رواية ملاكي العنيد الفصل الرابع 4 بقلم شيماء نعمان
الفصل الرابع
ظلت تفكر فى حيلة تنقذ بها نفسها من براثن ذئب تناسا انها شقيقة زوجته اى انها محرمة عليه ولكن غروره اعماه عن حقيقة ظاهرة واضحة كوضوح الشمس
تعلم انها وحيدة ليس لها من تشكو اليه الا بارئها هو وحده قادر على دفعه عنها ولكن هذا لن يمنعها ان تدافع عن نفسها منه وقفت امام احد متاجر الادوات الكهربائية مترددة ولكنها حسمت امرها وقررت شراء صاعق كهربائى يبقى معها حيثما ذهبت عادت لمنزلها وجدت شقيقتها تجلس برفقة اطفالها الصغار تساعدهم فى واجبتهم الدراسية
السلام عليكم
رفعت دنيا راسها مبتسمة بتعب : وعليكم السلام حبيبتى ايه اللى اخرك كده
القت بجسدها بجوار دنيا وهى تضع راسها فوق قدميها منهكة القوى: انتى عارفة الشغل يا دودو طول النهار واقفة على رجلى
رفعت راسها اليها بقلق : بس مالك شكلك تعبان
دنيا: لا ياحبيبتى انا كويسة الحمدلله
لاشكلك بيقول غير كده فى ايه تعبانة ولا حاجة اطلب دكتور مصطفى
دنيا: ياحبيبتى متخافيش انا كويسة بس يعنى مجهدة شوية
جلست بجوارها : ياحبيبتى ريحى نفسك شوية
دنيا: متقلقيش عليا انا تمام قومى يلا غيرى هدومك اما اجهزلك الاكل
قامت تحمل حقيبتها متجهة الى غرفتها :لا مش قادرة انا اكلت فى المستشفى هقوم اريح جسمى شوية
جلس مازن فى غرفة داخل مزرعته الصغيرة يراجع بعض الاوراق الخاصة بها حتى وجد شقيقه آدم يدخل عليه غاضبا متجهم الوجه نظر اليه متسائلا
مالك يا آدم
جلس آدم امامه بصوت يشبوه العلو والحدة: انت زودت اسعار الفاكهة والخضار
اخفض مازن راسه ينظر فى اوراقه قائلا بعدم اهتمام: اه ليه فى حاجة
آدم: فى حاجات يامازن انت لسه مزود من فترة قريبة والتجار مش هيستحملوا كل شوية تزود الاسعار كده مينفعش
مازن: اللى مش عاجبه يشرب من البحر ومتخافش غصب عنهم هيشتروا مننا والناس اللى عندها فلوس ابعتلهم انذار ان الفلوس اللى متاخرة تتحصل فى خلال شهر اكتر من كده انا هاخد اجراءاتى معاهم
آدم: يامازن مينفعش الرحمة الناس دول ظروفهم وحشة وانت ادرى الناس بيهم اصبر عليهم شوية يسددوا اللى عليهم كل واحد فيهم وراه كوم عيال هيحيب منين
دفع مازن بجسده للامام عاقدا حاجبيه بغضب: وانا مالى كل واحد ادرى بنفسه مش اد الشغل معايا بيشتغلوا ليه انا صبرت عليهم كتير ولصبرى عليهم حدود يا آدم بلغهم بكده انا مش هتراجع عن قرارى اودامهم شهر ......شهر ويوم هقدم وصلات الامانة للنيابة وهى تتصرف معاهم
قطع حديثهم دخول شادى ابن عمهم مازحا : حبايبى ياولاد عمى بتوحشونى يا رجالة والله
آدم: كنت فين يازفت من الصبح موبيلك مقفول كنت فى اى داهية
شادى: ايه ياابنى هو انا كنت ضرتك ولا حاجة بدل ماتقولى وحشتنى فينك من زمان مش بتيجى ليه
مازن: انا بقى عارف انت جاى ليه عايز فلوس مش كده
قام شادى من كرسيه متجها الى مازن : حبيبى يا ميزو ياابن عمى ياجوز اختى
مازن: بلاش جوز اختك بدل مااحلف مفيش مليم ازرق
شادى: خلاص ياسيدى هتبرى من اختى عشانك بس ايدك على الفين جنيه
مازن: نعم ليه نفسى اعرف بتودى فلوسك فين
شادى: يوووه ياميزو بتفسخ وبروش يا عم ايه مش كفاية خنقة البلد هنا
فتح مازن درجا بجواره ليخرج منه المبلغ المطلوب
اتفضل ياسيدى الفلوس اهى بس امضى الاول انك استلمتهم
امسك شادى بالمال فرحا وهو يمضى على احد الاوراق
نفسى افهم لازمة انى امضى الورقة دى ايه
مازن: لازمتها ان فى محامى بيراجع معايا اول باول ولازم اعرفه حضرتك بتاخد كام وامتى دى امانة
شادى: وانت سيد من يصون الامانة
جلس على الكرسى كانما تذكر شئ
مش المزرعة اللى جنبا اتباعت
آدم: انا سمعت ان واحد من مصر اشتراها
شادى: اه رجل غنى اوى ومعاه مراته وبنته بس ايه مراته صاروخ ارض جو
آدم: يااخى اسكت بقى واتقى الله
شادى: اه الشيخ وصل طيب اسيبكم انا اصلى مش عاوز اتنرفز عليك يا دومى سلام يا رجالة
دقات على باب غرفة دكتور مصطفى مدير المشفى فيسمح بدخول الطارق لتتطل عليه ايلين مبتسمة : السلام عليكم
وعليكم السلام ياايلين اخبارك ايه
الحمدلله يادكتور
اشار لها بالجلوس فجلست وهى تحاول ان تبدا بالحديث ولكن ترددها يمنعها شعر بها فاراد ان يشعرها بالامان حتى تبدا الحديث
اخبار بابا ايه من زمان مكلمنيش مش نازل قريب
ارتسمت على جانب شفتيها ابتسامة ساخرة حزينة : بصراحة معرفش هو ديما مشغول
كم كان يشعر بالشفقة عليها من هجر اباها لها بعد زواجه وكانه نسى ان لديها ابنة تركها لشقيقتها دون ان يكترث بحالها وهو بعيدا عنها منذ وفاة والدتها
اعتدلت فى جلستها قائلة: دكتور هو انا ممكن اطلب من حضرتك طلب
طبعا ياايلى انتى عارفة غلاوتك عندى اد ايه
انا طالبة ان حضرتك تخلينى فى النبطشية بالليل واروح الصبح ممكن
كانت تريد ان تقطع على صلاح مجرد لحظات يجدها فرصة للانفراد بها اقتنعت ان وجودها فى فترة الليل فى المشفى سيكون فاصل بينهم ارادت ان تبتعد عن فترة وجوده فى المنزل
نظر اليها مصطفى متمعنا : ليه ياايلين
حاولت ان تظهر عدم الاهتمام او ان الامر مجرد شعور بالملل من جودها فى الفترة الصباحية
ابدا يادكتور مجرد تغيير وزهق وملل بس
تقدم بجسده على مكتبه ناظرا اليها
زهق وملل ولا صلاح ?
انتفضت بدهشة وهى تنظر اليه وعيناها تكاد تخرج من مقلتيها تحشرجت فى حلقها الكلمات ولم تتنطق سوا عيناها التى ذرفت الدموع بسرعة رهيبة فوق وجنتيها الوردية وتتذوق رغما عنه ملح دموعها
عاد للخلف غاضبا : يعنى كلامى مظبوط عملك ايه ياايلين ردى يابنتى
نظرت اليه وهى تمسح دموعها بظهر كفها كطفلة وجدت من يستمع اليها باهتمام
حضرتك عرفت منين ?
قام من كرسيه متجها اليه يحمل بعض المناديل الورقية ويمدلها يده مكملا: الاستاذ المحترم كل يوم والتانى سهران فى اماكن مش كويسة غير جوازات عرفى ياايلين واخر مرة اتحرش بالسكرتيرة بتعته وراحت قدمت شكوى فيه وساعتها المحامى بتاعه حل الحكاية بالتراضى وخدت قرشين عشان تسكت بس البنت دى ابوها بيشتغل هنا فى الاستقبال جه وحكالى عشان عارف الصلة اللى بينا وقالى انه سكت بس عشان احنا معارف
اتسعت عيناها بدهشة على ماتستمع اليه من مصطفى كانت تعتقدانه يفعل ذلك معها وحدها ولكنها الان تاكدت انه مجرد حيوان شهوانى قذر
وقفت امام مصطفى بضعف : يعنى انا مش لوحدى
مصطفى:ديما كنت خايف عليكى منه بس كنت بقول انك اخت مراته مستحيل يبصلك بس لما طلبتى انك تتنقلى نبطشية بالليل اتاكدت ان قذرته وصلت ليكى انتى كمان
مسحت دموعها الحبيسة وهى تعيد طلبها مرة اخرى
يعنى حضرتك موافق انى ابقى فى النبطشية بالليل
عاد الى مكانه متسائلا: وهتفضلى خايفة لحد امتى تفتكرى انه ميقدرش يوصلك وانتى هترجعى الصبح وطبعا دنيا فى شغلها والولاد فى مدرستهم تفتكرى دى مش فرصة كويسة له
امسكت براسها وهى تحاول ان تسيطر على افكار واسئلة تجوب راسها بلا رحمة رفعت راسها اليه متساءلة: وتفتكر ممكن اعمل ايه تانى يحمينى منه
عاد مصطفى بجسده للخلف مفكرا فى امرا يحاول ان يلقيه عليها ولكنه يعلم انها لن توافق على هذا الامر ولكنه اراد ان يصل معها الى كل الطرق التى تودى بها للابتعاد عنه
ايه رايك لو تروحى تعيشى فى بلد تانية بعيد عن هنا؟
نظرت اليه وعلامات التساؤل تتجسد على وجهها: حضرتك تقصد ايه؟
مصطفى : فى مهمة كنت طلبت من هبه انها تقوم بيها بس للاسف جت النهاردة وبلغتنى ان خطيبها رفض تروحى تعيشى فى المنصورة مرات عمى وزى والدتى بالظبط محتاجة رعاية طبية مكثفة لانها مريضة كبد وللاسف حالتها متاخرة ومش هينفع ممرضة وبس تفضل معاها ايه رايك ?
حاولت ان تتحدث ولكنه قاطعها: مترديش عليا دلوقتى فكرى كويس ياايلين انا شايف انها فرصة كويسة ليكى انك تبعدى عنه وفى نفس الوقت يكون والدك رجع اقدر اتكلم معاه ولا تحبى تروحى تعيشى عند محمود اخوكى
انتفضت رافضة : لا محمود لا محمود مش عايزانى مش عايز مشاكل مع لمياء وانت عارف انه مش بيحب يزعلها وهى مش بتطيق تشوفنى اودامها
عقد اصابعه امامه: يبقى فكرى ياايلين فكرى فى مصلحتك وفى نفسك قبل اى حد وانا لو مش واثق ان المكان اللى هوديكى فيه امان مكنتش بعتك
ايلين : هفكر يادكتور وهرد على حضرتك فى اقرب وقت ممكن
قاد مازن سيارته وبجواره آدم حتى مر بجوار المزرعة المجاورة له وجد والده يقف بصحبة رجل فى مثل سنه تقريبا راى سيارة مازن فاشار اليه فاوقفه ونزل منها بصحبة آدم اتجه الى والده والشخص المرافق له ملقيا السلام
على : تعالى يامازن تعالى ياآدم سلم على عمك سالم
مازن: اهلا وسهلا بحضرتك
سالم: اهلا بيك يامازن ماشاء الله ياعلى ربنا يبارلك فيهم
على : ربنا يخليك ياسالم
التفت الى ولديه معرفا: ده عمكو سالم اللى اشترى المزرعة وخلاص بقى جارنا رجعنا زى زمان اصحاب وجيران
مازن: نورت ياعم سالم وان شاء الله تكون وش الخير على حضرتك
لفت نظره امرأة وفتاة قادمتين باتجاهم التفت اليهم سالم مبتسما: اعرفكم مدام نسرين المدام بتاعتى وعائشة بنتى
كانت نسرين امرأة فى اواخر الثلاثين من عمرها تترك لشعرها الاسود العنان فوق كتفيها عيون عسلية براقة وقدها الرشيق الذى يظهر واضحا من ملابسها الفتانة
اما عائشة فكانت على العكس تمام فتاة بسيطة الجمال ولكن جمالا مريحا ترتدى الملابس الفضافضة وحجاب طويل كانا فى منتهى التناقض والاختلاف
لفتت نظر آدم بساطتها وهدوءهافارتكز ببصره عليها مما اربكها فابتعدت بناظريها عنه
سالم : انا من دلوقتى ياجماعة عازمكم على عيد ميلاد مدام نسرين لاول مرة هنعمله هنا فى المزرعة وطبعا انتوا كلكم معزومين
على : اعذرنى ياسالم انا مليش فى جو الحفلات والكلام ده ممكن مازن وآدم ولا ايه ياولاد
مازن: بصراحة مش عارف ظروفى لسه يابابا ...... وعلى العموم كل سنة وانتى طيبة يامدام نسرين
صوتها ناعم نظراتها الجرئية كانت ظاهرة له وواضحة امسكت بذراع زوجها بتمايل :لا ياباشمهندس انا مش هقبل اى اعذار ولا ايه ياسالم
سالم : خلاص بقى يامازن هنستناكم باذن الله الخميس الجاى ان شاء الله
هز مازن كتفيه بموافقة:وانا تحت امركم
عادت ايلين لمنزلها مجهدة بعد عناء يوم طويل اشتاق جسدها للراحة بحثت عن دنيا ولكنها لم تجدها ولم تجد احدا من اطفالها نظرت لساعتها وجدتها العاشرة شعرت بالقلق من عدم وجودهم امسكت بهاتفها لتتصل بدنيا اتاها صوتها بعد فترة
ايلين حبيبتى انتى فين
ايلين: انا فى البيت يادنيا انتى فين وفين الولاد
دنيا: معلش حبيبتى طنط مامة صلاح تعبت شوية وصلاح اصر انى اجى اقعد معاها يومين كده عشان هو مسافر معلش عارفة انى هسيبك لوحدك غصب عنى هما يومين وهرجع تانى على طول
شعورا بداخلها يكذب رواية صلاح عن سفره ولكن ماذا ان كان صادقا فى قوله انتبهت على صوت دنيا: ايلى انتى معايا
ايلين: ايوه يادنيا خلاص ياحبيبتى خليكى براحتك يعنى انتى متاكدة ان صلاح مش جاى البيت
دنيا: ايوه طبعا ده خد شنطته وسافر اسكندرية عشان عنده شغل هناك
ايلين: خلاص يادنيا خليكى براحتك انا هاكل اى حاجة وادخل انام على طول عشان هلكانة اوى
دنيا: طيب ياحبيبتى خلى بالك من نفسك وكلى كويس واقفلى باب الشقة عليكى كويس
ايلين: حاضر يادودو مع السلامة
انهت حديثها معها واتجهت لغرفتها ابدلت ملابسها وذهبت للمطبخ تعد شيئا لتاكله وهى تشاهد التلفاز حتى شعرت بنعاس تملك منها دخلت غرفتها واغلقت بابها ولم تجد داعى لاغلاقه بالمفتاح طالما صلاح لن يحضر
القت بجسدها على السرير وذهبت فى سبات نوم عميق شعرت بشئ يتحرك بجوارها وانفاس ساخنة قريبة منها انتفضت من نومها لتجد صلاح بجوارها عارى الجسد ينظر اليها برغبة عارمة فى التهامها صرخت بقوة ولكنه احكم اغلاق فمها بيده بقوة
متصرخيش محدش هيسمعك البيت فاضى مفيش غيرى انا وانتى شفتى انا وديت دنيا والولاد عند امى ازاى عشان نبقى براحتنا
حاولت ان تصرخ ان تضربه ولكنه كان محكم السيطرة على فمها ويديها بين يديه القوية
ايلين متخافيش ده انا اخيرا بقينا لوحدنا انا مش هزعلك ابدا انا ممكن اطلق دنيا عشانك قلتى ايه موافقة
رغم دموعها ونفضها لكن هذا لم يشفع لها عنده علمت انه لن يتركها الاعندما يصل لغرضه الدنيئ منها هدات قليلا وهو شعر بذلك خفف قبضته عنها املا ان ترضى له
ايه ياايلى صدقتينى صدقتى انى بحبك
ترك فمها بهدوء حذر خشية ان تصرخ مرة اخرى
نظرت اليها بخوف وذعر فى لحظات درست موقفها جيداتعلم انها ليست فى مركز قوى هو اقوى هو المسيطر بدت اكثر هدوء وهى تنظر اليه مبتسمة بخوف ايوه طبعا عارفة انك بتحبنى
تجسدت الفرحة على محياه امسك يدها مرة اخرى : ايلين انتى بتتكلمى جد معقول
مدت كفيها اسفل وسادتها لتتاكد ان الصاعق مكانه امسكت به جيدا وهى ترسم البسمة على وجهها نزعته فجاة وودفعته فى جسده انتفض جسده بالم ويصرخ من شدة الالم وهى تقف مبتعدة عنه تنظر اليه وهى ترى جسده الذى اصيب بالشلل الموقت ناظرا اليها بغل لم يكن الوقت كافيا امامها اسرعت وامسكت قارورة بجوار سريرها وهبطت بها على راسه ليسقط مغشيا عليه نظرت اليه والى الدماء المنسابة من راسه ولكنها كانها فقدت شعورها بالذنب او الالم فى هذه اللحظة ولكن الواضح الان انها اصبحت قاتلة فمن يغفر ومن يعفو؟
