اخر الروايات

رواية نجمة ليلي الفصل الخامس 5 بقلم سارة مجدي

رواية نجمة ليلي الفصل الخامس 5 بقلم سارة مجدي 


 


                                              

اسكربت ٥


+



جالسه تبكى بخوف ..... هى بالاساس لا تعلم شىء فى حياتها سوا الخوف منذ وعدت على الدنيا و هى ترى الرفض فى عيون الجميع لا احد يحبها سوا والدتها الوحيده التى تتقبل اختلافها الوحيده التى لا تنفر منها ما ذنبها فى انها قليله الجمال فى مجتمع مخملى يصنف المرأه كحيوان جميل يستحق الاقتناء  لا احد ينظر الى عقلها الكبير وذكائها الخارق لا احد يهتم بدرجاتها العلميه ولا احد يهتم بأخلاقها الحسنه الجميع يهرب منها ويبتعد عنها لانها ليست جميله 

تتذكر كلمات والدها الجارحه حين قال لها بعد ان رفض شريكه الذى تخطى الستون ببضع سنوات الزواج منها لانها ليست جميله 

- حتى العجوز الى مفيش منه امل رفضك انتِ اسوء حاجه حصلتلى فى حياتى انا هجوزك لاى شحات فى الشارع واخلص منك بقا  

......

يسير فى الحديقه الكبيره يتأملها بأنبهار  فهو و لاول مره يرى قصر كذلك القصر المهيب فاليوم حضر من البلده حتى يتعين فى الوظيفه التى دبرها له خاله فى احدى شركات علوان بيك نصار 

كان يقترب من تلك الشجره الكبيره صاحبه الافرع الضخمه ليستمع لصوت بكاء اقترب بهدوء ليجد فتاه تجلس اسفل الشجره تخبىء وجهها بين ذراعيها المحتضنيتين لسيقانها 

اقترب اكثر وقال بهدوء 

- مالك يا انسه بتعيطى ليه ؟!

كتمت انفاسها ولم تجيبه ليكرر سؤاله مره اخرى لتقول هى دون ان ترفع راسها 

- امشى لو سمحت 

ليجلس على ركبتيه وقال بود 

- ازاى امشى وانا شايفك بتعيطى بالشكل ده ارفعى راسك و قوليلى مالك 

ظلت صامته و راسها كما هى بين ذراعيها قالت

— بس انا لو رفعت راسى انت هنخاف منى او تتريق عليا فامشى احسن

قطب جبينه بعدم فهم ثم قال 

- اخاف من ايه واتريق على ايه؟  على خلقه ربنا هو حد فينا اختار شكله او اسمه او اهله  ارفعى راسك وفهميني زعلانه من ايه و لا من مين؟

رفعت راسها بهدوء وهى تتوقع تقطيبه حاجبيه باشمئزاز من لون بشرتها وقبح وجهها ولكنها حين نظرت اليه لم تجد اى من هذا رغم وسامته وحسن محياه 

ابتسم ابتسامه صغيره وهو يقول

- فهميني بقا بتعيطى ايه 

ظلت صامته لبضع ثوان ثم قالت 

- عادى بابا اتخانق معايا .... بس هو انت مين ؟

اعتدل فى جلسته وقال بهدوء

- خالى عبد الستار هو بواب القصر ده و جايبلى شغل فى شركه علوان بيه وجيت النهارده علشان هستلم شغلى بكره الصبح 

لتبتسم ابتسامه صغيره وقالت مردده خلفه 

- عم عبد الستار يبقا خالك  ... اهلا بيك يارب الشغل فى الشركه  يعجبك 

ليقول هو بابتسامه 

- مقولتليش بقا انتِ مين 

اخفضت راسها وقالت بأسى

- انا  يقين علوان نصار 

ليشهق الشاب وهو يقف سريعا وهو يقول 

- انا اسف لو ضايقتك يا هانم 

لتقف هى الاخرى وقالت سريعا

- هانم ايه بس ... انا اسمى يقين يا 

- اصيل .... اسمى اصيل المنياوي 

قالها سريعا لتقول هى بابتسامه واسعه 

- اسمك غريب بس حلو اووووى ... ربنا يوفقك 

غادرت من امامه فى نفس اللحظه الذى اقترب فيها خاله وعلى وجهه علمات الضيق وقف اصيل امامه وقال باستفهام 

- مالك يا خالى 

جلس عبد الستار ارضا وهو يقول بحيره 

- البيه له شرط علشان تشتغل فى المصنع 

جلس اصيل امامه وقال باستفهام 

- شرط ايه 

نظر عبد الستار الى ابن اخته وقال 

- تتجوز بنته 

لتجحظ عيون اصيل بصدمه ليقص له عبد الستار ما دار بينه وبين علوان بيك 

انه اذا اراد الوظيفه عليه ان يتزوج يقين ولكن بشرط ان يأخذها من هنا الى محافظه اخرى و فروع شركات علوان بيك منتشره فى معظم محافظات  و ان لا يخبر احد انها ابنه علوان بيك وان لا يفكر يوم بالعوده بها الى هنا 

شعر اصيل بالالم الشديد على تلك الفتاه كيف يفعل بها والدها هذا ولكن مؤكد هناك سبب وترجم ذلك فى سؤاله  

- هى ايه حكايه بنته دى هى كانت ماشيه فى الحرام ولا ايه ؟

لينهره عبد الستار وهو يقول 

- اخرس يا واد البت طيبه وبنت حلال بس علشان ربنا مرزقهاش بالجمال ابوها غضبان عليها وعايز يخلص منها خالص مش مقدر النعمه الى بين اديه و بكره يندم 

ظل اصيل يفكر فى الامر هو لم يفكر فى الزواج يوما و لن يفكر فيه فما المانع من ان يتزوج تلك الفتاه ويحصل على الوظيفه وايضا يخلصها من ذالك الوالد الذى لا يهتم لأبنته بأى شكل 

اخبر عبد الستار علوان بيك بموافقه اصيل ليخبره انه سيتم عقد القران مساء 

كان يجلس فى الحديقه غير مصدق لمًا  يحدث حتى وجد سيده جميله تقف امامه بعيون باكيه تمد يدها بصندوق متوسط وهى تقول 

- خد الفلوس دى ليك حلال عليك بس ارجوك عامل بنتى كويس اكرمها وعوضها عن الى ابوها عمله فيها 

وقف اصيل سريعا على قدميه ينظر الى تلك المرأه بشفقة وقال دون ان يمد يديه لذلك الصندوق 

- حضرتك متقلقيش انا على قد مقدرتى مش هخليها محتاجه حاجه 

نظرت اليه بأبتسامه و ربتت على كتفه وغادرت سريعا قبل ان يراها احد ..... تم عقد القران و اخذت يقين حقيبتها وغادرت القصر مع اصيل الى احدى المحافظات البعيده 

طوال الطريق الصمت كان رفيقهم الثالث حتى وصلا الى تلك المحافظه مع اول خطوط النهار 

و لاول مره يتحدث معها منذ عقد القران 

- تعالى نشوف مكان اقعدك فيه علشان انا لازم اروح استلم شغلى و بعد ما ارجع ندور على مكان نأجره 

هزت راسها بنعم وسارت خلفه بخطوتين تجر حقيبتها الكبيره نسبيا ظل يبحث عن مكان مناسب لم يجد هو لا يعرف اى شىء عن تلك المحافظه وقف مكانه ينظر حوله فوجد حديقه عامه فنظر اليها من جديد ليجدها تقف منحنيه الراس وحين نادها رفعت وجهها له ليجدها دامعه العينين لم يعرف ماذا عليه ان يفعل ولكنه قد تأخر كثير فقال مباشره 

- تعالى اقعدى هنا علشان انا اتأخرت ولازم الحق اروح استلم شغلى 

ايضا لم تعقب بشىء فقط هزت راسها بنعم وتحركت لداخل الحديقه وجلست على احدى المقاعد التى تظللها شجره كبيره كثيره الافرع 

- خليكى هنا بقا لحد ما ارجع ماشى 

هزت راسها من جديد ليغادر هو فورا 

مر الوقت عليها بطىء ومؤلم وهى تتذكر كلمات والدها الجارحه و كيف زوجها لشخص لا يعرف عنه شىء حتى يتخلص منها 

شعرت بالجوع الشديد فهى منذ الامس لم تأكل شىء ولكنها لا تستطيع التحرك من مكانها فهى لا تعلم المكان و تخاف ان تضل الطريق  

وصل الى الشركه واستلم وظيفته التى كانت براتب فوق الجيد وبدء فى عمله مباشره وبعد مرور عده ساعات كان ميعاد الاستراحه ذهب مع زملائه الذى تعرف عليهم وجلس برفقتهم يتناول غدائه بشهيه مفتوحه ... ثم عاد من جديد الى اكمال باقى العمل وبعد مرور عده ساعات اخرى انتهى اليوم وغادر الشركه برفقه الاصدقاء ولكنه وهو فى طريقه تذكرها ليترك اصدقائه وركض سريعا ليوقف سياره اجره وعاد اليها ليجدها تحتضن حقيبتها وقد غفت وهى جالسه ارضا تستند على جزع الشجره جثى بجانبها و وضع يديه على كتفيها لتنتفض سريعا تنظر اليه بخوف ليشير اليها ان تهدء ثم قال 

- انا اسف على التأخير بس لسه مخلص شغل 

هزت راسها بنعم ليقف وهو يقول 

- يلا بينا علشان نلحق نشوف حد نأجر منه اوضه و لا حاجه 

سارت خلفه بصمت ظل يبحث عن اماكن للايجار 

حتى وجد بالاخيره شقه صغيره غرفتان ومطبخ وحمام فوق سطوح احد البنايات اتفق مع صاحبها على ثمن الايجار وسعد كثيرا انها بها بعض الاثاث صعدا الى تلك الشقه ليجداها جيده بالفعل فموقعها متميز و اثاثها جيد ظلت واقفه مكانها و معدتها تتلوى الما من الجوع و ايضا تشعر بالخوف مما هو قادم وجهلها بشكل الحياه كيف ستكون مع ذلك الرجل الغريب 

جلس اصيل على الاريكه الموجوده فى احدى جوانب صاله المنزل و اشار لها ان تجلس هى الاخرى فجلست على اقرب كرسى لها 

ظل صامت لبعض الوقت ثم قال 

- بصى احنى اتجوزنا من غير ما نعرف بعض ... خلينا ندى لبعض المساحه دى اننا نتعرف على بعض ماشى 

كانت تستمع اليه وهى تفسر كلماته على انه اعتذار لبق لعدم قدرته على التعامل مع قبحها والتعود عليها وان يجد بها اى معلم من معالم الزوجه التى كان يحلم بها 

اكمل حديثه دون الانتباه لما يدور برأسها 

- الاوضه جوه بتاعتك و انا هنام هنا ماشى 

هزت راسها مره اخرى بنعم ليقول هو سريعا 

- انا هرص بس هدومى فى الدولاب واخد حمام علشان اعرف انام 

ظلت تنظر اليه بصمت تريد ان تقول له انها ستموت جوعا ولكنها تشعر بالخجل خرج من الغرفه الى الحمام لتدلف هى الى الداخل نظرت الى الغرفه لتكتشف ان البيت يحتاج الى نظافه وضعت حقيبتها ارضا وفتحتها تخرج منها ثوب منزلى طويل وبنصف كم وانتظرته حتى يخرج من الحمام حتى تدلف هى الى الحمام عل حمام دافىء ينسيها الجوع وتستطيع النوم 

و بالفعل خرج من الحمام متوجها الى الاريكه لينام ودلفت هى اخذت حمام بصعوبه فهى ليست معتاده على تلك الحمامات وخرجت بعد عناء لتجده يغط فى نوم عميق دلفت الى غرفتها و تمددت على السرير ونامت بعد معاناه لنسيانها للجوع 

فى الصباح استيقظت على صوت طرقات على باب غرفتها 

فتحت الباب ليقول لها بأبتسامه وهو يدلف الى الغرفه 

- معلش صحيتك بس انا اتأخرت على الشغل 

اخذ ما يريد من ملابسه وقال وهو يخرج من الغرفه 

- بعد كده هبقا اجهز الطقم الى هلبسه كل يوم بليل وخليه معايا بره 

ظلت واقفه مكانها لا تعرف ماذا عليها ان تفعل 

انتبهت لصوته وهو يقول 

- انا ماشى سلام 

خرجت سريعا لتجده قد غادر واغلق الباب  تنهدت بهم وجلست على الاريكه تفكر ماذا عليها ان تفعل انها ستموت جوعا وقفت على قدميها وتوجهت الى المطبخ فتحت الثلاجه لم تجد اى شىء  ظلت واقفه مكانها الدموع تتجمع فى عيونها دلفت الى غرفتها وأتت بشال طويل وربطته حول معدتها 

و عادت الى المطبخ تحضر ادوات التنظيف وبدأت فى ترتيب البيت و هى تتجاهل الم معدتها و رغبتها الملحه فى تناول الطعام 

كان يعمل بجد فهى وظيفه لم يحلم ان ينالها رغم شهاداته الجامعيه و درجاته العاليه 

كان موعد الغداء ليذهب مع اصدقائه وحين بدأوا فى تناول الطعام قال احد اصدقائه 

- انا ميت من الجوع مأكلتش حاجه من امبارح 

لتضرب الكلمه اعماق فكره وهو يتذكر انه تركها امس فى الحديقه وعاد بعد العمل وتركها ونام و لم يسألها ان كانت قد اكلت شىء او لا 

ظل يلعب بطعامه دون ان يمسه و كان يقوم بعمله بقيه اليوم و عقله مشغول طوال الوقت بها 

وحين انتهى من عمله خرج سريعا لاقرب مطعم واحضر طعام و ذهب الى البيت سريعا حين وقف امام الباب تذكر ايضا انه اخذ المفاتيح معه حتى إذا ارادت ان تذهب لتحضر طعام لن تستطيع ظل يلوم نفسه بشده وقلبه يؤلمه عليها فتح الباب وحين دلف الى المنزل وجده نظيف مرتب و رائحه النظافه تعم المكان نظر الى الارض ليجدها نظيفه و مازال هناك بعض المياه الخفيفه لم تجف بعد فخلع حذائه و تقدم بهدوء ليجدها تقف فى المطبخ تقوم بتنظيفه ظل ينظر اليها وغصه مؤلمه فى صدره 

هل هذه ابنه علوان بيك نصار ابنه القصور والحياه المخمليه تظل يومان دون طعام وايضا تنظف البيت بيديها القى نظره على الحمام ليجده نظيف بشكل لم يتصوره اصدر صوت خفيف لتلتفت اليه ليؤلمه قلبه اكثر وشعر ان رجولته قد تحطمت اسفل قدميها خاصه مع ذلك الشال التى تلفه حول خصرها حتى تسكت اصوات معدتها المطالبه بالطعام   

ظلت تنظر اليه ليقول هو بأبتسامه صغيره تحمل اعتذار 

- تسلم ايدك البيت بقا نظيف جدا 

ابتسمت ابتسامه صغيره سعيده ليقترب خطوه وهو يقول

- انا اسف يا يقين حقيقى اسف 

كانت نظراتها البريئه المتسائلة تداعب قلبه المتألم ليقول موضحا 

- انا طول عمرى عايش لوحدى ومهتمتش بحد طول حياتى كنت عايش لنفسى وبس سامحينى على تقصيرى فى حقك 

اخفضت راسها وهى تقول 

- انا مش عارفه انت بتعتذر عن ايه ... بس مجرد اهتمامك ده يكفينى ويزيد ومش عايزه اكتر من كده 

ليتلوى قلبه بألم فقال بصوت ضعيف 

- تعالى علشان نتغدى سوا 

نظرت الى ما يحمل فى يديه لتشعر بألم قوى من شده جوعها فأشار لها ان تتقدمه 

فسارت بخجل ليضع هو الطعام على الطاوله الصغيره الموجوده بأحدى جوانب الصاله وسحب لها كرسى وهو يقول

- يلا تعالى ده الكفته سخنه وريحتها تجنن 

اقتربت و كادت ان تجلس ليقول لها 

- استنى 

وقفت مكانها تنظر اليه بأستفهام 

ليمد يديه يحل ذلك الشال عن معدتها لتنظر اليه بخجل ليقول هو بخجل و اسف

- انا بجد اسف 

اخفضت راسها ليشير لها ان تجلس وبدء فى اعطائها الخبز و علبه  صغيره بها السلطه و مد يده بقطعه لحم بالقرب من فمها وقال 

- قولى بسم الله 

 رددت خلفه وفتحت فمها تقطع قطعه لحم ليبتسم لها وبدء فى تناول طعامه ويضع امامها قطع اللحم وهى تتناول بشهيه كبيره بسب جوعها حين انتهوا وقفت سريعا لتلملم مكان الطعام ليحاول مساعدتها لتقول بأبتسامه

- انت لسه جاى من الشغل ادخل خد حمام و غير هدومك على ما اخلص الى كان ورايا فى المطبخ 

ظل ينظر اليها لتقول بتوضيح 

- للاسف مفيش لا شاى ولا سكر علشان اعملك كوبايه شاى 

ليخفض راسه وهو يقول

- بكره ان شاء الله هبقا اجيب الطلبات دى 

هزت راسها بنعم  ودلفت الى المطبخ ليدلف هو الى الحمام و بعده دلفت هى وناما كيوم امس و فى الصباح حين استيقظت وجدته ذهب الى العمل ولكنه ترك لها نسخه من المفتاح 

ارتدت ملابسها سريعا وحاولت ان تكون بسيطه قدر استطاعتها 

حين نزلت الشارع وقفت مكانها لا تعلم  اين تذهب ظلت هكذا لدقيقه حتى وجدت أمرأه بسيطه تمر امامها  فأقتربت منها وقالت 

- لو سمحتى ممكن خدمه صغيره 

لتقف السيده سريعا وقالت 

- طبعا يا حبيبتى أمرى

ابتسمت يقين وهى تقول 

- انا لسه ساكنه هنا جديد ومعرفش مكان السوق 

نظرت اليها السيده من اعلى لاسفل ثم قالت بابتسامه 

- شكلك لسه عروسه جديده صح 

اخفضت يقين راسها وقالت 

- اه ده حقيقى ... ممكن تساعديني 

وبالفعل ذهبت المرأه مع يقين وساعدتها فى شراء كل ما يلزم البيت و شرحت لها فى طريق العوده كيفيفه اعداد وجبه غداء جيده  

صعدت يقين الى البيت وابدلت ملابسها سريعا و رتبت مكان نومها و نومه ودلفت الى المطبخ وبدأت فى ترتيب الاغراض وتجهيز الطعام قدر استطاعتها 

حين انهى اصيل يومه و هو عائد الى بيت فكر هل يحضر طعام كالأمس ام يأخذها ويذهبوا للتناول الطعام فى اى مكان و يشترون بعض الاغراض للبيت وايضا يكسر الحاجز  بينهم قليلا صحيح هو لم يكن يفكر يوم فى الزواج وايضا هو لا يعرفها لكن القدر جمعهما وعليه ان يتعامل معها بأخلاقه

عاد الى البيت وحين دلف من الباب وصلت اليه رائحه الطعام توجه الى المطبخ مباشره ليجدها تمسك بالهاتف تنظر اليه وتعود لتنظر الى ما تفعله وتهمس لنفسها بأنها قامت بتلك الخطوه 

تنحنح لتنظر اليه بأبتسامه رقيقه وقالت 

- حمد الله على السلامه .... غير هدومك على ما اغرف الأكل 

تقدم خطوه واحده ثم قال باستفهام 

- هى الحاجات دى جت ازاى 

ابتسمت ابتسامه صغيره وكادت ان تجيبه ليقول هو سريعا 

- هو والدك او والدتك جم هنا ؟

هزت راسها بلا ثم قالت بقلق من نظره عينيه الحاده 

- انا الى نزلت جبتهم من السوق الى فى اول الشارع 

ظل ينظر اليها باندهاش وقال 

- ازاى ... وجبتى فلوس منين ؟و اصلا ازاى عرفتى تروحى السوق و 

قصت عليه كل ما حدث معها والسيده التى قابلتها و ساعدتها وانها كان معها بعض المال وفكرت فى ان تحضر طعام وتعده بنفسها من اجله 

كان داخله مشاعر مختلطه لا يفهمها 

اقترب منها خطوه اخرى وقال 

- انا مش عارف اقولك ايه .... طول عمرك عايشه فى قصور و عمرك ما شيلتى الياسمينه من على الارض ... ودلوقتى قابله تعيشى فى شقه صغيره زى دى و فضلتى يومين من غير اكل ولا اشتكيتى ..... الحقيقه انا مش عارف اقول ايه ولا اعمل ايه ... بس ... بس ..... الفلوس دى انا هرجعهالك 

كانت الدموع  تتجمع فى عيونها ثم قالت بوجه حزين 

- انت بتلوم نفسك على ايه .... انا ابويا رمانى عليك استغل احتياجك للوظيفه و شيلك حمل مش بتاعك .... جوزك من واحده مفيش فيها ريحه الجمال .... كفايه انك بتعاملنى كويس 

وانحدرت عده دموع خلف بعضها لتعطيه ظهرها وقالت 

- على ما تغير هدومك هكون جهزت السفره 

كان ينظر اليها بعطف ومن داخله حزين  لقد دمر والدها  ثقتها بنفسها انه حين كان ينظر اليها وهى تتكلم لاحظ انها جميله بشكل ما رغم سمار بشرتها الا ان عيونها مكحله بشكل طبيعى ولونها مميز و ايضا شفاهها محدده و مصبوغه صبغه طبيعيه 

خرج من المطبخ يترك لها مساحه بمفردها ولكنه يفكر كيف يتعامل معها 

انتهى من تغير ملابسه وخرج الى الصاله ليجد على طاوله الطعام دجاجه محمره وصحن من الملوخيه كبير وصحنان من الأرز و صحن سلطه كبير ابتسم فهو لم يأكل طعام كهذا منذ توفت والدته خرجت من المطبخ بين يديها كوبان من الماء وقالت بخجل 

- انا اول مره اطبخ بس كنت بقف مع داده عنايات كتير فى المطبخ و كمان كنت بعمل الخطوات الى مكتوبه فى النت بالظبط 

نظر اليها بابتسامه واسعه وقال 

- تسلم ايدك ... كفايه انك حاولتى و لو المره دى مش مظبوط المره الجايه يكون كويس

جلسا وبدء يتناول الطعام وهى تنظر اليه تنتظر رأيه لتجده اخذ ملعقه خلف الاخرى خلف الاخرى ثم نظر اليها وقال بمشاغبه 

- انت متأكده ان دى اول مره تطبخى ... ده انت ولا الشيف الشربينى 

ابتسمت بسعاده وبدأت هى الاخرى تتناول طعامها لتبتسم براحه وهى تجد الطعام لذيذ بالفعل حين انتهوا اصر هو على غسل الصحون رغم اعتراضها ولكنه وقف امامها وقال 

- مفيش اعتراض ... انا الى هغسل الاطباق كفايه تعبك فى نزول السوق والطبخ وامبارح تنظيف الشقه ... اخلى عندى شويه دم بقا .. و اساسا اساسا انا راجل متواضع 

لتبتسم على كلماته المرحه ليأخذ الاطباق وتوجه الي المطبخ

حين انتهى من غسل الصحون كانت قد اعدت كوبان من الشاى اقترح عليها ان يشرباه خارج الشقه فى ساحه السطح 

كان المنظر رائع حيث كان على مسافه منهم يرون مياه النيل الرقراقه 

اخذ نفس عميق ثم قال 

- بقولك ايه 

نظرت اليه وقالت 

- نعم 

- ايه رايك نبدء من الاول 

نظرت اليه بأندهاش ليبتسم لها وهو يمد يديه لها وقال 

- اهلا انا اصيل المنياوي ٢٧ سنه خريج كليه تجاره 

نظرت اليه ثم الى يديه و وضعت يدها بها وهى تقول بابتسامه 

- يقين علوان ٢٣ سنه خريجه اداب قسم تاريخ 

ابتسم و قال 

- اهلا يا يقين تقبلى نبقا اصحاب 

ظهرت الحزن فى عيونها و اخفته سريعا وهى تقول 

- يشرفنى طبعا 

صمت لثوانى ثم قال

- انا عرضت عليكى صداقتى علشان نتعرف على بعض بحريه علشان وقت ما اطلب منك الجواز نكون عارفين بعض و ما تخديش ولا دقيقه تفكير 

كانت تشعر بالصدمه من حديثه ولكنها ابتسمت و هزت راسها بنعم 

............ 

مرت الايام كان اصيل يتعمد كل يوم بعد تناول الطعام ان يجلس معها يقص عليها كيف كان يومه فى العمل ويستمع الى ما قامت به رغم تكراره 

حين اخذ اول راتب له جلس معها واخذ مصروف خاص له واعطاها المال التى صرفته و جعل باقى المال معها 

كانت هى بطبعها غير شغوفه بشراء الاشياء اى ان كانت فكانت تستطيع توفير بعض المال و ذات يوم وهى فى السوق رأت محل بويات فدلف للرجل وسألته عن الاسعار و اجود الانواع وكل شهر تشترى علبه الوان و تضعها فى مكان خفى عن عيون اصيل 

حتى اتمت شراء ما يعيد تلوين الشقه كامله و ايضا اشترت الادوات و فى ليله يوم الخميس اخبرت اصيل بالامر ومن اول خيوط نهار شمس يوم الجمعه بدئوا فى طلاء الحوائط كان يشعر بسعاده كبيره فكم هى مرحه ولطيفه المعشر  متفهمه وايضا بسيطه ... وايضا غير متطلبه 

كان اعتاد عليها بشده ويشتاق اليها وهو فى العمل وهى ايضا وجدت به شخص حنون لطيف و هادىء يحترمها بشده و يقدرها 

مرت ايام وايام وهم فى تقارب وذات يوم كادت ان تنتهى من تنظيف الشقه حين سمعت طرق على الباب توجهت مباشره لتفتح الباب لتصدم بوالدها يقف امامها ينظر اليها بازدراء 

ظلت صامته تنظر اليه بتحدى 

ليضحك باستخفاف وهو يدلف الى داخل الشقه ينظر اليها بنظرات احتقار وقال 

- فعلا انتِ لايقه على المكان ده ... يا ترى بقا جوزك لسه معاكى ولا زهق منك وسابك 

ظلت صامته لينظر اليها وهو يقول 

- مجوبتيش 

- لو حضرتك هتستنا معايا هنا شويه هتشوفه هو قدامه نص ساعه ويرجع من الشغل 

لوى فمه بستخفاف وقال 

- اكيد طبعا نفسه يخلص منك واضح انه بيتعامل معاكى على انك خدامه 

اخذت يقين نفس عميق ثم قالت 

- حضرتك جاى ليه وعايز ايه ؟ 

جلس على الاريكه الكبيره و وضع قدم فوق الاخر وهو يقول 

- ابدا بشوفه اذا كان بينفذ اتفاقه ولا ارفده من الشركه 

ظلت صامته و كان الخوف يسكن ملامح ذلك الواقف خلف الباب يستمع لكل ما يدور بالداخل لقد حضر باكرا وكان يود اخذ يقين فى جوله حتى يطلب منها ان يكون زواجهم حقيقه ان تكون كل ما له فهى سكنت قلبه 

ولكن الان هو خائف حقا 

انتبه الى صوتها وهى تقول 

- هو نفذ اتفاقه من زمان من ساعه موافق يتجوزنى ايه الجديد 

وقف والدها وهو يقول 

- طيب وانتِ بقا موقعك ايه 

ابتسمت باستخفاف  وقالت 

- انا وقتها كنت مغلوبه على امرى ... لكن دلوقتى و بختيارى مستعده اكون خدامه تحت رجليه العمر كله 

ليقف والدها وهو يقول باستفزاز 

- ولو رفته من الشغل تفتكرى هيفضل معاكى 

ليدلف اصيل من الباب وهو يقول 

- الارزاق على الله ولو هى عندها استعداد تكون خدامه تحت رجلى فأنا نفسى احطها تاج فوق راسى

نظرت اليه بسعاده وظل والدها ينظر اليهم بغل وكاد ان يغادر ليوقفه سؤال اصيل 

- نفسى اعرف انت بتكره بنتك كده ليه ؟

التفت علوان اليهم و عيونه بها نظره غريبه ثم قال 

- يوم ما اتولدت كانوا تؤام هى و ولد ... و وقتها حمدت ربنا لان امها الرحم كان تعبان و كان لازم يتشال 

لتقطب يقين حاجبيها باندهاش لتلك المعلومه الجديده تماما عليها

ليكمل والدها 

- لما شفتهم لاول مره كانت هى سودا و شكلها وحش وهو ابيض وجميل وكأنه ملاك بأجنحه

لتغمض يقين عينيها بألم ونظر اليها اصيل بحب وحنان واقترب منها وامسك يديها يدعمها 

ليكمل علوان كلماته بكره كبير 

- بس بعد اسبوع واحد بس ادم مات وهى الى فضلت عايشه ... ليه هو يموت وهى الى تعيش ليه؟!

انحدرت دموع يقين ليضمها اصيل بقوه ثم قال 

- دلوقتى حضرتك عايز مننا ايه ... احنى وبعدنا و محدش عارف انها بنتك ... ولو عايز ترفدنى الارزاق على الله زى ما قولتلك 

ظل ينظر اليهم طويلا ثم قال 

- تقاريرك الى بتوصلنى كلها بتقول انك محاسب شاطر وانا مخسرش موظف شاطر ابدا 

وغادر سريعا ليظل اصيل يضم يقين بقوه ثم همس بجانب اذنها 

- انا المفروض اشكر علوان بيه علشان قدرت اخيرا اخدك فى حضنى 

لتبتعد فورا عنه وهى تنظر ارضا بخجل 

ليقول هو بجديه شديده 

- هو انت خجلانه من الى حصل دلوقتى يا يقين 

نظرت اليه والدموع تغرق وجهها وكادت ان تجيب 

ليقترب منها سريعا وهو يقول 

- اوعى تقولى اه ... هتصدم ... اوعى فى يوم تتكسفى منى ... اوعى فى يوم تحطى بينى وبينك حاجز اوعى فى يوم تعملى فرق بينى و بينك 

امسك يديها وقبلها بحب ثم قال 

- يلا ادخلى اغسلى وشك والبسى علشان انا ناوى اعشيكى بره 

لتبتسم وهزت راسها بنعم وبعد عده ساعات كانوا  يسيرون بجوار بعضهم البعض يمسك يديها ثم وقف وخطى خطوه واحده و وقف امامها ثم قال 

- يقين تقبلى تتجوزينى 

نظرت اليه بدهشه ثم قالت 

- انت بتقول ايه يا اصيل انت ... انت 

ليبتسم من جديد ثم قال

- انا ... انا ... انا بحبك ... و عايز اتجوزك وعايز اجيب ولاد شبهى و شبهك 

لتقول هى بمرح 

- بلاش شبهى دى 

لينظر الى عمق عينيها و قال بحب 

- طيب يارب يطلعوا كلهم عيونهم مكحله زيك و شفايفهم متحدده ومصبوغه طبيعى وشعرهم ناعم وطويل ... وجلدهم طرى و ناعم كده زيك

ليقبل يديها بعد ان نطق كلماته لتبتسم بسعاده و قالت بمرح 

- انت واثق من كلامك ده ... دى اخر فرصه بعد كده مش هسمح انك تبعد عنى 

ليضم يدها بقوه وهو يقول 

- لولا اننا فى الشارع كنت عرفتك ازاى انى مش ممكن اقدر ابعد عنك 

لتبتسم بسعاده وهى تطبع قبله صغيره على يديه و هى تقول 

- ربنا يخليك ليا يا اصيل يا ابن الاصول 

ليضحك بصوت عالى وهو يقول 

- اقلشى اقلشى اما نطلع بتنا هحاسبك براحتى 

لتضحك بصوت عالى 

ليحاوط كتفها وهو يقول 

- يلا يا بنتى علشان انا هموت واعاقبك 

لتسير بجانبه وهى تنظر الى السماء والدموع تتجمع فى عيونها وتهمس بصوت لم يسمعه احد غيرها 

- الحمد لله .... الف حمد وشكر 





+



السادس من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close