رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل الثامن والثلاثون 38
سيّل النظرات المستمر بينهم وجهها الاعذب كان اول ما فتح عليه بصره بعد ظلمته كانها ثبت انها النّور فعلًا ..
حاولت تبعد كفوفه بعد ما استوعبت وشد عليها بعنف في ملامحه قسوة ما عهدتها وقت نطق : مين سمح لك بزيارة ؟
اغمضت عيونها بتعب تردف : فكنيّ
حسّت باصابعه يشدها على خصرها قبل مايبعد عنها وكانه مايبي قربها ابدًا ! يصّد عنها كأنها غريبة يصاب بنفور منها يواجهه خصرها اللين بسهوم عيونه الغاضبه ونبرته القاسية تشوف في ملامحه الرفض ترفضها ماتبيها! ابتعدت عنه تشبك كفوفها بتوتر تعض شفايفها تهز رجلها فيها تصرفات دليل الهلع والقلق ونطقت بتوتر : ماجيّت زيارة ، جيّت نحط النقاط في حياتنا
ابتسم بسخرية وقسوة ماكانت طبيعيه : مب حياتنا اسمها حياتي وحياتك لا تجمعينا بنفس المسمى ما كنتي شيء بحياتي ولا بتكوني ..!
رمشت تليّن ملامحها امامه ، كيف قدر يقولها ؟ او هي كانت تستحقها ؟ في هذي اللحظة جسدت ابو نورة يوم قال شفت خليّ بعد غيبة شفتوا في حاله غريبه ، ضاع من عينه الحنان اللي عشناه من زمان غيروا غيري حبيبي خلا حبي عنده هان ، وصارت تترجى دموعها ماتبين خضوعها ولا تطيح ، بلعت غصتها ماقويّت ترد لانها ماتلومه وحاولت تتمسك بكبريائها ونطقت بهدوء : نكمل اجراءات الطلاق
هز رأسه بعدم مبالاه : طلاق ما اطلق ارفعي خلع ورجعي المهر
هزت رأسها ماتبي تضعف ماتبي تبكي تعض شفايفها قبل ترتجف تمنع دموعها تردف : برجعها ماراح اسرقهم يعني!
هز رأسه بعدم اهتمام : الله يقويك
ابعد عيونه عنها بعدم اهتمام وطاحت دموعها تمنت لو سأل اقل شيء لو تركها تتكلم بس تأخرت الظاهر وبرد شعوره مثل ما بردت اطرافه مشت تطلع بغضب وقفلت الباب بقوة وتقابلت مع شدّاد ، اول ما شافته ارتجفت شفايفها تطيح دموعها وتنهد شدّاد : افا بكاك اللي مايستحي على وجهه ؟
اغمضت عيونها بتعب تميل رأسها تبكي وتنهد بهدوء : تعالي معي
مشى ولحقته للخارج وقف عند سيارته نطقت : جيت بسيارتي
شدّاد : معليه بوديك مكان وارجعك هنا
اخذت نفس تركب كانت تعتبره بمقام الاب و اب الزوج يعني عمها ولا كانت تخجل منه وحرك في صمت تام ..
111
عند مُهاب..
+
اغمض عيونه بعد خروجها ياخذ نفس بتكرار يحسّ بقلبه ونبضه كيف قسى مايدري بس وجعه منها مايستحمل كيف ينسى ليله صحى فيها يدور عليها ولا لقاها !
كيف ينسى الليالي اللي عاشها بخوف من بعدها ؟ يبي سبب كافي لفعلتها بس سبب واحد يخليه يقول معك حق ظروفك اقسى ، يبي تبرير واحد واعتذار واحد بس مايبي يسأل ، يبي الندم يكساها مثل ما كساه وتحسّ باللي عاشه،التفت لدخول الدكتور : ليه ما انتظرت انا ابعده؟
اخذ نفس بهدوء : اشوف دكتور واموري طيبة ابي اطلع من هنا
تنهد الدكتور يقترب يفحصه ويتأكد من كل شيء ويوصف له الادوية والقطرات وسمح له بالخروج اخيرًا ..
عند ثُريا و شدّاد
اخذت نفس تنطق : اذا اخذتني علشان اتكلم ماراح اقول شيء
التفت لها بهدوء : ابدًا ، محد له الاحقيه يجبرك تقولين شيء ماودك تقولينه او تسوين شيء ماودك تسوينه
اخذت نفس بهدوء تراقب الطريق ماتدري ليه ركبت معاه بس ممكن لانها تحتاج قُرب شخص يذكرها بابوها ، توقف عند مكان ونزل لحقته تنزل ترفع نظرها تقرأ «دار الأيتام» رمشت تستوعب ونطق : تعالي شيلي معي
تقدمت تشيل معه الاغراض ودخل يتكلم مع المسؤول ومشى بعدها يدخل غرفه وصرخوا الاطفال وقت شافوه يتردد مسمى " عمي شدّاد " في المكان ونزل على ركبته يضحك يحضنهم ويسلم عليهم وحافظ اسمائهم كلهم فتح الاكياس يطلع الالعاب ينطق : سيارة ليزن ، ومسدس للعامر ، وطاقيه لمهند ، وينه محمد هذي الكورة اللي يبيها ، أحمد لبس طافي حريق مثل ماوده
ابتسمت من منظره حولهم ونطق واحد منهم : مين هذي؟
ابتسم شدّاد : هذي بنتي ثُريا
واكمل محدثها : وزعيها على البنات
ابتسمت من نطقه "بنتي " ونزلت تجلس على ركبتها تسمعه ينطق : هديل و رورو و عالية و سارة و ابتسام و لين و روان و رغود تعالوا كل وحده تختار
ابتسمت تطلع الالعاب وكل وحده اخذت لعبه ناظرت لهم وكيف يحضنون شدّاد ويقبلهم ويلاعبهم ماتدري كيف تحبس دموعها من المنظر لا شعوريًا رفعت جوالها تصوره فديو و صور عديدة لان مظهره الان افضل مظهر شافته بحياتها ، طلع حلويات يوزع عليهم والتفت لثُريا يناولها وضحكت تاخذها وتاكل مع البنات تسمع وحده منهم : ايش اسمك ؟
ابتسمت ثُريا : اسمي ثُريا
هزت رأسها بفهم واكملت : معك بنات ؟
اشارت رأسها برفض : لا انتوا بناتي
ضحكت وحده تنطق : لا انتِ صغيره
التفتت لها بصدمه : انا صغيرة ! تعرفين كم عمري ؟
رفعت يدها تعد على اصابعها ووصلت لاخر قدر تقدر عليه لانها مازالت طفله : عشرة ؟
ابتسمت ثُريا تمسك كفوفها وترفعها لفوق تكبرها لاجل تفهم : اكثر بكثير
ناظرت البنت لها باعجاب من عمرها نطقت وحده : ابي اصير كبيرة مثلك
ابتسمت تداعب شعرها : لا تصيرين مثلي صيري افضل مني يارب
انتشروا يلعبون مع بعض والتفتت لشدّاد الجالس ومشت تجلس بجنبه بهدوء نطق : مارزقني الله بولد لكنه اعطاني كل ذول اولادي ..
ابتسمت تسمعه : ربيت كثير غيرهم كبروا وتوظفوا هذول اخر عناقيدي
ابتسمت لانها تستوعب انهم مب اول ايتام يكفلهم وكفل قبلهم الكثير اللي ماتعرفه ان دار الايتام هذا ملك له بس كشفت الامر ذا وقت دخلت موظفه تنطق : المدير هنا اليوم من زمان يسألون عنك
التفتت له بصدمه ورفع يده يحك جبينه بوهقه بنظراته ملامه للموظفه نطقت ثُريا : الدار لك !
تنهد يلتفت لها : تعتبرينه سر بيننا ؟
ضحكت تهز رأسهآ بالإيجاب والتفت يناظر لهم : هم نجاتي في هالدنيا ..
تبع كلامه قوله : صحيح مافي طفل وصل لمكانة مُهاب عندي يعلم الله اني حبيته لدرجة سألت نفسي لو عندي ولد كيف بحبه مثل مُهاب ! وانتوا يا عيال سالم غالين علي ولا شفتكم الا بعين الابوة ماعمري وقفت ضد مُهاب ابدًا لكني مستعد اوقف ضده لصالحك
شدّت على كفوفها بتوتر : ليه ؟ يمكن الحق معه
ابتسم يهز رأسه برفض : لاني اعرف معنى ان يضحي الانسان بنفسه و سعادته و حُلمه مقابل شخص يحبه يكون مبسوط ، محد يفهمنا الكل بيلومك لان الكل حكيم لو كانت القصة لا تعنيه
اخذ نفس بتذكر للماضي : وقت عرفت اني عقيم مافكرت اني بنحرم من الولد كثر تفكيري ان جيهان تنحرم منهم ، كان ودي اكون اناني ولا اعلمها او استغل حبها لي وتبقى معي بس ماقدرت والله ماقدرت احرمها من اكثر شيء تحبه ورحت علشانها ممكن قراري ماكان صحيح لكني افضل اكون ظالم بنظرها على اني اسرق فرحتها ..
ابتسم بتعب : وهذا انا بنهاية راجع لها وصل لي علم انها ماتبيني ماقدر ارجع السنين اللي راحت بس اقدر ارجع الحُب اللي كان ..
اخذت نفس بهدوء تتجمع دموعها بعيونها تناظر للفراغ تنطق : هددني متعب ..
التفت لها بصدمه قررت تبوح له مثل ما هو باح لها تحتاج تتكلم وتشكي و تفضفض تعبت من السكوت وحيل تعبت ، ناظر لها مصدوم وطاحت دموعها : مايحبني ما يبيني عند حفيده قال ان عنده ورم وبيموت ماكنت ابي مُهاب يوقف بيني وبين اهله خفت يختارني ويموت جده ويعيش طول حياته بندم وخفت يختاره واموت انا ، مُهاب رجع لي خالي و اخوي وصنع لي عائلة كيف اقدر احرمه من اهله !
مسحت دموعها بتعب ورجعت تنزل ونطقت : محد كان يحبني وانا صغيره شدّاد ، عقاب و مجيدة كلهم كانوا يكرهوني ولقيت المحبة لاول مرة بحياتي من مُهاب خفت لو ما استحقها ولو انها كثيره علي كنت احاول اكون جديرة و زوجة صالحه له و ام لاولاده بس ماخلوني !
بكت تغطي وجهها بتعب واغمض عيونه من صوتها تبكي بدل العذر حط لها مئة عذر ، كيف قدر متعب يهددها ويستغل مرضه !
مايقدر يلومها بعد اللي قالته ومتأكد لو مُهاب عرف يقوم الدنيا على متعب لاجل ذا نطق : لو عرف مُهاب والله مايهنى لآل رشيد بال
اخذت نفس تمسح دموعها بتعب ضحكت: مايبني مُهاب ناظر لي كانه مايعرفني!
ابتسم شدّاد: يعرفك اللي نام الليل يضمّ وشاحك ما يجهلك
لانّت ملامحها واكمل شدّاد بهدوء : لا تسوين اللي سويته ضاعت من عُمري عشرين سنة يا بنتي عشرين ! وهذا انا راجع لها ، ما مرت الا خمس شهور اشوفها خير لكم كل واحد منكم التفت لنفسه ومستقبله واحلامه ووضع نصاب اموره في مكانها الصحيح ان كنتي تبينه وانا اعرفه يبيك ولو قسى لا تضيعين لياليك ابدًا بدونه ..
اكمل بنبرة اشد وحرص : واصحّك تضعفين عنده وتبكين مُهاب ماينفع معه الا القوية خليك مثل ما انتِ ردي الكلمة بعشر وان ماجاز لك
التفت لها وهمس بمزاح : اعرف مكان جايز لدفن محد يكشفك
ضحكت غصب عنها تمسح دموعها وابتسم لها قدر يغير مزاجها ، بقيت تلهو مع الاطفال ورجعها بعدها لسيارتها ..
173
اليوم الثاني
شقة ثُريا
+
" ارسلت لك القضيه كلها انت شوف الانسب " أنهت كلامها مع المحامي وقفلت بتعب تناظر لاخوانها باسل و جهاد : يقول من الافضل ما ارفع خلع لاني بكون مجبورة ادفع كل شيء
جهاد باستغراب : معقوله مُهاب طلب الخمس كلها !
ضحكت بسخرية : اي كلها ورغم انه عارف ان عقاب اخذها ولا اخذت هلله منها
باسل : خلاص ثُريا ماتبينه ندفعها لك من ميزانية الشركة ما تغلى عليك
هزت رأسها برفض : لا مابي يكفي اللي دفعتوه علشان المشروع انا ادبرها
جهاد باستغراب منها : كيف تدبرينها يعني بتسرقين الظاهر
مسحت وجهها بيدها بتعب : اسرق ولا انذل علشان فلوس
اخذ نفس تغير الموضوع : اي باسل وصل بشتك ؟
ابتسم جهاد بضحكه : وصل وصل من امس اعلمه كيف يلبسه مسوي باتمان الدنيا كلها طايره
ضحكت من جهاد ورمى عليه باسل علبه الماء يسمعها : روح جيبيه بشوفه عليك قبل تيجي سمر
استجاب لها يقوم يجيبه يلبسه يراقب لمعان عيونها كانها تشوف ولدها يكبر قدامها ، رفعت قضية خلع وهي تبيه وتدري ماتقدر تدفع وتتمنى ماتلقى فلوسها بس تبي تشوف مُهاب فعلًا مايبيها ولا القضية بترده لها ..
12
عند سمر وصلت شقة ثُريا لانها طلبت يطلعون مع بعض مثل ايام الخوالي ورضت تركب السيارة مبتسمه تسمع سمر : على وين هالمرة ؟
ضحكت ثُريا بمزاح : ندور لنا سيارة باص كذا نحرقه
ضحكت سمر بشدة وحركت تسولف معها تسمع ثُريا : ليه ماجبتي ورد ؟
سمر بتعب : عمتي تبيها عندها عاد ارتحت شوي ابي انبسط لوحدي
اكملت بتذكر : صح عمتي عازمتك بكرا عندنا
سكتت باستغراب : ايش الطاري ؟
هزت اكتافها بجهل : ما اعرف ارسلت الدعوات لكل قروب مابقى الا توزعها على الجرايد وقالت لي اقولك وان ماجيتي ترى بتزعل منك
تنهدت ثُريا تهز رأسها بهدوء وعضت سمر شفايفها ماقدرت تعلمها ان العزيمة اساسها خروج مُهاب بخير ومن كثر ما متعب مبسوط سوا عزيمة رجال و نساء علشانه ، ماقالت لها خافت ترفض الحضور خصوصاً ان جيهان نبهتها ما تتكلم عن هالموضوع ، اخذتهم السوالف والضحك طلعوا مطعم مع بعض وثم مقهى وتمشوا في الشوارع وهالمرة الاغنية كانت من اختيار سمر " شو بيشبهك تشرين " كانت رافعه الصوت على اعلاه وتصور لان ثُريا تغني معه وهي فاتحه الشباك اثناء مرورهم من ناطحات السحاب وصورت سمر ثُريا في اللحظة ذي مع كلمات الاغنية
"هي الكلمة الي قلتيها كيف قدرتي ما تخبيها بعيونك الحلوين كيف قدرتي تقسي عليي وتقوليلي ما عاد فيي اخر كلمة بقلك هي شو بيشبهك تشرين "
صرخوا بغناء مع بعض "غدار غدار شو بيشبهك انتي من دون انذار ع غفلة بيشتي وبيضيع حب سنين بيضيع حب سنين شو بيشبهك تشرين "
ابتسمت تنزلها سناب متعمده في حركتها ومضى الليل كله مع بعض يسترجعون ايام حلوه ما تنسى ..
48
المربط
دخل شدّاد يناظر له بهدوء ، جالس في الجلسة الخارجية والعجيب ان المُهيب جالس معه وكانه اعز اخوياه وفي حضنه العود ينتشر صوته في المكان يعزف بتلاعب بالأوتار كان يحب العزف من زمان بس ماكان يعزف ابدًا بس الخمس شهور اللي طافت كانت كفيلة تحيّي بداخله عازف مجروح تكسوه الكبرياء يعزف ويغني بصوته اللي ما سمعه احد من قبله الا شدّاد يملك عذوبة خاصه فيه لبحة النايّ فيه : تغیب و الدنيا معاك تغيب
تقطع خيوط الشمس عني
ويصبح العالم كئيب
واصبحت انا لوحدي على أرضك غريب
ما تكتفي من غربتي ما تكتفي من حيرتي
الله كم انت عجيب الصمت دايم لعبتك
الصمت احیان رهیب ..!
وخيله بجنبه منصت له و شماغه على كتفه يميل ابتسم شدّاد يتقدم منه وهو يغني : نسايّ وانت الهوى بالنسبه لي و الماي اسمع انا صوتك و لا تسمع نداي
ابتسم مُهاب بهدوء يعزف ويدندن مع شدّاد : اشهق انا باسمك واشتاق لك و انت معاي اكتب على سمعي اغاني اكتب و اغنيك حيرتني و احترت انا فيك تزعل بلا اسباب وتعاند واراضيك بكل حالاتك ابيك بكل زلاتك ابيك ..!
توقف مُهاب من العزف يناظر لشدّاد جلس امامه : ماتبيك عمتي
ابتسم شدّاد : و ماتبيك بنتي
رفع مُهاب حاجبه بدهشة انه واقف بصف ثُريا ونطق : بصفها ومعها ؟
صب شدّاد لنفسه شاي يردف : انا مع الحق دائمًا مع اللي مافيه حيل و قوة مع اللي الدنيا ما تحبه
ناظر له مُهاب مايفهمه ابدًا وعرف ان شدّاد يدري باللي صار لها بس ما سأله وتظاهر انه مايهمه ابدًا رغم ان شدّاد يبيه يضعف ويسأل مستعد يجاوبه لذا نطق : اذا تخليت عن لباس كبريائك و قسوتك وجيّت تدور للإجابات انا هنا احتريك ..
وقف مُهاب يترك عوده بجمود : معاده مهم لي
اكمل بسخرية : وصلتني قضية الخلع قرار اختارته تستحمله لوحدها
ضحك شدّاد مايدري مُهاب اسباب ضحكته لكنه نطق بعدها يفهم سبب ضحكته : هبلت فيك ؟ صرت تناقض نفسك
التفت له مُهاب وابتسم شدّاد يتبع كلامه : ثُريا وحدها ينقال لها "مايجيها صاحي القلب ويعود سليم" وانت معادك سليم
رمش مُهاب من كلامه الواقعي مهما انكره وتركه يمشي وتنهد شدّاد بشرود مايلومه ولا يلومها ابدًا ، طلع مُهاب سيارته ياخذ نفس يرد على جاسر : كيف تطلع من المستشفى لبيتك ! عمتك مجهزه لك غرفتك تعال ريّح قلب ابوي
تنهد ولا كان وده بالعزايم ذي هو طلع من عمليته للمربط ولقى عتاب من عمته و جده و كل اهله بقى له للانفجار تكّه وصابر لاجل السنين اللي تركهم فيها ولانه ماينسى كيف طلع من البيت واكتشف ورم جده وانهياره ورجع لاجل يرضى جده يسوي العملية لو يغيب الله اعلم اي مرض جديد يصيبه : جاي بطريق
قفل منه بتعب وفتح جواله السناب تحديدًا لان سمر تصور له ورد فيه ، دخل سناباتها يشوفها مصوره مع ثُريا ويسمع صوتها تغني وكيف تنطق لفظ "تشرين" اللي يشبهها فعلًا في تقلباتها و ترددتها و غدرها و هروبها مرة صيف و مرة شتاء ، تتوه في الربيع وتستقر في الخريف متقلبة مثل المناخ ويبيها طقس ماله نهاية ..!
89
يوم العزيمة ..
شقة ثُريا
+
اخذت نفس تسمع باسل : اذا ما ودك لا تروحين
ثُريا بتعب وهي تمد الجوال نحوه : شوف رسايل جيهان والله مقدر اتجاهلها احبها مرة
ابتسم بهدوء يعدل شماغه : ولا انا قدرت اتجاهل رسائل مُهاب الله يعين على نظرات متعب
عقدت حجاجها بأستغراب : متعب ! وش يبي فيك ذا بعد ما كفاه كل اللي سواه !
التفت لها مستغرب ؛ وش سوا ؟
شتت نظراتها بتوتر ملحوظ : ولا شيء المهم اذا شفته وبدأ يسمعك كلامك لا تسكت له هذا الشايب العايب
ضحك بصدمه من غضبها مايفهمه وبدأ يحسّ الموضوع فيه أن ، تجهزت تلبس فستان اسود بالكامل يضم جسدها يرسمه رسم ساده لان فخامته تكمن في الاضافات البسيطه له واللي كانت وشاح كشميري ،
من الوشاح الكشميري اللي جهزته هي تضعه بخفة على اكتافها مُناسب لتشرين المتقلب طقسه ومن الاكسسوارات الهادئه تعكس جمالها على اللبس ، كعب عالي مشابهه للون الوشاح ونثرت شعرها من حولها تضيف اخر لمسات مساحيق التجميل ، التفتت لتصفير باسل اثناء دخوله غرفتها وضحكت لانه غنى أغنية لكاظم الساهر : شال الكشمير على كتفيك يرف حديقة ريحان يدك الممدودة فوق يدي أعظم من كل التيجان ..!
ضحكت تمد يدها له يدورها ينطق يمازحها ويمدحها ولا يتركها تحسّ بنقص ابدًا : ما دامت مملكتي عينيك فأني سلطان زماني
حضنته تضحك بشدة : لسانك المعسول ذا بيجيب أجل دلع
ابتسم باتساع : جاب وخلصنا
ضحكت وهي تسحب عطرها الخاص "ثُريا" حافظت عليه ولا تضعه الا في مناسبات مهمة لاجل مايخلص عليها ورغم ذا بدأت تحس انه قرب يخلص وعطرت باسل منه ، تعطرت تضيف المسك في مناطق النبض ولبست عبايتها تمسك شنطتها وطلعت مع باسل في سيارتين مختلفتين لانها بتروح المعرض نهاية اليوم ..
47
قصر متعب
مجالس الرجال ..
+
ماكان رد من مُهاب على كل هالضيوف غير هزة الرأس وقوله " الله يسلمك " التفت متعب له : تحسّ بشيء وانا ابوك
ناظر له بغضب يكتمه : احس اني مختنق جدي مختنق ! كان له لزوم كل ذا ؟
اخذ نفس متعب : تحرمني من فرحتي فيك؟
رفع كفوفه يمسح على وجهه بتعب مايرد ودخل جهاد مع باسل بتوتر ملحوظ نطق متعب بغيض : من عزم عيال المجرمين هذول !
ناظر له مُهاب بغضب : اصحّك تكلم احد منهم بشينه !
وقف يمشي لهم مبتسم ونطق جهاد : ارتاح حنا نجيك
ابتسم يسلم عليه وعلى باسل حضنه ورمش بهدوء لوهلة يشم ريحة عطره وطول بحضنه ثواني ابتعد ينطق باسل : الحمدلله على سلامتك اخر الاوجاع يارب
هز رأسه مبتسم بهدوء : الله يسلمك
مشى معهم يسمع ترحيب الفرقة الثانية لهم..
100
داخل القصر
مجالس الحريم ..
+
امتلى البيت بضيوفه ومعارف جيهان من كل حدب وصوب الصادم في الامر دخول مجيدة و سجى و ندى ، تقدمت نوال بصدمة تهمس لجيهان : عزمتيهم !
جيهان بهدوء : لا والله الظاهر شافت الدعوة اللي ارسلتها بالواتس
نوال : ويبقون هنا ؟
تنهدت جيهان بحسن نية : بيت متعب مايطرد ضيوفه اتركيها مالها دخل بافعال زوجها
سكتت نوال تمشي لتُقى : اجلسي يمه كثر المشي مب زين لك
تنهدت تجلس بجانب مودة وسمر كل المعازيم جوا الا ثُريا لذا نطقت جيهان تحدث سمر : قالت لك ماراح تيجي ؟
سمر : قالت بفكر
تنهدت مودة : يارب تيجي من زمان عنها
هزت رأسها تُقى ؛ بتوحم على وجهها اذا معي بنت تطلع مثلها
ضحكت نوال وابتسمت جيهان لان علاقتهم معها ماتغيرت رغم عن فعل ابوهم في ابوها ، اردفت جيهان بتذكر : مودة كيفه ابوك ؟
تنهدت مودة ؛ بخير الحمدلله كلمني امس
هزت رأسها جيهان : الله يرده له ردًا جميلا
2
وصلت ثُريا وابعدت عبايتها تعطي الخادمة اللي تقدمت منها تاخذها ، عدلت شكلها في المرايا الطويلة امامها ومشت ينتشر صوت كعبها في المكان تلتفت لها كل الرقاب بانبهار و اعجاب ، ابتسمت جيهان توقف ترحب فيها : يالله انك ما تحرمني من هالطلّة والقامة
ابتسمت تحضنها وتسلم عليها تسمع مودة : الله يا عميمة يوم شافتها نستنا
تُقى : شوفوا ضحكتها بس
ضحكت سمر : مارحبت فينا تخبي التراحيب لها
ضحكت ثُريا تستقبلها مودة تحضنها وثم تُقى و نوال وختمتها بسمر اللي نطقت : توقعت مب جاية بس حركات سندريلا ذي عشقي
ضحكت تجلس بجانبها وتاخذ ورد لحضنها تُقبلها ، جلست جيهان بجانبها تسمعها : عزمتي اللي قدامنا؟
تنهدت جيهان تفهم مقصدها : حضروا من غير عزيمة
ضحكت بسخرية تناظر لمجيدة وبناتها : وجيهم ممسوحه بتفله مب مرق
ضحكت جيهان بصدمة منها وحطت ثُريا رجل على رجل تسمع مجيدة : كريمة يا جيهان عزمتي حتى طليقته !
ضحكت ثُريا بسخرية : رجعت لك زوجة المرحوم ذهبك ؟ ولا خرج ولم يعد ؟
تغيرت معالم مجيدة وابتسمت ثُريا بسخرية تشرب من فنجانها تاخذهم السوالف حتى اشارت جيهان لبنت في نفس اعمارهم تجلس امامهم همست : اشرايكم فيها؟
ناظروا لها باستغراب نطقت سمر : كتكوته حلوة
ابتسمت جيهان تناظر لثُريا : ودي اخطبها لمُهاب
التفتوا كلهم لثُريا ينتظرون معالم الزعل وكتمت ثُريا ضحكتها : هذي لمُهاب ؟ رهيبه الله يسعدهم
ضحكت سمر من رد فعلها ماكانت تنقص بالبنت ابدًا بس واضح من البنت رقتها وصغرها جدًا مقابل مُهاب ماتستحمل جموده ابدًا ، مُهاب لزوم له الاقوى والاشد والاهلك والاعنّد الشخصيات الضعيفه ما تستمر معه ..
طول الجمعة تراقب تصرفات مجيدة وبناتها متناوبين على الحمامات وبدأت تشك في وضعهم .
التفتت لوحدة من الضيوف : ماشاءالله متزوجة انتِ ؟
وقبل ماترد جيهان نطقت ثُريا : منفصلة
التفتوا لها بصدمة والتفتت لجيهان تهمس : علامك؟ بس أنتوا تخطبون وانا نصيبي قايم
ضحكت جيهان غصب عنها كانت غايتها غيرتها بس قلبت اللعبة عليهم تبتسم وتشرب من قهوتها بروقان هنا عرفت جيهان سبب جنون مُهاب فيها ، ماينلام ابدًا هي بجلستها ما كلفت نفسها تقوم ماتركت احد ممكن يتقصدها بكلام شلون لو وقفت !
على نهاية العزيمة وغادروا الضيوف رفعت ثُريا نظرها لخروج مجيدة وسجى لان ندى غادرت قبلهم وقفت بهدوء تكلم سمر : دقايق وجاية
طلعت بهدوء تمشي بخطوات ثابته خلفهم تسمعهم يكلمون الخادمة ومشوا للباب الثاني مب الاساسي وهذا اللي جبرها تلحقهم مستغربة منهم مشوا بسرية يتلفتون حتى وصلوا لاخر جناح بالقصر عند الباب الخارجي ، شدت على كفها بخوف منهم ومن نيتهم ماتدري حتى هذية غرفة مين ، ماتدري انهم دفعوا للخادمة فلوس توصلهم لغرفة مُهاب بعد ماعرفوا منها انه صار ينام عندهم ! وكل هذي الاخبار جابتها لهم ندى اللي طلعت قبلهم للخادمة تسحب منها الكلام وتعطيها الفلوس وارسلت لسجى كل شيء .
فتحوا باب الغرفة وهو محجبين بالكامل مايبان منهم الا عيونهم ومشت تلحقهم توقف امام الباب تشوفها تفتح مخدته كانها تدور شيء او تضع شيء !
ارتجفت اطرافها لانها قدرت تخمن هذي غرفه مين من السواد الطاغي فيها وعطره المتروك بجنب السرير! كانوا ناويين سحر له لا محالة وصرخت تدخل لهم : اي بشر انتم ! مستحيل والله انجس من الكلب !
فزوا برعب منها وتقدمت تطيح المخدات ولباسها تدور على شيء مالقيت تقدمت تسحب سجى من طرحتها تشد شعرها : يا كلبه وش سويتوا تكلمي !
صرخت سجى وركضت جيهان والبنات على مصدر الصوت مب بس هم حتى مُهاب اللي نسى مفاتيحه ودخل من الباب الخارجي القريب من جناحه الطرفي ، اجحظت عيونه بصدمه لانها سفلت في سجى وضربتها وتقدم يسحبها مصدوم منها لانها فعلًا قطعت شعرها وهي تصرخ لين نطقت : ما اخذنا شيء والله ما امدانا ناخذ والله
فتشت شنطهم ترمي اغراضهم في الارض تنحي مجيدة تلقطها وصرخت : اطلعوا بر ! اطلعوا
فزوا برعب يطلعون واخذت نفس ترفع يدها لوجهها تمسح عليه بتعب والتفتت لمُهاب خلفها مصدوم مبتعد بعد ما كان ماسكها يحاول يفصل كفها عن شعرهم مع عمته وسمر الواقفين تبادلت معه النظرات ونفسها يعتليها محد مستوعب وفاهم اللي صار الا هي !
قفل مُهاب الباب يخبي مفتاحه بجيبه يلتفت لها يصبحان مقابل بعضهما البعض ، هي بفستانها الاسود و وشاحها المهمل على اكتافها ، شعرها المبعثر بطريقة شاعرية وغرتها الطايحه على وجهها وهو بثوبه الاسود ونسفة شماغه وهدوء معالم وجهه ، مثل البيتين اللي قال فيها مساعد هلابك من قدمك لغرتك ليا شعرك المنثور هلا في كل شي فيك وانت اغلى مساييري ..!
رغم ذا تقمص منه البرود المضاد لشعوره وتكتف يناظر لها تعبث بشعرها بتوتر ملحوظ : ليه بغرفتي ؟
بلعت ريقها بهدوء : ما ادري انها غرفتك
تقدم منها بصرامة : والآن انتِ تدرين ! ليه فيها ؟
ماردت عليه تلتزم هدوء تمشي امامه تبي تروح للباب : افتح الباب
مد كفه بسرعة يتوسط كتفها بغضب يسحبها نحوه يضرب صدرها بصدره تسمع نبرته الغاضبة : سألت سؤال تردين عليه !
دفعته بلا فايدة تاخذ نفس ماتبي تعصب بس ماتبي ، هي وعدت نفسها دامها اختارت البعاد تستحمل كل الملامة منه حتى لو غصب عنها وتهديد من جده ماتبي تعانده بس هو يجبرها تجنّ وتنفعل ، رصت على اسنانها : افتح الباب !
شاركها العناد بغضب : ما تطلعين قبل ما اعرف سبب وجودك هنا !
ماكانت تبي تطولها معه ابدًا لذا دفعته تتكتف امامه تعترف لاجل تطلع : شفت مجيدة و بنتها هنا يدورون اثر لك يسحروك المرضى
رفع حاجبه بدهشة ماتوقع ابدًا ورغم ذا اقترب منها ينطق بشدة على الكلمات : وش يعني لك انتِ ؟ يسحروني يذبحوني اطيح بسببهم في ستين داهية وش يهمك !
ارتخت ملامحها من كلامه تتراجع بهدوء ماتبي هالقسوة منه ماتودها ابدًا ، مشت بعجلة للباب تمسك المقبض تحاول تفتحه وهي تدري انه قفله واخذ مفتاحه وضربت رجلها بغضب على الباب : افتح !
تقدم يجلس في السرير امامها بهدوء يبعد شماغه وساعته يتكلم : مب قبل ما اعرف ليه يهمك ؟ وليه مازلتي تدخلين في امر يعنيني ويخص حياتي وانتِ معادك فيها !
عضت شفايفها تتذكر كلام شدّاد لها ، حاولت تتزنّ وتعقل وتتركه مع اهله مبسوط بس هو مافهم ابدًا وحاول يستفزها ونجح حيل ، تقدمت منه بغضب توقف امامه : لانه كيفي تفهم ! كيفي مالك دخل
رفع حاجبه بدهشة يوقف امامها : كيفك !
ضحك بسخرية من كلامها : هذا زمان ثُريا زمان ، يوم كانت الديار لك معادها لك
حسّتها خناجر في جوفها مب حروف ورغم ذا نطقت : طلقني اذًا ليه متمسك ؟ تتحجج بالفلوس ؟ انا وانت ندري انه مايهمك
مُهاب بهدوء : محد يبقى مثل ماكان والفلوس اللي ماكانت تهمني صارت تهم
شد على كفوفه بنبرة أشد واقسى : مب بس انتِ تتغيرين
اغمضت عيونها بتعب : ماتغيرت
ضحك بسخرية يوقف امامها : ماتغيرتي ؟ غدارة لعابه وخوافه كل هذي صفات مين ؟
عضت شفايفها وقت تقدم لها بحدة : عديمة مسؤولية لدرجة تحسبين الزواج لعب عيال والطلاق حل لكل مشاكلك السخيفة!
رفعت حاجبها بدهشة منه وهزت رأسها : صحيح سخيفة جدًا سخيفة
تقدم منها تعتلي نبرته الغضب : سخيفة و متهورة و لا تستوعبين شيء
ناظرت لتسريحة بغضب ومشت نحوها تسحب اول قنيلة عطر ترميها في الجدار خلفه بغضب : صادق كل كلامك صح
آخذت باقي العطور تكسرها بصراخ تردف : ضيف بعد ان كل شيء ابيه بكيفي ولا يهمني رأي الناس وانت ماتهمني
تقدم منها يصرخ بغضب : ودامني ما اهمك ليه شايله همي ! ليه اسبوع كامل في المستشفى عندي ؟ ليه خايفه عليّ من سحرهم ؟ ليييه ؟
ناظرت له بصراخ ترمي المزهريات اللي وضعتها له جيهان بتناقض لنفسها : لاني أحبك ! ومشاعري نحوك بكيفي ماتخصك عندك اعتراض تعال
ارتخت ملامحه منها ومن كلامها ولفظ "أحبك" اللي سمعه بجنون مُريب منها تقدم منها يمسك ذراعها الثنتين يمنعها ترمي اي شيء ثاني يقربها نحوه تهب نسايم عطرها حوله ، تهدّه تهلّكه تجيب اقصاه مايفهمها ماعمره قدر يفهمها ابدًا صدق شدّاد يوم قال "مايجيها صاحي القلب ويعود سليم" مابقيت فيه لا عقل سليم ولا قلب صاحي ، شافته يقترب من نحرها ياخذ ريحتها واغمضت عيونها بتعب من ريحته وقربه وهالة وجوده حولها وآه كم تتمنى تختفي في حضنه ، تنخبى بداخله مايلقاها احد الكون كله مايوسعها وحضنه مجرة كاملة لها ، ارخت رأسها على صدره وهو ماسك ذراعها الثنتين لانّت قبضته وقت حسّ برأسها يتوسط صدره عند قلبه بضبط واضطرب كل مافيه يغمض عيونه بتعب يشد قبضته يمنع ذراعه تحضنها ينتبه على رجفتها وصوتها الراجف بعد سكونها في صدره القاسي الحنون همست بتعب : انا في وجهك مُهـ
قطع كلامها مع اغلاق عيونه يرفع كفوفه يحاوط وجهها : لا تقوليها تكفين! لا توصلنا لمواصيل أردى
لانّت ملامحها تبي تتكلم وتشرح ودها تعلمه بس كفه اللي رفعها أمامها يسكتها مايبي يسمع شيء! ابتعد ينزل ذراعه بهدوء : دام شمسك تساومني على ظلّك ما عاد أبي منك لا شمس ولا فيّة
لانّت ملامحها وتجمعت دموعها تناظر له يصدّ عنها!
اطال نظره نحوها : فعلًا يشبهك تشرين ..!
مشى يطلع المفتاح من جيبه يفتح الباب وناظرت له لثواني مشت بعجلة تطلع من غرفته تترك جيهان اللي واقفه مصدومه من سماعها لتكسير ومن دخلت تشوف دمار الغرفة وفوضى مشاعرهم قفل الباب مايترك لها فرصه تسأله، كيف بيقوى بعد " أحبك" اللي سمعها كيف قاوم الثغر الندي ، الخمر المُباح ، كيف قدر يمنع نفسه يلمّها بحضنه يخفيها بين الضلوع العوج !
كان زعله اكبر و عتابه اكبر والاسئلة من غير اجابات اكثر ، وسبب تركه لها مب لانه انهى كلامه لا ابدًا بس هو انتبه على امور غريبه فيها ، رجفة كفوفها برودتها وقت انزل يده من ذراعها لكفها ، بعثرة شعرها هزة رجولها فيها شيء مب طبيعي فيها تعب عالق بين رموشها مايقدر ابدًا ماينتبه على تفاصيل تخصها ، ابعد ثيابه وانحنى على السرير بتعب يتعبه قلبه يبيها ما يبيه ..
79
عند ثُريا
ركبت سيارتها وارتجفت كفوفها وقلبها بين ضلوعها يضيق نفسها ، بكت بتعب كلامه قاسي ولو انه محق ورفعت يدها لشنطتها تدور دواء تاخذه لنوبة القلق والهلع وصفتها دكتورتها ، بكت تضع الحبة بفمها وتشرب بتعب ترخي رأسها على الدركسون بهلاك معادت تستحمل ابدًا، هدأت ورفعت نظرها على اتصال المحامي ردت تسمعه : حددنا موعد اول جلسة
ناظرت امامها متعب يمشي وهي في سيارتها نطقت : لو دعست احد كم مدة السجن ؟
سكت المحامي مستغرب : اذا غير متعمد دية و كفارة
اكمل بعجله : ما معك خمس ملايين مهر من وين لك دية
كشرت تناظر للجوال : كنت دعسته اقل شيء بعدين تفتح لي رابط في احسان الشعب مايقصر
ضحك المحامي يحسبها تمزح وقفلت منه تحرك لبيتها بتعب ..
66
عدت الايام عليهم بهدوء مابقى على زواج باسل الا يومين بضبط ، وبعد معرفة جيهان بنية تسحير مُهاب قلبت الدنيا وقعدتها وقطعت اي تواصل مع مجيدة وكل يوم تقلب البيت نظافه وتنتبه على تصرفات مُهاب ان صابه شيء وفصلت كل الخدم حتى سواقها .
49
بيت أيمن
+
كتمت تُقى ضحكتها من شكله يقرأ المحاضرات لانه يبي يشرح لها ، قراء و قراء لوقت طويل لين نطقت بتعب : خلاص جيبيها انا بذاكر
أيمن برفض : اصبري فهمت بس نقطه مافهمتها
تُقى باستغراب : ايش هي ؟
رفع السلايدات لها ؛ العنوان غريب شوي
ضحكت بشدة غصب عنها : ساعه في العنوان ؟ الحمدلله وانت داخل عسكرية
ضحك بشدة يسمعها تكمل : اطلع عني وانا بكمل
تنهد يحسّ بتأنيب ضمير غصب عنه ؛ امس حسبت موعد ولادتك الحمدلله تتخرجين هترم وتوك في السابع
رفعت وجهها له تلين ملامحها : تحسب ؟
تنهد يهز رأسه : اي بالله شايل همك تقول انا بولد
ضحكت تضربه بالاوراق : عسل ياربي لا تشيل هم حسبت قبلها بتخرج وبعدها اولد
ابتسم يتقدم يقبل خدها ونطقت بغضب : اطلع بذاكر
أيمن : بناظر لك بس اصفق كل ما تخلصين سلايدة
ضحكت غصب عنها : عبيط !
ابتسم لانه يسعى يغير مودها ويسعدها قدر الاماكن لاجل ماتضيق وتقلب هرموناتها مثل كل مرة ..
22
عند سمر و فراس
نزلت من السيارة لبيت جدها ونزل في حضنه ورد يشير للقطوة : شوفي ورد قطوة ودك اجيب لك؟
رفعت حاجبها سمر : الله يادنيا هي تجيب لها وانا لا !
التفت لها مصدوم : افا جلست اماوي لك وش تبين زود !
ضحكت سمر تمشي تدخل معه : بس تكبر شوي نشتري لها قطوة
تقدم مُهاب توه جاي وسمع اخر كلامه: مايحتاج موجود معكم
عضت شفايفها تضحك بشدة على فراس وشكله وضحك فراس متصالح مع نفسه : قطو بلدي
ابتسم مُهاب بهدوء ومشى تتبعه سمر يدخل عند عمته تجلس في وسط الصالة : هلا و رحب جاي بوقتك تّوها القهوة جهزت
تقدم يجلس يتناول منها الفنجان تاخذهم السوالف حتى نطقت : لقيت لك بنت مملوحه
مارد ولا اعطاها اي اهمية وغمزت لسمر تكمل : وثُريا جوها خطاب في الجمعة
رفع حاجبه يناظر لها : خطاب!
هزت رأسها تشرب من قهوتها متظاهره بالبراءة : اي وقالت لهم انها منفصلة
تنهد يمسح وجهه بكفوفه يهمس " يا صبر أيوب " كتمت جيهان ضحكتها مع سمر ورفعت نظرها لدخول متعب بهدايا مع جاسر هذا تقريبًا عاشر طقم ذهب من شدّاد وضحك جاسر ينطق : الظاهر شدّاد مجمع راتبه كل هالسنين مابقى الا يشتري المكان
ابتسم مُهاب يناظر لجيهان اللي تشرب قهوة ولا اهتمت او حتى التفتت لهم ..
71
بعد يومين
زواج باسل
+
قامت بالزواج كله لوحدها كانت له الام والاخت جهزت كل شيء وقامت بكل شيء ، تمشي على طول القصر بفستانها الاحمر و رزتها تتآكد ان كل شيء مثل ماتبي تستقبل الضيوف ببشاشة وتلفت كل الحضور ، وصلت نورة وبناتها عصماء اللي تزوجت وفاطمة تعتبر مخطوبة على جهاد رغم انها مجرد كلمة ، وصلت جيهان ونوال مع سمر و تُقى و مودة ماتركوها ابدًا ولا تركتها فيروز ، شافتهم معها ماخلوها واسعدوها بوجودهم معها رقصت معهم وانبسطت ..
طلعت فوق غرفة دلع وابتسمت مجرد ماشافتها : بسم الله عليك تبارك الرحمن
ابتسمت دلع تمشي لها وحضنتها تردف : احلى اخت زوج بالدنيا
ابتسمت ثُريا : والله انتِ احلى زوجة اخ
ضحكت بعدها من اتصال باسل : عاشر اتصال يبي يدخل
هزت رأسها دلع بتوتر دخل باسل بثوبه وبشته ونسفه شماغه اللي سواها له مُهاب يناظر لها ولشكلها و عذوبتها و رقتها امامه ، لفستانها الأبيض المشابه لقلبها وابتسامتها الخجولة ابتسمت ثُريا تطلع تتركهم وتقدم نحوها يوقف امامها يقبل جبينها : بُركت ايامي فيك ، و سعدت حياتي وكُتب الهناء لي معك والسرور الأبدي ..
ابتسمت من كلامه المنمق بصوته ورزانته ماردت من فرط خجلها وجلس بجانبها ماسك كفوفها : اسم الله عليك من عين ماتصلي على النبي
رفعت كفوفها تغطي وجهها بخجل منه : باسل !
أبتسم باتساع : اي سمعيني صوتك لا تسكتين
اخذت نفس براحة معه انهم واخيرًا وصلوا لدرب امان رفع كفوفه يحصنها يقرأ آيات وابتسمت من اطهر وانقى قصة حُب ، من حكايات سُردت في زوايا المستشفيات ليثبت الانسان في نهاية المطاف ان مفعول الحُب اقوى من كل العقاقير ، و أحلى من الوصفات الطبية ، ان العلاج يبدأ من قلبك وليس بدنك وانك تحتاج شخص واحد يصدقك ، يثق بك ، يكون معك لتنجو من حتمية الجنون وتنتصر بنهاية اما رافعًا راية النصر و دبلتين و قُبلة ..
17
انزفت دلع وكفها بكف باسل توقف ثُريا و منيرة عند الكوشة بكت منيرة غصب عنها وحاولت ثُريا تمنع عيونها رغم من لمعانها وهي تشوفه واقف على حيله بقلبه الطيب الطاهر رغم كل شيء عاشوه كان لهم نصيب في الفرح ونصيب في الحُب و نصيب في الاخوة ، مجرد ماوصل عندهم انحنى يحضنها يقبل رأسها بتكرار ، كانت له الاخت و الام و الصديقة رغم انها اصغر منه الا انها شالته و عانّته و وقفت معه ، اخذت حقه من كل من ظلمه واعطته نصيبه من الفرح ، رقصت معه ومع دلع عاشت شعور الامومة معه ، ليلة تبقى في ذاكرتها طول حياتها ..
مشت تجلس بتعب قدام جيهان : رجولي تكسرت
ضحكت جيهان ترفع يدها لذراعها تحنّ عليها : أحنّ اخت و ام بالفطرة
ابتسمت تناظر لها : مافي أحنّ منك ومن شدّاد
تنهدت جيهان : الكل فجأة صار يحبه ويبي اوافق عليه
سحبت ثُريا جوالها تفتح على الصور وتناولها : شدّاد افضل شايب قابلته قلبه وسيع و رحيم وكل قسوة بانّت فيه خلفها حنّية لا توصف ، ما خانك ولا تزوج عليك لكن الله حرمه من اكثر شيء كان وده فيه ولا قدر يفرط فيك ويحرمك ..
ابتسمت تشوف نظرات جيهان لصور : و رغم ذا صار اب للعشرات من الاطفال حتى انا ..!
شتت نظراتها جيهان ماتبي تبكي وتنهدت ثُريا تاخذ جوالها بعد ما ناولتها تتركها تتخذ قرارها بنفسها ، ماحضروا مجيدة وبناتها والسبب ان بكرا محكمة راشد بعد طلوعه من التأهيل وحتى جهاد مشغول فيها ورغم ذا حضر وقت وراح ..
4
انتهى الزواج بخيره وشره وتنهدت تودع باسل و دلع بدموع تمشي لسيارتها تركب تحسّ بوحشة الطريق ، بترجع لدربها لوحدها وتعيش ليلها الطويل بين نوبات القلق والذكريات السعيدة اللي كانت كل رأس مالها ، فتحت ام كلثوم وهي تسوق بصمت تمشي طريق طويل تهوجس بامور عديدة كل محورها " مُهاب "
توقفت السيارة فجأة وفزت باستغراب تحاول تشغلها تفهم علّتها ولا قدرت ، تنهدت بتعب تنزل تفتح الكبوت تستشعر حرارته ولا تدري وش تسوي ،
رفعت جوالها تبي تتصل صعب على باسل العريس او جهاد المشغول باهله ، مالقيت الا شدّاد تدق عليه حتى سمعت صوته نطقت : يا شايب يمديك تجيني سيارتي وقفت بنص الطريق
ابتسم شدّاد : جاي ارسلي الموقع
قفل منها وتنهدت ترسل الموقع له ولان الجو نسناس ركبت سيارتها وفتحت الشباك تتآكد ان الطريق فاضي ارخت طرحتها تعبث بشعرها حتى انتشر نور السيارة امامها ، ماكانت سيارة شدّاد كانت سيارة مُهاب ، اتصالها في شدّاد وهو توه واصل المربط مع مُهاب بعد انتهاء الزواج مجرد ماعرف راح هو ماهانّ عليه تطلب يد العون من غيره ..
وقف سيارته امامها وطلع يمشي نحوها بثوب فقط ماقالت شي تنتظر وصوله حتى فتح الباب : انزلي
قالها بصيغة الامر وميلت فمها بسخرية : ليه جيت ؟ باقي كلمة قاسية ماقلتها لي ؟
مارد على سؤالها يعيد امره : انزلي
حاولت تقفل الباب بس يده اقوى تمنعها وتصدّها بجسده ، مد كفه يمسك كتفها يطلعها من السيارة ما قاومته ماكان فيها حيل ابدًا ، همست بصوت متعب ما غاب عنه : عورتنّي !
ارخى قبضته تلقائيًا وسحبت شنطتها تمشي بهدوء لسيارته تركب في صمت ، قفل سيارتها ولا ناظر اسباب عطلها مشى لسيارته يركب ويحرك في صمت تام قطعه حديثها الساخر : ماكنت اهمك صحيح ؟
مارد عليها عضت شفايفها بقهر منه تنطق : اعترف غلطت بحقك وما كان لازم اخليك هذا اللي تبي تسمعه ؟
اكملت بغضب : انا اعترف بأغلاطي بس انت ؟ ماتقدر حتى تعترف ليه جاي !
ابتسم بسخرية متجاهل كلامها ينطق : صرتي تعلمين الناس انك منفصله؟
ناظرت له تحاول تستوعب مقصده وضحكت بسخرية وقت فهمت تنطق بقهر : مثل ما انت تفكر تخطب افكر اعيش واجتمع مع غيرك
صرخت بفزع وقت ضغط على البنزين بكل قوته وزادت سرعه السيارة بجنون لاقصاها ماتستوعب تناظر لطريق تحسّ انهم يطيرون من السرعه ونطق بغضب : نجتمع بالاخرة ماودك؟
صرخت تلتفت له بفزع تحاول تمسك كفوفه ،اسرع لاخر حد ممكن وصرخت برعب تناظر امامها تحاول تتمسك او تمسكه ونطق بقهر بسؤال عالق في حنجرته من شهور : ليــه !
تمسكت بذراعه بخوف تسمعه : كيف قويتيّ ؟ كيف قدرتي ؟
بكت تصرخ : ماقدرت والله ماقويت اسمعني تكفى
زاد سرعته بقوة بجنون اتبع قوله صوته العالي : ابي اعرف غرورك متى يطلق سراحك؟ ابي اعرف اذا باقي في بحرك موج اكسر فيه مجدافي او هم ما شالته اكتافي؟ او احزن ما مرني و استوطن اطرافي ؟ابي اعرف بس ابي اعرف..!طاحت دموعها تسمع عتابه اللي اطلق سراحه اخيرًا
وبلحظه وحده ضغط الفرامل تتوقف السيارة بقوة رفع ذراعه امامها لاجل ما تنصدم و تتأذى اثناء اغلاقها لعيونها وصراخها بفزع تقطع كلامها حتى توقفت !
تنفست بعلو تناظر له بصدمه ماتستوعب حركته ابدًا تدري انه فقد سيطرته بنفسه بعد ما اتزن شهور فقدها بنهاية ، تقدمت تحاوط وجهه بكفوفها تقربه منها تتبادل معه نظرات بدموعها العالقة بعيونها تبي تطمن قلبه : والله ماكان الفراق اختياري
ناظر لها على هذي المقربة الهالكة رفع اصابعه لثغرها يتلمسه باطراف انامله يهمس بـ "هش" يتبعه قوله :تدرين وين المشكلة؟ اني أحبك لدرجة لو تقولين رحت لاني مليت منك بقول فدِا والله اني فدِا لك!
ميلت رأسها بتعب تشوف حُبه بوسط محاولته يقسى!يحبها حيل يحبها وبيكتب لها الاعذار ويخاف لو اعذارها ماتكفي وجعه اللي عاشه ، ابعد كفوفها عنه يلتفت قدامه يحرك راجع لشقتها يسمع محاولاتها تكتم شهقاتها غصب عنها وتعجز، تلتفت للشباك تخبي عيونها عنه ويحسّ صوتها سكاكين في جوفه ، وقف عند شقتها ماتدري كيف عرفها بس ماتبي حتى تسأله ، نزلت علطول ماتعطيه اي فرصه يتكلم ، طاح من شنطتها دواء اثناء سرعته ما انتبهت عليه واخذه مستغرب يناظر له
صوره لبندر واتصل على بندر ينتظره حتى رد نطق : بندر ارسلت لك دواء افتحه هذا ايش استخداماته ؟
فتح بندر الصورة وهو يكلمه بنفس الوقت اللي يسوق فيه : دواء يوصف باستشارة نفسية غالبًا لنوبات الهلع والقلق الشديد وحالة نفسية صعبة حتى الجرعة زايده في العلبة الظاهر حالة مستصعبة ..
رمش مُهاب تليّن ملامحه بصدمه ماسمع اي شيء بعدها من بندر لانه قفل يحس بضيق صدره ، اول سؤال خطر في باله " ايش عاشت ! "
ولا بيلقى جواب سؤاله الا عند شدّاد وحرك بعجلة له ..
96
المربط
+
رغم ماكان مقتنع ان في مبرر لها بس الان !
اي كارثة حلت عليه وهو يسمع كلام شدّاد ، اي صدمة واي رعشة تمكنت منه ، ماينسى اول مادخل عنده وقال له بالحرف الواحد " علمني ليه راحت وتركتني " ولا ينسى تنهيدة شدّاد وقتها مابخل عليه بشيء وعلمه كل شيء وده يعرفه كل كلامها قاله لها كم خنجر توسط جوفه في اللحظة ذي ؟ ماكان قادر يستوعب ان جده ممكن يوصل لمرحلة يستغل مرضه لصالحه ويهددها بصحته ويخيرها بين اهله او نفسها ، هي تلقاها من عمها الظالم ولا من جده !
وقف بعدها مايستحمل ابدًا ونطق شدّاد : مُهاب تكفى جدك فيه اللي مكفيه
انتشر صراخه بغضب : وانا كل ذا ما كفاني ! القاها من اعداء ولا من اقارب ؟ حتى العدو اللي هقيت انه قادر يبعدها عني ماقدر وأقاربي قدروا !
تنهد شدّاد مايلومه ابدًا مايلومه ولا ترك مجال يطول النقاش لانه طلع بعجلة لقصر جده ، سرعة سواقته اكبر دليل على جنونه ، قهره ، غضبه ، يدري انه ماكان لها اي احد ولا سند غيره ولا كانت ناوية ابدًا البعاد واجبروها ، ما كانت حياته بدونها سهلة بس كان في موطنه ودياره و اهله لكن هي ؟ لا الدار دارها ولا الاهل لها واي حالة نفسية وصلت لها حتى صارت تشرب ادوية !
مجرد ماوصل قصر جده نزل بغضب لا يوصف وقهر مكبوت بداخله ما اهتم لتأخر الساعة ولا هدوء البيت وندأ واحد قاله بصراخ : متعب!
ما ناداه جدي ماقدر ولا حتى ابو سعود شاف اللقبين صعبه يقولها ، طلعت جيهان بصدمه منه : علامك يمّه !
ما ارد عليها يسمع عصا جده وهو طالع من غرفته متبع كلامه : متعب هذا ماله مقام و احترام ؟
ضحك بسخرية مقهور منه يمشي له : احترام ! انت تركت مكان للاحترام !
تغيرت نبرته للحدة والغضب : كيف قدرت ! كيف قويّت تهددها تبعدها عني تستغل تعبك لصالحك !
لانّت ملامح متعب لانه فهم غضبه و جنونه الان واتبع كلامه : انت كيف قويّت تتزوج بنت عارف افعال ابوها!
ضحك مُهاب بسخرية : لو تبي تحاسب كل احد على افعال ابوه ابدأ الحسبة من بنات ولدك !
رمش متعب مذهول من كلامه وتقدم مُهاب منه بنبرة تكسوها القهر : ما حزنت عليها ؟ يتيمة مالها احد كل الدنيا كانوا ضدها ! عمها زوجته و ولده وبناته تأذت من كل حدب و صوب ماشفت في عيونها وجعها وانت تهددها ؟ كيف نمت مرتاح وانت تشوفني في نار جوفي من بعادها ؟ كيف قدرت توقف بيني وبينها علشان نفسك و مصلحتك!
مسح وجهه بكفوفه بتعب : كنت تقدر تخليني قُربك وتستقبلها حفيدة جديدة لك وتتركني اعيش ايامي سعيد ، اذا هانت عليك ثُريا كيف هنّت عليك انا ؟
مارد متعب ماكان عنده اي رد على أنانيته المفرطة و تعلقه المرضي و حججه الواهمه وكذبه المستمر ، ماقدر يرد كيف هان حفيده وسعادته عنده مقابل سعادة نفسه و قُربه ، شافه يطلع من عنده بعد ما هز رأسه بآسف وشاف نظرات الصدمه من جيهان ماتوقعت ابدًا ان ممكن ابوها يكون سبب تعاسة حفيده و تفرق شمل عائلته ..
69
اليوم الثاني
محكمة راشد
+
دخلت ثُريا مع سليمة اللي طلبت تحضر رغم انها تطلقت منه بس تبي تشوف كيف الزمن لدار على احد ما بخل بحقه ، انتبهت لمجيدة وسجى و جهاد وندى ولا اهتمت تجلس ، دخل بعدها شدّاد و مُهاب تواصل بصري بينهم في وسط المحكمة ما قل ولا نقص او اختفى ابدًا وتحاشته بعدها تشبك كفوفها بتوتر لكن هو ما انزل عينه ابدًا ، دخل راشد بعد تأهيله اكثر وعي وندم وبدأت المحكمة يسمعون القاضي يرمي التهم من تجارة مخدرات وفساد وتعنيف وتحرش وابتزاز والى اخره ، انتهى الحكم بعشر سنين سجن واول ما انتشر في المحكمة كان صراخ مجيدة ، صرخت لدرجة رفعت كفوفها تضرب وجهها ضربه بعد ضربه و شد للحجاب دخلت في حالة هستيرية ، هل تعرف معنى ان يفقد الإنسان عقله ؟
هذا ما حدث بضبط امام ثُريا تشوف المرأة اللي كانت سبب كل هالدمار ونشر الفساد بينهم ، تتذكر كيف اتهمتها لاول مرة بالجنون واتصلت على الاسعاف ، كيف اجبرت الناس ينادونها المجنونة وصار لقب لها وفي النهاية تجنّنت هي !
الزمن اذا دار ما بخل ويصيب ما يخطي وهذي هي تفقد عقلها امامهم تضرب نفسها وتصرخ قبل ان يغمى عليها خسرت كل شيء بقلبها الاسود و خبثها وسم نشرته حولها صابها بنهاية ، كانت هذي النهاية الاكثر عدلًا لها ان تُصاب بالجنون ويركبونها سيارة الأسعاف مثل ما كانت تجرّ ثُريا لها ، ان تصبح مجنونة رسميًا بعد خسارتها لكل ما تملك ، انتهى بها الامر في مستشفى النفسيات لان هذي هي عدالة الله ..
تنهدت ثُريا تحزن فقط على جهاد ولا الباقي مايستحقون حتى ذرة شفقه ، التفتت لسليمة اللي نطقت : كل ساقي يُسقى بما سقى ولا يُظلم ربك احد
ابتسمت لها تنطق : اخبار سامي؟
ابتسمت سليمة : بخير وصلي شكري لزوجك على السيارة اللي جابها الله يعلم كيف كانت حالتي مع السواقين
رمشت بصدمه تلتفت لمُهاب اللي واقف يتكلم مع راشد ماتقدر تستوعب مقدار الرحمة اللي زرعها الله في قلبه واكملت سليمة : نسيت اقول لك انخطبت
ضحكت ثُريا بصدمه : صادقه!
هزت رأسها سليمة تبتسم : اي مديرة المدرسة خطبتني لولدها
حضنتها ثُريا بفرح : مبروك ياروحي عساه العوض
ابتسمت سليمة تحضنها : الله يبارك فيك ، شكرًا على كل شيء ثُريا عُمري ما انسى فضلك
ابتسمت تبتعد عنها : افا مابيننا نحن خوات
ودعتها تركب سيارتها تتبادل اخر نظراتها مع مُهاب قبل مغادرتها ..
همس شدّاد لمُهاب الواقف بجانبه: يعيش الانسان مرة واحده اما ان يُعمر الدنيا عز او ان تبني عليه الدنيا عُمارتها وتخفي اثره، كفاية لومّ على الماضي تحرك ترى لا ضاعت الفرصة الموت حسرات !
رمش مُهاب يفهم مقصده حيل يفهمه وهز رأسه بفهم..
20
شقة ثُريا
+
مجرد ما وصلت شافت دلع و باسل ينتظرونها بداخل البيت نطق باسل : اول مرة اشوف راعية بيت توصل بعد ضيوفها
ضحكت دلع : ماحبيت مسمى ضيوف خير حنا اهل
ابتسمت ثُريا بضحكة : اول مرة تقول دلع شيء مقنع اكثر من باسل
تقدمت تحضنها وتسلم على باسل : كنتوا انبسطوا وحدكم لاحقين على الزيارة
تنهد باسل : جينا نوادع رايحين شهر عسل بكرا
عضت شفايفها تبتسم : وين ؟
دلع باستمتاع لزعل باسل : المكان اللي مايبيه اخوك ولا يحبه ولا وده لندن
ضحكت ثُريا تسمع باسل : امر القوي على الضعيف
ثُريا : أمر دلوعتك قصدك
ضحكت دلع تغطي وجهها بخجل وابتسمت تسولف معهم حتى وقفوا مغادرين ، طلعت دلع اول شيء وتنهد باسل يلتفت لها : بتكونين بخير ؟
ابتسمت تطمنه : اي لا تشيل هم اسبوع اساسًا وبرجع اسبانيا
تقدم منها : والقضية؟
هزت اكتافها بجهل : يكملها المحامي بجمع فلوس المعرض كم شهر زود وارجع مهره له
باسل بامر : اعطيك بس شهر لو ماقدرتي بدفعها انا فاهمه ولا اسمع اي اعتراض فداك كل ميزانية الشركة
ابتسمت تحضنه : طمني عليك و صوري لي كثير
هز رأسه يحضنها ويقبل رأسها : حاضر ، بس تحتاجيني دقي علي فاهمة ؟
هزت رأسها برضى ودعها مغادر وتنهدت تختلي بالبيت لوحدها ، وحشة وهلاك وحزن لا يوصف ، البيت موحش كل احد انشغل مع احبابه ، اهله وهي وحدها بنهاية المطاف ..
23
بعد اسبوع ..
3
نجاح المعرض كان مُدهش لدرجة لا توصف ، طوال اسبوع ما قل الحضور ابدًا والدعم استمر والفكرة اشتهرت واسم براندها صار معروف وطلبات الموقع ما توقفت ، تعرفت على الكثير في مجالها وصنعت لنفسها مكانة من اللحظة الاولى في ظهورها ، نجاح مُدهش ما تخيلته ولا توقعته ابدًا كانه اعتذار عن مل خساراتها ، اليوم اخر يوم في المعرض وطائرتها الصباح ، الساعه ١٢ بضبط بعد منتصف الليل تتصل على ڤيلان وجه لوجهه تسمعها : لا اصدق انك فعلتي كل ذلك وحدك انا فخورة بك جدًا ليتني كنت بجانبك
ابتسمت ثّريا باتساع : فعلتي الكثير من اجلي هذا نجاحنا معًا
ضحكت ڤيلان تمازحها : رحلتك اليوم صحيح ؟ كما تعلمين اسبانيا حزينة مُنذ مغادرتك
ضحكت ثُريا بثقة وغرور : الجميع حزين حين أغادر
ڤيلان : لن أقول شيء يحق لك الغرور
ضحكت تودعها تقفل منها واخذت نفس تدخل المعرض بتقفل كل شيء وتاخذ اغراضها اول ما دخلت لموظفة الاستقبال: مشكورة حبيبتي ماقصرتي سجلتي كل اسماء الحضور بس خلص دوامك ليه تتعبين نفسك للآن هنا!
تنهدت الموظفة : وانا طالعه جاء واحد من ثلاث ساعات داخل ماطلع استحيت اكلمه
عقدت حجاجها بأستغراب تتقدم تشوف اخر اسم ولانّت ملامحها وقت قرأت "٦٦" فقط ماكتبت اي شيء اخر ، اخذت نفس تنطق : خلاص روحي انا بقفل
مشت تدخل لداخل تبعد عبايتها في مكتبها وتطلع للمعرض تشوفه واقف عند رسمة خيل اسود عرف انه المُهيب وبجانبه تصميم فستان اسود مُدهش لدرجة لا توصف ، سمع خطواتها من بداية دخولها مجرد ما توقفت التفت نحوها بهدوء تناظر له ولثوبه وشكله اللي تحبه للابد ويناظر لها ببنطلون يضيق في بدايته ويتسع في النهاية وبلوزة عارية الاكمام ، ترفع شعرها وبإهمال تطيح خصلات على وجهها العذب ..
وده يقول لحظتها كلّ ما بانت خيوط الشمس من شرق المدينة ما ذكرت الّا سناك وما فقدت الّا مجيّه ، تأخر عنها اسبوع لانه عرف بمشروعها مايبي يعطلها عنه او يشتت تفكيرها يبي عقلها مع المعرض وانتظر على احر من الجمر حتى اخر يوم ، طال الصمت بينهم وتوترت بشكل ملحوظ نطق بعدها : أنجاز يشهد عليه الكل ، انا فخور فيك ..
عضت شفايفها ماودها تبكي ابدًا امامه وتضعف وهزت رأسها بهدوء : شكرًا
تنهد يمشي قبالها تسمع صوته المتعب : الومك ولا اعصب منك ولا وش اسوي دلينّي ماعدت افهمنّي !
لانّت ملامحها ماتفهم شيء وتقدم يقصر المسافة زود : تخبينّ علي فعل جدي فيك ! هددك ؟ اوجعك بكلامه ؟
اغمضت عيونها تستوعب انه عرف الحقيقة وبشاعة الحقيقة وأسباب رحيلها تسمعه يتبع كلامه : كيف قوى يستغل مرضه لصالحه ويهددك ؟ ليه استحملتي كل ذا وحدك ماقلت لك انا اشيل هم كل شيء ؟ انتِ مب مسؤولة عن سعادتي او تعاستي !
ناظرت له تمشي نحوه بغضب : انت مسؤول وانا لا ! كيف افرط بسعادتك واهلك اللي توك لقيتهم
اعتلى صوته بغضب : انتِ اهلي ثُريا ! انتِ !
طاحت دموعها غصب عنها رغم ذا اكملت بقوة نبرتها : قال ماراح يتعالج واكون سبب موته قال كلام كثير ماقدرت أتجاوزه واسوي نفسي ما سمعته هددني وتعالى علي كانت اول مرة احسّ اني ضعيفة كذا
اخذت نفس بتعب : لكن اي انا ضعيفة في مواضيع تخصك
تقدم منها يحاوط وجهها بكفوفه مايستحمل يشوف تعبها والعذاب اللي عاشته بدونه : اوجعك ؟
بكت ترفع كفوفها تبعده تضرب صدره بقهر تنطق تلومه وتعاتبه على قسوته عليها : أوجعنّي كلامك انت ونظرة الغُربة بعيونك كيف ماقدرت تكتب لي اسبابي كيف رموشك اللي عديتهم كل ليلة تنكرني ؟ كيف قسّيت !
اغمض عيونه يسحبها لحضنه بتعب يلمّها من قسوة هالدنيا وقسوته لحنان حُبه لها تسمع الندم في صوته رغم انه ما غلط وهذي اغلاط جده ورد فعله طبيعي لواحد ماكان يعرف شيء : آسف والله آسف لاني ماعرفت ولانه قسى عليك بكلامه ولاني قسّيت آسف..!
بكت تبتعد عنه تمسح دموعها بعنف : مايحبوني مُهاب مايبوني
ماقدر يستحمل نبرة صوتها لو يحرق العالم كله ما كفى قهره ابدًا كيف قدروا يزعلونها ؟ كيف يقدر الانسان ان يسمح للورد ان يذبل ؟ كيف يستطيع المرء تصويب بندقيته نحو ظبي مملوح سعيد ويسلب منه سعادته !
نطق بعدها بتآكيد : انا أحبك عنهم كلهم مايكفيك ؟
رمشت بتعب تناظر له : انا اجرحك دايم كفوفي تجرحك !
اخذ نفس يممر كفوفه على وجهها : مثل ما كفوفك تخيط حريرك قادرة تخيط ضماد جروحي ..!
لانّت ملامحها تسمعه وتساقطت مدامعها تكمل بقهر : ماكنت ابي شيء والله بس كنت ابيك ، آسفه مُهاب كنت ابي اكون زوجة صالحة لك بس ماقدرت صرت زوجة سيئة وعديمة مسؤولية بس..
تقدم يحاوط وجهها ينحني لها يُقبل ثغرها يروي عطشه ويقطع كلامها مايبي يسمعه ولا وده يسمعه مايهمه وش تكون المهم انها له هذا يكفيه ، قُبلة مع دموعها يُخالطها مشاعره المندفعه نحوها ورغبته فيها وتعطشه بعد كل الشهور اللي مرت ، قطعها طلب للهواء لها ولا هو هي هواه ، يرخي جبينه في جبينها بتعب ملحوظ فيهم الاثنين نطق : مايهمني صالحة او سيئة المهم انك زوجتي وحلالي وام عيالي والله لو دروبك شوك و شمسك حارقة، ولو أعيش معك في تشرين مئة عام لا ارسى فيها على بر ولا بحر ،ولو شقاك اكبر من مسراتك لاختارك انتِ وحدك واترك الدفء و الشهور و المسرات ..
لانّت ملامحها تسمعه يتبع : ابي اشرب من مُرك قبل حُلوك ، و ابيك تشرين عُمري يا لهفة فصول العام ..!
أغمضت عيونها من هول كل اللي تسمعه منه ومن كمية الحُب المندفعه والمجنونة منه ومن صوته الاعذب وكلامه الاهلك ومنه هو اللي كان سبب جنونها الحتمي حُبه وقلبه اللي وسعها يوم العالم ما وسعها ..
حاوطت وجهه تتلمس واقعيته تبي تستوعب ان هذا الكم الهائل من الحُب و الحنّية و الرحمة و الشجاعة في رجُل حقيقي همست : كل هذا التعب بقصتنا مُهلك ، كيف اقدر اكتب حكايتنا من جديد ؟ كيف اقدر اسرد القصة من لحظة هناء لهناء ؟
اطال ببصره نحوها متبع قوله : ودك أكتبها من جديد؟
ناظرت له بهدوء هزت رأسها بالإيجاب وابتعد عنها بهدوء نطق : لك اللي ودك ولو نكسر قلوب ونزعل خشوم!
اكتفى بهذا القول قبل ان يتراجع بعدها بخطواته مغادر المكان تاركها ماتفهم شيء ولا تستوعب مقصده ابدًا ولا عاد فيها حيل تفكر ابدًا ، مسحت دموعها ترتب اغراضها وتمشي طالعه للبيت ناوية السفر مثل ماكانت مخططه وعليه هو ان يكتب القصة من جديد مثل ماوعدها ، مجرد ماوصلت شافت جهاد جالس عند عتبة الشقة ينتظرها وفزت تمشي نحوه : جهاد!
رفع نظره لها بتعب ومسكت ذراعه : تعال معي
دخلت البيت تبعد عبايتها وتجيب له مويا تتكلم معه : وش صار معك ؟
اخذ نفس بهدوء : ولا شيء غير ان امي رسميًا فقدت عقلها معاد نقدر نتصرف معها ابدًا لازم تبقى في المستشفى
تنهدت تناظر له بهدوء : اسفه لان الامور بنهاية وصلت هنا
ابتسم يناظر لها : ليه تعتذرين ؟ انا اللي مفروض اعتذر نيابة عن اهلي
تقدمت تحضنه بهدوء : لولا الله ثم أنت ماعشت جهاد ابدًا وقوفك بجنبي اقوى دافع لي وسند تعرف اني احبك صح ؟
ضحك بتعب يحضنها : وانا احبك ودايم تبقين مجنونتي
ضحكت تضرب كتفه تبتعد عنه : ودك تسافر معي؟
هز رأسه برفض : مع الاسف ما اقدر مع سفر باسل الاشغال تبقى علي لكن اصبري اتزوج والله لاخذ اجازة سنة واترك باسل يبتلش وحده
ضحكت بشدة تاخذ وتعطي معه وطلع بعدها تاركها ترتب اغراضها تنتظر رجوع مُهاب لو يطلب منها تبقى بتبقى بس ما جاء ولا طلب واستغربت منه ماتدري ايش نيته وانتهى فيها الامر تركب الطائرة وحدها تغادر ارضها وبلادها بحثًا عن ارض تؤمن بهذا الحُب المستحيل ..
113
————————
الختام البارت الجاي 🩵
34

