اخر الروايات

رواية نجمة ليلي الفصل الرابع 4 بقلم سارة مجدي

رواية نجمة ليلي الفصل الرابع 4 بقلم سارة مجدي 


 


                                              

اسكربت ٤ 


+




                              

كانت تقف على سطح بيتها تنظر الى الناس فى الاسفل فهى ككل يوم تصعد الى هنا بحجه انها تحب الوقوف هنا والنظر الى الناس ولكنها فى الاساس تصعد الى هنا حتى تراه 

عبد الرحمن ( ابن الجيران ) 

منذ كانت طفله كانت تراه شىء كبير لا احد يستطيع الوصول اليه رمز و قدوه و كان هو دائم الابتسام لها حين يقابلها ويحمل احيانا الحلوى من اجلها و حين اصبحت شابه كبيره اكتشفت انها تعشقه تحبه بجنون ولكن حيائها يمنعها من قولها خاصه وهو لايظهر او شىء خالص لها  بقلمى ساره مجدى 

اكتفت برؤيته من بعيد فقط ... حفظ تفاصيله لفتاته وحركاته نظره عينيه حين يكون غاضب وابتسامته حين يكون سعيد 

ولكنها دائما تشعر انه حلم بعيد لن يتحقق و بالفعل 

بعد مرور عده اشهر استمعت لصوت زغاريد يأتى من بيته وحين سألت والدتها اخبرتها بسعاده كبيره

- الباشمهندس عبد الرحمن خطب 

لم يتحمل قلبها كل ذلك الالم دلفت الى غرفتها تنظر الى منزله و رأت والدتها وهى تدلف اليهم بسعاده كبيره 

لم تشعر بنفسها الا وهى تسقط فاقده للوعى 

وحين راتها اختها الصغيره ركضت الى امها تخبرها و فى ثوان كان عبد الرحمن قد احضر  الطبيب الذى اخبرهم ان لديها انهيار عصبى اثر صدمتها من شىء ما 

ظلت ايام وايام لا تغادر سريرها 

فى ذلك الوقت كان يقف هو فى نافذه غرفته ينظر الى مكان وقوفها كل يوم تنظر اليه وهو يرسم مشاريعه الهندسيه المسؤل عنها نعم كان يعلم ... و كان ينتظرها 

اخذ نفس عميق وهو يفكر فيما حدث هو كان يعلم بحبها له يرى نظراتها اهتمامها بأخباره صعودها يوميا لتقف لساعات طويله تنظر اليه فقط 

هو ايضا قلبه معلق بها و لكنه اكبر منها بخمسه عشر عام كيف يكون بينهم اى شىء لذلك قرر ان يخطب زميله له فى العمل سنها مناسب له وايضا ذات خلق 

ولكن سقوطها ومرضها جعله يشعر بفداحة ما اقدم عليه 

هى لم تتحمل ابتعاده عنها وهو لم يتحمل المها .... مر اسبوعان وها هى لاول مره منذ ذلك اليوم تغادر البيت ذاهبه الى جامعتها 

حين غادرت البيت وجدته يقف هناك على اول الطريق كعادته ينتظر سياره الشركه مرت من جانبه دون ان تنظر اليه ولكنه حين وقعت عينيه عليها رغم سعادته الكبيره انه رأها واخيرا تعود لحياتها الا ان وجهها الشاحب  ضوء عينيها الذى انطفىء جعل قلبه يتألم بشده فحين وصل الى الشركه وقف اما خطيبته وقال لها 

- رحمه انا بجد اسف بس انا مش هقدر اكمل معاكى 

ظلت صامته تنظر اليه بغضب وحزن لكنها لم تعقب ثم امسكت خاتم الخطبه واعطته له و رحلت من امامه دون اى كلمه 

رغم شعوره بالحزن من اجلها الا انه يشعر براحه كبيره 

لم يتحمل فذهب و طلب من مديره اجازه و عاد الى البيت بقلمى ساره مجدى 

كانت تجلس داخل الحرم الجامعى لا تستطيع فعل اى شىء بداخلها الم قوى لا تتحمله لم تستطع حضور محاضراتها فظلت جالسه على احدى المقاعد المنتشره فى ساحه الجامعه هى لا تستطيع ان تبكى الم قلبها اكبر من البكاء 

وظلت جالسه لاكثر من ساعه ثم قررت العوده الى البيت 

حين وصلت لاول  الشارع المتواجد به بيتها و بيته وجدت اضواء واصوات اغانى عاليه وكراسى موزعه بشكل جميل ظلت واقفه تنظر الى كل ذلك باندهاش و خوف هل سيتزوج بهذه السرعه هل حكم على قلبها ان تعي ذلك الالم لطوال حياتها ....... و فجأه و جدت عبد الرحمن يخرج من بيته و يرتدى بدله سوداء و بين يديه باقه مميزه من الزهور شعرت ان قلبها يقع ارضا ويتحطم لألف قطعه وهى تراه يذهب الى خطيبته بتلك الهيئه المميزه كان يسير فى اتجاهها و هو يرى دموعها التى تسيل ويقسم بداخله ان يعوضها عن كل دمعه بأبتسامه و سعاده كبيره 

وقف امامها و مد يديه بالزهور وهو يقول 

- صحيح انت احلى من الورد ده بس ده احلى ورد موجود 

كانت تنظر اليه باندهاش وعدم فهم ليخرج من جيب الجاكيت علبه زرقاء صغيره وفتحها امامها وقال بحب

- تقبلى تتجوزينى يا هديل 

شعرت ان الدنيا تميد بها  ليقترب منها سريعا و يحاوطها  بذراعيه وهو يقول 

- لا اصحى كده وفوقي  ده احنى و رانا كتب كتاب 

كانت تنظر اليه بعدم فهم لتقترب منها امها وهى تقول 

- تعالى معايا علشان اجهزك لفرحك 

و خلال ساعه كانت ترتدى فستان ابيض رقيق جعلها كأحدى الاميرات الخياليه وكان هو ينتظرها على نار 

حين خرجت اليه كان قلبه يرفرف من السعاده و كانت هى تشعر وكأنها داخل حلم جميل لا تود الاستيقاظ منه 

حين قال الشيخ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم فى خير ركض عبد الرحمن اليها يضمها بقوه  ثم امسك يديها وركض وهو يجذبها خلفه  وهو يقو 

- سلام بقا يا جماعه مهو العروسه للعريس 

كان الجميع يضحك بصوت عالى وهم يوزعوهم بالزغاريد 

اجلسها داخل السياره و صعد هو الاخر و تحرك سريعا و كانت هى تنظر اليه باندهاش ليقول هو بابتسامه واسعه

- نفسك تفهمى مش كده 

هزت راسها بنعم ليقول بعد غمزه صغيره 

- نوصل وهفمك كل حاجه 

ظلت صامته تنظر اليه بسعاده يكفى انها معه زوجته او شىء اخر لا يهم ..... مرت ساعه اخرى كانت هى طوال ذلك الوقت نظرها ثابت عليه تخشى ان يكون حلم ويختفى ...... حين اوقف السياره نظر اليها  بأبتسامه و قال بمرح 

- حان  موعد الحقيقه 

لتبتسم حين ترجل من السياره و توجه الى بابها وفتحه ترجلت من السياره تنظر حولها لتجد نفسها امام بيت صغير على البحر مسك يديها وتوجه بها الى الداخل ظلت تنظر حولها بأندهاش ليقف امامها و قال بحب 

- انا كمان بحبك. .... و من زمان كمان من يوم ما انتِ حسيتى بحبك ليا و يمكن من قبلك كمان بس كنت خايف يا هديل انا اكبر منك ب١٥ سنه انت متخيله اكتر من نص عمرك خفت عليكى منى خفت اظلمك معايا خفت اوووى يا هديل  

كانت تستمع اليه غير مصدقه فقالت بزهول 

- انت بتحبنى ... بجد يا عبد الرحمن 

ابتسم ابتسامه واسعه وهو يقول 

- اكتر من روحى ... بحبك انتِ وبس و يوم مخطبت كان علشانك والله كنت بحاول اشيل حبك من قلبى واديلك فرصه انك تعيشى مع الشخص الى يستاهلك 

لتضرب صدره بقبضتها وهى تقول 

- متجيش سيره الموضوع ده تانى فاهم 

ليمسك يديها يقبلها وهو يقول 

- اوامرك 

لتمسك ياقه بدلته وهى تقول بحب و قوه و ثقه 

- مفيش حد فى الدنيا دى كلها يستاهلنى غيرك يا بودى 

- بودى

رددها خلفها بأندهاش لتقول بحب 

- من زمان نفسى اناديك بأسمك من زمان نفسى ادلعك براحتى 

ليقول لها بحب 

- اعملو كل الى نفسك فيه بس ده بينى وبينك قدام الناس بلاش بودى دى ماشى 

هزت راسها بنعم لينحنى يخطف شفتيها فى قبله حاره 

ثم انحنى يحملها بين يديه ودلف بها الى غرفه النوم واغلق الباب بقدمه 

بعد مرور عام كانت تقف بجانبه على سطح منزلها تنظر الى غرفته القديمه ليقول 

- كنت بستنا وقت طلوعك هنا كل يوم ... كنت بحس بقلبى بيرفرف كنت بتمنى انك تكونى قاعده جمبى ومش واقفه بعيد عنى بس خوفى كان منعنى من كل السعاده دى 

لتبتسم وهى تقول 

- تقصد غبائك يا حبيبى 

لينظر اليها بحاجب مرفوع لتنظر اليه بخجل وقالت 

- اسفه بس انا مش شايفه اى مبرر لخوفك ده الا الغباء لان الحب لا بسن ولا مستوى اجتماعى ولا ليه فى الحسابات دى كلها 

ثم اعتدلت لتقف امامه وحاوطت عنقه بذراعيها واكملت قائله 

- الى بيحب بيحب وبس مش بيقعد يحسبها بالورقه والقلم 

لينحنى يقبل جبينها وهو يقول 

- معاكى حق ... انا اسف ... وبحبك 

لتقول هى بدلال 

- طالما اعترفت بغلطك ليك عندى هديه 

ابتسم وهو يقول بحماس 

— بجد ايه هى ؟

لتمسك يديه وتضعها فوق معدتها وقالت 

- هديتك هنا 

ظل ينظر اليها بزهول ثم قال 

- بجد يا هديل انتِ .... انتِ حامل 

لتهز راسها بنعم ليضمها بقوه وهو يحمد الله ثم ابتعد ينظر الى وجهها وعيونه تتلئلئ بالدموع وقال 

- شكرا يا هديل شكرا على وجودك فى حياتى شكرا على حبك ليا شكرا على كل السعاده الى انا فيها 

لتقول هى بحب كبير 

- شكرا ليك انت يا احلى ما فى حياتى 


+




                              

الحب الحقيقى دائما يحقق السعاده .... الحب ليس شقاء و معاناه الحب الحقيقى هو السعاده بأختصار 


+



الخامس من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close