رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل الخامس والثلاثون 35
المستشفى
وصل الخبر لثُريا من جهاد ثم لجيهان ومودة ورغم الانهيار الشديد والبكاء كان امر جيهان واضح بقولها "تُقى و أيمن لا يعرفون عن شيء " اخذت سمر مودة عندها ماسمحت لها تطلع بهذا الانهيار خصوصاً ان المستشفى الان محاوط بعسكر والقصة انتشرت بشكل مُرعب والتحقيق مستمر ماكانت تبي تتركها تنهار بينهم واخذتها معها ، جيهان و ثُريا وصلوا للمستشفى تسمع بكاء جيهان بصمت تدور بانظارها عليه ، مجرد ما شافته جالس بثوب يملأه الدم وكفوفه فيها الدم شماغه على كتفه ساهي يناظر لبقعة وحدة جالسين خارج غرفة العمليات ، بلعت ريقها تشوف حالته ومنظره وعضت شفايفها تمشي له ، جلست بجنبه والتفت لها بتعب تناظر نحوه مسكت كفوفه بخوف عليه همست : مُهاب !
ناظر لها وللخوف بعيونها عليه طمنها بنظراته فقط ماقدر يقول شيء ووقف للعسكر : اجلوا التحقيق لبعد خروجه
هزوا رأسهم بهدوء يطلعون والتفت للكف اللي تشابكت مع كفوفه وتنهد لانها كفوفها ومشت معه بهدوء تطلعه من المستشفى ، اخذ نفس مجرد ماهبت النسائم الباردة عليه والتفتت نحوه مجرد ماصارت قباله رفعت يدها تحضنه بهدوء تشافي جروحه وتعتذر عن كل شيء بحضنه ، تنهد بتعب يحاوطها يحضنها بسكون تام ماقالت شيء تدري ان ولا كلمة ممكن تخفف اللي صار ولا هو اصلًا يبي يتكلم اكتفت بحضن طويل له انتهى بقوله : ارجعي البيت لو صار شيء اعلمك
اخذت نفس تناظر له : وانت ؟
تنهد يطمنها : بكمل التحقيق واتأكد من كل شيء وراجع لك ..
شافته مهلوك ولا تبي تعترض كلامه هزت رأسها برضى تشد على كفوفها تهمس : طمنيّ
هز رأسه وتركته تمشي لسيارتها انظاره تتبعها حتى ركبت وغادرت لباسل والاكيد انه مو بخير الآن تركت مُهاب مع اهله يدخل عند جده المتعب بجلطة خفيفه لحقوا عليه قبل يروح فيها وعمه جاسر في حالة عدم استيعاب لشيء توهم يدركون حجم خطورة اللي عاشوه ، جيهان كانت افضل قرار تتخذه روحتها لشدّاد تجبره يعلمها بكل شيء واستسلم بنهاية يحكي لها كل شيء ..
16
اليوم الثاني
بيت المُهيب
10
ناظرت لباسل شارد الكتاب مفتوح بيده ولا يقرأ وتنهدت تجلس قدامه : جوعان احط لك شيء ؟
هز رأسه برفض وتنهدت بتعب ؛ ما اكلت شيء من امس على عشاء الزواج !
باسل بهدوء : مب مشتهي شيء ابدًا
تقدمت نحوه بحنّية : وش تحسّ فيه؟
اخذ نفس يناظر لها : رغم كل شيء سمعته عن عقاب امس بذات ادركت مقدار خبثه ، صوت السلاح قوة مُهاب قدامه وكيف عمه فداه بروح مو قادر ابعد المشهد عن بصري
اخذت نفس تناظر لكفوفها واكمل : حاتم رغم كل ذنوبه ماقدر يأذي اهله و ولد اخوه بس عقاب هانّ عليه وحيل وهذا الفرق بين شخص يتقلب بذنبه و اجره وشخص عديم الرحمة
سكتت بعدم استيعاب : دقيقه دقيقه مين فدا مين جهاد قال ان ابوه اطلق على حاتم !
هز رأسه برفض : صوب على مُهاب وفداه حاتم
رفعت يدها ترتجف تناظر له توها تستوعب ان غايته مُهاب وكان ممكن يقتله ! كان ممكن تخسره وتكون هنا احتمالية جنونها مئة بالمئة وتخسر كل شيء ، تخسره !
اخذت نفس توقف تاخذ كم غرض لمُهاب وتطلع له مارجع من امس ماتقدر تتخيل انها كانت بتخسره وعضت شفايفها تمنع دموعها من الانهيار بتعب ..
10
المستشفى
+
وصل الخبر لأيمن و تُقى بعد صحوتهم وبكت بشدة ماتستوعب كل ذا بجهة واللحظة اللي دخلها جاسر هي و مودة وأيمن عند جدهم وحكى لهم متعب كل شيء بهدوء رغم عن اضطراب قلبه عرفوا حقيقة ابوهم ولازم يعرفون لانه تم القبض على عقاب وهذا يعني حتى حاتم بياخذونه ولازم يعرفون من اهلهم الحقيقة قبل مايعرفون من الناس ، بكت تُقى ماتستحمل كلامه وسحبها أيمن لحضنه يمشي طالع محدثها : خلاص تكفين
تُقى ببكى : تستوعب وش قال ! ابوي مايأذي نملة كيف يقدر يسمم ادمي أيمن!!
تنهد يحضنها ماعنده رد ابدًا هو مثلها مصدوم ولا مستوعب ونطقت جيهان : خذها لبيتكم أيمن مافي فائدة من جلوسكم هنا
تُقى برفض : لا بشوف ابوي
جيهان : مافي فائدة من جلستك ممنوع الدخول تركوه بالعناية المركزة
ناظرت لمودة اللي طلعت واكملت : وانتِ روحي مع زوجك لا تتركين بنتك وحدها
هزت رأسها مودة تبكي بصمت والتفتوا خلفهم لوصول ثُريا سيل من النظرات محد قادر يقول شيء وعرفت ان الحقيقة انكشفت ، من ناحية مودة و تُقى وحقيقة ان ابوهم قاتل لابو ثُريا خلتهم يحسون بالخجل ومشوا من غير كلام ، شدّت على الاغراض بيدها ومشت جيهان لها انتظرت صراخ جيهان وغضبها لانها بنت اللي وصلهم لهذي المواصيل لكنها تفاجأت من حضن جيهان لها وطاحت اغراضها تسمعها : وش سوا فيك يابنتي؟
ارتجفت شفايفها من حنّيتها وشعور الامومة فيها لان جيهان عرفت كل شيء من شدّاد ولا تنسى وقت نطق شدّاد " عاشت ثُريا بهلاك تكفين لحد يلومها " بكت ثُريا غصب عنها من فرط حنّية جيهان عليها ومن شعور انها ممكن تفقد مُهاب و من نظرات تُقى و مودة مابين ندم ولوم ومن كل شيء عاشوه لأسباب خارج عن إرادتهم ، بكت لانها ولأول مرة تتذكر امها وحضن امها وحنّية امها بعد مافقدتها سنين طويلة لقيتها في حضن جيهان ..
50
ابتعدت بعد وقت تمسح دموعها تسمع جيهان : محد له ذنب لا انتِ ولا مُهاب
ابتسمت بامتنان لها ولموقفها همست : وينه مُهاب؟
جيهان بتعب : بعد ماطلع عمه من العمليات طلع من المستشفى مارجع البيت؟
هزت رأسها برفض مستغربه واخذت الاغراض تردف : يمكن بالقسم بروح له
هزت رأسها جيهان : خليك معه لا تخلينه
ابتسمت بهدوء تطمنها ومشت تتركهم طالعه ، التفتت جيهان لجاسر اللي طلع يجلس بالكراسي ومشت نحوه تجلس تنطق بقهر بعد ماعرفت الحقيقة : حاتم ! شلون يا اخوي شلون!
رفع ذراعه يحاوط كتفها تسمعه : الاصغر كان طائش و مطيحنا من مصيبه لمصيبه بس ماعمري توقعت منه هشيء أبدًا
6
بكت بصمت لانها مثله ماتتخيل كيف واحد من اخوانها مجرم والاخر بطل ! كيف اجتمعوا الاثنين ببيت واحد !
طاحت دموع جاسر بضعف : تهقين يتنازلون عيال سالم؟
ناظرت له وقت اكمل بضعف : زعلان منه اي ومتضايق ولا مستوعب بس ماودي يموت ماودي
بكت بتعب تتظاهر بالقوة وتعجز بعد ماشافت ضعف اخوها بكت وسحبها جاسر يربت عليها بهدوء نظراتهم لاخوهم في غرفته اصابته من الإصابات الخطيرة توسطت صدره وسببت اضرار في الكلية ولحسن الحظ سلم الشريان الاساسي يحتاج وقت طويل يمتد لشهور للعلاج ولكن اذا تم رفع قضيته ورفضوا التنازل بعد صحوته ووقوفه على رجله يتم تنفيذ الحكم عليه حسب الحُكم الصادر من القاضي ..
10
نرجع بالوقت للوراء
القسم
+
بعد ماسمع كلام الدكتور الطويل وخلاصة ان عمه حالته حرجه حرك بهدوء للقسم متمكن منه الصمت المُريب ، بدل ثوبه الملوث ببدلته اللي تاركها هنا ، ناظر لشدّاد يسمعه : كيفه عمك ؟
مُهاب بهدوء : حي
اخذ شدّاد نفس واكمل مُهاب : وينه ؟
نطق شدّاد فاهم مين يقصد: نزلته الغرف تحت الارض محبوس هناك
مشى مُهاب يسحب المفاتيح يغير طريقه لقسم اخر محظور الدخول الا لمن لهم مكانة عالية ولا يتم سجن فيه الا لاقصى المجرمين وأكثرهم شناعة ، نزل الدرج في ظُلمة المكان يناظر للعسكري : وينه ؟
اشار العسكري لاحد الغرف وتقدم يدخل يشوف ان شدّاد ربطه من يده بحبال معلقه بسقف تارك ذراعه للاعلى وهو متدلي منها بشكل مُهين له ، ابتسم يشوفه نايم بصورة مرهقة وسحب كوب الماء يكبه على وجهه وفز عقاب يناظر له مرعوب ، ابتسم مُهاب : تعرف كم كلفتني اللحظة ذي ؟
ابتسم عقاب رغم تعبه : لدرجة ذي متشفق على شوفتي ؟ انت وابوك حبكم لي واضح
سحب سوط بهدوء يردف : انا رجل دولة واعرف ان التعذيب لا يسمح الا لمن وجب عليه حُكمه
اقفل الباب وهو يتقدم له مبتسم : سبع ليالي اوعدك فيها تتمنى الموت ولا تلقاه
ناظر له عقاب مايفهم قصده ورفع مُهاب السوط يضربه بظهره وصرخ بشدة والم لا يستحمل من قوته ، ابتسم مُهاب يستلذ بصوت تعذيبه مكمل : املك كل الأدلة ضدك الا دليل قتلك لسعود لا شاهد غيري
اعتلت نبرته الغضب : مين قتل سعود !
ورغم انه عارف الجواب لكنه يبيه يعترف وابتسم عقاب يستفزه : قطاع الطرق
ضربه مرة اخرى أشد يصرخ مُهاب يعيد السؤال : مين قتل سعود !
65
ويصرخ عقاب بالم يردف : قطاع الطرق
اعاد الضربه اقوى واعاد السؤال وكل ما جاوب عقاب بجواب مايبيه زاد ضربه لين انهلك يردف بصراخ الالم : انا قتلته انا ..!
ورغم انه توقع مُهاب بيتوقف لكنه ماتوقف يضربه ويسأله نفس السؤال ويرد عليه انه هو ويعترف ولا يوقف متجاهل صوت شدّاد يامره يفتح الباب متجاهل كل شيء ولا في عيونه شيء غير العذاب اللي عاشه هو و عاشته ثُريا و عاشه باسل ، ١٧ سنة اللي تجرع فيها الالم والحزن والضياع وعاش مسلوب كل شيء وحقه في الحياة سُلبت منه الرحمة والحنّية وعاش فيه القسوة وكل هالقسوة أظهرها لعقاب بقلب من حجر ما رف له جفن ولا شفق عليه لانه يستحق كل قطرة من العذاب ولو بيدينه يحرقه جزء ثم جزء لين يموت محروق من قوة التعذيب لكنه اكتفى بضربه وطبع الاسواط بظهره مثل ما طبعت الجروح في جسده عذبه يسمعه يعترف مليون مرة ولا توقف الا بعد ماتعب هو ..!
ابتسم يناظر له بوعيد وتهديد : والذي نفسي بيده لاخليك تعترف بقتلك قبل ما يسألك القاضي حتى والله لاخليك تردد انا قتلت سعود حتى بمنامك !
مشى له يوقف امامه بغضب : حق السنين العوج استردها منك ليلة وراء ليلة وحق الظبي اخذه من روحك وانا ولد سعود ..!
ومشى خارج يقفل الباب يتركه وناظر لشدّاد : لا تقول شيء ولا تعلمني بالقوانين بعد ما اخلص تعذيبه بلغ علي
ابتسم شدّاد بهدوء : ماراح اقول شيء بس المرة الجاية ابي صوت صراخه اعلى يطربني
ناظر له مُهاب بصدمه ميل ثغره مبتسم لانه ماتوقع رده ابدًا ومشى طالع راجع للقسم العلوي التفت للعسكري اللي نطق : حضرة النقيب جت حرمه تبي تدخل مكتبك
عض شفايفه العسكري بتوتر: والله اني منعتها بس قالت مب انا اللي امر عليها
مجرد ماسمع اخر كلامه عرف من تكون وهز رأسه يدخل مكتبه يشوفها جالسه في كرسيه واخذت قبعته العسكرية لبستها وترتب الرصاص بسلاحه !
اقفل الباب يناظر لها نطقت : تقدر تستريح
ابتسم غصب عنه من حركاتها وكيف تقلده بعقدة حواجبها مثله تحاول تلطف الجو و تروقه باسلوبها اللعوب ماتدري ان شوفتها فقط سبب ترويقه و تهدئته و زرع الامان بجوفه ، مشى نحوها يبعد السلاح عنها ووقفت تبتسم تبيه يرتاح : اجلس
جلس وميلت جسدها على مكتبه تجلس فوق المكتب امامه تناظر نحوه : كيفك ؟
ناظر لها وللخوف العالق بين اهدابها حاوط خصرها بهدوء وهو امامها جالس بالكرسي: ثُريا بخير مُهاب بخير ..
رده الدائم والابدي على حالته النفسية والجسدية وتنهدت تعبث بشعره : وعقاب؟
29
مُهاب بهدوء : انتهى عقاب اسبوع وتتحول قضيته للمحكمة بصورة نهائية والحكم قصاص بلا ادنى شك
ناظرت له مستغربه : اسبوع ؟ ليه مو بكره ؟
اطال بنظرة بهدوء : اصفي حساباتي معه
هزت رأسها بفهم : سجل لي صوته وهو يصرخ بحطه منبه جوالي
ابتسم بتعب منه ومن حركاتها و ردودها وكيف تاخذ الامور كلها بصورة كوميديا سوداء وهذا الذ واشهى مافيها ونطق : على خشمي
ابتسمت تنحني بسرعه له تقبل خشمه : عليه بوسه
عض شفايفه بتعب وتقدم يحاوط خصرها يرخي رأسه بصدرها بحيث انها جالسه بالمكتبة وهو في الكرسي سمح به ان يرخي رأسه محاوطها بذراعه وتدري انه تعبان وحيل مهلوك حاوطته بصمت تهمس بعد وقت : اذا دخل احد ؟
مُهاب بهدوء مغمض عيونه : انزله عند عقاب
ابتسمت تعبث بشعره : جبت لك ملابس واكل بعد ماودك تروح معي ترتاح شوي ؟
هز رأسه برفض : ما ارتاح ابدًا لين اعدمه
اخذت نفس تهز رأسها بفهم وهمست : وعمك؟
اطال النظر نحوها : رفعت قضية تسمم ابوك والأدلة موجوده واعترافه قبل ماتصاوب موجود بس يصحى يتم إحالته للمحكمة والقصاص حكمه الشرعي واضح
هزت رأسها بهدوء تناظر له بسكون وقف بعدها : ارجعي البيت ارتاحي لا تفكرين بشيء ..
هزت رأسها بفهم وودعته تتركه بهدوء وتفكير بصعوبة كل اللي عاشوه ..!
27
عدت الايام عليهم في سكون تام مابين محاولة استيعاب ان فعلًا عقاب نهايته بدأت وبين شعور غير مفهوم ابدًا ، اسبوعين كانت كافيه لجعل عقاب يعض اصابع الندم عض ويتلقى انواع التعذيب من مُهاب اللي رسم على بدنه خرايط لن تُنسى وعرضه للإهانة بشكل لا يوصف اخذ حقه واستلذ باخذه صارت العبارة اللي يرددها عقاب قبل ماينام واول مايصحى " انا قتلت سعود " لين صارت شعاره واعترف بكل شيء حتى موت ذاعر وتم القبض على جميع الشركاء واصبحت القضية الاولى في نطاق المملكة وانتشرت صور سعود تضامن معه والكل بدأ يعرف عن شهامته وقوته وشجاعته وهذا اللي كان يبيه مُهاب ان يتذكر العالم سعود من جديد ، اليوم هو محاكمة عقاب بعد استعجال مُهاب للجلسة يبي يعلن القاضي الاعدام ويبيه ينسجن كم شهر مذلول مكسور و مُهان قبل اعدامه ، يجلس في مقاعد الحضور متعب و جاسر وجهاد مع خواته وافراد الفرقة الثانية ، في الصف الاول شدّاد و مُهاب مع ثُريا وباسل ..
بدأ القاضي المحكمة يسمع المدعي العام يرمي جميع الاتهامات ويشرح القضية بصورة مطولة ، التفت القاضي بعد وقت لعقاب : هل تنفي الاتهامات الموجهة نحوك ؟
شدّ على كفوفه ينطق : انا قتلت سعود
43
ابتسم مُهاب منتصر بلذة من سماعه يكررها مثل المجنون ولم ينفي اي اتهام بل اثبته وشرحه بتفاصيل المملة ، اخذ القاضي وقته حتى أعلن حُكمه بالاعدام وقف متعب بانتصار : الله اكبر
بكوا بنات عقاب وعض جهاد على شفاه يشدّ كفوفه بهدوء اخذ مُهاب نفسه ووقفت ثُريا تمشي لعقاب تحت نظراتهم كلهم ، تركها مُهاب على راحتها وقفت امامه تبتسم بشماته تفلت عليه تحت نظراتهم كلهم وامر القاضي يطلعونها نطقت : اطلع بإرادتي بعد ما انهي كلامي
تقدمت من عقاب : كنت تقدر تكسبنا عون وسند وتمارس الابوة لنا ونوقف معك بس انت اخترت الذل والاهانة نويّت تنهينا وانهيناك حنَا
ابتسمت بسخرية : انتهى الفلم فرعون بس عذابك ما انتهى ولا عمره بينتهي
كان منهار ومهلوك ومصدوم من الحكم وطاح على رجوله يردد بصدمه : مستحيل !
ماتوقع ينهزم بنهاية وينكشف ويبان بشكل ذا قدامها وابتسمت بانتصار من منظره : الانتصار هذا لكل من مات لتحيا أرضه و عائلته لكل ضحية ظنيت انك قويّت عليها وعجزت وهُزمت ..
كانت هذي الحقيقة النصر هذا للموتى لا للاحياء ، لسعود و ذاعر ويمّان و زهراء و وردة وحتى سالم لكل من فدا هذا الوطن بدمه في حين أن الاخرين فرطوا به ، مشت تطلع وابتسم شدّاد يناظر لمُهاب رفع يده لعقله بحركة الجنون ابتسم مُهاب يوقف ويمشي يتبعها بينما باسل مشى مع جهاد يحاول يطبطب عليه يدري انه رغم كل شيء بتحز بخاطره اخوه متروك في التأهيل وابوه محكوم بإعدام وامه بعد طلاقها استمرت بعدتها وحزنها وكل هذي امور صعبه عليه وثقيله مهما تحملها ..
79
المستشفى
+
ناظر لبناته جالسين حوله تُقى يمينه و مودة جالسه بحضنها رانسي وابتسم حاتم يمد كفه لكفوفه حفيدته يلاعبها بتعب لانه صحي من اسبوع ومسموح الزيارة له بس حالته تحت السيطرة رغم صعوبتها وهمست تُقى : وش صار بالمحكمة؟
سألته لانه حضر محكمته عن بعد بسبب تعبه وكان الحكم متروك لعيال سالم يا يرضون بدية ولا حكمه وناظر لبناته بندم : اعذروني وانا ابوكم كانت غلطة طائش
عضت شفايفها تُقى تمنع نفسها تبكي هي مجرد ماتزوجت هلّت المصايب ولا حتى تهنت ورغم ذا ماعمرهم يُلمونه لانهم يعرفون حاتم ابوهم مايهمهم اي شخصيه ثانيه له ، رفع نظره لجاسر اللي دخل وطلعوا بناته يسمع اخوه : ابوي بيعرض عليهم دية اذا قبلوا بتهون عليك
ناظر له حاتم : ابوي مستعد يدفع؟
هز رأسه جاسر : بيدفع رغم انه ما سامحك لكنه مستعد
تنهد حاتم بتعب : مايرضون عيال سالم ولا بنته بترضى
جاسر باقتراح : نجمع القبيلة نوقف عند بيتهم والله يليّن قلوبهم
مارد يستمر بصمته وحسايف ندمه وغلطه يدفع ثمنها للآن ..
عدت الأيام بهدوء كان حكم تنفيذ الاعدام بعد كم شهر لذا عاشوا في سكون مُريب محد منهم توقع انه يعيشه لدرجة صار الامان مشكوك بامره ، في هذا اليوم قرر محسن زيارتهم في بيتهم واستقبله مُهاب بالكرم والجود وحسن الضيافة وابتسم يسمعه : كلفت على نفسك وانا ابوك
مُهاب باتساع : مامن كلافه واعذرنا على القصور
ابتسم محسن يناظر لجهاد جالس مع باسل و اولاد محسن يسولف نطق : شايل همه ترك عقاب كل شيء عليه يلقاها من اخوه المدمن ولا ابوه المحكوم اعدام
اخذ مُهاب نفس يردف : دامك ذكرت الموضوع ودي اكلمك عن شيء
التفت له محسن بتركيز اكمل مُهاب : اعرف انه مب وقته هالكلام ولا الظروف تسمح وتعرف ان جهاد ماله احد من بعد الله الا نحن
اعطاه محسن كل انتباهه واكمل مُهاب : ترضى تعطيه اخر بناتك ؟
رمش محسن يلتفت لجهاد يشوفه يسولف ومستقوي وصابر محتسب وابتسم بهدوء : ماعمري اعتبرته في موضع غير ولدي رغم كرهي لابوه كان هو الاستثناء ومني انا رضى وقبول والباقي شور البنت
ابتسم مُهاب باتساع : اترك الموضوع بيننا واعتبرها خُطبة كلام وبس تهدأ الاوضاع وتزين نزوركم بدياركم
ابتسم له محسن وتنهد مُهاب براحة لانه مجرد ماعرف من ثُريا برغبته وده يفرحه ويسعده ويخفف عليه حمل كل شيء يعيشه ويعرف ان تأسيس عائلة له بيكون اهم سبب لنجاته ..
32
اليوم الثاني
شقة سليمة
+
ضحكت ثُريا من حركات سامي وهو يطلع لها العابه ومبسوط فيها وعبثت بشعره تسأل سليمة : بدأ دوامك؟
ابتسمت سليمة باتساع : اي والحمدلله سامي يدرس بنفس المدرسة اللي ادرس فيها
ثُريا باستغراب : سامي مب صار في الابتدائي ؟
سليمة : اي اول ثلاث سنوات صاروا بنات و اولاد سوا
ابتسمت ثُريا بمزاح : سامي معك بنت حلوة بالفصل ؟
ضحك سامي يشرح لها بطفولة : اي دانيا مرة حلوة و رزان و روان و شهد
ضحكت ثُريا بشدة تهمس : يا نسونجي انت صدق ان الدم غلاب
ضحكت سليمة غصب عنها تفهم مقصدها ورفعت ثُريا نظرها لاتصال مُهاب وقفت : الحكومة تتصل
ضحكت سليمة توقف تسلم عليها : عُمري ما انسى افضالك وخيرك علي ابدًا الله العالم ايش كان بيصير فيني بدونك وفرتي لي بيت و وظيفة و زوجك كل شهر مايقصر بمقاضي البيت صرت استحي كل ما اطلع واشوف كل الاغراض برا
أخفت ثُريا معالم الدهشة ابدًا ماتدري ان مُهاب يصرف عليها ويعطيها ولا فتح لها الموضوع ابدًا وابتسمت تردف : تستاهلين كل خير سليمة
60
ابتسمت سليمة تعدل حجاب ثُريا : محد يستاهل يشوف شعرك الحلو و وجهك
ابتسمت باتساع ثُريا : ادعي لي معك لا تنسيني ابدًا
سليمة : عُمري ما انساك وكثري الزيارة
ثُريا وهي تلوح بيدها لسامي : المرة الجاي ببيتي
طلعت تفكر في افعال مُهاب الرجل الخفي بنسبة لها تذكر كل تفصيله تخصه ، في بداية زواجهم كان الخوف يسكن قلبها بسبب التحرش اللي تعرضت له وخافت يكون مثله خصوصاً انه رجل قاسي بوضوح ومظهره صُلب و غير مبالي كانت تراقب افعاله بصمت ، تذكر وقت فتحت رف في المطبخ و تفاجأت من اكل القطط الكثير وقت سألت خديجة قالت ماعندهم قطة ابدًا وفي احد الليالي من فوق بلكونتها شافته جالس في الخارج حوله مجموعة هائلة من القطط يطعمها باخر الليل في صمت وهدوء ، ماتنسى ملف كفالة الايتام بمكتبه وملف زيارة دار المسنين ، ولا تنسى الوضوء الدائم والمتكرر رغم عدم وجود صلاة والمسواك المستمر بيدينه والاهم ماتنسى سورة الكهف اللي تسمعها كل جمعة يقرأها جهرًا و خشوعًا قبل روحته لصلاة كانت هذي الافعال سبب انها ما تخاف ابدًا منه وتثق فيه تعرف انه تربى على يد صالح و مؤمن، شدّاد اللي كان يصحيه للفجر ولا يسمح له ينام قبل الوتر حتى انه كان يأذن في المسجد بامر من شدّاد ويهاوشه اذا سبقه احد واذن قبله مُهاب بداخله قلب تقي و مؤمن وصالح نشأ وترعرع في طاعة الله وهذا مصدر الدفء و الحنّية المفرطة فيه وان لم يظهر عليه ..
162
قصر متعب
+
بعد ماوصل ثُريا البيت رد على اتصال جده بطلب منه الحضور بشكل عاجل واستجاب له يتوسط المجلس باستغراب : سمّ جدي
متعب بهدوء : سمّ الله عدوك
اطال نظره بتفكير قبل ماينطق : كم يبون عيال سالم دية ويتنازلون ؟
تنهد مُهاب متبع بامر : اصحّكم تفكرون تعرضوهم لضغط لاجل التنازل
جاسر : الشرع حلل القصاص وحلل الدية وانت خابر عمك اخذته حسايف العُمر ندم يابو سعود
مُهاب بعدم اقتناع لكلامه : اللي تسميه عمي صافح يمين قاتل اخوه سنين
جاسر بدفاع : وصافح الندم
قاطع نقاشهم الحاد متعب : انا ما سامحته ولا رضيت عنه لكنه يستحق يعيش مب له لكنه لحفيداتي
مُهاب بسخرية رغم انه يتمنى يشمله عفوهم بس ماوده يظهر رغبته يخاف يضغط على ثُريا و باسل : وسالم ماكان يستحق يعيش علشان عياله ؟
دخلت جيهان على كلامه : اتركنا نحاول ونعرض الدية المبلغ اللي ودهم والملايين اللي ترضيهم واترك الامر لهم
هز رأسه بهدوء يترك الامر من اختيار ثُريا و باسل يا الرضى او الرفض التام ..
5
بعد اسبوع
الاستراحة
+
ضحك راجس بشدة لان أيهم خطب اخت حميد وصار الوضع بينهم مثل القط و الفأر بحيث ان حميد متزوج مسبقًا من أخت أيهم و مخلف نطق بتلعن : والله لاذلّك ذلّ ما عرفته العرب من قبل
عض أيهم شفايفه بوهقه : انتوا وافقوا اول وبعدين نتفاهم
حميد : الاهل معطين ردهم و رأيهم الموضوع الآن بين يديني
أيمن بمزاح : صلى استخارة يمكن ترتاح
حميد مستمر على استهباله : صليت يا رجُل ما ارتحت
فراس باتساع : ودك اصلي عنك
راجس : صليت عنه نفس الشعور ياخي وجهه مايساعد ترتاح له
أيهم بقهر : اسكت لاسفل فيك انت و كُليب
التفتوا لدخول مُهاب وابتسم أيمن : حي ولد العم
ضحكوا مب بسبب أيمن لا بسبب فراس اللي نطق بعده : من يوم عرفه يردد ولد العم مع أذكار الصباح والمساء
ضحكوا بشدة وابتسم مُهاب يجلس ويسمع أيهم : خطبت يا نقيب
قاطعه حميد : ماوافقنا عليه
ابتسم مُهاب : افا انا موافق
انتشر صراخ أيهم غصب عنه من فرحه وضحكوا عليه وعلى حميد اللي نطق : النقيب يبيك ؟ والله مانردك
على الرغم انه من البداية موافق ومستحيل يرفضه لانه رجل مايلقى مثله بس يبي يمازحه وانتهى مزاحه بعد كلام مُهاب ، نطق مُهاب محدث راجس : الاعزب الوحيد ؟
أيمن باستهبال : ينتظر الجليلة تطلع من الزير تتزوجه
فراس يشاركه المزاح : الجليلة زوجة كُليب ماياخذها نعطيه اليمامة
أيمن باستغراب : ليه ماتاخذها ؟
راجس : افا واخون كُليب
ضحك حميد وأيهم يرميه بالعلبه : والله انك مريض
ضحك راجس لانه يمازحهم والتفت لمُهاب : لي نية بخطبة
اعطاه مُهاب كل تركيزه : لنا علم باهلها ؟
راجس : تذكر العم علي بديرة مزهر ؟ بغيت من بناته
ابتسم مُهاب : نعم الرجُل ونعم النسب والاختيار الله يرزقك الخير وزواجك علي
راجس برفض : لا تكفى
مُهاب باعتراض : والله انه علي مابه نقاش
كان يبي يعترض بس يد مُهاب اللي مسكت كفوفه منعته من الرفض وتنهد بهدوء ورضى بعد حلفه ..
101
اليوم الثاني
بيت المُهيب
+
هذا خامس يوم على التوالي من وقوف رجال آل رشيد وبعض من شبابهم خلف الباب لقبولهم الدية رغم من رفض مُهاب لوجودهم صار حضورهم في اوقات هو مب في البيت ، تشوف الرجاء بوجيهم والشماغ ينزلونه في امل يحنّ قلوبهم ولو شوي ، عض باسل شفاه يناظر لهم من الشباك والتفت لثُريا : بنت تكفين
16
ناظرت له بغضب : وش تكفين وش ماراح اسامح
باسل : ماقلت سامحي تنازلي عنه اتركي امره لله
ضحكت بقهر : لو نزلت قلت لهم تنازلوا عن عمي يرضون ؟؟
باسل : مافي مجال للمقارنة بينهم ثُريا! عقاب مجرم و فاسق ولا بقلبه رحمة مافكر يتوب او حتى يحنّ على احد ولا همه الا نفسه بس حاتم رجُل يخاف ربه ويحاول يحسن اغلاطه اللي ارتبكها بطيش
ناظرت له بصدمة : موت ابونا زلة طيش بنسبة لك !
باسل بغضب: لا تترجمين كلامي بمفهوم ثاني افهميني تكفين ماتشوفين شماغ الرجال بالارض !
صرخت بغضب : لو يرمي مب بس شماغه حتى سرواله ماكفى شيء
ضحك جهاد غصب عنه ومشت تدخل غرفتها سحبت جوالها تتصل على شدّاد ماتبي تدق على مُهاب لان اخر مرة جاء صارت مشادّه بالكلام مع عمه ولا تبي هشيء يتتكرر من جديد ،
رد شدّاد يسمعها : تكفى تعال مابي اشوفهم ولا والله لانزل انا
شدّاد بعجلة : تنزلين بين الرجاجيل انتِ مجنونة مافارقت بس هالمرة رسميًا ينجنّ مُهاب
ثُريا بغضب : والله العظيم يا شايب ان
قاطعها بعجلة : جاي حاي
قفلت تتكتف تناظر لهم من الشباك ، من اللحظة اللي جت فيها جيهان تعرض عليهم الدية كان الرفض قرارها الصارم ، قضية حاتم تمشي بسرية مافي معرفة كثيره من الناس فيها والسبب انها ماتبي سيرة ابوها تنفتح ابدًا ولا يتكلم احد عنه بس مع اللي يصير الآن احتمال كبير ينذكر ابوها تحت مسمى الاجرام ، تتعرض لضغط مُهاب زاد ضغطه وعصبيته عليهم يرفض وجودهم ورغم ذا مايسمعون منه ، ماتبي تناديه ويوقف بينها وبين اهله ابدًا لذا لجأت لشدّاد ومعه الفرقه الثانية ونزل باسل وجهاد معه مجرد ما شافوا وصوله غاضب منهم : وش المهزله هذي !!
احد افراد آل رشيد رمى شماغه امام باسل اللي تراجع بفزع بسببه : نحن في وجهك لا تردنا خائبين!
بلع ريقه منه ونطق شدّاد : شيل شماغك شيل واطلع لا اخليك تمتر عنبر سته
نطق احدهم بجهر : حنّا آل رشيد ما نتهدد
واردف الاخر : وحنّا آل زين ما نتنازل
ناظر لهم شدّاد يفقد كل سيطرته على غضبه : لعنة عليكم كلكم بستثناء مُهاب
ناظروا له بصدمه : تلعنا !
هز رأسه بغضب : العنكم والعني يوم عرفتكم لا اشوف حد قدامي يالله
حرك عصاه امامهم تراجعوا بفزع منه وتجمعوا الفرقة الثانية وانهاروا ضحك من اللحظة اللي لعنّ فيه ونطق بعدها يستغفر بتكرار لانه مايداني اللعن ويعرف ذنبه بس فقد سيطرته عليهم بغضب منه صار له اسبوع يحاول فيهم ولا تراجعوا الا بعد غضبه !
108
ركب سيارته يغادر بقيوا افراد الفرقة يمنعون اي تجمهر عند بين مُهاب لين وصل مُهاب نزل مستغرب : وش صاير ؟
راجس : تجمعوا للمرة الثانية
جهاد : بس جاء شدّاد ولعنهم وروحوا
عقد حجاجه مصدوم : لعنهم !
كتم ضحكتهم وقت اكمل جهاد يعلمه : الاثنين آل رشيد و آل زين بستثناء مُهاب
ابتسم مُهاب بضحكة : يمّون يمّون
مشى داخل البيت ونطق أيمن : ام زكي تطلعين معانا ؟
انفجروا ضحك لانهم عارفين مين يقصد وضحك جهاد : لا والله باقي لي بيت انشر فيه علوم
57
عند مُهاب
دخل غرفتهم يشوفها في البلكونة جالسه تسقي النباتات بهدوء تقص اوراقها الذابله والاكيد ان عقلها ابدًا مو معها ولا حتى انتبهت على وجوده حولها ودخوله حتى توسط البلكونة وانتبهت لظلة تلتفت له بهدوء تبتسم : اهلين
رمش مُجيب على ترحيبها وجلس امامها يسمعها : كلمني خالي انك فتحت موضوع جهاد عنده وقال البنت موافقه بس ماوده شيء يكون رسمي الان
هز رأسه بفهم : ولا جهاد وده الآن كلمته امس وراضي بس يبي الموضوع يتآجل شوي
هزت رأسها بفهم واكمل : والسجينة اللي كانت معك رحت لبناتها خالهم متكفل فيهم والدولة ماتركتهم
ابتسمت لانها تذكرت "مناير" اللي طلبت منها تزور بناتها وتسلم عليهم ولا قصرت ثُريا بزيارة والعطايا ابدًا ولقيت منهم أحسن الاستقبال حتى ان مُهاب تكفل بالموضوع معها ..
التفتت له وقت نطق : تعالي ..
وقفت تنفض يدها تمشي نحوه بهدوء تجلس قدامه وهز رأسه بعدم رضى : تعالي لحضني مب للكنبة
ابتسمت بتعب يبان في تفاصيلها و وقفت تمشي له تشاركه نفس الكنبة وحضنه مثل ماوده وطلب تسمعه يعبث بشعرها يردف : ليه تندهين على شدّاد وانا حولك ؟
اخذت نفس تعض شفايفها بهدوء : مابي بينك وبين اهلك تصير مشاكل بسببنا
مُهاب بهدوء ويده تعبث بشعرها : ماتصير والغلط منهم ومن وقوفهم هنا محد يقوى يجبرك على شيء واللي ودك يصير ..
ابتسمت تشد عليه بحضنه كرد عن كلامه تبقى في الوضع ذا لوقت طويل ختمها بقوله : سمعيني شيء ..
رمشت تعتدل بجلستها بخوف بان في ملامحها : رايح مُهمة ؟
ابتسم يطمنها يعبث بشعرها : اقل من مسمى مُهمة
اكملت بعجلة تتشوق للمعرفة تطمن قلبها : اذا ماكانت مُهمة ايش تكون !
اخذ نفس يختار انه يشرح لها ولا يتركها في قوقعة التساؤلات الخائفة : عقاب اعترف بكل جرائمه وبكل مساعدينه من ضمنهم واحد اسمه زايد هو اللي ساعده كان هارب ومسكوه بالحدود وانا رايح اخذه و اوصله معي لهنا يتعاقب في العاصمة ..
18
هزت رأسها بفهم وشبه طمأنينة : وتتأخر ؟
رفع يده يبعد خصلة تاهت في ملامحها : اسبوع بالكثير ..
تنهدت بهدوء همس بنعاس : وش مخوفك ؟
رفعت اكتافها بجهل واحتضنها يقبل رأسها : مايصير شيء وانتهى الخوف مابقى حولك الا انا والامان ..
اغمضت عيونها بنعاس تهمس : انت الامان
ابتسم بوسع ثغره واعتدلت بجلستها تتذكر طلبه : ايش ودك تسمعه ؟
ارخى ذراعه يتكأ على كوعه وبسط كفه على خده يناظر لها وتجهيزها : اللي ودك
ابتسمت تتنحنح بعد ماشربت الماء تشوفه يشغل تسجيل الصوت وابتسمت تنطق بصوت هالك منه واليه بدأت كل الحكاية وانتهت :
بعد حين يبدل الحب دارا
والعصافير تهجر الأوكار
وديار كانت قديما ديارا
سترانا ، سترانا كما نراها
ابتسم لانها تبهره بصوتها ثم تبهره باختيارها للاغاني وكانها تعرف ايش يحب ويفضل ويهواه من بعدها ، رمش يسمعها تزيد هلاكه في كوبلية : سوف تلهو بنا الحياة وتسخر ، فتعال ، تعال أحبك الآن، الآن، الآن أكثر ..!
مايدري شلون قاوم عدم الانهيار وهي تردد " الآن " لكنه لا شعوريًا نطق بـ " الله ! " متعجبًا من عظمة الصوت دون اي آلة موسيقية وهذا خلاها تكمل وهي تبتسم باتساع وتلاعب بطبقات : والمساء الذي تهادى إلينا، ثم أصغى والحب في مقلتينا ، لسؤال عن الهوى وجواب وحديث يذوب في شفتينا قد أطال الوقوف حين دعاني ليلمّ الأشواق عن أجفاني ، فادن مني ..!
فادن مني وخذ إليك حناني ..!
استجاب لها مثل ما طلبت يدنو منها يأخذ حنانها و كأس الحُب في ثغرها واغصان الزهر في نحرها .. دنى منها كمن يدنو من حتفه برضاه التام واستسلامه الابدي وحقيقة شعوره الصادق يستلذ بها كما تستلذ به ويرفعها بين احضانه تضحك من عجلته بحملها مثل زهرة بيد سارق من البستان همس يحدثها مكمل الاغنية بصوته : وليكن ليلنا
ليلنا طويلا
فكثير اللقاء كان قليلا ..
ابتسمت و حاوطت نحره تتوه فيه مثل ما يتوه فيها ويستلذ ، لانه الحبيب الذي طاب الهوى له وحملتهم الايام في راحتيها وأهدتهم صدفة فالتقيا بعذوبة في بحار تئن فيها الرياح ضاع فيها المجداف والملاح وحديث في الحب إن لم نقله أوشك الصمت حولهم أن يقوله ولن يرى الحُب من بعدهم من حداه هم ليل الهوى وهم ضحاه ..!
79
عدت الايام وطلع مُهاب لمهمته بعد وعده ما يتأخر عليها ويستمر يطمنها عليه ، غيابه كان مُرعب لها من نواحي كثيرة ولا صارت تنام كثير ، هاليوم بذات دخل باسل عندها يفتح الموضوع نفسه للمرة الالف وترد عليه بغضب : باسل انت محتاج فلوس شيء علشان كذا تبي الدية !
8
ناظر لها مصدوم وانفعل لاول مرة يعصب امامها : صاحية انتِ تسأليني هسؤال ! ليه ما تحطين لي اعتبار ليه ما تستوعبين اني اخوك الكبير ؟؟
وقفت بغضب تناظر له : مو قادرة افهمك ليه تبي تتنازل
صرخ بقهر وعلو : علشان ابوي ! علشانه!
سكتت واخذ نفس يناظر لها : محد يدري عن ابوي شيء لان القضية للان ما انتشرت بس مجرد مايتم الاعدام تسأل الناس عن الاسباب بيعرفون كل شيء ويتكلم الحي والميت عنه نخيتك ماودي والله اسمع احد يذكره
اخذت نفس تسمعه يكمل : وعلشان مُهاب ..
اطالت ببصرها متعجبه : مُهاب !
باسل : اي مُهاب اللي تخلى عن كل شيء وعن اهله ويوم رجع تشتت شملهم انا ماقدر اوفي حق مُهاب ابدًا الا بشيء ذا
كانت ساكته تسمعه بصمت يكمل : ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) اتركي امره لله والدية اتبرع فيها كلها لابوي يمكن سالم ظلم كثير واعماله شينه لكنه خلَف واللي خلَف ما مات ومستعد أتصدق عنه لين اموت ..
رمشت تحاول ماتطيح دموعها وقت اكمل : قلتها مرة واعيدها العالم والدنيا تعرفه برئيس العصابة وانا اعرفه بالاب الحنون وعفوت مثل ما تعلمت منه ، حاتم لا يقارن بذنب مع عقاب ومتأكد ان اشد عذاب راح يعيشه هو عذاب ضميره لو تبين تعذبينه فعلًا اتركيه حي بذنبه يعيش بندم طول عمره ..
رمشت بهدوء وصمت همست بعده : الموضوع لك واللي تبيه سوه مافرقت بنسبة لي لا بيرجع ابوي ولا حتى سعود الحساب يوم الحساب
مشت لكنها استوقفت بيدينه اللي مسكتها وتنهد بتعب : مابي شيء يصير بزعلك
هزت رأسها برفض : مب زعلانه ولا حتى مبسوطه ماعندي اي شعور باسل بس لي شرطين ان بغيت تعفو
تنهد بهدوء : سمّي كل اللي ودك مُجاب
اخذت نفس تبتعد عنه تردف : ماودي بدية مايسوا موت ابوي لو يدفعون ذهب
ابتسم يهز رأسه برضى : والثاني ؟
اخذت نفس تنطق : ابي يتحاسب على افعاله الثانيه وتفتح قضيه بالادلة الموجوده وينسجن لو سنه اقل شيء مايحق له يطلع منها من غير حساي
هز رأسه برضى واحتضنها بهدوء تنهدت تحضنه بصمت ومشت تتركه بعدها ، اخذ نفس يتصل على شدّاد وسأله عن كل شيء وطلب منه يجي قفل منه يتخذ قراره وطلع لرجال واقفين برا نطق احدهم : تكفى يابو سالم
ناظر لهم كلهم ولوصول شدّاد بغضب منهم بعد اتصال باسل وهو بطريق لكنه توقفت خطواته من اللحظة اللي نطق فيها باسل : والله لو يتنازل كل رجال هنا عن روحه فدا لسالم ماكفاه وان شافه كل من هنا بمنظر المجرم ماشفته الا بنظرة الولد لابوه ولكن نبغى الجنة وحنا عفينّا لله
انتشرت اصوات التكبيرات والتهليل وتقدم جاسر منه يبي يحضنه لكنه تراجع بهدوء : مابي منكم لا سلام ولا كلام ولا مال وعلم اخوك طريق نمّر منه لا يجيّه ولا انتهى شيء يُحاسب على افعاله وصمته كل هالسنين
مشى يتركهم ويدخل البيت وتنهد شدّاد لان الطريقة اللي عفا عنها بتزيد وجعهم كيف بالصغير تكلم مع الرجال الكبار بكل هذا الوعي والمنطق ولا قبل منهم شيء وتركهم في بابه ولانه وافق على فتح القضية يعني اذا ما قصوه بينسجن كم سنة على باقي افعاله ومشى يعلم جاسر ، تراجعوا كلهم لديارهم من ناحية فرح لعتق الرقبة ومن ناحية ضيق من موقفهم عندهم ..
73
المستشفى
+
بكى حاتم من الخبر اللي وصل له من اخوه ، بكى لين بللت دموعه لحيته يقوم من سريره يسجد لله يوم ظنوها كلهم سجود فرح كان هو وحده عارف انها سجود ندم وحزن ، ١٧ سنة نادم ويطلب المغفرة والتوبة من الله ويحاول يصحح اغلاطه ، بكت تُقى بفرح مع مودة وفتح ذراعه يستقبل بناته في احضانه ويبكي معهم يسمع جيهان تنطق بين دموعها : الحمدلله ، الله يكتب اجرهم
همست موده : بس قالوا قضية وسجن؟
تنهدت تُقى : السجن اهون عليّ من القصاص
هز رأسه جاسر لانه كلامها فعلاً صحيح والتفتوا لدخول متعب ، هذي المرة الاولى اللي يزوره فيها من وقت اصابته ، بلع ريقه حاتم يوقف امامه يسمعه : عفو عنك اهل الارض بقى رجاك انه يعفو رب الارض
اغمض عيونه من هول العبارة يسمعه يكمل : قدرت تنام و قاتل اخوك مرتاح ، الطريق اللي يمّر منه ولد سعود وابو سعود لا تمّره .. !
اغمض عيونه حاتم وطلع متعب في هذي اللحظة ادرك ان الاعدام كان بيكون اهون عليه من ان ابوه و ولد اخوه يبتعدون عنه و ولد سالم عفا عنه بلا مال حتى وكانه يتصدق عليه وتركوه حبيس الندم والذنب وهذا اشد واقسى من الاعدام حتى وكم سنة يعيشها مسجون ؟ تمنى القصاص لحظتها..
تنهدت جيهان تحاول تليّن المكان : المهم رأسك يشم الهواء والباقي هين
هز رأسه برفض : مايشم انا رأسي بتراب وانا حي ..
تنهد جاسر وهو يوقف بصف ابوه لكنه ماوده يترك اخوه بلا احد مابقى له الا هو اساسًا ومشى طالع يتركه مع بناته وجيهان ..
8
« مُهاب »
اتم مُهمته وسلم زايد للجهات المختصة يتم تحويله لسجون عند عقاب بس طبعًا مو قبل ماياخذ حقه من كل قطعة بجسده بضرب والشتايم ، اثناء عودته وصل له خبر العفو عن عمه يدري انه مستحيل ينسى اللي صار ويسامحه بس تفاجئ بعفوهم له ولا ينسى ابتسامته وقت نطق شدّاد " بس ترى طلبوا فتح القضية بتكون قضيته سرية لدولة وينسجن ما لا يقل عن خمس سنوات افعاله مب كثير وقتها " هو ابتسم لانه متأكد انه طلب ثُريا مستحيل تسامح كذا ، وحرك لبيت ينزل بعدها يدخل يشوف باسل واقف ومعه شنطه : افا على وين!
ابتسم باسل يلتفت له : هلا ومرحبا
سلم عليه مُهاب : الله يبقيك ماقلت لي وين رايح ؟
اخذ نفس بهدوء : لين متى ابقى هنا اشتريت بيت
عقد حجاجه مصدوم : قصرنا معك بشيء ؟
ابتسم باسل : عليم الله لو ادفع دمي لك ما كفيتك بس ابي اكون نفسي وبيتي واتزوج الخير كثير
ابتسم يهز رأسه بالايجاب : الله يوفقك ، ثُريا صاحية؟
باسل : مدري طلعت من وقت
مُهاب بتساؤل : العفو منك ولا منها ؟
ابتسم باسل : من الاثنين
حضنه بهدوء ودعه يغادر البيت ليكتب قصته وحكايته الخاصة فيه ويسترجع حياته المسلوبة كناجي وليس ضحية ، دخل مُهاب الغرفة يستشعر البرودة تنام بهدوء وتنهد يسحب ملابسه يغتسل ويرتاح تحت الماء البارد ، طلع يجفف نفسه ولبس يتقدم منها وعقد حجاجه يشوف تعرق جبينها وحركاتها تهز رأسها برفض دلائل انها تتعرض لكابوس الان ،
+
نفس كابوسها المعتاد مُهاب يغرق امام انظارها يتكرر من ايام رغم ان عقاب خلف القضبان ماترك لهم اي راحة ، فز لها يحاوطها يصحيها بهدوء يحاول ما يخوفها بهمسه : ثُريا ابوي اصحي
فتحت عيونها بفزع ماكمل نومها الساعتين وصحت بكل هذا الخوف مجرد ماشافته رمشت تتنفس برعب : مُهاب!
احتضنها بهدوء يرخي رأسها صدره يقبل رأسها بتكرار : هنا مُهاب هنا ..
سحب قارورة الماء يشربها وابتعدت بتعب تستلقي تناظر له : جيّت ..!
هز رأسه يحضنها بهدوء يُقبل رأسها وجبينها بتكرار تستشعر لمسات يده الحنونه الدافئة يطمنها بقربه حولها ومعها : دايم اجيّك
ابتسمت بتعب تناظر له ولا قطع تواصلهم البصري ابدًا حتى اغمضت عيونها بتعب تغفى بين احضانه وفي صدره ولا سألها عن احلامها ابدًا يكفيه انها ارتاحت الآن ، مستعد يحلف ما نام هذيك الليلة رغم تعبه و دوامه وسهره بقى يناظر لها يتلامس شعرها يخاف تصحى بفزع ولا ينتبه واطال بنظره لها بين احضانه تنتعش وتشفى من كل سقم ..
17
عدت الليالي والاسابيع والشهور عقاب حبيس ذنبه يعيش عقابه و اسوأ ايام عُمره مازراه احد ولا ذكره احد ، زوجته طلقها والثانية سرقته وهربت اولاده واحد مقتول والثاني في التأهيل والثالث مايعترف فيه بناته نسوه ولا كانه بيوم من الايام في حياتهم وأولاد اخوه سبب اعدامه !
ناظر لزايد يردف : دقيّت عليك من اول يوم شكيت قلت لي انه مات
زايد بغضب : دفناه سوا نسيت مع اهله ! اسأل حاتم اللي كذب
عقاب بهدوء : حاتم تخلى عنا من ١٧ سنة اول اتصال علمته انه حي انتظرت انهياره لكنه فرح وبكى من سروره
زايد يعاتبه : قلت لك من اول يوم قررت تدخله معنا انه جبان ولا يأذي نملة وبنهاية قتل اخوك وتركنا هو هددنا لو نقرب سعود يتركنا وفعلًا سواها
تنهد عقاب بشرود وقف زايد يناظر له : فاز سعود يا عقاب وخسرت انت ..!
قالها يمشي يتركه مابقى على اعدامه شيء الليالي تمر وذنبه يكبر ودارت الدنيا فيه وضحكت عليه خسر كل شيء و سُلب منه كل شيء ، انتصر سعود بنهاية وظهر الحق و زهق الباطل ، كل تجبر عاشه انقلب عليه واستشعر الذلة بحياته رمُي في السجون بعد ما نام في القصور و عاملوه مثل الخدم بعد ماكان حاكمهم ، انتسى من كل شيء وخسر أشرّ خسارة المدينة استعمرت والسور طاح والقلعة هُزمت بنهاية و ولد سعود انتصر ..
20
في الجانب الاخر
مرت الكثير من الاحداث على سمر وفراس اهمها ان وضعية الجنين كانت لا تسمح بمعرفه جنسه وهذا اكبر هلاكها وزعلها حتى وصلت الشهر السابع !
وكانت هنا الذ مفاجاة تشرح لثُريا بحماس : كنا مخططين لاحتفال ونعرف جنسه بس من كثر ماتعبت بس قالت الدكتورة عرفنا صرخ فراس علشان تعلمه
ابتسمت ثُريا بحماس : بنت صح !
ضحكت سمر تهز رأسها بالإيجاب وصرخت ثُريا تحضنها : الحمدلله اهخ ما اتخيل نسخه منك ! باكلها والله العظيم
ضحكت سمر بشدة : مبسوطه مرة من اول ابيها بنت فراس انقطعت احباله الصوتيه من الصراخ
ابتسمت ثُريا بضحكة : طيب والولادة ايش قالت؟
سمر بمزاح تستهبل عليها : قلت لها انه اتفقنا انا وفراس انا احمل وهو يولد رفضت
انهارت ثُريا تضحك بشدة تضربها بخفه : احبك والله العظيم
ضحكت سمر : لا تضحكون علي ترى للان مو مستوعبه شلون بطلعها قالت لي عملية الا اذا تغيرت وضعيتها
مدت ثُريا يدها لبطن سمر : يادلوعه من اليوم رافضه تغيرين حتى وضعيتك !
ابتسمت سمر وصرخت لانها تحركت بعد ما انهت ثُريا كلامها وضحكت ثُريا بصدمه : ياحياتي اللي تسمع كلام خالتوا يعالم
ضحكت سمر تناظر لدخول مُهاب وابتسم بس شافها : حي الحامل و المحمول
ضحكت بشدة لانه يعيد هالعبارة من وقت حملت لليوم وقفت تبي تسلم عليه تسمعه : ارتاحي انا جايّ لك
جلست وجلس جنبها باتساع : كيف صحتك وصحة المجهول؟
ضحكت بشدة : المجهوله تقصد؟
رفع حاجبه بدهشة وابتسم : بنت ! يالله انك تحييها
ضحكت سمر وابتسمت ثُريا تناظر له طول الفترة اللي طافت هادئ وهو طلب تأخير قصاص عقاب يبيه يعمر في السجون ويتآكل منه الندم بس مابقى شيء لان بكرا بضبط قصاصه وهدوء غريب تحسّه في مُهاب خصوصاً انه هو شخصيًا اللي راح ينفذ القصاص وناظرت له ولتعب واضح فيه من انشغاله بالقبض على كل افراد العصابة وفتح سجلات قديمة والبحث عنهم وقضية عمه استغرق الامر منه شهور مب بس ايام وهذا اخذ من صحته وعافيته الكثير تنتظر القصاص على احر من الجمر ونهاية كل هذا التعب ..
18
« باسل و دلع »
2
الفرح الوحيد اللي صار له هو كتب كتابه بصورة عائلة على دلع رغم رفض ثُريا لانها تبي زواج وعدها انه مجرد ملكة لاجل يكون كل مابينهم حلال وبسبب مُهاب اللي ابدًا ماكان راضي عن علاقتهم واستمر يأمره يكتب كتابه عليها وبس يكون مستعد يتزوجها بزواج يعرفه الحي والميت لعيونه ،
1
بالفعل تم كتب الكتاب وهو الان يدخل بيتها وينحني لامها يقبل يدها و رأسها رغم مقاومتها كان يحبها حيل ويحترمها ويعدها بمكانة امه ولا عُمره ينسى معروفها معه يسمعها : الزيارة بحدود يا ابني
ضحك باتساع : اللي ودك يصير لو تحطين لي منبه ما اقول الا حاضر وسم وابشري
ابتسمت منيرة : والله لو تبي غرفة بالبيت فداك
ضحك يوقف يقبل رأسها وابتسمت دلع برضى تحب كيف يحترم امها وكيف يحسب حسابها حتى بالهدايا امها امرأة مطلقة ولا جابت احد بالدنيا ذي الا دلع واخوها المتوفى وهذا سبب حُبها لباسل اعتبرته ولدها من اول لحظة شافته في المستشفى خصوصاً ان لها ولد مات بنفس عُمر باسل تعلقت به وربته وساعدته واعتبرته فرد من عائلتها وفعلًا صار زوج بنتها و ولدها مالقيت منه الا الاحترام والتعويض عن كل شيء عاشته ، طلعت منيرة وابتسمت دلع تسمعه : دلع قربي
وقفت له تنطق بعدها : اي كذا تناديني
ضحك بشدة : وش مزعلك في كلمة دلوعتي والله انها رهيبه مع اسمك
ابتسمت تخجل منها ؛ رهيبه لوحدنا مو عند امي امس تقلدك وثُريا اخذتني طقطقه
ضحك بشدة : وش عليك منهم المهم انا مبسوط فيها
ابتسمت باتساع وقت انحنى يُقبل خدها بين ضحكاته ..
7

