رواية نجمة ليلي الفصل الثالث 3 بقلم سارة مجدي
اسكربت ٣
+
خيال
+
كان يجلس فى منتصف كراسى المسرح الخالى تماما ينظر الى خشبه المسرح بتفكير
كم يتمنى ان يجد تلك البطله التى يحلم بها تعشق الفن وتذوب عشقا فيه تمتلك المهوبه الجنونيه التى تجعلها تستطيع ان تفعل كل شىء تؤدى شخصيه مركبه بها دراما قويه وايضا تستطيع الرقص والغناء روحها تذوب مع النغمات بقلمى ساره مجدى
اخذ نفس عميق وهو يريح راسه على الكرسى الذى امامه يفكر ماذا عليه ان يفعل حتى يجدها فكم قام بأعلانات يطلب مواهب جديده و دار مسارح الناشئين و الهواه ومسارح الجامعات ولم يجد ما يريده
ابتسم بسخريه مع تلك الفكره التى خطرت على عقله هل يقوم بعمل ماريونت يبثها من شغفه وعشقه للفن فتكون فيها كل الصفات الذى يتمناها نفخ بضيق وهو يغمض عينيه عل هذا الصداع يهدء قليلا
مر اكثر من ربع ساعه بقلمى ساره مجدى
ليسمع صوت حركه قطب جبينه وهو يصب كامل تركيزه على الصوت دون ان يفتح عينيه عله يعرف ما هو
ليعود الصوت من جديد و كأنها اصوت خيوط تجر اخشاب الصوت يزداد ويقترب ثم صمت تام رفع راسه عن الكرسى وفتح عيونه على وسعهما ليشعر بالصدمه وهو يرى امامه على خشبه المسرح عروس ماريونت معلقه امامه بخيوطها يديها مرتفعتان بجانب راسها وقدميها معقودتان تنظر اليه بشغف
وقف على قدميه واقترب من خشبه المسرح وعيونه ثابته عليها صعد الدرجات الثلاث سريعا و وقف امام تلك العروس ينظر اليها باندهاش وكانه يشعر انها تنظر اليه باندهاش ايضا دار حولها و وقف خلفها ورفع ذراعيه مثلها لتنبعث موسيقى ناعمه مميزه بدء يتمايل مع الموسيقى ليجد ان الماريونت تتمايل مثله وكانهم شخص واحد بدء فى الحركه لتتحرك معه تلك الماريونت ارتفعت الموسيقى وذاد الحماس لتزداد الحركات صعوبه وجمالا يدور بها وكانها عروس ليله زفافها فتتمايل معه بدلال تقوه حركته فتزداد حركتها قوه وثبات
كان يشعر وكأنه فى الجنه ان ما يحدث الان هو ما كان يتمناه بالضبط فتاه جميله بجسد ممشوق شعر اسود كلون الليل وطويل بطول ساعاته وعيون سوداء كبحر هائج فى ليليه بلا قمر
كان قلبه يضرب بقوه داخل صدره من كثره الحماس والسعاده وحين انتهت الموسيقى عادت الماريونت لوضعها الاول ثابته دون حراك ليبتعد هو عنها خطواتان ودار حولها ينظر اليها باندهاش
و كأنه فى حلم وفى تلك اللحظه فتح عينيه ليجد نفسه قد غفى على الكرسى وكل ما حدث كان مجرد حلم جميل لن يتحقق يوما
اعتدل جالسا ثم وقف على قدميه ليغادر المسرح يبدو انه ارهق نفسه كثيرا لدرجه انه بدء يهلوس
كاد ان يغادر المسرح ليصطدم بشخص ما وحين رفع عينه انتفض مبتعدا الى الخلف خطوتان ينظر اليها بصدمه انها الماريونت تقف امامه ولكن الان فى الشارع والناس يمرون بجوارها يبتعدون كى لا يصدمون بها وكانت هى تنظر اليه باندهاش وقلق وقالت بصوت رقيق
- حضرتك كويس يا استاذ
ليقول هو دون وعى
- ماريونت
ابتسمت ابتسامه صغيره بخجل وقالت برقه
- كل الى بيشفنى يقول انى شبه عروس الماريونت وحلم حياتى انى كون زيها
شعر بالاندهاش من كلماتها واراد ان يطيل الامر فمد يديه وقال
- يامن العوضى مخرج مسرحي
لتبتسم بسعاده كبيره وهى تقول بحماس
- حضرتك استاذ يامن انا كنت جايه علشان اقابل حضرتك
ليبتسم ابتسامه مشرقه ظلت تتأمله شاب وسيم بشكل مختلف خمرى اللون بملامح رجوليه جذابه وعيون فيروزيه مميزه حقا بلحيه كبيره نسبيا و شارب كثيف وكذلك خصلات شعره السوداء الطويله تصل لاول كتفيه خرجت من افكارها على كلماته
- اتفضلى نكمل كلامنا جوه .... متعرفيش عليكى
واشار لها ان تدلف الى المسرح ودخل خلفها وجلسا على المقاعد الاول
اعتدلت تنظر اليه وقالت
- اسمى لحن ..... و حلم عمرى اقف على المسرح واخرج كل طاقتى عليه امثل ورقص واغنى
كان يستمع اليها وكأنه فى حلم جديد يود ان يضرب نفسه كى يتأكد انه مستيقظ وان تلك الجميله خرجت فعلا من احلامه و تجسدت امام عينيه
لم يشعر بنفسه وهو يقول
- اطلعى على خشبه المسرح
ابتسمت بسعاده ونفذت امره فورا ليختفى هو قليلا وبعد ثوانى وجدت اضواء المسرح جميعها مضائه و نغمات موسيقى عمر خيرت تملىء المكان
وصوته يقترب منها وهو يقول
- عايزك تقفى زى عروسه الماريونت
لتعقد قدميها ورفعت يديها بجانب وجهها ليقف خلفها ولامس كف يديها بكف يديه وبدء فى الحركه لتتجاوب معه فى التمايل تشعر بكل خطوه من قدمه يخفض يديه اليمين والاخرى يدور بها يضمها بين ذراعيه وكانها ورده تنغلق على نفسها ثم مع ارتفاع الموسيقى تتفتح اوراقها وتنثر عبيرها فى الكون
يطوف بها جوانب المسرح فى حركات رشيقه و مميزه خطوات رشيقه ناعمه وحركه ذراعيهم انسيابيه لدرجه انهم اغمضا عيونهم وتبعا احساسهم فى الخطوات
وحين انتهت الانغام فتح كل منهم عينيه ينظر الى الاخر بأنفاس متقطعه ولكن نظرات عيونهم تحكى سعاده كبيره لا توصف
وبعد ذلك اليوم بدأت كل وسائل الاعلام تتحدث عن عرض المخرج المسرحي يامن العوضى (( الماريونت ))
خاصه وانه لاول مره يشارك فيه بالتمثيل ايضا
كان جميع المهتمين بالفن يتهافتون على تذاكر العرض
وفى يوم العرض الاول كانت لحن تشعر بالقلق ليقترب منها يامن و وقف خلفها وقال بصوت هادىء
- غمضى عينك وحسى الموسيقى حسى بيا بالهواء الى فاصل ما بينا انفاسى ...اوعدك نكسر الدنيا
نظرت اليه بعيون عاشقه لا يخطئها احد و هزت راسها بنعم
لتدلف و وقفت فى مكانها كعروس ماريونت ودلف يامن ليعلو التصفيق ليقف خلفها و بدات الموسيقى ليغمض كليهما عينيه ويعيش داخل الموسيقى وكأنهم داخل حلم جميل
كانت ارواحهم تطوف حولهم فى تناغم لم يخرجى من تلك الحاله الا على صوت التصفيق الحار من الجمهور الذى استمتع بالعرض لاقصى درجه وحين اغلقت الستار جثى يامن على احدى قدميه وقال
- تقبلى تكونى لحن حياتى
لتفتح الستار مره اخرى على ذلك المشهد المميز ليصمت الجميع فى انتظار سماع اجابتها
لتقول هى بحب
- اقبل اكون لحن حياتك .... بس يا ترى تقبل انى افضل الماريونت الخاصه بيك
وقف يامن امامها وهو يقول
- انتِ لحن الماريونت وروحها وقلب يامن وحياته
لتبتسم بسعاده ليضمها ويحملها من اسفل ذراعيها ويدور بها وسط تصفيق الجمهور المميز
+
(( وكم من حلم امن به صاحبه وصدقه حتى اصبح حقيقه ملموسه فالاحلام حق دتستورى شرعه خالق الكون ))
5