اخر الروايات

رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل التاسع والثلاثون 39 والاخير

رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل التاسع والثلاثون 39 والاخير 



                                              
بعد اسبوع 
قصر متعب

31


مادخله مُهاب ابدًا بعد اخر عتاب بينه وبين جده ، متعب تحسفه الندم بس كان ندم ماله اي فايده يسمع جاسر: الله يهديك يا ابوي اللي سويته مو هين اتركه يرد اموره ويرضى عليك ان شاء الله 
مارد متعب ملتزم بصمته والتفت جاسر لجيهان : ارحمي الادمي يا نرفضه رفض قاطع ولا وافقي عليه من شهر ماترك شيء ما جابه 
تنهدت تتذكر كلام ثُريا وقلبها اللي يحبه حيل ماتقدر تنكره ابدًا همست بخجل لطيف عليها: علمه اني موافقه
ابتسم متعب رغم ضيقه بسبب قصة مُهاب : صادقه ؟
هزت رأسها بهدوء وضحك جاسر برضى تنهد متعب مرتاح لو بيموت بيكون مرتاح لان بنته صار معها من يعينها ، دخلت سمر و تُقى مع بعض تسمع عمها جاسر : يابنات تعالوا نبي موعد زواج لعمتكم
شهقت سمر بصدمه : وافقت!
ضحكت تُقى بفرح : ما اصدق اخيرًا بكتب انتصر الحُب
ناظروا لها بصدمه ضحكوا ونطقت جيهان : زواج ايش الله يهديكم
متعب : مب اقل من احد نزوجك ونزفك 
ضحكت سمر بفرح : وتلبسين ابيض ! اخيرًا
التفتوا لدخول مودة سمعت اخر كلام سمر : ابيض ؟ مين بيعرس عطوني خبر من بدري افصل لرنوسه
ضحكوا كلهم بشدة لانها ما تتغير ابدًا ..

9


أسبانيا 
مدريد 

16


ردت على ڤيلان وهي تطلع بعجلة تسمع عتابها : دائمًا متأخرة لن استقبل الشريك الجديد لوحدي 
تنهدت تردف وهي تركب السيارة : في الطريق سأصل قريبًا
قفلت منها تتنهد تزيد سرعتها الايام اللي طافت وبعد نجاح مشروعها تلقت العديد من العروض المدهشة لافتتاح فرع كامل في المملكة وهذا اكثر ما ادهشها ووافقت عليه واليوم بتلتقي مع الشريك الجديد ماتعرف عنه شيء لان ڤيلان تواصلت معه وتعرفها عليه بيكون اليوم ، وصلت تعدل حجابها ومعطفها الطويل ومشت تدخل المعرض تهمس لڤيلان : اعتذر حقًا 
ڤيلان بمزاح : هذي المرة فقط تذكري ان في اسبانيا لا نقبل التأخير ولو لدقايق يصبح الضيف غير مرحب به
ضحكت تجلس تنطق : الضيف عربي ونحن العرب نفتح قلوبنا دائمًا لضيوف ولثلاث ايام
ابتسمت ڤيلان : هل سنبدأ بحرب الثقافات ؟
ثُريا بثقة : لا أنصحك لان الفايز واضح من سيكون
ضحكت ڤيلان والتفتت امامها لدخول الشريك لانهم جالسين في طاولة والشرفة تطل على البحر وتعطي ثُريا ظهرها للباب بحيث انها ماتشوف دخوله ، نطقت ڤيلان: وصل الشريك
التفتت خلفها ولانّت ملامحها بصدمة تشوفه داخل ، كم قلب يكفيها تستحمل مظهره ؟ من اسبوع تاهت مع ثوبه كيف اليوم مع بدلته واللي ترك اول زر فيها مفتوح لانها تحبها كذا ، سواد مُفحم يرتديه بمظهر أنيق تحبه لدرجة لا توصف يليق عليه كل شيء وهذي الحقيقة العذبة ، 
التفتت لڤيلان بصدمه وهزت اكتافها بمعنى "لا حيلة لي" هز رأسه سلام على ڤيلان ومد كفوفه لثُريا يبي يسلم عليها وحدها من تحل له نطق باسبانيا : مُهاب الشريك الجديد على ما أمل ..
عضت شفايفها ترفع كفها تصافح كفه تحدثه باسبانيا تدهشه لدرجة اول مرة يستوعب ان اللغة مدهشة لدرجة ذي او ربما صوتها السر : ثُريا صاحبة المعرض 
ابتسم يجلس بهدوء طلبت ڤيلان القهوة وفتحت بعدها العقد : هذي صفقتنا كما تعرف ثُريا سوف انسحب من الشراكة سيكون العمل كله مُلك لها لكنها تحتاج ليد العون والخبرة في مواضيع افتتاح فرع لها 
فتحت اوراق فيها بيانات مُهاب : كما ترين صفقتك رابحة معه سيكون عون لك وتستطيعون تحديد عدد سنوات الشراكة
نطق مُهاب بهدوء : مدى الحياة 
ابتسمت تلتفت له ومازالوا يتحدثون اسباني لاجل ڤيلان : خطوة جريئة لم تعرفني بعد !
ابتسم يلتفت لها بتمعن ماتقاوم جاذبيته تدهشها : أؤمن بإن النظرة الاولى هي كُل شيء
ابتسمت ڤيلان وحدها من تعرف عنهم وعن حُبهم ومجرد ما كلمها بابلو زوجها عن مُهاب ورغبته واتصل عليها صدقت حُبه ورغبته ، تم الاتفاق وقع و وقعت واصبح شريك لها ، وعدها يكتب القصة من جديد وهذا هو يكتبها لأجلها شريكان للإنجازات واقعا في الحُب مسبقًا بدل من شريكان لخطة انتقام.
غادرت ڤيلان وطلعوا من المقهى يمشون في ممشى مُزهر باشجار و ورد ومظهر طبيعي خلاب تكتفت بهدوء تنطق وكأنهم مايعرفون بعض ابدًا : اي يا مُهاب وش كان شغلك؟
ابتسم بهدوء يلتفت لها: في القطاع العسكري 
رفعت حاجبها بدهشة : وايش موصلك للمشاريع والشركات ؟
ناظر لها بهدوء : حب المال يمكن
ابتسمت باتساع تعشق حركاته وكيف كانها المرة الاولى لهم ، التفت لها بتساؤل : كم لك في المجال؟
عضت شفايفها بتفكير : بكمل سبع شهور
رفع حاجبه بدهشة : كل هالابداع في سبع شهور فقط ! أمر مُدهش 
ابتسمت من كلامه واكمل بعدها : ليه التصميم ؟
اخذت نفس بتفكير : امي كانت تحب التصميم والخياطة 
هز رأسه بفهم واكملت بعباطة تمازحه : تهمني شخصية الرجُل قبل اشتغل معه كم مقدار عصبيتك و سُلطتك؟
هي تحاول تسأله بطريقة تفضحه بس كان ماهر في اللعبة ينطق : ابدًا ما اداني العصبية ولا السُلطة ودايم اعطي الطرف الثاني حُريته في اختيار القرارات
رفعت حاجبها بدهشة من كلامه الغير صحيح ابدًا وكتم ابتسامته ينطق يبي يعاملها نفس ماتعامله : وانتِ افضل الهادئة دائمًا
ابتسمت تلعب معه نفس اللعبه : اكثر بنت هادئة انا تصدق ما ضربت احد ابدًا ولا عصبت حتى وقرارتي اتخذها بمنطق وتفكير ولا اصدق سوالف الغيرة والكلام الفاضي 
ناظر لها مصدوم وعضت شفايفها ماتبي تضحك خصوصاً وقت نطق : جميل
كانت تكّه وتنهار ضحك بس كتمت ضحكتها وهي تمشي معه كان المقهى قريب من بيتها ونسيت سيارتها ونسي سيارته من سوالفهم بكلام غير صحيح ابدًا عنهم ، الشمس غربت من وقت وبدأت الاشكال الغريبة بظهور امامهم كانت نيتهم يرجعون لسيارة بس الرجل اللي تقدم وواضح انه شارب عشرات القوارير من النبيذ يتأرجح يناظر لها ينطق بعد تصفيره : حجاب؟ من سمح لكم..
لانّت ملامح مُهاب لانه الرجُل اكمل كلامه البذيء واغمض عيونه يسمع همسها وقت رفعت يدها لذراعه : مُهاب اتركه 
ابعد ذراعه يلتفت لرجُل اللي مازال يتكلم وتقدم نحوه يضرب رأسه فيه بقوة يطيحه يضربه ويشتمه بغضب ينطق : إياك ان تتحدث بعد اليوم عن امرأة محجبة بهذا السوء هل تفهم !
هز الرجل رأسه برعب وهو ينزف ونطقت امرأة تمشي بلباس يفضح اكثر مما يستر : ايها الوسيم مازالت العروض مستمرة
رفعت حاجبها ثُريا بدهشة تمشي لها بغضب ما تستحمل مقصدها ابدًا ترفع يدها لشعرها : الا ترينّ ان بيده دبلة ! 
شدّت شعرها بقوة وفز مُهاب مصدوم يسحبها : بنت اتركيها
ماتركت شعرها ابدًا رغم ان مُهاب شايلها نحوه والتفتوا لصوت سيارة الشرطة الدورية اللي تمر على المنطقة هرب الرجُل وفكت يدها تهرب البنت ، مسك كفها مُهاب وركض ، ركض لانه يدري بعدم تساهلهم مع العرب وخصوصاً ان البنت ركضت لهم والاكيد تشتكي عليهم ، ركضت معه تنطق بين انفاسها : ليه نهرب؟
نطق وهو يسحبها له يركض : اذا ما ودك تنامين في سجون اسبانيا اركضي 
عضت شفايفها بخوف تركض معه بعجلة ولان فعلًا البنت بلغت عليهم وسمعوا سيارة الشرطة وراهم قدروا يدخلون الحي الموصل لبيتها وسحبها لاحد الأزقة يحاوط خصرها وتتنفس بعلو تشوفه يتلفت حوله يتأكد مب حولهم لانهم اختفوا عن انظارهم والتفت لها ينطق بين انفاسه : وصلتي الجنون فيني اركض في شوارع اسبانيا ؟ وش سويتي فيني ثُريا !
عضت شفايفها تناظر له همست : وش سويت؟
اخذ نفس يميل رأسه على جبينها : وش ماسويتي؟ابتسمت باتساع تبتعد بربكة ومسكت كفه تمشي تهرب من نظراته : شقتي هنا ، تعال
طلعت الدرج معه وطلعت المفتاح من شنطتها تفتح الشقة تدخل ودخل يشوفها تبعد حجابها ومعطفها تلتفت له بمزاح : اي ماتداني العصبيه والسُلطة قلت ؟
عض شفايفه يمشي لها : قلتي هادئة وماتصدقين سوالف الغيرة ؟
كانت اخر تكة لها للانفجار بضحك ماقدرت ابدًا تتذكر كلامهم ، ماقدروا يثبتون عليه دقايق تتذكر مصيبة ضربهم لمواطنين واللي ممكن بسببها سجن سنوات ، تتذكر ركضهم في الشوارع وبين الازقة وعيش نشوة الهروب معه بعد ماكانت تهرب وحدها صارت تهرب معه ، مب بس هي ضحكت حتى هو ضحك بشدة يتذكر معها ..
التفتت له تضحك تنطق : ما تنكتب القصة من جديد مهما حاولنا
ابتسم يتقدم لها بهدوء يردف : من وين ودك نبدأ ؟
رمشت بهدوء تناظر له همست : من تعيش الحكومة
اطال بنظره لها يتذكر اول موقف بينهم ، اول جنون واول نظرة واول لحظة ، اكملت بهدوء : وانت من وين ودك ؟
سكت بتفكير لثواني نطق بعدها : من اللحظة اللي قال فيها مساعد ياللي جبينك من غلاه الثريا
‏«ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم »
لانّت ملامحها تناظر له وتقدم نحوها يحاوط وجهها بكفوفه يُقبلها ويطيل قُبلته يحولها لفوضى تشابهه فوضى قلبه يمشي معها يزرع بساتينه بعنقها يطيع بلوزتها يتبعها بدلته تدله على الطريق بخطواتها لغرفتها ماتوقعت بيوم بتدخلها معه ، ماتذكر ان رجولها بعدها لامست الارض لانه رفعها بخفة تستشعر كفوفه البارده على جسدها بعد ما فصل ثيابها عنها وتتلمس جسده بتناغم يقشعر بدنه منها ويتوه فيها ويضيع يسرد معها الحُب من جديد ويحكي الحكاية من بدايتها ، من جنونها ولهفتها أثبت انه البطل الحقيقي الوحيد في حياتها و القلب القاسي الحنون ، سرد حكايتهم من جديد على بساط من ريح وفي تشرين ابتدأ حُبهم الاصعب بقلبه الشجاع الاقوى ..
-
‏"تخيل أن تجدَ ضالتكَ في عالم، كلُ شيءٍ فيه يدعو للتيه!
‏أن تأنس ويؤنسُ بك، وتأمن ويؤمنُ بك
‏أن يُباع كل شيء ويُشترى خاطِرك
‏أن يُكتفى بوجودك، فـ يهون كل شيءٍ ولا تهون أنت
‏أن تباركك علاقةً، وتزيدُك امتنانًا لخالقك
‏أن تتكيءَ للمرةِ الأولى وأنت لا تخشى السقوط."

134



                
الصباح 
صحيت من تخلخل اشعة الشمس بين اهدابها ، انهالت عليها الذكريات تعض شفايفها من فرط شعورها بقربة مازالت رائحته تخالطها وقُربه حولها ، رفعت يدها تبعد شعرها عن وجهها وانتبهت على دبلتها ترجع لكفوفها والاكيد انه مُهاب وضعه لها ابتسمت توقف ترفع لحافها على جسدها تسحب ملابس لها بعجلة للحمام ماكان موجود في الغرفة وظنت انه بصالة ، اغتسلت و جففت شعرها وجسمها تنشر مرطباتها وعطورها ولبست ملابسها تنثر شعرها ، اخذت نفس تمشي طالعه تدور عليه بانظارها ولا لقيته بلعت ريقها لوهلة لانها شافت دبلته في الطاولة ، بهتت ملامحها تنادي باسمه : مُهاب!
دورت عليه ولا لقيت فزت برعب دقايق معدودات وانتشر صوت فتح الباب ، فزت تناظر له وعقد حجاجه باستغراب من شكلها الخايف : وش صار حبيبتي ؟ 
لانّت ملامحها تاخذ نفس يوضح ارتباكها : ليه دبلتك هنا؟
عقد حجاجه باستغراب نطق بتذكر : حطيتها اغسل يديني الظاهر نسيتها
اخذتها تمشي له وابتسمت لانه طلع يده من خلف ظهره يحمل ازهار الزنبق مبتسم وبيده الثاني فطور لهم ، وضع الفطور على الطاولة وناولها الورد يشوفها تمسك كفه تلبسه الخاتم تهمس : خفت انك رحت ..
تنهدت مايلوم خوفها يشوفها تحتضن الباقة بكفوفها تشم ريحتها تشتت نظراتها عنه ، حاوطها بهدوء رفعت نظرها له بينه وبينها الباقة ونطق بقصيدة مساعد الرشيدي : جيت يمّك يا بعد من لد يمّي 
‏غرت كل الشموس تيّمها 
‏ان ضميت أشرب سواليفك بدمي
‏وان تثاقلت الدروب ازمها 
‏ وان خذتني منك عين ما تسمي 
‏العن الدنيا وابوها وامها
ابتسمت بوسع ثغرها تاخذ نفس تحاوط نحره تحضنه وشد عليها بحضنه وتحولت ابتسامته لضحكات من ابتعدت تقبل خده بتكرار وقوة كان تعبيرها عن كل مشاعرها بعنف قُبلاتها الرقيقة نحوه وابتعدت عنه تردف  : وش جبت فطور؟
مشى معها يجلس في الكنبة : تحبينه شوفيه
ابتسمت واكمل : جبت سيارتك برا اخذت مفتاحك من شنطتك
اشارت رأسها بالإيجاب متبعه : جيب اغراضك ابي نسكن هنا
اطال لنظره نحوها : تعزميني في بيتك ؟
هزت رأسها برفض : اعزمك في بيتنا ، مُهاب يصير نبقى هنا ما نرجع ؟
وقف يمشي لها في المطبخ تطلع الفطور : ليه ؟
تنهدت تلتفت له : ما اعرف بس نحن هنا مرة مبسوطين ابي نبقى فترة يمديك تطلب اجازة ؟
هز رأسه بالإيجاب : يمدينّي ما استخدمت اجازة من وقت طويل كنت مخبيها لامر يسّوا ، وانتِ اللي يسّوا 
أبتسمت باتساع تهمس تهرب منه : يصير تخلينا نفطر ؟
تقدم منها يحاوط خصرها : الفطور لك ولا انا وجبتي جاهزة
ضحكت بشدة ورفع جواله على اشعار رسالة قرأ بهدوء تتغير ملامحه ورفع الجوال امامها : وش هذا ثُريا؟
عضت شفايفها تقرأ وابتشلت تشوف رسالة من المحكمة لموعد الخلع! رفعت يدها تحك جبينها توترت بشكل ملحوظ امام نظراته الغاضبه همست : عاد يوم كنت اقول في المحاكم مب مجنونة ماصدقوني يوم رفعت قضية صدقوني!
كان يبي يعصب بس ماقدر مظهرها الآن ضحكه غصب عنه ووهقتها وكيف كانت تقرأ لوقت طويل نطق بين ضحكاته : الخلع والبعد بدفعك ثمنه
رفعت حاجبها بدهشة : تدفعني؟ وش تقوى تسوي!
ابتسم بهدوء يراقب ملامحها : أسهرك ليالي طويلة حق الهوى والغيبة 
سكتت بعدم فهم تحول بعدها سكوتها لدهشة حسّت بحرارة جسدها تبتعد عنه تهمس : مُهاب! حط السفرة خلاص
ابتسم لانها ارتبكت بشكل يهلكه حيل ومشى يكتم ضحكته يحط السفرة التفتت له تضحك تتذكر الليل قبل نومتهم همس لها "كلميني بالاسباني" ورفضت وقتها لانها تدري وش وده يسمع، لكنها همست الان : مُهاب 
التفت لها ورفعت يدها لشعرها بغنج وتلاعب لذيذ : تيامو !
عض شفايفه هو من الاول مايستحمل صوتها بلهجة شلون الان همس يمشي لها : والله مب لصالحك
ضحكت بشدة تستعجل بخطواتها تهرب منه ..

96



        

          

                
عدت الايام والليالي والاسابيع والشهور في هناء وسرور عليهم ، بعيد عن الماضي البشع ولهيب الانتقام والثأر الحزين ضحكت لهم مرة اخرى الحياة في حكاية اخرى قدر يخليها تتعالج من كل قلقها وتعبها من غير حتى ما يسألها ايش فيها، عالجها بالحُب والمودة بدل خوفها امان طابت هي و طاب هو بها..!

23


المملكة  - الرياض 
ابتسم شدّاد وهذا حاله من وقت عرف انها وافقت عليه دايم مبتسم ومتلهف صغر عشر سنين ، تمنى يتزوج من اول ولكن اتصال مُهاب من ثلاث شهور طلب منه أجازة ولانه ما استخدم اجازاته من بدايته ابدًا الا الاجازات المرضيه وافق يعطيه اللي وده ولا بيتزوج وهو بعيد عنه ، يجلس الان امام الفرقة الثانية ، راجس اللي تزوج بنت من معارف خواته و أيهم اخذ اخت حميد و حميد متزوج من اول و فراس اللي صارت ورد كل صور خلفيته و أيمن يعيش شعور الحمل مع تُقى ، ابتسم شدّاد يكمل نصيحته : لعيش حياة سعيدة اجعل زوجتك سعيدة ، هذي قاعده اساسية كل من طبقها عاش مبسوط الرجل غير قادر على نشر سعادة مثل المرأة وقت تسعدها بتلقى مقابل سعادتها حياة سعيدة معها 
ابتسم أيمن باستهبال : حكيم يا النسيب حكيم
ناظر له شدّاد مصدوم من ميانته معه وعض أيمن شفايفه بوهقه : استهبل حضرة الفريق الاول
تكتف شدّاد يناظر له : تستهبل ؟
مارد أيمن متوهق وكتموا ضحكتهم وقت نطق شدّاد : امشيها لاسباب خاصة
ضحك أيمن وابتسم شدّاد يطلع يكلم احد المسؤولين عن رغبته واخيرًا في التقاعد بعد ان كرس اكثر من ثلاثين سنة في حياته فدا لسبيل الوطن ..

80


قصر متعب

1


ابتسمت جيهان تصفق لورد تحبي ورانسي تمشي تعزز لهم متجاهله صوت سمر : عميمه هذا الفستان مرة حلو
تنهدت مودة : لا تتعبين نفسك ماراح تقنعينها
سمر بعتاب : خير توك صغيرة ليه ماتبين تلبسين ! عادي فستان هادئ ابيض
جيهان برفض : ماودي خلاص ماطفشتي شهور تتكلمين!
عبست سمر اثناء دخول تُقى : وخروا بنسدح اهخ
ضحكت جيهان : حي ام جاسر 
التفتت لها تُقى بصدمه : جاسر ! مين قال بسمي جاسر
جيهان بضحكة : اسم ابو زوجك!
تقدمت تجلس والكل صار يعرف انها حامل بولد : مو على كيفكم حياتي ابو زوجي عمي وحبيبي بس ولدي اسمه لؤي موضوع خلصنا منه
ابتسمت سمر : عاشت ام لؤي
نطقت مودة : لؤي و رانسي يسلام مناسب 
ضحكوا بشدة واتساع منها ..

42


الشركة

+


نطق جهاد يحدث باسل : من الان اعلمك بس ترجع ثُريا اعرس ولا تشوفني سنة قدام
باسل : ذليتني على الاجازة اللي اخذتها خلاص لك اللي ودك اسكت بس
ابتسم جهاد برضى يطلع ورفع باسل جواله يتصل على دلع ينطق : دلعي ؟
ضحكت باتساع : باسل ؟
لف الكرسي اللي جالس فيه يحدثها : وش الاخبار؟
كتمت ضحكتها بهدوء : من شوي متصل! بقفل عندي شغل
ابتسم يمازحها : اذا قالوا لك في حالة طارئة وصلت هذا انا مسوي حادث علشان اشوفك
ضحكت بشدة منه وابتسم من ضحكتها يودعها ..
اسبانيا - غرناطة
قصر الحمراء تحديدًا

9



        
          

                
طوال الثلاث شهور معه عاشتها من ربيع لربيع أرتوت منه حد الثمالة ، زرع في جوفها أزهار زنبق توردت التوليب وفاحت روائح الياسمين ، لمسا معًا طُهر الحُب وحلاوة الايام و معنى أن يضحك الانسان حتى تدمع عينه ، وكيف ينام على كتف محبوبه وهو يقرأ كتاب ، عاشا تجربة الاكل من مطاعم مختلفة و تجربة ثقافة القهوة ، زارا المتاحف و تمشيا في الشواطئ ، قرأ لها الاشعار وغنّت له الاغاني وسهرا الليالي معًا بين حُب و حُب ..

37


رفعت نظرها وهو جاي بعد ما سلم التذاكر تسمح لهم دخول قصر الحمراء تذكر وقتها احد قصايد نزار قباني قال فيها "في مدخل الحمراء كان لقاؤنا
ما أطـيب اللقـيا بلا ميعاد
عينان سوداوان في حجريهم
تتوالـد الأبعاد مـن أبعـاد "
ناظر لها مبتسم ينطق : هل أنت إسبانية ؟
ضحكت بشدة تفهم مقصده وتعرف اي قصيدة يقصدها ونطقت: وفي نجد ميلادي
اتسعت ابتسامته بشدة يمسك كفها يجول معها في ضواحي القصر يحكي لها قصص ابطال كانوا هنا و ديار كانت لنا وحكايات الهوى هُنا و شجاعة فرسان تسمعه بإنصات وحُب تلمع عيونها معه تلتقط الصور لهم وتصوره ترسلها لسمر واخوانها تعيش معه احلى ايام قبل مغادرتهم اسبانيا..

19


بعد اسبوع 
المملكة - العاصمة 

+


نزلت من السيارة تناظر لبيتهم ، جمع احلى ليالي العناد في الهوى وقصص على بساط الخيال اطال نظره فيها يشوف نظراتها على البيت تعضّ شفايفها من هول مشاعرها شبك كفوفه بكفوفها يمشي معها ينطق : نورتي دارك وبيتك وقلبي ..
ابتسمت تناظر له والتفتوا على صوت مصطفى يقطع الاشجار : نورتوا البيت ياهل الخير
ابتسم مُهاب يتقدم يسلم عليه ومشى يدخل معها لداخل يشيل الشنط تسمعه ينطق : طالع عند شدّاد
عقدت حجاجها : تو جينا من المطار مانمت كويس انت
ابتسم يطمنها : بخير مافيني نوم 
تنهدت تتركه يطلع وابتسمت تناظر لخديجة : ازيك يا عسل؟

41


القسم
دخل يسلم على رفاقه من الفرقة الثانية واتسعت ابتسامته من حضن أيمن المشتاق له يسمعه : تو نورت الرياض والدنيا والله
ابتسم يربت عليه مايلومه على شوقه ثلاث شهور ماكانت هينة ، مشى يدخل عند شدّاد اللي وقف مرحب : يا مرحبا حي من جاني
ابتسم يحضنه يقبل رأسه ويده احترام له يسمعه : طاح الحطب بينكم؟

+


نطق مُهاب : طاح
ضحك شدّاد يحمد الله وجلس امامه يردف : زين جيّت من بدري مأجل زواجي ثلاث شهور علشانك ! 
ابتسم مُهاب : اعذرني انت ادرى بانشغالي 
ضحك شدّاد لانه يقيس محبته عنده : لخاطر هرمش والله ننتظرك قرون
اتسع مبسم مُهاب تبان انيابه واكمل شدّاد : نويّت تقاعد 
اختفت ابتسامته يناظر له : صادق!
تنهد شدّاد : آي بالله يكفي اللي راح من عمري ودي أعيش براحة و هدوء بباقي العُمر 
هز رأسه مُهاب مايلومه ابدًا ابسط حقوقه أن يستريح بعد كل هذا الجهاد ، ان يجد مأمنه و مسعده في دفء البيت ..
نطق بعدها : متى ودك الزواج؟
شدّاد : كلمت جدك الخميس الجاي
اخذ نفس بتذكر : ادري ان متعب غلط ولا اوقف بصفه ابدًا ماودي اقولها بس والله مابقى من عُمره شيء والتعب تمكن منه زوره اجلس معه واعذره وانا ابوك
تنهد بهدوء يوقف : خير ان شاء الله ..

27



        
          

                
قصر متعب

3


بعد ما تم تحديد زواجها بث بقلبها خوف ، تغير حالها والسنين اللي عاشتها لوحدها ماتزوجت بعده حُب طفولتها مانسيته ولا قدرت تتعايش مع غيره انخطبت كثير بعده حتى انها وافقت بس مجرد مايتم تحديد الملكة تخاف وترفض ، ماكانت قادرة تحب حد مثل حُبها لشدّاد تفتح صندوقها القديم تقرأ رسائلهم في بداية حُبهم ، تعرف انه ما خانها ابدًا ولا فكر بغيرها واختار سعادتها على تعاسته وتركها علشانها ، وفي النهاية ماكان لهم غير بعض ، طلعت فستانها القديم لزواجها الاول مالبسته ابدًا تذكر ان امها اشترته لها وانفصلت بالملكة قبل الزواج ..
ابتسمت ماتوقعت بيوم ترجع له تناظر لذهب والمهر اللي جابه يراضيها ويعلمها انها اغلى مما تتصور عنده واخذت نفس تقوم تتوضى وتصلي توكل امرها لله ..

27


اليوم الثاني
بعد اتصال جهاد على مُهاب قال له بالحرف الواحد "اخطبوا لي قبل انجنّ " وضحك مُهاب لحظتها يرد عليه"ابشر" وبالفعل هم الان في مجلس محسن باسل وجهاد و مُهاب مع شدّاد ماكان له احد ابوه ومات من زمان واخوه محكوم سنين وامه فقدت عقلها رسميًا فكان المستشفى افضل مكان لها بعد محاولاتها الفاشلة لتصيب نفسها بالاذى او بالأخرين وخواته ندى سافرت مع زوجها و سجى سافرت تدرس ، ورغم ذا ماتركه مُهاب ابدًا ونطق شدّاد يفتح الموضوع : عندك خبر بموضوع جيتنا من قبل وجينا نأكد عليه جهاد بحسبة ولدي والكل يعرفه ويشهد له بعد رضاك و قبولك طالبين القُرب منك ونخطب اصغر بناتك لولدي جهاد
ابتسم جهاد بتوتر مع امتنان لشدّاد يسمع القبول من محسن وبنته ويتكلمون عن مواعيد الزواج وغيره بسرور وفرح ..
بيت مُهاب

32


بعد رجوعهم من بيت محسن دخل الحمام يبدل ثيابه واستلقى على السرير يعبث يلعب بجواله ، دخلت الحمام تغير ثيابها وتطلع ترطب جسدها تسمعه : ناقصك شيء لزواج عمتي؟
هزت رأسها برفض وهي ترطب ساقها : لا خلصت كل اغراضي حتى لزواج جهاد 
ابتسم بهدوء : جهاد مطول كم شهر 
اردفت وهي تناظر له من المرايا : من حماسي بديت افصل فستان زواجه، زوجته طلبت مني بعد اصمم لها
هز رأسه يقفل الجوال ويسحب كتابه اللي كان يقرأه قبل ينام "الف ليلة وليلة"، تراقبه من المرايا يفتح على الصفحة اللي فيها فاصله كان عنوانها "الليلة السادسة والستون" ولانّت ملامحه من الصوره اللي طاحت منه رفعها مستغرب ترتخي عقدة حجاجه وتتسع عيناه بدهشة ترتعش اطرافه يرفع صورة السونار بعدم استيعاب يلتفت لها هامس : ثُريا !
عضت شفايفها من رد فعله تلتفت له تهز رأسها تأكد ظنونه ، هي بعد ركوبها لطائرة ونزولها حسّت بتعب غريب وراجعت حساباتها من شهر غابت عنها امور كثير ، امس بذات راحت عند دكتورتها بخوف لا يوصف ، ماكانت خايفه لو تكون حامل لا هي خايفه لو حامل وصار لها شيء ماتنسى ابدًا ابتسامة الدكتورة تنطق "مبروك انتِ حامل " وكيف نطقت بعدها برعب " كيف ! ركبت طائرة قبل يوم بيصير شيء ! " ضحكت الدكتورة وقتها وهي تناظر لسونار " امورك كلها بخير الحمدلله وانتِ في الاسبوع الخامس مر اكثر من شهر عيب عليك ما انتبهتي" ضحكت بصدمه ساعتها تمتلي عيونها دموع " كيف ما حسّيت حملي الاول عرفته من اول اسبوع " وكانت اجابة الدكتورة وقتها " لانه في ظروف صعبة وحالتك النفسية والجسدية ماكانت كويسة بس هالمرة وجهك منور وباينّ انك مرتاحة ومبسوطه والبيبي مرتاح معك "
ماتعرف كيف قدرت تصبر يوم كامل ما تعلمه وتخفي مشاعرها ، الشعور اللي يتملكها الآن لا يوصف تشوف بيده الصورة ونظراته لها يقوم من السرير يبي يتآكد زود مب مصدق اللي يشوفه وهمس : حامل !
ضحكت تهز رأسها : اي مُهاب حامل
اغمض عيونه مايستوعب وضحك بشدة غصب عنه يمشي بعجلة يحضنها بقوة يرفع جسدها عن الارض تسمع صوت ضحكته وسروره مو قادر يعبر اكثر من كذا تخونه الكلمات والحروف تسمعه يحمد الله بتكرار ويتنهد براحة ويضمّها له لدرجة حسّت وده يدخلها ضلوعه من هول مشاعره نحوها ..
ابتعد يحاوط وجهها يتأملها : وكل شيء بخير ؟ انتِ و ولدنا؟
ابتسمت تهز رأسها : كل شيء بخير الموعد الثاني بتروح معي
ابتسم يهز رأسه برضى ومشت معه لسرير تنطق : ولدنا قلت ؟ ممكن تكون بنتنا طيب
ابتسم يشوفها تستلقي واستلقى يسحبها لحضنه يرتب شعرها بهدوء : ولدنا ، بنتنا مافرقت عندي يكفي انه منك والله يكفي
تنهدت براحة تحضنه تحرك رأسها بصدره وابتسم يحاوطها بحُب في هناء و سرور و بداخلها ثمرة حُبهم الاصعب الاروع ..

119



        
          

                
" الهوى الغايب و محبوبته "

1


يوم من رفوف الذكريات ينعاد بعد عشرين عام ، رفضت القصور وطلبت يكون في بيتهم وعائلي ماتبي غيره حتى رفضت اي احد غيرها يجهزها ، لبست فستانها اللي كان هادئ وطويل باكمام وفكت شعرها مع القليل من مساحيق التجميل مثل ماهي كانت ، ورغم انها في الاربعين من عمرها ماوضح ابدًا عليها كانت رقيقة و حنونة وقلبها الوسيع الابيض ينعكس عليها زرعت الورد في طريق كل من حولها وبنهاية حصدت بساتين من الورد ، تعطرت بهدوء وقفت تسمع دق الباب ونطقت : ادخلوا
فُتح الباب بنفس اللحظة دخلت سمر و مودة و تُقى وصرخوا مع بعض يناظرون لها امهم الروحانية وصاحبة ايامهم ، ضحكت من رد فعلهم تفتح ذراعها لهم وركضوا يحضنونها غير مستوعبين حلاوة شكلها و رُقي فيها تسمع سمر :عرفت ليه كنتي تبكين في زواجي
ضحكت تُقى : مابكت في زواجي شخصنتها 
ابتسمت جيهان : ليه ابكي عايشين حولنا
ضحكت مودة : علشان كذا بكيتي علي لاني بعيدة؟
جيهان : الله يسامح ابوك ما زوجك الا على واحد بعيد عنا
تُقى بمزاح : ورغم ذا كانها متزوجه ولد الجيران ماغير ناشبه لنا
ضربتها مودة تضحك وابتسمت جيهان لهم على دخول نوال تغطرف وضحكت معهم بسرور  ..

5


توقفت سيارة مُهاب امام القصر وناظرت له بتوتر : وش تتوقع رد فعل جدك؟
تنهد يمسك كفوفها : مايهمني احد البيت اللي ادخله تدخلينه رضى ولا غصب ثُريا
شدت على كفوفه تنزل ونزل يمسك كفها يمشي معها لداخل يصادف متعب اثناء خروجه مع عكازه وماسكه جاسر ، اطال ببصره له وتوترت ماتبي تزيد الاوضاع سوء حاولت تبعد كفها عنه تبي تدخل بس شد على كفها يمشي نحو جده بهدوء : كيفك يابو سعود
هز رأسه متعب يناظر لها : بخير دامك بخير
اشار مُهاب على ثُريا ببصره متبع قوله : هذي زوجتي و شريكة حياتي وام ولدي في القريب العاجل بإذن الله 
لانّت ملامح متعب لوهله يردف بتساؤل : تنتظرون ولد؟
وكان سؤاله مقصده اذا كانت حامل وهز مُهاب رأسه بهدوء ضحك متعب بسرور غصب عنه هالمرة مافي شيء ممكن يكون افضل من فكرة كون نسل سعود ماينقطع ويستمر وتقدم يمشي بعصاه وتعبه واضح عليه لمُهاب تنهد مُهاب مايبي يقسى لان فعلًا متعب كبر حييل يخاف يندم بكرا بعد فراقه ومشى يسلم عليه ، ابتسمت ثُريا تناظر له ومشت تدخل لداخل ..

19


عند البنات
جلست ثُريا بجانب سمر بحضنها ورد و تُقى يسبقها بطنها و مودة ترتب شعر رانسي مع دلع اللي وصلت لها دعوة من جيهان وبعض اقاربهم المعروفين لهم والقريبين وأبتسمت ثُريا تنطق لسمر : اذا جبت ولد بزوجه ورد مابي حركات اكبر منه
ناظرت لها سمر باستغراب ضحكت ثُريا وصرخت سمر : كذابه!
هزت رأسها بتكرار وضحكت سمر تقوم تحضنها : ماصدق حامل ! واخيرًا يا عالم اخيرًا
ضحكت ثُريا تنطق : فضحتيني اجلسي
جلست وهي تضحك : مقدر ابي اصرخ
تراكمت ضحكات ثُريا وقفت بعدها : بروح اسلم على جيهان
همست سمر : انتبهي لا تطيحين
هزت رأسها تضحك ومشت تطلع لغرفتها تدق الباب تسمعها ؛ ادخل
فتحت الباب تميل رأسها بهدوء مبتسمه : مسموح لي؟
ضحكت جيهان توقف : لك كل شيء مسموح وممكن هلا بالغالية زوجة الغالي
ابتسمت تتقدم لها تحضنها وتبارك لها كانت متلهفه تعلمها بحملها لانها متاكده بتشوف رد فعل يذكرها بامها ، كانت تبي تحسّ بشعور البنت كيف تعلم امها لذا نطقت وهي تحاوط بطنها : مباركه مني ومن الضيف الجديد 
لانّت ملامح جيهان بصدمه : حامل !
ضحكت تهز رأسها ووقفت تغطرف غصب عنها تحضنها : مبروك يابنتي مبروك والله انها بشارة تعادل مئة بشارة 
ضحكت بسرور على رد فعلها وتسمع نصائحها وحرسها لين نزلت من عندها ، شغلوا الاغاني وانزفت في درج بيتهم تبتسم لهم كلهم بناتها وترقص معهم وتحتفل بعد ماوصل لها رسالة ثبت تمام العقد واصبحت زوجته رسميًا للمرة الثانية ..

18



        
          

                
عند شدّاد
ابتسم مُهاب يشوفه بالبشت بمظهره اللي بقى محافظ فيه على صحته ولياقته و وسامته يسمع مُهاب : مبارك يا ابوي 
ابتسم يمشي يحضنه يتنهد براحة : الله يبارك فيك يا ولدي 
ابتعد عنه ممسك اكتافه يحبه لدرجة لا توصف ولده وسنده و وريثه ، فعلًا وريثه لانه كاتب كل املاكه باسم مُهاب وهذا شيء مايعرفه مُهاب ابدًا ولا بيعرفه الا بموته بعد طول عُمر ، تنهد شدّاد ينطق : ضحكت لنا الدنيا بنهاية ؟ 
ابتسم مُهاب : مب بس ضحكت لك و رزقتك بحفيد عساني اشوفه بين اياديك
لانّت ملامح شدّاد يناظر له وضحك باستيعاب بعدها : صادق!
هز رأسه مُهاب مبتسم وحضنه يضحك : حي الغالي ولد الغالي والله ان ما بعمري سمعت خبر يفز له قلبي كذا 
واكمل بعدها يضحك : وش اعطيه قلب ولا عين ولا ضلع كلها اخذها ابوه مني
ضحك مُهاب يقبل رأسه وكفه وابتسم شدّاد له على دخول جاسر ينطق : حياك الله تفضل
اخذ نفس يمشي خلفه يدخل المجلس وطلع جاسر يتركه ، عد الثواني والدقايق مثل ماكان يعد السنين لين دخلت عليه حُب طفولته وطيشه ونضجه اختارها هي في كل مرة خيّره الزمن ولا فشل الاختيار ابدًا ، مثل ماكانت بجمالها و رقتها و ثقتها امامه ماتغيرت ابدًا مازالت في عينه مثل ماهي ولا زال يحبها مثل ماكان ، وضعت القهوة تجلس بهدوء تتوتر للحظات تشبك كفوفها في بعض وكانها اول مرة تشوفه ، وقف يمشي نحوها يجلس بجانبها اخذ نفس ينطق : ولو أعيش الفين عام غيرك ما يحلى لي ، الله يقدرني اعوضك عن كل شيء وليلة فيها انتِ انا بخير فيها 
ابتسم بهدوء يتبع قوله : مبروك 
اخذت نفس تبتسم تناظر له : الله يبارك فيك
ابتسم بضحكة يمازحها : شيبتي رأسي لين رضيتي عاجبك تعيشين مع شايب ؟
ضحكت تنطق بعدها : انت الشايب والا انا توي صغيرة
ضحك بشدة مازالت مثل ماهي ماتتغير ابدًا : ابد ولا قلت غير هالكلام
هزت رأسها برضى تمازحه : بظلم نفسي معك يالله الشكوى لله
ضحك بدهشة منها وابتسمت لضحكته باتساع ..

135


عدت الايام والليالي ، أسابيع وشهور في دوافع الحُب وحتمية استمرار الوله للعُمر الطويل ..
العيادة
ضحكت لان رد فعل مُهاب كل مرة يسمع فيها نبض الجنين ماتغيرت ابدًا ، نفس الدهشة والإنبهار تنهلك وقت يسجل صوت النبض ويرفع جواله يصور تعابيره ماتفشل انها تسبب رغبتها في الانهيار ، كيف وقف معها وحولها ولا تركها في فترة وحامها حاليًا بتدخل الشهر الخامس ويعاملها بخوف لا يوصف حتى المشي ماوده انها تمشي ابدًا ..
ابتسمت الدكتورة تنطق : بان جنس الجنين ودكم تعرفون؟
التفتوا لبعض بصدمه ماتوقعوا انه يبان في الزيارة ذي خصوصاً انها من الشهر الرابع تحاول ولا بان بسبب وضعية الجنين ، ابتسم مُهاب يناظر لها يمسك كفها : ودك تعرفين؟
تنهدت بتفكير نطقت : في ظرف بشنطتي يصير تكتبين في ورقة وتدخلينها الظرف؟
ابتسمت الدكتورة تستجيب لها وطلع مُهاب الظرف ، كتبت جنس الجنين ودخلتها جوا الورقة بابتسامة عريضة، خلصوا الفحص وطلعت تشوفه يشيل شنطتها وممسك بكفها يمشي معها بحرص تعض شفايفها من انتباهه عليها : مُهاب توني بالخامس لو دخلت التاسع وش بتسوي انت !
ابتسم يناظر لها : اشيلك 
ضحكت بشدة تركب معه السيارة تسمعه : باسل وجهاد جايين اليوم 
هزت رأسها بتذكر : اي جهاد زواجه الأسبوع الجاي اخيرًا والله يستاهل كل فرح
ابتسم بهدوء يسوق حتى وصل البيت نزلت معه تدخل تسمع باسل : هلا بالحامل و المحمول
ضحكت غصب عنها لان هذا ترحيبه لها واخذه من مُهاب وصار دايم يكرره ، حضنها ينطق: اخبار حبيب خاله ؟
جهاد باعتراض : حبيبة خالها لو سمحت
باسل : احساسي مايخيب ولد
جهاد : انا عندي الحاسة السادسة بنت صدقوني
ضحكت تمشي تجلس في الكنبة تسمع مُهاب : اللي من الله حياه الله 
ابتسم جهاد بتذكر : وش شعوركم وهذي اخر مره تشوفوني ؟
باسل باستغراب : ليه وين رايح؟
جهاد بعباطة : بتزوج وابلكم 
ضحك باسل ونطقت ثُريا بمزاح : باقي تصبغ اشقر وتكمل 
انفجر باسل بضحك مع جهاد وابتسم مُهاب واخذتهم السوالف لين طلع جهاد وقبل مايطلع باسل نطقت : كيفها دلع بعده الوحام متعبها؟
ضحك باسل : وصلت مرحلة خطيرة مطرود من البيت بسببها
ابتسم مُهاب : غرفتك بعدها موجوده 
ضحك باسل ومشى مودعهم وتنهدت تنطق : اهخ احس رجولي تعورني 
عدل لها سدحتها يحط مخده خلفها ومدت رجولها وسحبها نحوه وابتسمت تناظر له تطلع الظرف من شنطتها : مستعد تعرف ؟
اخذ نفس مبتسم : ودك انتِ ؟
سكتت بهدوء همست بعدها : ماودي اعرف
عقد حجاجه مستغرب وابتسمت تكمل : ابي اتفاجئ وقت اولد كذا اعرف الجنس فاهمني؟
ابتسم يهز رأسه بفهم واخذ الظرف يقطعه بهدوء : اللي ودك نتركها أعظم لحظة في حياتنا ..
ضحكت تهز رأسها برضى وابتسم ينحني يُقبل كفها بهدوء ارخت حجاجها تناظر له مبتسمه من رقة و رُقي تعامله ..

94



        
          

                
يوم زواج جهاد و فاطمة ..

7


يُقال ان الذي سُلب في حياته العديد من اللحظات السعيدة سيكون عوضه في النهاية مُدهشًا ، وهذي العبارة بذات كُتبت لجهاد الذي عاش بين عائلة تسحق الانسان ورغم ذا نجى وطلع منها بإعجوبة ..
في غرفة العريس معه باسل يعدل له شماغه وبشته وثُريا تبتسم تناظر لجنودها في هذي الحياة ، لابسه فستان كحلي ومظهر بطنها مع حملها في شهرها الخامس قرابة السادس مايستحمل من لطافته تناظر لجهاد وقامت هي بكل شيء هالليلة ندى وسجى حضروا مثل الضيوف ..
تنهد جهاد يناظر لهم : ممنون طول عمري والله

3


حضنه باسل يتنهد : مبارك ياخوي 
ربت عليه جهاد : يبارك فيك يا حبيبي انت
ابتعد يناظر لثُريا نطق يغني : توت توت هذي البيضه فيها كتكوت
ضحكت بشدة تتقدم تضرب كتفه وحضنها بامتنان لكل شيء سوته علشانه يسمعها : مبروح ياروحي 
قبل رأسها مبتسم : يبارك فيك
طلع باسل بعدها وعطرته قبل تنزل وعلمته غرفة فاطمة ومشى يدخل يشوفها بحلاوتها و رقتها تجلس بخجل ملحوظ لا يوصف تزم شفايفها تستحي وحيل ، اخذ نفس براحة يمشي لداخل يجلس بجانبها وانحنى يقبل رأسها : مبروك علي نصيبي من الهناء
عضت شفايفها ماترد من خجلها ابدًا وتنهد يبيها تتكلم يدور موضوع : جازت لي فكرة الزواج علطول من غير ملكة ولا وش كان يصبرني انا !
عضت شفايفها تخجل زيادة وضحك لانه يفشل كل شوي لذا نطق باول شيء خطر بباله ؛ وش وراك !
فزت برعب لو في شيء تنطق : يمه !
ضحك بشدة يستغل الفرصه يحضنها لانها اقتربت منه ورفعت نظرها تتبادل معه النظرات بصدمه تستوعب حركته ، ضربت كتفه بقهر : خير !
ضحك بشدة ورفع اصبعه لخدها مشير على غمازتها : لا تحرميني منها ، موطني الجديد 
تلونّت بالخجل امامه ماتقدر ماتبتسم غصب عنها هالمرة ..

85


بالأسفل
تجلس ثُريا تسمع كلام جيهان : لا تتحركين خليك جالسه
تنهدت بتعب : ابي اشوف الضيافة
وقفت جيهان : انا اشوف ارتاحي انتِ
ابتسمت لها وناظرت لفيروز تنطق : ودي اقوم اصفق خواته
فيروز بصدمه : بنت تراك حامل اهدأي
عبست تردف : نجدول عليهم قاهريني جالسين مثل الضيوف ماغيري ادور بالقاعه
شاركتهم سمر الحديث : معليك منهم 
ابتسمت فيروز تنطق : وين زوجة ولدي ؟
ضحكت سمر : عند ابوها هالمرة معليش مستحيل اخذها معي تبكي وتبي كل شيء لها عنادية
تُقى بمزاح : الله العالم على مين 
ابتسمت دلع : ماشاءالله تُقى في التاسع صح؟
ضحكت مودة : متاكده حسبتها غلط 
تُقى مدت كفها تضربها : والله صح بس مدري ليه مايبي يطلع
ابتسموا باتساع وقفت ثُريا ومشت معها دلع تساعدها نطقت : ثُريا هذي كيكة العسل ؟ ابي تكفين تكفين
التفتت لها بصدمه : من جدك كل شوي مشتهيه حلى!
سكتت دلع وضحكت ثُريا : وحامك متعب !
ضحكت دلع : تكفين وين العمة اللي تأكل اولاد اخوها 
ضحكت ثُريا تحضنها من جنب تمشي معها : موجوده الان اجيب لك كل الحلى 

26


ضحكت دلع بشدة تمشي معها تاخذ حلى ..
انزف جهاد وفاطمة والرقص اللي رقصه كان انتصاره صحيح امه في المستشفى مب حوله واخوه مسجون وابوه متوفي بس ثُريا ماتركته ولا باسل و مُهاب وقفت ترقص مع عمتها نورة وترقص فاطمة بسرور ولا طافها الرقص مع عصماء صارت تعيش في راحة الامر اشبه ان تتوقف بعد ان ركضت طويلة لم تسترح قدميك لكن قلبك استراح ..

7



        
          

                
اليوم الثاني 
بيت شدّاد و جيهان ..

2


ابتسم جالس في بيت الشعر يشوفها داخله معها فناجين قهوة تفوح رائحتها تسمعه : جلسة دافع علشانها ثلاث ارباع عُمري
ابتسمت تجلس بمخورها وصوت ذهبها والحنا بكفوفها مظهرها اللي يحبه مثل ماكان ومازال تردف : متى احتفال تقاعدك؟
ابتسم يناظر لها : بكرا
عبست بتذكر : يوم تزوجتك تقاعدت!
عقد حجاجه مستغرب : افا ما ودك اكون حولك؟
هزت رأسها برفض : مب كذا بس كنت بتباهى زوجي فريق يصدر امره على الضباط
ضحك بشدة وغصب عنه يموت على حركاتها اذا جته تتباهى فيه ولا يوم تلبس الذهب اللي جابه وتتزين بالكحل اللي يحبه ، ومن يوم قال لها "احب ريحة الحنا" ماوقفت خلطه وتزيين كفوفها به ، التفت لها متبع قوله بعدها : تقاعدت علشانك ، علشان اقول تفرغت لك يا ساكن القلب لحالك ،تقل غيرك من الناس ما هم بحييني
ابتسمت تناظر له ولسانه المعسول مثل ماكان وتقدم يقبل رأسها وابتسمت تبتعد عنه تسمعه : كم سنة إن شاء الله ويمتلي ييت الشعر ابي حولي عيال مُهاب بنات و اولاد و عيال أيمن و فراس ابيهم كلهم عندي وحولي
ضحكت تهز رأسها : الايام تجري جري بكرا وسعود يركض هنا ..

70


بعد ايام 
في بيت المُهيب و نّوره 

28


دخلت المطبخ تلبس فستان ابيض يناسب حملها وفكت شعرها في أبهى واحلى طلّة لها تكلم خديجة : الاكل جاهز؟
هزت رأسها خديجة : باقي سلطة 
تقدمت للخضروات تطلعها : انا بسويها
كانت عازمة كل اهل مُهاب واهلها هنا ، في بيتها وتوترها لا يُوصف ماتعودت على شعور العزايم وهي تعزم و توجب و تضيف كلها امور تحبها لانها تتذكر جوا العائلة فيها وبنفس الوقت تتوتر منها ، طلعت السكين تقطع الخضروات وفزت برعب من اللي حاوطها من الخلف يقبل نحرها هامس : بسم الله عليك 
مسك كفوفها يقطع معها ،تنهدت براحة وابتسمت تشوفه يقطع ماسك كفها : ليه تطبخين انتِ وين خديجة ؟
تنهدت براحة وابتسمت تشوفه يقطع ماسك كفها : ليه تطبخين انتِ وين خديجة ؟
ابتسمت تنطق : تعبت حرام وبعدين طفشت من الجلسة
قاطعها بامر صارم : ما تطفشين دامك مرتاحة لا تشغلين بالي يا ابوي خليك فوق 
التفتت له باعتراض : كيف ابقى فوق الضيوف جايين!
ناظر لها مبتسم من غضبها : نطردهم ؟
ضحكت بتعب منه وتقدم يُقبل خدها مبتسم نطق : عندي مهمة
اغمضت عيونها تناظر له : كل مرة تسوي فيني كذا ؟ تعلمني عندك مهمة في اكثر لحظة نحن مبسوطين فيها!
اخذ نفس بتعب يناظر لها : مب يدي يا ثُريا والله طلبت اجازة موعد ولادتك ثلاث شهور وافقوا عليها بشرط هالمهمة ..
تنهدت تناظر له : تطول ؟
هز رأسه برفض : اسبوعين بس 
ابتسمت ماتبي تعكر مزاجهم بزعلها وضيقها ابدًا وحاوطت نحره : دامك بترجع لي روح ..
ابتسم يناظر لها : ارجع لك ، دايم ارجع ..
انحنى يقبل نحرها ونبضها بتكرار يطول في قبلاته لين انتشر صوت جيهان في الصالة : يا اهل البيت
دفعته تناظر له بوهقه وابتسم من شكلها يسمعها تنطق بغضب : تضحك !
ضحك غصب عنه هالمرة من عصبيتها صارت تعصب واجد بحملها والغريب انه مستلطف شكلها لدرجة لا توصف كشرت بوجهه تتركه وابتسم بضحكة يطلع من الباب الثاني لان الاكيد ما جت جيهان وحدها ..
عزمت الكل من كبيرتهم جيهان مع مودة بحضنها رانسي و تُقى ولدلوعة سمر بفستانها الوردي نفس بنتها تتصور معها ، من العروس فاطمة الخجولة امامهم اول جمعه مع جيهان و نوال ، لدلع بوحامها المتعب واخيرًا فيروز الجندي المجهول بالحكاية ، التفتت لها ثُريا بزعل : خلاص بتنقلين الجنوب؟
ابتسمت فيروز : مع الاسف وليد توظف هنا ولقيت لي وظيفة بس بزورك وتزوريني
ابتسمت تحضنها : الله يجعلها بداية خير لك
ناظرت نوال لدلع : وجهك وجهه حامل
ضحكت دلع بصدمه : كيف عرفتي!
صرخوا بصدمه وضحكت بشدة من رد فعلهم لان محد كان يعرف الا ثُريا، تسمع جيهان : ماتغيب عن انظارنا ذي
سمعت منهم التباريك والسرور وقفت ثُريا تضيفهم وفزت جيهان : خليك يمه خليك 
ضحكت لانها اكثر وحدة تخاف عليها بعد مُهاب ونطقت سمر : عميمه بسجل حركاتك ذي ياويلك ماتسوينها لي
ضحكت جيهان : مايحتاج بحملك بورد ماقمتي من سريرك 
ضحكوا كلهم وفزت تُقى : عمه اهخ
التفتوا لها في وجهها معالم الالم وقفت تمسك بطنها بخوف بكت نطقت جيهان وهي تركض لها: يمه بنتي بتولد 
فزوا كلهم ورفعت نوال جوالها بخوف تتصل على أيمن ومن حسن حظهم كان أيمن مع مُهاب برا اخذها بعجلة للمستشفى لانه فعلًا موعد ولادتها ..

6



        
          

                
بعد اسبوعين 

20


ضحكت فاطمة تسمع جهاد يكمل سالفته : مدري شلون كذبت عليهم ووافقوا وقعوا العقد وانا متوهق كيف بعترف
ضحكت بتعب تناظر له : وليه تكذب طيب !
جهاد بضحكة : مدري ابيهم يوافقون 
جلست قدامه مبتسمه نطق : وش فعاليات اليوم ؟ اتمنى مب وزغ من يومها احك ظهري وانا نايم
ضحكت لانه يذكرها بقصتهم قبل اسبوع في زيارتهم لتُقى وهم طالعين شافته في احد الاحواش وصراخها ماتغير وركض قبلها : اي وهربت قبلي
ضحك بتذكر : ما هربت آمن لك الطريق
ضحكت تطلع الاونو : تعال نلعب
جهاد : اي هذا هو الجدول
رتبتها تلعب معه وفازت عليه مرتين وفاز عليها اربع ، ناظرت له تنطق بحماس : انا اونو
وضع ابو اربعه يبتسم بسخرية : اسحبي بس
عضت شفايفها تعبس تناظر له : خير تراك فايز بكل الحالات اقل شيء هذي الجوله
ناظر لاحلى ابتسامة في الحياة واشهى غمازة : افوزك بس مافي شيء مجانًا 
هزت رأسها برضى وابعد ابو اربعه يسمح لها تفوز وصرخت بوناسه : اي كذا العب
ضحك من حركاتها وتقدم يسحبها لحضنه يُقبل خدها بتكرار عند غمازتها تحديدًا ينطق بين قُبلاته : هذا العب والله ..


39


المربط
بعد رجوعه من مهمته كان اكتمال هديته ، نزل من السيارة وتقدم يفتح لها الباب ونزلت بتعب تمشي تنطق : مرة اشتقت للمربط اخيرًا اقتنعت نروحه
ابتسم يمسك كفوفها : قفلي عيونك
عقدت حجاجها بأستغراب : ليه؟
ابتسم بهدوء : قفلي
استجابت له تغمض عيونها ومسك كفها وذراعه حاوط خصرها يمشي معها يدخل للمربط يكمل خطواته لمكان يشتغل عليه من شهور ، ابتعد عنها ومدت كفوفها بخوف مازالت مغمضه : مُهاب !
ابتسم يطمنها : حولك انا
اخذت نفس وفتح الانوار ينطق : افتحي
فتحت عيونها ببطيء تناظر حولها لغرفة في حوش المربط تحيطها الزجاج من كل جنب وتعكس مابداخلها من نباتات وشجيرات و ورود مختلفة ، 
لانّت ملامحها بدهشة تلتفت له ونطق بهدوء : محمية تسمح لنباتاتك تعيش معك وتكبر ..
رفعت يدها لثغرها بصدمه ماتستوعب انه صنع لها شيء مثل كذا ، محمية مزوده بكل احتياجات النباتات بانواعها مقسمه لكل نوع من النباتات ويفصل الورد في مكان ابرد وزجاجها خاص لا يمتص اشعة الشمس ولا تدخل الحراره الا باوقات محدده وبمقدار يكفي لنمو لا للاحتراق ، من شهور وهو شغال عليها وكل شيء طالبه من اماكن مختصه وهذا سبب رفضه لزيارتهم المربط ، التفتت له تتجمع دموعها بعيونها : مُهاب !
تقدم لها يحاوط وجهها بكفوفه : ليه يا ابوي الدموع انا اسعى افرحك ما ابكيّك 
عضت شفايفها وهي صارت حساسة وعصبية ومتقلب مزاجها اساسًا مع الحمل فكيف بكل هذا التعامل : مو قادرة اعبر ابكي لاني مبسوطة
تنهد يبتسم يكفيه انها دموع فرح ورغم ذا نطق : ما ادانّي دموعك ولو انها فرح مابي عيونك تبكي ابدًا
طاحت دمعتها وتقدم يقبل مجرى دموعها يداوي دموعها يردف على مقربة : ودي اجمع دموعك بكفي أداريّها واعتذر لها ولو ما انا نزلتها ..
اخذت نفس من عذب كلامه تبادل هي بتقبيله وقبلته برقة بطريقتها الاعذب في التقبيل تهلكه وتهده وتتعبه ، ابتعدت تنطق ومازال ثغرها عند ثغره : أحبك 
في هذي الحركة اهلكته زود ورجع يُقبلها بعمق اكبر وعطش اكثر، ابتعد يرد عليها فقط ولا عُمره ماكانت نيته الابتعاد : أحبك اكثر 
ابتسمت تبتعد تمشي بحماس : بدخل
ابتسم يلحقها : على هونك
دخلت تناظر لنباتات وتتلمس اوراقها الخضراء أزهرت في بيتهم مثل ما أزهر قلبها بين قسوة زمانها ، سقى جذورها و ابعد كل نبته مسمومه عنها ، ليّن تُربتها و سرق أشعة الشمس لها ، هب النسائم الباردة علشانها و حقق المستحيل لها ، هي كانت نجاته و أحييّت روحه بعد موتها وهو يسعى من ذلك الوقت يرد الجميل ..
التفتت له بحيرة تنطق : كيف اجازيك ؟
ابتسم يناظر لها نطق : خلينّي أب هذا وحده أعظم من كل هدية ممكن أحصل عليها 
ابتسمت تتقدم تحضنه تناظر لنباتات ونطق بعدها : برد عليك تعالي ندخل البيت والصباح المكان أدفئ
هزت رأسها برضى تطلع معه تحدثه : في زاوية فاضيه ابي فيها كنبتين
هز رأسه : حاضر وش بعد؟
ابتسمت تدخل معه البيت الكوخي : وابي مجموعه نباتات زود 
هز رأسه برضى : حاضر وش بعد ؟
ناظرت له تسحب الوشاح الكشميري بعد ما ابعدت عبايتها وبقيت بفستانها الهادئ البني : وابي اولد هنا 
هز رأسه مبتسم : تدلل علينا يا سمي الظبي، وش زود؟
ضحكت باتساع وجلست معه بنفس الكنبة امامهم المدفأة تشتغل بحكم انهم في الشتاء وانظارها على العود : وابي تعزف لي من زمان اطلب منك !
ابتسم يهز رأسه برضى: على خشمي
تقدمت تقبل ارنبة انفه : عليه بوسه
عض شفايفه يناظر لها بتهديد ضحكت بشدة وابتسم يوقف يسحب العود يمشي لها وجلس ينطق بتذكر : كل مهمة لي كنت اسمع فيها صوتك اهديّ قلبي لو شوي ، اخر مهمة سمعت صوتك ونبض الروح بداخلك 
ابتسمت تناظر له نطقت بتذكر : تذكرت اغنية تعرف تعزفها؟
ضحك لان متأكد انها نفس الاغنية اللي بباله كانت تخطر عليه في مهمته وهو يسمع النبض ويبي ثُريا تغنيها ونطق : عرفتها من غير ما تقولين
ضحكت لانه بدأ يعزف لحنها وميلت رأسها تنطرب بعزفه وتنبهر ماتوقعت ابدًا اتقانه له لدرجة ذي ونطقت تغني بصوتها الاروع والآخاذ وسر كُل الحكاية : أنا، أنا لك يا بريق ألماس أنا الألماس وإنتِ لمعة ألماسة وحساسة ..!
ابتسم يغني معها بهدوء وثقل صوته :  وقلبك موطن الأزهار وأنا اللي يعشق الأزهار وغيري يقطف إحساسه ولكن ما يهم اللي تولع في غرام الورد إلا ما نسيته وردة سقاها بلهفة أنفاسه أنا يا وردة العشاق ونار الحب والأشواق
هزت رأسها بطرب معه بعد ما وصلوا للكوبلية المطلوبة غنوا مع بعض : أنا أول من عرف قلبك وأول من سمع نبضك وأول شخص لك يشتاق 
ميّل جسدها نحوها يشير عليها ببصره : يا بنت النّور، يا بنت النّور يا عقد من الوله منثور ..!
كانت هي النّور المقصود في كل ديجور حياته وعتمته المُظلمة ، فزت تمسك بطنها تضحك : مُهاب عطني يدك
مد كفه ووضعتها في بطنها تحرك وفز من حركة الجنين ضحكت بشدة : اثبات وجود
ضحك مُهاب وتكررت الحركة ونطق : هلا يا ابوي انت هلا!
ضحكت باتساع وحاوطها مبتسم يقبل رأسها في صورة كانت بروازها الورد وعطر الهوى و ثمرة حُب ..

88



        
          

                
عدت الليالي والهناء والسرور ليلة تتبعها ليلة وشهر يسابق شهر وفي منتصف الشتاء القارص مثل حُبهم الاصعب كانت ثمرة حُبهم فيه راح تُزرع ..

6


المستشفى 
اخذت نفس تسمع الدكتورة وبجانبها مُهاب : ماتشرق الشمس والا ولدتي شوي بس امشي الان
هزت رأسها بتعب وابتسمت الدكتورة : رغم انك بكِر ماشفت مثلك بصبر ماشاءالله عليك 
طلعت بعدها وتنهد مُهاب يرفع كفه لجبينها : ليه تكتمين يابوي ليه صرخي اضربي سوي اللي ودك لو تقلبين المستشفى رأس على عقب فداك
ابتسمت تناظر له : طلعت من روحي كل هذي الاتعاب بعجز اطلع قطعة منك ؟
لانّت ملامحه منها تتعبه وهذا امر خالصين منه، وانحنى بجبينه على جبينها واخذت نفس بتعب لثواني توقف 

42


وساعدها يمشي معها ماسك كفها في جوانب المستشفى ، كم مرة بكوا هنا ؟ وتألموا ؟ واليوم هم في انتظار السرور والفرح توقفت امام حضانه الاطفال وابتسمت تناظر له تنطق : ولد ولا بنت ؟
هز اكتافه بجهل : مب قادر اتوقع 
ضحكت ترفع جوالها على اشعار رسالة من قروب البنات كانت صورة من تُقى للؤي وهو يضحك كاتبه تحتها "متحمس للمفاجأة يارب عروسه له " ضحكت ترفع الجوال له وابتسم : لؤي العبيط
ضحكت لان فعلًا هالولد اعجوبة مازال عمره شهور وحركاته وتصرفاته بسبب معاشرته لابوه تبهرك كيف يضحك يحاول يجذب الانتباه ويتصرف بلطافة ..
مسكت يد مُهاب تنحني بالم تطلع منها الآهات الخفيفة وفز لها يرفعها بخفه في حضنه ينادي : دكتورة!
دخلوا غرفة الولادة نطقت الدكتورة : ممكن تطلع
فزت ثُريا تمسك كفه : لا تخلينّي
تقدم منها يمسك كفها ينحني لوجهها يقبل جبينها : ما اخليك عُمري ما اخليك ..
تركته الدكتورة يشوف صبر ثُريا يستوعب كل مرة انها اقوى امرأة عرفها في حياته ، ثُريا لن تُكررها الاقلام ما استطاعوا ابدًا وهو لا يُكرر ابدًا .. 
كانت تشد على كفه كل ما حست بتعب وفي النهاية صرخت تتنفس بتعب وتليّن ملامحه يقبل جبينها بتكرار يحاوط وجهها ماتسمع منه الا "بسم الله عليك يابوي انتِ" تمسكت بثوبه تأنّ بتعب يعتذر منه ولا يدري ليه يعتذر بس هذي اول مرة يشوفها تعبانه لدرجة ذي وانهلك من منظرها ما يقوى عليه، ولان الدكتورة تعرف انهم مايدرون جنس الجنين ، اخر صرخاتها انتشر بعدها صوت بكاء طفل ولانّت ملامحها تتنفس بعلو و ملامحه يناظرون لبعض باستيعاب التفتوا بنفس اللحظة لدكتورة اللي ضحكت بشدة ترفعها : بنوته !
ضحك مُهاب بشدة مايستوعب يناظر لثُريا تطيح دموعها تضحك ؛ بنت مُهاب!
كانت هذي اللحظة تستحق انتظار التسع شهور وتستحق تقطيع الظرف وعدم فتحه ، تحول كل ألم لضحك وحماس وقت التفتوا لاجل يعرفون جنسها ، ماتنسى رد فعله ابدًا وكيف ضحكت بوسط دموعها، ميّل رأسه على جبينها يضحك : بنت ! كيف انا استحمل نورينّ !
اغمضت عيونها تطيح دموعها وانحنى يُقبل عيونها الثنتين بتكرار ..

139


« النّور بنت مُهاب »
كان هذا الاسم يتكرر في كل مكان من جيهان اللي جت تبكي من سرورها و من شدّاد اللي حسّ بشعور الحفيدة وكونه جد ، فرح متعب ونذره بذبايح وجود باسل وجهاد مسرورين وأيمن نطق : تراها للؤي انتهى
ضحك مُهاب باتساع يناظر لشدّاد اللي حضنه للمرة الثانية : مبروك يا ولدي الله يرزقك برّها يارب
ربت عليه ينطق : آمين
وابتسم شدّاد: ماقوى قلبك على ظبي لعوب يا كبر مصيبتك بالاثنين!
ضحك بشدة وغصب عنه واتبع شدّاد قوله: من هاليوم ما اعرفك الا بلقب "شايل الظبي" يوم الناس كانوا يصيدونه انت حضنته وشلّته 
لانّت ملامحه لان شدّاد همس بنبرة منخفضه بعدها: ظبي لعوب وظبي دلوع 
قصد فيها زوجته وبنته وهذا كثير عليه حيل لمعة عيونه من هول مشاعره ماغابت عن شدّاد المبتسم لانه من وقت شافه شايل بنته بوسط المستشفى تذكر يوم شال زوجته بوسط الشارع وكل هالذكريات عليه تتعبه،
طلعت جيهان من عند ثُريا تكلم مُهاب : نامت من التعب لا تخليّ احد يزورها اليوم مافيها حيل اتمنى تقنعها تبقى عندي 

61



        
          

                
هز رأسه بهدوء : ماودها عميمه وقت ماودك انتِ المربط قريب
تنهدت تطلع مع جيهان ونطق باسل : شفت حبيبة خالها ودام ثُريا تعبانه نخليها المهم انها بخير 
اكمل جهاد : دق علينا اذا سمحوا بزيارة
هز رأسه لهم وطلعوا ، تنهد يدخل غرفتها يستشعر الهدوء ومشى عندها نايمة بتعب بعد جهاد عاشته عُمره ما ينساه ، رفع نظره لدخول الممرضة تجر سرير بنته تضعه بجانب ثُريا وطلعت تتركه يمشي يناظر لاصغر جسد في العالم ، لنّور فعلًا كانت اسم على مسمى ببياض لباسها وسواد شعرها الخفيف واحمرار وجهها تنام بعمق ورقة ، ارتعشت كفوفه مايستوعب انه اب ، تشعر الام بالامومة مُنذ اول يوم لمعرفتها ان روح بداخلها ولكن الاب يشعر بها عند أول نظرة له لطفلته ، رفع كفوفه يشيلها في حضنه يبسمل بتكرار ، وضعها على صدره يشم ريحتها ولا قدرت تشيل رجوله وجلس في الارض !
جلس يتكأ بظهره على الجدار وهي بحضنه ينطق بهمس: حفيدة سعود ؟ 
قالها يذكر نفسه ان نسل سعود ما انتسى واغمض عيونه براحة ماتوقع ابدًا ممكن تعطيه الدنيا لدرجة ذي ..
صحيت من نومها ترفع جسدها تناظر له همست : مُهاب!
وقف مبتسم يمشي لها : ارتاحي، جاي لك
رفعت ذراعها وضعها ومجرد ما شافتها بوضوح بكت ، ماقدرت تستحمل وبكت تناظر لها بحُب  : هلا يا ماما هلا !
ابتسم ينحني يقبل رأس ثُريا براحة ينطق : النّور وبنت النّور
ضحكت تلتفت له وابتسم لانها تضحك مسح دموعها بكفوفه يناظر معها لنّور حياتهم ..

32


في عصر كان الحُب فيه جريمة ، الامان خُدعة ، السعادة كذبة ، الوعود مزوره ، الحقيقة مُزيفة ، كنت انت الواقع فيه والامل البعيد ، كّنت انت المستحيل الممكن والصعب الشجاع ، كُنت انت الحقيقة الوحيدة ومُنذ ان قالت تعيش الحكومة ، عاش هو و مات الجميع ..

30


في بيت شدّاد وبعد سنة كانت حزينة بسبب موت متعب فيها بعد جهاده من المرض رحمه الله و توفاه كان اخر يوم له زيارته لحاتم ، سامحه وهو في فراش الموت وبكى حاتم بكى مايعرفه احد وانهار وقتها بس يكفيه ان موته كان وهو مسامحه لانه لو مات بزعله ماكان راح يصبر ابدًا ..
عزمهم شدّاد في بيته كلهم يبي يغير عليهم جو الحزن اللي صار له شهور ..

58


داخل البيت
تجلس جيهان مثل ماكانت وزالت سيدة الجلسة بعد حزنها الشديد على ابوها عرفت انها سنة الحياة ولا تنسى وقوف شدّاد معها ابدًا ، صرخت تُقى : لؤي تكفى خلاص كم كوب بتكسره !
بكى لؤي وتقدمت تشيله مودة الحامل بمولودها الثاني : حرام عليك لا تصرخين يخاف
تقدمت نوال تشيله : تبيني ازعل منها 
تُقى : عمة حرام عليك ماتشوفيني كيف تعبت مرة شقي
تنهدت نوال : ما الومك ذكرني بابوه ماعمره عقل
ضحكت تُقى : وللان
ضحكوا كلهم ودخلت دلع بحضنها ولدها " يوسف" ونطقت ثُريا اللي كانت في وحامها الثاني : حي جوزيف و ام جوزيف 
ضحكت دلع تناولها يوسف على دخول ورد تركض : نور نور
اردفت سمر : طبعًا بنتي تنسى اسامينا كلنا الا نور ما تنساها
ابتسمت جيهان : ومين ينسى نور ؟ ما تنتسى ابدًا 
ضحكت ثُريا : عند الرجال بنتي ماتحب جلسة البنات مستقبلها واضح
ضحكوا كلهم ودخلت بعدهم فاطمة مازالت حامل باول ولد لها تسمع ترحيب مودة : حي ام مين هالمرة ؟
ضحكت فاطمة : اخر الاتفاقات ام زيد الله العالم جهاد يصمل ولا لا
ثُريا بمزاح : كل اسبوع جاي باسم ما ادري متى يرسى على بر
نطقت سمر : قومي تُقى نعطيهم عيالهم نحن نربي وهم يلعبون
ابتسمت جيهان تناظر لجمعتهم وسوالفهم وعذب كلامهم وجمعه بالحُب و الود والاحترام صُنعت ..

5



        
          

                
بيت الشعر

19


مكتظ بالرجال على صدر المجلس شدّاد و جاسر ، وفي حضن شدّاد نور اللي اخذت اكبر قدر ممكن من الحب بحلاوتها ولطافتها وجمالها ودلعها كانت شيء غير قابل الا للاكل ، يبتسم مُهاب يناظر للفرقة الثانية يلعبون بلوت ، حميد واولاده يركضون حوله محمد و حسن ، وأيمن التفت لدخول لؤي يبكي وحضنه ينطق : غشاش فراس والله غشاش
ضحك فراس يسوي نفسه مايسمع يرحب بورد اللي جته تتدلع عليه : بابا 
ونطق مبتسم : اتفلي على عمو أيمن
ناظرت لأيمن وتفلت وضحك فراس بشدة لان أيمن سحب لؤي ينطق : اتفل عليه مع يا كلب
استجاب له لؤي ينطق : كب 
ضحك فراس بشدة يسحبه يقبله : اول مرة اقبل شتيمة
ناظر أيهم لولده حسان يلعب مع محمد : حميد احس ولدك يضرب ولدي
حميد : مابقى ندخل بين ورعان العب بس
التفت راجس بتذكر: ولدي نايم من يوم خلق اي بالله هذا الشبل من ذاك الاسد
انفجروا ضحك وبشدة يفهمون مقصده لانه مثله نايم وين ماكان وجاء ولده ينام وين ماوده ونطق أيهم: عمره شهر تبيه يقول يعديّ يدور كُليب؟
ابتسم راجس بمزاح: اجل ليه جبته ؟
ضحكوا كلهم بشدة ورفع أيهم العلبه يرميها عليه يضحك
صرخت ورد : نور !
التفتوا بصدمه لنور تمشي من غير ماتمسك شيء
فز شدّاد : بسم الله ما شاء الله 
انتشر تعزيز الشباب لها بحماس ومشت خطواتها تشوف شدّاد و جاسر فاتحين اياديهم لها وفتحوا الشباب ذراعهم بستثناء مُهاب جالس بهدوء يناظر لها واثق بمكانته ومشت تتركهم كلهم له وضحك يفتح ذراعه يشيلها ،
تحبه لدرجة غير معقوله ومعه تطلع حركاتها ودلعها وتصرخ بحماس بس تشوفه ، مايبيها تعيش الا بدلع ابيّها مثل طفولة امها ولو علشانها ينحر كل حلاله فداها ..

92


كانت المشاهد بينهم حنونه وعطوفه 
"طلعت كل وحده مع زوجها ، سمر اللي اخذها فراس لحضنه وبحضنه ورد ينطق : نبي نشتغل على مشروع ورع جديد 
ضحكت بصدمه تضربه بخفه تركب معه وهي تضحك.. مثل ما كانت ومازالت ، الرجُل الذي لم يهمه الماضي ابدًا واختارها هي وحاضرها ترك الدنيا معها وعرف لذة الحلال وموطن الامان وصدق الهوى ومسراته في دروبها كانت الصواب في جميع اختياراته الخاطئة وكان هو الواقع في كل احتمالات خيالها "
"وتُقى ركبت سيارة أيمن بتعب : ولدك ذا تعبني
ابتسم أيمن : وابوه ما تعبك؟
ضحكت تناظر له : شوي بس
ضحك معها بشدة وهو يسوق .. بمرحه المعتاد وروحه الخفيفة كان سبب عونها وسندها نجحت بمرتبة الشرف الاولى وقدمت على الماجستير ولا لقيته الا الحبيب والرفيق والصاحب في الدرب العسير "
"وعند باسل نزل من السيارة يشيل ولده يرحب فيه : حي ابو الاسمين 
ابتسمت لانه يقصد " يوسف و جوزيف " ركبت معه تشيل ولدها تنطق : ودي نسافر ماودك ؟
هز رأسه مبتسم : انا كل اللي ودك ابيه
ابتسمت تناظر له بهيام وابتسم يناظر لها المرأة التي استطاعت إقناعه ان تأثير الحُب اقوى من كل العقاقير وان التعب الاحب هو تعب طلب المحبوب وطلب قُربه ، معها صدق ان الحب قادر ان يولد في غُرف المستشفيات وبين ممرات الالم و الامل "
" وصولًا الى جهاد طلع مع فاطمة ونطق بمزاح : وراك 
ضحكت تمشي ماتلتفت وراها : ماصارت تمشي علي دور غيرها
ضحك باتساع : حسافة بجرب تطبيق عملي
ناظرت لهّ بتهديد تركب السيارة : ياويلك جهاد ! "
ضحك باتساع يركب معها تكون عوض لياليه والفرحة بعد ما تجرع من كؤوس الحزن واكثر قراراته صواب هو ان يبقى مع الحق وفي ما يمليّ عليه قلبه استمر بطُهر قلبه ولا سمح للعالم ان يلوثه ابدًا حتى حصل عليها هي عوضه عن جميع احزانه .. "

39



        
          

                
واخيرًا
الى من تجرعنا معهم الحب حد الثمالة والجنون حتى فقدان الوعي والحُب حتى الهلاك ..
ركبت السيارة وشال نور في حضنه تسمعه يسألها سؤاله الازلي : انبسطتي ؟
أبتسمت لانه على اطباعه يسألها بعد كل طلعة يشيل هم اي مضايقه من اهله : اي مرة والله وانت ؟
ابتسم يناظر لنور : الحمدلله 
حرك يسمعها : خالي عازمنا بعد بكرا زواج ولده تخيل كاتب دعوه خاصه لنور ! سحب علينا
ابتسم بضحكة يشوف نور تلعب بطارة وهو مثبته : سرقت كل قلوبهم ما تركت احد صاحي
ضحكت تسمع نور تنطق بطفولة : بيب بيب 
ضحك يفهم مقصدها وغايتها : اسمعك بوري؟
ناظرت له برجاء وضغط على البوري وضحكت بمرح وفرح تصرخ : بيب بيب
ضحكت ثُريا بشدة : مُهاب ازعجت الناس !
ناظرت له نور تعبس : ماما بيب بيب
عضت شفايفها ماتستحمل ابدًا حركاتها ودلعها تلتفت لابوها : بابا بيب !
قالتها بزعل لانه وقف وعض شفايفه مايقاوم ابدًا : تروح الرياض وابوها كلها فدا لها 
ضغط على البوري بقوة بشكل متواصل وصرخت نور بمرح تضحك بشكل يهلك قلوبهم تردد "بيب" بكل مرح وفرح وسرور في احضان أحنّ أب وامان أرقى أم ..

74


بعد ست سنوات ..

50


سته وستون يا حضرة القارئ اما اكتفيت من كل هذي المشاعر ؟ 
كانت الدروس لا تُشرح بالقلم والورق ولكن يُبصرها البصر و يتلمسها الواقع من حكم ، انتهت الحكاية بمجيدة تموت بعد سنين من الجنون وهذي عدالة الارض الأزلية ، عاشا بناتها حياتهما بعيدين عن موطنهم وبقي راشد في السجون حتى هذا اليوم اما سليمة فكان عوضها رجلًا حنون رحيم لا يمُد يديه لها الا لتقبيّلها واصبح لسامي اخت يراقصها كل ليلة بفرح ..

32


العوض المُدهش يكون في صورة الحلال والاقدار المدهشة هكذا كان فراس ابو البنات بعد مارزقه الله ببنتين ورد و زهر ومع سمر اصبح لا يستحمل كل هذا الدلع المفرط والرقة والعذوبة واصبحت كل ايامه ربيع مازاره البرد قط .
 ولان صاحب الروح الطاهره تحبه الدنيا وترضى عنه كان نصيب البشوش مثله حظوظ بشوشه واصبح أيمن ابو الاولاد بعد لؤي رُزق بمتعب سمي جده وانهت تُقى الدكتوراه لتصبح دكتورة في احد الجامعات الراقية وجمهورها الاول كان أيمن ..
استمرت مودة لزيارتها لابوها بعد طلوعه من السجن وتوبته في بناء مسجد واصبح امام فيه حافظ للمصحف كانت تزوره وهذي المرة مع بنتين و ولد مثل ماكانت دائمًا تصل رحمها ولا تقطعه .
عاش المثقف في اعذب قصيدة واقعية مع دلعه و ولديه وبنته ، يوسف و رويدة وختامها كان يمّان اختار ان يسمي باخ مُهاب وهذي أعظم هدية قدمها له اما أعظم هدية حصل عليها باسل كانت دلع و رقة ايامه .
 اصبح جهاد اب لتؤام بصورة صادمه لم يعرفوا الا في لحظة ولادتها ببنت و ولد وكان الدنيا تعتذر له عن كل ما فعلته ، اختار ان تكون اسم بنته زهراء على ام ثُريا يهديها الفرحه واسم ولده من اختيار زوجته وعوضه كان ليث اما فاطمة كانت بنسبة له مثل السماء بحلوها ورقتها وعذوبتها وعاشوا في سرور وعاش جهاد في حُفرة خدها .
المربط

29



        
          

                
أبعدت نظارتها بتعب تمسح عيونها بعد استمرارها في الرسم لوقت طويل واتصالها الدائم مع الموظفين لان بكرا عرض ازياء لها و توترت من الآن رغم مرور السنين مازالت رهابة الموقف تسكنها في كل عرض ازياء ، طلعت من مكتبها للمطبخ لان نور طلبت منها هوت تشوكلت ولا ودها تخليها بخاطرها ، بدأت تجهزها اناظرها على سعود جالس في كنبة الصالة يتفرج ناشيونال جغرافيك مثل ابوه !
تسمع صوت صهيل الخيل تعرف انه خيل نّور واللي كان ولد المهيب ولد بنفس السنة اللي ولدت فيها نور واسمه نّور على اسمها ، تحبه مرة وتركبه بمهارة رغم صغر سنها ، جهزت الهوت تشوكلت باكواب ونطقت بعلو : نور تعالي ماما تأخر الوقت
وصل لها صوت نور : حاضر ماما
نزلت من الخيل ترجعه لمكانه وركضت تدخل تشم الريحه : يمّي !
ابتسمت ثُريا تشوفها تسدل شعرها وتلبس وشاحها اللي خيطته لها امها جلست جنب سعود وتقدمت ثُريا بالاكواب لهم : اجلس عدل سعود لا تشرب كذا
اعتدل بجلسته : حار ماما
اخذته منه : اتركه يبرد حبيبي 
ابتسمت نور : بابا نام ؟
هزت رأسها باستغراب : ليه هو جاء من الشغل؟
سعود : ايوة طلع فوق قال لا تزعجون امكم 
ابتسمت تناظر لكوبه الرابع : الان ينزل ويشرب معانا
ابتسمت نور تنطق : ماما التيتشر سألتنا مين يو هيرو تعرفين وش كتب سعود ؟
ضحك سعود يتذكر : اسكتي يالله منك
ابتسمت ثُريا : وش كتبتوا ؟ 
ابتسمت نور بحماس : كتبت مامي و بابي ماي هيرو وسعود كتب مثلي طلعته تيتشر علشان يشرح لها قال بابا افضل من سوبر مان وباتمان قالت له يطير قال اي وضحكت علينا
نطق سعود بزعل : قلت لها بابا يطير وعنده هيلكوبتر اخذني هناك بس هي تحسبني اكذب ماما 
عضت شفايفها تحب فكرة انهم يشوفون ابوهم بطل لدرجة ذي : وش عليك منها مُهاب بطلنا كلنا اذا زعلتك علمني نفصلها ونعلمها البطل كيف اذا عصب
ضحكت نور وضحك سعود بمرح اثناء نزول مُهاب يسمع اخر كلامها : سعود ومشاكله؟
هزت رأسها تضحك وتقدم يقبل رأسها قبل جلوسه بجانبها ناولته نصيبه من الهوت تشوكلت ونطق سعود : ماسويت شيء هم مايصدقون انك هيرو
رفع حاجبه بدهشة منه يسحبه لحضنه يحاوط نحره بذراعه يمازحه : محد يصدق هالكلام لا تقوله
نور بدلع : ماي هيرو! ماي هيرو !
عض شفايفه يناظر لها بتهديد : العناد ذا انا اعرف من وين جاييك
رفعت حاجبها ثُريا تناظر له : من وين ؟
ابتسم بهدوء : من ظبي لعُوب تعرفينها؟
كتمت ضحكتها : ما اعرفها صراحة 
صرخت نور بتذكر : أخدنا بازل بس ما عرفنا نركبها انا وسعود
هز رأسه مُهاب : نوم يا بابا بكرا ان شاءالله 
سعود برجاء : بابا ماما اليوم ويكند
استمرت محاولاتهم حتى تنهدت ثُريا تبتسم : هالمرة بس ها !
صرخت نور بحماس : يس 
وقفت تطلع البازل اللي كانت احجية من عدد مهوول من القطع عقد حجاجه مُهاب من كثرته : انا اقول نروح ننام
ضحكت ثُريا وقف يجلس في الارض ينثرها وجلسوا حوله اولاده وهي امامهم تراقب هذا المشهد الشاعري وهذا الاب المدهش وعلاقته العظيمة باطفاله ، يرتب معهم الاحجيات مثل ما يرتب رصاص سلاحه ، عطوف وحنون عليهم تشافت طفولة مُهاب و ثُريا مع اولادهم كانوا عائلة صحية تحوفها الحُب من كل جانب ولد تربى وترعرع بقوة وشجاعة وليّن وبنت على الدلال والرقة والدلع والغنج والشجاعة تشبه امها بقوتها وعنادها وعدم خوفها ورقتها وجمالها ويشبه سعود ابوه بكل مافيه ، عدت الساعة وتنهدت ثُريا : تأخر الوقت يالله فرشوا أسنانكم وعلى غرفتكم بكرا نكملها
عبست نور بزعل : ماما !
ثُريا بصرامه : يالله ماما بكره نخلصها
تنهدت تمشي مع سعود يفرشون اسنانهم ومشت معهم لغرفتهم تكتم ضحكتها لانهم يمشون مثل ابوهم بطريقه عسكرية كفوفهم خلف ظهرهم وتنهار من هالحركه! تقدمت تعدل لهم السرير وتغطيهم انحنت تقبلها : تصبحين على خير حبيبتي
ابتسمت نور : وانتِ بخير ماما
تقدمت لسعود تقبله : تصبح على خير حبيبي 
ابتسم يحضنها : وانتِ بخير ماما
قفلت النور تطلع وابتسمت تشوفه واقف يناظر لها تقدمت تمشي معه للكنبة تسمعه : جاهزة لبكرة؟
هزت رأسها : اي مع شوي توتر 
جلسوا في الكنبة امام المدفأة سحبت الوشاح الكشميري تحاوط جسدها تسمعه : ودك تنامين ترتاحين؟
تنهد ثُريا : آعرف بنسدح كذا ماودي ابي انشغل حتى انعس
هز رأسه برضى : وش تبين تنشغلين فيه؟
التفتت له بتلاعبها المعتاد ترفع كفوفها لوجهه شعره وحواجبه ورموشه تهلكه مثل ماكانت ولا زالت : انت مثلًا!
عض شفايفه يناظر لها : ايش لعُوب يا ذا المدلل !
ضحكت بشدة وانحنى يُقبل خدها وهي بحضنه تناظر للبيت الدافئ اللي حلمت فيه وتمنته تحقق بنهاية ، همست وانظارها على قطع البازل : ودك نكملها؟
ابتسم يفهم مقصدها : اذا وعدتيني ماتعصبين لو ماعرفتي لها
ناظرت له بصدمه : وش قصدك انا عصبية؟
وقف مبتسم يمشي للبازل : مين عصبت اخر مرة بكرة السلة؟
تقدمت نحوه بتبرير : كنت غشاش تشيل سعود علشان تدخل الكورة !
ابتسمت يرتب القطع معها : وانتِ شلتي نور تعادلنا 
ضحكت تتفق معه ترتب القطع : المهم فزت انا و نور بنهاية
ضحك يهز رأسه برضى لان يكفي هي مبسوطه رغم انه هو فوزهم ولا كانت تقدر تفوز عليه، وحاولوا يرتبون البازل مع بعض علشان يصحون اولادهم ينبسطون فيها ، سهروا الليل كله عليها وقت خلصوا ضحكت بحماس : اخيرًا !

30



        
          

                
ابتسم برضى يردف : والله ماتسوا التعب بس علشانهم 
ضحكت توقف تتألم من جلستها بالارض وناظرت له : مافيني اطلع الدرج ينفع استغلك؟
ضحك يتقدم منها ورفعها بخفة وضحكت تتمسك بعنقه يمشي معها لدرج تقبله من طرف ثغره وفكه ورقبته تتلاعب فيه تسمعه هامس : بنطيح ثُريا!
عضت شفايفها تحاوطه بشالها تهمس : للآن ماطحت!
عض شفايفه يناظر لها بحُب لا يوصف ابدًا زاد وكل ليله يزيد : من مبطي طحت !
ضحكت وانحنى يُقبلها بين ضحكاتهم ونبضات قلوبهم العاشقة ..

39


اليوم الثاني
الهوى الغايب و محبوبته ..

5


الحُب الاصدق الاطهر واحلى قصص الهوى شاب كل شيء ولم يشّب حُبهما ابدًا ، ابتسم يشوفها تحط القهوة وتجلس عنده بتعب نطق : جايين اولاد الغاليين؟
هزت رأسها : اي قال عنده دوام و ثُريا مشغوله بيجون عندنا
ماخلصت كلامها حتى دخلت نور تركض : جدو و تيته
ضحكت جيهان تفتح احضانها : هلا و رُحب مطر وسُحب
ارتمت في حضنها ودخل بعدها سعود نطق شدّاد : هلا بالغالي ولد الغالي وحفيد الغالي هلا بسعود هالوطن وسعود قلبي
ضحكوا من ترحيبه ومشى بهدوء ماكان عُمره ست سنوات يسلم عليه بحركات رجال ويجلس كانه ابوه شبه لا يوصف حتى في رمشته لعيونه يقلده بكل شيء ليّن صار نسخه مصغره منه ، ضحك شدّاد يعطيه على رغبته : وش علومك يابو مُهاب؟
ابتسم سعود : الحال يسّرك وانت عساك طيب ؟
عضت شفايفها جيهان ماتستحمل ابدًا شكله ونطق شدّاد: والله في احسن حال ، رحت للحلال تطمنت على النياق؟
هز رأسه بثقة : لا تخاف بحرص اللي عينه ما تنام
ضحك لدرجة مايستحملها يسحبه يقبل خده بتكرار مايقدر على حركاته وكيف يقلد ابوه وضحكت نور ترفع يدها : اوف حطيت بس بيد مناكير 
فتحت شنطتها تطلع اغراضها وكتموا ضحكتهم لان اغراضها مب لطفله ابدًا لين اخذت المناكير تناول جيهان: حطي لي بليز 
ابتسمت تحط لها مع مساعدة شدّاد ورفعت كفها تنفخ عليه وهي تناظر للجدار لوحه معلقه نطقت : جدو مين اللي بصوره ؟
ابتسم يوقف يشيل اللوحة ينطق : تعالوا اعرفكم على اصحابي
جلسوا حوله وابتسم يردف : هذا انا وجدكم سعود رحمه الله كنا بمهمة عسكرية بحرية ولقينا سفينة وقفناها ونزلنا تفتيش وكانت احلى صدفة بحياتي 
ابتسم يشير على الرُبان بقبعته : هذا رُبان السفينة عماد رجُل كل حياته قضاها في البحر ماعمره نزل لليابسة الا لزيارة 
اشار على واحد وسيم مبتسم : هذا اسمه تركي الله يرحمه تزوج هندية وخلف ارجل اولاد وقتها كان هارب من اهله ..
اشار على واحد كان يملك وسامة شمالية بحتّه : هذا سعد واحد من دواهي هالدنيا كان هارب بعد من مصيبة وراه مات وتبرع لزوجته بقلبه 
اشار على واحد رافع سنارة يضحك : هذا افضل صياد عرفته بحياتي ، الصياد عُمر ابو البنات الله يعطيه طول العُمر 
وابتسم يشير على واحد مبتسم : هذا ذاعر عرفناه صدفة وراح فدا هالوطن الله يرحمه
كانت الصورة تمّ التقاطها في سطح احد السُفن لاعظم الرجال ولحكايات تُروى في أعظم الازمان ..
ابتسم يوقف يعلقها مر الوقت ودخل مُهاب بعدها فزوا يركضون يحضنونه وابتسم يحدث شدّاد : أزعجوكم ؟
ضحك شدّاد : ازعاجهم راحة
ابتسم مودعهم وركب السيارة وهم بالخلف يسمع نور : بابا مايمديك تبدل ملابسك لازم نروح لماما المعرض بدأ
هز رأسه وفعلًا مجبور يروح ببدلته العسكرية : مب مهم نروح لها كذا
سعود بتساؤل : بابا ما جبت لها هدية ؟
تنهدت نور : اوف بابا تعبت اعلمك
ضحك لانه مايستوعب كيف يحبونها لدرجة ذي كلهم يحبونها اكثر حتى منه وحتى هو يحبها اكثر من نفسه ، رفع باقة الزنبق : مانسيت
ابتسموا بحماس نطق سعود : بابا قررت اصير مهندس 
ابتسم له : وانا معك يا بابا وين ماودك
نطقت نور بحماس : وانا بصير زي ماما
عقد حجاجه مستغرب : مصممه ؟
هزت رأسها برفض : لا حلوة زيّها
ابتسم بوسع ثغره مايلومها اي بالله مايلوم مين ماوده يكون مثلها ؟
نزل بعد ماوصلوا لداخل المعرض انحنى يعدل شماغ سعود وعدل شعر نور وبدلته العسكرية اللي منها واليها بدأ كل شيء ، كانت توقف ثُريا بعد عرض الازياء تتكلم بكلمتها الاخيرة بعد ان اصبحت واحدة من اشهر المصممين على مستوى الوطن العربي وتملك فروع في كل دول الخليج وكل مدن المملكة صارت الوجهة الاولى و المصممة الاروع والمرأة الاكثر حُبًا ، صرخت نور و سعود بنفس اللحظة بين الجماهير : ماما فخورين فيك
عضت شفايفها لان الضحكات والتصفيق انتشر والتفتت لمُهاب واقف ببدلته العسكرية يناظر لها بفخر يكفيها ان ينظر هو لها وحده بهذي الطريقة ..
انتهى المعرض وطلعوا كلهم التفتت تدور على مُهاب و اولادها ما لقيتهم ومشت لمكتبها باستغراب صرخت بفزع وقت انتشرت المرفقعات بعد ما اطلق مُهاب المدفع الورقي تتطاير منه الاوراق وصرخوا نور و سعود بنفس اللحظة : مبروك ماما هذا الانجاز !
عضت شفايفها تلتفت لمُهاب المبتسم وانحنت تحضنهم مع بعض : انتوا كل انجازي والله
وقفت تشوف مُهاب بيده باقة الزنبق وابتسمت تحضنه بامتنان لكل لحظاته معها ولانه مُهاب مثل ما كان ماتغير النقيب سابقًا و اللواء حاليًا بعد كل ترقياته واصاباته دفاع عن الوطن لانه اكمل مسيرة ابوه ولا توقف ابدًا في ان يكون حامي الوطن ، المحاوله سته وستين الثابته والاخيرة ..

118



        
          

                
ابتعدت تناظر له واغمضت نور عيونها واغمض سعود ينطقون : ما نشوف ما نشوف
انحنى يُقبلها بخفة وابتعدت عنه بصدمه تضحك تضرب كتفه وتنهدت براحة من ضحكات بنتها و ولدها نطق : يالله نطلع
سحبت شنطتها واقفلت المعرض تركب معه السيارة وهم في الخلف تسمع نور : بابا اذا جبت انا وسعود الاول في الفصل نسافر اسبانيا؟
ابتسم يلتفت لثُريا : وش تقولين حبيبتي ؟
عضت شفايفها من لفظ "حبيبتي" رغم انها متعوده عليه و هم متعودين يسمعونه ورغم ذا مازالت تنهار كل مرة تسمعه منه والتفتت لنور : انا اقول لو تجيبون الاخير اسفركم وين ماودكم
ناظر لها بصدمة وضحكت تنطق : معليش ماراح تكون الهدايا بسبب النجاحات فقط انا معهم حتى في فشلهم 
ابتسم لانها دايم كذا تحاول تعطيهم كل شيء حتى يروا ان الفشل ليس النهاية وان المحاولات مازالت مستمرة وان نجاحهم لانفسهم و فشلهم لانفسهم والسعي يجب ان يكون رغبة بنشوة الانتصار لا بثمن الهدايا ..
نطقت نور بتذكر : ماما ليه بابا اسمه بجوالك "٦٦" ؟
ابتسمت تلتفت له بتذكر لحاكيتهم : لانه المحاولة الثابتة والنجاة الحقيقي والهروب الافضل والرقم الاصعب سته وستين ..
مافهموا شيء اولادهم ونطق سعود : بابا مسمي ماما النّور زي نّور اختي
ابتسم مُهاب يناظر لها : هي النّور الاول والاخير و طوق نجاة من كانت الدُنيا تنوي اغراقه وبها نجّى..
ابتسموا لانهم حتى لو مافهموا كل هذا الحُب الواضح لهم يكفيهم ..
ابتسم يشغل المسجل ونطقت نور بحماس : بابا في اغنية حفظناها مع جدو ابي نشغلها
نطق سعود بحماس يتذكرها : اي بابا تكفى
ابتسم يناولها جواله تختارها ومجرد ما قرأ اسم ابو بكر رفع حاجبه بدهشة : شدّاد يخرب اولادي
ضحكت باتساع تشوفهم ينطربون على الحن حتى نطق ابو بكر وهم يغنون معه اربعتهم : ما علينا .. يا حبيبي ماعلينا  من كلام الناس ما كنا درينا لو يقولوا عننا مهما يقولوا ..انتهينا عاد نحنا الا بدينا كل كلمة حب نحييها معانا  وكلمة العذال نرميها ورانا ..
ابتسم يلتفت لثُريا يرفع كفه يحتضن فكها حركته الابدية يناظر لها بحُب تبادله النظرات وتبدلت ابتسامتها لضحكات وقت طلع يده من شعرها بعد ما ارخى طرحتها و ورده بين اصابعه، حركة الخفة اللي كانت سبب في نجاتها وتبديل حزنها لفرح من السجائر للورد كان هو الساحر المدهش لها، وضحكت له تسمعه يردد : رسينّا يا شواطي الشوق رسينّا والاماني فوق نناجي الليل والنجمه ونور الفجر والنسمة ومن كلمه على كلمه رسينّا ..
يتبعها مع اولاده و محبوبته : وما يهزك ريح يا مركب هوانا مايهزك ريح ، طول ما حنا على بحرك مشينا،  
معلينا يا حبيبي ماعلينا ..!
ومضت سيارتهم في طريق طويل تحيطه النخيل الاخضر والسماء الزرقاء والقمر المكتمل تشهد الدنيا على سعادتهم بعد ما ظنوا ان الحزن لا مفر منه كان الامل في نهاية الطريق ينتظرهم، لان الحب يأتي حين تتوقف عن انتظاره في الاوقات الاكثر جنون في اللحظات الاخيرة من اعتقادك انك سوف تجنّ تطير بعدها للحُب، وتصدق حينها ان اكثر الناس جنونًا هم الواقعون في الحُب..!

71


حكاية سُردت في مركب الهوى ، عن بطل يشدّ الليل بنهار باحثًا في مُدن الشك عن موضع لليقين ، تستفزه الريح فيستهزيء بالإعصار ، يُبشر التنّور بالدخان ، و الصحراء بالعشب والامطار ،و الظُلمة بالانوار  يُناجي الليل فينام على كفيّه سته وستين عهد، قاسي القلب الظاهري وحنون الداخلي ذاك الذي ما زارّه في حياته هناء قط حتى لحظة دخولها لحياته ، قلبت موازينه امرأة في جسد الجنون أقوى جيش واجهه في حياته كان سلاحها عيناها و صفوف رموش كانت رماح موته لها ولسببها غيّر القانون و سرد حكايات الأندلس وقص الاعناق و عاشت الحكومة ، عاش هو وحده في عوضه الأبدي النور الحتميّ في ديجوره المُظلم و أيقنّ ان ملك الغابة الذي يهابه الجميع يُفتن بنهاية بظبي لعُوب ..


47


" تختار الحياة دائمًا النهايات حيث لا يكون للأنسان فيها اي رأي ، لذا إذا حالفك الحظ يومًا ان تكتب نهاية قصة ما اجعلها سعيدة، لرُبما تُفاجئك الحياة بنهاية سعيدة لك ايضًا"


36


ياطاقم السَفينة !
أنتهت الرحلة .
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close