احنا سبناه فى الكابينه ومشينا زى ما يكون كلب مالوش اصحاب شفت نداله اكتر من كده ؟
ثائر :: شفت ولسه حاشوف انت لسه ما شفتش حاجه اصلك ما جربتش الغربه وقتها حتشوف النداله على حق
احمد : انا عشت عشر سنين فى السعوديه وجربت الغربه
ثائر :: عشتهم مع اهلك مش لوحدك انا برضه سافرت السعوديه مع اهلى انما الغربه اللى شفتها بجد وشفت فيها نداله مالهاش وصف هنا انا كنت فى كليه فى الارياف النداله هناك ايه بقى على الكيف وبعدين صدقنى انا حاسس بالغربه هنا فى بلدى وسط اهلى واصحابى المهم طمننى حد جاب سيرتكم فى حاجه ؟
احمد :: الموضوع اتحفظ ومافيش شبهه اصل الموضوع ده بقاله مده بس انا من ساعتها ما بانامش وتعبان
ثائر :: وايه اللى اقدر اعمله علشانك ؟ اسمع انا ما باحبش المخدرات ولا اللى بيشربوها بس انت صاحبى وانا ما اتعودتش اتخلى عن اصحابى
احمد :: صدقنى انا مش مدمن انا باشرب حشيش بس وده مش ادمان
ثائر :: حشيش او غيره انا ما اعرفش الكلام ده المخدرات كلها عندى واحد هى واللى بيشربها من سكه وانا من سكه
احمد :: شكلك تعبت منها صحيا رغم انى شايفك بسم الله ما شاء الله صحتك كويسه بس ممكن تكون جربت حاجه غلط
ثائر :: يا حبيبى انا عمرى ما حطيت ولا حاحط الزباله دى فى بقى دى مسالة مبدا لا يعنى لا
احمد :: صح انت صح انت راجل صاحب مبدا وانا اسف ان كنت عطلتك
اشعل سيجارة اخرى وقال بعصبية
احمد :: انت فاكر نفسك احسن منى انت كمان مدمن . تقدر تقوللى بقالك كام يوم هنا ؟ لما سالت عليك عرفت ان بقالك تلات ايام هنا تقوم من على الطاوله تقعد على الدومينو يا فرحتى بيك ههه هروب كلها هروب باهرب من فشلى بالحشيش وانت بتهرب باللعب
نفث دخان سيجارته بعصبية بينما ثائر يشعل واحدة
احمد :: توهان كلنا تايهين مالناش هدف ولا شايفين سكه وانا جايلك تمدلى ايدك ؟ ازاى وانت غرقان زيى روح كمل لعب وخليك فى الطاوله يمكن تبقى بطل العالم فى الطاوله سلام
القى سيجارته فى الماء واستدار غاضبا ليتجه للخارج وتردد ثائر قليلا قبل ان يهتف
ثائر :: استنى يا احمد استنى
مد يده يمسك بذراعه فاستدار لمواجهته فاطرق براسه قائلا
ثائر :: عندك حق انا اسف
استانفا المسير وغاصا حتى ركبتيهما فى الماء وهما صامتان يشعلان سيجارة تلو اخرى حتى قال ثائر اخيرا
ثائر :: لازم حل لازم يكون عندنا هدف لازم نشتغل
احمد :: خلاص من بكره ننزل نلف على المطاعم والفنادق والكافيتريات ندور على شغل
ثائر :: عاوزين شغل حقيقى شغل يبنى مستقبل ويبقى هدف لينا مش شغل شهرين الصيف احنا مش محتاجين فلوس لكن محتاجين هدف نعيش علشانه
عاد الصمت يخيم عليهما وقتا حتى قطعه ثائر قائلا
ثائر :: اسمع عندى مصنع بلاستيك اصحابه كلمونى اشوف حد ياجره اصلى باشتغل فى السمسره بين وقت والتانى تسالى كده ايه رايك ناجره ونشغله
احمد :: انت بتفهم فى الشغلانه دى ؟ انا ما افهمش فيها
ثائر :: ولا انا وحياتك لكن اللى جابلى الناس كان صنايعى فى المصنع قبل ما يقفل نشغله معانا ويعلمنا
احمد :: خلاص وانا معاك
ثائر :: بس المخدرات شرط اساسى لازم تبطلها
احمد :: والطاوله ؟
ثائر :: حابطلها
____________________
رفض والد ثائر فكرة المصنع تماما بل وفكرة العمل كلها
توفيق :: ودراستك انت من غير شغل بتسقط انت عاوز تتفصل من تجاره كمان ؟
ثائر :: تجارة ايه ؟ انا حلمى فى هندسه ضاع ظلم وتجاره دى مش فى دماغى انا عاوز ابنى مستقبلى واتعب علشان اكون حاجه
توفيق :: والناس تقول ايه ؟ انى مش قادر اصرف عليك ؟
ثائر :: وليه الناس ما تقولش انى راجل واقدر اشيل مسئولية نفسى
توفيق :: انت عارف انهم مش حيقولوا كده دول ما حيصدقوا يشمتوا
ثائر :: انت قصدك على مين يا بابا ؟ ناس معينه ؟ انت عارف انى من زمان ماليش اى علاقه باهل امى من يوم ما ماتت
توفيق :: هم مش حيسيبونا فى حالنا حيقولوا توفيق بيشغل عياله وما بيصرفش عليهم
ثائر :: وانت عمرك قصرت معايا ؟
توفيق :: ما يعرفوش الكلام ده هى كلمه واحده حكاية المصنع دى تشيلها من دماغك خالص
ثائر :: انا اسف يا بابا موضوع المصنع ده قرار نهائى مش حارجع فيه
توفيق :: يبقى مالكش مكان فى بيتى
#ارواح_هائمة
اضطر ثائر لتاجير شقة وبالطبع رفض والده مساعدته فحدث لديه قصور شديد واضطر للاستدانة لتاجير المصنع وكانوا صيفا وقتها وقد طلب الاستدانة من كل اصدقائه فلم يسعفه وقتها سوى صديقاته
ثائر :: انا صاحباتى بمليون راجل . لا الواحده منهم بمليون وانا من هنا ورايح حابطل امشى مع بنات واعقل وكلهم بالنسبه لى حاعتبرهم اخواتى ويارب اقدر اكون سند ليهم وارد جمايلهم
واستاجرا المصنع ولم يكونا يملكان اى خبرة سوى عزيمة لا تلين وارادة لفعل المستحيل ولم يكن احمد يتمتع بكثير ثقة من اهله فساعدته امه بمبلغ بسيط تحت الاختبار وهى تخشى ان يدفعه المال لمزيد من السقوط .
نجح الصديقان . واصلا الليل بالنهار فى العمل حتى ان ثائر ترك الشقة واصبح يقيم فى المصنع ولحق به احمد الذى لم يعد يذهب لبيته سوى يوم فى الاسبوع وبعد عدة اشهر نجحا فى شراء اول سيارة من عرقهما ولكنها لم تكن للنزهات او لحب السيارات وانما للعمل .
كانت سيارة رخيصة الثمن ولكنها تؤدى الغرض فقد قاما بفك المقعد الخلفى وازالته واستعمالها فى نقل البضائع .
ذهب والد احمد لزيارة والد ثائر محاولا الصلح بينهما
عبد اللطيف :: يا استاذ توفيق انا جاى اتوسط عندك لثائر
توفيق :: ثائر خرج عن طوعى يا استاذ عبد اللطيف وخالف اوامرى
عبد اللطيف :: يا استاذنا ثائر راجل رغم صغره شاف انه مالوش هدف خلق لنفسه هدف وسعى يحققه وحضرتك راجل متعلم وعارف اننا لازم نشجع الشباب دول نجحوا فى انهم يبنوا مستقبل يخلينا نفتخر بيهم وبينى وبينك ابنك كان له اثر كبير انه ينجى ابنى من المخدرات والعياذ بالله
توفيق :: مخدرات هم بيشربوا مخدرات ؟ استغفر الله العظيم
عبد اللطيف :: لا ما تفهمش غلط ابنك عمره ما شربها ابنى اللى كان بيشرب لكن الحمد لله بعد ما عملوا المصنع بطل خالص وبقى حاجه تفرح وانا حقيقى فخور بيه وانت كمان لازم تكون فخور بابنك وتاخده فى حضنك . يا استاذ توفيق ولادنا احسن كتير من كل الشباب اللى فى سنهم ولادنا رجاله يخلونا نرفع راسنا ونقول بالفم المليان احنا عرفنا نربى
توفيق :: وهو فين دلوقت
عبد اللطيف :: فى المصنع بيقف فيه زى الاسد والشغل ناجح والناس بتحبهم وكمان بدا يذاكر ويحس باهمية الكليه والدراسه ومصمم ينجح فى الاتنين وحيقدر ان شاء الله
توفيق :: طيب ياللا بينا
وتم الصلح بينهما ولكن اباه اشترط ان يتولى الانفاق عليه حتى ينتهى من دراسته وان يدخر ارباحه لمستقبله وكان ابوه سخيا جدا كما كان معه دوما ولكنه ادرك ان ثائر كان بحاجة للعمل من اجل اثبات الوجود وليس من اجل المال
كان منزل احمد عبارة عن بيت عائلة من ثلاثة طوابق وجاراج فى الطابق الارضى ولم يكن مستغلا وقد وافق اهله على منحهما جزءا من الجاراج بايجار رمزى قاما بفصله بالبناء ونجحوا فى تحويله الى مصنع وتصنيع ماكينة بلدى وشراء مقص مستعمل ومكبس وبعض الادوات الاخرى واصبح لهما مصنع مملوك بدلا من المستاجر ليبدآ صفحة جديدة فى مشوارهما الطويل . اضافة لذلك كانا قد عرفا طعم النجاح فى الدراسة ولكن ثائر كان يرسب فى مادة من مواد الادارة بسبب مقال نشره فى مجلة حائط فى الجامعة مهاجما فيه احدى نظريات استاذ المادة التى كان ثائر يرى انها احد اسباب الفشل الادارى فى مصر وبعد العام الثانى قرر احمد التخصص فى قسم المساحة الذى كان معظمه عمليا وكان لابد من تفرغه للدراسة
ثائر :: وايه المشكله ؟ احنا زمان كنا انا وانت لوحدنا وشغالين بدراعنا لكن دلوقت معانا تلاته اربعه شغالين واحنا اللى علمناهم يعنى الشغل شغال انت شوف كليتك وما تشغلش بالك بالمصنع بس تحاول تفضى نفسك يوم واحد فى الاسبوع او يا سيدى خليها كل اسبوعين
احمد :: طيب وانت حتعمل ايه ؟
ثائر :: لا انا اصل عندى خبر فى الجون الدكتور صاحبى اللدود بقى رئيس قسم الاداره وانا عندى فى تالته تلات مواد اداره غير مادة اولى اللى لازقالى زى البقه مش عاوزه تطلع
احمد :: يعنى ايه الكلام ده حتسقط
ثائر :: غالبا باقول ايه سيبها على الله انت ركز السنتين دول ولو عاوز ادوات او كورسات خد المهم تخلص علشان حتشيل الليله وتشيلنى بعد كده علشان اخلص
احمد :: خلاص يا صاحبى بس انا حاجى كل اسبوع مره تروح فيها الكليه ولو مشوار ضرورى قوللى قبلها
ثائر :: اهم حاجه اول يوم فى السنه ده بتاعى اقتلك فيها
وعاد ثائر للرسوب ولكنه لم يكن يهتم كثيرا حتى ذهابه للجامعة كان للترفيه وليس اكثر كان يذهب كعادته صباحا يدخل الجامعة بثياب شديدة التانق او شديدة الاتساخ لا يهم ولا توجد حلول وسط يسير فى الطرقات دون ان يلتفت يمينا او يسارا حتى يصل الى مبنى المدرجات ويقف على الباب الزجاجى هاتفا
ثائر :: يا حسن
حسن :: ايوه حاضر يا استاذ ثائر دقيقه والقهوه تكون جاهزه
وحسن احد فراشين الكلية يستاجر غرفة اسفل السلم فى مبنى المدرجات وثائر يفضله عن الجميع وهو ايضا يبدى ثائر عن اى زبون اخر حتى لو كان معيدا او حتى استاذا فى الجامعة . يجلس ثائر متربعا على المصطبة الرخامية ويضع بجواره اجندته وفوقها نظارته وعلبة سجائره حتى ياتى حسن بالقهوة
حسن :: القهوه يا برنس
ثائر :: mercey beaucoups mon cher ami
حسن :: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يبدا فى شرب القهوة وتاتى احدى صديقاته
البنت :: صباح الخير يا ثائر
ثائر :: لا
تلاحظ انه لم ينتهى من شرب القهوة فتنصرف سريعا لتقف فى الجهة المقابلة عند نوافذ المكتبة تنتظر . وتاتى اخرى وقبل ان تنطق تنظر لكوب القهوة فى يده ثم تذهب الى المكتبة . اربع او خمس فتيات يقفن منتظرات انتهاء كوب القهوة فى يده حتى اذا رشف الرشفة الاخيرة ووضع الكوب انطلقن اليه متسابقات
ثائر :: واحده واحده الصبر انا مش حاخلص قاعد معاكم طول النهار واللى عاوزه تتكلم فى موضوع سر تستنى
وهكذا مضت حياته وبالفعل رسب فى السنة الثالثة بعد ان ذاق طعم النجاح عامين متتاليين
وفى سنة الاعادة فى اليوم السابق لبدء العام الدراسى كان فى المصنع ليلا حين مر عليه احمد لمعرفة خطة الانتاج حين فاجأهما احد العمال
وليد :: المكنه الكبيره عطلت تانى يا باشمهندس
ثائر :: لا بقى يبقى الحمار سيد الميكانيكى ده ما بيفهمش او يبقى بيشتغلنا علشان يفضل كل شويه ينط يصلح ويلهف قرشين . يا احمد هات الرسومات بتاعتها وتعالى وانت يا وليد اقف مكانى على المقص والورقه دى فيها خطة الشغل . يا ميدو هاتلى شنطة العده وتعالى
احمد :: يا ثائر بلاش نفتى انا حاطلع اتصل بيه من فوق ونجيبه اخر مره
ثائر :: مش حاجيبه تانى المكنه عاملينها على ايدينا واتفتحت قدامنا مية مره وحافظينها سنتى سنتى حنفتحها ونشوف العطل ونصلحه بايدينا انا مش حاحط صباعى تحت ضرس حد تانى
ولم ينتهى من اصلاح الماكينة سوى فى الصباح بعد ان قضى الليل بطوله يعمل عليها هو واحمد وبعد ان دارت الماكينة
احمد :: الله ينور يا اسطى بليه انا مش عارفك من كتر الشحم اللى ملغمط خلقتك
ثائر :: اتتريق براحتك بس صلحتها واراهنك من حتعطل تانى قريب المهم انا رايح الجامعه وانت المصنع امانه النهارده
احمد :: طيب خد العربيه وروح اتشطف وغير هدومك وروح
ثائر :: لا مروح ولا مغير انا حاطس وشى بشوية ميه واروح
احمد :: ايه يا عم انت حتروح كده ازاى ؟ حد يروح الجامعه بالمنظر ده ؟
ثائر :: اه انا
وذهب الى هناك وكالعادة تهافتت عليه صديقاته رغم كل الشحوم التى تلوث ملابسه ووجهه وتغرق شعره ولكنه لا يبالى ولا هم يبالون ايضا .
انتهى من شرب قهوته واتخذ مجلسه المفضل عند احدى نوافذ المكتبة وصارت الصديقات تاتين اليه للترحيب وتجلس احداهن معه لدقائق ثم تذهب للبحث عن باقى اصدقائها مفسحة المجال لصديقة اخرى حتى رآها
كانت اجمل ما رات عيناه بل ربما هى اجمل ما خلق الله من النساء جميلة كالحلم رقيقة كفراشة بريئة كقلب طفل ادرك من نظراتها الحائرة انها طالبة جديدة فى الصف الاول كانت تتلفت يمينا ويسارا تشاهد بانبهار هذا العالم الاسطورى الذى تطرق ابوابه للمرة الاولى . جعله حسنها يشرد متذكرا كل ما سبق قبل ان يفكر فى الذهاب اليها والتعرف عليها . شغلت كل حواسه حتى انه نسى تماما الفتاة الجالسة بجواره واشعل سيجارة وفكر فى التقدم ولكنه نظر الى ثيابه الملوثة بالشحوم فتراجع كيف اتيت للجامعة بهذا المنظر ؟ الان فقط اهتم بمظهرى ؟ لابد لى من الرحيل فورا وسوف اعود فى الغد
وفى الغد يفعل الله بنا ما يشاء
