اخر الروايات

رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل السابع والثلاثون 37

رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل السابع والثلاثون 37 



المملكة - الرياض 
قصر متعب

+


التغير الجذري اللي صار في متعب كان مُريب بنسبة لجيهان و جاسر ، صار تعلقه في مُهاب مرضي نتيجة تراكم كل ماصار عليه صار خوفه زايد لدرجة بان على مُهاب الانزعاج منها ، قبل شهرين بضبط اكتشفوا ورمه الحميد وخضع لعملية غصب عنه لاجل مُهاب وغضبه منه لانه ماعلمهم وطوال الشهرين بقى معه وتنوم معه وفوقها جهز له متعب غرفة في بيتهم وبقى عنده لاجل صحته وكل ما شاف مُهاب ابتعد اهمل صحته و ادويته علشان يرجع له وهذا اللي صاير الآن ، نطق جاسر : يبّه اللي تسويه مب زين لك ولصحتك خنقت الولد و اتعبت نفسك
تنهدت جيهان : سافر شغل يبّه ليه ماتفهم يخلص اموره ويرجع 
اعتلى الغضب وجهه : شهر كله شغل ! وش الشغل هذا اللي ياخذه منا مايكفي سنينه اللي راحت !
تنهد جاسم يناوله ادويته : كلها اسبوع يبه ولا تزعل اتصل عليه ويرجع ان شاءالله انت المهم خذ ادويتك لا تزعله منك وتتعبنا
رفض متعب اخذها وتنهد جاسر يطلع مع جيهان ينطق بغضب : ابوي مع اخر عمره انقلب طفل !
اخذت نفس : اتصل على مُهاب والله تراه ساكت لانه تعبان لو يقلب عليه مايخسر احد غيره
تنهد جاسر ومشت جيهان تدور جوالها ..

71


اليوم الثاني
ثُريا ..

+


جالسه قدام الايباد تتصل وجهه لوجهه بسمر تسمع عتابها المستمر : زعلانه منك والله العظيم ماجيتي حتى بولادتي
اخذت نفس : اسفه سمر صار لي شهور اعتذر ورد بتمشي وانتِ للان مانسيتي 
عبست سمر بغضب : طبعًا ماراح انسى وانتِ ما تجاوبين على اي سؤال فجأة اختفيتي وبس مب على كيفك
تنهدت ثُريا : سمر تكفين قفلي على الموضوع وش اتفقنا!
هزت رأسها سمر ماتبي تزعلها وضحكت بتذكر : يسلام والغرة اشوف اشوف
ضحكت ثُريا تفك شعرها وقصت غرة لفكها وحركت رأسها تلعب بشعرها : قيمي لي بس
سمر : قمر والله العظيمم
ابتسمت ثُريا باتساع : اوف متى تصحى ورد ياخي اتصلت عليك علشانها
كشرت سمر وسمعت صوت ورد تبكي فزت تناظر لفراس داخل وهو شايلها : صحيتها !
ابتسم فراس : شسوي وحشتني مرة 
رفعت يدها بصدمه منه ماتستوعبه ابدًا نطقت : الظاهر الطيحة اللي طحتها في المستشفى يوم ولادتي اثرت بعقلك

7


ضحكت ثُريا تتخيل الموقف وضحك فراس لان عمره ماينسى كيف صرخت بسبب الالم تشتمه وتسبه وصلها المستشفى وركض معها بعد ماحطوها في النقاله كان المشهد بيكون شاعري رومانسي وهو ماسك كفها يركض لكنه طاح بشكل مضحك لا يستوعب لدرجة ضحكت سمر بوسط المها وضحك الطاقم الطبي كله مب بس طاح حتى اصابه جرح برأسه ودخل عليها بشاش في رأسه وكدمه بيده ماتدري تضحك او تحزن وبدل ماتكون هي فقط منومه كان هو معها تعبان ..
شالت ورد تضبط شعر بشباصات وتقدمت للكاميرا تنطق قولي : هاي خالتوا
صرخت ثُريا غصب عنها ماتقاوم شكلها وحلاوتها شعرها وشباصاتها ووجهها البريئ الطفولي : ماقدر والله ابيها ابي اشمها واعضها تعبت ياربي
سمر : تستاهلين خليك في اسبانيا يفوتك كل شيء حتى تُقى صارت حامل الظاهر البيت يمتليّ بزران وتوك ماجيتي
عبست ثُريا تلاعب ورد اللي كانت اسم على مسمى ولا اعطتها ورد اي رد فعل ضحكت سمر : ماتلتفت لحد ولا تضحك ماشفت لها تعابير تصدمني كثر مع مُهاب والله تحبه مره اشك اكثر من ابوها
عضت شفايفها ثُريا من طاريه ونطقت : جهاد يتصل برد وارجع لك
ودعتها تقفل وردت على جهاد : ياورع!
ضحك جهاد ينطق بصراخ : وحشتيني!!
ضحكت بشدة : اكثر والله العظيم طمني عنك كيف امورك
تنهد جهاد : كل شيء زين الا سالفة خطبتي امي عيّت ترضى وانا تعبت ابي اتزوج ياخي خطبة من شهور ماكانها خطبة
كشرت ثُريا : وانت عادك تسمع كلام امك ! تزوج ولا عليك منها
اخذ نفس : خالك مايبي يعطي بنته واهلي رافضين ماوده تعيش تشتت ويبي امي تخطبها قبل اسبوع قال لي عندك شيء ولا اترك البنت لنصيبها لا تعلقها
اخذت نفس بتفكير : اكلمه واشوف
دخل باسل على صوت جهاد : يا الحبيب
ضحك جهاد يقلده : جاء اللي قال بسافر اضبط امور الشركة الخارجية
رجع صوته لطبيعته : انت ضبط حياتك قبل 
ضحكت بشدة من هواشهم اللي استمر دقايق قبل ماتقفل من جهاد والتفتت لباسل اللي نطق : بتزوج ثُريا تعبت والله نازل المملكة وراجع خالتي منيرة ماتبي تعطيني الا بعرس مايكفي ملكة عائليه !
اخذت نفس بتعب : ڤيلان تبيني بعد اشاركها بفرع في المملكة كان ودي ارفض بس ماقدر بعد كل شيء سوته لي حلمها ذا وبساعدها فيه
باسل : طيب ايش المشكلة ليه زعلانه !
عضت شفايفها تناظر له : ماودي ارجع باسل !
ماكان فاهمها ابدًا : ليه طيب ؟ سافرتي و اشتغلتي على نفسك حتى متى بتهربين خليك قدام قرارتك اللي اتخذتيها لا تخافين من شيء كان بقرارك
تنهدت بتعب تهز رأسها : اساسًا لازم ننهي سالفه الخلع لانه الاكيد ماراح يطلق 
تنهد باسل لانه وحده كان يسافر المملكة علشان دلع والتقى في مُهاب مرات عديدة ولا تكلم معه عن ثُريا ابدًا الا مرة وحده قال له عباره وحده " طلاق ماتشوفه عندها شيء ترفع قضية ترد لي حقي " وانهى الموضوع هنا من وقتها ماتكلم عنها ابدًا رغم انه يسولف معه ويعزمه اذا جاء بس ماكانها موجوده ..
وقفت بعدها تاخذ شنطتها تنزل معه لدورة اللغة هذي كانت حياتها مليئة بالشغل لدرجة ماتلقى وقت تفكر ، من دورة لغة اسبانية لانجليزية للمعرض ولرسم لمكان الخياطين تشرف عليهم ماتلقى وقت تفضى وبس ترجع البيت تحط رأسها على المخدة تنام من تعبها صارت رسميًا مهووسه شغل واعمال لاجل تمنع صوت قلبها انه يرتفع ويخالط عقلها ، لاجل تنسى او تتناسى بمعنى أصح كل اللي صار ، يوصل لها اخباره احيانًا تدري انه صار قريب من اهله حيل و ان جده ماكان يكذب وفعلًا عنده ورم وسوا له عمليه ، ماشافته من هذيك الليلة ابدًا الا في صور قديمه بجوالها ولا سمعت صوته الا في تسجيل واحد لها وقت كان في الحدود عادته على مسامعها ملايين المرات حتى حفظته عن ظهر قلب ، تعرف انه مبسوط مُحاط بسور العائلة وهذا اللي كانت تبيه ..

68



                
فرنسا - باريس

5


في واحدة من الاحتفالات الكبيرة الراقية للموسم المعروف للعطور بين التجار وصانعين العطور العالميين كان هو احد الحضور صاحب لقب افضل براند عربي والأشهر وتوسعت حتى وصلت لحفل التدشين هذا ، القى تحيته على شريكه الفرنسي الجديد يسمعه : انا سعيد جدًا لشراكتنا وأستطيع ان أرى نجاحنا مُنذ الآن
ابتسم مُهاب بهدوء : لتكن واثق في ذلك لن يخيب املك ابدًا 
ابتسم الشريك واستمر الاحتفال لوقت طويل بينما مُهاب طلع مع نواف اللي صرخ بحماس : شايف وين وصلنا والله مب مستوعب !
ابتسم مُهاب براحة : الحمدلله ولولا الله ثم وقوفك ماوصلت
نواف : ماسويت شيء ولا ناقص شيء غير انك تحضر الاحتفالات في المملكة ويعرفونك
هز رأسه برفض : هذي بذات مانبيها انت تمثل مكاني
تنهد نواف يعرف انه مايقدر يغير رأيه ودخل هو يكمل السهرة بينما مُهاب رفض تواجده يطلع يمشي في شوارع باريس العاشقة يدخل كفوفه في جيب معطفه الاسود الطويل نسائم البرد تتمكن منه ،
اطال بصره للانوار وايادي العشاق المتشابكه الامر اشبه بان تمشي مقطوع الذراعين وأمامك اثنين يحتضنان بعضهم البعض !
 بعيد عن اصوات العاطفة والقلب كان هذا الفراق باب نجاح لكليهما ، كل شخص منهم التفت لحياته وبحث عن نفسه واحلامه ورغباته وهويته بعد ان عاش سنين حبيس مسمى انتقام ومجهول الهوية ، كثف جهده في شغله حتى اصبحت شركته الرقم الاول المعروف ، وعدل علاقته بأسرته واخته تحديدًا عوضها عن بعده عنها ماغاب عنه تعلق جده فيه ولا ينسى صدمته وقت شاف اوراق حالته الصحية وكيف غضب منه وأجبره للعملية وكان شرط متعب انه يبقى معه ولا ما يسويها وبالفعل بقى معه ولا غاب عن ناظره ، تحمّل تعلقه لانه يدري ان هذا التعلق هو ازمة يعيشها بسبب فقدانه لسعود بعمر مبكر وبعد ماكبر اصبح عاطفي لدرجة تعلق في مُهاب بزيادة وكانه يجمع فيه سعود و يمان ، والذ ما حدث له هي ابنة اخته ورد المسمى على امه كانت تبي تسميها سمر "وردة" لكنه اقترح ان يكون اسمها "ورد" بالجمع لان وردة وحدة لا تكفي لوصفها ابدًا ، ما التفت وراء المقفين عن حياته ودعس على قلبه ومشى وتجاهل كل شيء لان "ليه" اللي كررها ليالي عديدة خنقته بنهاية ..
اغمض عيونه بتعب لانه اعتناء فيها فتره بس مع تعب جده اهمل صحته ورجعت تألمه ارسل لبندر رسالة محتواها "القطرات معد تفيد معي عطني غيرها " والتفت على  اتصال جيهان وتنهد لانه عارف مسبقًا الكلام اللي بتقوله رد في صمت يسمعها تتكلم عن نفس الموضوع مُنذ شهر ونطق بعد ما انتهت : راجع بعد اسبوع..
قفل منها يكتفي بهذا الرد يعدل الوشاح على رقبته من برودة الشتاء ، الوشاح نفسه الذي كان من صنع اناملها..!

72


بعد اسبوع 
حجز باسل رجعته قبل ايام للمملكة وتأخرت هي كم يوم بسبب شغلها ، لكن الان هي تشاهد من نافذة الطائرة المملكة والعاصمة تحديدًا بلادها ومولدها هُنا بكت و هُنا ضحكت ، كل الحكايات كانت هُنا ولا بلاد غيرها قادرة على ان تكون في مكانتها عندها ابدًا ..
نزلت بعد توقف الطائرة تتوسط اقدامها العاصمة وأبتسمت بهدوء تاخذ نفس من هواء الديار المختلف مشت تدخل للمطار لجهة الحقائب تسمع احد الموظفين : نعتذر منكم من العطل المستمر مُنذ ساعة تقدرون تأخذون حقائبكم
اخذت نفس تحمد الله انها ماحضرت العطل ولا كانت بتنهار لو استمر ساعه زود ، وقفت تنتظر حقيبتها واخذتها مجرد وصولها تمشي في المطار الوسيع ..

1



        

          

                
في الجانب الاخر كان هو احد ضحايا الانتظار مُنذ ساعة مايقدر يروح في حقيبته اشياء مُهمة تخص عمله وبدأ صبره ينفذ ولا عاد يستحمل وتقدم منه احد المسؤولين يعتذر بشدة وهذا سبب هدوئه احترمه بسبب معرفته السابقه فيه ، اثناء انتظاره خطرت له بعض التساؤلات التي كتبها كاتب اثناء انتظاره في صالة المطار ..
وش الوطن ؟ مربى ؟ ولادة ؟ إختيار ؟ ولا وظيفة جيدة وعيشة رغد ؟ ولا صحاري دم جدك يوم ثأر  على الفقر والجوع في صبر وجلد ؟ ولا حبيبة كانت بصدرك ديار بنت بـ عين الناس  وفي عينك بلد !
ولا الوطن "أم" تخيط لك زرار  لولاه يمكن  دمك بقلبك برد أو الوطن حاجة مثل صالة مطار  ما هو لنا ، ما هو لهم، ما هو لأحد ..!
اخذ نفس يوقف مجرد ماوصلت حقيبته يسمعه : أعتذر منك كان امر خارج إرادتنا
اخذ نفس بهدوء يمشي : حصل خير
مشى يجرّ حقيبته مثل ماكانت تمشي في الطريق المعاكسة له والمقابله له ، يوم رفع بصره للمدى كان وجعه امامه ينتظر ..!
وقت رفعت بصرها ترد على الجوال ماسمعت شيء بعدها وبصرها اتسع دهشته وبردت اطرافها من اول لقاء بعد فراق خمس شهور ، لا سؤال ولا كلام ولا شعور ليل يطول محد عرف اخبار احد ..
كل الصبر والعزم اللي كان وثلاث حكايات تجاوز وسماع مقطعين تخطي وكتابه يوميات لنسيان وادوية القلق والخوف المستمر والاكتئاب الحاد لم تنفع و نظرة واحدة امام الملأ اللي اختفوا عن ابصارهم كانت كفيلة لرجوعهم لنقطة الصفر الى "تعيش الحكومة" ..
كل المارين امامهم ومن بينهم اختفوا والاصوات اختفت والمسافة رغم طولها تقلصت ماتسمع الا صوت قلبها ولا تشوف الا هو وغنت بالمكان الذكرى ومواعيد كانوا فيها بهناء شوف بقينا فين يا قلبي وهي راحت فين شوف خذتنا لفين يا قلبي وشوف سابتنا فين !
مشى بهدوء لطريقه من جنبها ماكانها حوله ولا تستوعب ان النظرات ذي كانت ثواني وحستها سنين ، ماعرفها ؟ نساها او تناساها ؟ راح ولا كانه بيوم عرفها وكانت بمثابة المارين امامه ما كان منه اي رد فعل ولا كان منها لوهلة حسّت انها تتوهم بس ماقدرت تلتفت وراها تتأكد خافت لو يطلع وهمها المستمر لان اكثر من مرة يتكرر الموقف وتتخيله ولا كان موجود ، مشى كل واحد في طريقه ومشت كان الكون من حولهم يغني وهي تغني كان ياما كان الحب مالي بيتنا ومدفينا الحنان، يدفينا الحنان زارنا الزمان سرق منا فرحتنا والراحة والأمان حبيبي كان هنا، مالي الدنيا عليا بالحب والهنا حبيبي يا أنا، يا أغلي من عينيا نسيت مين أنا ! أنا الحب إللي كان إللي نسيته أوام، من قبل الأوان نسيت إسمي كمان ..!
اخذت نفس تهدي نفسها ماتبي تنهار خصوصاً انها ورفعت نظرها لوقوف باسل وجهاد وشد على كفها المرتجف تحاول تبتسم وركضت تحضن جهاد واستقبلها في الحضن يصرخ : ويلكم باك كوين !
ضحكت بشدة تبتعد عن حضنه تبتسم لباسل اللي نطق: حسبتك هونّتي
تنهدت تمشي معهم : هالمرة عزمت وجيت 
وصلهم جهاد للفندق وتركهم يرتاحون ورجع هو لشقة امه يبي يكلمها في الموضوع دام ثُريا رجعت
الشقة

72


نطق جهاد بغضب امام امه : انا ابيها امي وهذا المهم
تكتفت مجيدة بعدم اهميه لكلامه : وانا قلت بنت تقرب اهل المجانين ما تاخذها ماتليق فينا
ضحك بسخرية يناظر لها : ماتليق فينا تقول  ليه مين انتوا ها مين ! اخوي في التأهيل وابوي علقوه اسبوع عظه وعبره لغيره الكبر هذا والغرور من وين اخذتوه !
اطالت بنظرها : تبيها روح وحدك انا ما ادخل بيتها ولو تنطبق السماء على الارض 
شد على كفوفه بغضب يمشي طالع وسهت مجيدة بتفكير خسرت كل شيء ، وكل شيء كان بسببها بدأت الحكاية من كرهها لام ثُريا "زهراء" كانت محبوبه لدرجة حماتها وعمها كانوا يعشقونها ومعيشينها مدح ليل ونهار كانت حلوه ومحترمه وطيبة حيل وانزرع بقلبها غيرة وحقد اخبث ما وجد حاولت تدمرها بكل الطرق وتأذيها حتى بعد ما ماتت ما ارتاحت كانت سبب في زرع الغيرة بقلب عقاب من اخوه وسبب لتشتت شمل ثُريا و باسل كل المصائب طبختها على نار هادئة ، ناظرت لها سجى باستغراب : وش بتسوين امي ؟
مجيدة بهدوء : كلهم يندمون على الحاله اللي وصلت لها بعد ماكنت بنت الاكابر اعيش في شقق والله لاخذ حقي منهم كلهم ..

102



        
          

                
قصر متعب

+


بعد وصول مُهاب ودخوله على متعب تهلهل وجهه فرح وسرور اخذ ادويته وسولف معه بسرور حتى نطق : ماودك تكمل نص دينك ودي أشوف احفادي منك قبل اموت
اخذ نفس مُهاب : الله يطول بعمرك لا تجيب طاري الموت رجيتك
متعب : لو تمشي على شوري ما جبته كم مرة كلمتك ورافض تتزوج ؟
مُهاب بهدوء : قفل على السيرة جدي واترك الليل يعدي على خير
مجرد ماسمع صوت عمته مع بنات حاتم اللي ما انقطعوا عنهم وقف يمشي لغرفته اللي كانت الابعد عند الباب الثاني الخارجي وهذا طلبه يدخل ويطلع على راحته وبعيدة عن الانظار كثير جناح لوحده يبقى فيه بالأيام اللي يكون متعب محتاجه ..
دخلت تُقى مع أيمن : ما اسامحك قال الحمل بعد الدراسة قال
ضحك أيمن : كان انا جبته طيب امر الله
ناظرت له بغضب : اذا ماجبته انت مين جابه يعني !
سكت بتفكير يقلبها برأسها : وجهة نظر والله
مدت كفها تضرب ذراعه : ياشينك اذلف بس قبل يجون البنات
ابتسم بمزاح : تغارين علي ؟
ناظرت له بصدمه : اغار ؟ من مين مودة و سمر ؟ أيمن اطلع لاحط عصبيتي عليك

70


ناظر لعمته ينطق : محد قال لي الحمل يغير النفسية كذا لو حامل انا ابرك لي كل يوم انطرد
ضحكت جيهان تشوفه يمشي ومشت مع تُقى لداخل حتى وصلت مودة تتبعها سمر بيدها بنتها نطقت : روح صح؟
جيهان : اي بغرفته
ابتسمت تمشي لغرفته بحضنها ورد ..

1


غرفة مُهاب
اخذ نفس من اصرار بندر اللي نطق : تروح معي لدكتور العيون ولا ترى بعلم جدك وابري ذمتي 
مُهاب بملل منه : نروح ولعلمك بس لاجل تسكت اي اجراء يقوله ماراح اسويه
بندر بسرور : لا تشيل هم يكفي بس تروح
قفل منه بتعب صداعه وضباب عيونه اختفى فتره لكنه رجع وبدأ يحس بالم فيه وهذا سبب اتصاله على بندر والاكيد ان بندر بسبب خوفه عليه ارتكب تصرفات ماحسب كبر مصيبتها ، تكلم مع متعب سابقًا وكان سبب لتهديد متعب الصريح لثُريا هذا امر لو عرفه مُهاب بتكون كارثه رغم ان كل تصرفات بندر كانت بحسن نية فقط ..
رفع نظره للباب اللي انفتح ورفعت جسد ورد تدخلها تنطق كان ورد تتكلم : خالوا وحشتني 
ابتسم بوسع ثغره : هلا ومرحبا
ضحكت تدخل وشالها مبتسم يقبلها بهدوء ورفعت ورد كفوفها لملامحه تتلمسها كل مرة تسوي هالحركة كأنها تستغربه ، ردات فعلها معه تبهر سمر لان واضح تحبه وتخجل وهذا اللي يصدمها انها تتحرك بخجل في حضنه وابتسم مُهاب : لعوب من الصغر
سكت لوهله من اللي قاله "لعوب " وضربته الذكريات من كل حدب وصوب لكفوف كانت تعبث بوجهه وضحكات متمرده وظبي لعوب ، والنظرة الاولى بعد الفراق واللقاء اللي كان صُدفة لا تستوعب ومر منها ماكانه يعرفها رغم كل اظطرابات قلبه ، اخذ نفس وتقدمت سمر تاخذها : توك راجع ارتاح ماودي ازعجك
ابتسم بهدوء وطلعت سمر تنهد يعلي التكييف ويقفل الانوار يرمي جسده على السرير بتعب ..

46


عدت الايام بهدوء على البعض والاخر في سكون مُريب كبركان اقترب موعد انفجاره ..
رفعت جوالها تصور فديو المكان تكلم ڤيلان باسبانيه ركيكه : استطعت إستجار هذا المعرض سأعرض فيه التصاميم بنفس الفكرة التي فعلتها في اسبانبا ومع الاسف لم استطيع ان اشتريه مكلف جدًا ومازلت في بداية المشروع ربما في العام القادم سوف يكون ملك لي ..
قفلت تناظر للمعرض الكبير تمنت لو تقدر تشتريه بس مكلف ولا تبي تطلب فلوس من باسل وجهاد يكفي الدعم اللي قدموه لها في بداية مشروعها ، التفتت لصراخ سمر وراها لانها ارسلت لها الموقع وضحكت تلتفت لها تركض تحضنها بقوة ماتستوعب وجودها : وحشتيني وحشتيني مرة اوف 
ضحكت ثُريا تشد عليها : اكثر والله اكثر 
ابتعدت عنها بعد وقت واول مانطقت فيه : ورد ورد
ضحكت سمر تسحب عربيتها وركضت ثُريا تشيلها ماتستحمل لطافتها تبوسها بقوة وتكرار لدرجة ان ورد بكت ونطقت : والله لو تبكين لبكرا ماوقفت 
ضحكت سمر بشدة تشوفها كيف تبوسها وتعضها وتلاعبها و معالم ورد مستغربه منها اول مره تشوفها تتلمسها ولا خافت منها رغم انها بكت في البداية ، نطقت سمر : اسأليني اقل شيء عن اخباري
ثُريا وهي تطلع الالعاب لورد اللي جابتها لها  : معليش صار في اهم من اخبارك
ضربتها سمر وهي تضحك : اي ماقلتي وش ردك لنا ها ؟
التفتت ثُريا لها : زي ماتشوفون بفتح عرض هنا لتصاميم نجاحه بيكون بداية كبيرة لي 
سمر : بس علشان عرض ؟
ناظرت ثُريا لورد تلاعبها : لا بزوج باسل وجهاد واكمل اجراءت الطلاق
تكتفت سمر تناظر لها : واخوي عنده خبر ؟
ثُريا بهدوء : يوصل له خبر من المحامي
انفعلت سمر بقهر : خمس شهور ما سألتك علشان ما ازعجك بس معليش لين هنا ولا اقدر وش صار بينكم لا هو يتكلم عن الموضوع او يفتحه ولا انتِ كيف قدرتوا تتخلون عن بعض بكل هذي السهولة ! كيف قدرتي تخلينه!
اغمضت عيونها بتعب وفتحتها : سمر تكفين 
قاطعتها سمر : اعرفك مستحيل من غير سبب ومتأكده بسبب كايد 
ثُريا بغضب : انتهى الموضوع سمر خلاص اللي صار بيننا يبقى بيننا 
سكتت سمر من غضبها وتنهدت ثُريا تلاعب ورد في صمت ..

+



        
          

                
المستشفى 
اطال حديث الدكتور وهذا سبب ملل مُهاب وهو يناظر لبندر : عطنا المهم يادكتور
تنهد الدكتور : المهم ان لازم نسوي لك عمليه بسبب ارتفاع الضغط في عيونك وبسبب كل الامور اللي ذكرتها
بندر : مايسمعك والله العظيم متى العمليه بس؟
مُهاب برفض : مين قال اني موافق؟
الدكتور : مو لصالحك الرفض دكتور بندر ماقصر معك ابدًا وانتبه على المشكلة من البداية لذا عملية بتكون اهون من لو كنت مهمل بصرك 
مُهاب بهدوء : واذا ماسويتها؟
الدكتور : خطير على بصرك ولها مضاعفات توصل للعمى
اخذ نفس يناظر لبندر اللي نطق : تكفى مُهاب مايسوا تضيع وقت وتتحسف والأمور توها سهله عليك لا تزيدها 
ماكان وده ابدًا بس يدري بجده و شدّاد لو عرفوا مايسكتون هذا غير انه تعب من موضوع بصره وصداعه والى اخره ووده يرتاح منه : متى موعدها؟
ابتسم بندر براحة واكمل الدكتور : الايام الجاية كل ماكان اقرب كان افضل بس لازم اشرح لك الاجراءات وكل الامور اللي بنسويها بعد العملية 
اعطاه مُهاب كل تركيزه وبدأ الدكتور يشرح له بتفاصيل المهمه ..

25


اليوم الثاني 

+


قصر متعب
تقدمت جيهان بالقهوة لها ولسمر تكمل : وقالت لك وش صار بينها وبين اخوك ؟
تنهدت سمر لانها علمتها برجوع ثُريا : لا بس الظاهر فعلًا انتهى اللي بينهم
شربت جيهان من فنجانها : والله انا ما اشوف انه انتهى وتحت الموضوع شيء كبير مانعرفه
سكتت سمر ونطقت بتذكر جيهان : اخوك بيسوي عملية بعد كم يوم وجدك مقوم الدنيا كانه محد غيره سواها
تنهدت سمر : جدي متغير تعلقه زاد مره فيه ومُهاب تكّه وينفجر اعرفه ساكت لانه يحس بالمسؤولية بس
اخذت نفس جيهان : ابوي كبر وصار يخاف من الفقد وقوته تلاشت دكتوره يقول أمر طبيعي اللي يعيشه اللي يدفن ولد له وهو حي يعيش عُمره خايف على الباقي
تنهدت سمر بتفكير نطقت : عمي حاتم؟
تنهدت جيهان : امس زرته بسجن عايش الحمدلله 
عضت شفايفها سمر بهدوء: صح ماقلتي لي عملية ايش؟
جيهان : والله مافهمت من كلامهم شيء في عيونه يقولون الله يسلم بس
تنهدت بهدوء وابتسمت تشوف رانسي داخله تمشي بخوف وضحكت : حي بست فرند ورد 
ضحكت مودة تدخل بعدها يليها تُقى اللي نطقت : ابعدوا بنسدح اهخ ظهري
جيهان بضحكه : كان محد حمل بالدنيا غيرها
تُقى بتعب : محد حمل وهو يذاكر منكم مثلي كله من ولد اخوك بدعي عليه اذا جاني الطلق اصبروا بس
ضحكوا بشدة لانها تعيد نفس الروتين وتوها ببداية حملها ..

12


بيت اهل دلع
وصلت ثُريا عندها وضيفتها منيرة افضل ضيافة وابتسمت بعد السوالف تنطق : ناقصكم شيء لزواج؟
دلع باتساع : لا الحمدلله خلصت كل شيء مابقى الا شهر برتاح فيه 
هزت رأسها براحة : يعني باسل مشغلني اروح لك وانتِ مخلصه كل شيء ! صدق انك دلوعته
ضحكت دلع بخجل : يالله منه ماغير الاسم للان؟
ضحكت ثُريا : والله لايق مره على اسمك 
رفعت جوالها على اتصال باسل وردت : باسل ترى الزيارة ممنوعه حتى بعد شهر
انتشر صوت دق الباب : والله لو من الشباك ما اخليها
ضحكت دلع تقوم تفتح له الباب وابتسم يدخل معها : الله وبعد شهر تفتح لي هي باب بيتنا ؟ اي نعيم هذا !
كشرت ثُريا بمزاح : يكلمك بالفصحى ويقول قصايد ؟
ضحكت دلع : اي ومدري وش يقول ترى بس اسلك له
ناظر لها باسل بصدمه : افا تسلكين لي!
هزت رأسها بالإيجاب : اي صراحة قصايدك صعبة كلها من عصر الجاهلية نص افهم ونص مدري وش هي
ضحكت بشدة ثُريا على تعابير وجهه باسل وودعتهم تطلع ترد على فيروز : فيزو وينك ؟
فيروز بمزاح : مستشفى المجانين
ضحكت ثُريا بتعب واكملت : نفس الكوفي اللي قلتي لي عليه
ركبت سيارتها تحرك له واستقبلتها في الاحضان واخذتهم السوالف الحلوة ..

+



        
          

                
الميدان
ابتسم شدّاد يسمع صوت مُهاب في الميدان يردد عبارته الازلية "نازلك ياعدوي نازل " رغم انه جاء يطلب فقط اجازة مرضية لاجل عمليته بس مجرد ماشاف العسكر المتدربين راح يدربهم والممتع في الامر ان الفرقة الثانية تدرب معه لانهم صاروا يحبون هشيء لدرجة لا توصف ، مجرد ماخلص دخل عند شدّاد ونطق شدّاد : قبلنا اجازتك تقدر ترتاح حتى موعد عمليتك 
اخذ نفس مُهاب واردف : ماودك تتقاعد ؟
ناظر له شدّاد مستغرب: ليه تشوفني كبرت؟
هز رأسه برفض : اشوفك تعبت وابيك ترتاح
هز رأسه شدّاد : نويّت الزواج قبل التقاعد 
انتشرت معالم الصدمه في وجهه مُهاب : صادق!
هز رأسه بالإيجاب واكمل : وخطبت ولا ؟
شدّاد بهدوء : لا بس حولكم مب بعيدة عنكم
رفع حاجبه بدهشة يفهم مقصده : ما تقبل فيك لو تفرش الدنيا حرير
تنهد شدّاد : افرشها لو تبي كل اللي ودها بسويه يكفي ترضى
ضحك مُهاب يوقف : الله يقويك 
اطال ببصره شدّاد يراقب تعابيره : لقيت باسل قال ثُريا رجعت
توقفت خطواته ثواني التفت بعدها له باستغراب : وش المطلوب مني؟
تنهد شدّاد بهدوء : قلت اعلمك لو ماعندك علم اعرف ان الاسئلة تموت بالقلب لو مالقيت اجاباتها 
مُهاب بهدوء : ماعندي اسئلة لاجل ادور لاجاباتها 
مشى طالع وتنهد شدّاد يعرف علّته هو اكثر من عاشها ..

34


عدت الأيام كان فيها مُهاب في المستشفى لاجل يتم كل الفحوصات حتى لحظة دخوله لغرفة العملية ، بقى متعب على اعصابه كانها اخطر عملية في العالم وقف هو وجاسر وأيمن وجلست جيهان وسمر رغم انه رفض وجودهم ماسمعوا منه وتواجدوا كلهم ينتظرونه ، 
دخل شدّاد ورفعت نظرها جيهان له تتبادل معه النظرات وانتبه متعب وشاحت بنظرها بهدوء ، تقدم من متعب يطمنه : بسيطه يابو سعود لا تهلك نفسك 
متعب بعتاب : كنت تدري بتعبه وراكم وجعه ؟
تنهد شدّاد : هو حفيدك يتكلم لاجل نعرف ؟ 
سكت متعب مايقدر يلومه وانتظروا لوقت حتى طلع الدكتور مبتسم : الحمدلله عمليه ناجحة واموره بخير
انتشر الحمد في المكان وكسّت الراحة وجيهم اكمل الدكتور : نفس ماقلت له نحجب عيونه اسبوع تقريباً مالازم يشوف فيها ولا يتعرض لمصدر نور ابدًا
فز متعب بخوف : ليه تحجب عيونه!
ابتسم الدكتور يطمنه يشرح له امور هو افهم فيها بطريقة يستوعبها متعب ومنع ان يبقى احد عنده والحقيقة كان طلب مُهاب مايبي مرافقين ابدًا ، تنهدوا يكتفون بزيارات له وانصرف الدكتور نقلوا مُهاب لغرفة خاصه وشاش يحيط بعيناه بصورة دائرية حول رأسه مستلقي بهدوء في ضوء خافت وغرفة هادئة مثل مايحتاج ، طلعوا كلهم يتركونه براحته والتفت شدّاد لمتعب : دام الامور بخير والحياة زينه ماودك بالاخبار اللي تسّرك وافراح؟
التفت له متعب مستغرب : ودي فيها اي بالله وش عندك؟
ابتسم شدّاد غير مبالي حتى بتوقيت السيئ : ماودك اخطب بنتك ونخلي الفرحه فرحتين؟
اطال متعب نظره فيه مصدوم : تخطب في المستشفى!
ابتسم شدّاد : خير البر عاجله كل مابي اقولها يخرب شيء خفت ترجع البيت ويصير شيء 
اخذ نفس متعب مايبي يضحك من حركة شدّاد ، الخطبة الاولى كانت في المستشفى مانساها وكان وقتها شدّاد متصاوب وخطبها بعد ماصحي من العملية والخطبة الثانية برضوا في المستشفى وهذا اللي خلاه يضحك لان شدّاد ماتغير ابدًا نفسه الشاب الطايش اللي مايعطي اي حسبه للمكان وهز رأسه بهدوء : خير ان شاءالله 
ابتسم شدّاد براحة يناظر لها تسولف مع سمر ..

67



        
          

                
اليوم الثاني 

+


عرفت من باسل امر عمليته وزاره هو وجهاد يتحمدون له بسلامة ، ماتنكر الخوف اللي سكن قلبها عليه ابدًا ، القلق المستمر واول كابوسها هنا خلاها تركب سيارتها وتحرك للمستشفى اللي عرفته من باسل ، اخذت نفس تبقى في السيارة قرابة ساعه بضبط وتشجعت تطلع من السيارة تمشي للمستشفى وتسأل عن رقم غرفته توقفت امامها بضبط تشدّ على كفوفها تتذكر كلام باسل "عيونه بالكامل فيها شاش قالوا لايام مايفتحها " ممكن هذا سبب قدومها لانها عارفه ماراح يشوفها ، فتحت الباب بهدوء تمشي تدخل للغرفة توقفت خطواتها تشوفه مستلقي ماتدري نايم او صاحي في هدوء و سكينة ، رمشت تتجمع الدموع في عيونها واه كثر ايش اشتاقت له و تشوقت إليه ، 
كيف كانت ايامها بدونه تسرق العُمر وتفوت وانها مهما ملأت فراغ حياتها كل مارجعت لسرير بكت بتعب من شوقها ، تعرف انها غلطت بس متأكده لو كان مكانها يتخذ نفس قرارها ماكانت تقدر تخليه بينها وبين اهله ، جده هددها بصريح واستخدم بطاقه ورمه لصالحه ضغط على وترها الحساس وهي تعبت تحارب تعبت من كل شيء خافت تبقى وتزيد المشاكل خافت يهددونها فيه ولو متعب يجبره يتركها ويستخدم كرت تعبه لصالحه خافت تخسر اذا وقف مُهاب بينها وبين علاج جدها ماكانت تقدر تستحمل ابدًا ، مُهاب عطاها اخ و خال ورجع كل العائلة لها كيف تاخذهم منه !
ماكانت تقدر ابدًا تبعده عنهم كان لازم يعيش معهم ويعالج جده و يعوض اخته ، جده كان سبب هذا الفراق المُوحش ولو عرف ابدًا مايعديها على خير وممكن وقتها يعطيها مليون سبب لبُعدها عنه ..
شدّت على كفوفها اول مانطق : مين ؟
هو متأكد في احد دخل الغرفة سمع صوت الباب بس الصمت اللي صار غريب ما فهمه مستحيل عمته او سمر او اي احد من اهله واخر من زاره كان شدّاد يعلمه انه خطب بس ماردوا عليه ، صمت مُريب خلاه يرجع ينطق: حد هنا ؟
اغمضت عيونها تطيح دموعها من صوته وآه كم تمنت تلمسه، تحضنه، تُقبله، وكثر ايش استوحشت المكان بدونه ، رموشه وعيونه كلها امور ودها تلمسها وانحرمت منها بشاش بس ما انحرمت من صوته ابدًا ، تراقب تصرفاته تدري انه فطين وحاسّ ان احد هنا رغم سكوته بس يكفي انه مايعرف انها هي هنا، نّوره هنا، رماح موته هنا ..!
بقيت لوقت وسكت هو مُرتاب من الوضع اخذت حقها بنظر وبتأمل وسمحت لدموعها تخونها رفعت كفها لصدرها من انقباضات قلبها تبيه وتحبه ماتنكر كل محبتها ترجمتها بافعال غلط اللي عاش حياته من غير حُب تخوفه المحبة، كلهم سعوا للانتقام بس اقل شيء هو كان عارف بعد انتقامه يرجع لاهله هي كانت بترجع لمين؟ طلعت بعد ما مر وقت طويل ساعات وهي جالسه تناظر له بصمت تروي شوقها ..

56


قصر متعب 
كان الخبر صادم جدًا بنسبه لجيهان خُطبة شدّاد لها بعد كل هالسنوات ماتنكر مشاعرها ابدًا نحوه ورغم ذا فكرة الرجوع بكل هذي السهولة ماتقبلها ابدًا ولا اعطت رد غير الرفض بكل بساطة نطقت : معاد لي نفس بالزواج الله يستر عليه
هز رأسه متعب : ما جبرتك وانتِ صغيره ولا اجبرك بعد هالعمر بس ماودي تبقين وحدك بعد هالسنين مابقى من عُمري شيء وانا ابوك
قاطعته بخوف ؛ اسم الله عليك يبّه عُمرك طويل
متعب : فكري وخذي وقتك واللي ودك يصير لو تطلبين نجوم السماء يجيبها وغصب عنه
ابتسمت بهدوء تهز رأسها بالإيجاب ووقف متعب يتكأ على عصاه بتعب : قومي نسير على ابو سعود 
مشت معه تسمعه : اخطبي لي
جيهان : مايبي يبه لا تبلشه 
متعب بهدوء : انتِ دوري له وانا اقنعه
اخذت نفس جيهان : تراه متزوج وزوجته هنا
التفت لها بغضب : بنت سالم ماكانت ولا بتكون كنة لي وزوجة حفيدي !
عقدت حجاجها بصدمه من ابوها وارتياب وطلعت معه للمستشفى ..
المعرض 
واقفه امام العمال تفرض تعليماتها للوحات ومكان موضعها ، مثل ما سوت في اسبانيا واثأر اعجاب الكثير ، لوحة فنية في الجدار امامها التصميم على مانيكان عليه الفستان وهذا افضل قرار اتخذته لان عرض الازياء صعب والعارضات مبالغهم هائلة لذا استوحت فكرة مختلفة بمساعدة رسامة وإضافات لمساتها ، لوحة مثلًا مستوحاه من الطبيعة امامها فستان بالوان  زيتية ، لوحة بامواج البحر امامها فستان ازوق ، لوحة اشبه بمسرح جريمة امامها فستان احمر ، لوحة مستوحاه من اشعة الشمس امامها فستان اصفر والعديد من الوحات المستوحاه من امور مقصوده مع تصاميم رهيبه تصف اللوحة بصورة مُدهشة ، كان الشغل كثيف ومتعب لدرجة لا توصف هي من شدة انشغالها وتكريس ايامها لشغل مع تفاقم معاناتها صارت نوبات القلق والهلع تزورها اثناء الضغط لان اللي عاشته ابدًا مو سهل ولا هين ، سحبت حبة حبوب من كرتون الدواء وضعتها بفمها تشرب الماء بتعب تغمض عيونها وتشد على كفوفها تهز رجلها وكل هذي ردات فعل لنفسيتها المضطربة ، رفعت جوالها ترد على سمر : ام ورد ؟
ابتسمت سمر باتساع : اعشق الندأ ذا المهم زواج اخوك متى تُقى تعاندني تقول باقي شهرين !
ثُريا : لا تقريبًا ٢٧ يوم
ابتسمت سمر : اشوه يمدي افصل لورد
ضحكت ثُريا : دعوه خاصه لها 
ضحكت سمر ونطقت تُقى بعلو لاجل تسمعها : ترى وحشتيني ماودك تزورينا ؟
ابتسمت ثُريا بتعب : والله اكثر بس مشغوله مرة بالمعرض 
سمر : نبي دعوات للمعرض
ثُريا : ابشري 
اخذت نفس سمر بتذكر : زرتي مُهاب ؟
عضت شفايفها ثُريا : ليه ازوره سمر الله يصلحك
ماردت سمر وقفلت ثُريا ماتدري كيف تعترف ان الايام الثلاث اللي طافت وقفت كلها عنده وبغرفته تتأمله لوقت طويل اخر الليل ولا حد يعرف ولا هو يعرف رغم انه ينطق بقوله " مين ، حد هنا " بس ماكانت ترد ابدًا ..
اليوم هو رابع يوم من تنويمه وطلعت وقت متأخر من المعرض باتجاهه المستشفى توقفت تنزل تمشي لغرفته دخلت بهدوء تشوفه شبه مستلقي رافع الجزء العلوي من جسده دليل انه صاحي والظاهر كان يأكل ، التفت لمصدر الصوت بهدوء مانطق شيء ومشت تجلس قدامه في الكنبه بصمت تناظر له يعدل مخدته يحاول يستلقي ودها تساعده بس ماقدرت تقوم ابدًا من مكانها وشبكت كفوفها تراقب حركته بصمت ، فزت بفرع وقت فتح الباب ودخلت جيهان !
اغمضت عيونها بتوتر تتبادل معها النظرات ونطق مُهاب بانزعاج : يا صبر أيوب ، مين هالمرة ؟
جيهان بهدوء وانظارها على ثُريا : انا يمّه انا جبت لك اكل لصباح قالوا لي ماتحب اكل المستشفيات 
ابتسم مُهاب بهدوء : كثر الله خيرك عميمه 
وضعت الاغراض واشارت لثُريا بطلوع لانها فهمت ان مُهاب مايدري عنها ونطقت : طالعه يمه توصي على شيء؟
هز رأسه برفض : سلامتك
طلعت تتركه واخذت نفس توقف قدام ثُريا اللي شبكت كفوفها ببعض بتوتر ، تقدمت جيهان تحضنها وتسلم عليها واخذت ثُريا نفس تسلم عليها بشوق لانها تحبها وتحترمها وتسمع عتابها : نفهم ان بينك وبين العنيد مشاكل بس افا تغيبين عني ولا تسألين عني !
تنهدت ثُريا تمشي تجلس معها في الكراسي : اعذريني يا عمه الله وحده يعرف كيف مرت هشهور
اخذت نفس جيهان : الماضي راح والعتاب مايفيد طمنيني عنك كيف امورك وصحتك ؟ واخبار اخوك الله يتتم له افراحه
ابتسمت ثُريا من وسع صدر جيهان لهم : الحمدلله كلنا بخير والامور طيبة انتِ كيفك ؟ وصل لي خبر عن الهوى الغايب
ضحكت جيهان بصدمه تضرب كتفها بمزاح : مين يوصل لك الاخبار انتِ ؟
ضحكت لانها عرفت من سمر : العصافير ماتقصر 
ابتسمت جيهان بهدوء تردف : وش قالت منيفه الشمري؟ شفت لو تاصل من الشوق لحدود السحاب
اكمليها انتِ
ضحكت ثُريا بشدة تحب عزة النفس هذي وجدًا : مايقارن اللي صار ابدًا لا هو خانك ولا تزوج عليك اسباب شدّاد اقوى ومختلفه
ناظرت لها جيهان : تدافعين عنه ؟
هزت رأسها برفض : ابدًا ما ادافع عنه بس انا اعرف ايش يعني يتخلى الانسان عمن يحب لاجل يبقى مبسوط
ابتسمت جيهان تهز رأسها برفض : تشبهينه تعرفين ؟ مفهوم التضحية عندكم مختلف
ناظرت لها ثُريا بهدوء اكملت جيهان : تتخلون عن اللي تحبونه وتضحون فيه لاجل يعيش ويكون مبسوط  ، لكن مُهاب يشبهني انا ومستعد يضحي بكل شيء لاجل محبوبه 
ثُريا بهدوء : احيانًا تكون جميع الخيارات صعب التخلي والتضحيه عنها وينحط الحبيب في كفة مواجهة لامور تعنيه مثلًا عائلته ونختار ننسحب لانه اهون من شوفت حيرته وحزنه 
جيهان بهدوء : ليه تختارون انتوا ؟ ليه مايكون الاختيار لطرف الثاني ؟ مافي اسوأ من ترك شخص حبيس اسئلته وحزنه وفي النهاية لا الطرف الاول عاش ولا الثاني كل الأمور قابلة للحل والإنسان الواعي مُدرك لهذا
اكملت بغضب توبخها توبيخ ام حريصه : بس المجنون مثلك انتِ و الفريق الاول مستعدين ترمون نفسكم لتهلكه علشان اللي تحبونهم ينبسطون ! وفي النهاية محد ينبسط بفراق محبه 
تجمعت الدموع بعيون ثُريا تشبك كفوفها ببعض تهمس : ماكان عندي اختيار مُهاب قدم لي كل شيء ماكنت مستعده احرمه من شيء 
اخذت نفس جيهان تمسك كفوفها : اعرفك واعرف ان اللي صار لك مب هين ولا حياتك كانت هينه والله اعلم سبب بُعدك بس محد يهم رأيه في الموضوع ذا الا مُهاب اذا ماكان سبب بُعدك كايد ما اظنه يسامح 
اخذت نفس ثُريا تمسح دمعه خانتها : ما كنت انتظر مسامحته انا جيت احط نقاط على الحروف 
هزت رأسها جيهان : الله يكتب لكم اللي فيه الخير ولو في نصيحه اقدمها لك ، لا تتركين طرف يختنق باسئلته ولا تتخذين قرارات عن الطرف الثاني ولا بنهاية بترجعين بعد عشرين سنة وتلقين المكان معاده لك 
ابتسمت ثُريا : هذي مقصوده صح ؟
كانت تقصد شّداد وضحكت جيهان : اللي على رأسه بطحه يمسح عليها
ضحكت ثُريا بشدة توقف بهدوء : لا تقولي
قاطعتها جيهان : لا تخافين ما اقول شيء
ابتسمت لها وودعتها بهدوء ترجع لبيتها بتعب مايعلم فيه الا الله ..

51


عدت الليالي مابين باسل ودلع وتجهيزاتهم لزواج ، وبين سمر و فراس ولياليهم العذبه مع ورد ، بين تُقى و أيمن وهواشها المستمر له ، والبقية في خير الا ابطال الحكاية ماكان الخير يزورهم ابدًا هو في صمته وظلامه وهي تزوره كل ليله وتبقى حوله هذا اليوم الاخير له ، سابع يوم ومن بكرا يفتح بصره وتنحرم من رؤيته ماودها تتمنى يبقى بشاش تخاف يستجاب مُناها ، دخلت عنده من ساعه كان مستلقي والأغلب انه نايم ما تحرك ولا شك بوجود احد ، استمرت تناظر له بهدوء لوقت طويل لين تحرك يرفع جسده تراقب تحركاته ويده اللي مدها حوله ، استغربت ماتدري وش يبي لين انتشر صوت كحته ، كان يبي ماء بس ما انتبه انه جنبه واستمر يعبث بيده لدقايق ماقدرت تستحمل ابدًا منظره وهو يحرك ذراعه وكفوفه انهلك قلبها ولو بيدها تشربه بكفوفها ماتبخل عليه ولو تمليّ من نهر على ظهرها لخاطره ، وقفت تمشي بهدوء تبي تقرب منه علبة الماء ، بلعت ريقها لانها صارت قريبه منه وسحبت العلبة تقربها تصدر صوت بالغلط ، مد ذراعه الثنتين امامه بسرعه مجرد ماحسّ بجسد انسان امامه لف ذراعه على خصرها بقوة يمنعها الحركة وشهقت بفزع ماتوقعت ابدًا حركته وانها تخطيط منه !
من اول يوم وهو شاك ان حد حوله وكل يوم ينتظر جيته ولا يخيب ظنونه اليوم بذات كانت خطته يجيب هالشخص لين عنده ونجح فيها بعد سماعه للخطوات وهذي هي بين يدينه وفي احضانه حاولت تقاومه من غير ماتطلع صوت بس عجزت ماقدرت ، رفع ذراع يسحب بكفه ضماد عيونه بعنف وفتح عيونه ورجع يغمضها من دخول الضوء الخافت فيها ، رمش بتكرار رؤيته مضببه حتى بدأت تصفى ويصفو الجمال امامه !وفتحها على اتساعها تلتقي عيونه بعيونها وهي بين احضانه ، من اليوم الاول شك فيها بس ما تأكد ومن وقت لمسها تأكد انها هي وهذا الخصر يعرفه حيل ياما راقصه بين أياديه وياما عانقه، هذي الرائحة كانت من صنعه !
سيّل النظرات المستمر بينهم وجهها الاعذب كان اول ما فتح عليه بصره بعد ظلمته كانها ثبت انها النّور فعلًا ..

106



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close